البارت السادس ....التكمله 3
اشتد البرد واختفت الشمس خلف الغيوم ولكن لايزال بريقها يشرق في المكان على الرغم من خفوته لازال الوقت ذلك الذي
كان فيه ظل كل شي موازيا لطوله لاامتداد فيه ولا اختفاء ....هبت ريح على الرغم من انها كالنسمات الماره الا انها تحمل بين
ثنائياها نوع من البرودة كيف لا والفصل شتاء ؟!
كان يجلس على الكرسي المقابل لها في الحديقه دون كلام .....ينتظر فقط متى يحين وقت مللها وتطلب منه العودة الى المنزل
اما هي فلا زالت كحالها في مكانها الذي لم تبرحه منذ ذهاب ابنة عمها وشقيقتها الكبرى تلعب في الرمل ذاك الذي يقع وسط الحديقة ليتسلى به الاطفال ....لاتزال تحمله بين يديها ثم تنثره وهكذا استمر الامر لنصف ساعه دون ان تنطق بحرف واحد
سئم ذلك الوضع وهم بالوقوف ليسدو نحوها وقال برفق :نينا .....هيا بنا يجب ان نعود الان
ولكن لا اجابه .....وكأنها لاتسمع احد ما ....
(يا الهي انها تبدو مثل الدمية التي لاتعي مايجري حولها .....يالي من احمق كيف لا وشقيقتها للتو قتلت )
هذا ماتردد في داخله بمزيج من مشاعر الحزن والاسى ......
قاطع تفكيره آن ذاك
ذلك الصوت البارد الخالي من اي مشاعر وعواطف انسانيه :اتعلم
جيم بإندهاش لانها لم تتكلم منذ زمن قدره اسبوعا:ماذا ؟؟
نينا وهي لاتزال تعبث بالرمل :هل تعلم يبدو ان شيرلي كانت خائفه ......ترى كيف كانت تبدو قبل تلك اللحظه لو اننا لم ..
قاطعها بحزن مشفق على حالها قبل ان تكمل كلماتها التي عرف الى اين ستصل :لاتفعلي هذا الذنب ليس ذنبك ابدا انه...
اتعلم ؟!
كلمة قيلت بشكل مخيف من تلك الطفلة التي قبضت على الرمل بقوة بين يديها
نينا بحده :انها هي .......هي من قتلتها انها ليندا ماركينيز انا واثقة انها موجودة حقا انها......هي
اتسعت عيناه على وسعهما انه هو ذات الشعور الذي خالجه .....ذلك ما استنتجه تراجع عدة خطوات للوراء ثم جلي على ذلك الكرسي الخشبي
ولكنه سرعان ماذهب بنظره اليها مستغربا تلك الكلمات
انها هي .....ولكنها نطقت بكل الم بصوت اجش باكي لاول مرة منذ دفنها بكت وتكلمت
افلتت الرمل من بين يديها بحزن ودموعها تتساقط على ذلك الرمل كحبات المطر في بداية نزولها
نهض من مكانه وصل اليها ثم ربت على كتفها بحنيه وقال :انا اصدقك انا اعلم انها هي
نينا نظرت اليه بتلك العين الدامعه :ولكن سارا لاتصدقني تظن باني مجرد طفلة قيدتها الاوهام
ولكن ......يكفي لم اعد تلك الطفله .....لقد اكتفيت من كوني كذلك
نهضت من مكانها اخيرا ثم مسحت دموعها بكفيها وقالت :هيا لنذهب
جيم بإبتسامته المعهوده :اجل هيابنا وما ان ادرا ظهره لها حتى اصطدم باحدهم
وضع يده على راسه ثم قال بسذاجه :انا اس..ف
واكمل متفاجئا مرعوبا :ا...انت
كان يهز قدمه بإاستمرار ينتظر اي كلمة من ذاك الذي امامه وهو يحرك ملعقته في ذلك الصحن الفارغ
اوقف حركته ثم ضرب بالملعقة على الطاولة
لحظه انت
نظر اليه بملل وهو يضع يده على خده يتامل شيئا ما :ماذا تريد ايه المزعج ؟؟
عقد حاجبيه من صديقه اللامبالي ليقول :نحن هنا منذ حوالي نصف ساعه وانت تتامل في هذا الذي بيدك روي لنعد الى المنزل الجو بارد يارجل .....
ثم اردف بعد ان وضع يديه تحت ذقنه متشبكة الاصابع ونظر بحدة :كما انك حصلت على ماتريد اليس كذلك ؟؟
تنهد بملل من صديقه المزعج ثم قال :حسنا هيا بنا ولاتنسى الحساب عليك
ثم قام من مكانه واضعا يديه في جيوب بنطاله وذهب من دون اهتمام
تفاجأ صديقه ثم ادرك مقصده بعد لحظات وقال :هي انت..انتظر قليلا دعنا نتفاهم تبا لك .....
المعذره .....كان ذلك صوت النادل من خلفه
جلين بإستسلام :تفضل
احدهم !!
اقبل اليها ليختطفها في جنح الظلام تنظر اليه بعينها المرعبه
دون ان يلحظ ذلك
من هو ذلك الغريب ؟!
عاد الى بيته والتفكير يشغل باله استقبله شقيقه الاصغر الذي بدت على وجهه علامات القلق
استقبله عند الباب وقال بسرعه :لقد تاخرت .....هل انت بخير ؟؟
نظر اليه بإاستغراب :نعم انا بخير لما هذا السؤل الان لقد ذهبت لاتمشى وحسب ؟؟!
ايها الحقير لماذا فعلت بي هذا سوف انتقم منك في المرة القادمه
كان ذلك صراخ صديقه الذي يتوعده بالشر
سام الذي كانت تبدو عليه علائم الدهشه هل روبرت وجلين يتشاجران هذا لايصدق ...
اوقفا هذا الان هذا ليس وقت الشجار ياشباب
قالها سام مهدئا وهو ينقل بصره بينهما
نظرا له في آن واحد ومالبثا الا ان انفجرا ضاحكين
جلين بإبتسامه :اكره قول هذا ولكن اخاك المغفل هو اعز اصدقاائي مع انه يستغلني
لقد ارحتني حقا ....قالها بعد ان تنهد بارتياح
تجاهلهما صاعدا الى غرفته اعتلت وجهه تعابير مبهمه .....وكأنه يخطط لامر ظلت نظراتهما تلاحقه باندهاش
لحق به ودخل الى غرفته عندها اتسعت عينااه وتملكته الدهشه مايخاف منه سوف يحصل !
راى اخاه الاكبر يجمع امتعته وقد هم بالرحيل ومن دون ان يخبر احدا لقد تجاهل الكل .....خرج وعاد وهو متغير الافكار والعزيمه ما الذي حصل ياترى ؟!هل هذا علاقة بذلك الوعد ؟
"توقف "
التفت ناحية ذلك الصوت الذي لم يكن صاحبه سوى سام
سام ؟!!
قالها مندهشا من تلك النظرات الجاده التي لم يعتد عليها من شقيقه
"انا اعلم الى اين تهم بالرحيل ......الى تلك القرية صحيح ؟؟!!
تظن ان دمية قتلتها هه اخي لاتكن بهذا القدر من الغباء ...."
قالها بلهجة غريبه تجمع بين السخرية والخوف والقلق
غضب قليلا ثم حاول ان يتماسك اكثر ويهدأ من غضبه حينئذ :اعلم انك قلق علي ياسام ولكن انت تعلم بأنها كانت مخطوبتي وانني اتهمت بقتلها ......لقد وعدتها ان احميها ثم انكث ذلك الوعد رغما عني ......مجرد التفكير في هذا الامر يثقل كاهلي .....وايضا تلك لم تكن مجرد دميه ....
ثم اردف بتخيير :حسنا دمية كانت او بشر فيجب علي ان اكتشف الحقيقه فهذا واجبي كمحقق يبحث عن العدالة المظلله
مارايك الان ؟؟؟
ضحك ضحكة مجلجلة اهتزت لها جدران المنزل .....اندهش كلا من جلين وروبرت هل هذا الفتى هوسام ذو الطباع الهادئه ؟!
"بربك .....فلتخرس "
هذا مانطق به بعدها
عقد حاجبيه بغضب ثم قال:ماذا ؟؟ كيف تخاطبني هكذا ؟
اردف متجاهلا لشقيقه :او تظن انك اذا انتقمت من ذلك القاتل او من الدمية التي زعمت بان شيرلي سوف تعود؟
انها ميتة الان لايهم كيف ماتت ولا من قتلها بقدر انك مهما صنعت فهي لن تعود هل تفهم هذا ايه الاخرق ....
قاطعه بغضب :انت فلتخرس ومالذي تشعر به هاه ؟؟
لاتقلق علي فانا لست مثلك احمقا وجبانا .....
رد عليه بنفس غضبه :اوه صحيح ...انا لست مثلك احمق يحاول ان يتهرب من واقعه المرير ويعيش مع احلامه
وماذا ان ذهبت الى هناك مالذي ستجنيه من فائده ؟
رد روبرت محاولا ان يتجنب تلك ذلك الجدال واجاب معللا :ان ذهبت الى منشأ تلك الاساطير ومنِشأ تلك العائله لربما اجد دليلا يقودني الى القاتل
"لا ولكن انت تسعى خلف الظلمه خلف الانتقام لن تعود بمنفعة من كل ذلك دع هذا الامر على الشرطه فانت المتهم خلف هذه القضيه .....لو
صمت قليلا ثم اكمل :لو انك لم تعرف تلك الفتاه لماحدث لك كل هذا ....كله بسببها انها ميتة الان ما الفائدة من كل هذا
هي لن تعود افهم هذا يا اخي لن تعود "
ياله من كلام "ليتك لم تعرفها " وكأنها ضرب به ذلك الوتر الحساس ...صميم قلبه المتأجج ألما
هنا ....شعر بان الدم بدأ يغلي في عروقه وكلما تذكر كلماته عنها زاد غضبه جموحا
رفع يده لتهوي في مكان لم تعتد على ان تنتهي بالهبوط اليه ......كان سيصفع شقيقه ولكن هنالك امتدت يد امسكته قبل ان يقوم بفعله الاحمق
لقد كان صديقه المخلص جلين الذي قال :روبرت هذا يكفي
نظر اليه بحدة ثم قال :اوه لم تقل روي هل انت غاضب ايضا ....لاتتدخل بيني وبينه
جلين رد عليه معاتبا :مابلك روبرت لطالما كنت رَجُلٌ مُجَلْجَلٌ * ولطيف اهدا قليلا
ثم سمعا صوت يقول بخفوت :ماذا هل ستضربني ولكنني الان في السابعة عشر لن اسمح لك
انتبه على فعلته نظر الى شقيقه بحزن ثم حمل حقيبته وادر ظهره لهما :حسنا على كل حال انا ذاهب
نزل الى ان وصل الى باب المنزل ......لحق به صديقه ليقول :لاتغضب منه انه يشعر بالقلق والحزن عليك فقط
اجابه بحزن :اعرف ولكنه آلمني بكلماته القاسيه
في ذلك الوقت اقبلت عليهم تلك الام تحمل بعض الحاجيات للمنزل .....توقفت حينما رات حقيبة ابنها التي يحملها خلفه
اقبل اليها يساعدها ثم قال :امي
"اذهب "
تفاجأ حينما سمعها من والدته
ثم اكملت بحنيه :اذهب يجب ان تكتشف الحقيقه سوف ادعو دوما لك
نظر اليها بحزن وابتسامة معا:انا اشكرك يا امي ....سوف اعود وانا احمل خبرا سارا .....سوف اعود باذن الله
"وانا ايضا سوف اعود "
التفتا اليه بإندهاش وكانهما يقولان ومن اين ستعود ؟؟
فهم نظراتهما ثم رد عليهم بالتوضيح :حسنا 3 ايام انتظرني فقط ثلاثة ايام وسوف اكون عندك حالما تنقضي
روبرت بإستفهام :والجامعه
حينها قام جلين يمثل بانه مريض ويسعل ثم قال :هكذا سوف اتخلص منها مارايك ؟؟
ابتسم اليه وقال :يالك من ماكر يارجل
ثم التفت الى والدته وقال :حسنا الى الان الى اللقاء
اجابته بطيبتها المعتاده :سوف انتظركما وعندما تعودان فساطهو لكما ماتحبان .....او ليست المعكرونه ماتفضله ياجلين ؟؟
اجابها بكل شراهه :هذا صحيح اذا سوف اعود من اجلها
ضحكا على قوله ....ثم اعلن روبرت ان وت الرحيل قد حان
ودعهما ثم رفع راسه للاعلى ينظر الى نافذة اخيه مودعا وبعد غاب عن اعينهم تماما
ولكن هنالك شعور بأن هذان الاثنان او احدهما لن يأكل من ذلك الطعام الذي ستعده
بعد ذلك بدقائق اتاهم صوت من خلفهم :مرحبا ياخاله هل سام هنا ؟؟
اجابته قائلتا :نعم انه هنا اهلا بك يا ادوارد
دخلا الى المنزل استقبلهما كلا من لويس وماي وسارا
سارا بغضب :لقد تاخرتما اين كنتما وماهذا يانينا ملابسك مليئة بالتراب
جيم بإبتسامة غبيه :اه اسف لتاخرنا ولكن نينا كانت تبدو مستمتعةهناك لذلك لم نعد بسرعه
تنهد لويس ثم قال :حسنا اذا فلتغيرا ثيابكما ولتاكلا طعامكما فهو بانتظاركما منذ زمن
جيم :حاضر يا ابي
.................
شعرت فجأة بصداع اليم اغمضت عينها الحمراء ثم قالت :انه شعور مألوف وليس بصداع عادي
تسللت اليها كلمات وافكار وكأنها تحتل عقلهاليست بكلماتها ولا حتى افكارها ......انه ليس بالم عادي انه شيء اخر مرعب
اختفى !!
اختفى الالم ...فتحت عينها باستغراب ونظرت الى المرآة ثم همست :لايمكن ....كيف كيف كيف .....عاد؟؟
تلك كانت مشاعر الينا تلك الفتاة الغامضة يبدو ان لديها الكثير مما يجهله حتى من يقربها
ذهبت ......ولكن لازالت صورة منعكسة في المرآه ليست بصورتها .....ياله من امر مرعب يحوم حول تلك الفتاه
بدأ المطر يهطل ....كان ينظر الى تلك النافذة التي عكست صورته عليها وابتلت بحبيبات المطر
نعم سوف يرحل الى هناك حيث سيبدأ كل شيء من جديد وتتعقد الامور اكثر
التكمله القادمه هي المهه والاخيره سوف تظهر ثلاث شخصيات جديده
جيفري ويست ....كيفن مالستور .....وشخصية ثالثه مجهوله ........وسوف تعود الدميه للظهور من جديد
لا احد يرد ابدا ابدا ممنوع فاهمين ؟؟
رَجُلٌ مُجَلْجَلٌ *:متناه في الظرف واللطف ولطيف المعشر ....خالي من العيوب وخالص النسب وانا قصدت المعنيين الاولين
التكمله الاخيره والمرعبه قادمه