|
قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
رضوي والنونو...!!!!( قصه قصيره في اجزاء) رضوى والنونو ..( قصة قصيرة فى أجزاء ) محمد بهاء الدينالجزء الأول تجمدت نظرات رضوى إبنة الإثناعشر ربيعا على الصورة المؤلمة التى ينقلها التلفاز لمشهد جنازة الأم وأطفالها الأربعة ظهر ذاك اليوم الحزين من الأيام الأخيرة لشهر أبريل عام2008 وقد أسجيت جثة الأم على المحفة ومن ورائها جثث الأطفال الذين لايتجاوزعمر أكبرهم أربعة أعوام بين أيدى ذويهم تلفهم أكفان من الأعلام الفلسطينية لفا كاملا فيما عدا وجوههم التى تركت مكشوفة ليرى العالم أجمع الذى طال صمته نظرات تلك الأعين البريئة الخابية التى إنطفأ نورها وعلامة إستفهام حيرى تتساءل على إستحياء بأى ذنب حكم عليهم بالإعدام بقذائف الأسلحة الذكية التى أطلقت فوق بيوتهم من طائرات تركب الغمام وماالفائدة الأمنية العظمى التى جناها المعتدى من وراء إستلاب الحياة من أجسادهم الطاهرة وهدم بديع صنع الله .. والخلق من حولهم بالمئات يكادون من شدة جزعهم وأسفهم أن ينفلت زمامهم ويتخطفونهم من الأيدى ليحولوا بين هذه الأجسام الطاهرة وبين الرغام ! كما لوكان يحدوهم الأمل أن يعيدهم الخالق - سبحانه - الى الحياة رحمة بهم وبذويهم الذين تفطرت أفئدتهم حزنا عليهم .. وهكذا إنغرست عينا الصغيرة رضوى فى تأمل ماتراه من هول المشهد الجنائزى فى صمت عميق طال فيه غيابها وشرودها وكأنها إنتقلت معهم إلى الحياة الأخرى أو على شفا ذلك كما توهم والدها الذى أسرع ينقذها فأغلق التلفاز وأمسك بها من منكبيها وطفق يهزها بشدة وينادى عليها بإسمها بصوت عال أزعج كل آل البيت فجاءوا يهرولون من كل مكان بهلع يتساءلون عما عساه قد حدث وتنفسوا الصعداء عندما سمعوا صوتها يتهدج وهى تبكى قائلة : - بابا .. أنا عايزه \" نونو \" ! ورمق الأب إبنته - الأثيرة لديه - مشفقا عليها ما تعانيه من جراء ما رأته فى التلفاز منذ لحظات وألقاها على صدره الحنون مربتا على ظهرها فى حركة سريعة متلاحقة عسى أن يتكفل حنان الأبوة الصادق بتبديد ما أرهق أحاسيسها البكر المرهفة وهو يهمهم معاتبا الأم : - ألم أنبه بعدم مشاهدة القنوات التى تنقل مناظر جنازات الشهداء الفلسطينيين التى تتزايد كل يوم و ... وقاطعته الفتاة مكررة بإصرار ونفاذ صبرودون وعى وبصوت محزون : - بابا.. عايزة نونو ! فتدخلت الأم قائلة وكأن كل همها الدفاع عن نفسها : - تلقى وعدك .. هذه آخرة تدلياك لها ! وسكنت لحظة ثم إستتلت : - إننا إن أغلقنا تلفازنا فلا نضمن ألاتشاهد تلك المناظر فى أى تلفاز آخر ! وأومأ الأب لها برأسه موافقا وقال مهونا الأمر : - معك حق والله ! وسكن هنيهة بدوره وأضاف فيما يشبه العذاب منفعلا : - أنا لاأدرى ماذا أفعل .. أنا لاأستطيع أن أقلل من حبى لها لأتمكن من مواجهتها بحسم وحزم ! وسكت ثانية ليبتلع ريقه وإسترسل : - هيا .. تصرفى معها بكلامك الحلو المؤثر حتى تفهم أن الشهداء الصغار أبرار وانهم طيور الجنة الوهاجة الأجنحة ! وانتحت الأم بإبنتها جانبا وأسرت فى أذنها حديثا عن أنها كانت آخر \" حبات العنقود \" متعمدة ألا يسمع أحد غيرها ماتقوله لها لتشعرها بأهميتها - على عادة الأطفال - ثم أتمت كلامها قائلة بصوت علا بغتة : - قدأرضانا الله سبحانه ورزقنا بالبنت والولد .. بارك الله فيك وفى أختك وأخيك .. فقط نربيكم تربية حسنة ! بيد أنها فوجئت بإبنتها تسألها : - أى عنقود يا ماما .. هل أنت شجرة عنب ؟! وتعمد الجميع إعتبارها دعابة لإشاعة روح المرح فى نفسها وفى جو البيت الذى ران عليه الأسف الشديد والحزن الكئيب لما شاهدوه منذ قليل فى التلفاز فتناوبوا الضحك وهم يتبادلون نظرة تفاهم ولما وجدوا أنها شاركتهم من حيث لاتدرى الضحك أمعنوا فيه لدرجة القهقهة غيرأن الصغيرة وعلى حين غرة أجهشت بالبكاء جهيشا محزنا كأنها تذكرت أمرا يبدوأنه توغل كثيرا فى أعماقها وحفر لنفسه من الأخاديد ما ينبىء بأنه سيستقر فيها مدى الحياة فإحتبست الأصوات فى حناجرهم وماتت ضحكتهم وتبادلوا علامة إستفهام كبرى عما عساه يكون قد حدث للصغيرة المسكينة وبعثت الأم بعينيها للأب رسائل الإسترحام والرجاء أن يغوص فى أعماقها ويقتلع بما له من تأثير خاص عليها الأحزان من منابتها ويطفو بها من الأعماق الغريقة إلى سطح الوعى الذى مهما كان مشحونا بالمآسى والألام فإنه أكثر أمنا من القاع . تابع ..................
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! |
#2
| ||
| ||
الجزء الثانى . لم يفكر الأب طويلا .. كان يعرف بخبرته وثقافته وسعة إطلاعه أن إبنته إستنزفت قدرا كبيرا من طاقتها النفسية فى الإنفعالات التى إكتنفتها وهى تشاهد جثث الأم واطفالها الصغار وكان بينهم رضيعا لايتعدى عمره بضعة أشهر وأن تعويض بعض هذه الطاقة يستلزم \" تجديد الهواء \" ولذلك أومأ للأم برأسه متفهما ونظر فى ساعة يده وإلى النهار من خلال النافذة وأومأ برأسه ثانية لكن هذه المرة كانت لنفسه وهو يردد فى صوت خفيض : - حمدا لله أن اليوم يوم عطلة وأننا مازلنا نمتلك ناصية النهار .. ماشى ! هيا بنا يا حبيبتى .... وإجتذب إبنته من يدها وهو يتمتم لها مردفا بمرح من يداوى جراحا : - سأطير بك بين المتنزهات والملاهى .. سأجعلك تحلمين بتلك الفسحة طول العمر ! - دريم بارك يا بابا ! - إلى \" دريم بارك \" لنذهب من فورنا ! - أحبك يا بابا ! - هيا يا ملاكى ! وعلى إستحياء ترددت على وجه الأم بداية إستبشار وتفاؤل وانية وتورد هذا المحيا المعذب قليلا وهى تتنهد وتغالب لتتناسى صور المأساة التى عرضها التلفاز والتى سببت لإبنتها الصغرى بل وللكبرى أيضا ولشقيقها وللأب ولها ولكن بقدر متفاوت تلك الآلام المبرحة للنفس والتى لايتحملها بدن يحوى أقل قدر من الإحساس والتعاطف الإنسانى وناهيك عن أواشج وعرى القرابة بحكم وحدة المنشأ والقومية والقضية والمصير .. - إن الشقيق الفلسطينى يحارب نيابة عن باقى أفراد الأ سرة لا عن وطنه ووجوده فحسب كما يتصور بعض من تخلى عنه من أشقائه سواء كرها أو طوعا .. إنها عين ألقضية التى إنتصر فيها صلاح الدين وحرر الأقصى والقدس من الهجمة التى تأتى دوما من الغرب وما الدولة العبرية هذه المرة إلا \" مخلب قط \" ! وإنتبهت الأم من معركتها الصغيرة مع نفسها إلى صوت المتحدث وخالت لأول وهلة أن أحدا أعاد فتح التلفاز وإنبرت لتعنيف من قام بذلك فإذا بها تكتشف أن الصوت كان لإبنها وهو يتجاذب أهداب الحديث مع شقيقته وبدا لها أنه كان يقرأ أفكارها وأفكار الجميع ومع ذلك أوصته وأخته أن يحبسا - ولو مؤقتا - تلك الأفكار داخل برجى عقليهما لأن فى البيت \" مشكلة \" وإن سرت روح الحديث بينهم على هذا النحو فستتفاقم ولن تفلح الجهود المبذولة لإقالة أختهما الصغرى من كبوتها النفسية ويبدو أنها مست فى أعماق الولد والبنت وترا حساسا لأن وجهيهما إمتقعا بغتة فى توقيت واحد وبدا انهما على وشك البكاء ولم تفهم الأم المسكينة إن كان مرد ذلك حكم الموقف عموما أم أنها إرتكبت بقولها خطأ وتنازعتها إنفعالات شتى فلم تتحمل وأنشجت تبكى وهى تتساءل حيرى ومعذبة وعيناها تنظران لأعلى : - رباه .. ماذا حدث لنا جميعا ؟ وتسمر الإبن فى وقفته على حين تحركت الفتاة إلى أمها مدفوعة بنوازع الرحمة والحنان وإحتضنتها وهى موزعة بين تكفيف دموعها ودموع امها مغمغمة : - إننا جميعا فى الحقيقة نعانى لارضوى وحدها ولا خلاص لنا إلا بأن نهتف فى الشوارع قائلين للشعب الفلسطينى .. لست وحدك ! نطقت تلك الكلمات وأسرعت تهرول خارجة من البيت وشقيقها فى أعقابها كأنهما أزمعا على الفور تنفيذ ما جرى على لسانها من البحث عن تظاهرة للتضامن مع الأشقاء الذين قدر لهم أن يحرقوا - أرضا وبشرا - بأيدى من سبق لهم ان عانوا ويلات - المحرقة التاريخية - التى أضرمها ويتحدث عنها الآن بكل الإجلال من ينتمى للعالم الغربى الذى يساندهم الآن بكل قواه تكفيراعن ذنبهم ولتحقيق المأرب التاريخى الذى حال الناصر \" صلاح الدين \" بينهم وبين تحقيقه وعبثا حاولت الأم إيقافهما بالنداء عليهما أن يرجعا فإنهما سرعان ما تواريا عن ناظريها فارتمت على إحدى الأرائك منهارة وواصلت البكاء إلى أن تعبت وراحت فى النعاس ولم تدر بنفسها ولا كم من الوقت نامت إذ فوجئت عندما إستيقظت بالليل قد أرخى سدوله وبالظلام يعم البيت فقامت متثاقلة وأنارت كل الأرجاء ودلفت إلى المطبخ وتشاغلت بإعداد الطعام لمن تترقب عودتهم بين لحظة وأخرى ودعت الله أن يجىء بالعواقب سليمة وألا يكون قد تعرض أحد من اسرتها لمكروه وفيما هى كذلك دخل الأب حاملا إبنته وبادرها قبل أن تجزع موضحا أنها الآن على خير مايرام وانها نائمة لاأكثر وعندما سألها عن الإبن والإبنة الأخرى إستشعر فى لهجتها قلقا شديدا فطمأنها عليهما مؤكدا لها بالقول السائد حاليا بين العامة تبريرا لكل ضروب التقصير \" أن كل فى شغل بأمر نفسه وأن لاأحد لديه وقتا للإهتمام بأحد لدرجة ظهور أعمال مسرحية عن \" مدرسة المشاغبين \" وعن \" أخويا هايص وأنالايص !\" وعن \" الشاهد اللى ماشافش حاجة \" .. وماما أميركا ! وختم خطبته وهو يضع برفق إبنته على الأريكة التى كانت تنام عليها الأم منذ قليل قائلا : - بإختصار .. كل شىء هادىء فى الشارع .. وعما قليل يحضران .. وماكاد ينتهى من قوله حتى دخل عليهما كل من الفتى والفتاة فى إثر بعضهما والإرهاق الشديد باد عليهما وبداأنهما يقاسيان أكثر من خجل أوخيبة أمل .. وتظاهر الوالدان بأنهم لايلحظان شيئا مخافة أن يتطور مايشعران به إلى إحباط .. وتناولت الأسرة وجبة الغداء فى وقت العشاء لما وقع من امور غير مؤاتية فى هذا اليوم وأووا جميعا إلى فراشهم وكلهم أمل أن يكون الغد أفضل .. ولكن الغد أتى بما لم يخيب رجاءهم فحسب .. بل بما أسقط قدرتهم جميعا على فهم الموقف وتصديق ماتراه أعينهم ..... تابع ........
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! |
#3
| ||
| ||
الجزء الثالث فقد عادت رضوى من المدرسة وبين ذراعيها .. لا ليست حقيبتها المدرسية - فهذه مكانها دوما فوق ظهرها - وإنما وليد رضيع لايتجاوز عمره بضعة أيام ! . كان ملفوفا بعناية فى أغطية جديدة تناسب طقس الشتاء على الرغم من أن الدنيا كانت ربيعا والجو بديعا ودخول الصغيرة بمولود قد أقفل كل \" المواضيع الطبيعية \" التى يمكن لأى قريحة بشرية تخيلها .. وكانت لاتصدر عنه أية روائح غير رائحة الأطفال حديثى الولادة مما رجح أنه ألقى به فى الشارع قبيل أن تلتقطه \"رضوى\" التى لم تتردد لحظة عن حمله إلى البيت وكأنها عثرت على ضالتها أو \" كنز \" وعلى حد قولها : - كان بجوار سور الحديقة .. لم يكن ملفوفا بالأغطية ..بل بعلم فلسطين ؟! أنا الذى لففته بالأغطية .. كان يرقص برجليه رقصة محببة بديعة ! كأنه يدعونى إليه ! ويصدر أصواتا يناجينى بها ومع ذلك إقتربت منه وأنا خائفة .. خشية ان يرانى أحد من أصله ! ولما إطمأننت زدت إقترابا حتى طالعت علم فلسطين ووجهه ! الذى كف عن المناغاه والنهنهة وابتسم - ترقبا لى - إبتسامة حلوة وتوالى ترفيصه برجليه وكأنه فرح لمرأى أمه ! فلم أملك نفسى والتقفته من الأرض القاسية وألقيت به فى حضنى وأنا أبكى بصوت غير مسموع كيلا ألفت الأنظار ولاأدرى لم كأننى كنت أسرق ! وسكتت عن الكلام المثير هنيهة تنهدت إبانها تنهدة حرى من أعماق صدرها وكأنها تطرد عنه هما ثقيلا واستطردت فيما يشبه التضرع : - وجئت به إليكم .. بالله يا بابا .. دعه لى .. إنه لاجىء فلسطينى ! .. نع .. نعم حيث الحياة هناك لاتناسب وليدا جميلا مثله .. نعم .. نعم لا ألبان ولا أدوية فى الأجزخانات ! وبرد وظلام بسبب الحصار الذى يفرضه العدو لتركيع الشعب قد قال لنا ذلك أساتذة الدين والدراسات الإجتماعية .. وسمعته فى نشرات الأخبار .. بالله لنكفله فى بيتنا .. إنه يتيم ولاجىء فلسطينى ! أنا عايزه \"نونو\" .. عايزه هذا النونو بالذات ! همهمت بها بمزيد من الرجاء والتوسل وانخرطت فى بكاء له نبرات أخرى موجعة غير الذى إعتادوه منها قبلا عندما كانت تطلب شيئا غيرملائم من قبيل \" دلع آخر العنقود \" وكأنها تكابدعلة ما داخل نفسها .. وكان جميع أفراد أسرتها حتى هذه الآونة ما زالوا يحدقون فاغرى الأفواه من شدة الدهش وعدم التصديق لما يرونه ويسمعونه ومضى وقت طويل .. ثقيل الوطأة على الأنفس المتحيرة التى أخذت بما تجرى عليه أمور تلك الطفلة الغريبة المتسلطة التى يبدو أن شراع توازنها وإتزانها قد غادر موانيها الآمنة إلى أعالى بحار الظلمات وأنه لاأمل فى أن يبلغ بها بر الأمان كرة أخرى إلا بمعجزة من الله الرحمن الرحيم .. وما لبث الأب لسعة أفقه وعميق إدراكه أن تمالك رباطة جأشه ونظر إليها وفؤاده يختلج داخل صدره إشفاقا على صغيرته وقال لها بصوت رفيق : - ولكن يا رضوى .. هذا ليس إبننا وهناك مسئولية جسيمة علينا وعلى بابا حبيبك بالذات لو أننا إحتفظنا به دون أن نخطر السلطات عنه .. ماذا حدث لك ياحبيبتى ؟.. الله يهديك .. صاحت بفصاحة متناهية لايدرى أحد من أين واتتها : - عن أية مسئولية جسيمة تتحدث ياأطيب أب .. قلت لك أنه لاجىء فلسطينى ويتيم ويحق له أن نكفله إن لم يكن بإسم ديننا فبإسم الرحمة .. إنه عزيز قوم يأبى حصار وذل المحتل الغاصب ! - لاحول ولاقوة إلا بالله ! واحتواها الأب بين ذراعيه بوليدها الذى كان يلتصق بصدرها وادعا هادئا مطمئنا كما لو كان صدر أمه وراح يربت والدموع تسح من عينيها من فرط الوجد والتحنان فطفرت من عينه هو الآخر دمعة حدب وعطف وهو ينقل البصر بينها وبين الوليد ليمتص إنفعالاتها الباطنة التى لم تكن على المرام وحذت الأم حذوه وكذلك شقيقتها وعاد الأثنان للمراقبة على حين واصل الأب حديثه فى رقة متناهية قائلا : - علينا أن نسلمه للشرطة وهى تتصرف مع الجهات الإجتماعية المختصة .. هتفت بتوسل وهى تبعد \"خدها\" الذى ألصقته بمحيا الوليد : - ولكنى أريده ! خرج الأب عن هدوئه بغتة وقال مؤكدا بإنفعال : - ليس إبننا .. وليس من حقنا الإحتفاظ به .. هذا ليس لعبة .. إنه إنسان من حقه إسم وأم ترضعه وأسرة تكفله حتى يكبر ويصبح من حقه التعليم وباقى حقوق الإنسان التى تعرفينها والتى درستها فى كتاب المطالعة يا رضوى ! وتلقفت الأم الخيط من الأب لتخفف من إنفعاله وقالت مكملة حديثه : - بكرة تكبرى يارضوى وتتزوجى ويكون لك طفل أجمل منه ! صاحت بضيق ذرع وهى تنهنه من بكاء تحول جاهدة أن توقفه : - باقى سنين طويلة حتى يتحقق لى ذلك ! وقد لاأتزوج بسهولة .. أو أصير عانسا مثل كثيرات فى أيامنا هذه .. ألا تعرفون مشكلة العنوسة ؟! فغر الوالد فاه دهشا مما يسمع ولم ينطق بكلمة على حين راوغتها أمها مجارية إياها قائلة : - ليكن .. تاهت ولقيناها .. ستتزوج أختك أو أخوك وينجب أحدهما ويكون معك طفل ! - يا سلام ولم لايكون طفلى أنا ! وصمتت لحظة ثم إسترسلت فى براءة لاحدود لها وكأنها تذكرت أمرا هاما وهى تكفكف دمعها : - قلت لكم أنه فلسطينى لاجىء بدليل علم فلسطين الأخضر فى أحمر الذى وجدته فى حاشيته .. وهاهو .. أين ذهب .. أين هو .. وطفقت تفند حواشى لفائف الوليد إلى أن عثرت به فإستخلصته ونشرته بيدها الحرة التى لاتحمل الطفل فى الفراغ أمامهم .. كان علم فلسطين فعلا وحدق الجميع فيه وسؤال زاعق يرتسم فى أعينهم \" لله درك يا رضوى أنى لك هذا العلم \" بينما ردت عليهم هى فيما يشبه نظرة ولهجة الإنتصار قائلة : - صدقتم .. وهو ليس لقيطا ولا بحاجة لإسم .. إن له إسم .. يوسف خليل جامع ! .. هذا هو أسمه فى شهادة ميلاده .. وهاهى شهادة ميلاده .. تابع .....
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! |
#4
| ||
| ||
Good meanings in your stories just continue please and I will support you
|
#5
| ||
| ||
الجزء الرابع - إنهم شعب الجبارين .. !! وتوقفت أنامل رضوى عن تفنيد حواشى لفائف الوليد باحثة عما تزعم .. ولم يكن سبب توقفها ما إخترق أذنيها من قول الأب الذى واصل : - لقد خلق العدو الذى يقبع عندما تلتوى رقبة البحر وتنتهى حدود سيناء لنفسه شعبا كالجبال لاتهزه ريح ! وارتعشت أناملها مترددة وبدت أنها نمكر مكرالتتحاشى أمرا آخر غير الذى سمعته من والدها الذى كان أشد مكرا فأردف : - شعب لايهاب الموت من طول ما تعرض له فتكونت لديه مناعة صلدة ضده خلال ستون عاما إنصرمت على الإنصهار فى المحرقة التى أتى بها عدوه المحتل معه من حوارى أوربا ثأرا لنفسه ممن أحرقوه بإحراق شعب آخر وضحية أخرى .. ! وبرضى وتشجيع ممن أحرقوه طبعا أو تكفيرا عن ذنبهم لأنهم بالضرورة لا يملكون إلا السكوت عن الجريمة الجديدة التى كانت عين الجريمة القديمة التى سبق لهم إرتكابها فى حق المجرم الجديد ! والمثل يقول : فاقد الشىء لايعطيه و وتوقف ليرى الجزء الرابع أثر كلامه على طفلته التى بدت مقتنعة تماما بكل كلمة فاه بها.. وأكثر من ذلك فعل فى نفسها فعل السحر فقد عرف طريقه لكشف لغز تلك النفس وبدأ يزعزع ما قر فى أعماقها من جذور الأحزان لما حدث ويحدث - يوميا - للبشر العاديين وللأطفال بصفة خاصة من إبادة جماعية فى هذه البقعة المقدسة من الأرض \" وطن كل الأنبيا ء الذين سبقوا خاتمهم محمد عليه الصلاة والسلام \" .. ولصمت العالم \" وبينهم الأشقاء فى الآونة الأخيرة \" عما يجرى وكأنهم – على حد قول الأب – يكفرون عن ذنب إرتكبه غيرهم ويسددون دينا على غيرهم من رصيدهم فى بنك الحياة الذى لاينضب بل يتزايد كلما تعرض لمحاولات السطو والمحق ! والذى أدرك بنظره الثاقب انه ضعضع عزيمة إبنته فقرر أن يضرب - ككل الأذكياء- على الحديد وهو ساخن ودمدم بلهجة رصينة مؤثرة مستطردا : - أنت يا إبنتى الحبيبة تهينين هذا الشعب العريق وتشهرين به من حيث لاتشعرين عندما تزعمين دون قصد وبنية حسنة أن الطفل اللقيط ينتسب إليه !.. نعم حزنك على الأم وأطفالها الأربعة وغيرهم قبلهم أمهات وأطفال كثيرين هو ما يجعلك تتخيلين على الرغم منك وقوع أمور غير معقولة فكيف يتسنى لرضيع أن ينتقل من غزة إلى القاهرة ! هل طار فوق صاروخ قسام ! أم وقع من جيب أمه عند معبر رفح المغلق فوقع على الناحية الأخرى فى صندوق سيارة \"ربع نقل تتبع مرور القاهرة\" وسافر به السائق حتى بلغ الشارع الذى تقع به مدرستك فألقى به دون أن يفطن له كالزبالة ! .. أفيقى مما أنت فيه من أوهام وغفلة يا حبيبتى من أجلنا جميعا ! ومن أجل الطفل الذى تعقدين مشكلته بإ دعاءاتك التى لايصدقها عقل .. بينا حلها سهل فى قسم الشرطة ! كان آذان صلاة العصر يوشك أن يرتفع ولم يتريث الأب ليسمع رأى إبنته فيما قال لثقته فى أنه أصاب منها هدفه وخرج لايلوى على شىء معلنا وهو يخطو أنه سيصلى فى الجامع المجاور ثم سيبتاع إبان عودته بعض إحتياجات الرضيع من\"اللبن الجاف والكوافيل والحفاضات وأدوات الإرضاع ودواء شهير لتسكين ما قد يعتمل فى بطنه من مغص يعرف بخبرته أنه يواكب دائما الأسابيع الأولى من حياة الأطفال .. وساورت رضوى مشاعر توزعت بين الأمل والغبطة فهاهو والدها فيما يبدو وقد تراجع بعض الشىء عن موقفه يظهر إهتماما وعطفا على الصغير المسكين بيد أنه خيب رجاءها وهى تتسمع بإهتمام بالغ إلى آخر كلماته حيث قال : - وسيتعين علينا بعد العصر أن نذهب به لقسم الشرطة .. للإبلاغ عن واقعة عثورنا عليه وهى التى لها ان تتصرف ! فتعالى نحيبها مرة أخرى مخيبة الآمال بدورها بعد أن توهم الجميع أنها برأت مما أصابها وإندفعت تتوارى فى غرفتها عن الأعين وفى عين اللحظة وكأنه توافق متفق عليه إرتفع صراخ الطفل فإستدارت إليه قبيل إختفائها وإختطفته من موضعه علىالأريكة وهى تضمه إلى صدرها وتهدهده تارة وتضع وجهه كله على جانب خدها فى وجد وتحنان وتقبله تارة أخرى .. لا لم يكن - كألدمية تلهو بها – فإنها كانت تحمل له فى حناياها ما هو أكبر من اللهو واللعب ونفث نوازع غريزية لم تزل بعد فى طور البادرة ! .. لقد كانت - كما أسلفنا – عواطف أمومة كاملة والغريب ان الصغير كان يبادلها شعورها فقد كف عن النحيب بمجرد أن إشتمها وأحس بأناملها تمسكه بحرص وتضعه فوق قلبها ليتبادل حديثا هامسا مع دقاته يعبر به عن كامل سعادته بها وحبه لها مناجاة أو بمعنى أصح مناغاة يعرف مدى جمالها وعذوبتها من جرب أن يكون أما أو أبا ! تابع ......
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صور جيبات قصيره 2013 - اجمل جيبات قصيره 2013 - افخم جيبات قصيره للاطفال | هبه العمر | إقتصاد منزلي | 2 | 07-16-2014 09:45 AM |
فساتين قصيره صيفيه فساتين قصيره حديثه2013 | هبه العمر | حواء ~ | 4 | 07-11-2013 02:27 AM |
حصريا تحميل جميع اجزاء افلام كرتون علاء الدين 3 اجزاء كاملين مدبلجة للعربية روابط مباشرة | abdo629 | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 1 | 05-02-2012 07:02 PM |
دورة كيف أسطر رسالة حياتي 8-9/2/1432 بقيادة أ. رضوى باحاذق | معلمة الحياة | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 0 | 01-08-2011 07:36 PM |
صور كمال اجسام | ابراهيم حنفي | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 03-06-2008 09:27 AM |