عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-03-2007, 01:30 AM
 
من العبادات الآخذة في الاضمحلال والذبول

بسم الله الرحمان الرحيم

من العبادات الآخذة في الاضمحلال والذبول :
عبادة إغاظة الكفار .. لقد نسي المسلمون هذه العبادة وأخذت تنطمس من حياتهم اليومية باسم " التسامح " و " الحرية الدينية " و " العالمية " و " العولمة " و " التعايش السلمي " ، و " الخطاب العقلاني " وغيرها من المسميات التي ظاهرها الرحمة وباطنها من داخلها الدمار والخراب للدين والدنيا ..

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على إغاظة الكفار والنكاية بهم أشد الحرص ، فقد " أهدى عام الحديبية - في هداياه- صلى الله عليه وسلم جملا كان لأبي جهل ، في رأسه برة من فضة ، يغيظ بذلك المشركين " , ( حسن : مشكاة المصابيح - الألباني- برقم 2572 ) , فنحره أمامهم ..

لقد ذكر الله سبحانه وتعالى فعل الإغاظة بصيغة المدح في سورة الفتح حين وصف المؤمنين ، فقال سبحانه : (( يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ )) الفتح 29 ..

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره : " ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم ، قال : لأنهم يغيظونهم ، ومن غاظ الصحابةُ رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية ، ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك " انتهى ..

وجاء في الدر المنثور للسيوطي : أخرج الحاكم وصححه عن عائشة في قوله (( ليغيظ بهم الكفار )) قالت : " أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم " ..

قال السعدي رحمه الله : " يعجب الزراع ليغيظ بهؤلاء المؤمنين في كثرتهم وجمال منظرهم الكفار , وفي هذا دليل على كفر من أبغض الصحابة رضي الله عنهم , لأن من غاظه الله بالصحابة فقد وجد في حقه موجب ذاك : وهو الكفر " انتهى كلامه رحمه الله ..

فهذا شأن المؤمن ، وشأن أعداء الإسلام ومن في قلبه نفاق أو بغض للدين وأهله : فتجد المؤمن على الجادة والاستقامة والحق فلا يروق ذلك لأصحاب القلوب المريضة المنحرفة .. والناظر في حال بعض الناس اليوم مع المؤمنين من المجاهدين وغيرهم يرى مصداقية كلام أم المؤمنين رضي الله عنها : فالناس أمروا بمعاونة المجاهدين ومساندتهم وخدمتهم على لسان نبيهم ، فعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من لم يغز أو يجهز غازياً أو يخلف غازياً في أهله بخير أصابه اللَّه بقارعة قبل يوم القيامة " رواه أبو داود بإسناد صحيح ، فقد أُمر الناس بالإنفاق على المجاهدين وتجهيزهم ، وأمروا بخدمة أهليهم وذويهم ، ولكن بعضهم اليوم يؤذي المجاهدين في أنفسهم وفي أهليهم لإغاظة المجاهدين لهم ..

إنها معادلة رياضية بسيطة : إذا كان ألِف يساوي باء ، وباء يساوي جيم ، إذاً : ألف يساوي جيم .. إذا كان بعض الناس يغتاظ من المجاهدين ، والذين يغتاظون من المؤمنين كافرون ، إذاً : الذين يغتاظون من المجاهدين ويؤذونهم : هم إلى الكفر أقرب منهم إلى الإيمان ..

إن إغاظة الكفار والمنافقين أمر مطلوب شرعاً ، فقد فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما في حديث الهدي ، وقد ذكره سبحانه وتعالى في معرض كلامه عن الجهاد في سبيله ، فقال سبحانه : (( مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلاَ يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ )) التوبة 120 ..

جاء في تفسير الدر المنثور للسيوطي : " أخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي وعبد الله بن المبارك وإبراهيم بن محمد الغزاري وعيسى بن يونس السبيعي أنهم قالوا في قوله تعالى : (( ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح )) , قالوا : هذه الآية للمسلمين إلى أن تقوم الساعة " انتهى ..

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله : " (( ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار )) : أي ينزلون منزلا يرهب عدوهم " انتهى ..

أقول : سبحان من ألهم أعداء الإسلام نعت المجاهدين بالإرهاب ، ورحم الله ابن كثير الذي أُلِهم في تفسيره الصواب ، ورحم الله كل من أرهب أعداء الإسلام من نصارى ويهود ومن والاهم من الأحزاب .. ورحم الله المجاهدين الذين أحيوا في الأمة هذه السنة النبوية التي كادت أن تندرس تحت عفن العالمية والعولمة ..

هذه القاعدة أخت القاعدة

(( مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلاَ يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ )) التوبة 120 ..

إن أهل المدينة هم الذين تبنوا هذه الدعوة وهذه الحركة ، فهم أهلها الأقربون , وهم بها ولها , وهم الذين آووا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وبايعوه ؛ وهم الذين باتوا يمثلون القاعدة الصلبة لهذا الدين في مجتمع الجزيرة كله , وكذلك القبائل الضاربة من حول المدينة وقد أسلمت ؛ وباتت تؤلف الحزام الخارجي للقاعدة .. فهؤلاء وهؤلاء ليس لهم أن يتخلفوا عن رسول اللّه ، وليس لهم أن يؤثروا أنفسهم على نفسه .. وحين يخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في الحر والبرد , في الشدة أو الرخاء , في اليسر أو العسر , ليواجه تكاليف هذه الدعوة وأعباءها ، فإنه لا يحق لأهل المدينة ، أصحاب الدعوة ، ومن حولهم من الأعراب ، وهم قريبون من شخص رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولا عذر لهم في ألا يكونوا قد علموا ، أن يشفقوا على أنفسهم مما يحتمله رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ..

من أجل هذه الاعتبارات يهتف بهم أن يتقوا اللّه وأن يكونوا مع الصادقين ، الذين لم يتخلفوا ، ولم تحدثهم نفوسهم بتخلف ، ولم يتزلزل إيمانهم في العسرة ولم يتزعزع .. وهم الصفوة المختارة من السابقين والذين اتبعوهم بإحسان : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللّه وكونوا مع الصادقين )) ..

ثم يمضي السياق بعد هذا الهتاف مستنكراً مبدأ التخلف عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم :

(( ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ، ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه )) ..

وفي التعبير تأنيب خفي , فما يؤنب أحد يصاحب رسول اللّه - بأوجع من أن يقال عنه : إنه يرغب بنفسه عن نفس رسول اللّه ، وهو معه ، وهو صاحبه ! ..

وأنها لإشارة تلحق أصحاب هذه الدعوة في كل جيل , فما كان لمؤمن أن يرغب بنفسه عن مثل ما تعرضت له نفس رسول الله في سبيل هذه الدعوة ؛ وهو يزعم أنه صاحب دعوة ؛ وإنه يتأسى فيها برسول الله ! ..

إنه الواجب الذي يوجبه الحياء من رسول اللّه - فضلاً على الأمر الصادر من اللّه - ومع هذا فالجزاء عليه ما أسخاه ! ..

(( ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل اللّه ، ولا يطأون موطناً يغيظ الكفار ، ولا ينالون من عدو نيلاً ، إلا كتب لهم به عمل صالح ، إن اللّه لا يضيع أجر المحسنين . ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ، ولا يقطعون وادياً ، إلا كتب لهم ، ليجزيهم اللّه أحسن ما كانوا يعلمون )) ..

إنه على الظمأ جزاء ، وعلى النصب جزاء ، وعلى الجوع جزاء , وعلى كل موطىء قدم يغيظ الكفار جزاء , وعلى كل نيل من العدو جزاء , يكتب به للمجاهد عمل صالح ، ويحسب به من المحسنين الذين لا يضيع لهم اللّه أجراً ..

وإنه على النفقة الصغيرة والكبيرة أجر , وعلى الخطوات لقطع الوادي أجر .. أجر كأحسن ما يعمل المجاهد في الحياة ..

ألا واللّه ، إن اللّه ليجزل لنا العطاء , وإنها واللّه للسماحة في الأجر والسخاء , وإنه لما يخجل أن يكون ذلك كله على أقل مما احتمله رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - من الشدة واللأواء , في سبيل هذه الدعوة التي نحن فيها خلفاء ، وعليها بعده أمناء ! .. ( في ظلال القرآن \ سيد قطب ) ..

خُطّاب الحور

كم هو جميل أن يبتسم المسلم في وجه الردى وكأنه يُزف إلى عروس ..

إن الكافر إذا رأى ابتسامة المؤمن يتمعّر وجهه ويقشعرّ للمنظر قلبه ..

كم كانت جميلة تلك الابتسامات التي رُسمت على محيّا المجاهدين أبطال " بدر الرياض " ..

ضحكات وابتسامات باردة كالثلج على قلوب المؤمنين ، لهيباً وناراً تحرق قلوب الكفار والمنافقين .. لا يرى المؤمن تلك الوجوه النيّرة إلا وخالجت البهجة قلبه وتاقت نفسه لتقبيل تلك الجباه الطاهرة .. حقاً (( يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ )) .. فيا لحُرقة الكفار والمرتدين من تلك الوجوه المشرقة بنور اليقين ..

لقد كان الصحابة حصن الإسلام وجنوده وقاعدته ، واليوم صار هؤلاء المجاهدين واجهة المسلمين وقادتهم المنافحين عن بيضة الإسلام الذابّين عن دين رب العالمين ، فهم اليوم في الناس كالصحابة في وقتهم : لا يحبّهم إلّا مؤمن ولا يُبغضهم إلا كافر أو منافق ، أو جاهل جهلاً مركّبا ..

لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن أنصار المدينة في وقته : " الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ، ولا يبغضهم إلا منافق ، فمن أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله " (البخاري) .. فالمجاهدون اليوم هم أنصار الدين وأنصار الحق الذابين عن دماء وأعراض المسلمين ، فمن أبغضهم أو آذاهم فليتقي ربه ، وليراجع إيمانه ، وليتّهم قلبه ..

كأني – بعد رؤية تلك اللحظات في " بدر الرياض " – أسمع حداء قلوب المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها بصوت أشبعه الأمل : طلع البدر علينا .. من ثنيات الرياض !! ..

كنا نخاف على المجاهدين أن يؤثر عليهم الجهاز الإعلامي الكافر والمنافق الذي جلب على المؤمنين بخيله ورجله يشككهم في الدين ، فلما رأينا " بدر الرياض " اطمأنت القلوب ، وسكنت النفوس وأدرك الناس معنى الثبات على العقيدة والمبدأ .. فاحملوا يا منافقين على المجاهدين بإعلامكم الهزيل ، فوالله لا يزيدكم ذلك إلا خوراً وذلّة وبعداً عن المؤمنين ، ولا يزيد المجاهدين إلا إصراراً وعزيمة وقرباً للمؤمنين .. والحمد لله رب العالمين ..

اهربوا من أمامنا

نداء وجهه المجاهدون لرجال الأمن : " إذا رأيتمونا نقتحم مكانا فاهربوا ولن نتعرض لكم " !! وأنا أقول لرجال الأمن : لا تهربوا ، بل اثبتوا ..

إن المجاهدين أعلنوا نيتهم وعزمهم على قتال أعداء الله ، وفي سبيل الله ، نصرة لدين الله وإعزازاً لكلمته ، وبوش قد أعلن الحرب الصليبية على الإسلام والمسلمين ، وحكام البلاد العربية وغيرهم قد أعلنوا ولائهم ووقوفهم إلى جانب رأس الكفر في حربه ضد الإسلام ، والله سبحانه وتعالى يقول : (( الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ )) النساء 76 ..

فإذا رأيتم المجاهدين قد أقدموا على قتال عُبّاد الصّلبان فهبّوا لنداء الرحمن واثبتوا معهم وقاتلوا أولياء الشيطان (( فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ ... )) النساء 74 ، فالمسألة واضحة وضوح الشمس : إما مؤمن يقاتل في سبيل الله ، أو كافر يقاتل في سبيل الطاغوت (( فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا )) النساء 76 ..

إنها والله ميتة واحدة ، وإن الموت مدرككم لا محالة (( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ... )) ، فلتكن ميتة في سبيل الله ... (( وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا )) النساء 74 .. فالثبات الثبات ..

ولكي لا ينعق ناعق

أما الهلكى من جواسيس الكفار في " المحيا " - الذين عجّل أنصار الإسلام بهم إلى جهنّم - فحكمهم في الإسلام معلوم : النحر على الطريقة الإسلامية ، ولا حكم لهم غيره ..

ورحم الله البخاري حين بوّب في صحيحه " باب : الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان " ، وذكر حديث سلمة رضي الله عنه ، فقال : حدثنا أبو نعيم ، حدثنا أبو العميس ، عن إياس بن سلمة بن الأكوع ، عن أبيه قال : " أتى النبي صلى الله عليه وسلم عين من المشركين وهو في سفر ، فجلس عند أصحابه يتحدث ثم أنفتل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (اطلبوه واقتلوه) , فقتله فنفله سلبه " ..

فالمجاهدون أتوا على هدف معلوم - بعد ترصّد دقيق متقن- فأجهزوا عليه ، وأبقوا السلب لمن خلفهم ، فلله درّهم ..

أما حكم الجاسوس : فقد جاء في الموسوعة الفقهية (ج :10) في مادة " تجسس " بعد تفصيل في حكم الجاسوس في المذاهب المتبعة : وممّا تقدّم يتبيّن أنّ الجاسوس الحربيّ مباح الدّم يقتل على أيّ حال عند الجميع ، أمّا [الجاسوس] الذّمّيّ والمستأمن ، فقال أبو يوسف وبعض المالكيّة والحنابلة : إنّه يقتل ..

وللشّافعيّة أقوال أصحّها أنّه لا ينتقض عهد الذّمّيّ بالدّلالة على عورات المسلمين ، لأنّه لا يخلّ بمقصود العقد , وأمّا الجاسوس المسلم فإنّه يعزّر ولا يقتل عند أبي يوسف ومحمّد وبعض المالكيّة والمشهور عند الشّافعيّة ، وعند الحنابلة أنّه يقتل ..

والأمريكان في " سكن المحيا " وكل من كان هنالك من العرب كانوا من الكفار الحربيين والجواسيس مباحوا الدم بإجماع المسلمين ، وهذا دأب المجاهدين أعزّهم الله ونصرهم : فلا قتل إلا بإجماع ، ولا تكفير إلا بإجماع ، ولا معاداة إلا بإجماع ، ولا موالاة إلا بإجماع ، ولذلك أجمع المسلمون على حبّهم ، وأجمع الكفار والمنافقين على بغضهم وحربهم ..

فيا معاشر المسلمين : اسمعوا أمر نبيكم في الجاسوس الكافر : " اطلبوه واقتلوه " ، ثم لكم سلبه ..

لا يضرّهم من خالفهم

لا يضر المجاهدين بغض السفهاء والمنافقين لهم ، فهذه شهادة للمجاهدين ووسام يعتزون به (( يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ )) ، فها هم أئمة المساجد والمصلّون في مشارق الأرض ومغاربها يدعون للمجاهدين بالنصر والتمكين من المغرب إلى الصين ، بينما يحاربهم اليهود والنصارى والهندوس ومن والاهم من المنافقين ..

لا يضر المجاهدين من خالفهم أو من خذلهم ، فهم في حفظ الله ورعايته (( وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ )) آل عمران 120 ، ولقد جاء في الحديث " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين ، حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون " ( البخاري ) ..


وفي مسلم : قال صلى الله عليه وسلم : " لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله ، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم ، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس " ( مسلم ) ..

وجاء في مسلم أيظا : قال عليه الصلاة والسلام : " لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله ، قاهرين لعدوهم ، لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة ، وهم على ذلك " ( مسلم ) ..

وفي لفظ : " لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصابةٌ من المسلمين حتى تقوم الساعة " ( مسلم ) ..

وعند أبي داود عن ‏ ‏عمران بن حصين ‏ ‏قال ‏، ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏" لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ‏ ‏ناوأهم ‏ ‏حتى يقاتل آخرهم ‏ ‏المسيح الدجال " , قال النووي رحمه الله : " ويحتمل أن هذه الطائفة متفرقة بين أنواع المؤمنين منهم شجعان مقاتلون ، ومنهم فقهاء ، ومنهم محدثون ، ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر ، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير ، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض " (انتهى كلامه) ..

أقول : المتتبع لألفاظ هذا الحديث ورواياته يرى بأن أكثر الألفاظ تتمحور حول " القتال " ، ولعل هذا هو سر تقديم الإمام النووي رحمه الله " شجعان المقاتلين " على غيرهم من الأصناف التي ذكرها من الطوائف ..

وقال صلى الله عليه وسلم : " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على أبواب بيت المقدس وما حولها ، وعلى أبواب أنطاكية وما حولها ، وعلى أبواب دمشق وما حولها ، وعلى أبواب الطالقان وما حولها ظاهرين على الحق لا يبالون من خذلهم ولا من يضرهم حتى يخرج الله لهم كنزه من الطالقان فيحيي به دينه كما أميت من قبل " ( فضائل الشام : وحسنه الألباني ) ، والطالقان –كما هو معلوم – مدينة في شمال شرق أفغانستان في ولاية طخار التي هي بين ولايتي : قندز وبدخشان .. فهنيئا لتلك العصابة المقاتلة على أبواب طالقان وما حولها ، وهنيئاً لهم إنفاق كنزهم في سبيل الله .. نسأل الله من فضله ..

العين بالعين

قال البخاري : باب : " إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق " : " حدثنا معلى بن أسد : حدثنا وهيب ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رهطا من عكل ، ثمانية ، قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم ، فاجتووا المدينة ، فقالوا : يا رسول الله ابغنا رسلا ، قال : (ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بالذود) , فانطلقوا فشربوا من أبوالها وألبانها ، حتى صحوا وسمنوا ، وقتلوا الراعي واستاقوا الذود ، وكفروا بعد إسلامهم ، فأتى الصريخ النبي صلى الله عليه وسلم ، فبعث الطلب ، فما ترجل النهار حتى أتي بهم ، فقطع أيديهم وأرجلهم ، ثم أمر بمسامير فأحميت فكحلهم بها ، وطرحهم بالحرة ، يستسقون فما يسقون ، حتى ماتوا .. قال أبو قلابة : قتلوا وسرقوا وحاربوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وسعوا في الأرض فسادا " (انتهى) ..

وفي كتاب المغازي " ‏قصة عكل وعرينة " قال : ‏قال ‏ ‏قتادة ‏ ‏بلغنا أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بعد ذلك كان يحث على الصدقة وينهى عن ‏ ‏المثلة ‏(انتهى) .. أقول : لم ينهى عن القتل الصحيح الذي جاء فيه النص الصريح (( فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ )) الفتح 4 ، (( فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ )) الأنفال 12 ..

زعم المنافقون والكذابون أن الإسلام دين سلام ، وأنه لا يجوز رمي الكفار بالقنابل والطائرات ، بل لا بد من غصن الزيتون مع الحمام !! هيهات هيهات : لقد حرق المجاهدون أغصان الزيتون لما حرق يهود أشجارها في مسرى الرسول ، ونحروا الحمامة ونهشوها نهشاً وقّطوا أوصالها والتهموا أفخاذها وصدورها ..

نقول للأمريكان ومن والاهم من الكفار والمنافقين : العين بالعين ، والسن بالسن ، والقنبلة بالقنبلة ، والصاروخ بالصاروخ ، والمسلم بمليون كافر ، ولا كرامة لكافر .. لا سلام إلا باستسلام الكفار ودخولهم في الإسلام أو إعطاء الجزية عن يد وهم صاغرون " ولتعلمن نبأه بعد حين " ، " والعاقبة للمتقين " ..

سيّدي : زليم خان ياندرباييف

قُتل قائد الوغى ، ومؤجج نار القوقاز في الورى ، المُشعل في قلوب الروس لهيب الحرقة والأسى : الأسد الهزبر ، شيخ مجاهدي الشيشان "زليم خان" رحمه الله وطيب ثراه وتقبله في الشهداء .. قُتل غدراً - كما قُتل أخوه وصاحبه "خطّاب" غدراً - على أيدي أهل الغدر والخسّة ليبقى شامخاً حيّا في تاريخ الأمة وفي قلوب المؤمنين ، ولتبقى سيرته العطرة مثلاً يُحتذى بين أسود المسلمين ..

قُتل في قاعدة الأمريكان الكبرى (قطر) بعد صلاة الجُمعة ليكون آخر عهده بالدنيا لقاء ربه قبل لقائه .. إنها ميتة العظماء من الرجال الذين يعجز أعدائهم عن لقائهم وجهاً لوجه في ساحة النزال ..

قُتل لُيعلن بعدها (بيومين) أمير القاعدة الأمريكية "حمد آل ثاني" تمرير قانون مكافحة الإرهاب المُبهم !! قُتل ، وصمت الإعلام المنافق صمته الرهيب عن مثل هذا الأمور الجليلة ليُثبت للناس حماقته في التمييز بين النوازل الكبيرة ، فهذا هو الإعلام الذي لا زال يذكّرنا بموت عاهرة بريطاني التي قُتلت مع مخادنها في دنيا الزُّناة ، في فرنسا !! ..

هذا الصمت العجيب أثبت للناظر ضلوع أمريكا في هذا الفعلة الجبانة : فتوقف التحقيقات ، وصمت الإعلام والحكومات لدليل على أن إله القوم أمرهم بالسكوت ، وإلا فإن أمريكا لها مصلحة ، وأي مصلحة ، في إشغال الناس بالتحقيقات حتى تنسيهم بعض ما تفعله فيهم ..

لقد كان الشيخ رحمه الله رجل مهيب ، على وجهه الوقار والأنفة ، تحكي كل تقطيعة في جبينه قصة مجد بعثه الأباة من أمثاله ، رجل عزة وشموخ ، لا تجلس معه إلا وتذكر الأيام الخوالي : أيام سعد وخالد ابن الوليد ، طويل الصمت ، قليل التبسّم (إن تبسّم) ، وافر العقل ، يحمل همّ الأمة على كاهله وكأنه يُسأل عنها وحده يوم القيامة !! وهذه شهادة عيان لا إسناد فيها ..

حدثني من أثق به أنه التقى سيّدي "زليم خان" رحمه الله في دولة من دول الخليج العربي ، وكان الشيخ يلقي كلمة في مسجد من المساجد عن الوضع في الشيشان ، فخلَى به صاحبي بعد الكلمة وسأله عن احتياجات المجاهدين هناك ، فقال له الشيخ رحمه الله : أنا لم آتي هنا لجمع التبرعات أو لإستنفار الرجال ، فنحن عندنا من الرجال ما يسوء الروس وأهل الكفر قاطبة ، وأموالنا من غنائم أعدائنا ، وإنما أتيت هنا لأطلب من الدول الإسلامية الإعتراف بحكومتنا التي لم تعترف بها أية حكومة إسلامية بعد !! فقال له الأخ : إن هذه الدولة غنية ، وحكامها طيّبون ، ولعلهم يساعدونكم , فارتسمت على وجه الشيخ ابتسامة خفيفة ممزوجة بالأسى ، وقال : لقد طلبت من حكومتكم الطيبة السماح لي بالبقاء في هذه الدولة لبعض الوقت ، فأبوا ... ثم سكت برهة وابتسم ، وقال : لعلهم يخافون أن يقطع عنهم الروس صادراتهم من الروسيات ( بالياء المشدودة على خصر حكام العرب ) !! ..

إن الموت حق ، وحق لمثل هذا الرجل أن لا يُزف إلى الحياة الأبدية إلا بدويّ يصم آذان كل متقاعس ومتخاذل ..

رحمك الله سيدي "زليم" ، وأعز الله القوقاز التي أنجبت أمثالكم من الرجال ، وتقبلك الله في الشهداء ..

لفتة

في القناة " السعودية " رأيت عبد الله بن عبد العزيز ( ولي عهد فهد ) يسلّم على كبار رجالات حكومته ، وكان خلفه رجل نحيف طويل حليق لم يلفت انتباهي إلا بعد برهة ..

قال لي أحد الإخوة : أتعرف هذا الذي خلفه !! هذا فلان ، شقيق الشيخ أبي عبد الله أسامة !! ..

قلت في نفسي : سبحان الله !! هذا يمشي خلف أميره وقد أدار له أميره ظهره ، والأمة كلها تمشي خلف شقيقه أسامة ، وقد أعطى أسامة لأمراء شقيقه ظهره ، ولا يجرؤ أي عدو من أعداء أسامة أن يلتفتوا بوجوههم عنه برهة إجلالاً له وإكباراً ، وإن فعلها أحدهم : ضرب أبو عبد الله عنقه ، (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) ..

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

كتبه

حسين بن محمود

5 محرم 1425ه


منقول من مركز الإعلام الإسلامي العالمي
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من اعظم العبادات العوضي نور الإسلام - 8 08-28-2007 02:33 PM
احلى العبايات النسائية ghith حواء ~ 6 08-23-2007 11:05 AM
أحدث موديل من العبايات الخليجيه هيمو_العسل حواء ~ 8 07-27-2007 06:51 PM
شرح العبادات بالصور 2- الصلاة الداعية نور الإسلام - 4 09-26-2006 02:51 AM
شرح العبادات بالصورة 000(1) الوضوء الداعية نور الإسلام - 8 09-24-2006 11:31 AM


الساعة الآن 06:24 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011