عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree112Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 11-28-2012, 01:19 PM
 




نسبها و نشأتها :



سودة بنت زمعة بن قيس من بني عبد شمس القرشية العامرية
أمها: الشموس بنت قيس بن عمرو من بني النجار من أهل المدينة
نشأت بمكة و ترعرعت فيها حتى بلغت مبلغ الصبا و الفتوة، فتقدم لخطبتها و الزواج منها : السكران بن عمرو فقبل به أبوها و زوجها منه
ذكر لها نسبها ابن حجر في” الاصابة”(8/117)، و ابن سعد في “الطبقات الكبرى” برقم(52).


اسلامهما و الهجرة للحبشة :


حين أشرقت شمس الدعوة المحمدية و الرسالة الإسلامية على مكة، استضاء بها قلب الزوجين فأعلنا إسلامهما و إيمانهما و انضويا تحت اللواء الشريف
و عندما ضاق المؤمنون القلائل ذرعا بأذى قريش و تعرضها الدائم لهم بالإكراه و التعذيب و الضغط، أذن النبي صلى الله عليه و سلم لمن أراد منهم في الهجرة إلى الحبشة، فإن فيها ملك لا يظلم عنده أحد، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا
فهاجرت سودة مع زوجها السكران، و هناك أقاموا مدة من الزمن بعيدا عن الأهل و الوطن، في شوق دائم إلى الأخبار و الأنباء، و على الخصوص أنباء رسول الله صلى الله عليه و سلم و تطور الأحداث و تقلب الأيام ( ذكره بلفظ قريب ابن هشام في ” السيرة النبوية ” (1/352) )
و بإسلام عمر بن الخطاب و حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهما كانت سودة ممن شجعهم ذلك بالعودة إلى مكة في حين آثر الآخرون البقاء بالحبشة


الأرملة :


بوصول الزوجين إلى مكة فوجئا بأن قريشا ما تزال على موقفها من العداء الشديد للإسلام و المسلمين، بل زادت في حدة الصراع،و لم ترعو عن غيها و كفرها و عنادها
و لازم السكران بن عمرو الفراش بسبب العلة و الضعف المتناهي، و قامت سودة على تمريضه و مداواته و مساعدته، و لكن لم تمض أيام على وصوله حتى اشتد به المرض، و منعه من الكلام و الحركة، و لم يلبث أن فارق الحياة، و ترملت سودة رضي الله عنها و أمضت أيامها الباقية في مكة حزينة آسفة، صابرة على قضاء الله و قدره، معتصمة بإيمانها، متمسكة بإسلامها، تستمد من الباري عز و جل العون و الرحمة .


زواجها بالنبي صلى الله عليه و سلم :


بعد أن لحقت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها بالرفيق الأعلى، و اختارها إلى جواره، جاءت يوما خولة بنت حكيم زوجة عثمان بن مظعون قائلة: يا رسول الله ألا تتزوج ؟ ، فقال : و من ؟ ، فقالت : إن شئت بكرا و إن شئت ثيبا .
قال : فمن البكر ؟ ، قالت : بنت أحب الناس إليك عائشة بنت أبي بكر
قال : و من الثيب ؟ ، قالت : سودة بنت زمعة آمنت بك و اتبعتك، و هاجرت إلى الحبشة مع زوجها الذي مات عنها و تركها وحيدة …
فقال لها بعد تفكر و تأمل و ترو .. : اذهبي فاذكريني عندها
ثم أرسل في طلب سودة بأمر زواجه بها، فسرت بذلك و قالت جَذِلَة .أمري إليك يا رسول الله
مري رجلا من قومك يزوجك … ثم بنى بها
رواه الترمذي برقم (3880) و غيره بإسناد صحيح

و في رواية عن ابن سعد :
” ……. مري رجلا من قومك يزوجك ؟ ” . فأمرت حاطب بن عمرو، فزوجها، فكانت أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد خديجة رضي الله عنها، و كان ذلك في شهر رمضان سنة عشر من النبوة، و دخل بها في مكة
و بهذا الزواج المبارك عليها. أضحت سودة بنت زمعة أما للمؤمنين بعد خديجة رضي الله عنهما . ” الطبقات الكبرى ” (53)




يومها لــ عائشة :


قامت سودة رضي الله عنها على شؤون بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قياما حسنا طيبا، و أدت ما عليها من واجب تجاه النبي العظيم و هي تحاول جهدها أن تحظى برضاه و عطفه و حبه

عن عائشة رضي الله عنها تقول :
كانت سودة بنت زمعة قد أسنت، و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يستكثر منها، و قد علمت مكاني من رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنه يستكثر مني، فخافت أن يفارقها، و ضنَّت بمكانها عنده فقالت :
يا رسول الله، يومي الذي يصيبني لعائشة، و أنت منه في حل، فقبله النبي صلى الله عليه و سلم و في ذلك نزل قول الله تعالى: ” و إن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا ” النساء 128

و يروى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث إلى سودة بطلاقها، فلما أتاها الخبر حزنت و بكت و تألمت، ثم جلست في طريقه إلى بيت عائشة، فلما رأته صلى الله عليه و سلم قادما قالت :
يا رسول الله … أنشدك بالذي أنزل عليك كتابه، و اصطفاك على خلقه لم طلقتني، ألموجدة وجدتها في ؟ ،
فقال صلى الله عليه و سلم : لا .. فقالت : فإني أنشدك بمثل الأولى أما راجعتني و قد كبرت و لا حاجة لي في الرجال، و لكني أحب أن أبعث في نسائك يوم القيامة.
فراجعها النبي صلى الله عليه و سلم ، و من أجدر و أحق من رسول الله صلى الله عليه و سلم في العطف و المحبة للمسلمين و للمؤمنين ؟ ! ألم يقل في الكتاب الكريم : ” لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم ” التوبة( 128 -129)
ذكرها بنحوه البخاري ( 2593) و مسلم (4163) ،و أبو داود (2135)

عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها من سودة، من امرأة، فيها حدة، فلما كبرت جعلت يومها من النبي صلى الله عليه و سلم لعائشة ” رواه مسلم



المتصدقة الكريمة :


عن عائشة رضي الله عنها : ” أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه و سلم قلن : يا رسول الله : أينا أسرع لحوقا بك ؟
قال : ” أطولكن يدا ” فأخذن قصبة يذرعنها فكانت سودة أطولهن يدا ، فعلمنا بعد : أنما كان طول يده : الصدقة ، و كانت تحب الصدقة ، و كانت أسرعنا لحوقا به “ أخرجه الشيخان و النسائي

لقد قسم لها رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم خيبر من الفيء كما قسم لكل أزواجه، فنالت من التمر ثمانين وسقا، و من القمح عشرين، و لكنها رضي الله عنها لم تدخر ذلك ، و لم تختزنه، و لم تجعله في بيتها، بل فرقته قبل وصوله
و أيضا …
روى محمد بن عمر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرسل إلى سودة زمن خلافته، كما كان يفعل مع باقي أمهات المؤمنين، غرارة من دراهم فقالت : ما هذه ؟ ، قالوا : دراهم من أمير المؤمنين ، قالت : في الغرارة مثل التمر

ثم نادت على جارية لها، و طلبت إليها أن توزع ما في الغرارة على المحتاجين و المساكين، و دعت ربها سبحانه و تعالى أن يثبتها على القناعة و الإكتفاء


وفاتها :


هناك اختلاف في تاريخ وفاتها رضي الله عنها، فمن المؤرخين من يقول كانت أول نساء النبي صلى الله عليه و سلم لحاقا به كما قدمنا حسب رواية عائشة رضي الله عنها
و منهم من يقول، إن أول اللاحقات به هي زينب بنت جحش ابنة عمته، و أن سودة توفاها الله بعدها و قد كان ذلك في العام الرابع و الخمسين من الهجرة في زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان، و الله أعلم رضي الله عن أم المؤمنين سودة بنت زمعة المسلمة المهاجرة، و المؤمنة الصادقة المتصدقة، و الوفية المحبة (1)

توفيت في زمن عمر بن الخطاب و قد سجد ابن عباس لوفاتها فقيل له في ذلك ، فقال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا رأيتم آية فاسجدوا ”
و أي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم (2)

(1) ذكر لها وفاتها ابن سعد في الطبقات الكبرى ” (57) ، و ابن حجر في ” الاصابة”(331) ، و الإمام الذهبي في ” سير أعلام النبلاء ” (2/267)
(2) ( طبقات ابن سعد . الاصابة لابن حجر أسد الغابة لابن الأثير )

روت سودة رضي الله عنها عن رسول الله خمسة أحاديث
أخرج لها في الصحيحين حديث واحد و في رواية أن البخاري روى لها حديثين



__________________
ليلى
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 11-29-2012, 01:21 PM
 





نسبها و مولدها :


هي : حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل المخزومية القرشية، و أمها : زينب بنت مظعون، أخت عثمان بن مظعون رضي الله عنهما
أصيلة الحسب و النسب، في الذروة من قريش مكانة. ولدت – كما تذكر الروايات التاريخية- قبل بعثة النبي صلى الله عليه و سلم بخمس سنوات، و يؤرخون لمولدها ببناء قريش الكعبة بعد أن جرفها السيل (1)
و على هذا فيكون مولدها في نفس تاريخ مولد فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه و سلم
(1) ذكره ابن سعد في ” الطبقات الكبرى “(8/81) و الإمام الذهبي في ” سير أعلام النبلاء ” (2/227)

زواجها :


خطبها من أبيها خنيس بن حذافة السهمي الشاب المسلم المؤمن، فرحب به عمر و أكرم مثواه
و عاشت معه حفصة زوجة، تعرف حقوق و واجب الزوجية، تقدر المسؤولية و تضطلع بأعباء بيت الزوجية و واجباته، و ترعى أموره بحكمة المرأة الناضجة العاقلة (1)
و على إثر غزوة بدر التي انتصر فيها المسلمون على المشركين ، تأيمت حفصة بعد وفاة زوجها خنيس بن حذافة السهمي ، فتحزن لفراق زوجها صابرة محتسبة فقيدها الغالي بين يدي الله تعالى و رحمته، و أسلمت أمرها للباري عز و جل، يقدر من أمر مستقبل أيامها و يفعل ما يشاء
(1)ذكره بنحوه ابن الأثير في ” أسد الغابة ” (2/124)




زواجها من الرسول صلى الله عليه و سلم :


قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة، فقال : سأنظر في أمري، فمكثت ليالي ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا، فلقيت أبا بكر فقلت: إن شئت زوجتك حفصة، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا، فكنت عليه أوجد مني على عثمان ، فمكثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال : لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا ؟، فقلت : نعم . قال أبو بكر : إنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت إلا أني قد كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد ذكرها، فما كنت لأفشي سر رسول الله ، و لو تركها رسول الله قبلتها (1)
و لما تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم حفصة بنت عمر رضي الله عنهما، فكان خيرا من عثمان، تزوج عثمان من أم كلثوم بنت رسول الله فكانت خيرا من حفصة ” تتزوج حفصة من هو خير من عثمان و يتزوج عثمان من هي خير من حفصة “
و كان زواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم في السنة الثالثة للهجرة
(1) رواه البخاري (9/152-153)


الزوجة في الجنة :

و ثبت أن النبي صلى الله عليه و سلم طلق حفصة تطليقة، ثم راجعها بأمر جبريل عليه السلام له بذلك، و قال : ” إنها صوامة، قوامة، و هي زوجتك في الجنة ” رواه ابو داود(2283) و ابن ماجة (2016)

أقامت حفصة رضي الله عنها في بيت النبوة فأدت قسطه و حقه من الإخلاص و الوفاء، و السمع و الطاعة و التقوى و العبادة
لكنها كانت بحكم تركيبها الأنثوي تتأثر بعوامل الغيرة، فلم يخل صدرها و قلبها من ضغط هذا العامل في بعض الأحيان
كما أنها تزعمت هي و عائشة رضي الله عنهما حزب المطالبة بزيادة النفقة، من رسول الله صلى الله عليه و سلم مما أدى إلى غضب رسول الله و مقاطعته


قد خاب من فعل ذلك منكن و خسر

كلمات أب لابنته غيرة على رسول الله صلى الله عليه و سلم جاء سياق هذه الكلمات في الرواية الآتية :
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : ” كنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤوهم، فطفق نساؤونا يتعلمن من نسائهم، فغضبت على امرأتي يوما، فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني، فقالت : ما تنكر من ذلك ؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه و سلم ليراجعنه، و تهجره إحداهن اليوم إلى الليل !
قال : فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت : أتراجعين رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قالت : نعم، قلت : و تهجره أحداكن اليوم إلى الليل ؟ قالت : نعم، قلت : قد خاب من فعل ذلك منكن و خسر، أفتأمن إحداكن أن يغضب الله لغضب رسوله فإذا هي قد هلكت ؟ لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه و سلم و تسأليه شيئا، و سليني ما بدا لك، و لا يغرنك إن كانت جارتك أوسم و أحب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم منك يريد عائشة ” رضي الله عنهم أجمعين
و هكذا كان عمر رضي الله عنه نعم الأب الناصح لابنته (1)
(1) نساء مبشرات بالجنة ( 2/226) و ما بعدها للأستاذ أحمد خليل جمعة

إكرام الرسول صلى الله عليه و سلم لها :

وعلى عادة رسول الله صلى الله عليه و سلم في الإسهام بين أزواجه حين يخرج لغزوة أو قتال، كانت حفصة ذات مرة من أصحاب السهام، فخرجت معه صلى الله عليه و سلم، تقوم في خيمتها و خبائها ثم إذا أسفرت المعركة عن وجهها و انجلى غبارها، شمرت رضي الله عنها عن ساعديها و خاضت بين الجرحى، تسقي العطاش و تداوي المكلومين، و تخفف من ألم المصابين، و تضمد جراح المعذبين
و في تلك الغزوة نفلها رسول الله صلى الله عليه و سلم كما تقول بعض روايات التاريخ ثمانين وسقا قمحا، و هذا إكرام زائد من النبي الكريم، و اعتراف منه بفضل و جهد السيدة المصون حفصة أم المؤمنين

الشموخ عند المصائب :

كانت حفصة رضي الله عنها أديبة كاتبة ذات فصاحة و بيان و بلاغة، قالت في مرض أبيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، بعد أن طعن بخنجر مسموم و هو يؤدي الصلاة فتقدمت من أبيها ، و نظرت إليه و قالت بلسان اليقين و منطق الحق المبين :
” يا أبتاه ما يحزنك وفادتك على رب رحيم و لا تبعة لأحد عندك، و معي لك بشارة لا أذيع السر مرتين، و نِعْمَ الشفيع لك العدل ، لم تخف على الله عز و جل خشَنَةُ عيشتك، و عفاف نهمتك، و أخذك بأكظام المشركين و المفسدين ” نساء مبشرات بالجنةلأحمد خليل جمعة
ثم أنشدت :
أكظم الغلة المخالطة القلــــــ === ب و أعزي و في القرآن عزائي
لم تكن بغتة وفاتك وجــــــــدا === إن ميعاد من ترى للفنــــــــــــاء
و لئن كانت حفصة لم تقل من الشعر إلا أقله، فإنها و لا شك تدل في نظمها و نثرها على علو الكعب و فصاحة و بلاغة و بيانا

بعد استشهاد عمر رضي الله عنه خطبت حفصة فقالت :
الحمد لله الذي لا نظير له، و الفرد الذي لا شريك له
أما بعد، فكل العجب من قوم زين الشيطان أعمالهم و ارعوى إلى صنيعهم، و رب في الفتنة لهم، و نصب حبائله لختلهم حتى هم عدو الله بإحياء البدعة و نبش الفتنة، و تجديد الجور بعد دروسه، و إظهاره بعد دثوره، و إراقة الدماء، و إباحة الحمى، و انتهاك محارم الله عز و جل بعد تحصينها، فأضرى و هاج و توغر وثار غضبا لله و نصرة لدين الله ، فأخسأ الشيطان و وقم كبده و كفف إرادته …
و مما قالته أيضا في أبيها :
لم يزل سراجه زاهرا و ضوؤه لامعا و نوره ساطعا له من الأفعال الغرر، و من الآراء المصاص، و من التقدم في طاعة الله اللباب إلى أن قبضه الله إليه، قاليا لما خرج منه، شانيا لما ترك من أمره، شيقا لما كان فيه و قالت أيضا :
نودي فأطاع، و احتذى بأخيه الصديق فأخرجها أي الخلافة من نسه، و صيرها شورى بين إخوته فبأي أفعاله تتعلقوه، و بأي مذاهبه تتمسكون، أبطرائقة القويمة في حياته، أم بعدله فيكم عند وفاته
ألهمنا الله و إياكم طاعته


وفاتها :

و في العام الخامس و الأربعين للهجرة وافاها الأجل المحتوم، إثر إرهاق و مرض، و لبت نداء ربها و أسلمت الروح، وكانت جنازتها مشهودة، حملت على سرير في نعش، إلى المسجد، و كبار الصحابة يتبعونها بصمت و إجلال و وقار، و صلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة في ذلك الحين. و كذلك كان يتقدم الصفوف كالعادة الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه
و روي أن مروان حمل بين عمودي سريرها من عند دار بني حزم إلى دار المغيرة بن شعبة، ثم حمله أبو هريرة من دار المغيرة إلى قبرها
و دفنت في البقيع، وجلس مروان ينتظر حتى فرغ من دفنها رضي الله عنها
و نزل في قبرها عبد الله و عاصم ولدا عمر
و كانت وفاتها في شهر شعبان من تلك السنة، رضي الله عنه و بارك مثواها، و أكرم منزلتها، و ألحقنا بها في الصالحين من عباده (1)

(1) أورده ابن سعد في ” الطبقات الكبرى ” (8/85) و ذكره الحافظ ابن حجر في ” الاصابة” (8/52) ترجمة (294)


__________________
ليلى
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 11-29-2012, 02:43 PM
 
مشكووووورة
__________________

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 11-30-2012, 10:23 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة الأحلام
مشكووووورة


الشكر لمرورك العطر
__________________
ليلى
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 11-30-2012, 10:33 PM
 




نسبها و نشأتها :

زينب بنت خزيمة بن عبد الله بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة ، الهلالية
قرشية هلالية مكية
نشأت زينب رضي الله عنها في مكة ، مجتمع زاخر بالفساد و الانحلال، يموج بفتنة الوثنية، و الانكباب على عبادة الأصنام و تقديسها
فتحت زينب عينيها على صورة هذا المجتمع بواقعه المنحرف الفاسد و نجت من الوأد لأنها من بيت عريق، في السيادة و الثراء، و درجت في أحضان والديها تنهل من عطفهما و حبهما
عايشت أهم الأحداث التي جرت في مكة، و كان محورها محمد بن عبد الله صلى الله عليه، من بينها إعادة بناء الكعبة، و اختلاف بطون قريش و فروعها حول إعادة الحجر الأسود إلى مكانه من الركن و سمعت بحكمة الأمين و كيف حل إشكال و اختلاف الناس و حقن الدماء، ببسط ردائه و إمساك رؤساء القبائل بأطراف الرداء، و كأنهم جميعا شاركوا في رفع الحجر الأسود و نالوا الشرف العظيم
و عندما بزغ فرج الإسلام على مكة، و شعت أنواره فوق ربوعها
و دعا محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم الناس إلى التوحيد و نبذ عبادة الأصنام، و الإقلاع عن المفاسد و العيوب الاجتماعية، و إزالة الفوارق بين الناس، فالكل في الإنسانية سواء، و أكرم الخلق أتقاهم، لا أغناهم و لا أقواهم ..
عند ئذ تعلق قلب زينب بالدعوة الجديدة، بعد أن كان إعجابها في السابق ينحصر ضمن شخصية المصطفى صاحب العقل الراجح، و الرأي الصائب، و الحكمة البالغة، و الأمين الصادق

زواجها :

في سن السادسة عشرة اكتملت زينب انوثة، و استدارت و أصبحت على أبواب الزواج
و هنا يختلف المؤرخون، و تتباين روايات التاريخ حول زواجها الأول، فمنهم من يقول بأنها كانت متزوجة من عبد الله بن جحش ابن عمة النبي صلى الله عليه و سلم ، و قد مات شهيدا يوم أحد، و منهم من يقول بأنها كانت متزوجة من الطفيل بن عبد المطلب فهلك عنها فتزوجها أخوه عبيدة بن الحارث الذي مات شهيدا إثر غزوة بدر، و هو ابن عم النبي صلى الله عليه و سلم
و على كل حال فإن الروايتين تتفقان على أن زواج النبي صلى الله عليه و سلم من زينب كان بعد زواجه من حفصة رضي الله عنهما
و من هنا نستدل على أن الرواية الثانية هي الأرجح، لأن زواجه صلى الله عليه و سلم من حفصة كان بعد غزوة بدر، واستشهاد عبيدة بن الحارث (1)
(1) قصة زواج السيدة زينب بنت خزيمة أوردها : ابن الأثير في “أسد الغابة” (5/466) ،و ابن الحجر في”الإصابة”(4/46) ترجمة (4574)


الهجرة :

هاجرت السيدة زينب رضي الله عنها إلى المدينة بعد أن عان المسلمون بمن فيهم زينب رضي الله عنها في مكة بعد زواجها و إسلامها عانت و عايشت طغيان و استبداد قريش و ظلمها و شتى أنواع التعذيب و الأذى
و عاشت أيام الحرمان في ضنك و جوع لثلاث سنوات في الحصار الظالم في شعب ابي طالب فكانت تتزود بالإيمان و ثقتها بربها سبحانه و تعالى و صبر على الابتلاء و الامتحان
فتأتي الهجرة لتستمر الدعوة و تأقلمت زينب في الجو الجديد و انتظمت في سلك المجتمع الاسلامي الجديد الدي بنى أول ما بني على الأخوة في الله
فعاشت مع زوجها عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب مثلا طيبا و كريما في أصول و قواعد البيت الاسلامي المنشود، تعاونا و محبة و احتراما و ليس من شك في أن شخصية زينب رضي الله عنها كانت محور ذلك البيت الكريم، بما حباها الله من نضوج عقلي و سماحة نفسية، و بساطة في الحياة و رضى و قناعة، حتى كان اليوم العظيم يوم الفرقان ، يوم بدر حيث استشهد زوجها عبيدة بن الحارث ليتركها صابرة محتسبة عند الله تعالى داعية له بحسن الثواب


زواجها من الرسول صلى الله عليه و سلم :

و من أولى من رسول الله صلى الله عليه و سلم بمواساة زينب ؟
و من أولى من محمد بن عبد الله أن يكون السباق إلى كل مكرمة ؟
و هو قدوة المتقين و إمام المؤمنين و سيد الخلق أجمعين، و أسوة المسلمين في كل حين ..
فسعى إلى زينب و قد انقضت عدتها، فخطبها لنفسه، فأجابت على استحياء، و قد حالت الدموع في عينيها، لأن ذكرى عبيدة ما تزال قريبة العهد…
أجابت بأن جعلت أمرها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم… ، فبنى بها و أدخلها بيوت أزواجه، و اتخذ لها حجرة خاصة بها (1)
(1) ذكره بمعناه ابن عبد البر في ” الاستيعاب” (4/409) ترجمة (3393)


أم المساكين :

ذات يوم في صغر زينب رضي الله عنها عاينت رؤية سيد من سادات قريش ينهال على أحد عبيده بعصا غليظة يؤدبه، على حد زعمه، بها، و انكسرت العصا ..، فتناول السيد سوطا متشعب الرؤوس و راح يضرب به جسد ذلك المسكين، و أخذ الدم يسيل بغزارة و الجراح تنفرج عن اللحم الأحمر الذي بدأ يتناثر في أطراف المكان حتى خَفتَ صوت المسكين و تلاشى، و لم تعد تُسْمَعُ منه سوى أنفاس تتردد مع الأنات
و مما زاد ألمها لما عرفت السبب: لقد جاع العبد المسكين بعد عمل شاق متواصل، من الفجر إلى الغروب فأكل دون إذن سيده، فكان جزاءه ما رأت و شاهدت، ما ترك أثرا عميقا في قلبها الطيب و فؤادها الرحيم، و نزعتها الإنسانية.
و لا غرابة أن تلقب بأم المساكين
فإذا ذكر لقب أم المساكين لدى المكيين عرفوا جميعا صاحبته، زينب بنت خزيمة (1)
(1) ذكره بنحوه ابن حجر في “الاصابة” (8/94) ترجمة(477) ، و ابن عبد البر في ” الاستيعاب” (3393)

فظلت رضي الله عنها تحتفظ بهذا اللقب ” أم المساكين ” منذ كانت فتاة صغيرة، لم تسلم بعد، إلى أن لحقت بالرفيق الأعلى..
و بالرغم من قصر مدة إقامتها في بيت النبوة إلا أن حجرتها كانت مقصد المساكين و الفقراء و المحتاجين، و الجائعين المحرومين، تقتصد من مالها و طعامها و نصيبها ثم تمنحه لهذه الطائفة من الناس حبا و تقربا إليه و سعيا إلى رضاه


الوفاة :

كانت رضي الله عنها قد أتمت الثلاثين من عمرها، حين داهمها الموت، في عز الشباب، و ميعة الصبا و عنوان الفتوة
و لقد كان يوم وفاتها يوما حزينا، إذ تركت على رغم قصر مدة العشرة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم أطيب الأثر و أعمقه في قلب المصطفى
فقد مرت أيام العشرة هينة لينة طيبة، لا صخب فيها و لا نصب و لا وصب، و لا مشقة و لا عسر…
حلم جميل، و نزهة ممتعة في ظل دوحة كثيرة الأفياء والظلال، و شربة من ماء قراح سلسبيل،غسلت، و طيبت و كفنت و صلى عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم دفنت في البقيع، و لقد نزل إلى حفرتها إثنان من أقربائها
و بعد أن ووريت الثرى، عاد الجميع و في مقدمتهم رسول الله صلى الله عليه و سلم يسترجعون، و يدعون لإم المساكين بحسن المآب و عظيم الثواب (1)

(1) أورده الإمام ابن القيم في ” زاد المعاد ” (1/60) بلفظ قريب


__________________
ليلى
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هى دى مصر (متجدد) يحي مسلم مواضيع عامة 1 08-12-2012 05:49 AM
أتحدى ماترحبون العنقري عيون التهاني و الترحيب بالأعضاء المستجدين 2 03-21-2010 05:11 PM
صور عدة صوت - متجدد МŘ. ali afandi قسم السيارات 7 09-02-2009 01:49 AM
حصرياً . .بنى ادم شو - متجدد chetos777 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 08-28-2009 11:56 AM
أتحدى البعض..لا..لا بل أتحدى الكل... زهرة الرمال أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 29 05-15-2007 01:28 PM


الساعة الآن 09:18 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011