.§.الساحر المقاتل .§.
الجو كان شبه غائم هذا الصباح و بعض الغيوم الرمادية تحتشد في الأفق مشكلة منظرا غريبا !
بدت لي تلك الغيوم شفافة ، مسطحة ، و مريبة وسط السماء الزرقاء ، كنا على مشارف فصل الخريف و هي لا تمطر عادة في مثل هذا الوقت من السنة ...
شعرت بالغرابة و أنا أتأمل السماء رغم خطواتي السريعة الشبه راكضة التي كنت أسير بها نحو المدرسة القريبة ،
و رغم مزاجي النكد و أفكاري التي كانت تدور حول ما حدث لي هذا الصباح.
بدءا بصدمة وجود ذلك الفتى الغريب في غرفة نومي ، و انتهاءا بالعقاب الذي حصلت عليه من السيدة براون بحجة التأخر في أداء مهامي .... لم تكن بداية هذا اليوم جيدة أبدا !
مازلت أذكر وجهها النحيل الغاضب لخيبة الأمل بعد تفتيشها للغرفة و إخفاقها في العثور على أمر مريب ،
أمرتني حينها بتسلط لئيم أن أنظف البهو بأكمله اليوم بعد المدرسة ،
و كنت قد هززت رأسي موافقة بصمت و أدب دون أن أعلق بشيء !
أعلم أن ذلك سيكون صعبا و غير عادل ، لكني لم أعترض فقط لأنني أعرف أن الأمر كان ليكون أسوأ ألف مرة لو أنها رأت ذلك الشاب في حجرة نومي !!!
سيث ... يا له من شخص عجيب !
مازلت أتساءل هل هبط على الأرض بسلام بعد قفزته المتهورة تلك ؟!
لا أستطيع نزعه من رأسي ، هو أو واقع أنه سيعود ثانية كما أخبرني ... ماذا يريد مني يا ترى و كيف علم عن أمنيتي الساذجة ليلة أمس ؟!!
لسبب ما لا أستطيع تجاوز الأمر و اعتباره مجرد مضايقة من فتى مستهتر !
توقفت عن تقليب الأمر في رأسي عندما وصلت إلى المدرسة سريعا ، فقد كانت لا تبعد كثيرا عن دار الأيتام حيث أعيش.
أخذت نفسا عميقا أتهيأ للدخول ، لم أحب جو مدرستي الثانوية يوما ... و عامي الأول فيها كان الأسوأ على الإطلاق ،
كنت أتعرض لكثير من المضايقات أنا و الفتيات الثلاثة الأخريات من الميتم ... كانوا يدعوننا ب"المشردات" آنذاك !!!
زفرت بحزن من تلك الذكريات ... لكم أكره هذه الكلمة حتى مع أني لم أعد أسمعها !
لم يكن الوقت متأخرا كما أوهمتني السيدة براون ، لم يرن الجرس بعد و الطلاب كانوا يتسكعون في الخارج و يتجمعون على شكل مجموعات و أصدقاء ليتحدثوا ...
لكن ليس أنا .... أنا لا أملك أصدقاء.
توقفت أمام خزانة كتبي و فتحتها لأضع حقيبتي بداخلها و أخرج ما أحتاجه لدرسي الأول.
_مرحبا إلينور ... !
أجفلت لسماعي تلك العبارة من خلفي حتى أني أوقعت الكتب من يدي أرضا ، لكني لم أهتم بها بقدر إهتمامي بالتحقق من صحة تخميني عن صاحب ذلك الصوت ،
استدرت ... و حاولت أن لا أصدم لرؤية ذلك الشاب ذي الابتسامة الساخرة الجميلة ، و الشعر النحاسي اللون يقف خلفي ،
رباه .. لقد كان هو !!!
_ماذا تفعل هنا ؟!
سألته بمزيج من اليأس و الانزعاج .. لم أغضب الآن فقد استهلكت كامل مخزوني من الغضب في الساعة التي تلت رحيله.
تجاهل سؤالي ما جعلني أفكر أنها عادة لديه ، قال :
_لدي ما أريك إياه ... تعالي معي.
رفعت أحد حاجبي و نظرت إليه كما لو أني اسأل بتهكم ... فعلا ؟!!
بقي يحملق بي بهدوء و ذات الابتسامة الواثقة على شفتيه ، فالتفت عنه أتجاهله بدوري و بدأت أجمع الكتب التي سقطت مني عن الأرض.
التقط آخر كتاب كان بقربه قبل أن أفعل أنا .. و اعتدلنا واقفين ،
مد يده بالكتاب مبتسما فأخذته دون أن أنطق بشيء ، وددت لو أسخر من شهامته الزائفة هذه لكنني انشغلت بابتسامته الجميلة ...
لقد كان وسيما جدا ... أوسم من أي شاب رأيته من قبل !!
أخذت نفسا عميقا مجددا ... ثم أغلقت خزانة كتبي و استدرت للجهة الأخرى أهم بالانصراف ، لكنه أمسك برسغي بشكل مفاجئ قائلا :
_أين تذهبين إلينور ؟! أخبرتك أن لدي ما أطلعك عليه !
ضيقت عيني من حركته هذه ... و من تصرفه كما لو كنا نعرف بعضنا منذ زمن ، أجبته :
_و أنا لست مهتمة بأي شيء يعنيك فاترك يدي إذا سمحت !
_عليك أن تكوني مهتمة ...
خطى خطوة قربته مني أكثر و واصل :
_فهذا يتعلق بك ... بأمنيتك الغبية التي وافق عليها المصدر ، علينا أن نتحدث و الآن !
لم أفهم ما عناه بكلماته لكنني توترت لازدياد قوة قبضته على معصمي ، عيناه كانتا لامعتين و حازمتين بقوة .. أربكني النظر إليهما !!
وجدت نفسي أسير خلفه بإستسلام بينما يقودني إلى الساحة الخارجية للمدرسة يجرني من معصمي !
_إ..إلى أين تأخذني ؟!
شعرت بالقلق لأنه كان يسير بنا إلى الجانب الخلفي لمبنى المدرسة ، حيث لا توجد أنظار !!
توقف بعد أن أصبحنا بعيدا كليا عن مرمى البصر ، ترك يدي ثم استدار بجسده ليواجهني قائلا بسخط :
_أنت تصيبينني بالجنون !!
دلكت رسغي برفق حيث كانت يده تقبض ، و توسعت عيناي بإستنكار من اتهامه الغير منطقي :
_أنا أصيبك بالجنون ؟! أنا ؟!!
رد مستثارا :
_بالتأكيد أنت ... بتصرفاتك المتعجرفة هذه و رفضك لأن يكون لك أي صلة بنا ، و كأنك لست من طلب ذلك ....
رفع سبابته في وجهي مردفا :
_يجب أن تكوني شاكرة ألف مرة لأن الإختيار وقع عليك من بين الجميع أيتها الساذجة الصغيرة !!
أغمضت عيني لثوان ... ثم سألت في محاولة أخيرة لفهم ما يريده مني هذا الشخص :
_أي إختيار هذا ؟! عما تتحدث أنت ؟!!
ضيق عينيه الذهبيتين وهو يتمتم بسؤال خافت :
_أليس لديك علم بالأمر ؟!
هززت رأسي نفيا ، رمقني متشككا للحظة ثم راح يقول :
_كيف ؟! أنا لا أفهم .. ليختارك المصدر لتحقيق أمنيتك يجب أن تكوني مؤمنة ب"أسطورته القديمة" ، و أنت .. أنت حتى لا علم لديك بالأمر ؟!!
لم يجد مني أي رد سوى الحيرة و عدم الفهم في تعبير وجهي ، فهتف مستنكرا :
_أنت حقا لا تعلمين أي شيء ... أنا لا أصدق !!
احتضنت كتبي بكلتى ذراعي بإرتباك و أنا أراقبه كيف مرر يده في شعره النحاسي الكثيف و راح يتحرك في المكان بعصبية مرددا :
_لا أصدق ... من بين الجميع .. من بين كل الخيارات ... تكون هي ... ليست فتاة ساذجة فحسب بل و جاهلة أيضا !!!
أزعجني وصفه لي لكني لم أفتح فمي و بقيت أراقب خطواته الغاضبة بصمت ،
لم يكن هذا شيئا أنا معتادة عليه .. التعامل مع غرباء ذوي تصرفات مريبة ، و هذا الشاب كان يثير ارتباكي !
جمد فجأة في مكانه و انعقد حاجباه بشدة كمن يحاول حل معادلة معقدة ... لدقيقة ظل واقفا يفكر ،
ثم التفت إلي و قال متنهدا :
_لا بأس ... سأشرح لك كل شيء ... من البدء ، و بعدها يمكننا أن نباشر عملنا كي لا نضيع أي وقت ... كل شيء سيسير كما ينبغي !!
بدا و كأنه يحاول اقناع نفسه بهذه الكلمات ، أكثر مما كان يوجهها إلي.
لكنني علمت أنني لا أملك خيارا سوى الاستماع إليه ...
_.¤._
_ماذا تعرفين عن نظرية التبادل ؟!
سألني الشاب الغريب المدعو سيث بعد لحظات صمت قصير بيننا ،
فأجبته دون كثير من التفكير :
_أتعني .. تبادل خدمات أو أغراض ؟! كأن أعطيك ما لدي شرط أن آخذ شيئا مما لديك ، العالم منذ القدم يعيش على هذه النظرية ... يسمى ذلك تبادل منافع !
هز رأسه موافقا :
_كونك تعلمين ذلك يسهل علي الكثير.
_اشرح لي ما تعنيه ؟!
نظر إلي بتلك الجدية التي تظهر عليه من حين لآخر و راح يقول :
_الأمور كما في هذا العالم تسير في عالمي أيضا ، كل شيء يكون له مقابل ... هل تعلمين ما يقال عن الحصول على الأماني ؟!
ترددت ثم غمغمت بما يشبه البلاهة :
_تبتاع مصباحا سحريا ؟!
صحح لي بجدية :
_ترمين قطعة نقدية في نافورة ، تنتظرين رؤية شهاب ، أو ترددين الأمنية ثلاثة مرات بقلبك ... و كل تلك الاساطير الأخرى المتداولة هنا .... كلها لها أساس من الصحة ، و كلها مرتبطة بالمصدر من حيث أتيت !
اتسعت عيناي و قد لمع الأمر في ذهني فجأة :
_تعني "مصدر الأماني السحري" ؟!!
ضيق عينيه سائلا :
_و كيف علمت به ؟! قلت أنك لا تعرفين شيئا عن الأمر !
هتفت بسرعة :
_قرأت ذلك في رواية !
نظر إلي بتعجب ... فشعرت بغرابة العفوية التي أحسها معه و تجعلني أقول ما يجول داخلي ببساطة !!
كنا نقف وحدنا في هذه البقعة ، يحيطنا الهدوء الذي أعلمني بأن الدروس قد بدأت بالفعل و أن أيا من الطلاب لم يعد في الساحة.
جزء من تلك الغيمات الغريبات كان يظللنا ، و هواء الخريف المنعش كان رفيقنا الوحيد في تلك اللحظات.
لم أكن قلقة بشأن تأخري عن الصف ، و لسبب ما .. كنت واثقة بأن هذا الحديث أهم بكثير من أي دروس !!
شرحت له :
_قرأت رواية قبل عدة أيام و كانت تتحدث عن شيء كهذا ، عن شابة تعاقدت مع مصدر سحري للقوى ليحقق لها أمنيتها !!
سألني سيث بتعبير غريب لم أفهمه :
_قرأت ذلك .. في كتاب ؟!!
أومأت برأسي إيجابا :
_كانت قصة جميلة لكن حزينة إلى حد ما ، الشابة التي تحكي عنها الحكاية تمنت أن تنقذ حبيبها الذي كان مريضا و يوشك على الموت ... و اشترط عليها المصدر في مقابل ذلك أن تقتل مخلوقا سيئا جبارا ، ذاك المخلوق لم يكن يملك حصانة ضد البشر ... لكن ...
استحثني سيث على المتابعة حين توقفت لأنظر إليه .. أنتظر تعليقه في الرواية الخيالية الأحداث التي أخبره عنها ، كان قد سأل :
_لكن ماذا ؟!
لم أعتقد أن الفضول هو ما يدفعه للسؤال ، لكنني أجبته :
_لكن تلك المعركة استمرت طويلا جدا ... مات خطيب الشابة قبل أن تحصل على أمنيتها ، و مع ذلك هي واصلت المهمة علها إن نجحت تستعيده في نهاية الأمر ، و قد نجحت بالفعل في القضاء على المخلوق الشرير لكن النتيجة .. النتيجة كانت غير متوقعة !
شعرت بإحساس غريب حين وصلت لهذا الجزء من الحكاية ،
نفس الإحساس الذي شعرته حين قرأته من الكتاب أول مرة ... نفس الحميمية العجيبة و السحرية كانت تلفني الآن أيضا !!
كانت نهاية الحكاية شيء مهم ... خاص .. لكن لا أعرف كيف أو لماذا ؟!!
قلت بصوت منخفض متأثر بتلك الاحاسيس الغير مفهومة :
_نجحت تلك الشابة و حصلت على أمنيتها في النهاية ، لكن السحر لم يعد لها خطيبها ... بل أنقذ حياة شخص آخر ... أنقذ "الساحر المقاتل" الذي رافقها طوال رحلتها و الذي كان مصابا بشدة وقتها ، أمنيتها في الأصل كانت أن يشفى حبيبها ... و ذلك الساحر كان قد أصبح حينها حبيبها الذي تعشق و شعرت نحوه بحب أكبر حتى من حب خطيبها الذي توفي !
لم يعلق سيث على شيء مما قلته و ساد صمت متوتر بيننا فجأة ،
كم كان شيئا غير طبيعي ... ذاك الإهتمام العظيم الذي كان كلانا يوليه لمجرد قصة في كتاب !!
أصدرت ضحكة صغيرة مرتبكة عند هذه الفكرة و تمتمت :
_حسنا .. أنا لا أعرف ما علاقة أي من ذلك بك أنت ، و بالتأكيد لا أعرف ما علاقته بي !
سيث كان مركزا و تعبير غامض يلوح في عيونه الذهبية ، قال لي :
_هذه القصة حقيقية إلينور ، و أنت الآن مثل تلك الشابة تعاقدت مع المصدر السحري .. بيننا الآن أنا و أنت اتفاق تبادل ، الشابة الصغيرة و الحارس الساحر !
ارتفع حاجبي دهشة :
_أ .. أتخبرني أن .. أنك مثل "المقاتل الساحر" في تلك القصة ... و أنا .. لأني تمنيت أن أعيش تجربة مشابهة لحكاية أعجبتني قد ... قد أصبحت كالفتاة في القصة ؟!!
أومأ سيث برأسه إيجابا فأعترضت على ذلك الجنون الذي يحاول اقناعي به :
_هذا مستحيل .. و أنا لا أصدقك !!
عاد الغضب إلى سيث :
_ألا تجيدين سوى الانكار ؟! هل تريدين إثباتا مثلا ؟!
_أجل أريد إثباتا !!
أجبته بثقة ، و رحنا نتبادل نظرات متحدية ... حتى تغيرت تعابير وجهه فجأة و غدت ساخرة ، قال :
_أخبرتك أن لدي ما اطلعك عليه ، ألم أفعل ؟!
حرك ذراعيه حركة شبه دائرية ، أمرني :
_تراجعي قليلا إلى الوراء !
أضاف مبتسما عندما لم أتحرك :
_من أجل سلامتك فقط إلينور !!
قيمت المسافة القصيرة التي تفصل بيننا و قلت ساخرة من وقفته الغريبة :
_لماذا ؟! هل ستخرج أرنبا من جيبك ؟!
لم يرد .. بل اتسعت ابتسامته الماكرة ...
أفلتت مني صيحة فزع حين اشتعلت النار في يديه فجأة ، و تراجعت إلى الخلف تلقائيا و أنا أهمس :
_ما .. ما هذا ؟!!!
ضحكات سيث الساخرة قطعت علي ذهولي و صدمتي الذين جمداني ، وقعت كتبي على الأرض ... و مجددا لم أكن مهتمة بها !
سألت سيث الذي راح يحرك ذراعيه بخفة فتتطاير ألسنة اللهب منطلقة من يديه في الهواء بشكل كروي منظم و مبهر :
_كيف .. هل .. أنت بخير ؟! ألا يؤلمك هذا ؟!!
ضحك سيث مجددا و خبت النيران حتى تلاشت من يديه :
_هذا لا يؤذيني .. أنا مختص في الألعاب النارية كما سبق و أخبرتك !!
توقف عن الضحك و عادت ملامحه جدية ، قال لي :
_و الآن .. سأريكي ما أريد إطلاعك عليه حقا !
كان الشيء التالي الذي حدث أمامي أمرا لا يصدق !
النيران اشتعلت في الهواء بجانب سيث ... مشكلة إطارا مربعا كبيرا !!
عيناي كانتا متسعتين عن آخرهما و أنا أتمتم بكلمات ذاهلة غير مترابطة :
_م .. ما الذي ..أ.. يا إلهي .. !!!
أضواء زرقاء و خضراء راحت تتحرك في الفراغ داخل الإطار الناري المربع ،
لتخفت تلك الأضواء فجأة و تظهر من خلالها صورة واضحة لشخصين اثنين !!!
رجل و امرأة ... في العقد الرابع من عمرهما ،
المرأة كانت جميلة ، ملامح وجهها الحانية و عيناها الخضراوتان بدتا مألوفتين للغاية ...
و الرجل كان طويل القامة ... يملك شعرا كستنائي ذي تموجات و وجه بتقاسيم طيبة ...
كلاهما لم يكونا غريبين عني .. كانا تجسيدا دقيقا لخيالين من أحلامي ...
كانا والداي كما تخيلتهما و كما تمنيت دوما أن يكونا !!
شعرت كأن ساقي لا تقويان على حملي ...
و أدركت أن السحر .. وحده السحر من يصنع وهما يبدو بهذا القدر من الواقعية !!!
أحسست و قدماي المرتعشتان تتقدمان نحو تلك الصورة ببطء ... بالدموع تتجمع في عيني ..
كان الاثنان في الصورة يبتسمان لي ...
والداي الذين لم أعرفهما يوما ... أمي و أبي أمامي يبتسمان لي ...
في تلك اللحظة .. نسيت كل ما حولي ... نسيت كل شيء ..
لم أفكر بشيء .. و يدي تمتد لتلمس صورتهما الواضحة وسط ذلك الإطار الناري ،
لكن صيحة محذرة أجفلتني و أعادتني للواقع ...
صيحة تزامن معها تلاشي كل ذلك السحر الذي أسرني فجأة ...
_لا تلمسيه !!
نظرت إلى سيث من بين الدموع المتجمعة في عيني ، بعد أن اختفى تماما ذلك الإطار الناري و الصورة السحرية بداخله من أمامي !!
اختفى الوهم الذي صنعه و خدعني للحظة ،
نظرت إليه .. واعية هذه المرة لمدى بعده عن الطبيعية ...
شعره النحاسي كان يلتمع بلون متفرد تحت أشعة الشمس ، و عيناه الذكيتان يلوح فيهما تأثر غريب عن مكرهما المعتاد ،
أقريت له بصوت لم أستطع السيطرة على رنة البكاء فيه :
_أنت ساحر سيث ، و أنا .. أنا أصدقك !!
_.¤._
يتبع ،،،