عندما دقت الساعة معلنة دخول الثانية عشرة ظهرًا جهزت نفسي كالعادة لأذهب إلى مقهى [ماجيك كوفي] حيث أعمل، أعرفكم بنفسي: اسمي دولوريس ماكنتوش وينادونني دورلي .. عمري سبعة وعشرون عامًا وأعيش وحدي في منزل متواضع في نيو يورك، وها أنا الآن أقص عليكم كيف تغيرت حياتي رأسا على عقب في يومين فقط بسبب فضولي وجرأتي المفرطة ,, وذكائي طبعا .. كما كنت أقول ذهبت إلى المقهى وارتديت ملابس العمل لأبدأ بتلبية طلبات الناس .. بقيت أسير على هذا الروتين الممل حتى أصبحت الساعة الثالثة والنصف .. كنت على وشك دخول المطبخ لاستلام إحدى الطلبات .. التفتّ لأحد زملائي إذ ناداني .. قلت له: ما الأمر سام؟
أجابني: أريدك أن تتعرفي صديقي ... إيفان.
نظرت إلى حيث يشير فكان شابًا هادئ الملامح يجلس على الطاولة بفتور .. كنت سأقول إنني مستعجلة وليس لدي وقت لهذا لكنها وقاحة .. ولن تكون جميلة بحق سام فهو شاب جد طيب .. تقدمت إلى إيفان بتكلف ومددت يدي لمصافحته قائلة: مرحبًا، اسمي دولوريس.
وقف إيفان وصافحني: أهلا، تشرفنا.
قلت بابتسامة: الشرف لي.
أردفت على عجل: المعذرة، لدي عمل لأقوم به.
إيفان بهدوء: لا بأس.
تركته بسرعة وذهبت لألبي الطلبات .. بينما تحدث أيفان إلى سام قليلاً ومن ثم ذهب .. بعد مدة ليست بطويلة كنت في طريقي إلى المطبخ مجددًأ .. فلمحت بطاقة مرمية على الأرض بالقرب من المكان الذي كان لإيفان يجلس فيه .. أسرعت في التقاطها قبل ان يراها أحد غيري .. آآآآآآآآه الفضول وما أدراك ما الفضول! إنه يسري في عروقي، كلما تذكرت هذا الموقف خجلت من نفسي .. على كل حال: عندما التقطت البطاقة وحملقت في محتواها .. تلاحقت أنفاسي حماسًا وثارة .. ضممتها إلى صدري لأخبئها ثم أسرعت في الدخول إلى المطبخ .. إلى أبعد زاوية لا يراني أحد فيها .. فتحت كفيّ لأقرأ ما كتب في البطاقة مرة أخرى وأنا أقول بهمس: الاسم الحقيقي: كلايد لوكاس ،، العمر: اثنان وثلاثون عامًا و.... عميل في الـ FBI ... مستحيل!!!! لكن..لكن هذه صورته!!
بقيت أعمل شاردة الذهن إلى أن استفقت على صوت إحدى زميلاتي تقول: دورلي ألن تذهبي إلى منزلك؟!
قلت ببلاهة: أنا؟ الآن؟
انتبهت إلى الأمر فنظرت إلى ساعة يدي وإذا بها تشير إلى السادسة مساءً .. استغربت كم مرّ الوقت بسرعة .. لكنني قفزت فرحًا وتركت ما بيدي لأذهب وأبدل ملابسي ثم أخرج...
على الرصيف...
كنت أفكر بطريقة ما أعيد بها البطاقة إلى كلايد .. فهو بالتأكيد في حاجة إليها وسيقع في مشكلة إن لم يستعدها .. لا أستطيع أن أعطيها لسام فليس من الجيد أن يعرف أشخاص كثيرون بهوية كلايد . ولا استطيع أن أسأله عن عنوانه فهو حتمًا سيظن بس سوءًا وأنا في غنىً عن هذا .. بقيت أفكر وأفكر أفكر ...حتى سنحت في بالي فكرة طائرة: أنا أعرف جميع أصدقاء سام، فهم دائمًا ما يأتون إلى المقهى ويتطفلون على عمله، وكلايد ليس واحدًا منهم بالتأكيد، أي أنه جديد في المدينة، فإذا كنت محظوظة سيكون قد اشترى منزلاً في هذه المنطقة وسأعثر عليه بكل سهولة فأنا أعرف كل شبر هنا وما حاله.
قمت بالمرور على كل المنازل المعروضة للبيع أو الإيجار فلم أتوصل إلى شيء .. لذا عدت إلى منزلي وأنا أجر أذيال الخيبة، إلى أن لاحظن أن المنزل المهجور الذي يقابل منزلي أنواره مضاءة وتركن أمامه سيارة حمراء جميلة .. قلت في نفسي إن الأمر يستحق المحاولة .. فذهبت إلى جارتي العجوز .. إنها ثرثارة جدًا ومتعتها الكبرى في تبادل الزيارات مع صديقاتها وتبادل الإشاعات بين الناس، وعندما يحدث شيء في المدينة تجدها أول العالمين به بفضل جواسيسها المنتشرين في كل مكان ... أقصد العجائز من أمثالها... لذا فأنا أثق بأنها تعرق حتى أدق التفاصيل عن ساكن ذلك المنزل ..
وجدت أن الأمر حقاً! يستحق المحاولة .. صحيح أنها استقبلتني بجفاف ووابل من الإشاعات والأخبار الجديدة .. وقدح شايٍ مر .. وصحن كعك محترق .. إلا أنني حصل على ما أريد وكانت الإجابة التي أتمناها .. حيث قالت لي إن شابًا من خارج المدينة انتقل ليسكن في ذاك المنزل وحده .. خرجت من منزل العجوز ماربل .. وقطعت الشارع وأنا واثقة من أن الشاب الذي قصدته هو كلايد نفسه .. قمت بقرع جرس الباب .. مرة .. ومرتين .. وثلاثًا .. لكن ما من مجيب .. اختلست النظر من خلال فتحة الباب فلم أجد شيئاً يذكر .. لم أعرف ما الذي خطر على بالي وقتها .. لكن تحركت قدماي بلا شعور مني وقمت بالدوران حول المنزل إلى أن توقفت أمام النافذة التي أنا واثقة بأنها نافذة غرفة النوم .. كانت فارغة .. حاولت فتحها بإحكام .. لم أستسلم وبقيت أحاول حتى نجحت .. لا أستطيع وصف شعوري وقتها .. كنت سعيدة وأحسست أيضًا أنني لصة .. تجاهلت هذا الإحساس ودخلت .. أعترف أنني لم أرَ في حياتي أرتب وأنظف من هذه الغرفة .. تساءلت كيف يهتم كلايد بأمر كهذا .. هذا طبيعي فأنا مهملة وإذا فتحت أي خزانة في منزلي فستسقط عليّ الأشياء التي فيها .. لا يهم .. جُلت بنظري في المكان حتى وقعت عيني على المكتب .. أخرجت البطاقة من جيبي لأضعها عليه .. لكن .. سمعت ضجة خارج الغرفة .. ووقع أقدام تقترب .. انتابني رعب شديد فسحبت نفسي واختبأت في غرفة الملابس .. سمعت صوت فتح الباب فنظرت من خلال الفتحة .. فكان كلايد كما توقعت .. خشيت أن تفضحني دقات قلبي فقد كانت سريعة وقوية .. كانت تصرفات كلايد عادية جداً حيث أشعل الأنوار وخلع سترته وحذاءه .. لكن فجأة .. قطب حاجبيه بجدية وأخرج مسدسًا من جيبه وأعده للإطلاق .. انقبض قلبي فقد حسبت أنه علم بوجودي .. لكن ما لم أتوقعه أبدًا خروج رجل ملثم من تحت السرير يحمل بين يديه مسدسًا مزودًا بكاتم صوت .. تبادل الاثنان إطلاق النار حتى تمكن كلايد من إرداء الرجل قتيلاً .. وما هي إلا لحظات حتى انقض عليه ثلاثة رجال آخرين فبدأ بمصارعتهم .. تمكنت من ملاحظة رجل رابع تسلل من خلفهم وصوب مسدسه نحو رأس كلايد مباشرةً .. عندئذٍ برحت مكاني .. خرجت من غرفة الملابس بسرعة وركلت ذلك الرجل بقدمي على وجهه بكل ما أملك من قوة .. فسقط أرضًا وطار المسدس من يده .. لطالما كرهت الغدر .. عندما انتهى كلايد من غرمائه التفت إليّ .. وبانت تعاليم الصدمة واضحة على وجهه .. فقد كانت رؤيتي هنا وإنقاذي له آخر ما توقعه .. لكن سرعان ما تحولت صدمته إلى غضب شديد .. تكلم من بين أسنانه: ما الذي تفعلينه هنا؟!
توترت وخفت .. ونزلت بضع حبات عرق باردة من جبيني .. قلت بارتباك: أ.. أنا... كنت .. أعيد إليك.. الـ لـ بطا..قة...!
قال بنفاذ صبر: عن أي بطاقة تتحدثين؟!
قلت: خاصتك...
قاطعني بصراخ: احذري!!!
احذري؟ لم أفهم ما يقصد .. حتى شعرت بضربة موجعة على رأسي .. تحول كل شيء من حولي إلى اللون الأسود .. أغمضت عينيّ ولم أشعر بشيء بعدها...!
استيقظت ومن...ثم وجدت نفسي على ذلك السرير الأبيض البارد .. وعندما التفت عن يميني .. وجدت باقة من الورد الأحمر على المنضدة التي كانت بجانب سريري .. يا ترى ماذا حدث لي؟؟! .. هذا هو السؤال الذي كان يترددفي ذهني .. لكن سرعان ما تذكرت كل شيء .. كلايد ومنزله والرجال الملثمين .. نهضت بسرعة وصحت: إيفان! أقصد...كلايد!!
وضعت يدي على رأسي بسبب الألم .. فوجدت أنه مضمد بعناية .. استنتجت أنني في مستشفى .. ولست وحدي .. فقد نظرت إلى الجهة الأخرى فوجدت كرسيًا عليه حقيبة نسائية .. بنفسجية ومزركشة .. عرفت بدون تفقد محتواها أنها لصديقتي مونا فهي تحب هذه الأشياء .. وما هي إلا لحظات حتى فُتح الباب ودخلت .. عندما رأتني أطلقت صيحة فرحة ثم قالت: أنا هنا منذ ساعات ولم تحركي ساكنًا، خرجت لدقيقتين وعدت لأجدكِ قد نهضتِ من فورك!
لم أعرف ما أقول فابتسمت .. تقدمت مونا وجلست على الكرسي قائلة: لم أعرف قبلاً أنكِ تحبين المشاجرات...
قلت باستنكار: ومن قال هذا؟!
أردفت بريبة: كيف جئت إلى هنا؟
مونا: لا أدري، الأمر مبهم قليلاً ولكن.. اتصل بي شخص ما من هاتفك يوم أمس وقال لي إنكِ في المستشفى فتركت كل شيء وجئت، وعندما دخلت الغرفة لم أجد شخصًا غيرك.
قلت: والزهور؟ من أرسلها؟
مونا: أيضًا لا أدري، جاءت بها إحدى الممرضات وقالت إنها مرسلة لكِ.
التفتُّ إلى الزهور وأمسكت بها .. وجدت بطاقة مطوية ففتحتها وقرأتها ~حمدًا لله على سلامتك ،، وشكرًا جزيلاً لك~
قطبت حاجبيّ بغضب فقد عرفت المرسل .. سألت مونا: ممن هذه الزهور الجميلة؟
أجبتها: لا أعرف.
بعد ساعتين خرجت من المستشفى فقد سمح لي الطبيب بهذا .. وعادت مونا إلى منزلها .. نظرت إلى ساعة يدي ثم زفرت بضيق فالساعة كانت الحادية عشرة والنصف ظهرًا ,, مما يعني أن نوبتي في المقهى ستبدأ بعد نصف ساعة ولا رغبة لي بالعمل .. لكنني أجبرت نفسي على الذهاب ..
عند الرابعة والربع عصرًا .. كنت أشعر بضجر شديد .. حتى إن الزبائن أصبحوا ينفرون من وجهي العابس .. حتى جاءت تلك اللحظة التي توقفت فيها لأتحدث مع سام .. سمعت صوتًا مألوفًا يقول: مرحبًا سام، مرحبًا دولوريس.
التفت سام إلى صاحب الصوت ثم قال مبتسمًا: أهلاً بك إيفان.
نظرت إلى كلايد بحنق وقلت: أهلاً... إيفان!
لم يمد سام يقول شيئًا حتى أتت زميلتنا ستيفاني وقالت: سام، إن المدير يطلبك.
سام: آه حالاً.
ثم ذهب معها .. قمت باستغلا الفرصة واقتربت من كلايد .. أمسكت ربطة عنقه وقربته مني لأقول: كيف تجرؤ على تريني وجهك بعد كل ما حصل؟!
كلايد بلا مبالاة: لا أفهم عمَّ تتحدثين!ما الذي حصل بالضبط؟
أجبته بنفاد صبر: الذي حصل يا أستاذ .. هو أنني كدت أفقد عقلي رعبًا بسببك أنت وبطاقتك السخيفة، وتلقيت ضربة لا بأس بها على رأسي، ورم مكانها حتى عجزت عن تمشيط شعري، وفوق هذا اضطررت إلى ادعاء الألم حتى أتخلص من أسئلة صديقتي!
أبعد كلايد يدي عن ربطة عنقه ثو قال: حسنًا حسنًا فهمت، أنتِ لا تريدين رؤية وجهي بعد الآن أليس كذلك؟
قلت: لا تسخر!... اسمع، يجب أن نتقابل..
كلايد: ها أنا أمامك.
قلت: ليس هنا بل وحدنا، كي لا يسمعنا أحد.
كلايد: لست مضطرًا إلى الموافقة.
قلت بسرعة: سأفضحك!
كلايد باستغراب: ماذا؟
قلت بمكر: أنسيت؟ أنا أعرف سرك الكبير وبإمكاني أن أفضحك.
كلايد بشيء من الخوف: هييه! أنتِ لستِ شريرة.
قلت: أوه بلى أنا كذلك. ماذا قلت؟
كلايد: حسنًا موافق ولكن أين؟
قلت: سآتي إلى منزلك عند السابعة، هل يناسبك؟
كلايد: أجل.
جاء سام فابتعدت عن كلايد وقلت بابتسامة مصطنعة: أنا متلهفة لهذا.
ثم دخلت إلى المطبخ...
مرّ الوقت ببطء شديد، وأنا أعد الدقائق والثواني... حتى حان الوقت .. دخلت منزل كلايد بعد أن فتح لي الباب .. جلست على أريكة في غرفة الجلوس، وجلس هو مقابلي .. قال: حسنًا ماذا تريدين؟
قلت بجدية: أخبرني أولاً لمَ لمْ تغير عنوانك بعدما حصل يوم أمس؟ لا أظن أن من الأمان أن تبقى هنا.
أجاب بفتور: لقد محى أتباعي كل الأدلة التي تشير إلى مكاني فلا داعي للخوف.
قلت: إذًا.... لقد كنت بالأمس في متناول يديك، لكنك لم تقتلني، مع أنني أعرف سرك، ويمكن أن أضرك، لماذا؟
كلايد: وهل تريدين مني أقتلك؟
قلت ببرود: بالطبع لا، ولكن فضولي يدفعني إلى سؤالك.
كلايد بجدية: لقد أبقيت عليكِ لغاية في نفسي.
أخرج مسدسًا من جيبه وصوبه عليّ ثم أردف: لكن الآن.. عليكِ أن تودعي الحياة.
أوشك على ضغط الزناد .. لكنني حركت قدميّ وقفزت بعيدًا عن مرماه ... وقف وقال: مقاومتك لي تعني أنكِ تتحدين الـ FBI بأكملها، فلا أظن أنكِ ستنجين بمجرد القفز كالكنغر.
لم أشعر أبدًا برغبة في الاستسلام، مع أنني أعرف ألا أمل لي .. جمعت كل جرأتي في جملة: إذا كنت تردي النيل مني فتعال.
قطّب حاجبيه بتركيز فأمسكت بمزهرية كانت على الطاولة ورميتها على يده ليطير المسدس بعيدًا .. ابتسم كلايد بتحدٍ وقال: لا مانع لدي من لعب لعبة القط والفأر معكِ، لكن حالما أمسك بكِ ستبدأ النهاية، ولن تكون سعيدة أبدًا.
اقترب مني بسرعة ووجه بقدمه ضربة إلى عنقي .. لكنني حركت ذراعي فصددتها .. هممت بتوجيه لكمة إلى وجهه لكنه انخفض فتفاداها .. كنت سأفقد توازني بسبب قدمه فتشقلبت بعيدًا عنه بسرعة .. قال لي: إنكِ بارعة.
أجبته: يجب على فتاة مثلي تعيش وحدها أن تعرف كيف تدافع عن نفسها.
اقترب مني مرة أخرى فسحبت كرسيًا خشبيًا بقدمي ووضعته في طريقه لأعيقه ثم أسرعت بالتقاط المسدس المرمي على الأرض فصوبته نحوه قائلة: إياك والاقتراب وإلا فجرت رأسك!
ابتسم بسخرية وقال: وهل تريدينني أن أصدق بأن فتاة مثلك تجيد اطلاق الرصاص، أخشى أن رأسكِ هو الذي سينفجر.
ضيقت عينيّ وقلت: لا تستخف بي، والدي كان قناصًا محنكًا يعمل مع الشرطة، وقد علمني أساسيات القنص.
كلايد: حقًا؟ إذًا ارِني مهارتكِ وأصيبي تلك اللوحة، وبالتحديد.. قبعة الفتاة.
قالها وهو يشير إلى لوحة معلقة على الجدار تقع بالنسبة لي في الجهة اليمنى .. قلت في نفسي: هـه ساذج، يظن أن هذا سينطلي عليّ.
قلت له: حسنًا سأريك.
استدرت وصوبت على قبعة الفتاة التي في اللوحة .. هممت بالضغط على الزناد .. لكنني لم افعل .. التفت إليه وأعدت تصويب المسدس عليه قائلة: أو ربما لا.
أردفت: هل تظن أن حيلة رخيصة كهذه ستنطلي عليّ؟
صفق كلايد وقال بإعجاب مصطنع: واو! إنكِ ماهرة في القتال، وتجيدين إطلاق الرصاص، وذكية أيضًا، ينقصكِ بعض التدريب وتصبحين من نخبة العملاء في الـ إف بي آي.
قلت باستنكار: ماذا أفهم من كلامك؟
كلايد: تتركين المسدس، وابقي على حياتك، ثم نذهب معًا إلى الخلية ويتم توظيفك.
أجبت: وهل لديك القدرة على فعل هذا؟
كلايد: بالتأكيد! استطيع بحركة واحدة من اصبعي أن أتحكم بمصير من أشاء من العملاء.
ظهرت نصف ابتسامة على وجهي .. تحركت إلى الخلف خطوتين وجلست متربعة على الطاولة التي خلفي ثم قلت: وما الذي يضمن لي أنك لن تغدر بي ما إن أترك المسدس؟
رفع كلايد يده اليمنى وقال: أعدكِ.. وعد شرف.. بأنني لن أغدر بك، وأنا لا أخلف وعودي أبدًا.
عقدت حاجبيّ لأفكر في عرضه .. تمتمت: لابد وأنني فقدت رشدي!
قلت له: حسنًا موافقة.
وضعت المسدس جانبًا ووقفت .. فابتسم كلايد برضا ..
وهذا ما حدث معي
بعدها..
انقلبت حياتي رأسًا..
على عقب
كما قال كلايد..
أصبحت من نخبة..
العملاء ..
في الـ FBI
لا أهتم..
كم حجم التغيير
الذي طرأ..
لأنني سعيدة هكذا
وأعيش
كما حلمت منذ صغري
دون: توقفي عن سرد قصة حياتكِ لنافذة السيارة، نحن في مهمة...
دورلي: نعم نعم أعرف، عليّ أن أركز فنحن في طريقنا للقبض على بعض جرذان السوق السوداء، هل هذا ما كنت ستقوله..؟
دون: نعم بالضبط!!!
النهاية
استمتعت بـ تشغيل مخي الفاضي
بالتوفيق للجميع