في مكان قرب
غابات كاستوريا الكبرى

تقدم جوليان بخيله نحو جماعة من الفتيان...الذي كان كل واحد منهم يمتطي حصانه الخاص..
ابتسم بهدوء وحايهم قائلا «اهلا يا اصدقاء..كيف حالكم؟»
رد عليه فتى ذو شعر ناري يدعى توم «اهلا ايها الامير..تبدو بحالة جيدة؟»
اجابه بتردد وقد كذب «انا كذلك..!»
صمت قليلا ثم اردف «ماذا الان؟..الن نبدا بالصيد؟»
اجابه ستيفن صاحب الشعر الارجواني قائلا وهو مشغول بارتداء قفازه الجلدي
_ تبدو متحمسا على غير عادتك؟
_ صادفت مشاكلا هذا الصباح..اريد ان اشغل نفسي قليلا..
_اهاا..!!ولكن انا لا ارى ايدن اين ذهب؟
_ انه مشغول..ربما لن ياتي اليوم.. قالها جوليان بهدوء وبدا في ارتداء قفازيه هو الاخر..
هز الاخر راسه متفهما والتفت الى اصدقائه..وهو يحدثهم وترك جوليان يغرق في شروده مع الغابة الكثيفة الشديدة الخضرة التي اعتاد على صيد الذئاب فيها..مع اصدقائه.
استنشق الهواء العليل..وتطايرت خصلات شعره فوق جبينه..ثم حرك خيله باتجاههم وامر الخادم الواقف بجانبهم باحضار بندقيته..امسكها وتقدمهم قائلا «هيا بنا..»
حمل جميعهم بنادقهم..وساروا بخيولهم الى احضان الغابه ذات الاشجار الشاهقة التي تحجز اشعة الشمس عن التسسل الا بشقاء..وكانت تبدو عليها الشيخوخة..وجدورها الصلبة العملاقة قد تشابكت فوق الارض صعبت عليهم قليلا المرور فوقها..
_ لقد سمعت ان اليوم زفاف ادوارد..هل هذا صحيح جوليان؟
قطع ستيفن الصمت بسؤاله..وانتظر اجابة جوليان الذي كان يبدو انه شارد الذهن..لكنه افاق سريعا مع ايقانه ان السؤال موجه له..
_ ااه..! صحيح..ستقام حفلة توديع العزوبية الليلة.. الم يبعث لكم بالدعوات؟
_ كايل (بحماس )« بلى..وانا متحمس كثيرا للحفلة..»
ضربه كيفين على كتفه وهو ينحني بجسده نحوه قليلا...مخافة ان يقع من ظهر حصانه..وقال
_ انت متحمس لامر الفتيات..اليس كذلك؟ وهز حاجبيه بمكر.
_ كايل (بتلعثم ) لا لست كذلك..اقصد ما العيب في ذلك..
قهقه الاخير عاليا..وجسده يهتز..
_ جوليان (بسخرية) ومن ستقبل بفتى مثلك..؟
_ كايل (بغضب) هذه اهانة..لن اسمح بها.
_ كيفين (بسخرية) ولكنه يقول الحقيقة..
شاركهم توم في اغاضته قائلا والدليل على ذلك..مواعدتك الاخيرة التي لم تدم سوى يومين..
_ اجابه كايل (بثقة) هذا لانني انا من انهاها..فلقد عرفت انها تركض خلف الاموال فقط..
_ جوليان «ارايت..!!» ضحك ساخرا ثم اردف «لا تحزن يا صديقي ليس الجميع محظوظين..»
وانفجر الاخرون بالضحك.. وكايل يتوعدههم باشد عقاب قريبا..
وصلوا الى بقعة...محفوفة من الاشجار تمتد بها مساحات من العشب الرطب المليئ بالازهار..وكانت تبدو ملائمة كثيرا للتخييم..
_ جوليان بهدوء «هنا حدث الهجوم...»
قبل ان ييرد عليهم احدهم...افزعهم حفيف الشجيرات القابعة خلفهم مباشرة..فالتفتوا مسرعين مصوبين فوهات بنادقهم نحو المكان الذي تهتز في الاوراق..وكل قلق ان يكون حيوانا اسوء من ذئب بري..
ولكنهم ذهلوا من ايدن و جاستن..وهم يتخطون الشجيرات فوق احصنتهما..مستعملين بنادقهم لابعاد اغصانها عن طريقهم..
جوليان (بسخرية) «كان علي اطلاق النار..»
رد عليه ايدن متهكما «لم اكن اشكك في ذلك..»
ثم اردف بتعصب «لماذا لم تنتظروننا؟»
_ توم «ولماذا تاخرتم على كل حال..؟»
_ جاستن «كان علينا المرور اولا على السوق لاشتراء الخردق..»
_ صاح كيفين بحدة «ولكن مالذي كنتما تفكران فيه..عندما قدمتما من هذا الطريق؟..ماذا ان اصاب احدكما بطلق ناري؟»
قال ايدن هو الاخر بحدة «غامرنا بحياتنا فقط من اجل اللحاق بكم..»
تنهد جوليان وقال «لا يهم..هيا لنكمل.»
واستانفوا المسير مثنى مثنى..جوليان وستيفن يتقدماهم..ثم توم وكيفين وكايل وايدن في الخلف..بينما جاستن يتوسطهم وحيدا..
قال توم وهو يلتفت نحو ايدن «هل سمعت عن زفاف ادوارد؟»
_ ايدن «نعم انه الليلة..من سيحضر؟»
_ ستيفن «بالطبع ساتي..انحا حفلة العزاب.».وضحك بسعادة
صاح جاستن بحماس «رائعة كثيرا..!!!» وانفجر الكل ضاحكا..
_ كايل (بمكر) «ذلك الخبيث..لقد خالف وعدنا..»
_ ضحك جاستن واردف «سيلقي الليلة حتفه..مؤكد.»
_ كيفين« ولكن على الاقل..هو الشخص الانجح بيننا في العلاقات.»
_ ايدن ساخرا (ساخرا) «سوف يندم على قراره كثيرا..لان المسؤوليات سوف تنهال عليه بكثرة..»
_ جاستن «طبعا..وسياتي بعدها الينا طاليا النجدة.».وانفجر ضاحكا وهو يتخيل ذلك..
ولكن قاطعه جوليان وهو يصرخ باعلى صوته..
_ ايدن !!!!..واطلق النار نحو الذئب البني الذي علا في السماء خلف ايدن..ومرت الرصاصة بجانب خد ايدن بحركة بطيئة وكادت ان تلامسه لولا انه تحرك في اللحظة الحاسمة..واستقرت بعدها في صدر الذئب..ليرتقي الى الارض متدرجا في دمائه مطلقا عواءا متالما..
صاح جوليان بغضب «كفوا عن الثرثرة يا حمقى وانتبهوا جيدا!!»
زفر ايدن بارتياح ومسح العرق عن جبينه بسبب ارتباكه الشديد قائلا طننت ان الرصاصة سوف تصيبني..
_ جوليان (بنفاذ صبر) «رغم انك اكبر منا سنا..الا انك الاغبى بيننا.»
صاح به ايدن غاضبا «ومن تحسب نفسك ايها السافل؟!»
وغرقا في الشجار الحاد..والاخرون يحدقون اليهم بغباء..غير منتبهين الى قطيع الذئاب الذي احاطهم من كل جهة..
وكان اول واحد افاق الى ذلك هو توم ..الذي صرخ بفزع« يا اصدقاء..!!»
توقف كل من ايدن وجوليان عن الشجار والتفت الجميع اليه..وهنا انتبهوا الى القطيع..المكشر عن انيابه الحادة ينتظر الفرصة السانحة للهجوم..واظافرهم الطويلة تظهر من تحت اكفافهم متشوقة لتمزيق لحومهم اربا اربا..!!
_ اووه..تبا!!»» تمتم بها جاستن بحدة..وشرع بحشو بندقيته واجتمعوا في الوسط وكل يعطي ظهره للاخر..