عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree267Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 12-30-2012, 12:09 AM
 
إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
الإمام السيوطي

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو نسب امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحقيقي وليس الذي يفتريه الرافضه فهم معروفين بالكذب والحقد على امير المؤمني عمر رضي الله عنه
أولا : اسمه ونسبه : هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي . أبو حفص ( 1 )

ثانيا : اسم أمه ونسبها : هي حنتمه بنت هاشم بن المغيره بن عبدالله بن عمر بن مخزوم . وقيل حنتمه بنت هشام بن المغيره فعلى هذا تكون أخت أبي جهل وعلى الأول تكون أبنت عمه. قال أبو عمر ومن قال ذالك يعني بنت هشام فقد اخطأ ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل والحارث ابني هشام وليسا كذلك إنما هي أبنت عمهما لأنه هاشماَ وهشاما ابني المغيره أخوان . فهاشم والد حنتمه وهشام والد الحارث وأبي جهل وكان يقال لهاشم جد عمر( ذو الرمحين ) .
وقال أبن منده : أم عمر أخت أبي جهل قال أبو نعيم : هي بنت هشام أخت أبي جهل وأبو جهل خاله . ورواه عن ابن إسحاق .
وقال الزبير : حنتما بنت هاشم فهي أبنت عم أبي جهل كما قال أبو عمر وكان لهاشم أولاد فلم يعقبوا . ( 2)
أما أم حنتمه : فهي الشفاء بنت عبد قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص وقد كان لهاشم بن المغيره ولد فلم يعقبوا . ( 3 )
ثالثاَ : اسم الخطاب ونسبه : هو الخطاب بن نفيل بن عبدا لعزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي . أمه حيه بنت جابر بن أبي حبيب الفهميه . وولد نفيل بن عبدالعزى : الخطاب بن نفيل, وعبد نهم ( 4) لا بقيه له قتل في الفجار , وأمهما : حيه بنت جابر بن أبي حبيب , بن فهم و أخوهما لأمهما : زيد بن عمر بن نفيل . ( 5 )
قلت : هذا هو نسب أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصحيح و ليس الذي يرويه الرافضة في كتبهم لان الرافضة معروفين بالكذب و الزندقة وحقدهم على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

أما الأحاديث التي رواها المجلسي في بحار الأنوار في الجزء ( 31 ) صفحه ( 203 ) باب نسب عمر وولادته ووفاته وبعض نوادر أحواله وما جرى بينه وبين أمير المؤمنين صلوات الله عليه رقم ( 26 ) :
الحديث الأول الذي رواه قال :
1- تفسير القمي : قال علي بن إبراهيم : ثم حرم الله عز وجل نكاح الزواني فقال : ( الزاني لا ينكح إلا زانيه أو مشركه والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك حرم ذلك على المؤمنين ) ( 6 ) وهو رد على من يستحل التمتع بالزواني والتزويج بهن وهن المشهورات المعروفات بذلك في الدنيا لا يقدر الرجل على تحصينهن .
و نزلت هذه الآية في نساء مكة كن مستعلنات بالزنا : ساره و حنتمه ( 7 ) و الرباب كن يغنين بهجاء رسول الله فحرم الله نكاحهن وجرت بعدهن في النساء من أمثالهن . ( 8 )
أقول عندما رجعت إلى المصدر الذي أشار إليه ( تفسير القمي ) وجدت هذا السند هكذا ( وفي رواية أبي الجار ود عن أبي جعفر ع ) ( 9 ) ثم ذكر نفس الحديث السابق وانظر ماذا قال علماء الرافضة عن أبي الجار ود :
أ- قال الكشي في رجاله :
حكي أن أبا الجار ود سمي سرحوب ونسبت إليه السرحوبيه من الزيديه وسماه بذلك أبو جعفر ع وذكر إن سرحوبا اسم شيطان أعمى يسكن البحر وكان أبو الجار ود مكفوفا أعمى , أعمى القلب .
وذكر بعض الأحاديث التي تدل على أن أبي الجار ود فاسق أعمى البصر والقلب ( 10 )
ب- وقال العلامة الحلي :
زياد بن المنذرأبو الجارود الهمداني بالدال المهملة الخارقي بالخاء المعجمه بعدها ألف وراء مهملة و قاف و قيل الحرقي بالحاء المضمومة المهملة والراء والقاف الكوفي الأعمى التابعي زيدي المذهب واليه تنسب الجاروديه من الزيديه كان من أصحاب أبي جعفر عليه السلام روي عن الصادق عليه السلام وتغير لما خرج زيد ( رض ) وروي عن زيد وقال ابن الغضائري حديثه في حديث أصحابنا اكثر منه في الزيديه و أصحابنا يكرهون ما رواه محمد بن سنان عنه ويعتمدون ما رواه محمد بن بكر الارجني وقال الكشي زياد بن المنذر أبو الجار ود الأعمى السرحوب بالسين المهملة المضمومة والراء والحاء المهملة والباء المنقطع تحتها نقطه واحده بعد الواو مذموم ولا سبه في ذمه ويسمى سرحوبا باسم شيطان أعمى يسكن البحر . ( 11)
قلت : فيتبين لكل قارئ منصف إن هذا الحديث ضعيف لا يحتج به لان الأمام المعصوم عند الرافضة وهو أبي جعفر قد طعن في راوي الحديث وهو أبو الجارود السرحوب .
2- الحديث الثاني وقال المجلسي :
وقال العلامة نور الله ضريحه في كتاب كشف الحق وصاحب كتاب إلزام النواصب : روى الكلبي وهو من رجال أهل السنه ( 12 ) في كتاب المثالب قال : كانت صهاك أمه حبشيه لهاشم بن عبد مناف فوقع عليها نفيل بن هاشم ثم وقع عليها عبد العزى بن رياح فجاءت بنفيل جد عمر بن الخطاب.
وقال الفضل بن روزبهان الشهرستاني في شرح بعد القدح في صحة النقل : إن أنكحت الجاهلية على ما ذكره أرباب التواريخ على أربعة اوجه : منها : أن يقع جماعه على أمراه ثم إن ولد منها ولد يحكم فيه القائف أو تصدق المرأة وربما كان هذه من أنكحت الجاهلية .
و أورد عليه شارح الشرح : بأنه لو صح ما تحقق زنا في الجاهلية . لماعد مثل ذلك في المثالب وكان كل من وقع على أمراه كان ذلك نكاحا منه عليها ولم يسمع من أحد إن من انكحة الجاهلية كون أمراه واحده في يوم واحد أو شهر واحد في نكاح جماعه من الناس . ( 13 )
قلت : أما كلام الفضل بن روزبهان الشهرستاني , فهو صحيح ولكن ليس موضوعنا انكحة الجاهلية بل نسب عمر بن الخطاب رضي الله عنه
والرواية التي أوردها صاحب كتاب كشف الحق الذي لا يعرف الحق مردودة عليه لأنه كذب وقال إن الكلبي من رجال أهل ألسنه وهذا كذب كما سوف نبين فيما بعد . ( 14 )
ثم عاد المجلسي للكذب من جديد ويحاول أن يوهم القراء بكذبه وقال : ثم إن الخطاب على ما ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب : ابن نفيل بن عبدالعزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي وأمه حنتمه بنت هاشم بن المغيره بن عبد الله بن عمر بن مخزوم قال وقالت طائفة في أم عمر : حنتمه بنت هشام بن المغيره ومن قال ذلك فقد اخطأ ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل بن هشام والحارث بن هشام بن المغيره وليس كذلك وإنما هي بنت عمه لان هشام بن المغيره والحارث بن هشام بن المغيره إخوان لهاشم والد حنتمه أم عمر وهشام والد الحارث وأبي جهل . ( 15 )
قلت : هذا كذب لان المجلسي ذكر إن ابن عبدالبر ذكر في الاستيعاب قال : ( ثم إن الخطاب على ما ذكره ابن عبدالبر في الاستيعاب ابن نفيل ....الخ ) هذا الكذب يتضح لكل قارئ عندما يرجع إلى كتاب الاستيعاب وقال الآتي : عمر بن الخطاب بن نفيل ...الخ . ثم ذكر نفس الكلام السابق . وهو حاول أن يبين إن اسم أم الخطاب مثل اسم أم عمر وهذا كذب لان المجلسي اسقط اسم عمر من ترجمة ابن عبد البر في الاستيعاب . ( 16 )
أما الذي أورده المجلسي عن محمد بن شهراشوب وقال : وحكى بعض لصحابنا عن محمد بن شهراشوب وغيره : إن صهاك كانت أمه حبشيه لعبد المطلب و كانت ترعى له الإبل فوقع عليها نفيل فجاءت بالخطاب .
ثم إن الخطاب لما بلغ الحلم رغب في صهاك فوقع عليها فجاءت بابنه فلفتها في خرقه من صوف ورمتها خوفا من مولاها في الطريق . فرآها هاشم بن المغيره مرمية فأخذها ورباها وسماها حنتمه فلما بلغت رآها الخطاب يوما فرغب فيها وخطبها من هاشم فانكحها إياه فجاءت بعمر بن الخطاب فكان أبا وجدا و خالا لعمر وكانت حنتمه أما وأختا وعمه له فتدبر . ( 17 )
أقول : إن محمد بن شهراشوب من علماء الرافضة ولم يحدد المجلسي من أين نقل عن ابن شهراشوب هذا الكلام ولا نعلم هل هذا الخبر من كذب المجلسي أو من الأخبار الضعيفة كالعادة .
وقال صاحب كتاب الكنى والألقاب عباس القمي : ابن شهراشوب : رشيد الدين ابوجعفر محمد بن علي بن شهراشوب السروري المازندراني فخر الشيعة ومروج الشريعة محيي آثار المناقب والفضائل والبحر المتلاطم الزخار ... الخ . ( 18 )
3- الحديث الثالث :
قال : وجدت في كتاب عقد الدرر لبعض الأصحاب بإسناده عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن ابن الزيات عن الصادق ع
انه قال : كانت صهاك جاريه لعبد المطلب وكانت ذات عجز وكانت ترعى الإبل وكانت حبشيه وكانت تميل إلى النكاح فنظر إليها نفيل جد عمر فهواها وعشقها في مرعى الإبل فوقع عليها فحملت منه بالخطاب فلما أدرك البلوغ نظر إلى أمه صهاك فأعجبه عجزها فوثب عليها فحملت منه بحنتمه فلما ولدتها خافت من أهلها فجعلتها في صوف وألقتها بين اشحام مكة فوجدها هشام بن المغيره بن الوليد فحملها إلى منزله ورباها وسماها بالحنتمه و كانت شيمة العرب انه من ربى يتيما يتخذه ولدا فلما بلغت حنتمه نظر إليها الخطاب فمال إليها وخطبها من هشام فتزوجها فأولد منها عمر فكان الخطاب أباه وجده وخاله وكانت حنتمه أمه وأخته وعمته , وينسب إلى الصادق ( ع ) في هذا المعنى :
من جده خاله ووالده وأمه أخته وعمته اجدر أن يبغض الولي وان ينكر يوم الغدير بيعته. ( 19 )
قلت : وهذا الحديث ضعيف لا يحتج فيه لان فيه علتين :
الأولى : إن أبا حنتمه ليس هشام ولكنه هاشم .
الثانية : ورجعت إلى المصدرالذي أشار إليه المجلسي الكذاب (عقد الدرر ) ووجدت إن المجلسي حرف يحيى بن محبوب ووضع الحسن بن محبوب بدلا عنه لان الحسن بن محبوب ثقة و أما يحيى بن محبوب فهو مجهول .
أما ما ذكره المجلسي عن ابن أبي الحديد فقال : قال ابن أبي الحديد في شرح قوله عليه السلام " لم يسهم فيه عاهر ولا ضرب فيه فاجر " في الكلام رمز إلى جماعه من أصحابه في أنسابهم طعن وكما يقال : إن آل سعد بن أبي وقاص ليسوا من زهره بن كلاب وانهم من بني عذره من قحطان وكما يقال : إن آل الزبير بن العوام من ارض مصر من القبط , وليسوا من بني أسد بن عبد العزى . ( 20 )
ثم قال : قال شيخنا أبو عثمان في كتاب مفاخرات قريش : بلغ عمر بن الخطاب إن أناسا من رواة الأشعار حملت الآثار يقصبون الناس ويثلبونهم في أسلافهم فقام على المنبر فقال : إياكم وذكر العيوب والبحث عن الأصول فلو قلت : لا يخرج القوم من هذه الأبواب إلا من لا وصمه فيه لم يخرج منكم أحد .
فقال رجل من قريش نكره أن نذكره فقال : إذا كنت أنا وأنت يا أمير المؤمنين نخرج فقال : كذبت بل كان يقال لك يا قين بن قين اقعد .
قلت: الرجل الذي قام هو المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيره المخزومي وكان عمر يبغض أباه خالدا ولان المهاجر كان علوي الرأي جدا وكان أخوه عبد الرحمن مع معاوية وكان المهاجر مع علي يوم الجمل وفقئت ذلك اليوم عينه لكن الكلام الذي بلغ عمر بلغه من المهاجر.وكان الوليد بن المغيره مع جلالته في قريش وكونه ريحانة قريش ويسمى العدل ويسمى الوحيد حدادا يصنع الدروع بيده ذكر ذلك فيه ابن قتيبه في كتاب المعارف .
وروى أبو الحسن المدائني هذا الخبر في كتاب أمهات الخلفاء وقال انه روي عنه جعفر بن محمد عليه السلام في المدينه فقال : لا تلمه يا أبن أخي انه أشفق أن يحدج بقصة نفيل بن عبدالعزى وصهاك أمة الزبير بن عبد المطلب ثم قال : رحم الله عمر فانه لم يعدو السنه وتلا " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم " ( 21 ) انتهى .
بيان : قال الجوهري : حدجه بذنب غيره رماه به انظر كيف بين عليه السلام رداءة نسب عمر وسبب مبالغته في النهي عن التعرض للأنساب ثم مدحه تقيه . ( 22 )
و أقول : إن ابن أبي الحديد هذا معتزلي شيعي وقال عنه القمي : عز الدين عبد الحميد بن محمد بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد المدائني الفاضل الأديب المؤرخ الحكيم الشاعر شارح نهج البلاغة الكرمه وصاحب القصائد السبع المشهورة كان مذهبه الاعتزال كما شهد لنفسه في إحدى قصائده في مدح أمير المؤمنين ( ع ) بقوله :
ورأيت دين الاعتزال وإنني . . . . أهوى لاجلك كل من يتشيع
وذكره الالوسي في مختصر التحفه الاثنى عشريه فقال :
الفرق الرابعة الشيعة الغلاة : هم عبارة عن القائلين بألوهية الأمير علي كرم الله وجهه , ونحوه من الهذيان . قال الجد روح الله روحه : وعندي إن ابن أبي الحديد في بعض عباراته ـ وكان يتلون تلون الحرباء وكان من هذه الفرقة , وكم له في قصائده السبع الشهيرة من هذيان , كقوله يمدح الأمير كرم الله تعالى وجهه :
ألا إنما الإسلام لولا حسامه . . . . كعفطة عنز أو قلامة ظافر .( 23 )
وقوله :
يجل عن الأعراض والاين والمتى . . . . ويكبرعن تشبيهه بالعناصر.( 24 )
وقال أيضا :
تقليت أخلاق الربوبيه التي . . . . عذرت بها من شك انك مربوب .( 25 )

ومنه سرق الطوفي الرافضي قوله في أبي بكر وعلي رضوان الله وسلامه عليهما :
كم بين من شك في خلافته . . . . وبين من قيل انه الله . ( 26 )
قلت : فلا حجه في كلام ابن أبي الحديد لأنه من غلاة الشيعة الذين يألهون علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويحقدون على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
4- الحديث الرابع قال المجلسي :
وما أومى إليه من قصة أمة الزبير , هو ما رواه الكليني طيب الله تربته في روضة الكافي عن الحسين عن احمد بن هلال عن زرعة عن سماعه قال : تعرض رجل من ولد عمر بن الخطاب بجاريه رجل عقيلي فقالت له : إن هذا العمري قد آذاني , فقال لها عديه وادخليه الدهليز , فأدخلته , فشد عليه فقتله و ألقاه فالطريق. فاجتمع البكريون والعمريون والعثمانيون , وقالوا : ما لصاحبنا كفو ولن نقتل به إلا جعفر بن محمد , وما قتل صاحبنا غيره , وكان أبو عبد الله (ع) قد مضى نحو قبا , فلقيته وقد اجتمع القوم عليه , فقال : دعهم , قال : فلما جاءوا وراءه وثبوا عليه , وقالوا : ما قتل صاحبنا أحد غيرك , وما نقتل به أحد غيرك ! فقال : لتكلمني منكم جماعه , فاعتزل قوم منهم , فاخذ بأيديهم فادخلهم المسجد , فخرجوا وهم يقولون شيخنا أبو عبد الله جعفر بن محمد , معاذ الله أن يكون مثله يفعل هذا , ولا يأمر به , فانصرفوا . قال : فمضيت معه فقلت : جعلت فداك ما كان اقرب رضاهم من سخطهم؟! قال : نعم دعوتهم فقلت : امسكوا وإلا أخرجت الصحيفة ! فقلت : ما هذه الصحيفة جعلني الله فداك ؟ فقال : أم الخطاب كانت أمة للزبير بن عبد المطلب , فسطر بها نفيل فاحبها , فطلب الزبير فخرج هاربا إلى الطائف . فخرج الزبير خلفه فبصرت به ثقيف , فقالوا له : يا أبا عبد الله ما تعمل هاهنا ؟ قال : جاريتي سطر بها نفيل , فهرب منه إلى الشام . وخرج الزبير في تجاره له إلى الشام فدخل على ملك الدومه فقال له : يا أبا عبد الله لي إليك حاجه , قال : وما حاجتك أيها الملك ؟ فقال : رجل من اهلك قد أخذت ولده , فاحب أن ترده عليه , قال : ليظهر لي حتى اعرفه , فلما أن كان من الغد دخل على الملك فلما رآه الملك ضحك , فقال : ما يضحكك أيها الملك : ما أظن هذا الرجل ولدته عربيه , لما رآك قد دخلت لم يملك أسته إن جعل يضرط ! فقال : الملك إذا صرت إلى مكة قضيت حاجتك . فلما قدم الزبير تحمل عليه ببطون قريش كلها , أن يدفع إليه ابنه , فأبى ثم تحمل عليه بعبد المطلب فقال : ما بيني وبينه عمل , أما علمتم ما فعل في ابني فلان ولكن امضوا انتم إليه . فقصدوه وكلموه , فقال لهم الزبير : إن الشيطان له دوله وان ابن هذا ابن الشيطان , وليس آمن أن يترأس علينا , ولكن ادخلوه من باب المسجد على أن احمي له حديد واخط في وجهه خطوطا , وكتب عليه وعلى ابنه ألا يتصدر في مجلس , ولا تأمر على أولادنا ولا يضرب معنا بسهم. قال : ففعلوا وخط وجهه بالحديد , وكتب عليه الكتاب , فذلك الكتاب عندنا , فقلت لهم : إذا أمسكتم وإلا أخرجت الكتاب ففيه فضيحتكم , فامسكوا .
وتوفى مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخلف وأرثا وخاصم فيه ولد العباس أبا عبد الله عليه السلام .
وكان هاشم بن عبد الملك قد حج في تلك السنه فجلس لهم , فقال : داود بن علي : الولاء لنا وقال أبو عبد الله بل الولاء لي , فقال داود بن علي إن أباك قاتل معاوية, فقال : والله لأطوقنك غدا أطواق الحمام فقال له داود بن علي : كلامك هذا أهون علي من بعرة وادي الأزرق . فقال : أما انه واد ليس لك ولا لأبيك فيه حق , قال فقال هشام : إذا كان غدا جلست لكم . فلما أن كان من الغد خرج أبو عبد الله ومعه كتاب في كرباسه وجلس لهم هشام . فوضع أبو عبد الله الكتاب بين يديه فلما قراه قال : ادعوا لي الجندل الخزاعي وعكاشة الضميري وكانا شيخين قد أدركا الجاهلية فرمى الكتاب إليهما فقال : تعرفون هذه الخطوط؟ قالا : نعم خط العاص بن أميه وقال هشام : يا أبا عبد الله أرى خطوط أجدادي عندكم ؟ فقال : نعم قال : قضيت. بالولاء لك قال فخرج وهو يقول :
إن عادت العقرب عدنا لها . . . . وكانت النعل لها حاضرة
قال قلت : ما هذا الكتاب جعلت فداك ؟ قال : فان نثيله كانت أمة لأم الزبير ولأبي طالب وعبد الله فأخذها عبد المطلب فأولدها فلان فقال له الزبير : هذه الجارية ورثناها من أمنا وابنك هذا عبد لنا فتحمل عليه ببطون قريش .
قال فقال : أجبتك على خله على أن لا يتصدر ابنك هذا في مجلس ولا يضرب معنا بسهم فكتب عليه كتابا واشهد عليه فهو هذا الكتاب . ( 27 )
قلت : هذا الحديث ضعيف فيه احمد بن هلال الكرخي العبرتائي وذكره :
1- ابن داود في رجاله فقال :
احمد بن هلال ابن جعفر . العبرتائي بالعين المهملة المفتوحة والباء المفردة المفتوحة والراء الساكنة والتاء المثناه فوق والمد . منسوب إلى عبرتا قريه بناحية اسكاف ( كش ) صالح الرواية يعرف منها وينكر وقد روى فيه ذموم كثيره من سيدنا أبي محمد العسكري عليه السلام ( كش ) مذموم ملعون ( ست ) غال متهم في دينه ( غض ) أرى التوقف في حديثه إلا فيما رواه عن الحسن بن محبوب من كتاب المشيخة و محمد بن أبي عمير من نوادره وقد سمع هذين الكتابين منه جله أصحابنا و اعتمدوه فيها ولد سنة ثمانين ومائه ومات سنه سبع وستين ومائتين . ( 28 )
وذكره في كتابه أيضا في , فصل فيمن وردة فيه اللعنه . ( 29 )
2- الطوسي في الفهرست أيضا :
احمد بن هلال العبرتائي . عبرتا قريه بناحية اسكاف بني جنيد ولد سنة ثمانين ومائه ومات سنة سبع وستين ومائتين وكان غاليا متهم في دينه وقد روى اكثر أصول أصحابنا . ( 30 )
3- الحلي في رجاله :

احمد بن هلال العبرتائي . بالعين المهملة والباء المنقطعة تحتها نقطه واحده وبعدها راء ثم التاء المنقطعة فوقها نقطتين منسوب إلى عبرتا قريه بناحية اسكاف بني مائه ومات سنة تسع وستين ومائتين . قال النجاشي انه صالح الرواية يعرف منها وينكر . وتوقف ابن الفضائري في حديثه إلا في ما يرويه عن الحسن بن محبوب من كتب المشيخة ومحمد بن أبي عمير من نوادره وقد سمع هذين الكتابين جل أصحاب الحديث واعتمدوه فيها . وعندي إن روايته غير مقبولة . ( 31 )
5- الحديث الخامس ذكر المجلسي في البحار :
قد مر في باب كفر الثلاثة من تفسير علي بن إبراهيم ( 32 ) في تفسيره قول الله تعالى " ذرني ومن خلقت وحيدا " بإسناد عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال : الوحيد ولد الزنى وهو زفر إلى آخر الآية . ( 33 )
قلت : وعندما رجعة إلى تفسير علي بن إبراهيم القمي وجدت هذه الرواية هكذا : " قال حدثنا أبو العباس قال حدثنا يحيى بن زكريه عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن الكثير عن أبي عبد الله ع في قوله " ذرني ومن خلقت وحيدا " قال الوحيد ولد الزنى وهو زفر . ( 34 )
قلت : وهذه الرواية ضعيفة لان فيها علي بن حسان وعنه عبد الرحمن بن كثير وقالوا علماء الرافضة فيهم التالي :
1- قال الكشي في رجاله : في علي بن حسان الواسطي وعلي بن حسان الهاشمي :
قال محمد بن مسعود سالت علي بن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن حسان قال عن أيهما سألت أما الواسطي فهو ثقة وأما الذي عندنا يروي عن عمه عبد الرحمن بن كثير فهو كذاب وهو واقفي أيضا ولم يدرك أبا الحسن موسى عليه السلام . ( 35 )
2- ووافق العلامة الحلي كلام الكشي . ( 36 )
3- وقال النجاشي في رجاله : علي بن حسان بن كثير الهاشمي مولى عباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس . ضعيف جدا ذكره بعض أصحابنا في الغلاة فاسد الاعتقاد له كتاب تفسير الباطن تخليط كله . ( 37 )
قلت : أما عمه عبد الرحمن بن كثير فقال عنه النجاشي في رجاله :
1- عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى عباس بن محمد بن علي بن عبدالله
بن عباس كان ضعيفا غمزه أصحابنا عليه وقالوا كان يضع الحديث . له كتاب فضل سورة أنا أنزلناه اخبرنا احمد بن عبد الواحد قال حدثنا علي بن حبشي قال حدثنا احمد بن محمد بن لاحق قال حدثنا علي بن الحسن بن فضال عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير به . وله كتاب صلح الحسن عليه السلام .
اخبرنا محمد بن جعفر الأديب في آخرين قال حدثنا احمد بن محمد قال حدثنا محمد بن مفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانه الأشعري عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير بكتاب الصلح . وله كتاب فدك وكتاب ألاظله كتاب فاسد مختلط . ( 38 )
2- وقال ابن داود في رجاله :
عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى عباس بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس كان ضعيفا غمز بعض أصحابنا فيه وقالوا كان يضع الحديث .( 39)
3- وقال العلامة الحلي نفسه .( 40 )
قلت : إن هذا الحديث ضعيف جدا لان عبد الرحمن كان يضع الحديث وعلي بن حسان ضعيف جدا .
فبينا ضعف الأحاديث السابقة كلها و لا يوجد عند الرافضة دليل صحيح على دعواهم الباطلة فلعنة الله على الكاذبين .
أما ما ذكرته مجلة المنبر الرافضية في العدد ( 13 ) السنه الثانية ربيع الأول 1422 هجري ذكر الكاتب عبد العزيز قمبر في ( خط احمر!! ) :
ويصعب ـ للوهلى الأولى استيعاب هذه الشبكة المعقدة فأم هذا الرجل هي في الوقت نفسه أخته وعمته ! وأبوه هو في الوقت ذاته جده وخاله ! فيما جدته هي أيضا زوجة عمه !!.
وعندما يترك الحديث للتاريخ , فانه يقول : (( وأما تفصيل نسبه وبيانه فهو إن ( نفيل ) كان عبدا لكلب بن لؤي بن غالب القرشي فمات عنه ثم وليه عبد المطلب وكانت ( صهاك ) قد بعثت لعبد المطلب من الحبشة فكان ( نفيل ) يرعى جمال عبد المطلب و ( صهاك ) ترعى غنمه وكان يفرق بينهما في المرعى . فاتفق يوما اجتماعهما في مراح واحد فهواها وعشقها ( نفيل ) وكان قد البسها عبد المطلب سروالا من الأديم ( الجلد المدبوغ ) وجعل عليه قفلا وجعل مفتاحه معه لمنزلتها منه ( 41 ) فلما راودها قالت : مالي إلى ما تقول سبيل وقد ألبست هذا الأديم ووضع عليه قفل فقال( نفيل ) : أنا احتال عليه . فاخذ سمنا من مخيض الغنم ودهن به الأديم وما حوله من بدنها حتى استله إلى فخذيها و واقعها فحملت منه ( بالخطاب ) فلما ولدته ألقته على بعض المزابل بالليل خفيه من عبد المطلب فالتقطت ( الخطاب ) أمراه يهودية جنازه وربته فلما كبر كان يقطع الحطب فسمي الخطاب لذلك بالحاء المهملة فصحف بالمعجمة ( 42 ) وكانت ( صهاك ) ترتاده في الخفية فراها ذات يوم وقد تطأطأت عجيزتها ولم يدر من هي فوقع عليها فحملت منه ( بحنتمه ) فلما وضعتها ألقتها على مزابل مكة خارجها فالتقطها هاشم بن المغيره بن الوليد ورباها فنسبت إليه ( 43 ) فلما كبرت وكان( الخطاب ) يتردد على هشام فرأى ( حنتمه ) فأعجبته فخطبها إلى هشام فزوجه إياها فولدت الرجل وكان الخطاب والده لانه أولد حنتمه إياه حيث تزوجها وحده لانه سافح صهاك فاولدها حنتمه والخطاب من أم واحده وهي صهاك !!.))
ولم يورد هذه المعلومة قاص خيالي لقصص ألف ليله وليله ! بل أوردها اشهر نسابه في الإسلام وهو محمد بن السائب الكلبي الذي يقول عنه عز الدين بن الأثير الجزري وهو من أكابر علماء السنه في كتابه المشهور ( أسد الغابة في معرفة الصحابة ) : إن الكلبي واحد من النسابين الكبار حيث لا يرقى إليه من انتحلها من المؤرخين والمحدثين وهو من أقواهم في الأنساب في مالو راجعنا ابن خلكان في و فيات الأعيان . كما روى ( قصة النسب العظيم ) هذه النساب أبو مخنف لوط بن يحيى الازدي في كتابه المعروف ( الصلابة في معرفة الصحابة ) وكذلك في كتاب ( التنقيح في النسب الصريح ) . ( 44 )
قلت : إن هذا الكذب قد ورثوه الرافضة أبا عن جد لأنهم يعلمون إن أنسابهم ملوثه بالمتعة فيريدون أن يطعنوا بأنساب الأشراف أمثال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه و لكن لم يستطيعوا إلا عن طريق الكذب الذي قام عليه دينهم المنحرف .
أما النسابة الذين يدعون الرافضة انهم من رجال أهل السنه و يطعنون بنسب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهم :
الأول : محمد بن السائب الكلبي وهو شيعي سبأي :
قال أبو بكر بن خلاد الباهلي عن معتمر بن سليمان عن أبيه : كان في الكوفة كذابان أحدهما الكلبي . وقال عمرو بن الحصين عن معتمر بن سليمان عن ليث ابن أبي سليم : بالكوفة كذابان : الكلبي والسدي يعني محمد بن كروان . وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين : ليس بشيء وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين : ضعيف . وقال أبو موسى محمد بن المثنى : ما سمعت يحيى ولا عبدالرحمن يحدثان عن سفيان عن الكلبي . وقال البخاري : تركه يحيى بن سعيد وابن مهدي . وقال عباس الدوري عن يحيى بن يعلي المحاربي : قيل لزائده : ثلاثة لا تروي عنهم : أبن أبي ليلى وجابر الجعفي والكلبي . قال : أما أبي ليلى فبيني وبينه آل ابن أبي ليلى حسن فلست اذكره و أما جابر الجعفي فكان والله كذابا يؤمن بالرجعة و أما الكلبي فكنت اختلف إليه فسمعته يقول يوما : مرضت مرضه فنسيت ما كنت احفظ فأتيت آل محمد فتفلوا في فمي فحفظت ما كنت نسيت . فقلت : والله لا اروي عنك شيئا فتركته . وقال الاصمعي عن أبي عوانه : سمعت الكلبي يتكلم بشيء من تكلم به كفر . وقال مره : لو تكلم به ثانيه كفر فسألته عنه فجحده .
وقال عبد الواحد بن غياث عن ابن مهدي : جلس إلينا أبو جزء على باب أبي عمرو بن العلاء فقال : اشهد إن الكلبي كافر . قال فحدثت بذلك يزيد بن زريع فقال : سمعته يقول : اشهد انه كافر . قال : فماذا زعم ؟ قال : سمعته يقول : كان جبريل يوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقام النبي صلى الله عليه وسلم لحاجه وجلس علي فأوحى إلى علي . قال يزيد : أنا لم اسمعه يقول هذا , ولكني رايته يضرب على صدره ويقول : أنا سبايء . قال أبو جعفر العقيلي : هم صنف من الرافضة أصحاب عبد الله بن سبا . ( 45 )
الثاني : أبو مخنف لوط بن يحيى الازدي وهو شيعي أيضا :
قال يحيى بن معين : ليس بثقة وقال أبو حاتم : متروك الحديث وقال الدارقطني : أخباري ضعيف . ( 46 )
وقال عنه القمي صاحب كتاب الكنى والألقاب الشيعي الشهير :
لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الازدي شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم كما عن ( جش ) وتوفى سنة 157 يروي عن الصادق ( ع ) ويروي عن هشام الكلبي وجده مخنف بن سليم صحابي شهد الجمل في أصحاب علي ( ع ) حاملا راية الازد فاستشهد في تلك الواقعة سنة 36 وكان أبو مخنف من أعاظم مؤرخي الشيعة ومع اشتهار تشيعه اعتمد عليه علماء السنه في النقل عنه كالطبري وابن الأثير وغيرهما ( 47 )
قلت : وبعد ما بينا إن الكلبي وأبو مخنف من رجال الشيعة وليسوا من رجال أهل السنه وهم من الكذابين المعروفين فلا حجه في طعنهم في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
شبهات والرد عليها :
1- من هي صهاك ؟ هي أسطورة لم نجد لها اصل في كتب المسلمين ولكن يوجد لها ذكر في كتب الرافضة المعروفين في الكذب أمثال المجلسي وغيره من الذين يحقدون على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
2- من هي حنتمه هل هي أخت أبي جهل أم بنت عمه ؟ هي بنت عمه لان اسم حنتمه هو حنتمه بنت هاشم بن المغيره أما اسم أبو جهل هو عمرو بن هشام بن المغيره . وهشام وهاشم ابني المغيره .
3- ما هو اسم أم الخطاب ؟ هي حيه بنت جابر بن أبي حبيب , من فهم . وليست كما يدعون الزنادقة .
4- هل المعادلة المزعومة تنطبق على نسب أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وهي الأب = الجد = الخال . و الأم = الأخت =العمة ؟
اصل هذه المعادلة من روايات الرافضة المكذوبة والتي بينا ضعفها من قبل والتي تفرد بذكرها الرافضة الكذابين أمثال المجلسي وغيره وسوف أبين كذب هؤلاء الرافضة في هذه المعادلة أيضا :
1- يقصد بالأب الخطاب : وهذا صحيح , لان أبو عمر هو الخطاب
2- ويقصد بالجد إن الخطاب هو أبو حنتمه : وهذا كذب لان أبو حنتمه هو هاشم بن المغيره وليس الخطاب .
3- ويقصد بالخال إن الخطاب أخو حنتمه من صهاك : وهذا كذب أيضا لان أم الخطاب اسمها ( حيه ) أما أم حنتمه فهي ( الشفاء ) فيتبين انهم ليسوا من أم واحده وهي صهاك .
4- ويقصد بالأم حنتمه : وهذا صحيح , لان أم عمر حنتمه .
5- ويقصد بالأخت إن حنتمه ابنة الخطاب من صهاك : وهذا كذب لان أبو حنتمه هو هشام بن المغيره وليس الخطاب .
6- ويقصد بالعمة إن حنتمه أخت الخطاب من صهاك : وهذا كذب لان أم الخطاب اسمها ( حيه ) أما أم حنتمه فهي ( الشفاء ) فيتبين انهم ليسوا من أم واحده وهي صهاك .
فبعد ما بينا إن هذه المعادلة من افتراء الرافضة على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله وهذا يأكده قول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله إن الرافضة هم اكذب الطوائف على الإطلاق .
5- كيف يكون الخطاب عم و أخو زيد بن عمرو بن نفيل ؟
لان نفيل عنده اكثر من زوجه فالخطاب أمه ( حيه ) وعمرو أمه ( قلابة ) فعندما توفا نفيل ورث عمرو زوجة أبيه ( حيه ) فولدت له زيد فعلى هذا يكون الخطاب عم و أخو زيد من أمه وهذا عرف سائد في الجاهلية أن يرث الرجل زوجة أبيه لانهم كانوا يرون إن زوجة الأب تورث .
6- ما هو سبب نزول آية ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤ كم ) المائدة 101 ؟
هناك اكثر من سبب لنزول هذه الايه :
1- حديث البخاري , عن انس رضي الله تعالى عنه قال : خطب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم خطبه ما سمعت مثلها قط وقال : لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا , قال : فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وجوههم , لهم خنين فقال رجل من أبي قال : فلان فنزلت هذه الايه ( لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤ كم ) .
2- حديث البخاري أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم استهزاء فيقول الرجل من أبي ؟ ويقول الرجل : تضل ناقته : أين ناقتي ؟ فانزل الله فيهم هذه الايه ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم ) حتى فرغ من الايه .
3- حديث الطبري عن محمد بن زياد قال : سمعت أبا هريرة يقول : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال : " يا أيها الناس كتب الله عليكم الحج " فقام محصن الاسدي فقال : أفي كل عام يا رسول الله ؟ فقال " أما أني لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت ثم تركتم لضللتم اسكتوا عني ما سكت عنكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم " فانزل الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم )
إلى آخر الايه .
فهذه ثلاث أسباب لان الأول وهو عبدالله بن حذافه لم يسال استهزاء لكن قال الحافظ في الفتح ج 9 ص 351 : لا مانع أن يكون الجميع سبب نزولها والله اعلم . وقال ص 352 : والحاصل انهما نزلت بسبب كثرة المسائل , أما على سبيل الاستهزاء والامتحان , و أما على سبيل التعنت عن الشيء الذي لو لم يسال عنه لكان على الاباحه .
أما الزيادة التي فيها إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام فقال : رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقران إماما , فهي صحيحه ولكن تفسير الرافضة لها غير صحيح لانهم يقولون إن عمر رضي الله عنه قام يطلب العفو لكي لا يفضح نسبه , و كما بينا من قبل إن نسب أمير الؤمنين اطهر واشرف من انساب الرافضة أولاد المتعة واحفاذ المجوس , و لكنه قام لأنه فهم إن تلك الاسئله قد تكون على سبيل التعنت أو الاستهزاء أو الشك فخشى أن تتنزل العقوبة بسبب ذلك فقال رضينا بالله ربا ...الخ , وهذا من حرصه رضي الله عنه على رضى الرسول صلى الله عليه وسلم فرضى الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك , وكان من الممكن لو لا لم يقم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لنزلت العقوبة على المسلمين .

والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
------------------------------------
1- يلتقي نسب أمير المؤمنين مع الرسول صلى الله عليه وسلم في كعب
2- أسد ألغابه ج 4 ص 137- 138
3- نسب قريش ص 301
4- عبد نهم اسم رجل وهو أخو الخطاب
5- نسب قريش ص 347
6- سورة النور آيه ( 3 )
7- ويقصد حنتمه أم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
8- بحار الأنوار ج 31 ص 203
9- تفسير القمي ج2 ص 95- 96
10- رجال الكشي ص 229
11- رجال العلامة الحلي ص 223
12- وهذا كذب لان الكلبي ليس من رجال أهل السنه كما سيأتي ص 12
13- بحار الأنوار ج 31 ص 203 - 204
14- راجع ص 14 - 15
15- بحار الأنوار ج 31 ص 204
16- الاستيعاب ج ص
17- بحار الأنوار ج 31 ص 204
18- الكنى والألقاب ج 1 ص 321- 322
19-بحار الأنوار ج 31 ص 304 - 205
20- وهذا كذب ليس عليه دليل
21- سورة النور آيه ( 11 )
22- بحار الأنوار ج 31 ص 206
23- ولاحظ كيف يدعي إن الإسلام لولى حسام علي رضي الله عنه لكان كعفطة عنز والعياذ بالله
24- ولاحظ كيف يصف علي رضي الله عنه بصفات الله تعالى
25- وهنا يقول يعذر من شك إن علي رضي الله عنه مربوب
26- ويقصد في من شك في خلافته هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه ويقصد من قيل انه الله بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
27- بحار الأنوار ج 31 ص 206 - 208
28- رجال بن داود ص 425
29 رجال بن داود ص 551
30- الفهرست للطوسي ص 36
31- رجال العلامة الحلي ص 202
32- هو صاحب التفسير المشهور تفسير القمي
33- بحار الأنوار ج 31 ص 209
34- تفسير القمي ج 2 ص 395
35- رجال الكشي ص 451
36- رجال العلامة الحلي ص 233
37- رجال النجاشي ص 251
38- رجال النجاشي ص 234
39- رجال بن داود ص 474
40- رجال العلامة الحلي ص 239
41- انظر خيال الرافضة العجيب
42- وهذا جهل مركب لان الذي يقطع الحطب يسمى حطاب وليس خطاب
43- حنتمه لم تنسب إلي هشام ولكن نسبت إلي أبيها هاشم
44- إن الكلبي وأبو مخنف من الشيعة الكذابين كما سوف نبين بعد قليل
45- تهذيب الكمال ج 25 ص 246 - 253 رقم 5234
46- سير أعلام النبلاء ج 7 ص 301
47- الكنى والألقاب ج 1 ص 148 - 149


__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
  #12  
قديم 12-30-2012, 05:51 PM
 
[frame="7 80"]

رزية الخميس

مر الكلام في قصة رزية الخميس عند الحديث عن الصحابة رضي الله عنهم، وهنا يكون الكلام فيما يتعلق بعمر رضي الله عنه.
يقول إبن حجر في شرح هذا الحديث وفيه مقدمة لإعذار عمر. ‏حدثنا ‏ ‏قتيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏سليمان الأحول ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن جبير ‏ ‏قال قال ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وآله وسلم ‏ ‏وجعه فقال ‏ ‏ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا ما شأنه أهجر استفهموه فذهبوا يردون عليه فقال دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه وأوصاهم بثلاث قال أخرجوا المشركين من ‏ ‏جزيرة ‏ ‏العرب ‏ ‏وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم وسكت عن الثالثة أو قال فنسيتها فقال ((ما شأنه أهجر )). وقيل : قال ذلك لإرادة سكوت الذين لغطوا ورفعوا أصواتهم عنده , فكأنه قال : إن ذلك يؤذيه ويفضي في العادة إلى ما ذكر ويظهر لي ترجيح ثالث الاحتمالات التي ذكرها القرطبي ويكون قائل ذلك بعض من قرب دخوله في الإسلام وكان يعهد أن من اشتد عليه الوجع قد يشتغل به عن تحرير ما يريد أن يقوله لجواز وقوع ذلك , ولهذا وقع في الرواية الثانية " فقال بعضهم إنه قد غلبه الوجع "
ووقع عند الإسماعيلي من طريق محمد بن خلاد عن سفيان في هذا الحديث " فقالوا ما شأنه يهجر , استفهموه " وعن ابن سعد من طريق أخرى عن سعيد بن جبير " أن نبي الله ليهجر " , ويؤيده أنه بعد أن قال ذلك استفهموه بصيغة الأمر بالاستفهام أي اختبروا أمره بأن يستفهموه عن هذا الذي أراده وابحثوا معه في كونه الأولى أولا.
وقال النووي : اتفق قول العلماء على أن قول عمر " حسبنا كتاب الله " من قوة فقهه ودقيق نظره , لأنه خشي أن ‏(((‏ يكتب )))‏ أمورا ربما عجزوا عنها فاستحقوا العقوبة لكونها منصوصة , وأراد أن لا ينسد باب الاجتهاد على العلماء .
(وفي تركه صلى الله عليه وآله وسلم الإنكار على عمر إشارة إلى تصويبه رأيه).
وأشار بقوله : " حسبنا كتاب الله " إلى قوله تعالى : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) .
يحتمل أن يكون قصد التخفيف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما رأى ما هو فيه من شدة الكرب ,(((( وقامت عنده قرينة بأن الذي أراد كتابته ليس مما لا يستغنون عنه )))), إذ لو كان من هذا القبيل لم يتركه صلى الله عليه وآله وسلم لأجل اختلافهم , ولا يعارض ذلك قول ابن عباس إن الرزية إلخ , ل(((أن عمر كان أفقه منه قطعا))) .
وقال الخطابي : لم يتوهم عمر الغلط فيما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يريد كتابته , بل امتناعه محمول على أنه لما رأى ما هو فيه من الكرب وحضور الموت (((خشي أن يجد المنافقون سبيلا إلى الطعن فيما يكتبه وإلى حمله على تلك الحالة التي جرت العادة فيها بوقوع بعض ما يخالف الاتفاق))) فكان ذلك سبب توقف عمر , لا أنه تعمد مخالفة قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا جواز وقوع الغلط عليه حاشا وكلا .
وقال ابن تيمية: وأما قصة الكتاب الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يريد أن يكتبه فقد جاء مبينا كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه ادعى لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل أنا أولى ويأبي الله والمؤمنون إلا أبا بكر.
وفي صحيح البخاري عن القاسم بن محمد قال قالت عائشة وارأساه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لو كان وأنا حي فاستغفر لك وأدعو لك قالت عائشة واثكلاه والله إني لأظنك تحب موتي فلو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل أنا وارأساه لقد همت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون ويدفع الله ويأبى المؤمنون.
وفي صحيح مسلم عن ابن أبي مليكة قال سمعت عائشة وسئلت من كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مستخلفا لو استخلف قالت أبو بكر فقيل لها ثم من بعد أبي بكر قالت عمر قيل لها ثم من بعد عمر قالت أبو عبيدة عامر بن الجراح ثم انتهت إلى هذا وأما عمر فاشتبه عليه هل كان قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم من شدة المرض أو كان من أقواله المعروفة والمرض جائز على الأنبياء ولهذا قال ماله أهجر فشك في ذلك ولم يجزم بأنه هجر والشك جائز على عمر فإنه لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا سيما وقد شك بشبهة فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان مريضا فلم يدر أكلامه كان من وهج المرض كما يعرض للمريض أو كان من كلامه المعروف الذي يجب قبوله وكذلك ظن أنه لم يمت حتى تبين أنه قد مات والنبي صلى الله عليه وآله وسلم قد عزم على أن يكتب الكتاب الذي ذكره لعائشة فلما رأى أن الشك قد وقع علم أن الكتاب لا يرفع الشك فلم يبق فيه فائدة وعلم أن الله يجمعهم على ما عزم عليه كما قال ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر وقول ابن عباس إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين أن يكتب الكتاب يقتضي أن هذا الحائل كان رزية وهو رزية في حق من شك في خلافة الصديق أو اشتبه عليه الأمر فإنه لو كان هناك كتاب لزال هذا الشك فأما من علم أن خلافته حق فلا رزية في حقه ولله الحمد.
ومن توهم أن هذا الكتاب كان بخلافة علي فهو ضال باتفاق عامة الناس من علماء السنة والشيعة أما أهل السنة فمتفقون على تفضيل أبي بكر وتقديمه وأما الشيعة القائلون بأن عليا كان هو المستحق للإمامة فيقولون إنه قد نص على إمامته قبل ذلك نصا جليا ظاهرا معروفا وحينئذ فلم يكن يحتاج إلى كتاب وإن قيل إن الأمة جحدت النص المعلوم المشهور فلأن تكتم كتابا حضره طائفة قليلة أولى وأحرى وأيضا فلم يكن يجوز عندهم تأخير البيان إلى مرض موته ولا يجوز له ترك الكتاب لشك من شك فلو كان ما يكتبه في الكتاب مما يجب بيانه وكتابته لكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبينه ويكتبه ولا يلتفت إلى قول أحد فإنه أطوع الخلق له فعلم أنه لما ترك الكتاب لم يكن الكتاب واجبا ولا كان فيه من الدين ما تجب كتابته حينئذ إذ لو وجب لفعله ولو أن عمر رضي الله عنه اشتبه عليه أمر ثم تبين له أو شك في بعض الأمور فليس هو أعظم ممن يفتي ويقضي بأمور ويكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد حكم بخلافها مجتهدا في ذلك ولا يكون قد علم حكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإن الشك في الحق أخف من الجزم بنقيضه وكل هذا إذا كان باجتهاد سائغ كان غايته أن يكون من الخطأ الذي رفع الله المؤاخذه به كما قضى على في الحامل المتوفى عنها زوجها أنها تعتد أبعد الأجلين مع ما ثبت في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لما قيل له إن أبا السنابل بن بعكك أفتى بذلك لسبيعة الأسلمية فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كذب أبو السنابل بل حللت فانكحى من شئت فقد كذب النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا الذي أفتى بهذا وأبو السنابل لم يكن من أهل الاجتهاد وما كان له أن يفتي بهذا مع حضور النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأما علي وابن عباس رضي الله عنهما وإن كانا أفتيا بذلك لكن كان ذلك عن اجتهاد وكان ذلك بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن بلغهما قصة سبيعة وهكذا سائر أهل الاجتهاد من الصحابة رضي الله عنهم إذا اجتهدوا فأفتوا وقضوا وحكموا بأمر والسنة بخلافه ولم تبلغهم السنة كانوا مثابين على اجتهادهم مطيعين لله ورسوله فيما فعلوه من الاجتهاد بحسب استطاعتهم ولهم أجر على ذلك ومن اجتهد منهم وأصاب فله أجران.
وفي الباب نفسه قال احدهم: هل تعلمون من هو المريض الذي منع من أبسط حقوقه?
إنه نبي الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ومرجع الأمة وقائدها محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) !!! وتفصيل ذلك انه أراد ان يلخص الموقف فقال لم حظر عنده : قربوا أكتب لكم كتابا لن تظلوا بعده أبدا ، فتصدى له عمر بن الخطاب ، وقال : لاحاجة لنا بكتابة الكتاب ، حسبنا كتاب الله ، ان المرض قد اشتر برسول الله !!! وانقسم الحاضرون إلى قسمين ،قسم يقول قربوا يكبت لكم رسول الله ، والقسم الآخر يقول حسبنا كتاب الله ، ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) اشتر به الوجع ، أو إن رسول الله حاشاه يهجر ، فاختلفوا وتنازعوا وما ينبغي عند نبي تنازع ، فغضب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد صدموا خاطره الشريف بقولهم هجر أو يهجر ، وقال لهم قوموا عني ما أنا فيه خير مما أنتم فيه.[1]

ولكن لنطلع على حادثة مشابهة لها يحدثنا بها أهل الحديث والتاريخ وهي[2]
، ( أبا بكر دعا عثمان خاليا فقال أكتب : بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين ، قال ثم أغمي عليه ، فذهب عنه ، فكتب عثمان أما بعد فاني استخلف عليكم عمر بن الخطاب ، ولم آلكم خيرا ثم أفاق أبو بكر ، فقال : إقرأ علي ، فقرأ عليه ، فكبر أبو بكر ، وقال : آراك خفت ان يختلف الناس ان اسلمت نفسي في غشيتي ، قال نعم ، قال جزاك الله خيرا عن الإسلام وأهله وأقرها أبو بكر (رضي الله عنه) ، وذكر الطبري قبل ذلك أنه كان جالسا والناس معه ، ومعه شديد مولى لأبي بكر ، معه الصحيفة التي فيها استخلاف عمر ، وعمر يقول : أيها الناس اسمعوا وأطيعوا قول خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أنه يقول أني لم آلكم نصحا .[3]

( ولنعقد مقارنة بسيطة بين هتين الحادثتين )
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) مرض ، وأبو بكر مرض ، رسول الله تكلم وهو مريض ، وأبو بكر تكلم وهو مريض ، وقد اشتد المرض برسول الله ولكن لم يغم عليه من شدة الوجع ، وأبو بكر اشتد به المرض ولكن أغمي عليه من شدة المرض ، وعمر حضر الاثنين ، ولكن عندما أراد ان يتكلم قال عمر : حسبنا كتاب الله ، ان الوجع قد اشتد برسول الله أو قال : استفهمون ان رسول الله يهجر !!! أما أبو بكر عندما أراد ان يتكلم قال : عمر أسمعوا وأطيعوا قول خليفة رسول الله ، أنه يقول : إني لم آلكم نصحا !
أقول أبو بكر يكتب ويقابل ما كتبه بكل احترام وتقدير ، وينفذ حرفيا ولا يكسر أحد بخاطره ، وتقوم الاعتراضات على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا أراد ان يكتب مع ان الذي أراد ان يكتبه رسول الله هو الأمان من الظلالة !
ربما سيقال انه تعريض لشخص عمر أو غيره وهو الصحابي وهو الشخص الثالث في الأفضلية بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) وأبي بكر .
أقول هذا ما اثبته التاريخ لنا فهل لنا ان نغمض أعيننا عنه مراعاة لكرامة ومنزلة صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ومن نعتبرهم أفضل الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أم نهمله من أجل ان لا نجرح شعور من اعتقد بهم وجعلهم أفضل الناس !! إلا يكون هذا بابا لا نعيد النظر في اعتباراتنا ونحقق ما نحن عليه بخطى علمية رصينه وأرواح طالبه للحق ؟؟
الرد: أما قولك فتصدى له عمر بن الخطاب ، وقال : لاحاجة لنا بكتابة الكتاب ، حسبنا كتاب الله ، ان المرض قد اشتر برسول الله...إلخ
فأقول لك كلمة تصدى له عمر توحي بأنه منعه وقال له أسكت ولا تتكلم ومت لكي لا يحصل علي على الخلافة . وهذا يصف الحادث وكأنه هو الذي كان هناك!! كلامك هذه فيه إتهام لعلي رضي الله عنه لأن الذي يهاجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويسكته ويتصدى له لا بد أن يواجهه أحد المخلصين ليردعه عن هذا الفعل الأثيم ، فنحن نقول أين على بن أبي طالب ليردعه بالسيف؟! ولماذا لم يأمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بطرد عمر فقط ومن معه لكي يسمع المخلصين وحي الله؟! فإن قلتم هو رحيم بأمته ولا يفعل ما ينفر الناس قلنا لكم هو حقا رحيم ولكنه صلى الله عليه وآله وسلم لا يرحم من يمنع وحي الله أبدا لأنه حجر عثره فإن عمر كما تزعمون منع وحي الله عن الأمة. ثم ماذنب الذين أرادوا كتابة الكتاب؟! لماذا طردهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟!؟!؟ إن قلت لي لأنه لا ينبغي التخاصم عن نبي قلنا لك ولكن مصيبة منع الكتاب أكبر من موضوع التخاصم فلابد من الجهر بالوحي ولو خالفه عمر ومن معه كما تزعمون.
وكذلك نحن نسألكم هل الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيكتبه هو أمر لم يقله سابقا؟!

إن قلتم نعم أمر لم يقله سابقا قلنا لكم أنكم تكذبون بقوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم)..!!!!
وإن قلتم هو قاله وأراد أن يؤكده مرة أخرى نقول لكم وهل بدون هذا التوكيد سيتحقق ضلال الأمة؟؟؟؟
إن قلتم نعم نقول لكم أنتم إتهمتم الله عزوجل في أنه أضل عباده بقبض روح رسوله قبل أن يقول لهم ويعيد عليهم الأمر الذي لن يحصل لهم هداية إلا به.
فإن قلتم الحجة تقوم على العباد ولو بدون أن يكرر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نفس الكلام قلنا لكم بما أن هذا الأمر قد حصل في السابق فلماذا تنكرون على عمر رضي الله عنه في إراحة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الإعادة لأنه بين وشهد ببلاغ الرسول السابق وكتاب الله موجود فلن نضل بوجودهما بين أيدينا وصدورنا.
ثم إني أقول لك وأسألك بالله هل كان الصحابة يعلمون أنه كان سيموت بعد أن يخرجهم من عنده؟!
إن قلت لي نعم أقول لك كذبت
لأنهم لو كانوا يعلمون أنه سيموت لما إضطربوا حتى عمر كان لم يصدق أنه مات وكانت صدمة الحال عليهم كبيرة كما هو في البخاري فلا بد أن تنقل لنا من كتبنا لتلزمنا به لأنه لا يجوز لك أن لا تقارن أحاديثنا بعضها ببعض لكي تحاججنا بها أما النتاف فلا. بما أنهم لم يكونوا يعلمون أنه سيموت لأنهم لا يعلمون الغيب فما العيب في أن يؤجل أمر الكتاب إلى أن يصح حال رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم. مع العلم أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل لهم إسمعوا منى لأني سأرحل ولن تسمعوا مني بعدها شيئا إلا الآن.
أما قولك فغضب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد صدموا خاطره الشريف بقولهم هجر أو يهجر ، وقال لهم قوموا عني ما أنا فيه خير مما أنتم فيه .
فأقول لك أولا أنت كأنك تتهم عمر أنه هو القائل يهجر؟!
قلنا أن القائلين هم من المسلمين الجدد وليسوا من أهل المعرفة التامة من القدماء في الإسلام وذكرنا كلام ابن حجر فلماذا التمويه؟
أما غضب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فهو كان لتخاصمهم وليس لكلام عمر ولذلك أخرجهم جميعا ولي يستثني منهم الذين أرادوا كتابة الكتاب فتنبه. وهذا بدليل قولك وقال لهم قوموا عني ما أنا فيه خير مما أنتم فيه. ثم أنت لم تأتنا بمرجع هذه الجملة ولم تأتنا بشرحها من كتبنا لكي تقيم الحجة علينا كما تزعم. نحن لا نفسر أحاديثنا بهوى كلام الخصوم لأننا نقارن الأحاديث الصحيحة بعضها ببعض ونستنبط الكلام ولا نبتر شطر ونتجاهل الكلام المستفيض. تنبيه ( لا بد أن تأتنا بكل حديث حرفيا على حده مع المرجع ولا تخلط المراجع وتأتي بالأحاديث على نمط كلامك. لا بد من لفض الحديث ثم تعلق أنت بعده. ثم لا تنسى أن كتب التاريخ لا نأخذ منها إلا الصحيح فهل لك بتفصيل تصحيحي لكلامهم من علمائنا في الحديث؟!
أما قولك جاء في تاريخ الطبري مجد 3 ص 429 سيرة عمر لابن الجوزي ص 37 ، تاريخ ابن خلدون ج 2 ص 85 ( أبا بكر دعا عثمان خاليا فقال أكتب : بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين ، قال ثم أغمي عليه.....تاريخ الطبري ج 1 ص 2138.....وقد اشتد المرض برسول الله ولكن لم يغم عليه من شدة الوجع ، وأبو بكر اشتد به المرض ولكن أغمي عليه من شدة المرض ، وعمر حضر الاثنين ، ولكن عندما أراد ان يتكلم قال عمر : حسبنا كتاب الله ، ان الوجع قد اشتد برسول الله أو قال : استفهمون ان رسول الله يهجر !!! أما أبو بكر عندما أراد ان يتكلم قال : عمر أسمعوا وأطيعوا قول خليفة رسول الله ، أنه يقول : إني لم آلكم نصحا ........أقول أبو بكر يكتب ويقابل ما كتبه بكل احترام وتقدير ، وينفذ حرفيا ولا يكسر أحد بخاطره ، وتقوم الاعتراضات على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا أراد ان يكتب مع ان الذي أراد ان يكتبه رسول الله هو الأمان من الظلالة !!!
فأقول لك كذبت والله لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يقولون له يا رسول الله الصلاة فأراد أن يقوم ليصلى بالمسلمين فأغمي عليه ثلاث مرات وهم يصبون الماء عليه ثم أمرهم بأن يأمروا أبا بكر أن يصلي بالمسلمين ؟ ثم أنت كيف تقارن بين مرجع البخاري في الصحة عندنا وتقارنه بتاريخ ابن خلدون والسير وتاريخ الطبري وكل هذه الكتب هي فيها أمور كثيرة لا تثبت عندنا وحتى الطبري لم يشترط صحة كل ما في كتابه في التارخ وهذا تص كلامه كما هو في مقدمته(فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجها من الصحة ولا معنى في الحقيقة فليعلم أنه لم بوت في ذلك من قبلنا وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا وإنّا إنما أدينا ذلك على نحو ما أّدي إلينا)[4]
فلماذا لم تبين لنا صحة الكلام بنقل كلام أهل الحديث؟
ثم أقول لك إن حالات الإحتضار تختلف من شخص لآخر وهذا لا يستطيع أحد أن يعلمه على وجه فاصل إلا العالم بأمر الروح وهو الله عزوجل أما الإغماء فليس معناه أنه يموت لأن كثير ممن أغمي عليه ويئس الطب منه رجع على أفضل مما كان عليه فعمر لم يقل للناس لا تسمعوا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأنه مثل الذي خرف أو أسكر على عقله وكلامه غير مقبول إلا إن قام على قدميه وإنما قال حسبنا كتاب الله فلماذا تتهم عمر بكلام قاله غيره من بعض من أسلم حديثا؟
أما القول من الذي منع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) من كتابة الكتاب ان قلت ( كثرة اللغو والاختلاف ) أقول صحيح ولكن من كان أول معارض لكتابة ذلك الكتاب ومن هو الذي أدى إلى هذا اللغو والاختلاف ؟؟ الظاهر من الأحاديث الواردة أن القوم انقسموا إلى قسمين قسم يؤيد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) وقسم يؤيد عمر وحصل الاختلاف بينهم .
فأقول لك عمر رضي الله عنه لم يعارض كما ظننت أنت وإنما أراد أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الآن متعب بسبب المرض فلم لا يكتبه لاحقا بعد أن يصح؟؟ ثم إن عمر لا يعلم الغيب في أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سيموت بعد هذا الأمر بقليل ثم إن عمر كذلك لا يعلم الغيب في أن الصحابة سيختلفون بعد أن يقول تلك المقولة. والسبب في عدم الكتابة قد قال سببه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( قوموا عني فإنه لا ينبغي عندي التخاصم) ولاحظ أنه لم يقل قوموا عني فإنه لا ينبغي رد أمري وقلنا لكم مرارا أنه قد طرد الفريقان معا لأنه غضب على سلوكهم جميعا في الأخض والعطاء لبعضهم البعض بصوت عالى.
إن لم يكن السبب من طردهم هو خصامهم فلماذا طرد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الفريقان معا ولم يبقى معه الذين أرادوا الكتابة؟ أليس لو كان عمر ومن معه كانوا يخططون ليتأكدوا من موت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قبل الكتابة لرفضوا الخروج أيضا كما رفضوا الكتابة؟ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يعلم أنهم سيطيعونه لو كرر طلب الكتابة وأصر وهو يعلم أنهم ينقادون لأمره ولو كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يعتقد أنهم خرجوا عليه عنادا لأمره ومكابرة له كما تزعمون أنتم لماطمع أن يطيعوه في طرده لهم ولكنهم فعلوا وخرجوا والخصام ليس بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإنما بين بعضهم البعض والذي أغضب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن كان من المفروض أن لا يتدخل الفريق الثاني ليعارضوا عمر ومن معه لأنه لو كان منكرا ما فعله عمر فالأولى للفريق الثاني من باب إنتظار كلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو المفروض أن يتكلم وينكر على عمر لو كان ما فعله منكرا لأنه صلى الله عليه وآله وسلم هو أعلى وأبصر وأفضل من أنكر منكرا وأمر بمعروفا فالمفروض أن يتركوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يؤيد عمر أو ينكر عليه ولكنه صلى الله عليه وآله وسلم لم ينكر على عمر وعمر رضي الله عنه لم يكن يخنق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويضع يده على فيه ويقول له أسكت ومت وأنت مريض ولا تفضح خطتنا وعملية شغبنا. فالسبب هو الخصام بين الطرفين وليس أمرا آخر ولذلك حدث سابقا أنهم تلاحوا في موضوع القدر فخر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم غاضبا كأنه فق حب الرمان في وجهه من الغضب. وكذلك عندما تلاحا رجلان في ليلة القدر رفعها الله ولم يقل الصحابة أنت يا فلان سبب رفع البركة لليلة القدر وإنما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مبينا سبب رفع البركة وهو تلاحي فلان وفلان وخصامهما وعدم إنتظار القول الفصل من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم إن قلت لي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان مريضا متعبا لم يستطع أن يسكتهم ويسكت عمر ويكتب الكتاب قلنا لك يا سبحان الله عندما يبين عمر أنه مريض متعب تقولون أن عمر أسكته عنادا وليس رفقة به وعندما يكون الخصام تقولون أن الرسول مريض لا يستطيع أن يسكتهم!!! أليس هو صلى الله عليه وآله وسلم قد اسكتهم فعلا وقال لهم إنه لا ينبغي عند نبي خصام؟!؟! إذن هم سكتوا وسمعوا مقالته فلماذا عندما حانت له فرصه التكلم على الأقل بما في الكتاب لماذا لم يقل لهم من باب تبليغ أمر الله سوائا قبلوه أو رفضوه؟!؟!؟ لماذا لم يقل ثلاث كلمات بدون كتابة (( علي خليفة بعدي))؟؟!؟! لماذا قال كلمات أكثر من ثلاث وهي (( قوموا عني إنه لا ينبغى عندي خصام))؟؟!؟! أليس هذا دليلا على أن سبب الطرد هو الخصام وليس قول عمر ومن أيده؟!؟!؟
أما قولك ولعل ما نراه اليوم من شتات الأمة وفرقتها وانقسامها إلى فرق بعضها يكفر بعضا ويستبيح دمائهم وأموالهم هو بسبب عدم كتابة ذلك الكتاب ليكون وثيقة رسمية تسير عليها الأمة ومن خالفها فأنه يخرج عن ملة الإسلام وهل بعد هذا الضلال ضلال !!
فأقول لك معنى كلامك أن الدين ناقص وأنت تكذب بقوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم)؟! اليس في كمال ديننا عصمة لنا عن الضلال بشرط التمسك به؟!؟!؟ إن الضلال الذي خالفه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو ليس ضلال في العقيدة أو الأحكام أو غيره وإنما كان خوفه صلى الله عليه وآله وسلم هو أن يطمع في الخلافة طامع يفرق كلمة المسلمين فأردا أن يثبت الأمر لأبي بكر رضي الله عنه مكاتبة. وأنتم إذا كنتم تحاججونا بما في البخاري وبما عندنا فيجب عليكم أن تنظروا لبقية الروايات التي تؤيد هذه الرواية لأن الشريعة تصدق بعضها بعضا ولا يجوز لك أن تبتر أمر وتتعامي عن أمر آخر لأن علماءنا يفسرون الحديث الواحد بأحاديث أخري تزيل إبهامه وكتاب فتح الباري هو خير مثال على ذلك فنحن نذكر مع هذه الرواية أيظا لأن الكل من عندنا.فهنا نذكر قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعائشة(أدع لي أخاك أكتب لأبيك كتابا..إلخ) بمعناه ثم غير رأية صلى الله عليه وآله وسلم وقال(يأبي الله والمسلمين إلا أبا بكر) بمعناه وكذلك عندما سألوا عائشة رضي الله عنها عن الكتاب فقالت أنه أراد أن يكتب لأبي بكر. ولكن حدث ما أراده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو أن الخليفة أصبح بعده أبوبكر لأن الجميع من الصابة يعلم قدر الصديق رضي الله عنه. فلا تحتج علينا إلا بما يؤيده كذلك في بقية الروايات لأنك تلزمنا بما عندنا فيجب أن يكون كله أو تتركه كله فإن قلت لنا أنك لا تعترف ببقية الروايات قلنا لك وهل أنت أصلا تعترف بمصدرية هذا الحديث وبكل ما تستشهد به؟!؟! إن قلت لنا أنها موجودة عندكم ولكن من طريق أئمتكم بسند من عندكم قلنا لك إذا هذا ليس من عندنا وإنما من عندكم فالأمر إما كله وإما بدونه لأن الدين عندنا لا نأخذ منه نتف. ونحن لا نجعل القرآن عضين.
أما قولك ومما يؤيد هذا قول ابن عباس (رضي الله عنه) ( إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) وبين ان يكتب لهم ذلك الكتاب ) بل ان في بعض الفاظ الحديث انه عندما يذكر ذلك كانت دموعه تخضب الحصباء ، صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير ، باب جوائز الوفد ، بحيث اشتهرت هذه الحادثة عند المسلمين برزية يوم الخميس .
فأقول لك ولماذا لم تنظر في شرح الحديث؟!؟! هل تظن أننا نقدم أبن عباس على عمر رضي الله عنهم؟ نحن لا نترك الأعلى إن خالفة من هو أقل منه علما وقدرا توثيقا. وصيحيح أن الصحابة كلهم عدول ولكن هو طبقات فإن إختلفوا لا نترك كلام الأعلى وإنما نقدمه على من هو دونه ومثاله أن أبي رضي الله عنه كان يفتي بأن المال الزائد عن الحاجة يجب أن ينفق كله في سبيل الله وإن أخرجت زكاته فهل نحن نترك كل الصحابة الذين هو أعلى عنه ونأخذ بكلامه؟ لا بد أن تقيس الأمر بقوانيننا هذا إن أردت أن تحاججنا.
أما قولك الذي فيه بيان إنعدام رجاحة عقله هنا فهو (إن الروايات التي كانت تذكر أن أول من تصدى للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) قد أخرجها البخاري ومسلم بلفظ ( إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) قد غلب عليه الوجع والتي جاءت بلفظ ( فقالوا ماله هجر ؟ استفهموه ) نسبوا القول لقائل بدون ذكر اسمه ولكن هذا لاينفع فمراجعة الأحاديث حول الحادثة تظهر ان القائل هو عمر لأنها تذكر أن أول من تصدى له هو عمر ولم تذكر غيره ،
أقول لك يا سبحان الله!!! أنت تبين أن هناك عصابة حرفت الحقائق وأخرجت صيغة المفرد وأبدلته بصيغة الجمع ليخفون أن القائل هو عمر!! أقول لك لو كان كلامك هذا حقا فهل هذه العصابة فاتها أن تخفي أيضا عمر وتجعله في صيغة الجمع أيضا وتقول بدل قال عمر.... قالوا غلب عليه الوجع. أما زعمك أن عمر قال كلمة أهجر (ان القائل هو عمر لأنها تذكر أن أول من تصدى له هو عمر ولم تذكر غيره) فأقول لك أما كلمة تصدي فرددنا عليك من قبل فيها وأما أنه هو القائل فأقول لك أليس يجب أن تحاججنا بما تجده في كتبنا ((( حرفيا)))
أما قولك ثم ان كلمة ( غلب عليه الوجع ) لا تختلف كثيرا عن ( أهجر ) .
فأقول لك ومن قال لك أنه لا فرق بينهما؟ أليس من المفروض أن تنقل لنا شواهد من القواميس وكلام العرب لتثبت لنا زعمك هذا.
أما قولك ان عمر تصدى للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) ومنعه من كتابة الكتاب وقال ( إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، واضح انه يقصد انه لاحاجة لنا بالكتاب ، يكفينا كتاب الله .
فأقول لك هل تعتبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ساكتا عن الحق؟ إن قلت الرسول صلى اله عليه وسلم لا يستطيع أن يحرك شفتيه لأنه مريض ومتعب لا يستطيع أن ينكر على عمر فأقول لك إذن كيف سيستطيع أن يأمر ويتكلم بالكتابة !؟ وكيف إستطاع أن يطردهم من عنده وقال لهم (قوموا عني.....إلخ)؟! إن كان قادرا على الكلام صلى الله عليه وآله وسلم فهو قادرا على الإنكار على عمر رضي الله عنه ولكنه لم يفعل.
قال أحدهم: ورد في مسند أحمد بن حنبل ( باقي مسند المكثرين )
14199 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا عِنْدَ مَوْتِهِ بِصَحِيفَةٍ لِيَكْتُبَ فِيهَا كِتَابًا لَا يَضِلُّونَ بَعْدَهُ قَالَ فَخَالَفَ عَلَيْهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَتَّى رَفَضَهَا *
اذا فاهل السنة والجماعة يقولون بذلك ويعترفون بأن النبي كان يريد أن يكتب وصية فمنع من قبل : الصحابي : عمر بن الخطاب
الرد. أقول لك أنقل لنا التصحيح لهذا الحديث لتكون مناقشا على بينة. ثانيا وبدون أن تقول لنا التفصيل فأقول لك لا يعني هذا الحديث أن عمر رضي الله عنه رفض مدلول الكتاب وإنما رفض إختيار وقت كتابة هذا الكتاب وهو في وقت مرض الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. أما قولك أن جابر رضي الله عنه قال دعا عند مرض موته فأقول لك جابر رضي الله عنه لم يكن يعلم لا هو ولا عمر أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان في مرض موته. فهو لم يقول ذلك إلا بعد موته صلى الله عليه وآله وسلم لأن العالم بالأعمار هو الله وحده والرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل لهم أنه سيموت ولن يسمعوا الكتاب إلا الآن. فهناك ما يمسى بفقه الحديث ومقارنته وليس بالشروح المنكوسة حسب الأهواء
قال أحدهم: مقولة ( غلب عليه الوجع ، حسبنا كتاب الله ) هل هي جائزة في حق الرسول ( ص ) وتليق بمقامه العظيم ، ثم أن محاولة التبرير لعمر بن الخطاب بأنه يريد ( راحة النبي ) وأراد – كما يدعي المبررون عنه – أن يؤجل الكتاب لحين آخر ، فذلك غير صحيح لأن عمر قال ( غلب عليه الوجع ) ثم ماذا قال ( حسبنا كتاب الله ) ولم يقل أنتظروا لغد أو بعد غد حتى يشفى ( لأن عمر لا يعلم الغيب ! ) فقول عمر ( حسبنا كتاب الله ) أمر خطير ( فهل يجوز ترك النبي ورفض أوامره ومخالفته ! ) طبعا لا يقول بذلك مسلم ، فلو كان الأمر رحمة بالنبي لما قال ( حسبنا كتاب الله !) .محاولة إقحام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في القصة تهرب صريح ومستغرب ويعد محاولة للهرب والتهرب من الحقيقة التي تدين عمر ، بل يصل الأمر الى كون القائل بذلك أنه من النواصب والعياذ بالله ، فليس دفاعك عن عمر يدعوك لأن تتهجم على علي ( ع) لأن الرسول يقول لعلي ( حربك حربي وسلمك سلمي ) وقال فيه أقوالا تسكت النواصب وترد كيدهم في نحورهم.
اما ( تقديم عمر على ابن عباس ): اقوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ابن عباس : أولا أنه ( حبر الأمة ), ( اللهم فقه في الدين ، وعلمه التأويل ) , ( اللهم علمه الحكمة ) , ( نعم ترجمان القرآن أنت ) ,( اللهم فقهه في الدين وانتشر منه ) , كان ابن عباس يسمى البحر لكثرة علمه.
ورد في البخاري : 4538 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ سَمِعْتُ عَبْدَاللَّهِ بْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ وَسَمِعْتُ أَخَاهُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ رَضِي اللَّهم عَنْهم يَوْمًا لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَ تَرَوْنَ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ ( أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ ) قَالُوا اللَّهُ أَعْلَمُ فَغَضِبَ عُمَرُ فَقَالَ قُولُوا نَعْلَمُ أَوْ لَا نَعْلَمُ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي نَفْسِي مِنْهَا شَيْءٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ عُمَرُ يَا ابْنَ أَخِي قُلْ وَلَا تَحْقِرْ نَفْسَكَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ضُرِبَتْ مَثَلًا لِعَمَلٍ قَالَ عُمَرُ أَيُّ عَمَلٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِعَمَلٍ قَالَ عُمَرُ لِرَجُلٍ غَنِيٍّ يَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ لَهُ الشَّيْطَانَ فَعَمِلَ بِالْمَعَاصِي حَتَّى أَغْرَقَ أَعْمَالَهُ *
وله من العلم والفضل ما لم ينله عمر وتكفيك قصة عمر وعمار في التيمم والكثير الكثير فاذا أردت أن نبين لك فضال ابن عباس على أبا حفص لأريناك الكثير فلا تعجل .
الرد: أنت تقول أن القائل لكلمة يهجر هو عمر ودليلك رواية أحمد !!! ولكن الحديث ليس فيه كلمة أهجر أصلا !
أما قولك مقولة ( غلب عليه الوجع ، حسبنا كتاب الله ) هل هي جائزة في حق الرسول ( ص ) وتليق بمقامه العظيم
فأقول لك أليس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بشر يغلبه الوضع كما يغلب غيره؟ هل أنت تفهم الكلام أصلا؟ ألم يحدث أن غلبه الوجع من قبل أكثر حتى غشي عليه صلى الله عليه وآله وسلم عندما أراد أن يصى بالمسلمين؟ إذاكنت أنت لا تجيز عليه غلبة الوجع لكان لزاما عليك أن تقول أن الموت لم يغلب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأن الموت أعلى من مجرد غلبة الوجع فإن كان معصوما من ذاك الوجع في مرضة فعصمته من الموت أولى لأن الموت أعلى من مجرد غلبة الوجع.
أما قولك أن ابن عباس حبر هذه الأمة ..ألخ فأقول لك وما المشكلة في أن يكون عمر أفضل منه؟ هل أنت بكلامك هذا تعتبر أن ابن عباس أعلم من كل أئمتكم!؟ بالطبع لا أما حديث التيمم فما العيب في عمر إن نسي؟ أليس هو بشر؟ ثم هل أنتم تعتقدون أن ابن عباس معصوما بهذا الكلام؟
أما نقلك ( حربك حربي وسلمك سلمي )
فأقول لك المصدر مع التصحيح . وسأريحك برواية أعم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي وفاطمة والحسن والحسين (أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم) ولكن الخبر الذي لا يسعدك يا هذا هو أن هذا الحديث رواه ابن ماجة[5] وهو ضعيف كما حكم عليه المحدث الألباني وكذلك رواه الترمذي[6] وقال حديث غريب والألباني قال ضعيف.
أما قولك قول عمر أن النبي ليهجر بالله عليك ماذا يعني !
فأقول لك اليس المفروض أن تثبت أولا أن القائل هو عمر؟
أما قولك ليس هناك قرينة واحدة تدل على أن عمر رفض الوقت .
فأقول لك إن عمر رضي الله عنه قال هذه القرينه ( إن رسول الله غلبه الوجع) أي أنه لو لم يغلبه الوجع وكان في صحته وعافيته لبادرنا لكلامه بما لا يتعبه أما وهو مريض الآن فلا بأس من أن ننتظر عافيته لأن المرض عليه شديد الآن ثم إن الدين قد كمّله الله عزوجل وهذا يعني أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لن يقول شيء جديد يزيد به على الدين وإنما سيكرر ما قاله سابقا من باب الوصية ولذلك قول عمر حق( فحسبنا كتاب الله)
أما قولك اذا تكلم النبي هل يجوز لأحد أن يرد عليه ويعلمه بالوقت المناسب للكلام .
فأقول لك بل يشير عليه ولا يعلمه ويرد عليه. ففي كتابة شروط صلح الحديبية طلب المشركون من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يمسح كلمة رسول الله من الكتاب فوافق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأمر علي بن أبي طالب أن يمسح كلمة رسول الله فرفض على رضي الله عنه هذا الأمر. فهل هذا يعني عندكم أن على رضي الله عنه يرد أمره يعلّم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بما هو المفروض فعله ؟ ولكن الملاحظ هنا أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أصر على رأيه في مسح كلمة رسول الله ولم يلتفت لكلام علي رضي الله عنه. ولكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يصر على كتابة الكتاب قبل موته ولم يقل أخرجوا المعترضين وليبقى الموافقين فقط على كتابة الكتاب ولنكتب الكتاب بالقوة ولنرفع السيوف في وجوه الكفرة المعنادين لأمري ونناجزوهم بالسيوف كما ناجزنا أبي جهل من قبل وأنتم قلة وهم كثيرون والآن حاربوا عمر وأكتبوا الكتاب لأنكم الآن أكثر من قبل وأنا معكم وهم ليس معهم إلا المنافق عمر.
هذا كله لم يحدث وهو دليل على أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا يجامل عمر وأصحابه لأنه أمر الله. فهل من المعقول أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في بداية دعوته وكل حياته لا يجامل أحد ويصر على تبليغ أمر الله قولا وعملا كما أصر من قبل على قطع يد المخزومية التي سرقت هل من المعقول في آخر حياته يسكت ولا يصر ولا يأمر المؤيدين له بإستعمال القوة لتبليغ إمكانية حصول كتابة الكتاب؟!
أما قولك وردت الحاديث الكثيرة الدالة على أن النبي لا ينطق الا حقا في جميع الوقات والظروف والآية الكريمة تفهمك ذلك ( وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى )
فأقول لك وهل عندما أمر الرسول صلى لله عليه وسلم علي بن أبي طالب بمسح كلمة رسول الله من كتاب شروط صلح الحديبية هل كان هذا الأمر هو نطق بالهوى؟
ولكن إعلم أن أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو أقسام ( ندب وإستحباب أو وجوب) فإن كان ندبا فلا يلزم فعله وهذا نعلمه من عدم إصرار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على حصول الأمر كما أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المرأة التي فارقت زوجها أن تعود إليه فسألت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هل هذا أمر أم تخيير؟ فبين لها أنه تخيير فإختارت عدم العودة لزوجها رغم بكائة في طلب إعادتها.
أما الذي على الوجوب فهو كأمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقطع يد المخزومية فإنه صلى الله عليه وآله وسلم أصر على القطع رغم شدة التوسطات والتلميحات على منهم على عدم القطع. بعد هذا الإصرار علموا أن الأمر لا وساطة فيه ولا يغيره الله حتى ولو لم يفعلوا فسيبقون عاصين وأمر الله بالوجوب لن يتغير.
ردود أخرى في الباب: من أين يثبت أن قائل هذا القول عمر ؟ مع أنه قد وقع في أكثر الروايات (( قالوا )) بصيغة الجمع (( استفهموه )) على طريق الإنكار ، فإن النبي لا يتكلم بالهذيان البتة وكانوا يعلمون انه صلى الله عليه وآله وسلم ما خطأ قط بل كان يمتنع صدور هذه الصنعة منه صلى الله عليه وآله وسلم لقوله تعالى ] وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخط بيمينك [ ولذا قالوا فاسئلوه .
وتحقيق ذلك أن الهجر في اللغة هو أختلاط الكلام بوجه غير مفهم ، وهو على قسمين : قسم لا نزاع لحد في عروضه للأنبياء عليهم السلام وهو عدم تبيين الكلام لبحة الصوت وغلبة اليبس بالحرارة على اللسان كما في الحميات الحارة ، وقد ثبت بإجماع أهل السير أن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم كانت بحة الصوت عارضة له في مرض موته صلى الله عليه وآله وسلم.
والقسم الآخر جريان الكلام غير المنتظم أو المخالف للمقصود على اللسان بسبب الغشى العارض بسبب الحميات المحرقة في الأكثر . وهذا القسم وإن كان ناشئاً من العوارض البدنية ولكن قد أختلف العلماء في جواز عروضه للأنبياء ، فجوزه بعضهم قياساً على النوم ، ومنعه آخرون ، فلعل القائل بذلك القول أراد القسم الأول يعنى ان هذا الكلام خلاف عادته صلى الله عليه وآله وسلم فلعنا لم نفهم كلامه بسبب وجود الضعف في ناطقته فلا إشكال .
رد آخر على القول: (إن بعض الصحابة بقيادة عمر ارتكبوا خطأ جسيماً بحق النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى طردهم).
سنذكر ههنا نص الحديث كما ورد في المصادر الحديثية لا كما أوردها المخالفون، وذلك لكي يتبين للقارئ الكريم ما وقع فيه هؤلاء من مجانبة للحق والصواب في هذا المطلب العظيم.
- (عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "هلمَّ أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده"، فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن. حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت فاختصموا؛ فمنهم من يقول قرّبوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر؛ فلمّا أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قوموا". قال عبيد الله فكان يقول ابن عباس: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم)
- وفي رواية عند البخاري قال صلى الله عليه وآله وسلم عندما كثر عنده اللغط: (دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه، وأوصى عند موته بثلاث: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم. قال الراوي ونسيت الثالثة).
- وفي رواية أخرى للبخاري: (ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا: ما له أهجر؟ استفهموه. فقال: ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه).
- وفي رواية أخرى للبخاري أن من قال إن رسول الله وجع بعض الرجال دون نسبة هذا القول لعمر؛ وفيها أن طائفة من أهل البيت كانت مع عمر في رواية جاء فيها: (لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي البيت رجال فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "هلمّوا أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده". فقال بعضهم: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد غلبه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده، ومنهم من يقول غير ذلك. فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قوموا).
- وفي رواية عند الحاكم في المستدرك: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "توني بدواة وكتف أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً"ثم ولانا قفاه، ثم أقبل علينا فقال: "يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر").
وهذا يحتمل أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتب شيئاً من ذلك الكتاب والذي يتضمن استخلاف أبي بكر .
- وفي رواية "البيهقي" جاءت كلمة هجر بصيغة السؤال: (قالوا ما شأنه أهجر؟ استفهموه. فذهبوا يفدون عليه. قال: "دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه").
- وفي رواية له: (فقال بعض من كان عنده إن نبي الله ليهجر). وكذا عند الطبري. وعند الإمام أحمد بصيغة (فقالوا ما شأنه أهجر…).
- وفي مسند الحميدي من حديث ابن عباس (فقال: ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع. فقالوا ما شأنه أهجر استفهموه…).
- وعند أبي يعلى من غير لفظة (هجر) ولا (وجع) من حديث ابن عباس: (اشتد برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعه فقال: "ائتوني أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده". فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع. فقال: "دعوني، فما أنا فيه خير مما تسألون عنه". قال أمرهم بثلاث).
ما نستخلصه من مجموع هذه الروايات ما يلي:
1. قوله في الحديث "هجر رسول الله" -أي هذي- لم تنسب إلى عمر بن الخطاب في أي رواية لا في الصحيحين ولا في غيرهما من كتب أهل السنة كما يدعي البعض، وكما يدعي الكاتب الأمين في نقله حيث يقول: (فوجدتها مثبتة في الصحيحين). نعم هي مثبتة في الصحيحين لكن لا بلفظ هجر عن سيدنا عمر الذي هو محل الكلام، فماذا يسمى هذا في عرف أهل العلم؟ وإنما نسبت لبعض الرجال الحاضرين كما في رواية الشيخين. والأصح كما يقول الإمام النووي والسيوطي والقاضي عياض رواية (أهجر) بالهمز أي بالاستفهام اعتراضاً على من رفض الكتابة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، أي هل يمكن أن يهذي حتى تمنعوا عن أن تحضروا دواة ليكتب لنا الكتاب؟
وقال الإمام النووي: (وإن صحت الروايات الأخرى كانت خطأ من قائلها، قالها بغير تحقيق بل لما أصابه من الحيرة والدهشة لعظيم ما شاهده من النبي صلى الله عليه وآله وسلم من هذه الحال الدالة على وفاته وعظيم المصاب وخوف الفتن والضلال بعده)اه
ولك أن تقارن بين موقف أهل السنة من هذه الروايات ومحاولة حملها على معانٍ تليق بصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وموقف هؤلاء الطاعنون الذين شنعوا على الصحابة وطعنوا عليهم وقوّلوهم ما لم يثبت أنهم قالوه.
2. قول عمر "إنه وجع" عند البخاري ومسلم، معناه أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تعب والكتاب الذي سيكتبه سيطول ويؤذي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويطيل مرضه ولا نريد أن نؤذي رسول الله، فسيكتبه عندما يصح من وعكته، فإن الله لا يقبضه قبل إكمال الرسالة. وعمر لم يكن يتوهم وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدليل عدم تصديقه لخبر وفاته عندما أعلن عنها، فعدم كتابة ذلك كان شفقة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لئلا يتأذى لأن الكتابة ستطول. ولا يخفى أن إثبات لفظ الوجع من عمر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس فيه منقصة له عليه الصلاة والسلام.
3.إن رفض الكتابة لم يكن من عمر وحده فالروايات كما مر ذكرت "أهل البيت" و"بعض القوم". وهو شامل لكل من حضر في البيت كما ذكر في الصحيحين وغيره وحمله على عمر دون غيره تحكم ظاهر.
4. أمره عليه الصلاة والسلام لم يكن على وجه الوجوب وإنما على وجه الندب؛ كما بين الإمام المازري والقرطبي ذلك لقرائن فَهِمَها بعض الصحابة الذين رفضوا الكتابة، بينما ظن الباقون إنها للوجوب؛ فحمَلها مَن منعَ الكتابة على الندب كما حملوا قوله عليه السلام: "لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة". فكرهوا أن يكلفوه وهو في تلك الحالة مع استحضار قوله تعالى: )مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ(. والذي يدل على أن أمره كان للندب عدم إنكاره عليه الصلاة والسلام لمن خالف أمره لأن النبي لا يقر مخالفة الواجب إجماعاً واتفاقاً، وبقاؤه حياً أربعة أيام بعد ذلك دون أن يكتب كما نص على ذلك الإمام البخاري.
ولو كان أمره واجباً والله أمره بالكتابة لما توانى لحظة عن الكتابة ولعاد إلى الطلب مراراً، وهو المأمور بتبليغ ما أمر به. وهذا موافق لما فهمه سيدنا علي في صلح الحديبية عندما أمره صلى الله عليه وآله وسلم بمحي كلمة رسول الله فلم يفعل ذلك سيدنا علي لحمله "على تقديم الأدب على الامتثال" كما ذكره أهل السنة. وإليك الفقرة من الحديث كما رواها أهل السنة والشيعة: عندما رفض المشركون كتابة "محمد رسول الله": ( فقال المشركون: لا تكتب محمد رسول الله؛ لو كنت رسولاً لم نقاتلك. فقال لعلي: "امحه". فقال علي: ما أنا بالذي أمحاه. فمحاه رسول الله بيده …). وفي كتب الشيعة مثل ذلك: ( امح يا علي واكتب محمد بن عبد الله. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما أمحو اسمك من النبوة أبداً فمحاه رسول الله بيده). اه
5. أنه عليه الصلاة والسلام عندما قال: ( دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه)، ليس إنكاراً على من رفض الكتابة، وإنما معناه: اتركوني لأتفكر وأذكر ربي وأحمده خير من هذا اللجاج. فمراقبة الله تعالى والاستعداد للقائه أفضل من اللجاج.
6. أنه عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين أوصى قبل موته وصيته المشهورة بإخراج المشركين من جزيرة العرب وإجازة الوفد والثالثة التي نسيها الراوي. مما يدل على نسخ أمر الله له بالكتابة وإلا لكتب كما أملى وصيته.
7. أنه صلى الله عليه وآله وسلم ربما أملى شيئاً من هذا الكتاب كما ذكر الحاكم في المستدرك: (أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، ثم ولانا قفاه؛ ثم أقبل علينا فقال: يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر) ولم يمل غير ذلك؛ فكان باستطاعته أن يكمل الإملاء وقد عرفنا الكتاب ومضمونه فجعل الاستخلاف لأبي بكر دون غيره.
8. قال الإمام النووي: (وأما كلام عمر رضي الله عنه فقد اتفق علماء المتكلمين في شرح الحديث على أنه من دلائل فقه عمر وفضائله ودقيق نظره لأنه خشي أن يكتب صلى الله عليه وآله وسلم أموراً ربما عجزوا عنها واستحقوا العقوبة عليها لأنها منصوصة لا مجال للاجتهاد فيها؛ فقال عمر: حسبنا كتاب الله. لقوله تعالى: ) مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ (، وقوله تعالى: )الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (فعلم أن الله تعالى أكمل دينه فأمن الضلال على الأمة).
9. لو كان مراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتب ما لا يستغنون عنه – من أصول دينهم، كما يدعي الشيعة بأن الإمامة إنما هي المصححة للتكليف- لم يتركه لاختلافهم ولا لغيره لقوله تعالى: )يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ(، وقوله تعالى: )الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ(. وهو صلى الله عليه وآله وسلم لم يترك ذلك لمخالفة من خالفه من المشركين واليهود ومعاداة من عاداه، فبأولى أن لا يتركه ههنا. ثم قبل ذلك وبعده لا يتصور منه صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتم شيئاً مما أمر بتبليغه، لأن ذلك مما يستحيل في حقه كما هو مبيّن في عقائد أهل السنة كأصل من أصول دينهم.
10. إن قول عمر كان لتحصيل الأمة فضيلة الاجتهاد ولئلا يسد هذا الباب الذي أصّله لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: (إذا اجتهد الحاكم) الحديث.
11. إن أمره عليه الصلاة والسلام لصحابته بالكتابة أمر اجتهادي منه، وليس تبليغاً من الله تعالى، ويدل على ذلك أن عمر اجتهد سابقاً مخالفاً للحكم الظاهر عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ونزل القرآن بموافقته فظن عمر أن هذا المقام كتلك المقامات بأنه أمر اجتهادي من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، يرجع فيه إلى المقاصد والأصول العامة للدين، لا أمر منصوص عليه مقطوع به. والرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم ينكر عليه عدم كتابة ذلك فدل على أن الأمر كما ظن عمر بدليل إقراره عليه السلام بالسكوت.
12. قال الإمام النووي: (وقول عمر حسبنا كتاب الله رد على من نازعه لا على أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم) اه. وهذا حمل لطيف لكلام عمر رضي الله عنه، لما أن مهابته عليه السلام وإجلاله في قلوب الصحابة كانت أكبر من أن يواجه بالرد. على أن كلام عمر إذا تصورناه قيل بلطف لرسول الله، فليس فيه ما يشكل أبداً. وكلام النووي أن عمر قد جادله بعض الصحابة وأنكروا عليه مستدلين بأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يستحيل عليه أن يهذي فلم تمنعنا من الكتابة، فأجابهم عمر: "حسبنا كتاب ربنا"، أي )تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ( كما قال الله تعالى. ويؤخذ من هذا الفهم عدم نسبة قول (أهجر؟) لسيدنا عمر رضي الله عنه بل لمن نازعه في منعه من الكتابة.
13. ثم إنه صلى الله عليه وآله وسلم لو نص على شيء أو أشياء لم يرفع ذلك الخلاف كما يقول ابن الجوزي، لأن الحوادث لا يمكن حصرها فهذا دليل على عدم جزمه عليه الصلاة والسلام بما أمر. أي أن الاختلاف سنة كونية باقية قطعاً فلو نص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على ما أراد التنصيص عليه لما رفع الخلاف ولأوهم الخطأ والكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله، ولكان مبرراً قوياً للطعن فيه وفي هذا الدين العظيم.
14. قال الخطابي في الحديث: ( لا يجوز أن يحمل قول عمر على أنه توهم الغلط على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو ظن ذلك مما لا يليق به بحال، ولكنه لما رأى ما غلب على رسول الله من الوجع وقرب الوفاة مع ما اعتراه من الكرب خاف أن يكون ذلك القول مما يقوله المريض مما لا عزيمة له فيه فيجد المنافقون بذلك سبيلاً إلى الكلام في الدين وقد كان أصحابه عليه الصلاة والسلام يراجعونه في بعض الأمور قبل أن يجزم فيها بتحتيم، كما راجعوه في يوم الحديبية في الخلاف وفي كتاب الصلح بينه وبين قريش، فأما إذا أمر بالشيء أمر عزيمة فلا يراجعه فيه أحد منهم. قال: وأكثر العلماء على أنه يجوز عليه الخطأ فيما لم ينزل عليه، وقد أجمعوا كلهم على أنه لا يقر عليه. قال: ومعلوم أنه صلى الله عليه وآله وسلم وإن كان الله تعالى قد رفع درجته فوق الخلق كلهم فلم ينزهه عن سمات الحدث والعوارض البشرية، وقد سها في الصلاة، فلا ينكر أن يظن به حدوث بعض هذه الأمور في مرضه فيتوقف في مثل هذا الحال حتى تتبين حقيقته؛ فلهذه المعاني وشبهها راجعه عمر رضي الله عنه).
15. أن الإمامية أنفسهم نسبوا لبعض أئمتهم ما رموا به عمر من نسبة الهذيان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهذه رواية روتها كتب الشيعة الإمامية في حق أحد الأئمة وهو معصوم عندهم؛ ولا فرق بينه وبين النبي إلا بالوحي. تأمل. فقد قال ابن طاوس شرف العترة وركن الإسلام: (ومن ذلك في دلائل علي بن الحسين عليه السلام ما رويناه بإسنادنا إلى الشيخ أبي جعفر بن رستم قال: حضر علي بن الحسين الموت فقال لولده: يا محمد أي ليلة هذه… ثم دعا بوضوء فجيء به، فقال: إن فيه فأرة، فقال بعض القوم إنه يهجر فجاءوا بالمصباح..). اه
فانظر كيف أثبتوا لمعصوم عندهم بألسنتهم ما استشنعوه في حق معصوم آخر، على فرض ثبوته.
16. لا يستقيم أن يكون سيدنا عمر قد ارتكب خطأ جسيماً في حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يقابل من سيدنا علي رضي الله عنه بهذا الثناء، كما ورد في نهج البلاغة، وكما هو مثبت في غيره من الكتب المعتمدة هند الشيعة؛ حتى أنه لفرط محبته له ولبقية الخلفاء الراشدين وتقديره لهم سمى بعض أبنائه أبا بكر، وعمر، وعثمان. وزوج ابنته من السيد فاطمة (أم كلثوم) من سيدنا عمر رضي الله عنه. والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، فهل يكون هذا فعل معصوم قد علم إساءة هؤلاء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل وفسقهم وتآمرهم على الدين وردتهم، فيقابلهم بالمحبة والتقدير والثناء. والحمد لله رب العالمين.
رد آخر. ومن هذه الشبهات مارواه البخاري ومسلم عن ابن عباس أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال في مرض موته يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام للصحابة الحاضرين في حجرته المباركة : (( أئتوني بكتف أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبدا )) فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبي تنازع . فقالوا : ماله ؟ أهجر ؟ أستفهموه . فقال : (( ذرونى ، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه )) فأمرهم بثلاث قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم . والثالثة إما أن سكت عنها ، وإما أن قالها فنسيتها .
وهذه رواية أهل السنة الصحيحة وزعموا أنه يستفاد منها الطعن على عمر بوجوه :
الأول أنه رد قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأقواله كلها وحي لقوله تعالى ] وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ورد الوحي كفر لقوله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون .
والجواب على فرض تسليم أن هذا القول صدر من الفاروق فقط أنه لم يرد قوله صلى الله عليه وآله وسلم بل قصد راحته ورفع الحرج عنه صلى الله عليه وآله وسلم في حال شدة المرض ، إذ كل محب لا يرضى أن يتعب محبوبه ولا سيما في المرض ، مع عدم كون ذلك الآمر ضرورياً ، لم يخاطب بذلك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بل خاطب الحاضرين تأدباً وأثبت الاستغناء عن ذلك بقوله تعالى ] اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام ديناً [ وقد نزلت الآية قبل هذه الواقعة بثلاثة أشهر ، وقد أنسد باب النسخ والتبديل والزيادة والنقصان في الدين ، فيتمنع إحداث شئ ، وتأكيد المتقدم مستغني عنه لا سيما في تلك الحالة . ولو كان بيان المصلحة رد الوحي وقول الرسول للزم ذلك على الأمير أيضاً ، فقد روى البخاري الذى هو أصح الكتب عند أهل السنة بعد القرآن بطرق متعددة أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذهب إلى بيت الأمير والبتول ليلة وايقظها من مضجعها وأمرهما بصلاة التهجد مؤكداً ، فقال الأمير : والله ما نصلى إلا ما كتب الله علينا أي الصلاة المفروضة ، وإنما أنفسنا بيد الله ، يعني لو وقفنا الله لصلاة التهجد لصلينا . فرجع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يضرب على فخذيه ويقول ] وكان الإنسان أكثر شئ جدلاً [ فقد رد الأمير قول الرسول ، ولكن لما كانت القرائن الحالية دالة على صدق الأمير وأستقامته لم يلمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وروى البخاري أيضاً أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما تصالح مع قريش في الحديبية كتب الأمير كتاب الصلح وزاد لفظ (( رسول الله )) فأمتنع الكفار عن قبوله وقالوا : لو سلمنا بهذا اللقب لما حار بناه وصددناه عن طوائف البيت ، فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم علياً أن يمحو هذا اللفظ وأكد ذلك ، فلم يمحه الأمير لكمال الإيمان وخالف الرسول في ذلك حتى محاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده الشريفة . وقد ثبتت مخالفة الأمير أيضاً في كتبهم ، فقد روى محمد بن بابويه في ( الأمالى ) والديلمي في ( إرشاد القلوب ) أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعطى فاطمة سبعة دراهم وقال : أعطيها علياً ومريه أن يشترى لأهل بيته طعاماً فقد غلب عليهم الجوع ، فأعطتها علياً وقالت : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمرك أن تبتاع لنا طعاماً . فأخذها علي وخرج من بيته ليبتاع طعاماً لأهل بيته فسمع رجلاً يقول : من يقرض الملى الوفي ؟ فأعطاه الدراهم . فقد خالف قول الرسول ، وتصرف في مال الغير ، ومع ذلك فأهل السنة لا يطعنون على الأمير بمثل هذه المخالفات ، بل لا يعدون ذلك مخالفة . فكيف يطعنون على عمر بما هو اخف منها .
وأما قولهم إن أقوال الرسول كلها وحي فمردود ، لأن أقواله صلى الله عليه وآله وسلم لو كانت كلها وحياً فلم قال الله تعالى ] عفا الله عنك لم أذنت لهم
[ وقال تعالى ] ولاتكن للخائنين خصيماً
[ وقال تعالى ] ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم
[ وقال تعالى في المعاتبة عن أخذ الفدية من أسارى بدر ] لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم [
وأيضاً يلزمهم أن الأمير ايضاً قد رد لوحي حين أمره النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ومحو اللفظ ، وأبتياع الطعام مع انهم لا يقولون بذلك .
الثالث من وجوه الطعن أنه رفع الصوت وتنازع في حضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد قال تعالى يأيها الذين أمنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي .
والجواب أنه من أين يثبت أن عمر أول من رفع الصوت ؟ وعلى تقديره فرفع صوته إنما كان على صوت غيره من الحاضرين لا على صوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم المنهي عنه في الآية ، والأول جائز والآية تدل عليه حيث قال كجهر بعضكم لبعض ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في إحدى الروايات (( قوما عني )) من قبيل قلة الصبر العارضة للمريض ، فإنه يضيق صدره إذا وقعت منازعة في حضوره ، وما يصدر من المريض في حق أحد لا يكون محلاً للطعن عليه ، مع أن الخطاب كان لجميع الحاضرين المجوزين والمانعين .
الرابع من أوجه الطعن أنه أتلف حق الأمة ، إذ لو كتب الكتاب المذكور لحفظت الأمة من الضلالة ولم ترهم في كل واد يهيمون ، ووبال جميع ذلك على عمر .
والجواب أنه إنما يتحقق الإتلاف لو حدث حكم من الله تعالى نافع للأمة ومنعه عمر . وقوله تعالى ] اليوم أكملت لكم دينكم [ الاية تدل على عدم الحدوث ، بل لم يكن الكتاب إلا لمصالح الملك وتأكيد ما بلغه ، وإلا فلا يتصور منه صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول أو يكتب في هذا الوقت الضيق ما لم يكن قاله قط ، مع أن زمن نبوته أمتد ثلاثاً وعشرين سنة ، وكيف يمتنع عن ذلك بمجرد منع عمر ، ولم يقله لأحد بعد ذلك مع عدم وجود عمر ، فإنه صلى الله عليه وآله وسلم قد عاش بعد ذلك خمسة أيام باتفاق الفريقين . فإن قيل : لو لم يكن ما يكتب أمراً دينياً فلم قال (( لن تضلوا بعدي )) ؟
قلنا : للضلال معان ، والمراد ههنا عدم الخطأ في تدبير الملك وهو إخراج المشركين من جزيرة العرب ، وإجازة الوفد بنحو ما كان يجيزهم ، وتجهيز جيش أسامة منه ، لا الضلالة والغواية عن الدين . فقد تبين لك بطلان ما طعنوا به ، وأظهر لك فساده وقبيح كذبه . والحمد لله رب العالمين.
شبهة: إذا كان عمر ابن الخطاب مُصيبا عندما رفض طلب النبي للدواة والقلم ليكتب كتابا لن يضل به أحد بعده ... فما هي العبرة المستفادة من لا وعي النبي يومها كسنة لنطبقها لأن فعل النبي سنة ؟
وما هو مصير من يتعرض للنبي بهذه الطريقة ؟
الردّ :
وما مصير من يسب أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ويُسيء الأدب مع أصهاره صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
فعُمر رضي الله عنه هو والِد حفصة أم المؤمنين ، وهو زوج أم كلثوم بنت عليّ .
وعثمان رضي الله عنه هو زوج ابنتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
ولم يُعرف عن أحد أنه جَمَع ابنتي نبيّ ، أي تزوّج بهما الواحدة بعد الأخرى ، سوى عثمان رضي الله عنه ، ومع ذلك لم يَسْلَم من الأذى والسب والشتم واللعن !
ومن آذى أصهار النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد آذى النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يا أيها الناس من آذى عَمِّي فقد آذاني .
ونحن نقول : ومن آذى أصهاره فقد آذاه صلى الله عليه وآله وسلم .
وأما القول إن عمر رفض طلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فهذا لا يصحّ ، وإنما قال عُمر رضي الله عنه ذلك من باب التأدّب مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولعدم رفع الصوت عنده صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكراهته لِلّغط عنده صلى الله عليه وآله وسلم .
ثم إن ما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يَكتبه قاله ونُقِل إلينا .
فإنه عليه الصلاة والسلام لما قال : ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا . فتنازعوا - ولا ينبغي عند نبي تنازع – ثم قال : دَعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه . وأوصى عند موته بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجِيزوا الوفد بنحو ما كنت أُجيزهم . قال الراوي : ونسيت الثالثة . رواه البخاري ومسلم .
وسَبَق أنه عليه الصلاة والسلام قال لعائشة رضي الله عنها وهو في مرضه : ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى أكتب كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى مُتَمَنٍّ ويقول قائل : أنا أولى . ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر . رواه مسلم .
فهذا مما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقوله ويَكتبه .
وعُمر رضي الله عنه كان ينهى عن رفع الصوت عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي مسجده في حياته وبعد موته .
روى البخاري من طريق السائب بن يزيد قال : كنت قائما في المسجد فحصبني رجل ، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب ، فقال : اذهب فأتني بهذين ، فجئته بهما . قال : من أنتما ؟ أو من أين أنتما ؟ قالا : من أهل الطائف . قال : لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ! ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فأنكر عمر رضي الله عنه رَفع الصوت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حال حياته ، وأنكر رفع الصوت في مسجده صلى الله عليه وآله وسلم بعد مماته .
وهذا الطاعن يعتبر ذلك مَنقصة في حق عُمر !
رد آخر: رزية الخميس أو حديث الرزية , والرزية يعني المصيبة التي وقعت هذا الحديث يرويه بن عباس يقول : لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – يعني الوفاة – وفي البيت رجال فيهم عمر فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (هلم أكتب كتاباً لا تضلون بعده ) , فقال عمر : ( إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ) , وأختلف أهل البيت وأختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتاباً لا تضلوا بعده , ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والإختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (قوموا ) أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما .
هم يطعنون على أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخاصة عمر من خلال هذا الحديث , مدار طعنهم في ماذا ؟ :
أولا قالوا إن عمر قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يهجر , وهذا قاله بعضهم كذباً وزوراً ونسبه إلى البخاري كذباً وزوراً وهو ليس في البخاري أن عمر قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يهجر وإنما قال غلب عليه الوجع .
ما معنى قول عمر : ( حسبنا كتاب الله ) هل معنى هذا أننا لا نريد السنة , هكذا هم يلبسون على الناس , إن معنى قول عمر ( حسبنا كتاب الله ) أي ما جاء في كتاب الله { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا } يكفي كمل الدين دعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرتاح , إجتهد عمر في هذه .. أصاب أو أخطأ هذا موضوع آخر , لكن هل نقول إن عمر كتم الدين رضي الله عنه وأرضاه !! عندما قال ( حسبنا كتاب الله ) , هل كان الذي سيبلغه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمراً لازماً واجباً لابد منه وأحذروا قبل أن تقولوا نعم , لأننا إذا قلنا نعم هو أمر لازم واجب لابد منه والنبي لم يبلغه معناه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يتم الرسالة ولم يكملها وكتم بعضها والله جل وعلا يقول { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا } قبل هذه الحادثة بثلاثة اشهر في حجة الوداع قال الله هذا الكلام سبحانه وتعالى وأنزله على نبيه قرآناً يتلى .
بل إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله والجنة إلا وأمرتكم به , وما تركت شيئاً يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا وقد نهيتكم عنه ) إذاً النبي بلغ الرسالة.
بقي أمر وهو ما هو هذا الأمر الذي أراد النبي أن يبلغه ؟ , جاء في مسند أحمد بإسناد مرسل ولكنه صحيح – صحيح مرسل – إلى حُميد بن عبد الرحمن بن عوف أن علياً رضي الله عنه كان حاضراً في هذه الحادثة فلما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إئتوني بكتاب قال علي : يا رسول الله إني أحفظ , قل أحفظ , فقال :
( أوصيكم بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم ) إذاً بلّغ ما كان يريد صلوات الله وسلامه عليه ..
ولنا أن نسأل هل كان علي حاضراً رضي الله عنه في هذه الحادثة .. قطعاً نعم عند الجميع عندنا وعند الشيعة هو حاضر , إذاً لما لم يكتب لما لم يذهب ويأتي بالدواة والقلم ويكتب مع من كان علي مع الذين منعوا أو مع الذين لم يمنعوا ؟! ..
هذا الموقف من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قال : ( قوموا عني ) أمرهم أن يقوموا عنه صلوات الله وسلامه عليه .. لماذا قال قوموا عني ؟ .. لأنه صار صياح هذا يقول قرب وهذا يقول لا تقرب والنبي صلى الله عليه وآله وسلم في وادي وهم في وادٍ آخر , ولذلك أمرهم بالخروج صلوات الله وسلامه عليه .
نعم هناك من قال يستفهم: أهجر ؟؟ يعني أهذا الذي يقوله النبي صلى الله عليه وآله وسلم هجراً أو لا ؟؟ ولكن نقول من يقول أن الذي قال هذا عمر ؟ لماذا لا يكون قاله علي ! ونحن أيضاً نقول علي لم يقل هذا , إذاً من الذي قال : أهجر ؟ , لعله أحد الذين كانوا حديثي إسلام وحضروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا مثل هذه الكلمة .. ولكن لم يثبت أبداً أن أبا بكر قال هذه الكلمة أو عمر أو عثمان أو علي أو الزبير أو طلحة أو أحد من كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
النبي صلى الله عليه وآله وسلم معلوم أنه لما أصابه الوجع قبيل موته لما حضر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الوفاة كما قال بن عباس إذ كان الأمر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم شديداً صلى الله عليه وآله وسلم .. ولذلك بن مسعود لما حضر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو على فراش الموت وجده يعرق عرقاً شديداً يتصبب العرق من جبينه , فقال يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديداً قال : ( إني أوعك كرجلين منكم ) , قال : أذلك لأن لك الأجر مرتين ؟ , قال : ( نعم ).
فشفقة عمر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي التي دفعته أن يقول ( حسبنا كتاب الله حسبنا كتاب الله ) يعني دعوا النبي يرتاح صلى الله عليه وآله وسلم .
وقلنا ونعيد ونكرر قبلتم هذا أو لم تقبلوه , لكن هل هذا يُخرج عمر من الملة ؟ , هل هذا يجعل عمر عاصياً لله جل وعلا ..
طبعاً هناك دعوى عريضة لا دليل عليها وهي أن هذا الكتاب هو خلافة علي ! دعوى من يقول إن هذه الدعوى صحيحة , أنا الآن في هذا المقام سأقول أن هذا الكتاب هو خلافة أبو بكر .. من يمنعني ؟ بل أنا صاحب الدليل لأنه ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إئتوني بكتاب فإني أخشى أن يتمنى متمني ويأبى الله إلا أبا بكر ) ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر هو الذي يصلي بالناس في مرض موته صلوات الله وسلامه عليه .
من يقول أن هذا الكتاب هو خلافة علي ؟ ثم هذا الكتاب هو خلافة علي أليس النبي قد بلّغ خلافة علي – كما يدعي القوم - في الغدير وقبل الغدير في تبوك , وقبل تبوك في مكة في حديث الإنذار حديث الدار فلماذا صار الأمر إلا الآن .. الآن فقط يريد أن يبلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم , ثم تعالوا ننظر إلى ما بلغه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من القرآن ومن السنة كم نسبة المكتوب من غير المكتوب ولا شيء جل ما بلّغه النبي صلى الله عليه وآله وسلم مسموع غير مكتوب , والنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول : ( نحن أمة أمية لا نكتب الشهر عندنا هكذا وهكذا وهكذا ) يعد بأصابعه صلوات الله وسلامه عليه , ولذلك أنظروا كم حديث للرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي كتبه الصحابة وكم حديث للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي وعاه الصحابة وحفظوه لا مقارنة فلماذا هذه بالذات تُكتب , فالقصد أننا ننظر في هذا الذي أراده النبي صلى الله عليه وآله وسلم هل هو أمر واجب أو أمر مستحب .. قطعا هو أمر مستحب وليس من الأمر الواجب لأننا قلنا قبل قليل إذا قلنا إنه من الأمر الواجب فإننا نقول إن النبي قد كتم والنبي لم يكتم صلى الله عليه وآله وسلم , هذا ليس امر واجب بل هو من المستحبات التي تركها للمصلحة صلوات الله وسلامه عليه .
خاتمة :
وختاماً نقول إقرأوا كتاب الله تبارك وتعالى تدبروا كلام الله جل وعلا إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه العزيز : { لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} , أي الذين أنفقوا من قبل الفتح والذين أنفقوا من بعد الفتح كلهم وعدهم الله تبارك وتعالى الحسنى , وماذا يترتب على وعد الله تبارك وتعالى بالحسنى , قال الله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ 101 لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ}.
تدبروا قول الله تبارك وتعالى : { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ }.
تدبروا قول الله تبارك وتعالى { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ.. }.
تدبروا قول الله تعالى { لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ 8 وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 9}
اقرأوا قول الله تبارك وتعالى { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا 18} , أيرضى الله عن المنافقين لا يرضى الله تبارك وتعالى أبداً عن المنافقين , إن الله لا يرضى إلا عن المؤمنين لأن الله تبارك وتعالى يعلم ما كان ويعلم ما يكون سبحانه وتعالى فالله بكل شيء عليم ولا يرضى الله عن المنافقين أبداً .
إن من أبرز صفات المنافقين في كتاب الله جل وعلا وفي سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي واقع الأمر أنهم أجبن الناس , يخافون على أنفسهم ويخافون الموت ولذلك تجدهم مذبذبين كما قال الله جل وعلا { مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء} , فهل هذه الصفات هي صفات أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم , إن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم هم الذين باعوا أنفسهم وأشتروا الجنة والذين بذلوا كل شيء في سبيل الله تبارك وتعالى هم الذين قاتلوا المرتدين , هم الذين فتحوا البلاد هم الذين فتحوا الهند والسند وفتحوا الشام ومصر وفتحوا العراق وفتحوا بلاد فارس هم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم , هم هؤلاء الذين تطعنون أنتم فيهم الله يقول { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ } والله سبحانه وتعالى يقول { لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ } الله تبارك وتعالى يقول { لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ} ويقول بعدها { وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} وأنظروا أنتم ماذا تقولون أنتم وماذا يقول علمائكم عن أولئك الصحابة , أتصدقون الله ورسوله أو تصدقون علمائكم ؟ إنكم بين أمرين , كيف بمن جلس مع طلابه ثلاثاً وعشرين سنة يعلمهم صلوات الله وسلامه عليه وهو رسول الله أوتي جوامع الكلم .. أحرص الناس على الخير .. أتقى الناس لله .. أعلم الناس بالله .. أصدق الناس مؤيد من عند الله تبارك وتعالى ثم بعد ذلك لم ينجح أحد !! إلا ثلاثة .. إلا أربعة إلا خمسة .. إلا سبعة على روايات متفاوتة عندهم ... أتقبلون هذا !!؟ ..
أتقبلون أن يُقال فشل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تربية أصحابه .. إنه الكفر بعينه إنه الطعن في ذات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
إن صفات أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يمكن أبداً أن تكون صفات المنافقين .. إقرأوا كتاب الله وتدبروه .. إقرأوا سورة التوبة لتعلموا ما هي صفات المنافقين وأقرأوا باقي القرآن , آل عمران والفتح وغيرها من كتاب الله حتى تعلموا صفات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , إنكم تطعنون في أقوام قد حطوا رحالهم في الجنة , إنكم تطعنون في أقوام كان علي يحبهم وكان أولاده يجلونهم , علي رضي الله عنه زوج إبنته أم كلثوم لعمر يا من تطعنون في عمر , علي رضي الله عنه سمى أولاده بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان , الحسن سمى أولاده بأسماء أبي بكر وعمر , علي بن الحسين سمى إبنته عائشة وسمى ولده عمر , سُكينة بنت الحسين من زوجها ؟ مصعب بن الزبير بن العوام .
إن العلاقات بين أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأولادهم مع آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأولادهم كانت حميمة جداً والله ما كان بينهم ما يدعون من كفر أولئك وعصمة الآخرين بل كانت علاقة ود وصفاء ومحبة هكذا كانوا .. لماذا نقبل من الآخرين أن يسيروا فكرنا ولا ننظر نحن في كتب التاريخ وكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتراجم هؤلاء لنعرف الحقيقة بأنفسنا , كل منا سيحاسب في قبره لوحده سيحاسبه الله تبارك وتعالى لماذا أبغضت هؤلاء ؟ .. ما ذنبهم ؟ .. إنهم أولياء الله جل وعلا والله سبحانه وتعالى يقول : ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ) , وإنما توعد الله بالحرب ثلاثة .. توعد آكل الربا , وتوعد الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً , وتوعد الذين يحاربون أولياءه فأحذر ..
[1] - . ( المصادر صحيح البخاري ، كتاب المرض ،باب قول المريض قوموا عني ، وحواشيه ، صحيح مسلم آخر كتاب الوصية ، مسند الإمام أحمد مجد 1 / 355 ، تاريخ الطبري 2 / 193 ، الكامل لابن الأثير 2 / 320 ) .

[2] - تاريخ الطبري مجد 3 ص 429 سيرة عمر لابن الجوزي ص 37 ، تاريخ ابن خلدون ج 2 ص 85

[3] - راجع تاريخ الطبري ج 1 ص 2138 .
[4] - تاريخ الطبري ، ج1
[5] - (ج1 2)

[6] - الترمذي (ج5 99)

[/frame]
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
  #13  
قديم 12-31-2012, 06:08 PM
 
[frame="7 80"]

شبهة إجتهاد عمر مقابل النصوص

القول بأن عمر رضي الله عنه يجتهد في مقابل النصوص فقد قال أحدهم: وكان عمر يجتهد ويتأول مقابل النصوص الصريحة من السنن النبوية، بل في مقابل النصوص الصريحة من القرآن الحكيم فيحكم برأيه كقوله: (متعتان كانتا على عهد رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم] وأنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما).

ويقول لمن أجنب ولم يجد ماءً (لا تصلّ) رغم قول الله تعالى في سورة المائدة: {فإن لم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً}».

قلت: طعنه في عمر -رضي الله عنه- لنهيه عن المتعتين، قد تقدم الكلام فيه

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في منهاج السنة ضمن رده على ابن المطهر في هذه المسألة: «وإن قدحوا في عمر لكونه نهى عنها، فأبو ذر كان أعظم نهياً عنها[1] من عمر، وكان يقول: إن المتعة كانت خاصة بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهم يتولون أبا ذرويعظمونه، فإن كان الخطأ في هذه المسألة يوجب القدح فينبغي أن يقدحوا في أبي ذر، وإلا فكيف يقدح في عمر دونه، وعمر أفضل وأفقه، وأعلم منه.

ويقال ثانياً: إن عمر -رضي الله عنه- لم يحرم متعة الحج بل ثبت عن الضُّبي بن معبد لما قال له: إني أحرمت بالحج والعمرة جميعاً فقال له عمر: هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وآله وسلم رواه النسائي وغيره.[2]

وكان عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- يأمرهم بالمتعة فيقولون له: إن أباك نهى عنها فيقول: إن أبي لم يرد ما تقولون: فإذا ألحوا عليه قال: أفرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحق أن تتبعوا أم عمر؟

وقد ثبت عن عمر أيضاً أنه قال: لو حججت لتمتعت، ولو حججت لتمتعت وإنما كان مراد عمر -رضي الله عنه- أن يأمرهم بما هو الأفضل، وكان الناس لسهولة المتعة تركوا الاعتمار في غير أشهر الحج، فأراد ألا يُعرَّى البيت طول السنة، فإذا أفردوا الحج اعتمروا في سائر السنة، والاعتمار في غير أشهر الحج مع الحج في أشهر الحج أفضل من المتعة باتفاق الفقهاء الأربعة وغيرهم...

والإمام إذا اختار لرعيته الأمر الفاضل، بالشيء نهي عن ضده فكان نهيه عن المتعة على وجه الاختيار لا على وجه التحريم، وهو لم يقل: وأنا أحرمهما كما نقل هذا الطاعن، بل قال: أنهى عنهما ثم كان نهيه عن متعة الحج على وجه الاختيار للأفضل لا على وجه التحريم.

وقد قيل: إنه نهى عن الفسخ، والفسخ حرام عند كثير من الفقهاء، وهو من مسائل الاجتهاد، فالفسخ يحرمه أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، لكن أحمد وغيره من فقهاء الحديث وغيرهم لا يحرمون الفسخ، بل يستحبونه، بل يوجبه بعضهم، ولا يأخذون بقول عمر في هذه المسألة بل بقول: علي، وعمران بن حصين، وابن عباس، وابن عمر، وغيرهم من الصحابة -رضي الله عنهم-....

وأما ما ذكره من نهى عمر عن متعة النساء فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه حرم متعة النساء بعد الإحلال، هكذا رواه الثقات في الصحيحين وغيرهما عن الزهري عن عبدالله، والحسن ابني محمد بن الحنفية، عن أبيهما محمد بن الحنفية، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال لابن عباس -رضي الله عنه-: لما أباح المتعة إنك امرؤ تائه، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حرّم المتعة ولحوم الحمر الأهلية عام خيبر[3]، رواه عن الزهري
أعلم أهل زمانه بالسنة وأحفظهم لها، أئمة الإسلام في زمانهم، مثل مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة وغيرهما، ممن اتفق المسلمون على علمهم وعدلهم وحفظهم، ولم يختلف أهل العلم بالحديث في أن هذا حديث صحيح متلقى بالقبول ليس في أهل العلم من طعن فيه.

وكذلك ثبت في الصحيح أنه حرَّمها في غزاة الفتح إلى يوم القيامة[4]، وقد تنازع رواة حديث علي -رضي الله عنه- هل قوله: (عام خيبر) توقيت لتحريم الحمر فقط، أوله ولتحريم المتعة؟ فالأول قول ابن عيينه وغيره قالوا: إنما حرمت عام الفتح، ومن قال بالآخر قال: إنها حرمت ثم أحلّت ثم حرمت، وادعت طائفة ثالثة أنها أحلت بعد ذلك ثم حرمت في حجة الوداع.

فالروايات المستفيضة المتواترة متواطئة على أنه حرم المتعة بعد إحلالها، والصواب أنها بعد أن حرمت لم تحل وأنها إنما حرمت عام فتح مكة ولم تحل بعد ذلك، ولم تحرم عام خيبر، بل عام خيبر حرمت وكان ابن عباس يبيح المتعة ولحوم الحمر فأنكر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ذلك عليه...

وقد روى ابن عباس -رضي الله عنه- أنه رجع عن ذلك لما بلغه حديث النهي عنهما فأهل السنة اتبعوا علياً وغيره من الخلفاء الراشدين فيما رووه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والشيعة خالفوا علياً فيما رواه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم واتبعوا قول من خالفه».[5]

ويقول الدهلوي ضمن ذكره لمطاعن هؤلاء على عمر والرد عليها: «ومنها أن عمر منع الناس من متعة النساء ومتعة الحج مع أن كلتا المتعتين كانتا في زمنه صلى الله عليه وآله وسلم، فنسخ حكم الله تعالى وحرّم ما أحله الله سبحانه، بدليل ما ثبت عند أهل السنة من قوله: (متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أنهي عنهما).

والجواب: أن أصح الكتب عند أهل السنة الصحاح الست، وأصحها البخاري ومسلم، وقد روى مسلم في صحيحه عن سلمة بن الأكوع وسبرة بن معبد الجهني أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد حرم هو المتعة بعدما كان أحلها ورخصها لهم ثلاثة أيام، وجعل تحريمها إذ حرمها مؤبداً إلى يوم القيامة مثل هذه الرواية في الصحاح الأخر، وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما من كتب أهل السنة رواية الأئمة عن الأمير بتحريمها، فإن ادعت الشيعة أن ذلك كان في غزوة خيبر ثم أُحلت في غزوة الأوطاس فمردود لأن غزوة خيبر كانت مبدأ تحريم لحوم الحمر الأهلية، لامتعة النساء، فقد روى جمع من أهل السنة عن عبدالله والحسن ابني محمد بن الحنفية عن أبيهما عن الأمير رضي الله عنه أنه قال: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أنادي بتحريم المتعة) فقد علم أن تحريم المتعة كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرة أو مرتين، فالذي بلغه النهي امتنع عنها ومن لا فلا، ولما شاع في عهد عمر ارتكابها أظهر حرمتها وأشاعها وهدد من كان يرتكبها، وآيات الكتاب شاهدة على حرمتها...

والجواب عن متعة الحج: -أعنى تأديه أركان العمرة مع الحج في سفر واحد في أشهر الحج قبل الرجوع إلى بيته -أن عمر لم يمنعها قط ورواية التحريم عنه افتراء صريح- نعم إنه كان يرى إفراد الحج والعمرة أولى من جمعهما في إحرام واحد وهو القران أو في سفر واحد وهو التمتع، وعليه الإمام الشافعي، وسفيان الثوري، وإسحاق بن راهوية وغيرهم لقوله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله} إلى قوله: {فمن تمتع بالعمرة إلى الحج}[6] الآية فأوجب سبحانه الهدي على المتمتع لا على المفرد جبراً لما فيه من النقصان، كما أوجبه تعالى في الحج إذا حصل فيه قصور ونقص، ولأنه صلى الله عليه وآله وسلم حج في حجة الوداع مفرداً، واعتمر في عمرة القضاء وعمرة جعرّانة كذلك، ولم يحج فيها بل رجع إلى المدينة مع وجود المهلة.

وأما ما رووا من قول عمر (وأنا أنهى عنهما) فمعناه أن الفسقة وعوام الناس لا يبالون بنهي الكتاب وهو قوله تعالى: {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} وقوله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله} إلا أن يحكم عليهم الحاكم والسلطان، ويجبرهم على مراعاة ما أمروا به وما نهوا عنه، فلذلك أضاف النهي إلى نفسه، فقد تبين لك ولله تعالى الحمد زيف أقوالهم، وظهر لك مزيد ضلالهم والحق يعلو وكلمة الصدق تسمو».

فظهر بهذا بطلان دعوى هؤلاء في طعنهم في عمر لنهيه عن المتعتين. أما متعة الحج فلم ينه عنها نهى تحريم وإنما كان نهيه على لحوم الحمر الأهلية.

وجه الاختيار للأفضل، وذلك خشية منه أن يهجر البيت بترك الناس للاعتمار في غير أشهر الحج، وقيل إنما كان نهي عمر عن فسخ الحج إلى عمرة وهذا هو قول أكثر أهل العلم، كما نقله ابن قدامة في المغني لأن الحج أحد النسكين فلم يجز فسخه كالعمرة.[7]

وأما متعة النساء فالذي حرمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن كان أحلها وكان علي -رضي الله عنه- من أشد الناس إنكاراً على من قال بحلها، وإنما قال بحلها ابن عباس -رضي الله عنهما- فأنكر عليه علي -رضي الله عنه- ورجع عن ذلك لما بلغه الحديث الذي رواه علي -رضي الله عنه- بتحريم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لها، وكذلك روى أحاديث تحريم المتعة غير علي -رضي الله عنه- بعض الصحابة وهي مخرجة في صحاح أهل السنة كما تقدم، فأي لوم على عمر -رضي الله عنه- في نهيه عن المتعة بعد أن ثبت تحريم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لها إلى يوم القيامة.

[1] - روى مسلم في صحيحه من طريق إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال: (كانت المتعة في الحج لأصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاصة) وفي رواية: (لاتصلح المتعتان إلا لنا خاصة، يعني متعة النساء ومتعة الحج) صحيح مسلم (كتاب الحج، باب جواز التمتع) 2/897.

[2] - رواه النسائي في: (كتاب مناسك الحج، باب القران) 5/113-114.

[3] - رواه البخاري بدون: (إنك امرؤ تائه) في: (كتاب النكاح، باب نهي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن نكاح المتعة أخيراً) فتح الباري 9/166، ح5115، ومسلم: (كتاب النكاح، باب نكاح المتعة...) 2/1027، ح1407.

[4] - رواه مسلم في صحيحه من حديث سبرة الجهني -رضي الله عنه-: (كتاب النكاح، باب نكاح المتعة) 2/1025.

[5] - منهاج السنة 4/184-191.

[6] - مختصر التحفة الإثني عشرية 56-258.

[7] - انظر المغني لابن قدامة 5/252.



[/frame]
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
  #14  
قديم 01-01-2013, 05:58 PM
 
[frame="7 80"]

شبهة انهزام عمر رضي الله عنه في غزوة حنين

قال أحدهم ذلك قائلاً: ان عمر فر وانهزم من معركة حنين وهذا الحديث ادناه يدل على ذلك

(4067) - وقال الليث: حدثني يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد، مولى أبي قتادة قال: لما كان حنين، نظرت إلى رجل من المسلمين، يقاتل رجلا من المشركين، وآخر من المشركين يختله من ورائه ليقتله، فأسرعت إلى الذي يختله، فرفع يده ليضربني، وأضرب يده فقطعتها، ثم أخذني فضمني ضما شديدا حتى تخوفت، ثم ترك، فتحلل، ودفعته ثم قتلته، وانهزم المسلمون وانهزمت معهم، فإذا بعمر بن الخطاب في الناس، فقلت له: ما شأن الناس؟ قال: أمر الله، ثم تراجع الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أقام بينة على قتيل قتله فله سلبه). فقمت لألتمس بينة على قتيلي، فلم أر أحدا يشهد لي فجلست، ثم بدا لي فذكرت أمره لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رجل من جلسائه: سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي، فأرضه منه، فقال أبو بكر: كلا، لا يعطه أصيبغ من قريش ويدع أسدا من أسد الله، يقاتل عن الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأداه إلي، فاشتريت منه خرافا، فكان أول مال تأثلته في الإسلام. صحيح البخاري
(الرد)

في البداية يجب ان نعرف ان هذه الرواية التي وردت في البخاري قد تناولها الامام ابن حجر صاحب كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري جاءت من ضمن روايتين ساضعهما ثم اضع تعليق الامام ابن حجر عليهما

الرواية الاولى
الحديث: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم عَامَ حُنَيْنٍ فَلَمَّا الْتَقَيْنَا كَانَتْ لِلْمُسْلِمِينَ جَوْلَةٌ فَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ الْمُشْرِكِينَ قَدْ عَلَا رَجُلًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَضَرَبْتُهُ مِنْ وَرَائِهِ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ بِالسَّيْفِ فَقَطَعْتُ الدِّرْعَ وَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَضَمَّنِي ضَمَّةً وَجَدْتُ مِنْهَا رِيحَ الْمَوْتِ ثُمَّ أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَأَرْسَلَنِي فَلَحِقْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقُلْتُ مَا بَالُ النَّاسِ قَالَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ رَجَعُوا وَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ فَقُلْتُ مَنْ يَشْهَدُ لِي ثُمَّ جَلَسْتُ قَالَ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم مِثْلَهُ فَقُمْتُ فَقُلْتُ مَنْ يَشْهَدُ لِي ثُمَّ جَلَسْتُ قَالَ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم مِثْلَهُ فَقُمْتُ فَقَالَ مَا لَكَ يَا أَبَا قَتَادَةَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ رَجُلٌ صَدَقَ وَسَلَبُهُ عِنْدِي فَأَرْضِهِ مِنِّي فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لَاهَا اللَّهِ إِذًا لَا يَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللَّهِ يُقَاتِلُ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَيُعْطِيَكَ سَلَبَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم صَدَقَ فَأَعْطِهِ فَأَعْطَانِيهِ فَابْتَعْتُ بِهِ مَخْرَفًا فِي بَنِي سَلِمَةَ فَإِنَّهُ لَأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ فِي الْإِسْلَام

الرواية الثانية التي رواها الليث ( التي استشهد بها هذا الطاعن )
ِ وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمَ حُنَيْنٍ نَظَرْتُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يُقَاتِلُ رَجُلًا مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَآخَرُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ يَخْتِلُهُ مِنْ وَرَائِهِ لِيَقْتُلَهُ فَأَسْرَعْتُ إِلَى الَّذِي يَخْتِلُهُ فَرَفَعَ يَدَهُ لِيَضْرِبَنِي وَأَضْرِبُ يَدَهُ فَقَطَعْتُهَا ثُمَّ أَخَذَنِي فَضَمَّنِي ضَمًّا شَدِيدًا حَتَّى تَخَوَّفْتُ ثُمَّ تَرَكَ فَتَحَلَّلَ وَدَفَعْتُهُ ثُمَّ قَتَلْتُهُ وَانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ وَانْهَزَمْتُ مَعَهُمْ فَإِذَا بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي النَّاسِ فَقُلْتُ لَهُ مَا شَأْنُ النَّاسِ قَالَ أَمْرُ اللَّهِ ثُمَّ تَرَاجَعَ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم مَنْ أَقَامَ بَيِّنَةً عَلَى قَتِيلٍ قَتَلَهُ فَلَهُ سَلَبُهُ فَقُمْتُ لِأَلْتَمِسَ بَيِّنَةً عَلَى قَتِيلِي فَلَمْ أَرَ أَحَدًا يَشْهَدُ لِي فَجَلَسْتُ ثُمَّ بَدَا لِي فَذَكَرْتُ أَمْرَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ سِلَاحُ هَذَا الْقَتِيلِ الَّذِي يَذْكُرُ عِنْدِي فَأَرْضِهِ مِنْهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ كَلَّا لَا يُعْطِهِ أُصَيْبِغَ مِنْ قُرَيْشٍ وَيَدَعَ أَسَدًا مِنْ أُسْدِ اللَّهِ يُقَاتِلُ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَأَدَّاهُ إِلَيَّ فَاشْتَرَيْتُ مِنْهُ خِرَافًا فَكَانَ أَوَّلَ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ فِي الْإِسْلَامِ

فقد كتب الامام ابن حجر معلقا على الرواية الثانية (رواية الليث ) واقتبس من رده

(وقد أطلق في رواية الليث الآتية بعدها أنهم انهزموا، لكن بعد القصة التي ذكرها أبو قتادة، وقد تقدم في حديث البراء أن الجميع لم ينهزموا.) انتهى الاقتباس
واضيف انه من الواجب لمن اراد ان يفهم الحديث ان يتتبع طرق الحديث الاخرى والاحاديث المتصلة بموضوع الحديث لكي يسهل فهم ما جاء بالحديث وتجميع اجزاء الصورة من الجوانب المختلفة .

وهنا حديث البراء وشرحه الذي اشاراليه الامام ابن حجر رحمه الله

وقد ورد ضمن الشرح ان من ممن ثبتوا يوم حنين سيدنا ابوبكر وعمر وعلي رضي الله عنهم

الرواية مع شرح الامام ابن حجر رحمه الله الواردة في فتح الباري

فتح الباري، شرح صحيح البخاري، للإمام ابن حجر العسقلاني

الحديث: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَبَا عُمَارَةَ أَتَوَلَّيْتَ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَقَالَ أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم أَنَّهُ لَمْ يُوَلِّ وَلَكِنْ عَجِلَ سَرَعَانُ الْقَوْمِ فَرَشَقَتْهُمْ هَوَازِنُ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِرَأْسِ بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ يَقُولُ أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ
الشرح: حديث البراء، قوله: (عن أبي إسحاق) هو السبيعي، ومدار هذا الحديث عليه، وقد تقدم في الجهاد من وجه آخر عن سفيان وهو الثوري قال: " حدثني أبو إسحاق".

قوله: (وجاءه رجل) لم أقف على اسمه، وقد ذكر في الرواية الثالثة أنه من قيس.

قوله: (يا أبا عمارة) هي كنية البراء.

قوله: (أتوليت يوم حنين) الهمزة للاستفهام وتوليت أي انهزمت، وفي الرواية الثانية " أوليتم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم حنين " وفي الثالثة " أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " وكلها بمعنى واحد.

قوله: (أما أنا فأشهد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لم يول) تضمن جواب البراء إثبات الفرار لهم، لكن لا على طريق التعميم، وأراد أن إطلاق السائل يشمل الجميع حتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لظاهر الرواية الثانية، ويمكن الجمع بين الثانية والثالثة بحمل المعية على ما قبل الهزيمة فبادر إلى استثنائه ثم أوضح ذلك، وختم حديثه بأنه لم يكن أحد يومئذ أشد منه صلى الله عليه وآله وسلم.

قال النووي: هذا الجواب من بديع الأدب، لأن تقدير الكلام فررتم كلكم.


فيدخل فيهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال البراء: لا والله ما فر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن جرى كيت وكيت، فأوضح أن فرار من فر لم يكن على نية الاستمرار في الفرار، وإنما انكشفوا من وقع السهام وكأنه لم يستحضر الرواية الثانية.

وقد ظهر من الأحاديث الواردة في هذه القصة أن الجميع لم يفروا كما سيأتي بيانه، ويحتمل أن البراء فهم من السائل أنه اشتبه عليه حديث سلمة بن الأكوع الذي أخرجه مسلم بلفظ " ومررت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهزما " فلذلك حلف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يول، ودل ذلك على أن منهزما حال من سلمة، ولهذا وقع في طريق أخرى " ومررت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهزما وهو على بغلته فقال: لقد رأى ابن الأكوع فزعا " ويحتمل أن يكون السائل أخذ التعميم من قوله تعالى: (ثم وليتم مدبرين) فبين له أنه من العموم الذي أريد به الخصوص.

قوله: (ولكن عجل سرعان القوم فرشقتهم هوازن) فأما سرعان فبفتح المهملة والراء، ويجوز سكون الراء، وقد تقدم ضبطه في سجود السهو في الكلام على حديث ذي اليدين، والرشق بالشين المعجمة والقاف رمي السهام، وأما هوازن فهي قبيلة كبيرة من العرب فيها عدة بطون ينسبون إلى هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بمعجمة ثم مهملة ثم فاء مفتوحات ابن قيس بن عيلان بن إلياس بن مضر، والعذر لمن انهزم من غير المؤلفة أن العدو كانوا ضعفهم في العدد وأكثر من ذلك، وقد بين شعبة في الرواية الثالثة السبب في الإسراع المذكور قال: كانت هوازن رماة، قال: وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا.


وللمصنف في الجهاد " انهزموا " قال: " فأكببنا " وفي روايته في الجهاد في باب من قاد دابة غيره في الحرب " فأقبل الناس على الغنائم فاستقبلونا بالسهام"، وللمصنف في الجهاد أيضا من رواية زهير بن معاوية عن أبي إسحاق تكملة السبب المذكور قال: " خرج شبان أصحابه وأخفاؤهم حسرا - بضم المهملة وتشديد السين المهملة - ليس عليهم سلاح، فاستقبلهم جمع هوازن وبني نضر ما يكادون يسقط لهم سهم، فرشقوهم رشقا ما يكادون يخطئون " الحديث.

وفيه " فنزل واستنصر، ثم قال: أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب.

ثم وصف أصحابه " وفي رواية مسلم من طريق زكريا عن أبي إسحاق " فرموهم برشق من نبل كأنها رجل جراد فانكشفوا " وذكر ابن إسحاق من حديث جابر وغيره في سبب انكشافهم أمرا آخر، وهو أن مالك بن عوف سبق بهم إلى حنين فأعدوا وتهيأوا في مضايق الوادي، وأقبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه حتى انحط بهم الوادي في عماية الصبح، فثارت في وجوههم الخيل فشدت عليهم، وانكفأ الناس منهزمين.

وفي حديث أنس عند مسلم وغيره من رواية سليمان التيمي عن السميط عن أنس قال: " افتتحنا مكة، ثم إنا غزونا حنينا، قال: فجاء المشركون بأحسن صفوف رأيت: صف الخيل، ثم المقاتلة، ثم النساء من وراء ذلك، ثم الغنم ثم النعم.

قال: ونحن بشر كثير، وعلى ميمنة خيلنا خالد بن الوليد، فجعلت خيلنا تلوذ خلف ظهورنا فلم نلبث أن انكشفت خيلنا وفرت الأعراب ومن تعلم من الناس " وسيأتي للمصنف قريبا من رواية هشام بن زيد عن أنس قال: " أقبلت هوازن وغطفان بذراريهم ونعمهم ومع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشرة آلاف ومعه الطلقاء، قال: فأدبروا عنه حتى بقي وحده " الحديث.

ويجمع بين قوله: " حتى بقي وحده " وبين الأخبار الدالة على أنه بقي معه جماعة بأن المراد بقي وحده متقدما مقبلا على العدو، والذين ثبتوا معه كانوا وراءه، أو الوحدة بالنسبة لمباشرة القتال، وأبو سفيان بن الحارث وغيره كانوا يخدمونه في إمساك البغلة ونحو ذلك.

ووقع في رواية أبي نعيم في " الدلائل " تفصيل المائة: بضعة وثلاثون من المهاجرين والبقية من الأنصار ومن النساء أم سليم وأم حارثة.

قوله: (وأبو سفيان بن الحارث) أي ابن عبد المطلب بن هاشم وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكان إسلامه قبل فتح مكة لأنه خرج إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلقيه في الطريق وهو سائر إلى فتح مكة فأسلم وحسن إسلامه، وخرج إلى غزوة حنين فكان فيمن ثبت.

وعند ابن أبي شيبة من مرسل الحكم بن عتيبة قال: لما فر الناس يوم حنين جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب، فلم يبق معه إلا أربعة نفر، ثلاثة من بني هاشم ورجل من غيرهم: علي والعباس بين يديه، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بالعنان، وابن مسعود من الجانب الأيسر.
قال: وليس يقبل نحوه أحد إلا قتل.

وروى الترمذي من حديث ابن عمر بإسناد حسن قال: " لقد رأيتنا يوم حنين وإن الناس لمولين، وما مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مائة رجل " وهذا أكثر ما وقفت عليه من عدد من ثبت يوم حنين.

وروى أحمد والحاكم من حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: " كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم حنين فولى عنه الناس؛ وثبت معه ثمانون رجلا من المهاجرين والأنصار، فكنا على أقدامنا، ولم نولهم الدبر وهم الذين أنزل الله عليهم السكينة " وهذا لا يخالف حديث ابن عمر فإنه نفى أن يكونوا مائة، وابن مسعود أثبت أنهم كانوا ثمانين.

وأما ما ذكره النووي في شرح مسلم أنه ثبت معه اثنا عشر رجلا فكأنه أخذه مما ذكره ابن إسحاق في حديثه أنه ثبت معه العباس وابنه الفضل وعلي وأبو سفيان بن الحارث وأخوه ربيعة وأسامة بن زيد وأخوه من أمه أيمن ابن أم أيمن، ومن المهاجرين أبو بكر وعمر، فهؤلاء تسعة، وقد تقدم ذكر ابن مسعود في مرسل الحاكم فهؤلاء عشرة، ووقع في شعر العباس بن عبد المطلب أن الذين ثبتوا كانوا عشرة فقط وذلك قوله: نصرنا رسول الله في الحرب تسعة وقد فر من قد فر عنه فأقشعوا وعاشرنا وافى الحمام بنفسه لما مسه في الله لا يتوجع ولعل هذا هو الثبت، ومن زاد على ذلك يكون عجل في الرجوع فعد فيمن لم ينهزم، وممن ذكر الزبير بن بكار وغيره أنه ثبت يوم حنين أيضا جعفر بن أبي سفيان بن الحارث وقثم بن العباس وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وشيبة بن عثمان الحجبي، فقد ثبت عنه أنه لما رأى الناس قد انهزموا استدبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليقتله، فأقبل عليه فضربه في صدره وقال له: قاتل الكفار، فقاتلهم حتى انهزموا.

قال الطبري: الانهزام المنهي عنه هو ما وقع على غير نية العود وأما الاستطراد للكثرة فهو كالتحيز إلى فئة.قوله: (آخذ برأس بغلته) في رواية زهير " فأقبلوا أي المشركون هنالك إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو على بغلته البيضاء وابن عمه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود به، فنزل واستنصر".

قال العلماء: في ركوبه صلى الله عليه وآله وسلم البغلة يومئذ دلالة على النهاية في الشجاعة والثبات.

وقوله: " فنزل " أي عن البغلة " فاستنصر " أي قال: اللهم أنزل نصرك.

وقع مصرحا به في رواية مسلم من طريق زكريا عن أبي إسحاق.

وفي حديث العباس عند مسلم " شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم حنين فلزمته أنا وأبو سفيان بن الحارث فلم نفارقه " الحديث، وفيه " ولى المسلمون مدبرين، فطفق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يركض بغلته قبل الكفار، قال العباس: وأنا آخذ بلجام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكفها إرادة أن لا تسرع، وأبو سفيان آخذ بركابه " ويمكن الجمع بأن أبا سفيان كان آخذا أولا بزمامها فلما ركضها النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى جهة المشركين خشي العباس فأخذ بلجام البغلة يكفها، وأخذ أبو سفيان بالركاب وترك اللجام للعباس إجلالا له لأنه كان عمه.

قوله: (بغلته) هذه البغلة هي البيضاء، وعند مسلم من حديث العباس " وكان على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي " وله من حديث سلمة " وكان على بغلته الشهباء " ووقع عند ابن سعد وتبعه جماعة ممن صنف السيرة أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان على بغلته دلدل، وفيه نظر لأن دلدل أهداها له المقوقس؛ وقد ذكر القطب الحلبي أنه استشكل عند الدمياطي ما ذكره ابن سعد فقال له: كنت تبعته فذكرت ذلك في السيرة وكنت حينئذ سيريا محضا، وكان ينبغي لنا أن نذكر الخلاف.

قال القطب الحلبي: يحتمل أن يكون يومئذ ركب كلا من البغلتين إن ثبت أنها كانت صحبته، وإلا فما في الصحيح أصح.

ودل قول الدمياطي أنه كان يعتقد الرجوع عن كثير مما وافق فيه أهل السير وخالف الأحاديث الصحيحة، وأن ذلك كان منه قبل أن يتضلع من الأحاديث الصحيحة ولخروج نسخ من كتابه وانتشاره لم يتمكن من تغييره.

وقد أغرب النووي فقال: وقع عند مسلم " على بغلته البيضاء " وفي أخرى " الشهباء " وهي واحدة ولا نعرف له بغلة غيرها.

وتعقب بدلدل فقد ذكرها غير واحد، لكن قيل إن الاسمين لواحدة.

قوله: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب) قال ابن التين: كان بعض أهل العلم يقوله بفتح الباء من قوله: " لا كذب " ليخرجه عن الوزن، وقد أجيب عن مقالته صلى الله عليه وآله وسلم هذا الرجز بأجوبة أحدها أنه نظم غيره، وأنه كان فيه: أنت النبي لا كذب أنت ابن عبد المطلب، فذكره بلفظ " أنا " في الموضعين.

ثانيها أن هذا رجز وليس من أقسام الشعر، وهذا مردود.

ثالثها أنه لا يكون شعرا حتى يتم قطعة، وهذه كلمات يسيرة ولا تسمى شعرا.

رابعها أنه خرج موزونا ولم يقصد به الشعر، وهذا أعدل الأجوبة، وقد تقدم هذا المعنى في غير هذا المكان، ويأتي تاما في كتاب الأدب.

وأما نسبته إلى عبد المطلب دون أبيه عبد الله فكأنها لشهرة عبد المطلب بين الناس لما رزق من نباهة الذكر وطول العمر، بخلاف عبد الله فإنه مات شابا، ولهذا كان كثير من العرب يدعونه ابن عبد المطلب، كما قال ضمام بن ثعلبة لما قدم: أيكم ابن عبد المطلب وقيل لأنه كان اشتهر بين الناس أنه يخرج من ذرية عبد المطلب رجل يدعو إلى الله ويهدي الله الخلق على يديه ويكون خاتم الأنبياء، فانتسب إليه ليتذكر ذلك من كان يعرفه، وقد اشتهر ذلك بينهم، وذكره سيف بن ذي يزن قديما لعبد المطلب قبل أن يتزوج عبد الله آمنة وأراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم تنبيه أصحابه بأنه لا بد من ظهوره وأن العاقبة له لتقوى قلوبهم إذا عرفوا أنه ثابت غير منهزم.

وأما قوله " لا كذب " ففيه إشارة إلى أن صفة النبوة يستحيل معها الكذب، فكأنه قال: أنا النبي، والنبي لا يكذب، فلست بكاذب فيما أقول حتى أنهزم، وأنا متيقن بأن الذي وعدني الله به من النصر حق، فلا يجوز علي الفرار.

وقيل: معنى قوله: " لا كذب " أي أنا النبي حقا لا كذب في ذلك.

(تنبيهان) : أحدهما ساق البخاري الحديث عاليا عن أبي الوليد عن شعبة، لكنه مختصر جدا.

ثم ساقه من رواية غندر عن شعبة مطولا بنزول درجة.

وقد أخرجه الإسماعيلي عن أبي خليفة الفضل بن الحباب عن أبي الوليد مطولا، فكأنه لما حدث به البخاري حدثه به مختصرا.

(الثاني) اتفقت الطرق التي أخرجها البخاري لهذا الحديث من سياق هذا الحديث إلى قوله: " أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب " إلا رواية زهير بن معاوية فزاد في آخرها " ثم صف أصحابه " وزاد مسلم في حديث البراء من رواية زكريا عن أبي إسحاق قال البراء: " كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذيه " يعني النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

ولمسلم من حديث العباس " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينئذ صار يركض بغلته إلى جهة الكفار " وزاد فقال: " أي عباس ناد أصحاب الشجرة، وكان العباس صيتا، قال: فناديت بأعلى صوتي أين أصحاب الشجرة، قال فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك. قال فاقتتلوا والكفار، فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو على بغلته كالمتطاول إلى قتالهم فقال هذا حين حمي الوطيس. ثم أخذ حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال: انهزموا ورب الكعبة، قال: فما زلت أرى حدهم كليلا، وأمرهم مدبرا " ولابن إسحاق نحوه وزاد " فجعل الرجل يعطف بغيره فلا يقدر، فيقذف درعه ثم يأخذ بسيفه ودرقته ثم يؤم الصوت".

وهنا اضع رواية الطبري في كتابه تاريخ الرسل والملوك التي ذكر فيها ثبات سيدنا ابوبكر وعمر وعلي رضي الله عنهما يوم حنين

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه، قال: لما أستقبلنا وادي حنين، أنحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط، إنما ننحدر فيه أنحداراً- قال: وفي عماية الصبح، وكان القوم قد سبقوا إلى الوادي، فكمنوا لنا في شعابه وأحنائه ومضايقه، قد أجمعوا وتهيئوا وأعدوا- فو الله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدت علينا شدة رجل واحد؛ وأنهزم الناس أجمعوا، فأنشمروا لا يلوي أحد على أحد؛ وأنحاز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات اليمين، ثم قال: أين أيها الناس! هلم إلى! أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد الله! قال: فلا شيء، أحتملت الإبل بعضها بعضاً، فأنطلق الناس؛ إلا أنه قد بقي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته.

وممن ثبت معه من المهاجرين أبو بكر، عمر، ومن أهل بيته علي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، وأبنه الفضل، وأبو سفيان بن الحارث، وربيعة بن الحارث، وأيمن بن عبيد- وهو أيمن بن أم أيمن- وأسامة بن زيد بن حارثة. قال: ورجل من هوازن على جمل له أحمر، بيده راية سوداء في رأس رمح طويل، أمام الناس وهوازن خلفه ، إذا أدرك طعن برمحه، وإذا فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه؛ فأتبعوه. ولما أنهزم الناس، ورأى من كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من جفاة أهل مكة الهزيمة، تكلم رجال منهم بما في أنفسهم من الضغن، فقال أبو سفيان بن حرب: لا تنتهي هزيمتهم دون البحر؛ والأزلام معه في منانته؛ وصرخ كلدة بن الحنبل- وهو مع أخيه صفوان بن أمية بن خلف وكان أخاه لأمه، وصفوان يومئذ مشرك في المدة التي جعل له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: ألا بطل السحر اليوم! فقال له صفوان: أسكت فض الله فاك! فو الله لأن يربني رجل من قريش أحب إلى من أن يربني رجل من هوازن! وقال شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، أخوبني عبد الدار: قلت: اليوم أدرك ثأري- وكان أبوه قتل يوم أحد- اليوم أقتل محمداً. قال: فأردت رسول الله لأقتله، فأقبل شيء حتى تغشى فؤادي فلم أطق ذلك، وعلمت أنه قد منع مني . تاريخ الرسل والملوك / الطبري / حنين

وهنا تنجلي الحقيقة ليخيب فأل هؤلاء والحمد لله رب العالمين

[/frame]
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
  #15  
قديم 01-02-2013, 05:00 PM
 
بَسَمَ اَلَلَهَ اَلَرَحَمَنَ اَلَرَحَيَمَ
اَلَسَلَاَمَ عَلَيَكَمَ وًّرَحَمَةٍ اَلَلَهَ وًّبَرَكَاَتَهَ
مَشَكَوًّوًّرَ اَخَوًّوًّيَ عَلَىَّ كَلَ اَلَجَهَوًّدَ اَلَتَىَ تَبَذلَهَا لَتَؤَكَدَ لَلَجَمَيَعَ مَدَىَّ خَطَوًّرَهَ اَلَمَوًَّضَوًّعَ
وًّفَيَهاَ تَصَدَيَقَ لَمَعَتَقَدَاَتَ كَاَذبَهَ عَنَ صَحَاَبَهَ رَسَوًّلَ اَلَلَهَ رََضَيَ اَلَلَهَ عَنَهَمَ وًّآوًّلَهَمَ آبَوًّ بَكَرَ وًّعَمَرَ رََضَوًّاَ اَلَلَهَ عَنَهَمَ ..

آتَمَنَىَّ لَلَجَمَيَعَ آن يستفيد مَنَ مَوًّاََضَيَعَكَ اَلَتَىَّ فَيَهَاَ اَلَفَاَئَدَهَ وًّاَلَحَكَمَهَ وًّجَزَّيَتَ خَيَرَاَ عَلَىَّ هَذاَ اَلَمَجَهَوًّدَ اَلَقَيَمَ ..
نَسَآلَ اَلَلَهَ اَلَهَدَاَيَهَ لَلَجَمَيَعَ
sαяαღ likes this.
__________________
الاسلام
+
العقل
+
الصحه
=
لامجال للحزن والتذمر فالله أنعمنا بأفضل نعم
لذا تحلوا بالقناعه وابتسموا


كونوا أقوياء ولاتستسلموا للظروف

ابتسمو جعلكم الجنه س1



موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حملة (تثقيف الشيعه)معلومات لا يعرفها الكثير من الشيعه....!!! مؤمن الرشيدي نور الإسلام - 121 11-15-2014 03:25 PM
نظرة (الرافضه اليك وحكمهم فيك)ايها السنيّ الموحد...!!! مؤمن الرشيدي نور الإسلام - 1 01-25-2013 08:04 PM
تكفير الصحابه ما عدا ثلاثه عند(الرافضه)...!!! مؤمن الرشيدي نور الإسلام - 8 04-18-2012 10:42 AM


الساعة الآن 04:10 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011