#1
| ||
| ||
اخي الشاب...اعرف قيمتك..؟!!! بقلم الأستاذ:- يسري المصري * لعله من دواعي الفرح الذي يسر به المرء في هذه الدنيا بعد طاعة الله وإتباع رسوله صلى الله عليه وسلم. هو ذلك الشاب الطائع الذي تراه في المسجد يقف بين يدي ربه الكريم بخشوع، وتراه في المواصلات يمسك بكتاب الله يقرأ بتدبر وفهم، وتراه في الطريق غاضا لبصره عن ما يغضب الله،وتراه حتى في اللهو المباح له سمته ورزانته هذا في اليسر.....أما في الشدة فتراه رجلاً صامدا صابرا لا يلين ولا يستلين ولا يتزحزح قيد أنملة عن طريق الحق ولا يرضى بغير الأمر والمعروف طريقا ولا يدخر أي جهد لتغيير الواقع المحيط به، ولا يبخل بأي لحظة من وقته بل من حياته فيها خير له ولبلده ولدينه إلا ويكون ملبيا ومضحيا، هذا النوع بلا شك يجعل القلب يفرح بل يتراقص من الفرح إذ انه لو أردت أن تعرف مستقبل الأمة التي نحيا بينها فانظر في واقع الشباب وإذا كان هذا الواقع كما ذكرنا فنحن إذن على أعتاب أمل مشرق وعز وتمكين قادم بلا شك كيف لا وعوامل الأمر متاحة ومن المعلوم سلفا أنه لا تتواجد هذه الصفات في صنف إلا إذا كان يعرف هذا الصنف قيمته ودوره ولا يتجاهل أهمية بنيانه الفكري والتربوي في ترميم وبناء بنيان أمته المجروحة وهذا هو ما نبغيه اليوم ونرجوه ونتمناه،،،أخي الشاب اعرف قيمتك وإياك أن تتجاهل عظمة دورك أخي الشاب الحبيب....أنت مَن يملك مقومات صلاح هذه الأمة فكن على قدر المسئولية واعرف قيمتك أخي الشاب الحبيب....أيرضيك ما وصلت إليه أمتك من ذل وهوان وتجبر الظالمين عليها ؟ أخي الشاب الحبيب....أطلق العنان لإبداعك وتحرك وكن مشعلا وسابق الزمن من أجل أن ترقى بنفسك وببلدك أخي الشاب الحبيب....هل ترضى أن يتآمر المنافقون والمأجورون والعملاء على بلدك فيفسدوها ويفقروها أخي الشاب الحبيب....عليك أن تدرك خطورة ما يُحاك ضدك أنت من قبل أعداء الإسلام لأنهم يدركون أهمية دورك أخي الشاب الحبيب....أيعجبك ما وصل إليه حال الكثير من الشباب وسقوطهم في براثن الشهوات والفتن أخي الشاب الحبيب....أتعلم أول سفير في الإسلام سيدنا مصعب بن عمير كان عمره مثلك وفتح بلاداً ورفع الراية أخي الشاب الحبيب....أيسرك أن يكون شباب الأمم الأخرى مبتكرين ومخترعين وأصحاب فكر ورؤى ترقى بهم أممهم وتشرف بهم وتفخر بهم وتسعد بوجودهم وهم أهل باطل ونحن محلك سر أخي الشاب الحبيب إليك هذه النموذج المشرف لشاب عرف دوره وقيمته لشاب كان مثل أي شاب يلبس أفضل الثياب ويضع أعظم العطور ويتجول ويصول ويعيش حياة الترف إنه الصحابي الكريم الشاب مصعب بن عمير مصعب بن عمير جزء من تاريخ الأمة التي نعيش في تراثها، ونهتف كل حين بعزها، ونستلهم عبر الزمان في ماضيها ! مصعب بن عمير تاريخ ينشد العز، وتفاؤل وتحدٍ تتحطّم عليه الصعاب ! مصعب بن عمير شامة عز في جبين التاريخ، ونور أمة في زمن تضاءلت فيه القدوات ! مصعب بن عمير الباحث عن الحقيقة في زمن التيه، القاصد للمعالي في زمن الغربة ! مصعب بن عمير رمز التضحية، وروح الفداء ! مصعب بن عمير تاريخ يُقرأ، وسيرة يتضوع عبيرها في زمن تضاءلت فيه كل هذه المعاني فأين المتأسون ؟ أخي الشاب إن الحياة التي عاشها الشاب مصعب بن عمير أقرب إلى حياة الكثير من شباب اليوم حيث دلال الأمهات وتنقيتهم لقد كان هذا الصحابي الحبيب شابٌ من أكثر شباب قريشٍ رقة ووداعة وثراءً نشأ منعمًا في ظل والديه في بيت يزخر بالفاخر من الثياب والنادر من العطور زينة فتيان قريش ودرة مجالسه تنقلب حياته فجأة فإذا به يرضى بشظف العيش ويلبس الجلد الخشن من الثياب فما الذي غيّره وحوله هذا التحول العظيم؟ بهذا الرضا التام؟؟ إنه الإسلام ذلك الدين الذي ما إن لامس قلب الشاب الغض اليافع حتى وجد لديه قبولاً سريعاً ذلك أنه ـ منذ صغره ـ لم يحمل للإسلام ذرة كراهية وما نشأ ناقمًا عليه فانظر ماذا قدَّم الشاب مصعب للإسلام والمسلمين يقول الدكتور راغب السر جاني في موضوعه (مصعب بن عمير في يثرب) بعد تعب عام كامل من تبليغ دعوة الله ونشرها والرد والطرح على الجميع كان الحصاد بعد عام هو استمر مصعب وأسعد وأسيد وسعد وغيرهم في دعوة أهل يثرب، وتحولت تلك البقاع إلى خلية نحل نشيطة، الكل يعمل في الدعوة إلى الله، حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون، بل أصبح المسلمون هم غالبية أهل البلد، وأصبح وضع الإسلام مستقرًّا إلى حدٍّ كبير في هذا البلد الجديد. كل هذا الخير في أقل من عام، عام واحد فقط، منذ عام واحد فقط كان المبايعون من الأنصار اثني عشر رجلاً، ومن عام قبله كان المسلمون من الأنصار ستة فقط، ومن عام قبله كان عام الحزن بكل ما فيه من جراح والآم وأحزان، فانظر كيف يدبِّر الله لعباده المؤمنين عاد مصعب بن عمير رضي الله عنه قبل موسم الحج في العام الثالث عشر من البعثة إلى مكة ليشرح الموقف لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ونقل له الأخبار السعيدة بإيمان الأنصار ووضَّح له منعة المدينة (يثرب) ومنعة رجالها وقوة بأسها وسلاحها، وعرَّفه مواطن القوة فيها، ومفاتيح التغيير في رجالها، وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة وكأنه يرى يثرب شارعًا شارعًا، ويعرف رجالها رجلاً رجلاً؛ وبذلك يستطيع أن يأخذ القرار المناسب في الوقت المناسب استنادًا إلى قاعدة معلومات موثَّقة. إلى هنا انتهى كلام الدكتور راغب أخي الشاب.... قال ابن الجوزي رحمه الله: يجب على كل مَن لا يدري متى يباغته الموت أن يكون مستعداً، ولا يغتر بالشباب والصحة، فإن أقل مَن يموت من الأشياخ وأكثر مَن يموت من الشباب، ولهذا يندر مَن يكبر ويبلغ الشيخوخة أخي الشاب الحبيب. ما سبق....نفحات قليلة من حياة شاب مثلك ولكنه شاب استحوذ حب الدين على قلبه وتملك الإسلام والعمل له على جوارحه وعقله ومشاعره فصار ينشر ويبلغ، لأنه أيقن أنه لا حياة إلا حياة الآخرة ولا قيمة للدنيا إن لم تكن في طاعة الله ولذة رحابه وروعة السعي في الخير وفضل نشر الدعوة في هذه الحياة القصيرة وقمة السعادة بعد كل هذا التعب والراحة بلا شك هي المكافأة الكبرى....الجنة نعم إنها الجنة أخي الشاب الست حريصا أن تكون من روادها؟ أترضى أن يُفصل بينك وبين النبي الكريم يوم القيامة ؟ أتتمنى أن تشرب بيديه الشريفة ؟ هل تحب أن تكون منعماً في النعيم، أم معذباً في الجحيم؟ هل تود أن ترافق النبي وصحابته الكرام؟ أم تسعد بمرافقتك لفنان أو لاعب ؟ أيها الشاب كيف تفكر في مستقبلك ؟ وما هي طموحاتك وبرامجك ؟ ما وزن الدنيا والآخرة في نظرك ؟ وكيف تضبط جنوحك وتستثمر وقتك ؟ أخي الشاب الحبيب كل هذه الأسئلة وغيرها أنت وحدك المعني بالجواب عنها وحتى تكون إجابتك مبنية على سرور ونتيجتها سرور وتكون دوافعها سروراً وسعادة لابد أن تعرف قيمتك وأهميتك ولا تقلل من نفسك قبل أي جواب أخي الشاب الحبيب فكِّر ساعة واعمل مثلها، واصبر في الساعة الثالثة تذل لك الصعاب وترقى مراقي العز والشرف، ليكون قدوتك الشباب الجادين وإياك ومصاحبة البطالين. أخي الشاب الحبيب كن لأبويك كالظل، ولإخوانك كالنحل ولمجتمعك كالنخلة، أخي الشاب الحبيب أمامك مشوار طويل في الحياة وفي طريقك تحديات وأمامك فرصٌ للنجاح والفشل، فخذ من شبابك لهرمك، ومن فراغك لشغلك، ومن صحتك لسقمك، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا ما قامت القيامة وفي يدك فسيلة فاغرسها كان الله في عونك وسدد على طريق الخير خطاك، وحفظك الله ووقاك وجعلك قرة عينٍ لوالديك وللمسلمين.... واني أحبك في الله ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هل يهمك ان تعرف قيمتك | زئير الأسد | حوارات و نقاشات جاده | 14 | 12-09-2011 03:52 PM |
ولد يغازل أمه بسبب الشات ... ألا لعنة الله على الشات | ╝◄♥ سهم الحب ♥►╚ | قصص قصيرة | 16 | 08-28-2011 01:52 PM |