Fifth part
بعنوان : حديث مع العقل ..
ــ أمي كوني حذرة ...
ــ صغيرتي ميرا أنا بخير ...
تجهم وجه ميرا وجلست بجانب والدتها ...
ضحكت برتني وقالت : ماذا ؟؟
ــ لا شيء ولكن عندما عدت للجلوس قلقت عليك و....
بترت ميرا جملتها عندما دخل الطبيب والذي لم يكن إلا الطبيب كيفن
أغلق خلفه باب الغرفة بهدوء قائلا ببرود : كيف حالك سيدة برتني ؟
ــ بخير ...
أجابته برتني بإيجاز ............
كانت بين يديه مجموعة من الأوراق والتقارير التي يقارنها بحالتها الآن بينما يتفحص مستوى الأكسجين والمغذي الذي يتصل بوريدها ...
بعد مدة وجيزة قال بصوت خافت : جيد ..
ليكمل بصوت أوضح وأعلي : سيدتي يمكنك الخروج غدا ..
ابتسمت برتني بهدوء ..
لم ينتظر رد أحد ولم يسمح لأحد بأن يتكلم .. لأنه ضغط عدة مرات على الجرس الذي بالغرفة قائلا بعد مدة قصيرة نسبيا : ممرضة ليزا لغرفة رقم عشرون حالا ..
ما إن قال جملته حتى خرج حالا من الغرفة ...
تتبعته ميرا بعينيها وهو يهم بالخروج ولا تزال مسمرة بمكانها ..
حركت رأسها يمنة ويسرة لتستيقظ من شرودها ..
لتنهض خلفه بينما صرخت برتني : ميرا ل أين ؟؟؟
كالعادة لم تأبه كثيرا بكلام والدتها وخرجت لتركض بالردهة وعيناها تتبع أي شخص يرتدي ذلك المعطف الأبيض ..
ركضت لنهاية الردهة ولم تجد غير مجموعة من الممرضات التي بدأن يتحدثن بخفوت عنها قائلات :
ــ نعم هذه الفتاة التي جذبت اهتمام الطبيب كيفن ..
ــ يا ألهي أنها لا تمد للجمال ب صلة ..
ضحكت أحداهن وأكملت بين ضحكاتها : ربما يشفق على حالها ..
أكملت الأولي : نعم للشفقة فقط .. أنظرن لملابسها ..
ضحكت الممرضات والتي كن أربع فتيات جميلات يتمتعن بملابس رائعة وجسد ممشوق مع تلك الزينة الكاملة وتصفيفه شعر مميزة ..
ابتسمت ميرا بصفاء رغم أنها استمعت لكلامهن وقالت : عذرا , أيمكنني معرفة أين يقع مكتب الطبيب كيفن ؟؟
ضحكت احد الفتيات والتي كانت ذات شعر مصبوغ بالذهبي وقالت : حمقاء هو لا يفكر بك حتى ...
ابتسمت ميرا ثانيتا وقالت : أعلم ولكن أحتاجه بأمر ما , ومن ثم لم أسألك هل يفكر بي آم لا .....
أكملت الفتاة بضحك هستيري وهي تتمايل نحو صديقاتها : هو يشفق عليك فقط ليس إلا , صغيرتي أن كنت لم تفهمي كلامي فسأعيد ببطء .. ي ش ف ق عليك فقط
ضحكت ميرا بسخرية وقالت : وأنا أيضا أعلم ولكن سأعيد ببطء شديد .. أ ع ل م يا غبية
هنا لم تتمالك الفتاة نفسها وأضفن صديقاتها الحطب للنار قائلات :
ــ لقد قالت لك غبية ..
ــ هل ستصمتين ..
ــ أوقفيها عند حدها تلك الصعلوكة ..
هنا اشتعلت الفتاة أكثر وأسرعت بسيرها صوب ميرا لتصفعها تلك الصفعة
التي جعلت رأس ميرا يلتف لليمين من أثرها ..
بينما توقف الزمن لحظات عديدة بالنسبة لميرا ..
وأعاد عليها الزمن تلك الصفعة .. مرارا ..
للحظة شعرت بصفعة أخري قد جعلت الدماء تسيل من أنفها ..
لا , لم تكن صفعة الفتاة كافية لتسيل الدماء من أنفها ..
بل تذكرت صفعة قد ألمتها كثيرا وهي التي تسببت بسيل الدم من أنفها ..
تذكرت تلك الكف التي لم تكتفي بإيلام وجنتها .. بل أيضا بإيلام قلبها وجرحه ..
فما الأصعب ... ألم تشعره آم ... ألم يجتاحك دون أن يلاحظه أحد ..
مدفون بقلبك فقط ...
عندما لاحظت الفتاة شرود ميرا وتسمرها بمكانها ..
ابتسمت ورفعت كفها بمحاولة فاشلة لصفع وجنتها من جديد ...
ــ لـــيــــزا
نظر الجميع لصاحب الصوت ...
بينما هرعت الممرضات الثلاث بالهرب والاختباء ..
ليزا هي الأخرى صاحبة الشعر الأشقر كانت تنوي الهرب لولا أن ذلك الصوت أعاد بغضب وجدية حادة ...
ــ ليزا ..
نظرت ليزا للخلف وهي تطأطئ برأسها للأسفل بخجل وقالت : نعم سيد كيفن ..
أقترب كيفن منها وقال ببرود : هل أنت حمقاء آم تدعين الحمق ..
شعرت ليزا بالغيظ لأنه يوبخها بجانب ميرا ...
ألقي نظرة صوب ميرا التي تملأ مقلتيها الدموع ووجنتها متورمة ومحمرة للغاية ..
ولا تزال مسمرة بمكانها على غير دراية بما يجري بقربها ...
عاد بنظره لليزا قائلا بغضب : اعتذري حالا ..
نظرت ليزا لميرا ومن ثم لكيفن قائلتا بحنق : لا و ألف لا ...
كان كيفن غاضبا ولكنه استشاط أكثر ليقول : لن أعيد ما قلت ..
ــ لا عليك سيد كيفن ..
صمتت ميرا لتشهق بخفة مكملتا : أنا المخطئة على أي حال ..
وما إن أكملت جملتها حتى استدارت لتتركهم ..
سارت لتبدل ذلك بركض سريع نوعا ما ..
تتبعها كيفن ببصره وعاد لليزا قائلا ببرود : لا أريد رؤية وجهك لمدة أسبوع ..
ــ لكن أنا ..
هذا ما تفوهت به ليزا ولكن ....
قاطعها بغضب : أنا لن أفصلك من العمل لسبب واحد وأنت أكثر علما به ..
فما كان منها إلا أن استجابت له وقالت بهدوء وحزن : حسنا سيد كيفن ..
سارت ليزا تاركتا كيفن خلفها والإحراج والخجل باد بوجهها المحمر للغاية ..
نظر كيفن للردهة وسار بالطريق الذي سلكته ميرا ..
دخلت لدورة المياه وغسلت وجهها بالماء مرارا
نظرت للمرآة لتتفحص وجنتها المتورمة , عبست بوجهها وقالت مخاطبتا نفسها : ماذا سأخبر والدتي الآن ..
لطمت وجهها ثانيتا بالماء ونظرت ثانيتا متفحصة وجنتها ..
تجهم وجهها ومن ثم زفرت عميقا ..
استدارت ووضعت كفها على مقبض الباب لتفتحه ولكنه فتح فجأة من تلقاء نفسه
وكردة فعل طبيعية خطت خطوات للخلف ..
رمشت ميرا بسرعة وكأنها تحاول أن تتبين ما الذي تراه عيناها من حقيقة ..
أستند كيفن على الباب ليغلق بخفة ..
أقترب كيفن منها كثيرا ولم يتفوه بكلمة ....
بينما أسمرت ميرا بمكانها وكيفن يكاد أن يلتصق بها ......
❦>>>>>>>>>>>>♥<<<<<<<<<<<<❦
قالت بدلال زائف : مرحبا سيد ديفيد ..
نظر لها والد أليس (ديفيد) باستحقار وقال : ماذا ؟؟
اقتربت منه الفتاة وأمسكت بمعطفه بغتة وهي ترتبه قائلتا بغنج : ماذا ؟؟ أهذا ما استطعت قوله لي ... أنا حبيبتك جيني .. لا تستقبلني جيدا .. لا أصدق عيني ...
أمسك بكفيها وأبعدها عنه بقوة ومن ثم أمسك بذقنها ليقربها إليه قائلا بخفوت وابتسامة قد زينت شفتيه : جيني أنا أمقتك ولو استطيع لقتلتك وأقمت حفلا بعد موتك ..
ضحكت جيني بسخرية وقبلت وجنته بخفة لتبتعد بعد ذلك عنه وهي تتمايل بسيرها , تاركتا إياه خلفها ..
وضع ديفيد كفه على وجنته وابتسم بسخرية ومن ثم سار ببطء وهو يكتب رسالة أو شيئا من هذا القبيل بهاتفه المحمول ..
لم يكن ديفيد وجيني الوحيدين من دار بينهما الحوار ..
بل روكسي أيضا استمعت لهما .. ابتسمت بمرارة وأغلقت الستائر التي تفصل المكتب عن الردهة بالشركة ..
وعادت لتجلس على مكتبها وصبت جم غضبها بالعمل والتوقيع ببعض الملفات والعقود ..
❦>>>>>>>>>>>>♥<<<<<<<<<<<<❦
ــ أركض , أركض ...
هذا ما تفوهت به أليس ...
ركض دانيال ليدخل أحد الأزقة الضيقة ...
أنزل أليس وأمسك بكفها وأكمل ركضه داخل الزقاق ..
كادت أليس أن تتعثر ولكنها تماسكت ......
توقف دانيال عن الركض وبدأ بالتنفس بصعوبة , سعل بقوة وأنزل الفتاة التي يحملها ..
وجلس على الأرض ولا يزال يسعل بقوة .. دنت أليس منه قائلتا بخوف : ماذا بك ؟؟
دخلت أحدي السيارات الصغيرة للزقاق وهي تسرع بشدة ..
ما إن رأت السيارة تقترب منهم حتى أغمضت عينيها .. موقينتاً بالموت المحتم ...
فالسيارة بأعلى معدلاتها للسرعة ..
توقفت على بعد سنتيمترات قليلة منهم , محدثة صوتا قويا , إزاء الفرامل التي تركت أثراً بالطريق , خرجت منها فتاة وفتى بريعان شبابهما
حمل الفتى تلك الفتاة الصغيرة ووضعها بالكرسي الخلفي , بينما اقتربت الفتاة من دانيال وساعدته على النهوض وقالت ل أليس بصوت مرتفع : أنهضي وأذهبي للسيارة ..
حركت أليس رأسها لتستيقظ من شرودها ودهشتها ...
نهضت وفتحت باب السيارة الخلفي لتدخل وتجلس بجانب الفتاة الصغيرة ..
سرعان ما صعدت الفتاة الأخرى بالأمام ودانيال بالخلف ...
وبدأ السباق بين هذه السيارة وسيارات الشرطة ....
❦>>>>>>>>>>>>♥<<<<<<<<<<<<❦
فتح الباب عنوة وبكل قوة
نهض الجميع فيما بينهم تيفاني , تايلور و ماركوس وكان كل منهم قد جهز سلاحه عدا تايلور ..
ضحك الشخص كثيرا حتى جلس على الأرض ..
بينما زفر كل من تايلور وماركوس ... أما تيفاني فقد غضبت كثيرا وأقترب من الشخص لتضربه برجلها بكل قوة في معدته ..
صرخ الشخص وبدلا من أن يتألم عاد للضحك من جديد ...
هنا فقدت تيفاني أعصابها وهمت للخروج من الغرفة ..
قال ماركوس بحنق بعد أن عاد للجلوس : سام أنت أكبر أحمق عرفته بالوجود ..
نهض المدعو سام ولا تزال الابتسامة تشق شفتيه
قال سام بين ضاحكته : هل رأيت وجه تيفاني كانت مستعدة .. وأنت أيضا مارك كان وجهك مضحكا جدا .. بديتم كالحمقى ..
ضحك تايلور بخفة ولكنه توقف وابتسم ببلاهة فور ما وجه له ماركوس تلك النظرة الحادة ...
ليعود سام للضحك من جديد ....
❦>>>>>>>>>>>>♥<<<<<<<<<<<<❦
ــ هل تتغابي ؟؟ أين هي أليس ..
ــ أسمها أليس ... إذا .. اممم
غضب الرجل وقال : هيي يا فتي .. أين وجدت الكلاب ... ؟؟
ــ أخبرتك , وجدتها ضالة بالطريق ...
قال الرجل وقد حل الغضب محلا بمقلتيه : أسمع يا ....
ــ لاري , لاري يا سيدي ..
أعاد الرجل ولا يزال غاضبا بشدة : أسمع يا لاري أخبر أليس بأنها مطرودة ..
ــ حسنا سيدي سأخبرها ولكن أين تقطن ...
صرخ الرجل بحنق : أخرج حالا من هنا ...
أدعي لاري الخوف وهب للخروج ..
بينما حدث الرجل نفسه بغضب : هذه الأليس لا تجلب ليا إلا المشاكل .. جيد أن الكلاب سالمة ...
وبدا بتفحص الكلاب والتأكد من عددها ..
وضع لاري كفيه بجيبه وقال محدثا نفسه بخفوت : رجل بغيض .. لكن سأعرف مكانها .. اممم أليس أسم جميل ...
❦>>>>>>>>>>>>♥<<<<<<<<<<<<❦
ها قد أظلمت السماء ... وها قد زينت النجوم سماء نيويورك
ــ عذرا يا أنسه ... هل تعرفين أبنتي ... تدعي ميرا .
ــ لا أعرفها .. هلا وصفتي ليا شكلها ..
ــ ذات عينان زرقاء .. قصيرة نوعا ما وتملك شعرا أشقر طويل ...
تفاجأت الممرضة والتي لم تكن إلا ليزا وأجابتها بغيض : لا أعرفها ..
أكملت ليزا عملها وخرجت من الغرفة ...
بينما الأفكار والأوهام والمخاوف المرعبة تعصف بعقل برتني وقلبها...
ــ هل هي من جذبت اهتمام كيفن .. يا ترى ..
هذا ما دار برأس ليزا ...
*
*
*
ــ لكنه بارد للغاية ..
ــ لا يهم , حتى يخف الألم والورم ..
وضعت الكيس المليء بالثلج على وجنتها .. وهي تتأوه بخفوت ..
جلس أمامها وهو ينظر لها بهدوء ..
أغمضت عيناها بقوة حتى اعتادت تماما على برودة الثلج ...
فتحت عيناها وقالت بمرح : جيد أعتدت على برودة الث ...
بترت جملتها عندما شاهدت كيفن وهو شارد بها ... ويبدو أن عقله ليس معه حتى ...
ابتسمت برقة وقالت وهي تحرك كفها جيئة وإيابا : هييي سيد كيفن .. عد للأرض ..
أغمض عينيه وفتحها من جديد ليقول بابتسامة , أقل ما يقال عنها غاية بالجمال : نعم ..
أمالت رأسها ببرأه لتسأله : أين شردت , أنا عادة ما أشرد بعالم ليس بحقيقي , حيث يكون جميع الناس ... أممممم .. إياك أن تضحك ..
قالت أخر جملة بوعيد , أبتسم , وهز رأسه ليحثها على ألإكمال ..
تنحنحت وأكملت بابتسامة وأحلام وردية تحيط بها : الجميع يكونون أغبياء ويفهمون ما أع...
بهذه اللحظة تماما , أنفجر كيفن ضحكا .. بينما عبس وجه ميرا وقالت بتجهم ووجنتين ملأتهما بالهواء : قلت لك سأكمل شرط أن لا تضحك ...
نهض كيفن وأتجه صوب النافذة التي تقع خلف السرير الذي تجلس عليه ميرا ..
حاول كتمان ضحكه ولكنه لم يستطع ..
استدارت ميرا للخلف وهي لا تزال بمكانها ... وقالت بتفكير وهي تحك ذقنها : هل أنت من يملك المشفى .. آم أحد أقربائك كوالدك مثلا أو...
ــ أصــــمـــتـــي
أجفلت من الصرخة التي أطلقها كيفن , وأغمضت عيناها ...
أقترب منها وسحب من بين يديها الكيس المملوء بالثلج الذي بدا بالذوبان ..
أجفلت ميرا من تصرفه وأقشعر جسدها خوفا ..
أشار بسبابته صوب الباب ...
نظرت ميرا للباب بعيون خائفة ولم تفهم المغزى ...
زفر كيفن وأمسك بكفها ليسحبها منزلا إياها من السرير ...
تحركت ميرا معه وشعرت بأنها ستقع ... ولكن يده القوية , كانت كفيلة بتماسكها ..
نظرت له بعينان قد برقت الدموع بها وقالت بتلعثم : هل قلت .. قلت .. شيئا .. خاطئا ..
لم يقاوم كيفن الدموع بمقلتيها ... فسرعان ما تبدل الغضب بهدوء .. وسرعان ما عادت ملامح وجهه للبرود ..
بلعت غصة البكاء التي واتتها وطأطأت رأسها قائلتا بخفوت : آسفة .. إن أخطئت ..
ترك يدها ورفع كفه وبنيته وضعه على كتفها ... تردد للحظات بأن تستقر كفه على كتفها .. ولكن يبدو أن غروره وكبريائه قد منعاه .. أغلق قبضة كفه بقوة في الهواء ..
وابتعد للخلف بضع خطوات .. وهو مغمض لعينيه ..
أستمر بالابتعاد للخلف حتى توقف عند الباب والذي كان خلفه مباشرة ...
وضع كفه على المقبض ...
كانت ميرا غارقة بالأفكار ودار حديث طويل بينها وبين عقلها
ــ ترى لماذا غضب ؟؟ هل قلت شيئا خاطئا ..
ــ بالطبع قلتي .. فكلامك دائما خاطئ ..
ــ لكن كان مجرد سؤال ..
ــ نعم ولكن هل سألت نفسك هذا السؤال , قبل أن تسأليه له ..
ــ نعم هو سؤال .. بسيط و لو كنت بمحله لأجبت عنه ببساطة ..
ــ سؤالك لا يمت إلا للغباء فقط ...
ــ عذرا .. لكل من أخطأت بحقه .. عذرا ..
ــ هه وهل يكفي الاعتذار برأيك ...
هنا صمتت ميرا أمام عقلها ... ولم تستطع إلا أن تنزل دموعها ..
أعاد عقلها السؤال من جديد : أجيبي وهل يكفي الاعتذار .. هل يعيد والدك وأخواك .. أجيبي ... هل سيعيد أختك أيضا ...
ــ أصمت ..
ــ أجيبي .. أجيبي ... أجيبي .... أجيبي ..... أجيبي .......أجيبي
تردد هذا السؤال كثيرا ...
تهادي صوت كيفن لمسامعها : ميرا ..
وكأن صوت كيفن هو من أنقذها من الإجابة على عقلها ... أنقذها من الغرق بأعماق بحر الخوف والذعر والظلام ... أنقذها من الموت والتفكير بالانتحار لتريح الجميع ... أنقذها من عدة أفكار , كانت لو استمرت بالحديث مع عقلها ... لنفذت ما يقوله لها ..
رفعت بصرها له .. وكانت عيناها غارقة بالدموع ... ما إن رأت تبدل ملامحه الباردة للشفقة , كما تسميها هي .. حتى عادت لتطأطئ رأسها من جديد ...
( أقترب منها بسرعة وسرعان ما كانت بين أحضانه , مخففا عنها , ألامها )
هذا ما تخيله كيفن ولكن ... ليس سوا مجرد حلم .. رآه عندما أغمض عينيه لبرهة ...
فيالا السخرية ... كل ما أبكي ميرا هو كلمة ... فعندما نتفوه بكلام لا ندري إن كان يذكر المعني بالكلام بأحزان شتي وألام ...
سارت ببطء لتتخطى كيفن , الذي حاول أن لا يحثها على البقاء ولا على سؤالها عن سبب بكائها .. فجل ما فكر به سؤال فقط ............ هل كلمة أصمتي , أبكتها !!!
توقفت ميرا ولا تزال مطأطئة برأسها وقالت بخفوت : أعتذر .. إن كان الاعتذار يفي بالغرض ..
لم يأبه كيفن بما قالته أو هذا ما حاول إظهاره ...
خرجت ميرا من الباب , ليصفق كيفن الباب خلفها بقوة مباشرة ..
توقف الزمن للحظات بالنسبة لميرا ... شعرت أن الألوان اختفت ... شعرت ببرودة من أثر صفق الباب خلفها ... جحظت عيناها ... لم ترمش بل توقف تنفسها أيضا ... اختفت الأصوات من حولها ... كل ما استطاعت سماعه هو ... دقات قلبها فقط ...
ــ ميرا ... عزيزتي .. كنت أبحث عنك و ...
توقف برتني عن التحدث وسعلت بخفة لتكمل بصوت بحت : أين كنت ؟؟
حركت رأسها لليمين بحركة بطيئة .. لترى والدتها .. هنا وبهذه اللحظة .. عادت الألوان من حولها ... لم تستمع لما قالته والدتها ... بل رمت نفسها بحضن والدتها ... وأجهشت بالبكاء
وكل ما كانت تردده : أعتذر ... نعم أعتذر ... آسفة ... آسفة ... أعتذر للكل ...
لم تتفوه برتني بكلمه بل مسحت على شعرها بحنيه وهي تبتسم ...
❦>>>>>>>>>>>>♥<<<<<<<<<<<<❦
ــ هل أنت متأكدة من أننا أضعناهم ..
ــ نعم يا جوي ... تأكد بنفسك ...
سعل دانيال بخفة وقال : روزالي , هل لي بدوائي ...
قالت بهدوء : حسنا ...
وضعت كفها بجيب سترتها .. لتخرج علبه شفافة مليئة بالحبوب البيضاء الصغيرة ..
ناولته حبة واحدة ..
ــ أثنين ..
كان ما تفوه به دانيال ...
أجابته روزالي بحنق : لا واحدة تكفي ومن ثم قال الطبيب أن ال ...
بترت جملتها لأن دانيال قد سحب العلبة من بين يديها ..
شهقت روزالي بينما أحدث جوي صوتا ساخرا من بين شفتيه ...
وجهت له روزالي نظرة حادة ...
بينما أكتفت أليس بالمراقبة والصمت ..
شعرت بتلك اليد التي تأبطت ذراعها ...
نظرت بسرعة لليد لتجد أنها الفتاة الصامتة ...
ــ هل تنوين النوم ؟؟
قالت أليس بحنان وابتسامة جميلة ...
لم تتكلم الفتاة بل زادت من تأبطها لذراع أليس ...
نزل دانيال من السيارة ليخرج سيجارته ويهم بإشعالها ...
خرج جوي هو الأخر خلفه ...
دار هذا الحديث المختصر بين جوي ودانيال ..
قال الأول : هذه هي ؟؟
سحب الأخير من السيجارة ونفثها للأعلى ليقول بابتسامة : نعم ..
سمع كلاهما صوت طرق خفيف على زجاج السيارة , ليروا أنها روزالي ..
تتمتم بكلام غير مسموع .. وهي تشير للساعة بمعصمها ...
كانت حركاتها مضحكة وتبدوا غاضبة بشدة ...
ضحك الاثنان وعاد كل منهما للسيارة , بعد أن رمى دانيال ما تبقي من السيجارة ..
كانت تفرقع أصابعها بمحاولة الهدوء وعدم الغضب قائلتا من بين أسنانها : للمنزل حالا ..
أدعي جوي الخوف وقال بذعر ورجفة مصطنعة : حااا اا ضر .. أوامرك قيد التنفيذ ..
هنا خرجت روزالي من طورها لتصرخ : حالاااا ..
ضحك دانيال بينما أنطلق جوي بالسيارة مسرعا..
بعد مدة لنقل لا تتجاوز الخمس دقائق ...
وصولوا لمنزل صغير بحي فقير نسبيا .. ولكن واجهة المنزل .. كانت لا بأس بها ...
نزل الجميع وتتبعتهم أليس وهي تمسك بكف الصغيرة ...
دخلوا بالترتيب الأتي .. فتحت روزالي باب المنزل بالمفتاح .. يليها جوي , دانيال ..... وأخيرا أليس والصغيرة ...
كان المنزل أشبه بغرفة كبيرة بها عدة أبواب , على أن يكون منزلا ...
كان الخشب هو أساس جدرانه ... لا يحوي على تلفاز أو كثير من الأغراض وهذا ما ذكرها بمنزلها ... لذا ابتسمت بنقاء ..
نكست روزالي طرف جوي لينكس هو الأخر دانيال .. الذي قال : ماذا ؟؟
غضبت روزالي وقالت : أحمق , أنظر للفتاة الحلوة ...
نظر دانيال ل أليس التي تبدلت ابتسامتها لتجهم ...
ضحك دانيال بخفة ورمي نفسه على الأريكة القريبة من شعلة النار بالموقد ... التي تطقطق مضيفة للمكان الألفة والحنان ونوراً أصفر .. مضيفا جمالا للمنزل الصغير ...
ــ أنا روزالي ويمكنك مناداتي روز , إن أحبيتي بالطبع ..
هذا ما تفوهت به روزالي ...
ابتسمت أليس وقالت : تشرفت بمعرفتك ...
وأشارت لجوي قائلتا بعدم رضا : وهذا الأحمق جوي ...
قال جوي بابتسامة شقية وهو يحرك حاجبيه : نعم أنا جوي ...
ورفع بنصره الأيمن مظهرا خاتم الخطوبة ...
فأكملت روزالي باستخفاف : والذي للأسف خطيبي ...
ضحكت أليس بخفة لتقول : تشرفت بمعرفتك أيضا ..أنا ....
ــ أليس ..
هذا ما تفوه به دانيال , لينهض قائلا : ستبيتين هنا الليلة فقط وغدا سترجعين لمنزلك ..
لم يعجبها كلام دانيال فقالت بحنق : وهل تظن أنني أنوي النوم هنا , سأرجع حالا لمنزلي ..
استدارت وأمسكت بيد الصغيرة من جديد , وخرجت صافقتا الباب خلفها بقوة ...
غضبت روز وضربت رأس دانيال بقوة , حتى تأوه قائلتا : ستضيع الفتاة ومن ثم حينا , يضم أشخاص يحملون نية خبيثة وأنت أدري ...
ــ ستعود ..
هذا ما قاله بهدوء فيبدوا أن كلامها قد أثر به خصوصاً ( أنت أدري )
قرع جرس المنزل دون توقف ...
ضحك جوي بينما فتحت روزالي الباب وهي تبتسم ..
نظر جوي ل دانيال ليجد أنه بعالم أخر تماما , فيبدوا القلق والتفكير جليا بوجهه ..
تبدلت ابتسامته لشفقة وأراد قول شي لولا صوت أليس الذي قال بحنق: أسمعني جيدا سيد دانيال , عدت فقط لإصرارك على بالمبيت هنا , ومن ثم الصغيرة تشعر بالنعاس ...
ضحك دانيال , بينما نظر جوي ل روزالي وأبتسم لتبادله الأخيرة الابتسام ...
عاد دانيال للجلوس على الأريكة ولا يزال بنوبة ضحك , بينما أليس بأوج غضبها الذي تحاول كتمانه ..
شعرت بالصغيرة وهي تحرك كفها , نظرت لها أليس ودنت لمستواها قائلتا بحنان رغم مزاجها المتعكر : ماذا هناك عزيزتي , تريدين النوم صحيح ...
زفرت أليس بخفوت ونهضت لتقول : روز , أين يمكننا النوم ...
ــ بغرفتي ..
هذا ما تفوه به دانيال ..
بينما أشارت روز للغرفة المجاورة قائلتا : هذه هي !!
ــ وأنت .. دانيال ..
ــ سأنام هنا , لا عليك وغدا صباحا , سأعيدك لمنزلك ..
ــ حسنا
فتحت باب الغرفة التي لم تكن مختلفة عن شكل المنزل ..
بينما قالت روزالي بحنق : هيي جوي لا تفكر مجرد التفكير بالنوم معي ...
حرك رأسه بكوميديه قائلا : وهل قلت شيئا ...
ــ شعرت بأنك ستقول هذا ..
ــ ولكنني لم أقل ..
ــ بل ستقوله لو انتظرت قليلا ..
أدعي جوي الغضب وقال : أصمتي وأذهبي للنوم ..
أدعت روزالي هي الأخرى الخوف وأسرعت للغرفة المقابلة لغرفة دانيال ...
شعر جوي بالفخر وقال بكبرياء : تحب النساء الرجل الصارم , تعلم يا رجل أن ا ....
بتر جملته عندما تلقي فردة الحذاء برأسه ...
تأوه بألم وهو يضع كفه على جبينه من ناحية اليمين ...
بينما ضحك دانيال وأعاد كلامه بسخرية : تحب النساء الرجل الصارم ... بلا بلا بلا اا
صرخت روزالي من بعيد : إياك أن تفعلها ثانيتا وإلا أقسم بأن ...
قاطعها جوي بذعر : لا لا تقسمي , لن أعيدها , أعدك ...
صفقت الباب بعد أن رضت تمام الرضا عن جوي بابتسامة شقت شفتيها ...
قال دانيال بابتسامة : أين ستنام ؟؟
ــ على الأرض وهل لي غير الأرض مأوي ليا الآن وبعد موتي من ...
أخفض صوته : روز الشريرة ..
وأكمل بابتسامة شقيه : لكنني أحبها فهي تختلف عن الكل فيكفي أنها أختك ...
أبتسم دانيال بمرارة ولم يتفوه بحرف ..
بينما أخرج من الخزانة المجاورة لحافين رما أحدهما على جوي والأخر على الأريكة ..
تلحف جوي واقترب من الموقد , وأغمض عينيه فورا ..
بينما شرد دانيال بالسقف متلحفا هو الأخر جيدا ...
*
*
*
الدماء ملئت قميصه الصغير ويداه الصغيرة .. صرخ بصوت مرتفع : أريد أمي ...
اقتربت منه تلك الفتاة الأكبر سنا وقالت ببكاء : أمي ستعود , لا تقلق ..
جاء ذلك الرجل وهو يركض ليقترب منهما , حثهما على الركض والهرب دون أن يتفوه بكلمه بينما جاء ذلك الرجل الملثم ومعه ذلك الكلب الأسود المربوط بسلسلة متينة ...
وبيده مسدس , أطلق منه ثلاث رصاصات متتالية ..
وبنيته إصابة كل فرد منهم ....
أبطئ الزمن فلا ولا ولن يتوقف بل أبطئ ليمر شريط الذكريات الحلوة والمرة على كل شخص
فها هي النهاية تقترب ........
كيف ستكون ؟؟؟
هذا ما سنشهده بالبارت القادم
To be continue….
❁ ❀ ✿ الشخصيات الجديدة بالرواية ❁ ❀ ✿
روزالي شقيقة دانيال الكبري, تكبره بعامين , أي أن عمرها ستة وعشرون .. عند رؤيتك لها للوهلة الأولي , تشعر أنها هادئة ولكن العكس هو الصحيح , تحب الحماس والإثارة وتغضب بسهولة جدا.. ولكنها تملك قلبا كبيرا يتسع للجميع .. وبالتالي هي خطيبة جوي .. تعمل معلمة ..
جوي , خطيب روزالي وصديق وأبن عم دانيال .. شخص متفائل يحب المزاح , ويعشق خطيبته روز , يحب إغضابها كثيرا ولكن يحبها أكثر .. شخصيته قوية بالمواقف التي لا تتطلب المزاح , يمتلك من العمر سبعة وعشرون .. يعمل محاميا ...
ليزا ... تعمل ممرضة بالمشفي .. مغرورة قليلا وأنانية .. تمتلك من العمر أثني وعشرون عاما .... لديها مشاكل عدة بحياتها ومع هذا تأبي التنازل ...
جيني ... مديرة لفرع من فروع الشركة .. ذكية ومجتهدة بعملها .. لها عدة علاقات مع رجال الأعمال الكبار .. فقط لتعقد صفقتها وتربح ومن ثم ..... وداعا ..
فاتنة .. تمتلك من العمر ثلاثة ثلاثون .. ليست متزوجة للآن ..
سام فرد أخر من العصابة .. أحمق يحب المزاح ... متقلب المزاج ... ذكي جدااا .. ماهر باستعمال كافة الأسلحة .. يمتلك من العمر خمسة وعشرون عاما ...
❁ ❀ ✿ الأسئلة ❁ ❀ ✿
ــ ماذا سيحصل مع الطفل والطفلة والرجل .. هل سيكون الموت من نصيبهم ؟؟
ــ حزنت روكسي والدة أليس عندما شاهدت ديفيد مع امرأة أخري .. هل تحبه ؟؟
ــ من تكون جيني بالنسبة لديفيد ؟؟
ــ هل ستتغير حياة أليس مع هذه الفتاة الصامتة ؟؟ وما قصتها ؟؟
ــ رأيكم بتصرفات ميرا وكيفن ؟؟
ــ ولما غضب كيفن عندما سألته ميرا .. من يكون صاحب المشفي ؟؟
ــ ليزا , ليزا .. هل تعتقدون أنها تحب كيفن ؟؟
ــ رأيكم بالشخصيات بصفة عامة ؟؟ وأفضلها للآن ؟؟
ــ أعجبتكم كل من شخصية جوي و روز آم لا ؟؟
ــ تذكرت ميرا ماض غريب .. ما هو برأيكم ؟؟ وأين أخويها ووالدها وأختها ؟؟
ــ رأيكم بتصرف ميرا وتحدثها مع عقلها ؟؟ وهل الاعتذار يفي بالغرض أحيانا ؟؟
ــ هل تعتقدون أن لاري له تأثير بالرواية ومجرياتها ؟؟
والأهم والمهم واللي يهم
أرائكم .. انتقاداتكم .... ونصائحكم ... الجزء المفضل لديكم هو ..............
هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة التي تدور بأذهانكم
ستجدون إجابتها بالبارت القادم
فتابعونا >_^
+
لايك
+
تقييم <<< شحادة ^^"
عذرا لكل المتابعين ( توفي أبن خالتي بسوريا ) فنرجوا منكم دعواتكم
لذا سأتأخر عن تنزيل البارت لمدة أسبوع ...
فأرجوا منكم تقدير ظروفي ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
❦>>>>>>>>>>>>♥<<<<<<<<<<<<❦
01-13-2013, 05:34 PM
المواضيع المتشابهه 
156Likes
العرض العادي
