01-14-2013, 08:02 PM
|
|
صفحاتٌ لاْ بُدَّ منْ إغلاقهاْ مدىْ الحياةْ ~ بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمْ السلامُ عليكمْ وَ رحمةُ اللهِ وَ بركاتهْ صفحات لا بد من إغلاقها مدى الحياة
يابنى لآدم فقد فُتح سجلك منذ نزولك من بطن أمك وهذا السجل هو حياتك
وقد يحتوي هذا السجل على صفحات قد تؤدي بحياتك إلى المزالق والمهالك
إن لم تقم بنزعها من سجلك . وهذه الصفحات كما يلي : صــفحــة
الظلــــــــــــــم
الظلم ينقسم إلى قسمين :
الأول ـ ظلم المرء لنفسه
ربما يقول قائل وهل يظلم الإنسان نفسه ؟
نعم قد يظلم الإنسان نفسه حينما يرتكب المعاصي
ويقترف السيئات والموبقات ويخالف أمر ربه
واقرأ وتأمل كيف اعتذر نبينا ( آدم ) عليه السلام من ربه عندما خالف
أمر ربه وأكل هو وزوجته من الشجرة
فاعتبر أنما قام به هو وزوجته إنما هو من الظلم لأنفسهم
كما جاء في قوله تعالى :
{ قالا ربنا ظلمنا أنفسنا }
وقال تعالى :
{ وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون }
أي يظلمونها بارتكابهم الذنوب والخطايا
وأما القسم الثاني فهو
ظلم المرء لغيره :
فقد قال عنه تعالى في الحديث القدسي
( يا عبادي إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما , فلا تظالموا )
فهذا الحديث القدسي فيه الكفاية لمن كان له قلب في ترك ظلم الآخرين
سواء في أعراضهم وأموالهم وأنفسهم ,, صــفحــــة
الــربـــا
قال تعالى :
{ الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المسّ }
فلننظر كيف وصف الله سبحانه وتعالى صاحب الربا بالذي أصيب بالجنون
وفقدان العقل وكيف حوَّل الربا وسميا بالفوائد
وما إلى ذلك من التلاعب بحدود الله جل جلاله
وكيف سوّلت لأصحابه شنّ الحرب على رب العالمين
قال في كتابه العزيز :
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنينفإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله }
فكيف يأمن من يحارب الله ليل نهار بتعامله بالربا ,,
قد اتخذوا من الإسلام رمزا يدوّي شامخا قمم الجبالِ
بيوتاً للربا في كـــل أرض تضاهي مسجدا للدين عالي صــفحــــة
شهـــــــادة الزور
فشهادة الزور ليست بالأمر الهيّن
قال تعالى :
{ والذين لا يشهدون الزور وإذا مرّوا باللغو مرّوا كراما }.
فهذه الآية دليل على أنها من أكبر الكبائر وأنها منافية لأخلاق المسلم الحق,,
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم , منها وجعلها من أكبر الكبائر ,
فقال ثلاثا (( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قالوا بلى يا رسول الله
, قال : الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس وقال ألا وقول الزور
وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قالوا : ليته سكت ))
فكم من حقوق أضيعتوكم من كرامات أهدرت
ومصالح ضاعت على أصحابها والسبب هو تلك الشهادة الجائرة ؟ صفحــــة
الكــــــــذب
فكم من الآيات والأحاديث التي أتت في التحذير من الكذب ووصفه
بالأخلاق الذميمة والسلوك السيء
قال تعالى :
{ بل كذبوا بالساعة }
وقال تعالى :
{ انظر كيف يفترون على الله الكذب }
وقال تعالى :
{ وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة }
وقال تعالى :
{ ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون }
فقد أخرج الشيخان من حديث عبد الله ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة,
وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقا ,
,وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار,
وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذّابا ))
فيكفي من الكذب أنه يذيب ماء وجه صاحبه, بل ربما وقع في مصيبة
لا يجد من يقوم بمساعدته فيهاوذلك لعدم تصديق الآخرين له. صــفحــة
الــبخـــل
قال ابن القيم في ـ ( الفوائد )
البخيل فقير لا يؤجر على فقره.
قال تعالى :
{ وأما من بخل واستغنىوكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وما يغني عنه ماله إذا تردى }
وقال تعالى :
{ ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون }
ذكر المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين باب النهي عن البخل والشح.
والبخل : هو منع ما يجب وما ينبغي بذله.
والشح : هو الطمع فيما ليس عنده
وهو أشد من البخل :
لأن الشحيح يطمع فيما عند الناس ويمنع ما عنده
والبخيل يمنع ما عنده مما أوجب الله عليه من زكاة ونفقات مما ينبغي بذله
فيما تقتضيه المروءة.
وكلاهما أعني البخل والشح خلقان ذميمان فإن الله سبحانه وتعالى ذم
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل. صــــفحـــة
سوء الخلـــــق
فقد وُصِف سوء الخلق بأنه عيب و مرض عضال لا شفاء منه و
هو سبب البغض والكراهية والنفور , ويجر صاحبه إلى انقطاع
المودة بينه وبين مجتمعه ,
وإن الشخص سيء الخلق الفظ الغليظ القلب الذي لا يألف ولا يُؤلف
يجد بين نفسه والآخرين متاعب كثيرة ,
ولا يمكنه أن يرى فضائل المودة والرحمة والتعاون ؛ فقد جُلب
على قساوة معاملة الناس بالسوء,
كما يحطم صاحب سوء الخلق من قيمة العيش حتى في نطاق أسرته. صـــفحــة
نكران المعـــــــــروف
وأشد النكران , هو نكران العبد لفضل ربه عز وجل الذي خلقه
فأوجده من العدم ولم يكن قبل شيئا مذكورا, وأطعمه من جوع وسقاه من ظمأ وكساه
من عري وقد نزل من بطن أمه عريانا, وعلمه مالم يكن يعلم ,
فكيف قابل هذه النعم التي هي في الحقيقة قطرات من بحر لا ساحل له بالنكران ؟؟؟
قال تعالى في سورة الرحمن :
{ هل جزاء الإحسان الا الإحسان }
فقلَّ من نجده يجازي بالإحسان إلا ما رحم ربي ,, فالأغلب تحول إلى منكر
وجاحد ومستهتر بحق أخيه , فضلا أن يرد الجميل بالجميل
وما أكثر ناكري المعروف اليوم , صـــفحـــة
السخرية بالآخـــرين
قال تعالى :
{ ياأيهالذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهمولا نساء من نساء عسى أن يكنّ خيرا منهنّ }
فأما السخرية أمر عظيم قد يؤدي بصاحبه إلى الكفر ودخول النار والعياذ بالله ,
ودليل ذلك قوله تعالى :
{ إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمينفاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون }
فالسخرية لا تتوقف على القول باللسان فحسب , بل حتى بالإشارة باليد,
فقد نجد من يلمز الآخرين لقصر أو لطول أو لبدانة أولغير ذلك
وهذا فيه اعتراض على الخالق سبحانه وتعالى قبل أن يكون
سخرية واستهزاء بالمخلوق. صــفحــــة
الكـــبر والخيـــلاء والتعـــالي
ويكفي بالكبر عدوا وهو من أخرج إبليس من الجنة ومن النعيم المقيم ,
قال الله في كتابه :
{ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين }
قال تعالى :
{ ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور }
وقال تعالى :
{ كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار }
فعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ))
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( يقول الله تعالى) :
(( الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحد منهما ألقيته في جهنم ولا أبالي ))
وعن ابن عمر رضي الله عنهماقال سمعت رسول الله على الله عليه وسلم يقول
(( من تعظّم في نفسه واختال في مشيته لقي الله تعالى وهو عليه غضبان )). صــــفـــحة
الخيانـــــــة
الخيانة قد تشتمل على أمور عدة
منها خيانة ( البصر )
وخيانة ( السمع )
وخيانة ( الفؤاد )
بل قد تكون الخيانة أيضا في ( الحب )
ومصداق ذلك قول الشاعر :
ومن الناس من يحب وفاء
ومن الناس من يحب خيانة
وأما عن خيانة الجوارح فيقول الله تعالى :
{ وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار }
وقال تعالى:
{ إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا }
يقول سيد قطب ـ رحمه الله ـ :
والأمانة العلمية والتي يشيد بها الناس في العصر الحديث ليست سوى طرف
من الأمانة العقلية القلبية التي يعلن القرآن تبعتها الكبرى
ويجعل الإنسان مسؤولا عن سمعه وبصره وفؤاده أمام واهب السمع والبصر والفؤاد ,
إنها أمانة الجوارح والحواس والعقل والقلب ,
أمانة يُسأل عنها صاحبها وتُسال عنها الجوارح والحواس والعقل والقلب جميعا ,أمانة يرتعش الوجدان لدقتها وجسامتها كلما نطق اللسان بكلمة ,
وكلما روى الإنسان رواية , وكلما أصدر حكما على شخص أو أمر أو حادثة . من كلام (سيد قطب) صـــفحــة
ســـــوء الظـــن
لا شك أن سوء الظن داء عضال بدأ يسري في نفوس كثير من الناس ,
والأعظم من ذلك ,
أن يُساء الظن بالله تعالى :
فمن أكبر وأعظم مساوئ الأخلاق سوء الظن بالله سبحانه , بل هي من أقبح الرذائل التي يحملها الإنسان في طيات نفسه ,
إن السبب الرئيسي لسوء الظن بالله هو الجهل به وبعظمته وبعدم الإيمان به
إيمانا حقيقيا .
قال تعالى :
{ وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين }
وأما عن سوء الظن بالمسلمين
فقال عنه تعالى :
{ يا أيهالذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم }
يحكم الإنسان على الأشخاص والأحداث التي تمر عليه بحكم معيّن إما بالآيجابأو بالسلب
وهو في ذلك ينطلق من إحدى حالتين :
إما بالعلم أي أن عنده من الأدلة والشواهد ما يثبت رأيه ,
وإما بالظن أي إنه يبني حكمه على التخيلات ,
والآحتمالات والتي قد تكون صحيحة أو غير صحيحة ,
والأصل في الإنسان العاقل أن يبني أحكامه ومواقفه على علم
كما يقول تعالى :
{ ولا تقف ما ليس لك به }
حينما تريد أن تحكم على شخص معيّن أو أمر ما فعليك التأكد والتثبت
من صحة الأدلة والبراهين. راقَ ليْ ,, |