عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree35Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 01-27-2013, 11:25 PM
 













قصة حواري عيسى عليه السلام




أرسل الله سبحانه رسوله عيسى عليه السلام إلى بني إسرائيل داعياً إلى الحق المبين، وهادياً إلى صراط مستقيم، غير أنه لم يجد منهم آذاناً صاغية، ولا قلوباً واعية، ولما علم أن أكثرهم عن الحق معرضون، وعن الصراط صادون، خاطبهم بقوله: {من أنصاري إلى الله} (آل عمران:52). ويحكي القرآن الكريم أن فئة قليلة كانت قد آمنت بما جاء به عيسى عليه السلام من الحق، فلم تتردد في قبول ما جاء به، ولم تتقاعس عن تلبية نداء دعوته، بل إجابته بقولها: {نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون} (آل عمران:52)، وفي آية أخرى: {قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون} (المائدة:111).

وقد سمى سبحانه أنصار عيسى بالحواريين؛ لأنهم أخلصوا لله تعالى نياتهم، وطهروا سرائرهم من النفاق والغش، فصاروا في نقائهم وصفائهم كالشيء الأبيض الخالص البياض، النقي من الشوائب. فهم لقوة إيمانهم وصفاء نفوسهم، قد لبوا نداء الحق، وتركوا الباطل ورائهم ظهريًّا، ولم يخشوا في ذلك لومة لائم، دافعهم إلى ذلك نصرة دين الله، والدفاع عن الحق الذي جاءهم به عيسى عليه السلام. يشهد لذلك قولهم: {آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون}، فهم أقروا بالإيمان بالله وحده، وعلموا علم اليقين أن ما جاءهم به عيسى هو الحق المبين، وطلبوا منه أن يشهد لهم بهذا الموقف الإيماني عند الله يوم يقوم الناس لرب العالمين.



وقولهم الآنف الذكر يدل على أنهم كانوا على درجة عالية من قوة الإيمان، وصدق اليقين، ونقاء السريرة، والخضوع لدعوة الحق. وفوق ذلك، فقد أخبر القرآن عنهم أنهم أعلنوا اعترافهم بربوبيته الكاملة سبحانه، وسلموا تسليماً تاماً بما أنزله الله على أنبيائه من قبل، وأكدوا امتثالهم للحق الذي جاءهم به عيسى عليه السلام، ثم التمسوا منه سبحانه أن يجعلهم من عباده الأخيار، وهو ما أخبر عنه سبحانه بقوله: {ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين} (آل عمران:53).



ثم أخبر القرآن الكريم ما كان من بني إسرائيل، فقال سبحانه: {ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين} (آل عمران:54). وقد كان اليهود الذين علم منهم عيسى عليه السلام الكفر، قد دبروا له حيلة لقتله، واتخذوا الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذه الجريمة النكراء، بيد أن الله سبحانه أحبط مكرهم، وأبطل تدبيرهم، بأن نجى نبيه عليه السلام.



ويحكي القرآن الكريم في شأن الحوارين أنهم طلبوا من عيسى عليه السلام أن يُنْزِل عليهم مائدة من السماء، ودار بينهم وبين عيسى عليه السلام الحوار التالي: {إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء} (المائدة:112)، روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان القوم أعلم بالله عز وجل من أن يقولوا: {هل يستطيع ربك}، قالت: ولكن (هل تستطيع ربَّك). وروي عنها أيضاً أنها قالت: كان الحواريون لا يشكون أن الله يقدر على إنزال مائدة، ولكن قالوا: (هل تستطيع ربَّك). وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: أقرأنا النبي - صلى الله عليه وسلم- : (هل تستطيع ربَّك)، قال معاذ: وسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - مراراً يقرأ بالتاء: (هل تستطيع ربَّك).



وقد كان جواب عيسى على طلب الحواريين بأن أمرهم بتقوى الله سبحانه، والوقوف عند حدوده، والخوف والخشية منه، وترك مطالبته بأمور تؤدي بالمؤمن إلى الفتنة، فقال لهم: {اتقوا الله إن كنتم مؤمنين}.



ثم حكى القرآن الكريم ما ردَّ به الحواريون على عيسى عليه السلام، وذلك قولهم: {قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين} (المائدة:113)، فقد بينوا في جوابهم أنه طلبوا نزول المائدة رغبة في أن ينالوا البركة، ولحاجتهم إلى الطعام بعد أن ضيق عليهم بنو إسرائيل في الرزق، وأيضاً لتزداد قلوبهم إيماناً بالله وتصديقاً بما جاءهم من الحق، وأيضاً ليكونوا شهوداً على صدق المعجزات التي جاءهم بها عيسى عليه السلام عند الذين لم يشهدوها.



والحواريون بينوا لعيسى عليه السلام - كما حكى القرآن الكريم - أنهم لم يطلبوا نزول المائدة من السماء؛ لأنهم يشكون في قدرة الله، أو نبوة عيسى عليه السلام، بل طلبوا ذلك زيادة في الإيمان، وطلباً لليقين. قال أهل العلم: "كان الحواريون خلصان الأنبياء، ودخلاؤهم وأنصارهم...وقد كانوا عالمين باستطاعة الله لذلك ولغيره علم دلالة وخبر ونظر، فأرادوا علم معاينة كذلك، كما قال إبراهيم عليه السلام: {ولكن ليطمئن قلبي} (البقرة:260)، وقد كان إبراهيم علم ذلك علم خبر ونظر، ولكن أراد المعاينة التي لا يدخلها ريب، ولا شبهة؛ لأن علم النظر والخبر قد تدخله الشبهة والاعتراضات، وعلم المعاينة لا يدخله شيء من ذلك، ولذلك قال الحواريون: {وتطمئن قلوبنا}، كما قال إبراهيم: {ولكن ليطمئن قلبي}.



ثم أخبرنا القرآن الكريم بما تضرع به عيسى عليه السلام بعد أن سمع من الحواريين ما قالوه في سبب طلبهم لنزول المائدة من السماء، كما بين ذلك سبحانه بقوله: {قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين} (المائدة:114)، فقد طلب عيسى عليه السلام من ربه سبحانه أن ينزل على أنصاره رزقاً من السماء، يكون يوم نزوله عيداً يحتفلون به، ويبتهجون، ويتقربون به إلى الله عز وجل على ما رزقهم من الطيبات، ويكون أيضاً عيداً لمن يأتي من بعدهم، ممن لم يشهد هذه الآية المعجزة الربانية. قال السدي: أي نتخذ ذلك اليوم الذي نزلت فيه عيداً، نعظمه نحن ومن بعدنا. وقال سفيان الثوري: يعني يوماً نصلي فيه. وقال قتادة: أرادوا أن يكون لعقبهم من بعدهم. وعن سلمان الفارسي: عظة لنا ولمن بعدنا.



ثم ختم سبحانه حديثه عن هذه المائدة وما جرى بشأنها بين عيسى عليه السلام والحواريين بقوله: {قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين}، فأخبرهم سبحانه أنه منزل هذه المائدة عليهم؛ إجابة لدعاء رسوله عيسى عليه السلام، وأخبرهم أن من يكفر بعد نزولها، فإنه سوف يعذبه عذاباً شديداً.



وفي ختام سورة الصف مدح سبحانه الحواريين، ودعا المؤمنين إلى التشبه والاقتداء بهم، فقال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين} (الصف:14)، فالآية هنا تأكيد لما جاء في آية آل عمران من دعوة عيسى المؤمنين من بني إسرائيل إلى نصرته، والالتزام بما جاء به، بقوله على سبيل الامتحان؛ لقوة إيمانهم: مَنْ الجند المخلصون، الذين أعتمد عليهم بعد الله سبحانه في نصرة دينه، وفي التوجه إليه بالعبادة والطاعة وتبليغ رسالته؟ فأجابوه بقولهم: نحن أنصار دين الله تعالى، ونحن الذين على استعداد أن نبذل نفوسنا وأموالنا في سبيل تبليغ دعوته عز وجل، ومن أجل إعلاء كلمته سبحانه.



وكان جواب الحواريين لعيسى عليه السلام عندما دعاهم إلى اتباع الحق - كما تقدم -: نحن أنصار دين الله، ونحن الذين سنثبت على العهد، أما بقية بني إسرائيل، فقد افترقوا إلى فرقتين: فرقة آمنت بما جاء به عيسى عليه السلام من عند الله تعالى، وفرقة أخرى كفرت به وبرسالته، وقد أيد سبحانه الفئة المؤمنة من بني إسرائيل، ونصرها على الفئة الكافرة منهم.



وقد تحدث القرآن الكريم في سورة الحديد عن ثلاث طوائف من أتباع عيسى عليه السلام؛ طائفة ابتدعت في دين الله ما ليس منه، وطائفة أخرى استمرت على الإيمان الحق، الخالي من البدع والأهواء، وطائفة ثالثة انحرفت عن الحق الذي جاء به عيسى عليه السلام انحرافاً شديداً، وقد أخبر سبحانه عن هذه الطوائف الثلاث بقوله: {وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون} (الحديد:27)، فالطائفة الأولى جعل سبحانه في قلوبها {رأفة ورحمة} غير أنها ابتدعت عبادة اختارتها لنفسها {ورهبانية ابتدعوها}؛ زهداً في متاع الدنيا، وتقرباً إلى الله تعالى، والله سبحانه لم يأمرها بها، بيد أنها مع مرور الأيام لم تحافظ على ما اختارته من عبادة، وما ابتدعته من بدعة، بل صار أمرها إلى طقوس خالية من العبادة الصحيحة، لم يصبر على تكاليفها ومشاقها إلا القليل منهم. والطائفة الثانية استمرت على اتباعها لعيسى عليه السلام وعلى الإيمان به إيماناً صحيحاً خالياً مما يفسده، ويعكر صفوه، فأعطاها سبحانه أجورها طيبة كاملة، {فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم}. وأما الطائفة الثالثة فقد بدلت نعمة الله كفراً، وقالت: {إن الله ثالث ثلاثة} (المائدة:73)، وقالت: {إن الله هو المسيح ابن مريم} (المائدة:17)، وقالت: {المسيح ابن الله} (التوبة:30)، فسوف تلقى من العقاب والعذاب ما تستحقه.



وقد قال سبحانه في ختام الآية: {وكثير منهم فاسقون} ليدل على أن الذين خرجوا عن الدين الحق الذي جاء به عيسى عليه السلام، وفسقوا عن أمر ربهم أكثر من الذين آمنوا به واتبعوا النور الذي أنزل معه.



وفي سورة الزخرف ورد قوله تعالى بخصوص دعوة عيسى عليه السلام قومه: {ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم} (الزخرف:63-65). فقد أرسل سبحانه عيسى عليه السلام إلى قومه، فخاطبهم ناصحاً ومرشداً: يا قوم! لقد جئتكم بالمعجزات البينات الواضحات، التي تشهد بصدق ما جئتكم به من الإنجيل، المشتمل على ما تقتضيه الحكمة الإلهية من آداب وتشريعات ومواعظ. ثم طلب منهم أن يسمعوا لما جاءهم به، ويطيعوا ما أمرهم به؛ لأن في ذلك نجاة لهم. بيد أن قوم عيسى عليه السلام اختلفوا في أمره اختلافاً شديداً.



و{الأحزاب} الذين اختلفوا في أمر عيسى هم اليهود والنصارى؛ لأنهم أمة دعوته، وقيل: المراد النصارى، وهم أمة إجابته، وقد اختلفوا في أمره شيعاً وأحزاباً، فمنهم الملكانية، ومنهم النسطورية، ومنهم اليعقوبية. وقالوا في أمره أقوالاً باطلة. وقد توعد سبحانه الذين اختلفوا في أمره بالعذاب الأليم؛ بسبب اختلافهم وبغيهم، ونسبتهم إلى عيسى عليه السلام ما هو بريء منه.



هذا حاصل ما ورد بشأن قصة حواريِّ عيسى عليه السلام في القرآن وأتباعه وأهل دعوته. والحديث عن عيسى عليه السلام له بقية.

__________________
ليلى
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 01-29-2013, 12:55 PM
 








تعد قصة موسى وهارون عليهما السلام وما حدث بينهما وبين فرعون وبين قومهما من بني إسرائيل تعدُّ على رأس القصص التي تكرر ذكرها في القرآن الكريم؛ حيث ورد الحديث عنها في أكثر من عشرين سورة، تارة بصورة مفصلة، كما هو الحال في سور (البقرة)، و(الأعراف)، و(طه)، و(الشعراء)، و(القصص). وأخرى بصورة مختصرة، كما هو الحال في سور (الروم)، و(الدخان)، و(النازعات) وغيرها.

تكرر ذكر موسى عليه السلام في القرآن الكريم أكثر من مائة مرة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندما يشتد به الأذى، يقول: (رحم الله موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر) متفق عليه.

حاصل القصة

كان موسى عليه السلام واحداً من بني إسرائيل؛ إذ ينتهي نسبه إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وقد أرسله سبحانه إلى فرعون وقومه؛ ليدعوهم إلى إخلاص العبادة لله تعالى؛ ولينقذ بني إسرائيل من ظلم فرعون وملئه؛ حيث كانوا يذبحون الأبناء، ويستحيون النساء. وبقي يكرر الدعوة لفرعون وقومه، وينهاهم عن ظلم الناس، لكن من غير فائدة. وكانت نتيجة إصرار فرعون على الكفر والجحود والعناد أن أغرقه الله وقومه، وجعله عبره لمن بعده من الجبابرة.

في سورة القصص أكثر من أربعين آية تحدثت عن الظروف التي ولد خلالها موسى، وعما فعلته أمه بعد مولده، وعن حاله بعد أن بلغ أشده واستوى، وعن هجرته إلى أرض مدين، وعن تشريفه بالنوبة وهو في طريقه من أرض مدين إلى مصر، وعن دعوته فرعون وقومه، إلى إخلاص العبادة لله الواحد القهار.

ولادة موسى وتربيته

وُجد موسى عليه السلام في ظرف كان فيها فرعون مصر قد تمادى في غيه، وعلا في الأرض عتواً وفساداً، وأنزل الخسف بطائفة من رعاياه، هم بنو إسرائيل؛ إذ عاشوا في ظلاله عيشة البلاء، وبينما هم في نكد من العيش، إذ تقدم كاهن من فرعون، وقال له: يولد مولود في بني إسرائيل، يذهب ملكك بيده! فثارت ثائرة فرعون واشتط غضباً، وأخذ يذبِّح الأبناء، ويستبقي النساء أحياء.

كانت أم موسى في تلك الأثناء تجلس في بيتها قلقة خائفة، وهي على وشك أن تضع مولودها، فلما جاءها المخاض، دعت قابلة لتدبر أمر الولادة، فلما وضعت أم موسى حملها، كتمت أمره عن الناس؛ مخافة أن يصيبه ما يُصيب أمثاله من قاتل الأطفال. ثم ألهمها الله أن تضع وليدها في صندوق، وتلقي به في نيل مصر، مسلِّمة أمرها إلى الله، عسى أن يقع في يد بعيدة تحفظه مما يراد به.

وقد طلبت أم موسى من ابنتها أن تتبع أثر أخيها؛ لتنظر ماذا سيكون من أمره. سارت أخت موسى تتتبع أثر أخيها هنا وهناك، وما كان أشد هلعها حينما حُمِل الصندوق إلى فرعون، ولم تكد تقع عين امرأة فرعون على هذا الطفل الوليد الجديد حتى ألقى الله محبته في قلبها، فطلبت من زوجها أن يكون ابناً لها، وبقدر ما فرحت امرأة فرعون بهذا المولود الذي دخل حبه إلى قلبها من غير استئذان، بقدر ما كان قلب أم موسى يكابد الهم ويعتصر إشفاقاً على وليدها، بيد أنها كانت واثقة بحفظ الله له، ورعايته إياه. وأخذت امرأة فرعون تحضر للمولود الجديد مرضعة تقوم بشأنه، بيد أن موسى الرضيع لم يقبل ثدي أي واحدة من المرضعات، ثم هدى الله أخت موسى إلى بيت فرعون، فطلبوا منها أن تأتي بمن يكفله، فجاءت بأمها على أنها مرضعة من المرضعات، فعرضوا عليه ثديها فقبله، فطلبوا منها أن تأخذ الطفل، وتعتني به ريثما يكبر ويشب عن الطوق.

أتمت أم موسى رضاع وليدها، ثم أسلمته إلى القصر الفرعوني، وهناك كبر وأصبح ذا شأن في البلاط، وعندما بلغ موسى تمام الأربعين، أوحى الله إليه بالرسالة، وأمره أن يبلغها إلى فرعون وقومه، واتجهت أنظار المغلوبين والمظلومين إليه؛ ليحميهم مما أثقل كاهلهم من الظلم والآلام.

ثم إن موسى عليه السلام بدت منه مجاهرة لفرعون وقومه بما يكرهون، فاختفى عن الأنظار وغاب. وذات يوم وهو يمشي في شوارع المدينة، إذا برجلين يقتتلان، أحدهما عبري من مشايعيه، والآخر قبطي من قوم فرعون، ويبدو أن القبطي كان هو المعتدي، فطلب العبري من موسى النصرة والحمية، فهمَّ موسى فضرب القبطي، فكانت القاضية، ثم ندم على فعلته، واستغفر ربه على ما كان منه.

واستمر القلق يساور موسى بعد قتله للقبطي، فأصبح يسير في طرقات المدينة خائفاً من مغبة فعله، ومترقباً لما سيؤول إليه الأمر. وبينما هو على هذه الحالة إذا بالشخص العبري يستغيث به مرة أخرى من قبطي آخر، ويطلب منه العون عليه، فما كان من موسى إلا أن قال له، وهو على حالة من الغضب: إنك لضال بيُّن الضلالة، وجاهل واضح الجاهلة؛ لأنك تسببت في قتلي لرجل، ما كان ينبغي أن يُقتل.

وانتشر خبر قتل موسى للقبطي بالمدينة، فأخذ فرعون وقومه في البحث عن موسى عليه السلام؛ لينتقموا منه، في تلك الأثناء جاء رجل مسرعاً، فأخبر موسى أن السلطات الفرعونية، تبحث عنه، وتريد القبض عليه والنيل منه، ونصحه بالخروج من مصر والتوجه إلى مكان آمن، لا تطاله فيه يد البطش ولا تصل إليه قوى العدوان. واستجاب موسى عليه السلام لنصح الرجل، فغادر المدينة تحت جنح الظلام، وأخذ يتضرع إلى الله أن ينجيه من القوم الظالمين، ويحفظه من كيد المعتدين.

توجه موسى تلقاء مدين وزواجه

توجه موسى عليه السلام تلقاء مدينة مدين -منطقة الأردن اليوم- وكان يقيم فيها النبي شعيب عليه السلام، ولم تكن هذه المنطقة داخلة تحت السلطان الفرعوني، ووصل موسى عليه السلام بعد رحلة شاقة محفوفة بالمخاطر والصعاب إلى أرض مدين، وعند وصوله إلى ذلك البلد، قصد مكاناً يستقي الناس منه، وصادف أن وجد في ذلك المكان فتاتين كانتا تريدان سقاية أغنامهما والتزود بالماء، وكان الطلب على الماء شديداً، والناس يتدافعون للحصول عليه ، بيد أن تلك الفتاتين كانتا تقفان جانباً، تنتظران الوقت المناسب للتزود بالماء، فتقدم منهما موسى عليه السلام، وسألهما عن شأنهما: فأخبرتاه أنهما ليس من عادتهما أن يطلبا الماء حتى ينصرف الناس عنه، ويصبح الماء خالياً من قاصديه، وأخبرتاه أيضاً أنهما لا يليق بهما مزاحمة الرجال على الماء، وليس عندهما من يقوم بهذه المهمة بدلاً عنهما، وأن أباهما رجل كبير لا يقوى على القيام بهذه المهمة الشاقة.

وبعد أن سمع موسى عليه السلام منهما هذه الإجابة سارع إلى معاونتهما، فسقى لهما مواشيهما، ثم تنحى جانباً؛ ليستظل تحت شجرة تقيه حر الشمس الحارقة، وأخذ يناجي ربه طالباً منه المدد والعون والتوفيق والتسديد، وكانت الإجابة سريعة.

لما رجعت الفتاتان سراعاً بالغنم إلى أبيهما، أنكر حالهما ومجيئهما سريعاً على غير المألوف من عادتهما، فسألهما عن خبرهما، فقصتا عليه خبر موسى عليه السلام، وأخبرتاه أنه رجل قوي وأمين. فسألهما أبوهما: وكيف علمتما بذلك؟ فأجابته إحداهما: إنه رفع الصخرة التي لا يطيق حملها إلا عشرة رجال، وإنه لما جئتُ معه تقدمت أمامه، فقال لي: كوني من ورائي، فإذا اجتنبتُ الطريق، فاقذفي لي بحصاة، أعلم بها كيف الطريق، فأهتدي إليه. فبعث إحداهما إلى موسى لتدعوه إلى مقابلته، فجاءته إحداهما وهي تمشي على استحياء، وأخبرته أن أباها متشوف لرؤيته والتعرف عليه، ومكافأته على فعله. فلاقت الدعوى قبولاً لدى موسى عليه السلام، فذهب معها للقاء والدها، ولما وصل إلى بيت العجوز والتقى به، وقص عليه ما كان من أمره وقتله القبطي، وخروجه من مصر، قال له الشيخ: لا تخف، فأنت في مأمن وحرز من أن ينال منك أحد.

ثم إن الفتاة طلبت من أبيها أن يستأجر موسى عليه السلام، وعللت طلبها بقوته وأمانته، وأخبرت والدها بأن في استئجاره كفاية لهم من تعب الرعي، ومشقة السقي، فاستجاب الشيخ لاقتراح ابنته، ثم استدعى موسى وأخبره أنه راغب في مصاهرته، وتزويجه أي الفتاتين يرغب، وشرط عليه العمل عنده مدة ثمانية أعوام، وأنه سيعامله المعاملة التي تليق بمكانته، وإن رغب في إتمامها إلى عشر، فذلك فضل منه وكرم. وأبدى موسى موافقته على هذا العرض النبيل.

ومضت السنون التي قضاها موسى عليه السلام أجيراً عند الشيخ الكبير، ووفى كل واحد منهما بما وعد به صاحبه، وتزوج موسى بإحدى الفتاتين، ثم قرر الرجوع إلى مصر، فماذا حدث في طريق العودة؟



يتبع

__________________
ليلى
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 01-30-2013, 12:16 AM
 
بارك الله فيكِ
ونفع بكِ
وجزاكِ الله خيرا.....
نسمة قلب likes this.
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 01-31-2013, 10:18 PM
 
شيخ روحاني لعلاج السحر شيخ لجلب الحبيب علاج العقم علاج العين الحسد النظره اللمسه الارضيه المس الشيطاني شيخ روحاني لعلاج السحر السفلي العلوى الارضي بالقران شيخ روحاني لجلب الحبيب شيخ روحاني لعلاج السحر جلب الحبيب للزواج جلب الرزق جلب الحبيب وقتي مجرب جلب الحبيب سريع مجرب مضمون معتمد سريع جلب الحبيب بالشمعه جلب بالنظره جلب الساعه اكبر اصدق اقوي شيخ روحاني لعلاج جميع انواع السحر بالرقيه الشرعيه موثق معتمد مضمون فضيلة الشيخ الروحاني عبدالرحمن الطيب 00201144227154

بسم الله الرحمن الرحيم

جلب الحبيب بالقران - جلب الحبيب للزواج - علاج السحر - علاج العقم - فك المربوط - خواتم روحانيه - احجار كريمه - شيخ روحاني رسمي معتمد - خدمات فضيلة الشيخ الروحاني عبدالرحمن الطيب

دير بالك ترشد بأمر الله

الســلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على رسول الله أطيب الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى اله وصحبه أجمعين
وبعد

يتقــدم إليــكم اليوم
بعد أن قرر فتح مكتب خاص خارج الخدمات المقدمه من داخل مشيخة الأزهر الشريف والتعامل فى دول الخليج العربي والدراسات والبحوث فقط

فقد قرر بحمدالله أن يقوم بفتح باب المساعدات لجميع الناس وقد قمنا نحن فريق العمل
بتصوير اول إعلان تلفزيوني لفضيلة الشيخ / عبدالرحمن الطيب
ويعرض على قنوات الحياه ، الناس وقناة الحقيقه
وإعلان صوتي على إذاعة صوت مصر واذاعة الـ FM


وقد نقلنا إليكم هنا لكي يستفيد الجميع سواء كان طالب لقضاء الحاجه او طالب للاستفسار او المناقشه أو المساعده أو كان طالب علم فقد قرر أيضا فضيلة الشيخ افتتاح مدرسه روحانيه الكترونيه خلال شهر ابريل القادم وسوف يعلن عن مواعيدها ..
وبعد يسعدنا أن نعلن لسيادتكم عن بعض ما يتقدم به فضيلة الشيخ إليكم من مساعدات

أولا
بأمر الله تعالى كشف عام كامل فلكي روحاني عنك وعن من تريد ( مجانا كصدقه جاريه عن ال الطيب )
ولوجه الله تعالى اولا واخيرا


ثانيا
بأمر الله تعالى ونعمته وفضله وفضل قرآنه الكريم الذى جعل فيه شفاء للناس وعن سنة رسوله الكريم
يقدم فضيلة الشيخ العلاجات من جميع الامراض الروحانيه مجانا
( ومعني المرض الروحاني هو السحر والحسد والعين واللمسه واى مرض لم يندلع تحت تشخيص طبي سواء كان نفسي او جسدي او عقلي ) كما يشمل أيضا
علاج المربوط عن النساء ، علاج جميع أنواع السحر من النظره واللمسه والحسد
علاج الضعف الجنسي عند الرجال والربط عندهم



ثالثا
بأمر الله تعالى وفضل قرآنه الكريم وسنة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وعلم سيدنا سليمان الذى تدارسه شيخنا الجليل كما توارث العديد والعديد من العلوم فى هذا الباع
فيتقدم اليكم بأمر الله تعالى بتقديم المساعدات في العديد من الفوائد والاستعمالات والخدمات ومنها على
سبيل المثال لا الحصر :

جلب الحبيب ، جلب الحبيب للخطبه والزواج ، رد المطلقه ، زواج البكر البائر المتعسره عن الزواج
زرع الهيبه والمحبه والقبول فى قلب من يراك ، زرع الطاعه والقبول والالفه بين الزوجين
خواتم روحانيه لكل شئ من اخفاء وطيران وغيرها الدخول على الحكام وعقد الالسنه على كلمة نعم
جلب الحبيب الغائب ، عودة المسروقات ، فتح المنادل ، جلب الزبون فى التجاره ، لتفريج الكروب
للعزه والكرامه والتحصن من الاسحار والاعمال والنظر والعين والحسن وكل شئ
للكشف على الكنوز وتسخير قلوب الناس بالمحبه والقبول
قلادات وخرز روحاني لكل شئ
كتب ومخطوطات أصليه......

وبأمر الله تعالى نتوعد لسيادتكم ضمان التواصل
يـــوميـــا / من الساعه الثامنــ8ــه صباحا وحتى الساعه الرابــ4ــعة عصرا
بتوقيت جمهورية مصر العربيه

وبأمر واحد أحد ونظرا لكثرة طلباتكم ايها الساده الكرام فقد وافق فضيلة الشيخ
على مد ساعات العمل الى الساعه 6 مساء بدلا من الرابعه ...


للتواصل المباشر مع فضيلة الشيخ

عن طريق الهاتف مباشرة
من داخل مصر : 00201144227154
من خارج مصر : 01144227154

أو التواصل اما عن طريق الموقع الخاص فينا

Www .ElTiB. Com
Www .ElTiB .Roo7. BiZ
Www .Qaher .MaM9. Com
Www .alshikheltib .ba7r. biz
Www .draltaib .ba7r.biz

او عن طريق إحدي الايميلات الرسميه
AbDAlrhMaNEltiB@YaHoo.Com
AlShikhElTiB @Yahoo. Com
AlShikhElTiB @HotMail. Com
AlShikhElTiB @Gmail. Com
AlShikhElTiB @Skybe. Com

ومن منكم لا يعرف فضيلة الشيخ الروحاني عالم الفلك الشهير
فضيلة الشيخ عبدالرحمن الطيب فهنا نضع بين ايديكم جزء من سيرته الذاتيه العطره وما تطرق له
نتقدم إليكم نحن فريق عمل


بالسيره الذاتيه

للعالم الفلكي الروحاني فضيلة الشيخ / عبد الرحمن الطيب
برع وبزغ نجم فضيلة الشيخ فى أحد العوالم الغريبه التي تدور حول العديد من الخطوط من خلال عائله كبيره برعت وتربت على علوم سيدنا سليمان عليه السـلام وعلى علوم الأولياء الصالحين فمنهم العلامه الكبير الشيخ غرماوي الطيب جد فضيلة الشيخ عبدالرحمن رحمه الله فهو كان من أول اصحاب المؤلفات وكان أول أزهري يعمل على قضاء الحوائج وتطبيق علوم سيدنا سليمان وهو عضو هيئة الازهر ومن بعدها توارثت العائله وكان شيخنا الجليل فضيلة الشيخ عبدالرحمن الطيب قد بدأ حياته العمليه من صباه مع الوالد والأهل وبدأ يتدرج بالعلم والتعلم والبحث عن المعرفه وشد الى تركيزه العديد من العلوم التى وبفضل الله عليه اصبح بارعا فيها مثل علوم الاسماء والعلوم السليمانيه الخاصه بقضاء الحوائج والتواصل الروحاني مع الكائنات الحيه وهذه نعمه من الله انعم الله به عليه

ومن بعد تولي مناصب ادارية بجمهورية مصر العربيه ضمن اطار وزارة العدل ومشيخة الازهر
الشريف مع مزاولته للعمل فى خدمة الناس
وبعد اكمل دراسته الفلكيه كامله حتى حصل على الدكتوراه فى علوم الابحاث الفلكيه وتحديد المسارات
حتى حصل على عضوية الاتحادات العربيه والمصريه للبحوث الفلكيه ومن بعدها بفضل الله تعالى قد حصل على عضوية الاتحاد العالمي للفلكيين والروحانيين بفرنسا بعضويه رقم 15640 وبأمر الله خلال الدوره القادمه فى انتخابات الاتحاد يرشح ليكون رئيسا بأمر الله ويكون أول مصري يقدم نفسه كمرشح لانتخابات ادارة الاتحاد العالمي للفلكيين والروحانيين وهو بالفعل واحد ضمن 8 شيوخ مصريين فقط لا غير حاصلين على العضويه

وبعد
بفضل الله تعالى فضيلة الشيخ / عبد الرحمن الطيب
حاصل على درجة البكالريوس فى الشريعه الاسلاميه من جامعة الازهر الشريف وتم تعيينه معيد لمدة عامين
حاصل على الدكتوراه فى الابحاث الفلكيه من جامعة كاليفورنيا بأمريكا
أستـاذ العلوم الفلكيــه بجامعـة الابحاث الفلكيه الهولنديه
عضو مشيخة الأزهر الشـريف ومجمع البحــوث الإســلاميه
عضو الاتحادات العربيه والمصريه للبحوث الفلكيه
عضو الاتحاد العالمي للفلكيين والروحانيين بفرنسا بعضويه رقم 15640
وبفضل الله تعالى معتمد رسميا من مشيخة الازهر الشريف والسلطات المصريه للعلاجات بالرقيه الشرعيه والقران


ونتمنى من الله ان ينول الجميع على حسن التقدير والاحترام
وأن نكون خير عون وسند على مساعدة الناس الفقير قبل الغني ونصرة المظلومين ورد الحقوق


ومساعدة الناس قدر ما نستطيع ,,,,

لكم كامل التحيه والتقدير
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 02-06-2013, 01:25 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مؤمن الرشيدي
بارك الله فيكِ
ونفع بكِ
وجزاكِ الله خيرا.....



وفيك اخي الكريم
شكرا لطيب مرورك هنا
__________________
ليلى
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لۈ حيَـآتڪ قصـَۂ ، ، فمَـآذآ سيَڪۈن عنۈآنهَـآ . .!* الدلع كلو حوارات و نقاشات جاده 4 09-09-2010 07:02 AM
مـن قصـص ملــوك الفراعنــة نبيل المجهول أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 02-10-2007 04:26 PM


الساعة الآن 03:13 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011