السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والأدهى من ذلك أن الساسة والمفكرين عندنا يرون أن تقدمنا لا يتم إلّا بدوافع خارجية ولا يدركون أن عملية التطور هذه تحتاج إلى قواعد وأسس وليست نموذجاً يمكن استعارته أو استنساخه..
جميل .. و هنا نقطة ذكرتيها و هي ان التطور يحتاج الى قواعد اساسية و ليس نماذج نسقطها على واقعنا .. و حتى الاساسات التي يجب ان تبنى عيليها يجب ان تكون اساسات فعلية و ليست اساسات على اهواء اشخاص محددين لتخدم مصالحهم
وهذا هو الذي يخنق عالمنا العربي والإسلامي ولا يدع له فرصة للتطور والإبداع وقد أدى ذلك إلى خلق إنسان مستقيل عن مسئولياته ويبحث عن الأعذار لتخلفه وكسله..
و هذا ما دمرنا .. نتفنن في خلق الاعذار .. و نرمي اعذارنا على " المؤامرة "
قصدي هنا أن اعتماد النخب السياسية والفكرية ومن بيدهم الأمر في عالمنا العربي والإسلامي على الغرب وتهيئتهم الشعوب للذلك وكأنهم -أي الغرب- مسخرين للإبداع والتطور ونحن لتقليدهم وقبول كل ما يقدمونه مهما كان -تقليد أبله وتبعية عمياء- وهذا ما جعلنا نخضع لهم ونحتكم بأمرهم وقد أدى ذلك إلى قتل روح الإبداع والتفكير والبحث العلمي عند الشعوب.. بالرغم من أننا نملك كل شيء موارد وطاقات وعقول لكنهم اهدروا الطاقات وبددوا الموارد وقتلوا الإبداع في مهده وهجّروا أهله بأنظمتهم البيروقراطية المملة وعقولهم المتحجرة..

وأما عن نظرية المؤامرة فأنا ممن يؤمن بها ويعتقد بوجودها بصرف النظر عن الغرض منها هل هو المصالح ام الأيدلوجيات..
كنت قد قرأت قبل يومين كتاب عن الماسونية لـ د. محمد الزعبي ووجدت فيه أمور عجيبة يصعب تصديقها لكنها فسرت لي كثير من الأمور التي حدثت والتي تحدث الآن..
فالإيمان بوجود المؤامرة لا يدعو إلى الكسل والخمول بقدر ما يدعوا إلى النظر إلى الأمور من زاوية أخرى وعدم الاغترار والإنبهار بظاهرها..

شكراً جزيلاً لك..