عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-06-2013, 12:40 AM
 
انكشاف المستور وبيان الحقيقة

[size="5
انتشر خبر المصيبة في أوساط الناس كانتشار النار في الهشيم وأصيب الناس بالذهول وخصوصا المقربين ممن عرفوا صفوان وسمية أقرباء وأصدقاء , ومنهم حامد ورؤوف وفاهم...لم يستطع أحدا منهم أن يتحمل ألم المصيبة وقوة الكارثة حتى تشعبت الصدمة ببعضهم فتاهوا في انتقادات حادة على صفوان وسخط عارم على ناهد..
حتى أن حامد تندَّر , وهو يبرز اعتداده باستقامته , واعتزازه بنفسه , مظهرا تأسفه على تردي صديقين عزيزين بغمضة عين ولمحة برق , بسوء تصرف صفوان وحمقه كما قال , وكأنه يحمله كل تبعات ما حدث , دون سواه متجاهل أساس الجريمة.
قال معتزا:ـ نصحتَ صفوان مراراً وتكرارا فلم يصغي ولم ينتصح وهذا جزاء المعرض عن النصيحة.
استشف رؤوف بين عيني حامد تمعرٌ وغضب من عدم سمع صفوان لنصحه...ورأى نبرة السمو تتدلى من ثنايا قوله , كأنما هو في منأى بعيد عن الوقوع بما وقع به صفوان , ولعلى رؤوف شعر بأن حامد مرتاح لنفسه مزهوا بعقله وعلمه , يأوي إلى ركن شديد وحرز منيع , يقيه سوء التصرف ومغبة الحمق.
لذا رد عليه من فوره ودون تردد: اللهم لا شماته لا تقل هذا يا صديقي , كلنا معرَّضين للبلاء , فكل شيء بقضاء , ولا أحد يعلم منا ما تخبئ له الأيام , إننا لا نعلم أنكون سعداء أم تعساء ؛ لأن العواقب بيد من برأ النسمة وفلق الحبة , نسأله حسنها... ثم استرسل قائلا : بعد أن تنهد نهدة عميقة خرجت على أثرها زفرة كأنها مزجة بجبال من الحزن وبحار من الأسى :
ــ من كان يتوقع أن يحدث لصفوان وسمية هذا المصاب المفزع , فقد كانا كالشمس والقمر يمنحان من حولهما الضياء والنور, والبهجة والسرور, وما كنا نظن أن يمسهما نعسة من خسوف ولا غمضة من كسوف , ناهيك أن يحدث لهما ما حدث فالمصاب جلل والفاجعة مدوية عظيمة , رحمهما الله , ثم أجهش باكيا وأبكى صديقيه معه.
نهض فاهم من مقعده كأنه يريد أن يتكلم عن قرب , وقد تقدم نحوهما مثقل الخطى لا يكاد يحمل قدماه , والدمع في عينيه يترقرق كالغيل المحبوس بين الصخور, من هول الفاجعة.
قال: بعد أن تأثرا بما سمع من رؤوف : إني لم أفق من صدمتي بعد , فهما أعز حبيبين لي بعدكما... وقد أصابني الشرود والحزن منذ داهمي الخبر... ثم نظر إلى رؤوف وقال لا فض فوك قلت فأجدت وأفصحت فأبنت.
ثم التفت نحو حامد ودنى منه وربت على كتفيه , وقال وهو يتلعثم كأنما يلاحق أفكاره المتطايرة كتطاير الفراش بعد غيم وصحو , كأنما شغله أمر يريد أن يلحق فواته ويدرك نواته.
ـ لقد صدقتْ فراستك يا حامد .
حامد ما الأمر يا فاهم لماذا تبكي ؟ هون عليك ؟!.
ـ لقد وصلني الجواب.
ـ أي جواب تقصد.
ـ جواب تساءلي عن حكمة مشروعية الطلاق الذي حدثتني به في بوفية راشد قبل زفاف صفوان وسمية , هل نسيت ؟ يومها حملتُ على مشروعية الطلاق الذي كنت أرى أنه يفكك بنيان الأسرة ويشتتها...فقد كنت أظن أنه ورا تشريد البنين وتعريض النساء للمصائب والهلاك , واليوم جاءني الجواب من هذا الحادث المفزع الذي أودى بصفوان وسمية في طياته الموحشة.
ـ حامد كيف ذلك؟!.
ـ فاهم الآن أنا أكثر يقيناً بأن مشروعية الطلاق ؛ لغاية نبيلة , وما كنت جاحدا.. فالطلاق يدرئ به مفسدة ويستجلبُ به مصلحة , وإنما سوء استخدامه هو من يجلب الكوارث , فإذا استخدمَ في غير موضعه , يُخلِّفُ أثاراً سلبية , وإذا تُركَ الأخذ به حيث ينبغي , يُخلّفُ جرائم إنسانية.
ـ وقفت طويلاً متأملا أتساءل ما الذي حمل صفوان على فعل ما فعل وفي يده عقدة الطلاق , لوكان فكر قليلا وأخذ به عندما داهمته شكوكه وانطلت عليه حيلة اللعينة , لنفك مما ألم به ؛ وذلك أهون عليه , ولما حصل له ما حصل...كان بوسعه استخدامه ؛ لتعود المرآة بالنسبة له أجنبية كما كانت ؛ لا يهمه أمرها ولا يعنيه شأنها , استقامتْ أم لم تستقمْ , لقد أعادة جريمة صفوان إلي رشدي , فشعرتُ بأن الطلاق مخرج لمن لا مخرج له , وبخاصة عندما يعظم المصاب وتنعدم الحيلة ويطغى الأذى.
لقد تعلمت درسا بليغا ؛ بأن أسَلّمْ تسليماَ مطلقا لله في كل ما شرع , ولن أجد في نفسي بعد اليوم أي غموض ولا تساءل , سواء على مشروعية الطلاق أو غيره , وعلى أثر ذلك أعلن توبتي أمامكم مما قلته واشهدكم عليها ولن أعود لمثله .
حامد رحم الله صفوان وسمية , كانا نافعين لنا في حياتهما وفي مماتهما.. وتاب الله علينا جميعا.
لنأخذ العبرة مما حدث , ولا ينبغي أن نطيل الحزن عليهما ؛ لأن ذلك يؤذيهما.
ثم نادى حامد فاهم :تعال أريد أن أحدثك بأمر هام على انفراد... واستأذنا رؤوف.
وتنحيا في زاوية قريبة منه.
قال حامد لفاهم: إن صفوان وسمية قد أفضيا إلى ما قدما , دعنا ننشغل بأمرنا الذي أقضَّ مضاجعنا وأرق أنفسنا وأسهر أعيننا , , نريد أن نحسم موضوعنا...في المشروع بأسرع ما يمكن ونبحث عن العامل الذي باعه دون علمنا لنسترد ثمنه لنعرف أين اختفى ألم تعلم به بعد؟! فأنا في كرب عظيم منذ داهمتنا المصيبة.
لم أعلم بعد لكني سأعرف كيف أجده.
أنك تواعد بهذا القول منذ أخبرتك ولم تصنع شيئا حتى أنك لم تتحرك في البحث بين من يعرفونه فتسألهم إلى متى يستمر هذا التساهل يا فاهم ؟!.
طأطئ فاهم رأسه وانصرف ولم ينطق ببنت شفه ربما حياء وعجزا كونه المسؤول ويلزمه تبعات إهماله وكل ما حصل له.






[/SIZE]

التعديل الأخير تم بواسطة هائل سعيد الصرمي ; 02-06-2013 الساعة 01:09 AM
  #2  
قديم 02-06-2013, 03:03 AM
 
يعطيك العافية
  #3  
قديم 02-09-2013, 12:36 AM
 
وأياك شكرا لمرورك
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عروض الاسكندرية بداية للسياحة 2012 بداية للسياحة denabedayah أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 12-09-2012 02:03 PM
عروض الاسكندرية بداية للسياحة 2012 بداية للسياحة denabedayah إعلانات تجارية و إشهار مواقع 0 12-09-2012 12:39 PM
مفاجأة للجميع اقوى موقع للبحوث الإكادمية وايضا في مختلف المجالات من بداية البحث ولغاية النهاية Aisha.Ali أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 12 01-03-2009 07:14 PM
بداية النهاية rikoo نور الإسلام - 10 07-07-2007 01:31 AM


الساعة الآن 12:42 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011