![قديم](stylev1/statusicon/post_old.gif)
02-19-2013, 10:40 AM
|
|
*، ﺑﻄــﻞ ﺭﻏــﻢ ﺃﻧﻔــﻚ !! ،* الفصل الرابع : جعدت تلك الفتاة الطفولية الوجه ذات الشعر الأسود القصير ، مجموعة أوراق كانت تحملها في يدها ، تماما كما قطبت جبينها بانزعاج و هي تنظر بإهتمام بالغ ، إلى كريس و صديقه يقفان مع تلك الفتاة المدعية كورتني هيلز ! همست تخاطب نفسها : _ليس كريس هاجاي أيضا ! رأتها تمد يدها وهي تضحك لتعدل له ياقة معطفه المرفوعة ، فعضت على شفتيها بحنق بالغ .. غمغمت : _يا الهي كم أكرهها !! لم تحاول تفسير سبب غضبها هذا ، و هي تتحرك إلى داخل المدرسة .. مبتعدة عن ذلك المنظر ! لا حاجة لأن تعرف السبب .. لقد كان يريحها دوما أن ترى كريس الوحيد الذي لا يبدي إهتماما بتلك المدعية ، و حين أنقذ حياتهما بالأمس ... اعتقدت .. اعتقدت .. توقفت قليلا .. تسأل نفسها بحزن : _اعتقدت ماذا "ساليا" ؟!! لم تجد أي جواب في أعماقها المضطربة ، كل ما تعرفه هو شعورها الغريب تجاه كريس ، تحركت بهدوء مواصلة طريقها إلى صفها .. تحاول قدر استطاعتها تناسي ذلك المشهد ! ابتسمت كورتني ابتسامة جذابة و قالت : _لم تسنح لي الفرصة لأن أشكرك كما ينبغي يا هاجاي ، أنت تعلم .. على إنقاذك لحياتي قبل أمس ! أوه ... دعني أصلح لك هذا ! ضحكت محركة أناملها المطلية الأظافر إلى طرف ياقة معطفه ، تعدله وهي تقترب خطوتين قلصت بهما المسافة بينهما بشدة ! عقد فرانك ذراعيه يتفرج بتسلية على كريس الذي ارتبك مبعدا يدها عنه ، و متراجعا إلى الوراء خطوة .. ليعدل معطفه بنفسه ، تمتم : _لا شيء يستحق الشكر .. صدقا ! قالت كورتني محاولة عدم إظهار خيبتها من حركته الرافضة : _كيف تقول هذا يا هاجاي ؟! لقد قمت بعمل عظيم هناك و كنت شجاعا ، و لأجل هذا .. أنا .. قررت .. أن .. أشار إليها فرانك و كأنها يستحثها على المتابعة .. بدا و كأنه يرى مشهد الذروة في فيلم شائق ! في حين بقي كريس ينظر إليها بوجه كان الضجر عنوان ملامحه ، ابتسمت له بخجل مصطنع ، ما كانت كورتني مترددة فعلا لكن الإعلان الهام الذي توشك أن تقوله يتطلب منها ذلك ! ألقت شعرها الذهبي الحريري خلف كتفها باناقة ، و أعلنت : _سأسمح لك بأن تحمل كتبي من اليوم وصاعدا هاجاي ! تلاشت ابتسامة فرانك ببطء و استبدلها تعبير بلاهة مضحك ، تمتم سائلا : _ماذا قالت ؟! عبس كريس مضيقا عينيه دون أن يعلق بشيء ، أثار ذلك حفيظة كورتني فعادت تلقي بشعرها الحريري إلى الخلف ، تتساءل بينها و بين نفسها أين اختفى تأثير حركتها هذه على الفتيان !! كررت بذات الابتسامة : _لقد قلت .. أسمح لك من اليوم بحمل كتبي و أشياءي .. و كذلك شراء الغداء لي يا هاجاي ! ظل الثلاثة للحظات يتبادلون النظرات بصمت و على وجوههم تعابير مختلفة ، حتى كسر كريس الصمت سائلا ببطء : _دعيني أفهم هذا جيدا ... لأنني أنقذت حياتك .. يتوجب علي أن ... أتحول لخادمك الخاص ؟!!! صاحت كورتني بعصبية : _كلا أيها الأحمق .. إن هذا يعني أنني أجعل منك رسميا حبيبي الجديد ، أنت الأكثر شعبية الآن و من البدهي أن نكون معا !!! تنهدت لتسيطر على أعصابها و عدلت شعرها من جديد مغمغمة : _الأولاد ... كم هم بطيؤو الفهم !! نظر إليها كريس رافعا حاجبيه بغير تصديق ، في حين ضحك فرانك قائلا بمكر : _واو .. انه عرض مغري بالفعل ! _اخرس أنت !! صاح فيه كريس بسخط ، و ارتفع جرس المدرسة معلنا بدء موعد الدرس الأول ، فقالت كورتني مغادرة : _سأنتظرك اليوم بعد الدروس .. لا تتأخر ! _و لكني لم أوافق ! صاح كريس من خلفها لكنها لم تسمعه ، احتقن وجه كريس وهو يهتف بغضب : _لقد سئمت حقا ، يرونني بطلا و يرفضون سماعي كإنسان !!! ارتفعت ضحكات فرانك الشامتة إلى جواره و هما يتوجهان إلى مدخل المدرسة. _أتعلم ماذا ؟! لدي رغبة في أن أدق عنق أحدهم ، و هذا الاحد هو أنت !! قالها كريس عابسا في وجه فرانك الذي ضحك من جديد : _و ما علاقتي أنا ؟! لا شأن لي بك أو بحبيبتك الجميلة ، أتعلم ؟! سمعت أن صحبتها ممتعة !! ضيق كريس عينيه : _لا أدري لماذا يراودني شعور بأنك مستمتع بكل هذا ؟! إجابة فرانك كانت بابتسامته المستفزة التي اتسعت أكثر ، أطلق كريس تنهيدة : _كان علي البقاء في البيت !
سار كريس عابرا مدخل المدرسة ،
طويل القامة ،
أسود الشعر عسلي العينين ،
وسيم غير أنيق ،
عابس على الدوام ،
يتجاهل أي شخص يحاول مخاطبته !!
بينما سار فرانك إلى جواره ،
بابتسامته المعهودة ،
و تسريحته الفريدة ،
يلقي التحية على الجميع بمرح ،
و أحيانا يرد التحية بالنيابة عن كريس بابتسامة معتذرة ،
فهو يعلم كم هو غاضب من شعبيته الجديدة .. الغبية كما يسميها !!
كانا يعبران ممرات المدرسة الكبيرة ،
و فرانك يلقي بدعابة كل دقيقة عن تصرفات كريس الغير منطقية !! _اصمت و إلا حطمت رأسك !
هتف كريس كريس مغتاظا بينما ضحك فرانك منه.
_مكانكما !!!
جعلهما ذلك الصياح الفجائي يجفلان ،
كلاهما تعرف على الصوت حتى قبل أن يستديرا ليريا صاحبه يتقدم ليقف أمامهما !
رفعا بصرهما ببطء لوجه ذلك الرجل الضخم الذي تقلص إلى جواره طولهما الواضح عادة !
كان حاجباه الكثيفان يكادان يتلامسان وهو يعقدهما بصرامة شديدة ،
و تلك الندبة الكبيرة على خده الأيسر ،
و التي تأبى إلا أن تكون الدليل الحي على رواية التلاميذ التي يتناقلونها ،
بخصوص كونه قد خدم في الجيش سابقا و طرد منه لعنفه و قسوته البالغين ،
تمنحه مظهرا مخيفا !
توقع كريس وقوعه في المتاعب كالعادة ،
عندما وجد الرجل المفترس روجر ،
نائب مدير المدرسة يرمقه بشكل خاص ،
متجاهلا صديقه الواقف بجانبه !
لكن الرجل القاسي الوجه دوما ابتسم فجأة ..
و على نحو مباغت و مستحيل الحدوث ،
فطوال فترة دراسة كريس هنا .. بل و طوال مدة عمل روجر نفسه في هذه المدرسة ،
بحسب الشائعات .. لم يسبق و أن ابتسم روجر في يوم !
مما جعل كريس و فرانك يرتدان للخلف بصدمة !!
قال روجر موجها حديثه لكريس و ابتسامته الكئيبة تبعث على القشعريرة :
_سيد هاجاي ،
اسمح لي أن أقول أن ما فعلته في حادثة الحريق كان عملا بطوليا بحق أهنئك عليه !
لم تدل نبرة صوته على الود ككلماته ،
اتسعت عينا كريس و بقي صامتا و روجر يربت على كتفه مواصلا بصوته الغليظ الخشن :
_ثانويتنا تفخر بك بكونك واحدا من طلابها أيها الفتى !
قال كلماته المقتضبة ثم سار مواصلا طريقه و قد اختفت ابتسامته بنفس سرعة ظهورها !
بقي كريس متسمرا في مكانه ،
يحدق حيث كان روجر يقف هامسا :
_هل قال للتو .. أن ثانويتنا فخورة بي ؟!!
هل كان ذلك استحسانا ؟!
في حين همس فرانك الذي كان متسمرا هو الآخر إلى جانبه :
_أرأيت ذلك ؟! روجر المفترس ... ابتسم ؟!!
التفت إليه كريس بحدة و قال مستنكرا :
_ماذا دهاك ؟! روجر المفترس لا يبتسم !
عقد فرانك حاجبيه بريبة :
_بلى لقد ابتسم ،
و أنت رأيت هذا أيضا ،
لم تبدو ابتسامة كسائر البشر ،
لقد كانت أقرب إلى ابتسامة الوحش الشرير في ذلك الفيلم المرعب !
تكلم كريس و كأنه يتحدث عن طيران الإنسان دون أجنحة :
_لا أحد سيصدق ذلك !
أجابه فرانك ضاحكا :
_لكن هذا ما حصل ،
و هذا يعني أن هناك أملا لأن تبتسم أنت أيضا ذات يوم !
تجهم كريس :
_أحمق !
_أتتشاجران كالعادة ؟!
التفت كريس و فرانك إلى جودي التي نطقت العبارة مبتسمة بمرح ،
كانت تقف خلفهم و هي تعقد يديها خلف ظهرها ،
تحمل أكبر حقيبة مدرسية على الإطلاق !
_لا أدري كيف تسميانها صداقة و أنتما تقضيان جل وقتكما في الشجار !
اضافت جودي وهي تخطو مقتربة بخفة ،
فتراقصت خصلات شعرها البني حول وجهها ،
رغم أنها حاولت إبعادها بشريطها الزهري الذي يزين منتصف رأسها.
ارتسمت ابتسامة جميلة على شفتي فرانك وهو يرمقها ،
بينما أجابها كريس :
_نتشاجر كثيرا لكن الحياة تستمر ،
هذه هي صداقة الذكور !
ثم ضاقت عيناه بانزعاج وهو ينظر إلى فرانك ،
الذي ينقلب دائما ليصير شخصا آخر في حضرة جودي اللطيفة ،
فيصبح لطيفا بقدرها و أكثر أحيانا !
تململ فرانك في وقفته قليلا و ابتسامته اللامعة تزين وجهه :
_مرحبا !
_مرحبا !
كانت تلك التحية القصيرة هي كل ما تبادلاه فرانك و جودي من كلمات ،
لكنهما ظلا واقفين يبتسمان و يحملقان بوجه بعضهما البعض !
أدار كريس عينيه إلى الأعلى و تنهد متذمرا ،
الحوار الصامت الذي يدور بين هذا الثنائي العجيب يستمر لدقائق عادة دون أن يقول أيهما أي شيء ،
يتخاطبان بلغة غير مفهومة و لا يقدران قيمة الوقت !!
زفر كريس بملل ،
بحق الله من سمع عن شخص يقضي الوقت في التحديق الصامت ؟!
حاول كثيرا دون جدوى فهم ما يدور بينهما في الخفاء ،
و في هذه اللحظة بالتحديد إلتمعت عينا فرانك و توردت وجنتا جودي دون أن تتحرك عينيها عن عينيه !
ارتفع أحد حاجبي كريس و تساءل .. ما الذي يفوته ؟!
لكنه سرعان ما فقد الرغبة في فهم ما يجري ،
فلم يكن من هواة الظواهر الغريبة أو الخارجة عن المألوف !
هز رأسه متذمرا :
_ألا يفترض بنا التواجد في مكان آخر ؟! كالفصل مثلا ؟!
قطعت عبارة كريس ذلك التواصل الغامض ،
فتنحنح فرانك ملتفتا إليه :
_بلى .. بلى .. لم يبدأ الدرس بعد هيا بنا.
و أضاف بابتسامة :
_من بعدك عزيزتي !
ابتسمت له جودي برقة جعلته يشعر بخفة تسمح له بالطيران !!
ثم سألت و قد تذكرت فجأة :
_ماذا كان يريد روجر المفترس منكما ؟!
توجهوا إلى خزاناتهم و قال فرانك وهو يفتح خزانته التي كانت الأقرب :
_لقد كان يهنئ كريس على عمله البطولي !
ضربت جودي جبهتها بيدها بخفة :
_صحيح ... لقد نسيت موضوع الحريق تماما بالطريقة التي أصلحوا فيها المدرسة ،
لقد كنت رائعا كريس !
قلب كريس شفتيه بعبوس :
_ليت الجميع ينسى مثلك !
واصل فرانك وهو يبتسم :
_ثم ابتسم روجر و ربت على كتفه قائلا :
ثانويتنا فخورة بك أيها الفتى !!
قالها وهو يقلد نبرة صوته الخشن ،
ضحكت جودي وهي تخرج الكتب من خزانتها :
_روجر المفترس كان يبتسم ، غير معقول !!
أغلق كريس باب خزانته و تمتم :
_كان أشبه بثعبان ضخم له ندبة كبيرة ،
لا شيء فيه يبعث على الراحة !
غمغمت جودي :
_أظنني سأرى كوابيس الليلة !
ضحك فرانك و هم يسيرون متوجهين لفصل الأحياء حيث كان درسهم الأول ،
لكن جودي توقفت فجأة تنظر لمشهد أقلقها ،
حيث كان أربع أولاد ضخام ملتفين حول صبي ضئيل الجسد يحاصرونه ،
توقف كريس و فرانك عن السير و التفتا إلى حيث تنظر جودي ، فسألتهما :
_ما الذي يفعلونه ؟!
القى كريس و فرانك نظرة على المشهد و بديا غير مكترثين كثيرا ،
أجاب فرانك :
_إنه "كونور" المشاكس و الفتى بالنظارات الضحية "رودي" ،
إنه يطلب نقود غدائه حسبما أعتقد !
_هيا بنا !
قال كريس بلامبالاة وهو يستدير ليواصل طريقه ،
و هم فرانك باللحاق به حين هتفت جودي باستنكار :
_مهلا .. أين تذهبان ؟!
ألن نفعل شيئا لمساعدته ؟!
أجاب كلاهما بصوت واحد :
_كلا !!
عقدت جودي حاجبيها غاضبة :
_لا أصدق كم أنتما غير مباليان !
ماذا لو كان أحدكما مكان ذلك الفتى المسكين ؟!
تبادل كريس و فرانك النظرات للحظة ،
ثم انفجر فرانك ضاحكا في حين هز كريس رأسه علامة النفي قائلا :
_هذا لم يحدث يوما و لن يحدث أبدا !
شدت جودي ساعديها حول كتبها بغضب :
_و لما هذه الثقة أيها القويان ؟!
أنتما لا تجاريانهم حجما !
نظر كريس إليها و راح يشرح و كأنه يخاطب طفلا :
_أنا يا جودي إنسان غير مرئي ،
كنت على أي حال .. لذا لا أتعرض أبدا للمضايقات ،
أما فرانك فهو ... في الحقيقة لست أعلم ،
هيي فرانك .. كيف لا تكون هدفا لكونور و رفاقه ؟!!
وجه سؤاله الأخير لفرانك ، فتنحنح الأخير بغرور قبل أن يجيب :
_وحدهم الأغبياء يكونون مستهدفين !
_إنه رئيس نادي الرياضيات !
أخبرته جودي معترضة ،
و وافقها كريس :
_معها حق ، فرودي أذكى منك في الغالب !
هز فرانك سبابته نافيا :
_أنتما ساذجان ، ففي الحقيقة يوجد نوعان من الذكاء ،
و رودي المسكين يملك الذكاء الغير ذي فائدة !
بادره كريس ساخرا :
_مما يترك لك ماذا ؟! الذكاء المفيد ؟!
وافق فرانك :
_بالضبط يا صديقي !
فتمتم كريس :
_أنت تدرك أنه كي تكون ذكيا عليك امتلاك عقل أولا !
_أوه .. أحقا ؟! و ماذا يوجد داخل هذا الرأس إذا ؟!
_فراغ تام !!
صاحت جودي لتقاطع جدالهما :
_يكفي سخفا ،
إن لم ترغبا في المساعدة أيها الجبانان فلا بأس ، ساتصرف وحدي !
ضربت كتبها بصدر فرانك بقوة هاتفة :
_أمسك هذه لحظة !
ثم رفعت أكمام كنزتها البيضاء تشمر عن ساعديها و هي تتجه إلى كونور و رفاقه !
تمتم كريس ساخرا :
_واو .. جريئة للغاية ، إنها أشجع منك ... يعجبني ذلك !
هتف به فرانك وهو يتحرك ليلحقا بها :
_اخرس !!
_هيي .. أنت !
وقفت جودي أمام كونور الأسمر الضخم ،
ذي الرأس الحليق بشكل غريب ،
كان قد أخذ المبلغ المالي الصغير من رودي و استمر يطالبه بالمزيد.
_ماذا ؟!
التفت يسألها ، فسارعت تقول بشجاعة :
_دعه و شأنه و أعد إليه نقوده !
نظر إليها كونور ببله للحظة ،
ثم انفجر ضاحكا هو و رفاقه حين استوعبوا كلامها !
_تريدك أن تعيد إليه نقوده !
قال واحد منهم ، و سخر آخر :
_و ماذا تكونين ؟! محاميته ؟!!
جعلتها ضحكاتهم المستخفة تغضب ،
لعله كان سذاجة منها أن تعتقد أن المسألة ستحل بالكلام فقط .. لكنها حارت الآن كيف تتصرف !
ربت فرانك على كتفها قائلا :
_اهدئي جودي ،
فحتى رودي لا يرغب بتعريض نفسه لمهانة أن تدافع عنه فتاة !
التفتت جودي خلفها و وجدته يقف بجوارها ،
هو و كريس الذي كان يشعر بانزعاج كبير لأنه لم يتجاهل الموقف برمته و يواصل طريقه من البداية !
_هل لديك أي إقتراح ؟!
سألت جودي وهي ترى كونور و رفاقه الثلاث يتركون رودي و يلتفتون إليهم الآن !
فخاطبه كريس في محاولة يائسة لتجنب القتال :
_دعونا لا نثير مشكلة يا شباب ، المشاكل مرهقة !
كانت إجابة كونور بالإيجاب :
_بالطبع .. لا مشاكل بيننا و بين هاجاي ، بالنسبة لك و للفتاة يمكنكما الذهاب !
رفع فرانك أحد حاجبيه :
_لا أرغب في أن أبدو سخيفا لكن .. لماذا تستثنيني أنا ؟!!
ابتسم كونور بخبث :
_لن يمر تدخلكم هذا بسلام ،
و على أحد أن يدفع الثمن !
بدل أن تزعجه تلك الكلمات .. هز فرانك رأسه بما بدا حكمة :
_أنا أفهم .. أنت إنسان شرير و أنا أحترم ذلك !
و لكنك لا تجيد الأستفادة من طاقاتك الشريرة !!
استنكر كونور :
_و لكن بماذا تهذي أيها الأحمق ؟!!
ابتسم فرانك بدهاء :
_قد لا تدرك ذلك لكن كل إنسان يمكن أن يفيد في شيء لا يجيده غيره ،
رودي لا يملك الكثير من النقود لكنه رئيس لنادي الرياضيات ،
يمكنه أن يحل وظائفك شرط أن يحتفظ بماله !
عرض فرانك ببساطة و كأنه بائع يعرض سلعة جديدة ،
دون أن يسأل رودي عن رأيه حتى !
هز كونور رأسه باقتناع مفاجئ :
_في الحقيقة .. هذه فكرة جيدة !
أكد فرانك مغترا :
_بالطبع هي كذلك ! و لدهشة جودي و كريس الذين راقبا صامتين ،
أعاد كونور النقود لرودي و أمره بأن يحل وظائفه من الآن وصاعدا ،
و مما ضاعف دهشتهما .. كان رودي الضعيف راضيا و سعيدا بهذا الخيار ،
فإنصرف سريعا قبل أن يحدث أي تغيير في الرأي.
دفع كونور فرانك فجأة فكاد الأخير يتعثر ،
نظر إليه دون أن يتفاجأ بينما قال كونور بخبث :
_قلت يا هذا أن كل إنسان يفيد في شيء ما ،
و أنا أتساءل بماذا استفيد منك !!
اعتدل فرانك في وقفته كما عدل من ملابسه الأنيقة قائلا ببساطة :
_لا تكن طماعا يا صاحبي ،
لقد قدمت لك للتو خدمة و أنت مدين لي لأن فروضك ستحل نفسها من الآن وصاعدا !
قرقع كونور أصابع قبضتيه القويتين و ابتسامة شرسة ترتسم على شفتيه ،
كونه متنمرا مستبدا ، و مغرورا غبيا ،
فقد كان يريد أي سبب ليستعمل قبضته و يقدم عرضا لقوته ، قال :
_لست مدينا لك بشيء ،
و أنا لا أحبذ التدخل في شؤوني أبدا !
شعر كل من كريس و جودي بالقلق مما على وشك الحدوث ،
فأي قتال قد يبدأ لن يكون عادلا مطلقا ..
فبالإضافة إلى حجم كونور الذي كان أكبر من أي فتى مثل سنه ،
كان معه ثلاثة آخرون.
كان كريس قد ضاق ذرعا بهذا الأمر فانفجر بكونور غاضبا :
_أتعلم بأنك مغفل !!
ما الذي تريد إثباته بأفعالك ؟! أن تصرفك كثور عنيف شيء مميز ؟!
إليك خبرا جديدا : إنه ليس كذلك !!
إن تصرفت كثور فهذا ما ستكون عليه يا عديم العقل !!
شعر كريس بالضيق فور تفوهه بتلك الكلمات ،
لم يكن نادما أو خائفا ، و إنما متضايقا من فكرة كونه سيتعارك مع هذا الكونور الآن لا محالة !
كان ضيقه نابعا من تفكيره بالجهد الذي سيبذله في قتاله و بالضجة التي ستحصل سواء أخسر أم ربح هذا العراك !
لقد كان كسولا بشكل مستحيل الحدوث و هذا كان سبب ضيقه !
صاح كونور بشراسة :
_لقد جنيت على نفسك .. كنت أنوي تركك تذهب و لكن لا !!
هتفت به جودي حين رأته يسحبه من تلاليب قميصه :
_دعه أيها البغيض !
نهرها أحدهم :
_التزمي الصمت أيتها الحمقاء !!
ما إن نطق بها واحد من الفتية الثلاث حتى أصابته لكمة سريعة في وجهه أوقعته أرضا ،
التفت الجميع إلى فرانك الواقف ينظر إلى الفتى الذي ضربه ،
و قد تغير تعبير وجهه الودود و المرح إلى شيء غاضب و صارم بشدة ، قال :
_لا تجرؤ و تهنها ثانية و إلا حطمت وجهك !
اتسعت عينا جودي التي كانت تنظر إليه بما بدا مزيجا من الدهشة و التأثر !
و بدا أن المشكلة التي أقحموا أنفسهم فيها الآن .. ستختم بالاقتتال لا محالة ! *~نهاية الفصل الرابع... |
__________________ افتَقِدُني
music4
التعديل الأخير تم بواسطة Prismy ; 02-20-2013 الساعة 09:33 AM |