02-18-2013, 09:26 AM
|
|
ترويح القلوب وتنبيهها
ترويح القلوب وتنبيهها
عن عبد الله بن مسعود كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة مخافة السامة علينا وكان علي بن أبي طالب يقول ان هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكمة قال عبد الله بن مسعود إن للقلوب شهوة وإقبالا وفترة وإدبارا فخذوها عند شهوتها وإقبا لها وذروها عند فترتها وإدبارها كما يقال الملالة تفسخ المودة وتولد البغضة وتنقص اللذة قال أرسطو طاليس ينبغي للرجل أن يعطي نفسه اربها ساعة من النهار ليكون ذلك عونا لها على سائر يومه قال إبراهيم صلى الله عليه وسلم وعلى نبينا يقول الله في صحف إبراهيم على العاقل أن يكون له ثلاث ساعات ساعة يناجي فيها ربه وساعة يؤدب فيها نفسه وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل فإن هذه الساعة عون له على سائر الساعات دخل عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز على أبيه وهو في نوم ضحى فقال يا أبت إنك لنائم وإن أصحاب الحوائج لقائمون ببابك فقال يا بني ان نفسي مطيتي ان حملت عليها فوق الجهد قطعتها قال الحسن البصري حادثوا هذه القلوب فإنها سريعة الدثور وأفزعوا هذه النفوس فانها طلعة فان لم تفعلوا هوت بكم الى شر غاية وقال غيره من الحكماء حادثوا هذه القلوب بالذكر فانها تصدأ كما يصدأ الحديد وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد قالوا فما جلاؤها يا رسول الله قال تلاوة القرآن كان يقال الفكرة مرآة المؤمن تريه حسنه وقبحه وكان يقال التفكر نور والغفلة ظلمة
|