#151
| ||
| ||
جعفر الصادق في ميزان أهل السنة والجماعة عَبْداللَّه بن محمد زُقَيْل مقتطفاتٌ من سيرةِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ ماذا يعتقدُ أهلُ السنةِ والجماعةِ في جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ ؟؟؟ قال الإمامُ الذهبي في " السير " (6/256) : ابْنِ الشَّهِيْدِ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَيْحَانَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَسِبْطِهِ وَمَحْبُوبِهِ الحُسَيْنِ بنِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ شَيْبَةَ ، وَهُوَ عَبْدُ المُطَّلِبِ بنُ هَاشِمٍ ، وَاسْمُهُ : عَمْرُو بنُ عَبْد مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ . الإِمَامُ ، الصَّادِقُ ، شَيْخُ بَنِي هَاشِمٍ ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ ، الهَاشِمِيُّ ، العَلَوِيُّ، النَّبَوِيُّ ، المَدَنِيُّ ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ . وَكَانَ يَغضَبُ مِنَ الرَّافِضَّةِ ، وَيَمقُتُهُم إِذَا عَلِمَ أَنَّهُم يَتَعَرَّضُوْنَ لِجَدِّهِ أَبِي بَكْرٍ ظَاهِراً وَبَاطِناً ، هَذَا لاَ رَيْبَ فِيْهِ ، وَلَكِنَّ الرَّافِضَّةَ قَوْمٌ جَهَلَةٌ ، قَدْ هَوَى بِهِمُ الهَوَى فِي الهَاوِيَةِ ، فَبُعداً لَهُم . وُلدَ : سَنَةَ ثَمَانِيْنَ . وَرَأَى بَعْضَ الصَّحَابَةِ ، أَحْسِبُهُ رَأَى : أَنَسَ بنَ مَالِكٍ ، وَسَهْلَ بنَ سَعْدٍ . عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ : عَنْ زُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبِي لِجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ : إِنَّ لِي جَاراً يَزْعُمُ أَنَّكَ تَبرَأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ . فَقَالَ جَعْفَرٌ : بَرِئَ اللهُ مِنْ جَارِكَ ، وَاللهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَنْفَعَنِي اللهُ بِقَرَابَتِي مِنْ أَبِي بَكْرٍ ، وَلَقَدِ اشْتكَيتُ شِكَايَةً ، فَأَوصَيتُ إِلَى خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ . قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ : حَدَّثُونَا عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ ، قَالَ : كَانَ آلُ أَبِي بَكْرٍ يُدْعَونَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آلَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . وَرَوَى : ابْنُ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيُّ ، وَغَيْرُهُ ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيْهِ ، نَحْوَ ذَلِكَ . مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ : عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي حَفْصَةَ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَابْنَه جَعْفَراً عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، فَقَالَ : يَا سَالِمُ ! تَوَلَّهُمَا ، وَابْرَأْ مِنْ عَدُوِّهِمَا ، فَإِنَّهُمَا كَانَا إِمَامَيْ هُدَىً . ثُمَّ قَالَ جَعْفَرٌ : يَا سَالِمُ ! أَيَسُبُّ الرَّجُلُ جَدَّه ، أَبُو بَكْرٍ جَدِّي ، لاَ نَالَتْنِي شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ- يَوْمَ القِيَامَةِ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَتَوَلاَّهُمَا ، وَأَبرَأُ مِنْ عَدوِّهِمَا. وَقَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ : سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُوْلُ : مَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةٍ عَلَيَّ شَيْئاً ، إِلاَّ وَأَنَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةِ أَبِي بَكْرٍ مِثْلَه ، لَقَدْ وَلَدَنِي مَرَّتَيْنِ . كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ يَحْيَى الزُّهْرِيُّ ، وَطَائِفَةٌ ، قَالُوا : أَنْبَأَنَا دَاوُدُ بنُ أَحْمَدَ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيٍّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الأَدَمِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الحُنَيْنِيُّ ، حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بنُ أَبِي قُرَيْشٍ الطَّحَّانُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ العَبَّاسِ الهَمْدَانِيُّ : أَنَّ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ أَتَاهُم وَهُم يُرِيْدُوْنَ أَنْ يَرْتَحِلُوا مِنَ المَدِيْنَةِ ، فَقَالَ : إِنَّكُم - إِنْ شَاءَ اللهُ - مِنْ صَالِحِي أَهْلِ مِصرِكُم ، فَأَبلِغُوهُم عَنِّي : مَنْ زَعَمَ أَنِّي إِمَامٌ مَعصُومٌ ، مُفتَرَضُ الطَّاعَةِ ، فَأَنَا مِنْهُ بَرِيْءٌ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنِّي أَبْرَأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَأَنَا مِنْهُ بَرِيْءٌ . وَبِهِ : عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ ، حَدَّثَنَا حَنَانُ بنُ سَدِيْرٍ ، سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ ، وَسُئِلَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، فَقَالَ : إِنَّكَ تَسْأَلُنِي عَنْ رَجُلَيْنِ قَدْ أَكَلاَ مِنْ ثِمَارِ الجَنَّةِ . حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ ، حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بنُ خِدَاشٍ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ قَيْسٍ المُلاَئِيُّ ، سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ : بَرِئَ اللهُ مِمَّنْ تَبَرَّأَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ . قُلْتُ : هَذَا القَوْلُ مُتَوَاتِرٌ عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ ، وَأَشْهَدُ بِاللهِ إِنَّهُ لَبَارٌّ فِي قَوْلِهِ ، غَيْرُ مُنَافِقٍ لأَحَدٍ ، فَقَبَّحَ اللهُ الرَّافِضَّةَ . أَجَازَ لَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ ، عَنْ أَبِي المَكَارِمِ اللَّبَّانِ ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَزْوَانَ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ أَنَسٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ : لَمَّا قَالَ لَهُ سُفْيَانُ : لاَ أَقُومُ حَتَّى تُحَدِّثَنِي ، قَالَ : أَمَا إِنِّي أُحَدِّثُكَ ، وَمَا كَثْرَةُ الحَدِيْثِ لَكَ بِخَيْرٍ ، يَا سُفْيَانُ ! إِذَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْكَ بِنِعْمَةٍ ، فَأَحْبَبْتَ بَقَاءهَا وَدوَامَهَا ، فَأَكْثِرْ مِنَ الحَمْدِ وَالشُّكرِ عَلَيْهَا ، فَإِنَّ اللهَ قَالَ فِي كِتَابِهِ : " لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيْدَنَّكُمْ " [ إِبْرَاهِيْمُ : 7 ] . وَإِذَا اسْتَبْطَأْتَ الرِّزقَ ، فَأَكْثِرْ مِنَ الاسْتِغْفَارِ ، فَإِنَّ اللهَ قَالَ فِي كِتَابِهِ : " اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُم إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً ، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِدْرَاراً ، وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ... " [ نُوْحُ : 10 - 13 ] الآيَةَ . يَا سُفْيَانُ ! إِذَا حَزَبَكَ أَمرٌ مِنَ السُّلْطَانِ ، أَوْ غَيْرِه ، فَأَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ : لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ ، فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ الفَرَجِ ، وَكَنْزٌ مِنْ كُنوزِ الجَنَّةِ . فَعَقدَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ ، وَقَالَ : ثَلاَثٌ ، وَأَيُّ ثَلاَثٍ ! قَالَ جَعْفَرٌ : عَقَلَهَا - وَاللهِ - أَبُو عَبْدِ اللهِ ، وَلَيَنفَعَنَّه اللهُ بِهَا . قُلْتُ : حِكَايَةٌ حَسَنَةٌ ، إِنْ لَمْ يَكُنِ ابْنُ غَزْوَانَ وَضَعَهَا ، فَإِنَّهُ كَذَّابٌ . قَالَ المَدَائِنِيُّ ، وَشَبَابٌ العُصْفُرِيُّ ، وَعِدَّةٌ : مَاتَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ . لَمْ يُخَرِّجْ لَهُ البُخَارِيُّ فِي ( الصَّحِيْحِ ) ، بَلْ فِي كِتَابِ ( الأَدَبِ ) ، وَغَيْرِه .ا.هـ.
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! |
#152
| ||
| ||
ماذا يعتقدُ أهلُ السنةِ في الأئمةِ الاثنى عشر يجيبُ الحافظُ الذهبي في " السير " (13/120) فيقولُ : الذين ادع الرافضةُ عصمتهم وغلوا فيهم ؟ فَمَوْلاَنَا الإِمَامُ عَلِيٌّ : مِنَ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ ، المَشْهُوْدِ لَهُم بِالجَنَّةِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - نُحِبُّهُ أَشَدَّ الحُبِّ ، وَلاَ نَدَّعِي عِصْمَتَهُ ، وَلاَ عِصْمَةَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ . وَابْنَاهُ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ : فَسِبْطَا رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَسَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ ، لَوْ اسْتُخْلِفَا لَكَانَا أَهْلاً لِذَلِكَ . وزَيْنُ العَابِدِيْنَ : كَبِيْرُ القَدْرِ ، مِنْ سَادَةِ العُلَمَاءِ العَامِلِينَ ، يَصْلُحُ لِلإِمَامَةِ ، وَلَهُ نُظَرَاءُ ، وَغَيْرُهُ أَكْثَرُ فَتْوَىً مِنْهُ ، وَأَكْثَرُ رِوَايَةً . وَكَذَلِكَ ابْنُهُ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ : سَيِّدٌ، إِمَامٌ، فَقِيْهٌ ، يَصْلُحُ لِلْخِلاَفَةِ . وَكَذَا وَلدُهُ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ : كَبِيْرُ الشَّأْنِ ، مِنْ أَئِمَّةِ العِلْمِ ، كَانَ أَوْلَى بِالأَمْرِ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ المَنْصُوْرِ . وَكَانَ وَلَدُهُ مُوْسَى : كَبِيْرَ القَدْرِ ، جَيِّدَ العِلْمِ ، أَوْلَى بِالخِلاَفَةِ مِنْ هَارُوْنَ ، وَلَهُ نُظَرَاءُ فِي الشَّرَفِ وَالفَضْلِ . وَابْنُهُ عَلِيُّ بنُ مُوْسَى الرِّضَا : كَبِيْرُ الشَّأْنِ ، لَهُ عِلْمٌ وَبَيَانٌ ، وَوَقْعٌ فِي النُّفُوْسِ ، صَيَّرَهُ المَأْمُوْنُ وَلِيَّ عَهْدِهِ لِجَلاَلَتِهِ ، فَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَمائَتَيْنِ . وَابْنُهُ مُحَمَّدٌ الجَوَادُ : مِنْ سَادَةِ قَوْمِهِ ، لَمْ يَبْلُغْ رُتْبَةَ آبَائِهِ فِي العِلْمِ وَالفِقْهِ . وَكَذَلِكَ وَلَدُهُ المُلَقَّبُ بِالهَادِي : شَرِيْفٌ جَلِيْلٌ . وَكَذَلِكَ ابْنُهُ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ العَسْكَرِيُّ - رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى - .ا.هـ. وأما المنتظرُ الذي اختفى في السردابِ فقال عنه الإمامُ الذهبي في " السير " (13/119 - 122) : الشَّرِيْفُ ، أَبُو القَاسِمِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ العَسْكَرِيُّ ابنِ عَلِيٍّ الهَادِي بنِ مُحَمَّدٍ الجَوَادِ بنِ عَلِيٍّ الرِّضَى بنِ مُوْسَى الكَاظِمِ بنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ بنِ مُحَمَّدٍ البَاقِرِ بنِ زَيْنِ العَابِدِيْنَ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الشَّهِيْدِ ابنِ الإِمَامِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ العَلَوِيُّ الحُسَيْنِيُّ . خَاتِمَةُ الاثْنَي عَشَرَ سَيِّداً ، الَّذِيْنَ تَدَّعِي الإِمَامِيَّةُ عِصْمَتَهُم - وَلاَ عِصْمَةَ إِلاَّ لِنَبِيٍّ - وَمُحَمَّدٌ هَذَا هُوَ الَّذِي يَزْعُمُوْنَ أَنَّهُ الخَلَفُ الحُجَّةُ ، وَأَنَّهُ صَاحِبُ الزَّمَانِ ، وَأَنَّهُ صَاحِبُ السِّرْدَابِ بِسَامَرَّاءَ ، وَأَنَّهُ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ حَتَّى يَخْرُجَ، فَيَمْلأَ الأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجُوراً . فَوَدِدْنَا ذَلِكَ - وَاللهِ - وَهُم فِي انْتِظَارِهِ مِنْ أَرْبَعِ مائَةٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً ، وَمَنْ أَحَالَكَ عَلَى غَائِبٍ لَمْ يُنْصِفْكَ ، فَكَيْفَ بِمَنْ أَحَالَ عَلَى مُسْتَحِيلٍ ؟! وَالإِنْصَافُ عَزِيْزٌ - فَنَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الجَهْلِ وَالهَوَى - . فَأَمَّا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ هَذَا : فَنَقَلَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ ، أَنَّ الحَسَنَ مَاتَ عَنْ غَيْرِ عَقِبٍ . قَالَ : وَثَبَتَ جُمْهُورُ الرَّافِضَةِ عَلَى أَنَّ لِلْحَسَنِ ابْناً أَخْفَاهُ . وَقِيْلَ : بَلْ وُلِدَ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ ، مِنْ أَمَةٍ اسْمُهَا : نَرْجِسٌ ، أَوْ سَوْسَنٌ ، وَالأَظْهَرُ عِنْدَهُم أَنَّهَا صَقِيْلٌ ، وَادَّعَتِ الحَمْلَ بَعْدَ سَيِّدِهَا ، فَأُوْقِفَ مِيرَاثُهُ لِذَلِكَ سَبْعَ سِنِيْنَ ، وَنَازَعَهَا فِي ذَلِكَ أَخُوْهُ جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ ، فَتَعَصَّبَ لَهَا جَمَاعَةٌ ، وَلَهُ آخَرُوْنَ ، ثُمَّ انْفَشَّ ذَلِكَ الحَمْلُ ، وَبَطَلَ ، فَأَخَذَ مِيرَاثَ الحَسَنِ أَخُوْهُ جَعْفَرٌ، وَأَخٌ لَهُ . وَكَانَ مَوْتُ الحَسَنِ : سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ.... ، إِلَى أَنْ قَالَ : وَزَادَتْ فِتْنَةُ الرَّافِضَةِ بِصَقِيْلٍ وَبِدَعْوَاهَا ، إِلَى أَنْ حَبَسَهَا المُعْتَضِدُ بَعْدَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً مِنْ مَوْتِ سَيِّدِهَا ، وَجُعِلَتْ فِي قَصْرِهِ إِلَى أَنْ مَاتَتْ فِي دَوْلَةِ المُقْتَدِرِ . قُلْتُ: وَيَزْعُمُوْنَ أَنَّ مُحَمَّداً دَخَلَ سِرْدَاباً فِي بَيْتِ أَبِيْهِ ، وَأُمُّهُ تَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَى السَّاعَةِ مِنْهُ ، وَكَانَ ابْنَ تِسْعِ سِنِيْنَ . وَقِيْلَ دُوْنَ ذَلِكَ . قَالَ ابْنُ خِلِّكَانَ : وَقِيْلَ : بَلْ دَخَلَ ، وَلَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً ، فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ . وَقِيْلَ : بَلْ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ ، وَأَنَّهُ حَيٌّ . نَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ زوَالِ العَقْلِ . فَلَو فَرَضْنَا وُقُوعَ ذَلِكَ فِي سَالِفِ الدَّهْرِ ، فَمَنِ الَّذِي رَآهُ ؟ وَمَنِ الَّذِي نَعْتَمِدُ عَلَيْهِ فِي إِخْبَارِهِ بِحَيَاتِهِ ؟ وَمَنِ الَّذِي نَصَّ لَنَا عَلَى عِصْمَتِهِ ، وَأَنَّهُ يَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ ؟ هَذَا هَوَسٌ بَيِّنٌ ، إِنْ سَلَّطْنَاهُ عَلَى العُقُولِ ضَلَّتْ وَتَحَيَّرَتْ ، بَلْ جَوَّزَتْ كُلَّ بَاطِلٍ . أَعَاذَنَا اللهُ وَإيَّاكُم مِنَ الاحْتِجَاجِ بِالمُحَالِ وَالكَذِبِ ، أَوْ رَدِّ الحَقِّ الصَّحِيْحِ كَمَا هُوَ دَيْدَنُ الإِمَامِيَّةِ . وَمِمَّنْ قَالَ : إِنَّ الحَسَنَ العَسْكرِيَّ لَمْ يُعْقِبْ : مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ الطَّبرِيُّ ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ ، وَنَاهِيْكَ بِهِمَا مَعْرِفَةً وثِقَةً .ا.هـ.
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! |
#153
| ||
| ||
آلُ البيتِ أهلُ سنةٍ وجماعةٍ ، وهم بريئون من عقائدِ الشيعةِ الغاليةِ والرافضةِ جاء في ترجمةِ " علي بن الحسين زَيْنِ العَابِدِيْنَ الهَاشِمِيُّ " في " السير " (4/394) ما نصهُ : " قَالَ أَبُو حَازِمٍ المَدَنِيُّ : مَا رَأَيْتُ هَاشِمِيّاً أَفْقَهَ مِنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ ، سَمِعْتُهُ وَقَدْ سُئِلَ : كَيْفَ كَانَتْ مَنْزِلَةُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ؟ فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى القَبْرِ ، ثُمَّ قَالَ : بِمَنْزِلَتِهِمَا مِنْهُ السَّاعَةَ .ا.هـ.وجاء في ترجمةِ " أبي جعفر الباقر " في " السير " (4/403) : " قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ : عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي حَفْصَةَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَابْنَهُ جَعْفَراً عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، فَقَالاَ لِي : يَا سَالِمُ ، تَوَلَّهُمَا ، وَابْرَأْ مِنْ عَدُوِّهِمَا ، فَإِنَّهُمَا كَانَا إِمَامَيْ هُدَىً . علق الذهبي فقال : " كَانَ سَالِمٌ فِيْهِ تَشَيُّعٌ ظَاهِرٌ ، وَمعَ هَذَا فَيَبُثُّ هَذَا القَوْلَ الحَقَّ ، وَإِنَّمَا يَعْرِفُ الفَضْلَ لأَهْلِ الفَضْلِ ذُوْ الفَضْلِ ، وَكَذَلِكَ نَاقِلُهَا ابْنُ فُضَيْلٍ شِيْعِيٌّ ، ثِقَةٌ ، فَعَثَّرَ اللهُ شِيْعَةَ زَمَانِنَا ، مَا أَغْرَقَهُمْ فِي الجَهْلِ وَالكَذِبِ ! فَيَنَالُوْنَ مِنْ الشَّيْخَيْنِ ، وَزِيْرَيِ المُصْطَفَى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيَحْمِلُوْنَ هَذَا القَوْلَ مِنَ البَاقِرِ وَالصَّادِقِ عَلَى التَّقِيَّةِ " .ا.هـ. وجاء أيضاً (4/406) : " عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ : عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ : قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ : " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُوْلُهُ وَالَّذِيْنَ آمَنُوا " [ المَائِدَةُ : 58 ] . قَالَ : هُمْ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . قُلْتُ : إِنَّهُم يَقُوْلُوْنَ هُوَ عَلِيٌّ . قَالَ : عَلِيٌّ مِنْهُم " .ا.هـ. وجاء أيضاً (4/408) : " وَبِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حُبَيْشٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ شَرِيْكٍ ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بنُ مُكْرَمٍ ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الجُعْفِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ عَنْ حِلْيَةِ السُّيُوْفِ ، فَقَالَ : لاَ بَأْسَ بِهِ ، قَدْ حَلَّى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ سَيْفَهُ . قُلْتُ : وَتَقُوْلُ الصِّدِّيْقُ ؟ فَوَثَبَ وَثْبَةً ، وَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ ، ثُمَّ قَالَ : نَعَمْ الصِّدِّيْقُ ، نَعَمْ الصِّدِّيْقُ ، فَمَنْ لَمْ يَقُلِ الصِّدِّيْقَ ، فَلاَ صَدَّقَ اللهُ لَهُ قَوْلاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ " .ا.هـ. وجاء في ترجمةِ " الحسن ابن سبطِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم " (4/486) : " فُضَيْلُ بنُ مَرْزُوْقٍ : سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ الحَسَنِ يَقُوْلُ لِرَجُلٍ مِنَ الرَّافِضَّةِ : إِنَّ قَتْلَكَ قُرْبَةٌ إِلَى اللهِ . فَقَالَ: إِنَّكَ تَمْزَحُ ! فَقَالَ : وَاللهِ مَا هُوَ مِنِّي بِمُزَاحٍ . قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ : كَانَ فُضَيْلُ بنُ مَرْزُوْقٍ يَقُوْل : سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ الحَسَنِ يَقُوْلُ لِرَجُلٍ مِنَ الرَّافِضَّةِ : أَحِبُّوْنَا ، فَإِنْ عَصَيْنَا اللهَ ، فَأَبْغِضُوْنَا ، فَلَوْ كَانَ اللهُ نَافِعاً أَحَداً بِقَرَابَتِهِ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِغَيْرِ طَاعَةٍ ، لَنَفَعَ أَبَاهُ وَأُمَّهُ . وَرَوَى : فُضَيْلُ بنُ مَرْزُوْقٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ : دَخَلَ عَلَيَّ المُغِيْرَةُ بنُ سَعِيْدٍ - يَعْنِي : الَّذِي أُحْرِقَ فِي الزَّنْدَقَةِ - فَذَكَرَ مِنْ قَرَابَتِي وَشَبَهِي بِرَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكُنْتُ أُشَبَّهُ وَأَنَا شَابٌّ بِرَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ لَعَنَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ . فَقُلْتُ : يَا عَدُوَّ اللهِ ، أَعِنْدِي ! ثُمَّ خَنَقْتُهُ - وَاللهِ - حَتَّى دَلعَ لِسَانُهُ . وَقِيْلَ : كَانَتْ شِيْعَةُ العِرَاقِ يُمَنُّوْنَ الحَسَنَ الإِمَارَةَ ، مَعَ أَنَّهُ كَانَ يُبْغِضُهُم دِيَانَةً . وَلَهُ أَخْبَارٌ طَوِيْلَةٌ فِي تَارِيْخِ ابْنِ عَسَاكِرَ ، وَكَانَ يَصْلُحُ لِلْخِلاَفَةِ .ا.هـ. وجاء في ترجمةِ " زيدِ بن علي " (5/390) : " قَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ : جَاءتِ الرَّافِضَّةُ زَيْداً ، فَقَالُوا : تَبَرَّأْ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ حَتَّى نَنْصُرَكَ . قَالَ: بَلْ أَتَوَلاَّهُمَا . قَالُوا : إِذاً نَرفُضُكَ ، فَمِنْ ثَمَّ قِيْلَ لَهُمُ : الرَّافِضَّةُ . وَأَمَّا الزَّيْدِيَّةُ ، فَقَالُوا بِقَوْلِه ، وَحَارَبُوا مَعَهُ . وَذَكَرَ : إِسْمَاعِيْلُ السُّدِّيُّ، عَنْهُ ، قَالَ : الرَّافِضَّةُ حِزبُنَا مَرَقُوا عَلَيْنَا . وَرَوَى : هَاشِمُ بنُ البَرِيْدِ ، عَنْ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : كَانَ أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - إِمَامَ الشَّاكرِيْنَ ، ثُمَّ تَلاَ : " وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكرِيْنَ " ، ثُمَّ قَالَ : البَرَاءةُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ هِيَ البَرَاءةُ مِنْ عَلِيٍّ .ا.هـ.
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! |
#154
| ||
| ||
تعليقاتُ الإمامِ الذهبي في " سيرِ أعلامِ النبلاءِ " على الرافضةِ قال في " السيرِ " (1/140) عند ترجمةِ الصحابي الجليلِ سَعِيْدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَمْرٍو أحدِ العشرةِ المبشرين بالجنةِ : " فَهَذَا مَا تَيَسَّرَ مِنْ سِيْرَةِ العَشَرَةِ، وَهُمْ أَفْضَلُ قُرَيْشٍ ، وَأَفْضَلُ السَّابِقِيْنَ المُهَاجِرِيْنَ ، وَأَفْضَلُ البَدْرِيِّيْنَ ، وَأَفْضَلُ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ ، وَسَادَةُ هَذِهِ الأُمَّةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .فَأَبْعَدَ اللهُ الرَّافِضَةَ مَا أَغْوَاهُمْ ، وَأَشَدَّ هَوَاهُمْ ، كَيْفَ اعْتَرَفُوا بِفَضْلِ وَاحِدٍ مِنْهُم ، وَبَخَسُوا التِّسْعَةَ حَقَّهُمْ ، وَافْتَرَوْا عَلَيْهِمْ بِأنَّهُمْ كَتَمُوا النَّصَّ فِي عَلِيٍّ أَنَّهُ الخَلِيْفَةُ ؟ فَوَاللهِ مَا جَرَى مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ ، وَأَنَّهُمْ زَوَّرُوا الأَمْرَ عَنْهُ بِزَعْمِهِمْ ، وَخَالَفُوا نَبِيَّهُمْ ، وَبَادَرُوا إِلَى بَيْعَةِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَيْمً ، يَتَّجِرُ وَيَتَكَسَّبُ ، لاَ لِرَغْبَةٍ فِي أَمْوَالِهِ ، وَلاَ لِرَهْبَةٍ مِنْ عَشِيْرَتِهِ وَرِجَالِهِ ، وَيْحَكَ أَيَفْعَلُ هَذَا مَنْ لَهُ مسْكَةُ عَقْلٍ ؟ وَلَوْ جَازَ هَذَا عَلَى وَاحِدٍ لَمَا جَازَ عَلَى جَمَاعَةٍ ، وَلَوْ جَازَ وُقُوْعُهُ مِنْ جَمَاعَةٍ ، لاَسْتَحَالَ وُقُوْعُهُ وَالحَالَةُ هَذِهِ مِنْ أُلُوْفٍ مِنْ سَادَةِ المُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ ، وَفُرْسَانِ الأُمَّةِ ، وَأَبْطَالِ الإِسْلاَمِ ، لَكِنْ لاَ حِيْلَةَ فِي بُرْء الرَّفْضِ ، فَإِنَّهُ دَاءٌ مُزْمِنٌ ، وَالهُدَى نُوْرٌ يَقْذِفُهُ اللهُ فِي قَلْبِ مَنْ يَشَاءُ ، فَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ .ا.هـ. وقال في " السيرِ " (9/393) عند ترجمةِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيٌّ الرِّضَى ابْنُ مُوْسَى الكَاظِمِ : " وَقَدْ كَانَ عَلِيٌّ الرِّضَى كَبِيْرَ الشَّأْنِ ، أَهْلاً لِلْخِلاَفَةِ ، وَلَكِنْ كَذَبَتْ عَلَيْهِ وَفِيْهِ الرَّافِضَّةُ ، وَأَطْرَوْهُ بِمَا لاَ يَجُوْزُ ، وَادَّعَوْا فِيْهِ العِصْمَةَ ، وَغَلَتْ فِيْهِ ، وَقَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً . وَهُوَ بَرِيْءٌ مِنْ عُهْدَةِ تِلْكَ النُّسَخِ المَوْضُوْعَةِ عَلَيْهِ .ا.هـ. وقال (14/512) عند ترجمةِ أَبِي عَرُوْبَةَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَوْدُوْدِ : " قُلْتُ : كُلُّ مَنْ أَحَبَّ الشَّيْخَيْنِ فَلَيْسَ بِغَالٍ ، بَلْ مَنْ تَعَرَّضَ لَهُمَا بِشَيْءٍ مِنْ تَنَقُّصٍ فَإِنَّهُ رَافِضِيٌّ غَالٍ ، فَإِنْ سَبَّ ، فَهُوَ مِنْ شِرَارِ الرَّافِضَةِ ، فَإِنْ كَفَّرَ فَقَدْ بَاءَ بِالكُفْرِ ، وَاسْتَحَقَّ الخِزْيَ .ا.هـ. وقال (16/457 - 458) عند ترجمةِ الإمامِ الدَّارَقُطْنِيّ : " وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : اختلفَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ ، فَقَالَ قَوْمٌ : عُثْمَانُ أَفضلُ ، وَقَالَ قَوْمٌ : عليٌّ أَفضلُ . فَتَحَاكَمُوا إِليَّ ، فَأَمسكتُ ، وَقُلْتُ : الإِمْسَاكُ خَيْرٌ . ثُمَّ لَمْ أَرَ لِدِيْنِي السُّكُوتَ ، وَقُلْتُ لِلَّذِي اسْتَفْتَانِي : ارْجِعْ إِلَيْهِم ، وَقُلْ لَهُم : أَبُو الحَسَنِ يَقُوْلُ : عُثْمَانُ أَفضَلُ مِنْ عَلِيٍّ بِاتِّفَاقِ جَمَاعَةِ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، هَذَا قَولُ أَهْلِ السُّنَّةَ ، وَهُوَ أَوَّلُ عَقْدٍ يَحلُّ فِي الرَّفْضِ . قُلْتُ : لَيْسَ تَفْضِيْلُ عَلِيٍّ بِرَفضٍ ، وَلاَ هُوَ ببدعَةٌ ، بَلْ قَدْ ذَهبَ إِلَيْهِ خَلقٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ ، فَكُلٌّ مِنْ عُثْمَانَ وَعلِيٍّ ذُو فضلٍ وَسَابِقَةٍ وَجِهَادٍ ، وَهُمَا مُتَقَارِبَانِ فِي العِلْمِ وَالجَلاَلَة ، وَلعلَّهُمَا فِي الآخِرَةِ مُتسَاويَانِ فِي الدَّرَجَةِ ، وَهُمَا مِنْ سَادَةِ الشُّهَدَاءِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - ، وَلَكِنَّ جُمُهورَ الأُمَّةِ عَلَى تَرَجيْحِ عُثْمَانَ عَلَى الإِمَامِ عَلِيٍّ ، وَإِلَيْهِ نَذْهَبُ . وَالخَطْبُ فِي ذَلِكَ يسيرٌ ، وَالأَفضَلُ مِنْهُمَا - بِلاَ شكٍّ - أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، مَنْ خَالفَ فِي ذَا فَهُوَ شِيعِيٌّ جَلدٌ ، وَمَنْ أَبغضَ الشَّيْخَيْنِ وَاعتقدَ صِحَّةَ إِمَامَتِهِمَا فَهُوَ رَافضيٌّ مَقِيتٌ ، وَمَنْ سَبَّهُمَا وَاعتقدَ أَنَّهُمَا لَيْسَا بِإِمَامَيْ هُدَى فَهُوَ مِنْ غُلاَةِ الرَّافِضَةِ - أَبعدَهُم اللهُ - .ا.هـ.
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! |
#155
| ||
| ||
الشيعةُ في زمنِ الذهبي كما يصورهم ثُمَّ شِيْعَةٌ: يَتَوَالَوْنَ ، وَيَنَالُوْنَ مِمَّنْ حَارَبُوا عَلِيّاً ، وَيَقُوْلُوْنَ : إِنَّهُم مُسْلِمُوْنَ بُغَاةٌ ظَلَمَةٌ . ثُمَّ نَوَاصِبُ : وَهُمُ الَّذِيْنَ حَارَبُوا عَلِيّاً يَوْمَ صِفِّيْنَ ، وَيُقِرُّوْنَ بِإِسْلاَمِ عَلِيٍّ وَسَابِقِيْه ، وَيَقُوْلُوْنَ : خَذَلَ الخَلِيْفَةَ عُثْمَانَ . فَمَا عَلِمتُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ شِيْعِيّاً كَفَّرَ مُعَاوِيَةَ وَحِزْبَهُ ، وَلاَ نَاصِبِيّاً كَفَّرَ عَلِيّاً وَحِزْبَهُ ، بَلْ دَخَلُوا فِي سَبٍّ وَبُغْضٍ ، ثُمَّ صَارَ اليَوْمَ شِيْعَةُ زَمَانِنَا يُكَفِّرُوْنَ الصَّحَابَةَ ، وَيَبْرَؤُوْنَ مِنْهُم جَهلاً وَعُدوَاناً، وَيَتَعَدُّوْنَ إِلَى الصِّدِّيْقِ - قَاتَلَهُمُ اللهُ - . وَأَمَّا نَوَاصِبُ وَقْتِنَا فَقَلِيْلٌ ، وَمَا عَلِمتُ فِيْهِم مَنْ يُكفِّرُ عَلِيّاً وَلاَ صَحَابِيّاً " . ا.هـ. وقال أيضاً في " السير " (7/370 - 371) : " قَالَ وَكِيْعٌ : حَسَنُ بنُ صَالِحٍ عِنْدِي إِمَامٌ . فَقِيْلَ لَهُ : إِنَّهُ لاَ يَتَرحَّمُ عَلَى عُثْمَانَ . فَقَالَ : أَفَتَتَرحَّمُ أَنْتَ عَلَى الحَجَّاجِ ؟ قُلْتُ : لاَ بَارَكَ اللهُ فِي هَذَا المِثَالِ . وَمُرَادُهُ : أَنْ تَرْكَ التَّرَحُّمِ سُكُوْتٌ ، وَالسَّاكتُ لاَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ قَوْلٌ ، وَلَكِنْ مَنْ سَكَتَ عَنْ تَرحُّمِ مِثْلِ الشَّهِيْدِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُثْمَانَ ، فَإِنَّ فِيْهِ شَيْئاً مِنْ تَشَيُّعٍ ، فَمَنْ نَطَقَ فِيْهِ بِغَضٍّ وَتَنَقُّصٍ وَهُوَ شِيْعِيٌّ جَلْدٌ يُؤَدَّبُ ، وَإِنْ تَرَقَّى إِلَى الشَّيْخَيْنِ بِذَمٍّ ، فَهُوَ رَافِضِيٌّ خَبِيْثٌ ، وَكَذَا مَنْ تَعرَّضَ لِلإِمَامِ عَلِيٍّ بِذَمٍّ ، فَهُوَ نَاصِبِيٌّ يُعَزَّرُ ، فَإِنْ كَفَّرَهُ ، فَهُوَ خَارِجِيٌّ مَارِقٌ ، بَلْ سَبِيْلُنَا أَنْ نَستغفِرَ لِلْكُلِّ ، وَنُحِبُّهُم ، وَنَكَفَّ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُم " .ا.هـ. وقال أيضاً (11/538) : " وَقَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ : سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ : مَنْ لَمْ يَبْرَأْ فِي صَلاَتِهِ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ ، حُشِرَ مَعَهُم . قُلْتُ : هَذَا الكَلاَمُ مَبْدَأُ الرَّفْضِ ، بَلْ نَكُفُّ ، وَنَسْتَغْفِرُ لِلأُمَّةِ ، فَإِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ فِي إِيَّاهُم قَدْ عَادَى بَعْضهُم بَعْضاً ، وَاقْتَتَلُوا عَلَى المُلْكِ ، وَتَمَّتْ عَظَائِمُ، فَمِنْ أَيِّهِم نَبْرَأُ ؟! " .ا.هـ. وقال أيضاً (17/591) : " قَالَ ابْنُ حَزْم : الإِمَامِيَّةُ كُلُّهُم عَلَى أَنَّ القُرْآن مُبَدَّلٌ ، وَفِيْهِ زيَادَةٌ وَنقصٌ سِوَى المُرْتَضَى ، فَإِنَّهُ كَفَّر مَنْ قَالَ ذَلِكَ ، وَكَذَلِكَ صَاحِباهُ أَبُو يَعْلَى الطُّوْسِيّ ، وَأَبُو القَاسِمِ الرَّازِيّ . قُلْتُ : وَفِي توَالِيفه سَبُّ أَصْحَابِ رَسُوْل اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ علمٍ لاَ ينفع " .ا.هـ. من هو هِشَامُ بنُ الحَكَمِ الذي ورد ذكره في حلقةِ الليلة ؟ قال الإمامُ الذهبي في " السير " (10/545) في ترجمةِ " هِشَامِ بنِ الحَكَمِ " : هِشَامُ بنُ الحَكَمِ الكُوْفِيُّ الرَّافِضِيُّ وَكَانَ فِي هَذَا الحِيْنِ المُتَكَلِّمُ البَارِعُ هِشَامُ بنُ الحَكَمِ الكُوْفِيُّ ، الرَّافِضِيُّ ، المُشَبِّهُ ، المُعثرُ ، وَلَهُ نَظَرٌ ، وَجَدَلٌ ، وَتَوَالِيْفُ كَثِيْرَةٌ . قَالَ ابْنُ حَزْمٍ : جُمْهُوْرُ مُتَكَلِّمِي الرَّافِضَةِ كَهِشَامِ بنِ الحَكَمِ، وَتِلْمِيْذِهِ ؛ أَبِي عَلِيٍّ الصَّكَّاكِ ، وَغَيْرِهِمَا يَقُوْلُوْنَ : بِأَنَّ عِلْمَ اللهِ مُحْدَثٌ ، وَأَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ شَيْئاً فِي الأَزَلِ ، فَأَحْدَثَ لِنَفْسِهِ عِلْماً . قَالَ : وَقَالَ هِشَامُ بنُ الحَكَمِ فِي مُنَاظَرَتِهِ لأَبِي الهُذَيْلِ : إِنَّ رَبَّهُ طُوْلُهُ سَبْعَةُ أَشْبَارٍ بِشِبْرِ نَفْسِهِ . قَالَ : وَكَانَ دَاوُدُ الجَوَارِبِيُّ مِنْ كِبَارِ مُتَكَلِّمِيْهِم ، يَزْعُمُ أَنَّ رَبَّهُ لَحْمٌ وَدَمٌ عَلَى صُوْرَةِ الآدَمِيِّ . قَالَ : وَلاَ يَخْتَلِفُوْنَ فِي رَدِّ الشَّمْسِ لِعَلِيٍّ مَرَّتَيْنِ . وَمِنْ قَوْلِ كُلِّهِمِ : إِنَّ القُرْآنَ مُبَدَّلٌ ، زِيْدَ فِيْهِ ، وَنُقِصَ مِنْهُ ، إِلاَّ الشَّرِيْفَ المُرْتَضَى وَصَاحِبَيْهِ . قَالَ النَّدِيْمُ : هُوَ مِنْ أَصْحَابِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ ، هَذَّبَ المَذْهَبَ ، وَفَتَقَ الكَلاَمَ فِي الإِمَامَةِ ، وَكَانَ حَاذِقاً ، حَاضِرَ الجَوَابِ " .ا.هـ.
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فضائل الصحابة رضي الله عنهم | عاطف الجراح | نور الإسلام - | 0 | 01-30-2011 09:19 AM |
فضائل الراشدين رضي الله عنهم | خالد المخلد | نور الإسلام - | 0 | 07-31-2009 06:37 PM |
* فضائل الصحابة رضي الله عنهم * (3) | حقيقة لا خيال | نور الإسلام - | 1 | 04-14-2009 12:26 AM |
* فضائل الصحابة رضي الله عنهم * (2) | حقيقة لا خيال | نور الإسلام - | 2 | 04-11-2009 11:47 AM |
* فضائل الصحابة رضي الله عنهم * (1) | حقيقة لا خيال | نور الإسلام - | 1 | 04-10-2009 10:27 AM |