02-22-2013, 12:37 PM
|
| |
الفصل التمهيدي
۩ خطر محدق بنا..!! ۩
في زقاق مظلم ضيق..شوهته الصناديق الفارغة و حاويات القمامة ... ملجأ بعض القطط الشاردة...
حيث لحظات مواء تلك الحيوانات البائسة هي الشيء الوحيد الذي يمزق بعفوية الصمت المهيمن على المكان..
هذه المنطقة المريبة الواقعة في واحدة من أسوأ أحياء لندن ..
حيث تسود هالة من الرعب الغامض ..
لم تكن مزارا مفضلا للناس في مثل هذا الوقت من الليل عادة...
تغير إتجاه الريح فجأة ،
بشكل أوحى بوجود طاقة اخترقت سكون المكان..
ظهرت فجأة ..أطياف مبهمة الهيئة عبرت المكان بسرعة فائقة..تعدت سرعة البرق..
بدت تلك الأطياف مشعة كالمذنبات..
تبث نورا خافتا فتنعكس ظلالها على الجدران المتهالكة للزقاق..
مر الطيف الاول..و الذي بدا و كأنه يجر خلفه شيئا ما ..
مخلفا وراءه خطا متعرجا من الدماء على الارضية الخشنة...
ثم تلاه الثاني والثالث ...
ثم الرابع والخامس
.
.
.
.
اختفت تلك الأطياف بلمح البصر مثلما ظهرت...
وعاد كل شيئ غارقا في وحشته من جديد..
توقف خمستهم عند تل مرتفع خارج حدود المدينة..ينيرهم ضوء القمر المتسلل من بين الغيوم الداكنة..
الشيء الجيد الوحيد في هذه البقعة المظلمة كان المنظر الذي تطل عليه لقلب مدينة لندن..
بروتينها اليومي المعتاد..واضوائها الساطعة وصخب سياراتها التي تؤرق سكون الافق المدلهم..
الأشجار كانت كثيفة وطويلة من حولهم..امتزج حفيف أوراقها مع اصوات الجداجد و نعيق بومة وحيدة....
منح تلك البقعة الخالية إلا منهم جوا مرعبا ترتعش له العقول..
وقف أربعة .. و قد كانوا شبابا بتشكيلة دلت على أنهم فريق..
مواجهين الرجل الخامس الذي بدا بعبائته الطويلة التي غطت رأسه و ثيابه العجيبة كشيطان من العالم السفلي..
ارتسمت ابتسامة خبيثة شيطانية على شفتيه ،
ثم ألقى على الأرض .. تحت أقدامهم .. جسد فتاة شقراء فارقت الحياة ..
غطت ملامحها الشاحبة الجميلة كدمات زرقاء مروعة .. كما لطخت ثيابها الممزقة فوق جسدها النحيل الدماء الغزيرة .
كانت جثة .. جثة كانوا يعرفونها حق المعرفة..
سقط أحد أولائك الأربع .. "فتى ذو شعر ذهبي" على ركبيته من هول ما يرى...بؤبؤاه ارتعشا بعدم تصديق...
و تلونت ملامحه بتعابير شتى كان آخرها الصدمة و الضياع وهو يعصر رأسه بين يديه ..
ظلت شفتاه المرتجفتان تنطقان دون صوت باسم تلك التي قتلت
دوت ضحكة ذلك الرجل المقيتة في الارجاء ... و رددت الغابة القريبة صداها بقوة..
كما ترددت في أعماق الفتيان الثلاث الآخرين الذين بدا عليهم السخط و علا وجوههم الحقد الشديد..
- انظروا الى حالكم يا أصدقاء..تعابير الخيبة تلائمكم كثيرا..
نطق بها الرجل الشيطاني بصوت أشبه بحفيف الثعابين وتطلع الى وجوههم واحدا واحدا باستمتاع منتظرا أي ردة فعل قد يحاول أحدهم القيام بها ..
نظر إليه أرثر قائد الأربعة "ذو الشعر الاحمر الداكن" بغضب عارم جعل عينيه الورديتين الجميلتين تتحولان إلى أحمر قرمزي رهيب ..
صاح بوعيد :
- أيها اللعين .. سأرسلك إلى الجحيم بيدي !!
أطلق الرجل ضحكته الخبيثة مجددا ثم اجابه بسخرية ومكر شديدين :
- هون عليك ايها الأمير... المشكلات لا يمكن أن تحل بهذه الطريقة ، أليس كذلك؟
نظر إلى الفتى صاحب الشعر الناري الذي ما زال جاثيا على الأرض أمام جسد تلك الفتاة و أردف
- لقد حذرتك ريتشارد..انظر الى محبوبتك الان
ورمق الفتاة بأسى مصطنع وهو يهز رأسه بخفة..
حاول ريتشارد النهوض عن الارض محاولا السيطرة على مشاعره كما ينبغي لفارس حقيقي أن يفعل ..
لكن كيف لقلب هذا الفارس أن يفهم ..
كيف له أن يحتمل هذا الكم الهائل من الألم ..
ما إن وقع بصره على جثتها المقتولة بأبشع الطرق .. حتى انتفض قلبه بشدة متحطما إلى آلاف القطع ..
خذلته ساقاه من جديد .. فعجز عن النهوض ..كما عجز عن استيعاب هذا الذي يحدث أمامه
استند بكفيه على الأرض .. مخفضا رأسه
استل آرثر سيفه بعد أن رأى معاناة صديقه التي زادت من غضبه الجنوني فانطلق يهجم على الرجل الشيطاني و لحق به رفيقاه الآخران..
وانقض عليه ثلاثتهم مسددين نحوه ضربات عنيفة بأسلحتهم
راح هو يتفاداها برشاقة .. ثم و بحركة واحدة سريعة القى بهم ثلاثتهم ارضا...
قال الرجل ساخرا
- لم اكن اعلم ان اشخاصا ضعفاء مثلكم يقومون باداء مهمة عظيمة كحماية الوثيقة الاسطورية..
صاح به توماس "ذو الشعر السماوي" بحقد شديد
- الم يكن هذا هو همكم الوحيد؟...ومع ذلك اصبحتم تقتلون اناسا أبرياء لا علاقة لهم بحربنا هذه؟
حام الرجل حولهم ببطء وهو يحرك سبابته علامة النفي :
- لا.. كل ما نفعله نقوم بالتخطيط له لاشهر.. بتنا نعرف الآن أن الدماء التي بإمكان شريكات حياتكم تقديمها لكم ستجعل من قواكم قوى متكاملة يستحيل التغلب عليها ..
لا يمكن أن نسمح بهذا بالطبع .. و لأجل ذلك نفعل أشياء من هذا القبيل...
واردف بصوت بارد يبعث على القشعريرة
- نقتل اي فتاة مشبوه في امرها.. أي فتاة تبدو عليها علائم الحب
صر ارثر على اسنانه بغضب شديد و انقض عليه بسرعة خرافية ..
اشتبك الاثنان في صراع قوي و عنيف ..
تدخل كل من توماس ومايكل لمؤازرة صديقهم...
وهذه المرة انتهى به الأمر محاصرا عند حافة تلك التلة الحادة...
نظر إلى الخلف بقلق ثم التفت الى الشبان الثلاث و قال بغضب
- هل تعتقدون ان اللعبة ستنتهي هنا؟
اجابه ارثر
- لا تشغل بالك...ان لم تنتهي الان ستنتهي ذات يوم.. لكن أنت لن تكون هنا لترى ذلك.
و ابتسم ساخرا وهو يخرج من جيبه الوتد الخشبي الحاد..
- آنت نهايتك ...لكن لا تقلق سيوافيك بقية رفاقك قريبا في الجحيم..
خطى الرجل الى الخلف .. و هبت الرياح تتلاعب بقبعته التي تظلل نصف وجهه..
ابتسم بخبث و إلتمعت عيناه الحمراوتين .. قال :
- كن حذرا آرثر ... لدي حدس بأنك ستكون الشخص التالي الذي سيتحطم قلبه بعد صديقك هذا !!
تردد صدى جملته الواثقة في أذني آرثر الذي اتسعت عيناه وهو ينظر إليه ذاهلا..
حين رمى الرجل بنفسه إلى أسفل الجرف..
بينما اندفع صديقاه نحوه في محاولة للإمساك به و لكن محاولتهم تلك .. باءت بالفشل..
.
.
.
.
.
اقترب مايكل من صديقه ريتشارد و على وجهه تعبير متأثر ، و كذلك فعل آرثر و توماس ،
وقفوا حوله بصمت ،
دون أن يجدوا كلمات يمكن أن يواسوا بها رفيقهم لفقده أغلى ما يملك في هذه الحياة ،
كانت تلك طعنة في الظهر ..
تلك الفتاة كانت بشرية فحسب .. لا شأن لها بقضيتهم ..
لم يكن لها أي علاقة بهم .. سوى أنها أحبت ريتشارد مثلما أحبها هو بجنون ..
كان ثمة قسم صارم جال في أفئدة الثلاثة
بتوافق خفي لحظتها ..
كانوا قد أقسموا على الثأر للفتاة التي عرفوها طيبة نقية ..
و لصديقهم الذي بدا في تلك اللحظة و كأنه قد فارق ذاته ..
بدا ريتشارد غير واعي لشيء ..
ما كان أي شيء في ما يختبره هذه الليلة طبيعيا...
مجرد كابوس .. أجل لعله فقد عقله .. تفسير كان ليخفف عنه الكثير ..
لكن ملمس جسدها البارد المتصلب وهو يحتضنها بين ذراعيه أبى إلا أن يجبره على تصديق الواقع المروع الماثل أمامه..
لقد ماتت .. ماتت .. ماتت روز
تأرجح جسده الى الامام و الخلف بشكل متواصل.. وهو يهدهدها .. يحتضنها بقوة أكبر رافضا تصديق تلك الحقيقة ..
لايزال يهذي هامسا باسمها بهستيرية ... و دموعه تنهمر بألم على وجهه الوسيم..
انفطرت قلوبهم لذلك المشهد ..
مر وقت طويل و هم يسمعون أنين صديقهم المنخفض وشهقاته المتألمة.. بعجز شديد ..
.
.
.
.
.
.
.
صرخ ريتشارد بقوة مزقت صمت الليل ..
- رووووووووووووووووووووووووووووز!!!
توارى القمر خلف السحب .. وغرق كل شيئ في السواد والسكون ..
عصفت الرياح الخريفية تشكي المها هي الاخرى للاوراق اليابسة..
.
.
.
.
انتهاء البارت
من يكون الاربعة اللذين ظهروا في البارت؟؟وماذا عن الوثيقة الاسطورية التي ذكرت؟؟
القاكم في البارت القادم ان شاء الله
واتمنى من كل اعماق قلبي ان اجد تفاعلا
|
__________________
إضغط على الصورة لزيارة روايتي الحالية  
التعديل الأخير تم بواسطة vἿƝȖṨ ; 02-22-2013 الساعة 03:39 PM |
المواضيع المتشابهه 
169Likes
العرض العادي
