![](http://im37.gulfup.com/4HJ85.gif)
ραяτ 2
انتهى اليوم الدراسي المعتاد على الجميع بعد ان رن الجرس في كل أنحاء المدرسة ، وقفت روكسآنآ بسرعة حامله حقيبتها ، وهي تقول ملوحه بيدها لنآكيلآ على عجل :
( إلى اللقاء نآكيلآ ! )
رفعت نآكيلآ رأسها باستغراب وهي تنظر للباب الذي خرجت روكسآنآ منه ، وقالت بهمس :
( ا .. إلى اللقاء ! )
اما بالنسبة لروكسآنآ فقد اتجهت لغرفة الحجز بسرعة ، فقد تأخرت عنه بما فيه الكفاية بعد ان نسي المعلمة نفسه في الكلام ، وصلت لغرفة الحجز فاتحه الباب بقوة ، مما سبب إصطدامه بالجدار ، التفت كل من كان في الغرفة لروكسآنآ التي ضحكت بارتباك ، مما جعل من الأستاذ يقول :
( ادخلي آنسه روكسيل ! )
تنهدت بارتياح وهي تتأمل الموجودين ، عقدت حاجبيها بعد رؤيتها لآدوآرد يجلس بجانب النافذة واضعًا راسه على الطاولة ، نظرت لبقية الطلاب الموجودين ، ثلاث فتيات وفيتيّن ، لم تجرؤ على الجلوس بجانب الشابين ذوا النظرات المقززة ، اما الفتيات فقد كانت كلاً منهن تنظرن لها بنظرة حاقدة ، لم يكن لديها اي خيار سوى أن تجلس بجانب آدوآرد او وراءه على الأقل ، اتجهت للعمود الذي يجلس فيه ، مرت من عنده لتضرب ظهره مما جعله يجفل في كرسيه ، جلست خلفه وبدأت تتأمل ظهره ، حيث انه عاد لوضعيته السابقة من دون ان يهتم بما فعلته ، مر الوقت بطيئًا على جميع من في غرفة الاحتجاز ، خاصة وان المعلم متشدد ، لدرجة ان النوم لديه ممنوع !
خرج آدوآرد من غرفة الحجز أخيرا ، بما انه من العامة فجميع الأساتذة يبغضونه ، لم يهتم بهم قبلًا ولن يهتم بهم الآن ، الا أنهم قاسيون معه ، لدرجة ان الاحتجاز عنده يجب ان يزداد على الأقل نصف ساعة ، زفر بملل رافعًا رأسه للسماء ، فهو الآن في الساحة الامية للمدرسة ، دقائق حتى عاد ينظر أمامه بعد إصطدامه بـ ... :
( انت ! ، الا ترا أمامك ؟ )
قالتها روكسآنآ بانفعال ، ليعقد هو حاجبيه باستنكار من صراخها ، سرعان ما ابتسم بسخرية رابتًا على رأسها :
( هذا جزاء ضربكِ لي على ظهري ! )
واكمل طريقه متجاهلًا نظرتها الحاقدة ، زفرت بقهر وهي تعيد نظرها للأمام ، وفي نيتها ان تتجه لسيارتها السوداء الفاخرة ، حيث ان السائق ينتظرها عند الباب الخلفي كي يفتحه لها ، همت بالمشي ناحيته ، لولا ان لمعان شيء على الأرض قد منعها ، عقدت حاجبيها وهي تنحني كي تلتقطه ، فتحت فاهها بدهشة مما تراه ، بسرعة أدخلته في حقيبتها ، مُهروله ناحية السيارة بعدها !
فتح باب شقته وهو يدخل لها بسرعة ، خلع حذائه مُتجهًا للمطبخ القريب من باب الشقة ، ما ان تعداه حتى سمع صوتاً لإمرأه :
( آدوآرد عزيزي ، لن تذهب كما المره الفائتة قبل ان تأكل غدائك ! )
تراجع عدة خطوات للخلف ، وقف أمام باب المطبخ قائلا وهو يحك رأسه :
( لا استطيع جدتي ، لقد تأخرت وهذا سيجعل من المدير يطردني ! )
ابتسمت جدته ذات الشعر الأشقر الطويل بخفة ، حيث ان ملامحها الجميلة لم تظهر أبدا بانها قد تعدت الخمسين ، وقد امتلكت عينان زرقاوتان لامعتان تظهران بانها في عقدها الثالث ، اقتربت بعد ان جففت يديها بمنشفة بيضاء صغيرة ، ربتت على رأس حفيدها قائلة بحنان :
( لا يهم ، انت في طور النمو ويجب ان تهتم بطعامك ! )
زفر آدوآرد بهدوء ، سرعان ما قال وهو يجري لغرفته :
( حسنا ، فقط اسرعي كي لا أتأخر ! )
ابتسمت سيلين بحنان ، سرعان ما دخلت المطبخ من جديد بعد ان إستوعبت جملته
/
\
/
\
بدأ يأكل طعامه بسرعة بعد ان غير ملابسه الخاصة بالمدرسة ، حيث ارتدى جينز اسود مع قميص ابيض عادي ذا كم قصير ، وحذاء رياضي ابيض ، وقف بعد ان انتهى من غدائه ، حيث اتجه لدورة المياه لغسل يده ، اتجه لباب الشقة حيث ارتدى حذاءه هناك ، وقبل ان يفتح الباب ، قال بصوت مسموع لجدته :
( إلى اللقاء ، جدتي ! )
أخرجت جدته رأسها من المطبخ قائلة بحنان وهي تودعه بيدها اليمنى :
( إلى اللقاء عزيزي ! )
تنهدت بتوتر وهي تخرج من السيارة ، حيث أنها تتأمل القلادة التي إلتقطتها من ارض الساحة الأمامية للمدرسة ، ليس من عادتها ان تأخذ شيئا ليس ملكًا لها ، فعائلتها الغنية او بالأحرى فاحشة الثراء تلبي اي رغبة لها ، دخلت لحديقة قصرها الكبيرة ، وفي نيتها الدخول للقصر والذهاب لغرفتها ، الا ان دندنه أحدهم قد جذبتها ، التفتت لجهتها اليمنى ، لتنطق بفرح :
( كريس ! )
توقف المعني عن الدندنه ، حيث انه يجلس على الأرض بجانب كومة زهور ملونة ، ابتسم بلطف ما ان رأى أخته الصغرى ، وقف مُتجهًا لها ، ربت على رأسها :
( عدتِ أخيرا من المدرسة )
لم تهتم بربتهِ على رأسها بل أنها احتضنته قائلة بسعادة :
( بل عدتَ آخيرا من رحلتك حول العالم تلك ! )
ضحك بخفة وهو يبادلها العناق ، ابتعدت عنه قائلة وهي تميل برأسها :
( متى عدت ؟ ، لم تخبرني أمي بانك ستعود ! )
وضع يديه في جيبه قائلا بعدم اهتمام :
( قبل ساعة تقريبا ، انا طلبت هذا منها )
قال جملته الاخيرة بابتسامة مستفزة لشقيقته الصغرى ، لتنفخ الاخيرة وجنتيها بطريقة طفولية ، سرعان ما قالت بحماس وهي ترفع القلادة التي بيدها :
( لا يهم هذا ، انظر ! ، أليست جميلة ؟ )
تأملها كريس لدقائق ، سرعان ما اتسعت عيناه بصدمة ، حيث كانت بالفعل جميلة ، ذات لون ذهبي لامع ، دائرية الشكل وسطها منفوخ قليلا ، حوافها قد زينت بآلماسات رمادية صغيرة ، وفي النفخة كُتب إسم 'Edward' بشكل جذاب عن طريق آلماسات رمادية أيضاً ، ابتلع كريس ريقه وهو يسحب القلادة من روكسآنآ والتي استنكرت فعلته هذه ، كادت تتكلم الا أنها ابتلعت لسانها لدى ضغط شقيقها على النفخة مما سبب انفصال النفخة عن القلادة ، حيث ظهرت صورة لإمرأه تمتلك شعرًا أشقر قصير وعينان رماديتان ، ذات ملامح جميلة خلابة ومميزة ، يجلس عليها طفل صغير بدا بسنته الثالثة ، لم يختلف عن المرأه الا بلون عينيه المميزتيّن حيث ان اللونين الأزرق والرمادي قد إمتزجا معًا ، بدا في حديقة حيث يجلسان على الأرض امام شجرة وقد قربت المرأه رأسها من صغيرها وكلاهما يبتسمان بسعادة ، أغلق كريس القلادة مُلتفتاً لأخته وقد ظهرت علامات الغضب على وجهه ، ابتلعت روكسآنآ ريقها بتوتر ، ليعطيها شقيقها القلادة هامسًا من بين أسنانه بغضب :
( أعطيها لصاحبها غداً ، واياكِ أخذها منه ثانية ! )
ما إن أنهى جملته حتى دخل القصر وقد بدا من خطواته السريعة ان مزاجه قد تعكر ، نظرت روكسآنآ للقلادة باستغراب ، هامسه لنفسها :
( كيف يعرف صاحب القلادة ؟ ، هذا غريب )
تنهد آدوآرد بتعب بعد ان خرج الزبون الوحيد في المقهى ، طبعاً فمقهى للطبقة المخملية كهذا لا يزوره الكثيرون ، فقط ذوي الأسماء المعروفة ، لم يكد يجلس على احد المقاعد الا وسمع صوت الباب يعلن عن وصول زبون آخر ، وقف قائلا بصوت ملول :
( أهلاً بكم في مقهى sunshine ، هل أحجز ... )
توقف عن الكلام بعد رؤيته للتوأم ولوكآس ، زفر قائلا بعدم اهتمام :
( ما الذي احضركم إلى هنا ؟ )
ابتسم لوكاس بحماس وهو يتجه لـ آدوآرد ، أحاط رقبته بيده قائلا :
( أتينا لأجلك يا صديقي ، أهكذا تستقبلنا ؟ )
نظر آدوآرد له قليلا ، سرعان ما قال وهو يرفع احد حاجبيه :
( لا استطيع الخروج ! ، لقد تأخرت اليوم ويجب ان أتأخر في العودة أيضًا ! )
ابتسم حينها مآرتن بخبث كما توأمه مآترن ، حيث اخرج الأخير رزمة نقود بدا حجمها كبيرا بالنسبة ليد مآترن ، ضرب آدوآرد وجهه قائلا :
( ليس مجدداً ! )
ضحك لوكاس بخفة وهو ينادي بصوت مرتفع :
( سيد تشارلي ! )
خرج السيد تشارلي من باب في الجانب الآخر من المقهى الكبير حيث ان أرضه ذات لون بني كلون الشكولاه ، جدرانه بيضاء مليئة بالبقع البنية والتي بدت كأن أحدهم قد رسم بالشكولاه عليها ، إضاءة المحل بيضاء كما حال الطاولات حيث ان في كل طاولة كرسيّن متواجهيّن ذوا لون بني اكثر غُمقًا من الأرض ، في الجانب الأيسر من المقهى المستطيليّ دورات المائة ذواتا الباب البني ، نساء ورجال ، باب الخروج الزجاجي يُفتح بتلقائية حيث ان صوت جرس يخرج عندما يُفتح ، بجانبه من كل جهة نافذتان طويلتان قليلا ، الجانب الأيمن المقهى وقعت غرفة المدير ، حيث كانت ذات باب بني ومقبض ابيض ، ابتسم السيد تشارلي بسعادة وهو ينظر لرزمة النقود التي بين يدي مآترن ، قائلا :
( خذوه كما تشاؤون ! )
ضحك الثلاثي معاً ، مما جعل من آدوآرد يقول بيأس وهو يتأملهم :
( حمقى ! )
توقف لوكاس عن الضحك بعد ان لفت إنتباهه .. :
( آدوآرد ، منذ متى وانت تخلع قلادتك تلك ؟ )
قال آدوآرد بعدم اهتمام وهو يضع يده على رقبته :
( انا لم اخلـ .. )
عقد حاجبيه ما ان شعر بعدم وجودها ، ادخل يديه في جيبيه الا انه أخرجهما فارغتيّن ، ابتلع ريقه بتوتر وهو يتجه ناحية عرفة الموظفين ، اخرج حقيبته من خزانته ، وبدأ يبحث عن القلادة ، تقدم لوكاس ناحية آدوآرد قائلا :
( لابد انك تركتها في غرفتك )
وقف آدوآرد وقد وضح التوتر على ملامح وجهه ، قال وهو يدفع بـ لوكاس خارج غرفة الموظفين :
( ما الذي تنتظره ؟ )
( لمَ أنتما صامتين هكذا ؟ )
قالتها والدة روكسآنآ بلكنتها البريطانية وهي تتأمل الشقيقان بإستغراب ، نظر كريس لشقيقته بحدة ، سرعان ما قال وهو يشيح بوجهه عنها :
( لا شيء أمي ، فلنأكل الآن ، لا داعي للتأخيره هكذا ! )
نظرت دآليآ لزوجها الا أنها وجدته يأكل بعدم اهتمام ، زفرت بانزعاج وهي تمسك بملعقتها كي تبدأ بالأكل !
( جدتي ، ارجوكِ ، هل وجدتِها ؟ )
خرجت جدته من الخزانة قائلة بقلق :
( لا ، هل انت متأكد بانك لم تخلعها في المدرسة ؟ )
بعثر شعره الأشقر بانزعاج ، قائلا وهو يتلفت حوله لعله يتذكر شيئًا :
( انا متأكد باني لم أخلعها ، انا لا أخلعها أصلا ! )
قال مآرتن باستغراب ملاحظاً توتر الجدة وحفيدها :
( إهدأ آد ، لابد أنها في المدرسة ، فقد بحثت عنها في كل مكان ! )
أكمل مآترن وهو يرفع احد حاجبيه :
( ثم ما أهميتها ؟ ، أنها مجرد قلادة ! )
تجاهله آدوآرد بالكامل مُتجهًا لغرفته كي يبحث عن القلادة فيها مجددا ، نظر لوكاس لسيلين ، التي تنهدت بحزن وهي تدخل المطبخ كي تبحث هناك !
/ صباح اليوم التالي \
( من رأيي أعطيه اياها ! فيبدو انه يبحث عن شيء مهم ! )
نظرت روكسآنآ للقلادة بعد ان أبدت نآكيلآ رأيها ، تنهدت قائلة وهي تنظر لآدوآرد باصرار والذي يقف أمام خزانته يبحث عن القلادة فيها بينما يقف الثلاثي بجانبه وكلٌ منهم يشعر بالملل اكثر من الآخر ، الا ان ملامح لوكاس تغيرت للاستغراب بعد ان وقفت روكسآنآ خلف آدوآرد :
( ااحم ! المعذرة ! )
التفت آدوآرد ناحية روكسآنآ حيث بدا انه قد سهر الليلة الماضية في البحث ، ابتلعت ريقها وهي تتأمل وجهه ، سرعان ما قالت وهي تنظر له بترفع :
( بالأمس بعد ان اصطدمت بي أوقعت هذه ! )
نظر ليدها حيث القلادة ، لتظهر البهجة على وجهه وكان الحياة قد عادت له من جديد ، سحبها منها قائلا بحماس وهو يتأملها :
( شكرًا شكرًا لكِ ، انا مدينٌ لكِ بالكثير ، شكرًا )
قال جملته الاخيرة وهو يرمي نفسه على الأرض مُتربعًا ، عقدت حاجبيها باستغراب كما فعل الثلاثي ، جلست أمامه القرفصاء قائلة وهي تسحبها منه :
( لكن لن اعيدها الا اذا أخبرتني قصتها ! )
عقد حاجبيه بانزعاج ، قائلا بانفعال :
( هل تمزحين معي ؟ ، انا لا اعرف اسمكِ حتى ، انه شيء خاص بي ، هؤلاء الحمقى لم يعرفوا اهميتها لتأتي انتِ وتعرفين بكل سهولة ! )
رفعت احد حاجبيها قائلة بسخرية محاولة تيسير موقفها أمام من تجمع حولهم :
( إهدأ ايها الشاب ، انت قلت بانك مدينٌ لي ! ، لذا أريد ان اعرف قصتها ، ساعيدها لك لكن عدني بان تقابلني اليوم في اي مكان تريده ! )
سحب آدوآرد القلادة واضعًا اياها حول رقبته ، قال بانزعاج وهو يقف مبتعدًا عنها :
( دعي هؤلاء الثلاثة الحمقى يخبرونكِ عن مكان شقتي ، تعالي الساعة السابعة فهو الوقت الوحيد الذي اكون فيه متفرغًا ! )
ابتسمت بثقة وهي تنظر للثلاثي ، حيث ان مآرتن قد هرول خلف آدوآرد ، صارخًا بطريقة درامية :
( ايها الخائن ، تخبر فتاة ولا تخبرنا ! )
لحق مآترن به وهو يصرخ بنفس طريقة توأمه :
( لقد حطمت قلبي ، آدي ! )
نظرت للوحيد المتبقي حيث صرخ لوكاس بغضب للتوأمان :
( خائنان ، ستندمان ! )
أخيرا كما فكرت روكسآنآ دقت الساعة السابعة معلنة عن موعد مقابلتهما ، أمرت السائق بانتظارها هنا ، حيث دخلت العمارة التي تقع شقة آدوآرد فيها ، تلفتت حولها العمارة كانت اكثر من عادية الا ان في نظر فتاة غنية كـ روكسآنآ ستظن بانها للفقراء ، اتجهت للمصعد كي تصعد للدور الرابع حيث تقع شقة آدوآرد ، ما ان فتح الباب حتى همت بالدخول من دون ان تنظر لمن فيه ، الا أنها توقفت إثر اصطدامها بأحدهم ، نظرت له بعد ان عقدت حاجبيها :
( ألم تقل في شقتك ؟ )
خرج من المصعد قائلا بسخرية :
( أوه ، فتاة لا تعرفها جدتي ، تدخل لشقتي وحدها ! ، في ماذا ستفكر جدتي برأيك ؟ )
زمت شفتيها باستياء ، فعلى الرغم من أنها لا تعرف عنه كثيرًا ، الا ان الفضول جعلها تريد الدخول لغرفته !
/
\
/
\
تنهد آدوآرد حيث يجلس مقابلًا لـ روكسآنآ في مقهى ، قال وهو يتأمل الحديقة المقابلة للمقهى من النافذة التي بجانبه :
( سأخبركِ بكل شيء ! ، فقط لا تخبري أحدًا ! )
BrB
ارجو عدم الرد =)