شعرت بشيء ما يدغدغ ساقيها .. رفعت نصف جسدها العلوي ونظرت إليهما .. فوجدت أن المياه تغمرهما بالكامل .. وجهت نظرها إلى الأمام ..
" لا شيء غير الماء، البحر يمتد على حد البصر "
هذا ما تمتمت به بشيء من الريبة .. تحاملت على نفسها ونهضت متسائلة عن السبب الذي جعل الشيء الذي تنهض عنه هو الرمال...
استدارت لتعرف أين تقف بالضبط .. فصُدمت تمامًا .. لم تستطع امساك حروفها التي انطلقت معبرة عن الذهول الذي اعتراها: أنا.. أنا على.... أين أنا؟؟!!!
كانت آنجل تقف على شاطئ جزيرة ضخمة .. بيضاوية الشكل .. على بُعد بضعة أمتار من أمام آنجل .. بداية غابة كثيفة جدًا تمتدُّ حتى نصف الجزيرة تقريبًا .. يحدّ منها جبل شاهق الارتفاع .. تبدو فكرة معرفة ما خلفه شبه مستحيلة .. لذا فإنَّ النصف الآخر من الجزيرة هو المجهول بعينه..~
بدأ ما هو سلبيٌّ من الأفكار يراود آنجل .. حتى كادت دموعها أن تغادر مقلتيها .. لكنها نفضت كل ذلك بتحريك رأسها يمينًا وشمالًا مرات عدّة ...
" لن أخاف.. نعم لن أخاف.... سأستكشف المكان... لابد من وجود قاطنين في مكان ما قريب من هنا... "
بدأت بالسير على طول الشاطئ لفترة وجيزة حتى أحست بحركة بالقرب منها .. التفتت إلى الخلف .. وما هي إلا أجزاء من الثانية حتى تلقّت على وجهها ضربة موجعة أسقطتها أرضًا .. رفعت نصف جسدها العلوي وهي تتحسس أنفها قائلة بصوت خفيض: أشعر بأنّ أنفي قد انزاح من مكانه!
وجّهت نظرها إلى الأمام فوجدت ساقين نحيلتين مكسوتين برداء يبدو كما لو أنه مصنوع من أوراق الأشجار يصل إلى الركبتين .. رفعت نظرها لأعلى تريد أن ترى الشخص الذي كاد يكسر أنفها للتو وهي تقول في داخلها " هاتان الساقان – بالتأكيد – ليستا ساقيّ رجل..."
صدق تخمينها فقد كانت فتاة شابة .. تملك شعرًا أسود فاحمًا يصل إلى أسفل ظهرها .. عيناها خضراوان حادتان .. أما بشرتها فبيضاء كالثلج .. بعبارة أخرى غاية في الجمال...
صاحت آنجل بغضب: ما الذي فعلتِه؟!!
وضعت الفتاة اصبعها على ذقنها وقالت بسخرية: أممم لنَرَ.. ضربتكِ على وجهكِ.
أردفت بنبرة تهديد: والقادم سيكون أشدّ!
أخرج سكّيناً وكادت تغرزها في جسد آنجل لولا أن هذه الأخيرة ابتعدت بسرعة ووقفت على قدميها .. فاقتربت منها الفتاة بسرعة وراحت تحاول طعنها بالسكين..~
كانت آنجل تتفادى طعنات الفتاة بصعوبة بالغة .. سألت بصوت متقطع: لمَ تفعلين هذا؟!
أجابت الفتاة بشراسة: لأنني إن لم أنهي حياتكِ فستنهين حياتي بدوركِ!
- ولمَ قد أفعل هذا؟!
- الحياة على هذه الجزيرة صعبة جدًا، فلا يسعكِ التفكير سوى في نفسك، وعندما تدركين أنكِ تكادين تموتين جوعًا فسوف تقتلينني بالتأكيد للحصول على ما لدي.!
- صدقيني لن أفعل ذلك، القتل ليس من مبادئي...
قاطع كلامها استطاعة الفتاة اصابة جبينها فسقط أرضًا .. رفعت الفتاة سكينها في الهواء وهمّت بغرزها في صدر آنجل .. لكنها فوجئت عندما راحت تبكي بصوت عالٍ ودموعها تتساقط بغزارة .. استغربت الفتاة من هذا .. قالت بانزعاج بعد أن أخفضت السكين: لَمَ تبكين؟! لا تقولي لي إنكِ تتألمين من الجرح!
في الحقيقة.. آنجل كانت تتصنع البكاء .. والدموع التي كانت تذرفها ما هي إلا دموع التماسيح .. لقد كانت تمثل بإتقانٍ وإحساسٍ عالٍ بحيث لم تترك للفتاة مجالًا للشك .. بل صدّقت من فورها .. كيف لا وهي تقف أمام ممثلة حازت على جوائز عالمية ومسيرتها الفنية لم تتجاوز الخمس سنوات؟
قالت آنجل بنبرة باكية: لست أتألم! لكنكِ سوف تقتلينني وأنا لا أزال في عزّ شبابي لم أرَ العالم بعد!!
ثم زادت من حدّة بكائها .. ارتبكت الفتاة وأشاحت بوجهها تعيد النظر في الأمر .. توقفت آنجل عن البكاء فجأة وابتسمت بمكر قائلة: خدعتكِ.
لم تلبث الفتاة أن تستوعب ما سمعته حتى انتشلت آنجل السكّين من يدها ومن ثم قفزت عليها لتبطحها أرضًا وتثبتها جيدًا .. صاحت الفتاة بقهر: كيف انطلت حيلة رخيصة كهذه عليّ!!
قالت آنجل بابتسامة تشع ثقة: لا تقللي من شأن نفسكِ يا عزيزتي، أنا ممثلة، وهذه نقطة في صالحي.
اتسعت ابتسامتها وأردفت: أصبحت الكرة في ملعبي.
- ماذا ستفعلين؟؟!
- سأقتلكِ قبل أن تقتليني...
قالتها آنجل وهي تقلد صوت الفتاة .. ثم رفعت السكّين في الهواء .. أغمضت الفتاة عينيها بعد أن ارتعش جسدها خوفًا .. ولكن،، مرّت ثانية .. وثانيتان .. وثلاث... ولم يحدث أي شيء .. بعدها سمعت صوتًا خافتًا لارتطام شيء ما بالأرض .. ففتحت عينيها ونظرت إلى مصدر الصوت فوجدت سكّينها ملقاة على الرمال .. وجّهت نظرها مباشرة نحو عينيّ آنجل وصاحت بها: لمَ لمْ تفعلي؟! ما الذي يضمن لكِ أنني لن أغدر بكِ؟!!
ابتعدت آنجل عنها ووقفت قائلة ببرود: لأنه سبب سخيف لإزهاق الأرواح، وعندما تحاولين الغدر بي فلكل حادثٍ حديث، عدا ذك أنا لا أحمل ضغينة ضدك.
ثم استدارت وتابعت طريقها لاستكشاف الشاطئ..~
غاب قرص الشمس .. وحلَّ الليل مرخيًا أستار الظلام .. فتناثرت النجوم على حلّة السماء السوداء كحبّات اللؤلؤ .. أما البدر المكتمل فقد كان ساطعًا مما يحمل المرء على الاسترخاء والاستلقاء لتأمّل السماء .. إنَّ هذا أمر في غاية الجمال! ولكن... في تك الجزيرة .. لن يفطن أي شخص لهذا الأمر حتى .. فنعيب البوم وحده كافٍ لجعل المرء يرتعد من الخوف .. لكن يا ليته نعيب البوم وحده .. فهناك صفير الجراد .. وعويل الذئاب .. وحفيف أشجار عنيف بالرغم من عدم وجود رياح في هذا الوقت...
كانت آنجل جالسة على صخرة كبيرة بالقرب من البحر .. بعد أن يئست من العثور على أي شيء مفيد .. كانت تضم قدميها إلى صدرها شاردة الذهن .. تحاول قدر الإمكان تجاهل ما يحيط بها ..
" آه! لا وجود لقاطنين في هذا النصف من الجزيرة سوى تلك الفتاة المتوحشة .. هـه!! وإن وُجد فهم في الغالب مثلها!!! ... ما الذي عليَّ فعله؟؟! .. أنا بعيدة عن وطني بعدي عن القطب الجنوبي!!! .. تبًا لك ريكس! هل كان من الضروري أن تجعلني أمثل في ذلك الفلم السخيف؟! ما الذي كنت أفكر فيه عندما قبلت بالسفر إلى أستراليا لإكمال ذلك المقطع ثقيل الدم؟!!!... ليت نايجل كان هنا معي... سيجد حلّاً لهذه المشكلة بالتأكيد... أو على الأقل كان ليحميني ويؤنس وحدي...... ترى هل عَلِم بما حلَّ بالطائرة؟؟.. وإن عَلِم فكيف كانت ردّة فعله؟؟... أوه! نايجل! .. أريد نايجل!!!.... "
بدأت الأصوات التي تصدر عن بطنها ترتفع مما أزعجها .. وضعت يدها على بطنها.. " الأهم من كل هذا الآن هو أنني جائعة.. فأنا لم آكل شيئًا منذ يوم أو ربما يومين... "
شمّت رائحة تفاعلت معها عصافير بطنها حيث ارتفعت الأصوات التي تصدرها أكثر .. قالت آنجل وهي تستنشق هذه الرائحة بمتعة: ياااه!! هل هي رائحة لحم مشوي أم سمك؟؟!
***: يبدو أنني قد جئت في وقتي.
التفتت آنجل خلفها .. فوجد تلك الفتاة التي حاولت قتلها في الصباح .. وقد كانت تحمل في كلتا يديها بضعة عصيّ من الخشب .. مغروز في كلً منها سمكة مشوية .. تفوح منها رائحة شهية ..
قطبت آنجل جبينها وقالت بانزعاج: ماذا الآن؟!
قالت الفتاة بشيء من الحرج: أمممـ... خمنت أنكِ جائعة فجئت لكِ بشيء لتأكليه.
ثم صعدت على الصخرة التي تجلس عليها آنجل .. وضعت عليها شيئًا يشبه المنديل – لكنه ليس بمنديل – ووضعت عليه أربع سمكات .. ثم قالت لـآنجل: تفضلي بالأكل.
وبعدها باشرت بأكل إحدى السمكات التي بقيت في يدها .. رمقتها آنجل بنظرة شك وقالت: حاولتِ قتلي صباح هذا اليوم، ثم تأتين لي الآن بالطعام، ما الذي يضمن لي بأنَّ هذا السمك ليس مسمومًا؟ وإن لم يكن مسمومًا فأي انقلاب في المزاج هذا؟!
ردّت الفتاة وهي تمضغ: طعامي ليس مسمومًا!! إن أردتِ التحقق فاختاري أي واحدة تشائين وأعطِني اياها لآكلها.
لم تحرك آنجل ساكنًا ولم تعلق .. عندئذِ ابتلعت الفتاة ما بفمها وقالت: ما هذا إلا عربون اعتذار مني لكِ عمّا بدر مني، لقد أتى كثير من الأشخاص إلى هذه الجزيرة قبلكِ على مدى السنوات الماضية، وجميعهم كانوا سيئي الطباع وحاولوا إيذائي فقط لكي يعيشوا، فالمكان الذي صنعته للمبيت وجميع الأدوات كذلك تُعد كفندق بخمسة نجوم مقارنة بالأماكن الصالحة للعيش كالكهوف والمغارات، لذا يتوجب عليّ قتل كل من يأتي إلى هنا خوفًا على نفسي.
رفعت آنجل أحد حاجبيها وقالت بسخرية: حقًا؟؟ وكم شخصًا قتلتِ حتى الآن؟
قالت الفتاة بتلذذ ممزوج بالمكر: ستة.. ستة رجال...
ارتعش جسد آنجل ارتعاشًا ملحوظًا .. فقالت الفتاة لتغيِّر الموضوع: ما اسمك؟
لفَّت آنجل خصلة من خصلات شعرها الأمامية حول اصبعها وقالت: آنجل.. آنجل مودين، ماذا عنكِ؟
- اسمي؟ اسمي...
صمتت لتفكر .. فصاحت آنجل: ماذا؟!!
قالت الفتاة بانزعاج غبي: اعطِني بعض الوقت لأتذكر، لم أقل اسمي لأحد منذ سنوات!!
أخذت آنجل سمكة وبدأت بتناولها وهي تنظر للفتاة باستغراب .. تذكرت الفتاة بعد دقائق .. ففرقعت بأصابعها وصاحت: اسمي دانيا!
قالت آنجل بضجر: تشرفنا يا آنسة...
لم تعرف أيٌّ من الفتاتين ما تقولانه بعد ذلك...
بعد دقائق...
صدر من داخل الغابة صوت عويل مرتفع جدًا ومرعب .. تبعه حفيف أشجار سريع وعنيف .. عندئذٍ انتفضت آنجل وتعلقت بذراع الفتاة (دانيا) التي زفرت بحدة وقالت بملل: ممَّ تخافين بحق الله؟! هذا لا شيء!!
ابتعدت عنها آنجل وردّت: ممَّ أنتِ مصنوعة؟! بالتأكيد أنتِ عديمة الإحساس كي لا يرعبكِ هذا!!
- لدي إحساس! ولكنني أرى وأسمع هذه الأشياء في كل يوم، فاعتدت.
- وهل ولدتِ في هذا المكان؟؟
- لا، أنا على هذه الجزيرة منذ أربع أو خمس سنوات.
- كيف ولماذا؟؟!
- أتيت إلى هذه الجزيرة في بعثة من الجامعة التي كنت أدرس بها، وبعد يومين من مكوثي أنا وزملائي هنا، فُقد اثنان منّا، فبحثنا عنهما طويلاً، إلى أن وجدناهما مقتولين بطريقة شنيعة إلى جانب إحدى الأشجار، ولم يكن هناك أي دليل يشير إلى هوية الفاعل.. فأصدرت الإدارة أمرًا بالعودة، صعد الجميع على متن السفينة ورحلوا تاركينني هنا، فقد سقطت على الأرض وعجزت عن السير حينها، ولم يكن أي من زملائي على استعداد لتذكري والعودة لأجلي، أو أنهم ظنوا أنني قُتلت أيضًا فتركوني، استعنت بالأدوات التي تركوها هنا، وبالكوخ الذي بُني لأجل إقامتنا، فاستطعت التكيّف مع الحياة في هذا المكان، وابتكرت عدة طرق وأساليب أدافع بها عن نفسي، فتمكنت من البقاء حتى هذا الحين.
ذُهلت آنجل تمامًا مما سمعت .. قالت بعد ثوانٍ: وكم عمركِ الآن؟
- أمممـ... أظن.. ستة وعشرون أو سبعة وعشرون، ليس لديّ شيء لأحسب به التاريخ، ماذا عنكِ؟
- أنا أكبر منكِ، عمري ثلاثون عامًا.
أردفت: غريب أمركِ، عادة من يبقون وحدهم كل هذه المدة يصابون بمرض الكآبة، فكيف لم تصابي به أنتِ؟
- أؤمن بالحكمة التي تقول: " من يتقن العيش مع نفسه لا يعرف الكآبة أبدًا "، أحاول أن أرفه عن نفسي قدر الإمكان، ولا أقيّد نفسي بأمور مزعجة.
قالتها بابتسامة ثقة .. فأطلقت آنجل تنهيدة تنم عن الحيرة...
رمشت دانيا بعينيها مرتين ثم عادت إلى الأكل حتى أنهت السمكة التي بيدها .. فرمت العصا بعيدًا ثم قالت: وأنتِ؟ ما الذي جاء بكِ إلى هنا؟
ردّت آنجل بعد أن عطست: في البداية.. كنت في المكسيك، أمثل في فلم، فقد كان لابد أن يكون أحد مقاطعه هناك، وعندما انتهيت أنا وفريق العمل من التصوير في ذلك المكان كنّا نستعدُّ للسفر إلى أستراليا حيث سنصور هناك مقطعًا آخر، وفي الطريق – على الطائرة – تعطلت المحركات وكانت الطائرة على وشك السقوط، وبصراحة.. أنا لست متأكدة مما حصل بعدها، حيث سمعت همسًا في أذني يقول لي بأن عليَّ أن أضم قدميّ إلى صدري وأجعل رأسي بينهما وسأكون بخير، من شدة الخوف.. فعلت هذا، ولم أشعر بشيء من حولي بعدها، من ثم استيقظت.. فوجدت نفسي هنا، حتى إنني لا أعلم إن كانت الطائرة قد سقطت أم لا.
قالت دانيا بنبرة فيها شيء من الريبة: أظن.. أن الطائرة قد سقطت، وغالبية الركّاب قد ماتوا...
- وكيف تجزمين بذلك؟؟
- من أنني قبل الظهيرة ببعض الوقت.. وجدت في خليج قريب من الكوخ الذي أعيش فيه أناسًا عددهم حوالي خمسة وعشرين شخصًا، وكانوا جميعًا ميتين، بطبيعة الحال قمت بدفنهم.
- يا للمساكين!
ارتفع من جديد صوت العويل المخيف .. وحفيف الشجر العنيف .. فنظرت آنجل باتجاه الغابة وكل طرف فيها يرتعش .. عندئذً قفزت دانيا عن الصخرة لتستقر قدماها على رمال الشاطئ .. قالت لـآنجل: هيا انزلي، سآخذكِ إلى الكوخ وهنالك ستشعرين بالأمان.
- حـ حسنًا...
أمسكت آنجل بالسمك الذي أمامها ونزلت عن الصخرة .. بدأت دانيا بالسير قائلة: اتبعيني.
لحقت بها آنجل ولم تعلق...
سارت الاثنتان على طول الشاطئ إلى أن وصلتا إلى كوخ موجود عند سفح الجبل .. مطلٍ على البحر .. رأت آنجل أنه كبير بعض الشيء .. تساءل عن سبب وجود كومات من أوراق الأشجار موزعة حول الكوخ بطريقة عشوائية .. قالت دانيا وهي تشير إلى إحداها: احذري من أن تدوسي على إحدى هذه الكومات، فتحت كل واحدة منها فخ، وأعلمكِ من الآن بأنها جميعًا مؤلمة فلا تقومي بحاولة معرفة ماهيتها.
أومأت آنجل برأسها في استيعاب .. لقد بدأت تفهم بأن المكان ليس آمنًا .. وإلا لما أتعبت دانيا نفسها ونصبت كل هذه الفخاخ...
فتحت دانيا باب الكوخ وخطت خطوة واحدة إلى الأمام .. تبعتها آنجل ووقفت بجانبها .. كان المكان مضاءً بواسطة ثرية معلقة بالسقف .. في داخلها يراعات مضيئة .. قالت دانيا: حسنٌ إذًا يا صديقتي الجديدة آنجل، سعدت بمعرفتكِ.
عقدت ذراعيها ثم أردفت: منذ اليوم فصاعدًا اعتبري هذا المكان منزلكِ، تصرفي فيه كما يحلو لكِ، والآن سأعرفكِ على غرف الكوخ.
كان الرواق فارغًا وليس فيه شيء جدير بالذكر سوى خمسة أبواب على كلا الجهتين .. وباب في آخر الرواق .. أشارت دانيا إلى أول باب من جهة اليمين وقالت: هذا المطبخ.
ثم أشارت إلى الباب الذي بجانبه مردفة: وهذه غرفة الجلوس.
بعدها أشارت إلى الباب الذي بجانبه وأعقبت: وهذا الحمام، والغرفتان الأخريان غرفتا نوم.
أشارت إلى الجهة اليسرى قائلة: الغرف الخمس تلك جميها غرف نوم، الغرفة التي في الوسط هي غرفتي، اختاري أي غرفة تريدين عداها.
تكلمت آنجل: آه.. أشكركِ.
تجاهلتها واتجهت إلى غرفتها وهي تتثاءب .. أوقفتها آنجل بقولها: لحظة، لم تخبريني ما الذي يوجد في الغرفة التي في آخر الرواق.
التفتت دانيا إليها رامقة إياها بنظرة غامضة .. بعدها استدارت وفتحت باب غرفتها .. همّت بالدخول قائلة لـآنجل بحزم: أنصح بألا تجسري على استكشاف ما بتلك الغرفة.
ثم دخلت وصفقت الباب خلفها .. نطقت آنجل بحنق: فتاة فظّة..!
-