لننتقل إلى الغرفة المجاورة لها كانت تلك الفتاة التي تحمل قصة مختلفة عنهم جميعاً تنظر إلى الخارج بصمت .. وهي تتذكر كيف إنضمت لهذه المجموعة .
في الماضي :
جين : دانيل سأذهب الآن لأقوم بجز حديقة السيد جيفرسون .
دانيل : حسناً .. إن إحتجت للمساعدة ستجدني في منزل ذلك الرجل المسن .
جين بإنزعاج : لماذا تعمل لديه دانيل ؟
كلاود : إنه محق فهو مجرد شخص مزعج .
دانيل بإبتسامة : ولكنه وحيد .. وأنا علي مساعدته .
كلاود : كما تشاء أنا سأذهب في نزهة ما .
دانيل بحدة وتحذير : إياك وأن تقترب من ذلك القصر .
كلاود : ك .. كيف علمت ؟
دانيل : أقسم لك سأنقذه بنفسي ولكن ليس الآن .
كلاود : ولكن !
دانيل : دون لكن .. ستذهب إلى مزرعة السيدة لارا فهي قد طلبت واحداً منا لذهاب إلى هناك وخذ جولييت معك .
كلاود وهو يخفض رأسه : أمرك سيدي .
لورا بإستهزاء : أأنتم مجموعة أطفال ؟ تبدون كرجال الأعمال !
جين : ومن أنت ؟
لورا : إسمي لورا يا أبله .
كلاود بدهشة : أأنتي فتاة حقاً ؟
نظر دانيل لها .. تلك العينان الزرقاوتين الحادة .. و شعرها الأشقر القصير جداً والذي يصل إلى خلف أذنها ..ترتدي بنطال جينز وقميص !
دانيل بحيرة : ما سر هذه الثياب يا آنسة ؟
لورا : لا شأن لك يا سيد ..
جين : أنتي من تدخلتي في شؤوننا أولاً !
لورا: ألم يكن لديكم أعمال للقيام بها ؟
دانيل : بلى .. هيا بدنا لنذهب .
تحرك الجميع إنصياعاً لأوامر دانيل .. بينما قامت هي بالسير خلفهم .
جين : إلى متى تنوين ملاحقتنا ؟
لورا : لا شأن لك صحيح ؟
دانيل بإبتسامة : لا بأس بما أن الآنسة ترغب بالتعرف إلينا لنقم بكل أعمالنا معاً .
لورا بإستنكار : أنا أرغب بالقضاء على الملل لا التعرف إليكم يا أبله .
الجميع بإبتسامة : أجل .
تحركوا جميعاً بحماس حتى وصلوا إلى منزل السيد العجوز .. حيث بدؤوا بتنظيفه .. والعناية بحديقته .. وبطريقة ما بدئت لورا بتحضير الطعام .. عندما شعرت بأن دانيل سيقوم بحرق المطبخ كلياً !
لورا بإنزعاج : لا أصدق أي أبله هو انت .
دانيل بإبتسامة : شكرا جزيلاً لك ... رائحته تبدوا شهية .
أشاخت لورا بوجهها عنه .. وبعد مدة تجمع الجميع حول مائدة الطعام .
العجوز : هل هذا الفتى جديد بينكم ؟
دانيل : إنها فتاة يا سيدي .. لا ليست كذلك .. الواقع أنا لا أعرف حتى من تكونين ؟
لورا بضيق : أنا لست من هذه البلاد اساساً لقد باعني عمي لرجل ما .. و الآن .. هو سيأخذني إلى أمريكا لكي يبعني مرة أخرى .
كلاود : وهل أنتي لعبة بيد أيديهم ؟
دانيل : أترغبين بالمساعدة ؟
لورا : بالطبع لا .. أنا سأكون بخير بمفردي .
عندما أنهوا عملهم في منزل السيد حتى ذهبوا إلى السيد حيفرسون وبدؤوا بجز العشب معاً .. إلا جولييت بالطبع التي كانت تلعب في الحديقة بسعادة .
لورا : إنها مسكينة .. ألا تستطيع الحديث ؟
دانيل بحزن : لا قال لنا الحكيم أنها تعاني من صدمة ما .. والأغلب أنها رأت والديها يموتان أمامها .
لورا وقد أخفضت رأسها : أتعلم كان لدي أخت صغرى لم تكن تستطيع التحدث .. لقد ماتت وقعت عن الدرج ولم تستطع الصراخ أو طلب المساعدة لقد نزفت حتى الموت .. أشعر بأنني السبب كان علي أن أقوم بحمايتها .. أن أبقى إلى جانبها .
دانيل : بالطبع هذه ليست غلطتك يا لورا .
عندما كانوا في طريقهم إلى المزرعة إعترضهم رجل ضخم الجثة تبدوا على وجهه معالم الغضب .. رفع صوته إلى أعلى وقبل أن يستوعب أحد ما يحدث قام بجلد لورا به .
الرجل بغضب شديد : أأنتي بلهاء لورا ؟؟ تتسكعين هنا وهناك وكأنكِ سيدة نفسك .. لن تهنئي بنومة مريحة هذه الليلة .. ولن تحظي بفرصة لتناول العشاء أو وجبات الغد أتفهمين ؟
لورا ببكاء : أمرك .. آسفة سيدي أرجوك .
الرجل : لا تظنين أنني لن أقوم بعقابك .
دانيل بغضب : لن تفعل ذلك .
الرجل : ومن أنت ؟
دانيل : لن تقوم بإيذائها .
الرجل : وماذا إن فعلت ذلك ؟ (وبسخرية شديدة أردف ) : يمكنك دفع ثمنها والحصول عليها ما رأيك ؟ ثمنها هو ( ... )
نظر دانيل لصديقيه اللذان إبتسما له.
دانيل : موافق .
الرجل : أتحاول السخرية مني ؟
أمسك دانيل بذراع لورا ووضعها خلفه بينما أخرج من حقبته رزمة من النقود ورماها له .
لورا ببكاء : لماذا ؟
الرجل بإبتسامة : لا بأس إحتفظ بها فهي عديمة الفائدة بكل حال .
لورا وهي تبكي : ولكن لماذا دانيل لقد تعبتم بجمع هذا المبلغ .
كلاود : لا بأس ستقومين بمساعدتنا لإعادة جمعه مجدداً .
جين : تغير أثاث المنزل ليس أهم من حياتك .
لور ببكاء شديد : شكرا لكم حقاً .. شكرا لكم .
فتحت عيناها لترسم إبتسامة جميلة على شفتيها .. لقد أصبحوا كل أسرتها .. هذه المنظمة هي كل شيء بالنسبة لها .. إن تفككوا فهي سوف ... أغمضت عينيها بألم فهي لا تريد حدوث ذلك أبداً .
لنغادر هذه الغرفة ونذهب إلى ذلك الشخص الذي مازال يرغب بقتل ذلك الأبله كارل .. غضبه وشراسته جعلته يحطم كل شيء حوله .
جين بغضب : لماذا هي ؟ حسناً أُحبها ولكن .. ولكن لقد قتلوا والداي .. هم السبب والداها السبب .. أجل لقد ماتا ولكن .. كيف يمكنني أن أحبها وأكرهها في الوقت نفسه .. لماذا أشعر بهذا الغضب ؟ لماذا علي أن ... تباً .
رفع رأسه وهو ينظر إلى السقف بشرود تام يتذكر مقتل والديه
ملاحظة : ( أتوقع إني ذكرت قصته في بارتات قبل .. تبعت موت أهله )
لينتقل بعدها إلى ذكرى إنقاذه من قِبل دانيل .
أحد أبناء إليزابيث : هيا جين إذهب و أحضر لي هذه الحاجيات .
جين بتردد : أمرك سيدي .
غادر من ذلك القصر ولكنه تفاجأ بدانيل وكلاود الذين ظهرا أمامه .
دانيل : هل أنت مستعد للخروج من تلك الحياة ؟
جين بخوف : ولكن إن تم الإمساك بي فسوف ...
كلاود : هيا تحرك ولا تكن جباناً هكذا .
دانيل : كل شيء سيكون بخير لا تقلق .
جين : اجل لقد كان كل شيء بخير قائدي إلى أن حضرتها إلى هنا .. لماذا فعلت ذلك ؟ لا أريدها ان ترحل وفي الوقت نفسه ... أي تناقد هو هذا ؟!
أغمض عينيه بعدها لعله يحظى بنوم هادئ .
في تلك الغرفة في نهاية المرر .. غرفة ضيقة جداً كان دانيل يستخدمها دائماً للعمل إن لم يرغب في الجلوس في الطابق السفلي بمكتبه الخاص .. جلست هناك وهي تنظر بشرود إلى كل تلك الفوضى .. بدئت بترتيبها وهي تشعر برغب عارمة في البكاء .
جوليان : عليك أن تكون هنا دانيل .. أرجوك أنت وحدك من يستطيع مساعدتي الآن .. أرجوك لماذا رحلت بهذه الطريقة ؟ لقد كان علينا حمايتك وعدم تسليمك لهم .. ( لتبدأ بالكباء المرير بعدها ) أتوسل إليك تعال ليوم واحد على الأقل نحن بحاجة إليك الآن .
أغمضت عينيها في محاولة فاشلة لمنع دموعها من الإنهمار لاسيما بعد أن مرَ طيف تلك الليلة على مخيلتها :
جوليان بخوف : أخي .. لماذا تم إعلان الحرب فجأة ؟
أخاها : لا تقلقي يا صغيرتي .. كل شيء على ما يرام .
جوليان : أريد الذهاب إلى والداي الآن .
شقيقها : من فضلك صغيرتي لا تفعلي هذا بي الآن .
جوليان : أنا ذاهبة .
أتاها صوت شقيقها الأكبر أمراً إياها بالتوقف .. ولكنها رفضت الإنصياع لأوامره بينما وقف هو في حيرة من أمر .. هل يذهب ويتبعها أم يبقى مع أخته المريضة الأخرى النائمة في المنزل .. قرر بعد مدة أن المكان آمن هنا .. ولذلك ركض خلف جوليان ... حيث وصلت الأخيرة إلى المنزل الذي رأت فيه نهاية والديها بعد وصولها بعدة دقائق ! تراجعت إلى الخلف عدة خطوات قبل أن يبدأ إطلاق السهام الطائش .. كادت إحدى السهام تخترق جسدها لولا شقيقها الذي ظهر من العدم فجأة .. لتتناثر دماءه على وجهها وثيابها وهو يرسم تلك الإبتسامة الحانية على وجهه للمرة الأخيرة كما ظنت هي .
فتحت عينيها وقد عادت للبكاء الشديد وهي تضم جسدها بقوة .
وأخيراً كان آخر من إنضم لتلك المجموعة يسير في حديقة القصر متناسياً برودة الجو القارص في مثل هذه الساعات المبكرة .. سار بإتجاه ذلك الكوخ الصغير الذي كان في نهاية الحديقة .. إبتسم وهو يتذكر أول مرة إستيقظ بها ليجد نفسه هنا .. الآن يحمله الجميع مسؤولية قيادة هذا المكان بعد مغادرة قائدهم .. لقد تغيرت شخصيته تماماً .. لم يكن إلا عائقاً في نظر أقرب الأشخاص إليه .. حتى لو وثقوا هم به الآن .. هو يشعر بشيء من إنعدام الثقة بنفسه بسبب هذه المشاكل التي حدثت مؤخراً .. أغمض عينيه ليتذكر تلك المواقف التي واجه فيها صعوبات أقسى و أشد تأثيراً في نفسه مما يواجهه الآن :
ماكس ( سيده السابق الذي إشتراه وكلاود من الحاكم ) بشر : فريدريك إذهب واشتري لي هذه الحاجيات .
فريدريك بحيرة : لكن كلاود ذهب لإحضارها .
ماكس بإبتسامة جانبية : لقد ذهب كلاود لمقابلة صديقه الجديد .. إنه يخطط للهرب كالأبله .. إنتظر الليلة وسترى ماذا سيحل به .
فريدريك : هرب ؟ لم أسمع منه بأنه يخطط لذلك .
ماكس بخبث : وكيف يخبرك وهو يرغب في التخلص منك ؟
فريدريك : ولماذا قد يرغب في التخلص مني ؟
ماكس : لإنك مجرد عائق .. كم مرة جلد هو بسببك أنت ؟ وكل ما تفعله هو البكاء فقط !
أخفض فريدريك رأسه .. قبل أن يغادر المكان ويذهب للسوق لشراء تلك الحاجيات .. ولكن ذلك الفضول الذي تملكه منعه من العودة إلى قصر سيده إلا بعد رؤيته لكلاود و دانيل معاً .. عاد إلى قصره وقد وضع الحاجيات أمام سيده وتوجه لإكمال عمله بهدوء شديد وهو يحاول جاهداً ألا يفكر بما ستؤول إليه الأمور .
في مساء تلك الليلة :
عاد كلاود متأخراً مما دفع ماكس لعقابه بقسوة شديدة .. وبعد فترة من الوقت نهض من فراشه ليبدأ بترتيب كل حاجياته .
فريدريك بقلق : كلاود هل أنت بخير ؟
كلاود : لا شأن لك صحيح ؟ أجل بخير ولكن توقف عن إزعاجي !
فريدريك : كما تشاء .
أمسك فريدريك بقلادة كلاود و ( بتتذكروا الموقف بأول البارت بس أحكاله عن أهله لحد ما :
فريدريك : أتعلم كلاود أنت أول شخص يجعلني اشعر بالغضب إتجاهه .. أول إنسان أكرهه أول من يترك في نفسي جرحاً لا يمكن علاجه أو شفائه .
مضت تلك الليلة بعدها بهدوء حتى إنتصفت ليحاول كلاود الهروب بعدها .. ومجيء فريدريك لمساعدته .
كلاود : إن أمسك بك ستعاقب .
إقترب فريدريك منه وهمس بأذنه بضع كلمات لم يكن كلاود لينسها طوال حياته :
فريدريك بهمس : هكذا تعادلنا ... أنت جلدت وضربت بسببي .. والآن أنا سأجلد لأجلك .. أنا سببت لك مشكلة ما وكنت عائقاً أمامك .. وأنت سببت لي جرحاً في قلبي لن يشفى مهما حدث .. أنت كرهتني في الماضي وكنت أنا السبب في شجارك مع والديك .. وأنا سأكرهك في الحاضر وربما المستقبل وأنت ستسبب لي المشاكل والشجار مع سيدي ... بكل حال أتمنى لك حياة سعيدة وبعيدة كل البعد عن المشاكل مع قائدك الجديد .
ليلقيه إلى خارج القصر ويغلق البوابة خلفه ! عاد أدراجه إلى داخل القصر وكما توقع تماما فهو وجد الضربات تنهال عليه من حيث لا يعلم دون أن يجد الشخص الذي كان يحميه إلى جانبه .. أغلق عينيه وهو يشعر بألم جسدي سيء .. وألم نفسي يحطم روحه إلى أشلاء إلى أن فقد وعيه .
بعد عدة أيام :
لم تكن الأمور أفضل أبداً بعد أن إستيقظ .. ولم تستطع الأيام الماضية أن تنسي سيده تلك الخيانة التي تعرض لها .. كان ماكس قد أمر بتقييد فريدريك إلى إحدى الأشجار بعد أن قام بجلده .
ماكس : سأقوم بفك قيدك غداً ومنذ الغد ستعود الأمور إلى ما كانت عليه إلا أنك ستضطر للعمل لوحدك كل الأعمال التي كنت أنت وكلاود تقومان بها .. إضافة إلى ذلك لن تحصل إلا على وجبة طعام واحدة .. أي غدا ربما ستحصل على الفطور وبعد الغد على الغداء وبعدها بيوم العشاء .. وهكذا حتى آخر يومِ لك على قيد الحياة .. ودعني أخبرك أيضاً أنك ستعاقب مهما كانت غلطتك سخيفة حتى تجرأ وتقف في وجهي مرة أخرى لأجل شخص ما تركك خلفه تماما كقطعة قمامة أتفهم ؟
ذلك العام كان من أصعب الأعوام التي مرت على فريدريك .. فهو حقاً لم يذق طعماً للراحة ولا للرحمة .. في أغلب الأيام لم يكن قادراً على النوم بسبب الألم الذي يسري في جسده .. والأسوء هو ذاكرته التي كانت تعود به دائماً إلى ذلك اليوم الذي وجد فيه كلاود يخطط للهرب وحده .. لقد أمضى معظم تلك الليالي بالبكاء .. إلا أن تجمدت دموعه تماماً ويأس من هذه الحياة .. كل ما كان ينتظره هو الموت فقط .. والذي لم يكن بعيداً جداً عنه في تلك الفترة فقد عانى في نهايتها من حُمى شديدة والعديد من الأمراض التي أطاحت به .. وبينما هو يعمل تحت وطأة المرض وذلك المطر المتساقط .. أغمض عينيه ليهوي جسده أرضاً .. ولكنه ما إن إستيقظ حتى وجد نفسه على سرير وغطاء دافئ .. نظر حوله بصدمة ليرى كلاود نائماً وهو يضع رأسه على طرف السرير بينما جسده على الكرسي بجواره .
فريدريك بدهشة : ك ... كلاود !
فتح كلاود عينيه .. ليبتسم بسعادة وهو يضم فريد إليه .
كلاود بسعادة : فريدي .. هل أنت بخير ؟ لقد إنخفضت حرارتك .. أخبرني هل ترغب بكوب من الماء ؟ أم ربما من الأفضل لي أن احضر لك الحساء .
رمش فريدريك بعينيه أكثر من مرة في محاولة لإستيعاب ما يحدث حوله .
فريدريك : أين ... أنا ؟
كلاود : في أمان لا تقلق كل شيء سيكون بخير .
فريدريك : لماذا أحضرتني إلى هنا ؟
كلاود : سأذهب لإحضار شيء ما حتى تتناوله .
أومأ له بالموافقة وهو لا يزال يشعر بأنه بحلم ما .
في صباح اليوم التالي إستيقظ على أصوات تحركات من في المكان .. نهض من مكانه بشيء من الخوف و التوتر ليخرج إلى الصالة الصغيرة ويرى مجموعة من الأطفال غيره يتحركون هنا وهناك .. نظر لهم بتوتر قبل أن تقع عينيه على كلاود الذي كان يرتدي معطفه وهو يهم بالخروج .
فريدريك بتوتر : ك .. كلاود !
نظر له ليبتسم وهو يقترب منه :
كلاود : صباح الخير .
أومأ فريد له بينما اقترب دانيل منه
دانيل بإبتسامة : مرحبا بك فريدريك معنا .. أنا إسمي دانيل .. سعدت بلقائك .
فريدريك بإبتسامة : تشرفت بمعرفتك .
جين : سنتأخر عن العمل هيا .
لورا : لا تكن فظاً إلى هذه الدرجة يا أبله ! وبإبتسامة : أهلا بك فريدريك إسمي هو لورا .
فريدريك : أهلا بك .. عن أي عمل تتحدث ؟
كلاود : لا تقلق بشأنه الآن أنا سأعمل عن كلانا .
دانيل : تتحدث وكأننا سندع شخصا مريضاً يعمل معنا .
جين : بكل حال يجب ان يبقى شخص ما معه هنا .
كلاود : للمرة الأولى تقترح أمرا جيداً .
جوليان : أريد الذهاب إلى المزرعة .
وجه فريدريك نظره لتلك الفتاة التي كانت تمد له كوب من الماء .. وهي تمسك بطرف قميصه .
فريدريك : شكرا لكِ .
كلاود : إسمها جولييت .. لقد فقدت صوتها بعد موت والداها .
إبتسم فريدريك لها ومسح على شعرها لتبتسم هي بسعادة ومنذ ذلك اليوم وهي تلتصق به .. إلى أن إستعادت صوتها .
فتح عينيه لينهض ويرتدي معطفه خرج إلى الحديقة وتمشى بها قليلاً .. بناء هذا القصر لم يكن بالأمر السهل أبداً .. عليه أن يكون قوياً للحفاظ عليه .. شعر بشيء ما سقط على يده ليجده قطعة صغيرة من الإسمنت نظر للأعلى فلمح شخصاً ما يكمل العمل وحدهه مما دفعه للصعود لأعلى وهناك :
فريدريك : ك .. كلاود !
نظر كلاود له بتردد .. وشيء من الدهشة : فريدي ! لماذا أنت مستيقظ ؟
إبتسم فريدريك وهو ينظر لكلاود الذي أبعد عينيه عنه .. بطريقة ما إستطاع أن يخمن ما يفكر به .. ولكن تلك الإبتسامة إختفت عندما رأى الدماء تسيل من يديه .
فريدريك بقلق : ماذا حدث ليداك ؟
كلاود بإبتسامة : لا شيء مهم لا تهتم .. إنه مجرد جرحٍ صغير !
تقدم فريدريك منه وأمسك بيده ليبتسم قبل أن يقوم بتمزيق كُم قميصه ويلفه حول يديه .
كلاود : شكرا لك .. فريد .
فريدريك وهو يقف بجانبه : أتعلم .. لم أستطع النوم الليلة .
كلاود : ولا أنا أيضاً .. لذلك قررت الصعود إلى الأعلى و إكمال العمل .
وضع فريدريك يده على يد كلاود ليتحدث بهدوء غريب : لقد مرت على ذاكرتي كل أحداث الماضي منذ موت والداي وحتى الآن .. لا بل إنني تذكرت أيضاً والداي وحياتي معهما .. لو كنا على قيد الحياة .. لربما .. التخيل لن يجيد صحيح ؟
إبتسم كلاود بتوتر ولكنه سرعان ما نظر إلى عيني فريدريك ليتحدث : فريدي هل ما زلت تكرهني ؟ أنا .. أعني .. بالنسبة لي أنت ...
وضع فريدريك يده على فم كلاود لينظر إلى السماء قبل أن يتحدث بهمس يساير به هدوء هذه الليلة : لقد تعادلنا كلاود .. أنت كنت أغلى شخص ما أمتلكه في هذه الدنيا .. والآن أنا أغلى شخص تملكه أنت ... وأتعلم ماذا ؟
نظر كلاود له بتوتر قبل أن يكمل فريدريك بإبتسامة : لازلت انت هو أغلى شخص أملكه .
كلاود : أأنت واثق ؟
فريدريك : بالطبع انا كذلك .
كلاود : أتعلم فريدي .. لو أنه في تلك المعركة لم يسلم دانيل نفسه للحاكم .. أنا .. ربما كنت أنت لتقتل في تلك المعركة .. ولكن لم يكن ذلك ليحدث ليس قبل أن أكون أنا قد مِت قبلك .. أنا لن أسمح لأي مكروه بأن يصيبك لو مهما حدث أقسم لك بذلك
فريدريك بإبتسامة : أنا واثق من ذلك .. أرجوك كلاود إنسى الماضي وما قلته لك به .. الآن كل شيء تغير صحيح ؟
كلاود : بلى .. صحيح .
جولييت بنعاس : ماذا تفعلان هنا ؟
كلاود بإبتسامة : أهلا جولييت .. لماذا أنتي مستيقظة ؟
فريدريك بشيء من القلق : هل انتي بخير ؟ هل كنتي تبكين ؟
جولييت بإبتسامة : لا ابداً أنا بخير .. شكرا لكما .
كلاود : يبدوا ان هذه الليلة كانت صعبة على الجميع .
جين بإستهزاء : أتظن ذلك ؟
لورا : يبدوا أن الفطور سيكون مبكرا اليوم .
جوليان : لماذا لا نعود للعمل بدلاً من الجلوس هكذا ؟
فريدريك بإبتسامة : ولماذا لا هيا ؟
نهاية البارت