آرثر بإبتسامة : أتظن ذلك حقاً ؟
فريدريك : اجل .. أعني أنا لم أركما تتشاجران مسبقاً .
آرثر : من يعلم .. أظن أنه غاضب فحسب .
جين : حقا ؟ ولكن ماذا لوكنا قطاع طرق أو ماشابه ذلك ؟ لا يمكنه تركك هنا وأنت بهذه الحالة صحيح .
آرثر بإبتسامة : لم أكن بهذه الحالة مسبقا .. شكرا لكم بكل حال .
فريدريك : عليك أن تأتي معنا للعلاج .
آرثر : علاج ؟
فريدريك : أجل حكيم القرية ماهر حقا .. ثق بي لقد عالج العديد من الأمراض ومنهم مرضك هذا في حالته المبكرة .
جين بإبتسامة خبيثة : ربما .. لننطلق الآن .
جولييت بإستنكار : لماذا ؟؟
جين وهو يحمل حقيبة آرثر : هيا بسرعة .
ساعد فريدريك أرثر على النهوض والصعود إلى الحصان الخاص به .
لينطلقوا بعدها بسرعة .. بأمر من جين !
آرثر : مالذي تنوي فعله ؟
جين بإبتسامة : دعهم يجدونك الآن .
آرثر : هل فقدت عقلك ؟
فريدريك : ولكن اليس هذا ما رغبت أنت به .. أن تجعل هنري يعتاد على الحياة من دونك دعنا نراقبه من بعيد إذن .
آرثر : وأنت أيضاً .. ولكن أنا لم أجد لهما مكاناً حتى للعيش به .. أو حتى طريقة ليتمكنا من العيش بسلام ....
جولييت : شقيقك هنري أصبح رجلا وهو قادر على تحمل هذه المسؤولية .
آرثر : ولكن ...
جين : من دون لكن .. أنت سنقوم نحن بأخذك للحكيم حتى يقوم بعلاجك .. وبالوقت نفسه ...
فريدريك : سنمنع هنري من الوقوع في المتاعب بالرغم من أنني واثق بأنه لن يقع بها .
آرثر : ولكن ...
فريدريك : من دون لكن .
.......
في القصر :
لويس بملل : ماذا تفعل ؟
دانيل : لدي عمل علي القيام به .. وأنت الا يجدر بك أن تقوم بالعمل المتبقي على والدك .
لويس : سأقوم به ولكن ليس الآن .. الواقع لدي طلب منك .
دانيل : ما هو ؟
إقترب لويس من دانيل وهمس بأذنه ليغادر بعدها الغرفة .
دانيل وهو يتنهد : أمرك .
ليغادر هو الآخر تلك الغرفة .
..........
في غرفة الحاكم :
لويس : ألم يستيقظ أبي بعد ؟
دورثي : لا .. الحرارة لم تنخفض أيضاً .
لويس : هل كان علينا إعطاء الحكيم إجازة اليوم .
دورثي : لا أعلم .. ألا يوجد حكيم غيره ؟ أنا خائفة .
لويس بإبتسامة : لا تقلقي .. سيكون بخير بكل حال لقد أرسلت أحدهم لإحضار الحكيم .
دورثي : حقاً يا أخي .
لويس : بالطبع يا صغيرتي .
دورثي بإبتسامة : شكرا لك يا أخي .
لويس بإكتئاب : ولماذا ؟ أنتي حقا لا تفكرين كذلك الأبله .
دورثي بإمتنان : لا يا أخي أعني شكرا لك لإنك وقفت بجانبي وعارضت أبي على قراره من خطبتي وزواجي لماركوس .. ولكن الآن عندما يصحوا لا أريد أن تمانعه أو ترفض أمره .. سامحني يا أخي فأنا أشعر أنني السبب في ما حدث له الآن .
لويس وهو يمسح على شعرها : عن ماذا تتحدثين الآن ؟ أنتي لا شأن لك بما حدث بيني وبينه .. ومن ثم أنا أرفض ذلك الزواج تماماً ولهذا ....
صمت وهو يراقب تجمع الدموع في عينيها .
دورثي وهي على وشك البكاء : بل أنا المخطئة .. أعلم أنك على علاقة سيئة معه بعد الحادثة التي وقعت لأمي .. وأعلم أنك غير قادر على مسامحته تماماً بالرغم من معرفتك بأنه لم يقصد ذلك حقاً .. وأدرك أيضاً أنك تعاني بسبب ذلك .. والآن أبعد كل من آرثر وهنري وحتى إيزابيلا عنك .. وبالرغم من ذلك طلبت منك التدخل في أمر آخر .. أنت تحارب نفسك منذ سنين كي تنسى كرهك له وأنا أطلب منك أن تتشاجر معه .
نظر له بذهول قبل أن ينطق بشيء من التوتر والصدمة : أنتي تعلمين .. بحقيقة موت أمي ؟؟
أخفضت دورثي رأسها قبل أن تتكلم بهدوء غريب : أجل .. لقد أخبرني أحدهم عن ذلك .. ولكنه لم يكن يقصد صحيح ؟ أعني أنا واثقة أن أبي كان يحب أمي .. ربما كنت مجرد طفلة .. ولكنه كان حزيناً جداً .
لويس بإبتسامة حزينة : أجل يا صغيرتي .. هو لم يقصد أن يؤذيها حقاً ولكن .. لقد حدث ما حدث بكل حال .
دورثي بحزن : إن كنت تعلم أنه لم يقصد ذلك .. فلماذا تصر على جعله يذكر الأمر؟
لويس بهدوء : ليس الأمر بهذه الطريقة .. أنا فقط لست قادر على نسيان صورتها وهي تسقط من أعلى الدرج .. لأكون صادقاً معك فأنا أشعر بأنني السبب .. لو لم أطلب من أمي التدخل لحمايتي منه لما حدث ذلك .. إنه أبي فماذا سيفعل بي ؟ ولكنني مجرد أبله .
دورثي وهي تمسك بيده : ليس الامر كذلك يا أخي .. لقد كان مقدرا أن يحدث ذلك لم تكن غلطة أحدهم حقاً .. ولكن الآن عليك أن تنسى الماضي حتى يتمكن هو من نسيانه .
لويس بإبتسامة : سنرى بشأن هذا والآن .. لدي عمل علي القيام به خارج القصر فتوخي الحذر إتفقنا ؟
دورثي بشيء من الخوف : ولماذا خارج أسوار القصر ؟؟ هل انت مجنون ؟ ماذا لو ...
لويس وهو يعبث بشعرها : إهدئي قليلاً سأكون بخير .. سأتنكر ومن ثم سآخذ بعض الجنود معي .
دانيل من خلفه : أنت كاذب .. تنوي الذهاب بمفردك .
لويس بفزع : من أين ظهرت أنت ؟؟
دانيل بإبتسامة : من الباب بالطبع .
لويس بغضب : أأنت جاد ؟؟
دانيل : أجل .
لويس وهو يبتسم : أنت مزعج يا دانيل .
دانيل : شكرا لك سيدي .
لويس : أبله .
ليغادر بعدها الغرفة .
دورثي : وإلى أين ينوي أخي الذهاب .
دانيل : للبحث عن أولئك الثلاثة .. ولكن لا أظن أنه سيكون قادر على إيجادهم بكل حال .
دورثي : ولماذا ؟
دانيل : لإنهم غادروا منذ الأمس .. حسناً لقد مضى وقت طويل لابد أنهم إبتعدوا من هنا وربما أصبحوا ضمن مناطق الثوار الآن .
دورثي بشيء من الخوف : وماذا إن قرر أخي الذهاب أعني .. هو عليه تجاوز مناطق الكنيسة للوصول إلى هناك صحيح ؟
دانيل : أنتي محقة .. المشكلة لا يمكنني ترككما هنا .. بعد رحيل آرثر وهنري أصبح هنالك جدل كبير بين حرس القصر وقد يؤدي هذا إلى السماح للأعداء أو الجنود الخونة بمحاولة لإغتيالك أنتي أو الحاكم .
دورثي : سأتبعه أنا إذن .
دانيل وهو يرفع أحد حاجبيه بإستنكار : أأنتي جادة ؟
دورثي بحزم : أجل جادة .
دانيل : ولماذا هل تستطيع الأميرة الركض بسرعة حتى ؟ العالم خارج القصر ليس كداخله .. إن حاولتي الخروج من بوابة هذا القصر فأنتي ستموتين بلا شك .
دورثي وهي تخفض رأسها : بل أستطيع فعلها ..( أردفت بعد أن رفعت رأسها بحزم ) وسترى ذلك .. لست فتاة مدللة لايمكنها الإعتناء بنفسها .
دانيل وهو يمسح على شعره : يا إلهي .. لا ينقصني الآن إلا أميرة مدللة !
دورثي وهي على وشك البكاء : أنت أبله دانيل .. أقسم أنك كذلك .. لماذا تصر على معاملتي كفتاة لا تجيد فعل أي شيء .. أنت أبله .
دانيل بهدوء : أرجوا المعذرة آنستي ولكنه واجبي أن أحميكي الآن .. أعذريني لعدم إختيار الألفاظ الصحيحة ربما .
ليغادر بعدها الغرفة ويتوجه نحو قاعة العرش ويبدء بإكمال عمل جاك .
...........
عودة إلى الغابة :
إيزابيلا ببكاء : والآن أين ذهب ؟ لقد إختفت حقيبته أيضاً .
هنري بغضب وهو يلكم الشجرة : ذلك ال ... أقسم أنني سأقضي عليه عند رؤيته .
إيزابيلا : ولكن ماذا لو حدث له مكروه ؟ أعني ماذا لو كان أحد جنود الكنيسة أو ربما قطاع الطرق .
هنري وهو ينظر لها بهدوء : هذا مستحيل .. لإنه أخذ حقيبته معه أي أنه يعلم من هو الشخص الذي وقف له .. ولكنني سأقوم بقتلهم جميعاً .
إيزابيلا : من هم ؟
هنري : لدي فكرة عن ذلك .. بكل حال دعينا نكمل الطريق الآن وسنبحث عنه لاحقاً .
إيزابيلا : أأنت جاد ؟؟ لا علينا العثور عليه أولاً .
هنري بغضب : أخبرتك أن تسيري الآن ! سنعثر على ذلك الأبله لاحقاً .. لن تقلقي عليه أكثر مني أنا .. أنا من أمضيت حياتي برفقته لا أنتي .. فلا تؤلمي رأسي الآن
إعتلت الدهشة ملامح وجهها لتبدء دموعها بالإنسياب على وجنتيها بشدة قبل أن تخفض رأسها وتبدأ بالسير .
هنري : تباً .. تباً .
ليضرب الأرض بقدمه بقوة قبل أن يبدأ بالسير هو الآخر ويتقدم شقيقته .
..........
في الكنيسة :
جاكوب بإستنكار : هجوم لا يطلب منا الفوز .. حسناً هل فقد سيدي عقله ؟
أدريان : لا أعلم .. ولكنها الأوامر .
جاكوب : أدريان .. هل ستذهب حقا لتلك المعركة ؟
أدريان : بالطبع سأفعل يا أبله .
جاكوب بمكر : وماذا إن فزت فيها ؟ هل ستقضي على الحرس هناك ؟
أدريان بإنزعاج : لن يحدث ذلك .. وحتى لو فزت سأسمح له بالهرب بطريقة ما لذلك أغلق فمك فقط .
جاكوب : سنرى بشأن هذا .. ما رأيك لو قمنا بتبادل الأماكن ؟
أدريان : تبادل ؟
جاكوب : أجل .. أنت إذهب إلى الثوار وسأذهب أنا إلى القلعة .
أدريان : لا شكرا .
جاكوب بإبتسامة : لا تخف لا أنوي القضاء عليه الآن .. ليس قبل أن أحقق إنتقامي بكل حال .
أدريان : أخبرتك أنني بخير .. لا أريد تبادل الأماكن .
جاكوب : بل ستفعل .
أدريان بإنزعاج : ولماذا ؟
جاكوب بهدوء : لإنني أمرتك بذلك .
أدريان : أأنت جاد ؟ ولماذا علي أن أطيع أوامرك حتى ؟
جاكوب : حتى لا أخبر الجميع بالحقيقة .
أدريان : إفعل ما يحلو لك جاكوب .. إن فعلت ذلك فأنت ستخسر إنتقامك بهذه الطريقة .
جاكوب بخبث : حقاً ؟ أنت مخطأ يا صغيري .. لازال بإمكاني الإنتقام من دونك .
أدريان بشك : وكيف ذلك ؟
جاكوب : أتذكر ذلك السجين أدريان ؟
أدريان : أي سجين ؟
جاكوب : ذلك السجين الذي تعرفت عليه بالزنزانة قبل الحفل بيوم .
أدريان : ومابه ؟
جاكوب بإبتسامة خبيثة : ألا تذكر أين رأيت ملامحه من قبل ؟ أعني بما أن ذاكرتك قد عادت إليك الآن .
صمت أدريان لعدة دقائق وهو يحاول تذكر وجه السجين في محاولة منه لمعرفة هويته كما يدعي جاكوب .. وبعد فترة من الزمن .. تغيرت معالم وجه أدريان ليرفع رأسه إلى جاكوب الذي كان مستمتعا على ما يبدوا بهذا الإنقلاب الذي طرأ على وجه المعني .
أدريان بصوت خافت : أأنت جاد ؟ ولكن ...
جاكوب : رائع يبدوا لي أن ذاكرتك قد عادت حقاً للعمل .. ولكن لم أتوقع أن يتحول وجهك للون الأصفر وكأنك على وشك الموت !
أدريان : لا بأس إفعل ما يحلو لك .. ولكنك وعدتني أنك لن تؤذي أخي صحيح ؟
جاكوب : لقد كان هذا الوعد قبل أن أهددك .. اما الآن فأنا لا أعدك بأي شيء .
أدريان بغضب : توقف عن ذلك .. لن تقوم بإيذائه .
جاكوب بإبتسامة مستفزة : أتعلم ماذا سيكافأني سيدي إن قمت بقتله ؟
أدريان وهو على وشك البكاء : لا .. لن تؤذيه جاكوب .. لن تجرأ على فعل ذلك بكل .. أساساً لن يسمح لك دانيل بأن تقضي عليه .
جاكوب : ليس إن جعلته يغضب بشدة كالمرة السابقة .
أدريان وهو يتوجه للخارج : لا يهمني الأمر .. بكل حال لن تتمكن من فعل ذلك .
........
عند الثوار :
لورا بإبتسامة : سأعد طعام الغداء .. ومن ثم ستأخذونه إلى الحكيم .
فريدريك : أجل ولكن بسرعة من فضلك .
جولييت : لا تقلق فقط نصف ساعة .
جين : لن يتمكنا من الوصول إلى هنا بنصف ساعة فقط .. على الأقل هما بحاجة إلى ساعتين للوصول إلى هنا سيراً على الأقدام .
آرثر وهو يخفض رأسه : ولكن ...
كلاود : لا عليك .. سيكون كل شيء على ما يرام .
فريدريك : عليك أن تنسى هذه الأعباء الآن آرثر .. وعندما تصبح بخير يمكنك العودة لهما ومساعدتهما .
آرثر بإبتسامة حزينة : ليسا بحاجة إلي .. أدرك هذا جيداً هنري قادر على تدبر أموره بنفسه دون الحاجة لي انا .
كلاود : ربما يكون كذلك ولكن ...
فريدريك بإبتسامة : أعلم أن هنري رجل قادر على فعل كل ما يرغب به ... ولكن ثق بي .. الشيء الوحيد الذي لن يتمكن من التعامل معه طوال حياته .. هو إختفائك أنت عن وجه الأرض .. سيبقى بحاجة إليك دائماً .
آرثر : ربما .
جين : أنا لا أفهمك .. أتريده أن ينساك أم ترغب في البقاء معه عليك تحديد موقفك .
كلاود بحدة : جيييين ؟؟!
جين : ماذا ؟ إنه حزين لإن أخاه قادر على تكوين حياة من دونه وفي الوقت نفسه هو يريد له ذلك .
آرثر بهدوء : لإنه تخليه عني وقدرته على كسب حياة من دوني يجعلني أشعر بوحدة فظيعة وكأنني أداة ما تم إستخدامها ثم رميها وبالرغم من ذلك فأنا أشعر بالسعادة لإنه سيكون بخير بعد رحيلي إلى الأبد هذا هو كل مافي الأمر .
..........
في القصر :
دورثي ببكاء : إنه مجرد ابله .. أقسم بذلك .. لماذا لا يشعر بأنني أحبه هو ؟ إنه مجرد غبي وأحمق ربما يكون من الأفضل لي أن أتزوج بماركوس وأغادر هذا المكان إلى الأبد .. فهو لن يهتم بي أبداً فقط يعاملني على أنني ابنة سيده .
.........
في قاعة العرش :
دانيل بهدوء : والآن ماذا سيحدث ؟ أشعر بأن هنالك مصيبة ما في الطريق إلى هنا .. هدوء فرناندو في الآونة الاخيرة مريب أيضاً .. يا إلهي ماذا علي أن أفعل .. علي حمايتهم جميعاً .. ولكن كيف .. أنا لم أختلط حتى بالجنود ولا أعرف من يمكن أن يخونني في أي لحظة .. هذا سيء .
عاد للنظر إلى تلك الأوراق ليتنهد بعدها بتعب :
دانيل بتعب : وكأنني وريث العرش هنا ... أين هو ذلك الأبله ؟ يفترض به أن يكون هو من يفكر بكل هذه المسؤوليات لا انا .. ( صمت قليلاً ليردف بهدوء غريب ) بكل حال هذا أفضل من التفكير بذلك الموضوع صحيح ؟ .. أعني لا أفهم حتى سبب بكائها إنها مجرد مدللة .. تباً علي ان أضع حداً لمثل هذه المشاعر فأنا لست بحاجة إلى المزيد من المشاكل .
.......
بعد أربع ساعات :
في مناطق الثوار :
هنري بغضب : تباً لهم .. تباً .. أقسم أنهم يعلمون أين هو .. ولكنهم .. سأقضي عليهم .. أين يمكنني إيجاده الآن .
كان هنري قد وصل إلى مناطق الثوار منذ ساعتان على الأقل وضع حقائبه وإيزابيلا في منزل والديه القديم .. وانطلق بحثاً عن شقيقه دون أن يرتاح ولو لعدة ثواني حتى .. وعلى ما يبدوا أنه نال كفايته لهذا اليوم حيث كان يلتقط أنفاسه بصعوبة .. ثيابه إتسخت تماماً .
هنري بتعب : لا يمكنني الإستمرار بهذه الطريقة علي أن أعثر على أخي .. لن أعود إلى المنزل من دونه .. ولكن إيزابيلا لا يمكنني تركها لوحدها أيضاً .. ماذا أفعل الآن .
فريدريك بإبتسامة : يبدوا أنك على وشك الإنهيار هنري .
هنري وقد عاد إليه الغضب : أنت .. أنت تعلم أين هو صحيح ؟ هيا أخبرني عن مكانه قبل أن أقضي عليك أتفهم ذلك ؟
كلاود بغضب : أبعد يديك عنه الآن هنري .
هنري : وماذا إن لم أفعل ؟ هل ستقضي علي حينها ؟ هيا إفعل ذلك سأكون ممتناً لك .. على الأقل لن أضطر للبحث عن ذلك الابله ولن أقلق على أي شيء آخر .
فريدريك بهدوء : انت شخص أناني هنري .. ماذا عن أختك الصغرى ؟ ألا يمكنك أن تتحمل القليل لأجلها ؟
هنري بغضب وهو يشد قبضتيه على ياقة قميص فريد : لا شأن لك أنت !! أنا سأفعل ما يحلوا لي دون الحاجة لمساعدة أي أحد .
جين بسخرية : إذن أعثر على أخيك دون اللجوء لمساعدتنا .. أنت من طرق بابنا أولاً .
أفلت هنري فريدريك وكاد أن يسقطه أرضاً لولا كلاود الذي أمسكه .. ليسير مبتعداً عنهم .
فريدريك : ألا ترون أننا نبالغ قليلاً ؟
جين : نبالغ ؟! هذا الأبله هددك في أحد الايام أنه سيقوم بتقطيعك أتذكر ؟
فريدريك بتنهد : ولكنه لم يفعل وأظن أننا سامحناهم على ما حدث .
كلاود : ليس تماما .. أرغب في أن أعلم إلى أي حد يمكن أن يصل هنري في بحثه عن شقيقه اليوم .
فريدريك : وانت أيضا كلاود ؟
كلاود بإبتسامة : سنخبره به غدا صباحا .
جين : أو مساءاً .
فريدريك : أنتما حقاً مزعجان .
ليغادروا هم أيضاً عائدين إلى قصرهم .
..........
في قصر الحاكم :
دانيل بفزع : أأنت تمزح ؟
لويس : اهذا هو وقت المزاح برأيك ؟
دانيل بغضب : تباً .. لقد توقعت ذلك .. توقعت أنهم سوف .. يا إلهي .
لويس : والآن ماذا سوف نفعل دانيل ؟
دانيل بهدوء : أولا أخبرني بأسماء عشرة جنود تثق بهم تماماً .
لويس : ح .. حسناً .
بدء لويس يعدد أسماء الجنود وكان دانيل يستمع له بهدوء .
دانيل : جيد .. أريدك أن تستدعيهم لي الآن .
لويس : لماذا ؟
دانيل : فقط إفعل ذلك .
لويس : لا بأس ؟
بعد فترة :
الجندي : أمرك سيدي .
لويس : ستتلقون الأوامر من دانيل الآن فهو سيكون المسؤول عنكم .
الجندي : تحت أمرك .. بماذا تأمرنا ؟
دانيل بهدوء : أريد أن يذهب خمسة منكم إلى قصر الثوار وبرفقته كل من الحاكم والأمير والأميرة .. بينما سيبدأ الخمسة الآخرين بمساعدتي في الإعداد لمعركة الغد
الجندي : هل نوصلهم ونعود إلى هنا سيدي ؟
دانيل : لا بل سيكون عليكم الإعتناء بهم وحمايتهم .
الجندي : أمرك سيدي .
لويس بإعتراض : اتعني انك ستقود هذه المعركة بمفردك ؟ أأنت أبله ؟ أنا لن أذهب معهم .
دانيل : أنت قلت لي أنها معركتين صحيح ؟ ستكون واحدة هنا والأخرى عند الثوار .. سيحاولون القضاء عليكم لذلك معظم الجنود سيهجمون على القصر هنا .. والبقية على الثوار .. لن تكون المعركة في ذلك المكان خطرة أبداً .
لويس : ولكن أنت ستبقى بمفردك بالقصر .
دانيل : إنه عملي الآن .. تأمين الحماية لكم .. وحماية القصر بحياتي هو واجبي .
دورثي : ولكن ...
دانيل : أرجوكما .. لا وقت للإعتراض .. كل دقيقة تمضي تزيد الوضع سوءاً .
أغمض لويس عينيه ليتحدث بعده بتهديد : أقسم لك أنك إن لم تعتني بنفسك جيداً سأقضي عليك أتفهم .
دانيل بسخرية : سأكون قد مت أساساً يا سيدي لذلك لن تتمكن من فعلها .
لويس بغضب : ابله .. عندما أموت سأقضي عليك مجدداً .
دانيل بإبتسامة : كما تشاء .
الجندي : لقد تم تحضير العربة .. سنقوم الآن بنقل الحاكم إليها .. سيدي الأمير آنستي الأميرة هلا أتيتما انتما أيضاً .
دانيل بإبتسامة وهو يقف : إعتنوا بأنفسكم جيداً يا رفاق .
لويس بهدوء غريب : وأنت أيضاً أرجوك دانيل .. هنالك من يحتاج لوجودك .
دانيل بهدوء : لا أظن ذلك .. ولكن لا تخف .. سأبذل ما في وسعي لويس .
قام لويس بعناق دانيل قبل أن يغادر القصر مع دورثي التي كانت الدموع تسيل من عينيها .
.........
في مناطق الثوار :
هنري بتعب شديد : لقد وصلت إلى أقصى درجات التعب ..ولكن هذا لا يعني أنني سوف استسلم الآن .
رفع رأسه ليرى الشمس قد بدأت تختفي خلف الأفق ..
هنري : تباً لا يمكنني إبقائها في المنزل لوحدها ليلاً .
أحد المارة : بُني هل أنت بخير ؟
هنري : أجل يا عم بخير .
الرجل : تبدوا غريباً عن هذه المنطقة .. أعني لم أرك من قبل .
هنري بإبتسامة وقد توجه لمساعدته في حمل الأكياس : دعني اساعدك .. أجل يا عم لقد إنتقلنا إلى هنا اليوم فقط .
الرجل المسن : شكرا للطفك .. إنتقلت أنت وأسرتك إلى هنا ؟
هنري : اجل أنا وأختي وأخي .. الأبله المفقود .
الرجل بحيرة : هل هو طفل ؟
هنري : أجل بتصرفاته الغبية .. إنه أخي الأكبر .. إسمه آرثر .
الرجل بإبتسامة : هل كنت تبحث عنه طوال هذه المدة ؟
هنري : أجل بالطبع .. إنه متعب وأيضاً إنه أخي .. لن اتمكن من النوم دون أن أجده ولكن أيضاً لن أستطيع ترك أختي لوحدها في المنزل .
الرجل : لقد وصلنا هذا هو منزلي .. تفضل رجاءاً .
هنري : لا أستطيع .. فأنا علي إكمال البحث .. بكل حال سأدخل هذه الأكياس إلى الداخل ومن ثم سأرحل .
الرجل بإبتسامة غريبة : لا بل ستبقى هنا لبعض الوقت .. على الأقل إقبل ضيافتي .
هنري بتنهد : كما تشاء ولكن أرجوك فقط خمس دقائق أو أقل .
ليدخل كلاهما إلى غرفة تحتوي على القليل من المقاعد .. وضع هنري الأكياس من يده ليقف بهدوء .
الرجل : يمكنك الدخول إلى تلك الغرفة التي بالزاوية .
هنري : لا أنا لا أحب التطفل .. يمكنني الوقوف هنا .
الرجل : ليس تطفلا عندما أدعوك أنا صحيح ؟
تنهد هنري بتعب وهو يشعر بأن تصرفات ذلك الرجل العجوز بدئت تزعجه إلا أنه سار بهدوء إلى داخل تلك الغرفة .. وما إن خطت قدماه إلى الداخل حتى بدء بتأمل أثاث تلك الغرفة البسيطة .. إلا أن عيناه توسعتا من الصدمة وهو يرى شقيقه نائماً على السرير الموجود بها .
الرجل المسن : أنا هو حكيم هذه المدينة وقد أحضره الثوار إلى هنا صباح اليوم .. لقد كان متعباً ورفض النوم ولكنني وضعت له منوماً في كأس الشاي .
هنري بصدمة : لقد كنت أعلم أنهم من قام بإخفائه .. سأقضي عليهم أقسم بذلك .
تقدم بعدها بخطوات هادئة ليمسح على شعر شقيقه وهو يشعر برغبة في عناقه ورغبة أخرى في قتله !
هنري والدموع تملئ عينيه : أي نوع من الأخوة هو انت .. كيف تجرأ على فعل ذلك بي ؟ أنا لقد كدت أن أفقد عقلي .. تباً لما تفعل هذا ؟ أتريد أن تتأكد إلى أي حد أحبك .. لن أتمكن من العيش من دونك .. على الأقل ليس بعقلي كاملاً .
فريدريك بإبتسامة : معك حق .. للمرة الأولى اراك بها غاضباً ومتهوراً .
آرثر بتعب : ه .. هنري !
هنري بإبتسامة : أمرك يا عزيزي .. أنا هنا لا تقلق .
آرثر بإبتسامة : أين إيزابيلا ؟
هنري : في المنزل .. لا داعي للقلق .
آرثر بعبوس : ولكن الليل قد حل كيف تتركها لوحدها ؟
هنري : تماماً كما تركتنا أنت بمفردنا .. ومن ثم إنها في المنزل وقد تأكدت من أنها أغلقت الأبواب جيداً .
آرثر : ولكن .. الأبواب قديمة و .. عليك العودة إليها الآن .
هنري : أعلم ذلك .. أردت فقط أن أطمئن عليك .
فريدريك : لا داعي للقلق لقد سبق وذهب جين وأحضرها إلى قصر الثوار بكل حال
هنري : أأنت جاد ؟؟
فريدريك : أجل .. وهل ترى أنني أمزح .
هنري بإكتئاب : أتنوي أن تجعلني أفقد عقلي ؟ أتعلم لو عدت إلى المنزل ولم أجدها .. تباً هل الأمر ممتع أن تفعلوا هذا بي ؟
آرثر بإبتسامة : لا بأس بالقليل من القلق بين الحين والآخر .
هنري : أنت بالذات عليك أن تبقي فمك مغلقاً يا أخي العزيز .
كلاود بسرعة وقلق : فريد لدينا مشكلة .
فريدريك : ماذا حدث ؟
كلاود : لقد وصل للتو عربة الحاكم .
هنري : الحاكم ؟!
كلاود : على ما يبدوا أن الحاكم قد أغشي عليه منذ صباح اليوم ولم يصحوا حتى الآن .. وقد كشف دانيل أن هنالك هجوم سيقع غداً على القصر ولذلك أرسل الحاكم برفقة كل من الأميرة والأمير إلينا مع خمسة من أفضل الجنود .
فريدريك : ولماذا يفعل شيء كهذا ؟
كلاود : لإنه يظن أن أكثر من نصف الجنود قد تبعوا الخونة .. أعني بعد رحيل كل من هنري وآرثر قام أتباع الكنيسة بجعل الكثير من الجنود ينضمون لهم بحجة أنهم لن يطردوا فجأة من القلعة ويستغنى عن خدماتهم .
فريدريك : ولكن هذا يعني أن دانيل في خطر .
كلاود : ومع الأسف نحن لن نتمكن من التدخل .. لإننا لسنا بوضع أفضل .. فجنود الكنيسة سيقومون بالهجوم علينا أيضاً .
فريدريك : تباً .
هنري : إنتظر سأنضم إليكم غداً .
كلاود : تنضم ؟َ!
هنري : سيدي الحاكم والأمير هناك وأنتم أيضاً أخذتم أختي الصغرى هناك .. إضافة إلى أنكم وضعتم آرثر عند الحكيم .. أرجوكم إقبلوا ذلك الآن .
فريدريك : بالطبع .. بكل حال سنحتاج لوجودك هناك .
آرثر : وأنا أيضاً أريد المشاركة .
نظر له كل من في الغرفة بحدة بينما تقدم هنري منه وهو يشد على قبضة يده .
هنري من بين أسنانه : أنت ستبقى هنا في فراشك .. أو أقسم لك أنني سأقوم بربطك إلى هذا السرير أتفهم ؟؟
الحكيم : وأنا موافق على ذلك .