بداية الفصل الثامن عشر :
بعد مرور أسبوع من تلك المعركة في قصر الثوار :
جلس فريدريك في المكتب الخاص بهم وهو يراجع بعض الأعمال بهدوء ظاهر وغضب ممزوج بالقلق يتأجج بداخله ويشعل روحه .. جلس كلاود بجانب لورا بعد أن إنتهيا أخيرا من وضع اللمسات الخاصة على الطابق الثالث الذي إنتهى بناءه أخيراً .. أما جين فقد حبس نفسه في غرفته منذ ذلك اليوم الذي علم فيه بمغادرة جوليان المكان .. أنهت جولييت إعداد العصير الذي يفضله فريدريك له وللبقية .. لم يغادر الحاكم وأبنائه بعد .. فهو لازال موجوداً في قصر الثوار إلا أنه يبقى في غرفة دانيل أغلب الوقت .. أما لويس فقد كان يتجول بالأرجاء دائماً ويحاول تلطيف الأجواء في المكان فالقلق والغضب والحزن يسيطر على كل من يسكن هنا .. هو يقدر شعورهم تماماً .. لطالما كان دانيل إلى جانبهم في كل الظروف وهم الآن غير قادرين على إنقاذه حتى .. أما دورثي فقد جلست مع إيزابيلا طوال الوقت وقد أغلقن الباب على أنفسهن ولم يسمحن لأي أحد بالدخول حيث كانتا تقولان للجميع أنه موضوع سري .
جولييت بإبتسامة : تفضل العصير .. أظن أنك بحاجة للقليل من الراحة فريد .
أبعد عينيه عن تلك الأوراق لينظر لها ثم يبتسم بقليل من الود : شكراً لكِ جولييت .. أخبريني ماذا يفعل الجميع ؟؟
جولييت وقد أخفضت رأسها : لم تتغير حالهم كثيراً .. أعلم أن ما نمر به الآن مزعج ولكن لن نتمكن من تحقيق أي شيء إن جلس كلاٌ منا يفكر بما فقده فقط .
تحدث لويس الذي دخل إلى الغرفة للتو : أنتي محقة .. يجب على الجميع النهوض مجدداً .. وايجاد الوقت المناسب للقتال وإعادة ما فقدناه .. وليس الجلوس كالأموات
إبتسم فريدريك على لويس الذي كاد يفقد عقله من الملل و الإكتئاب المنتشر حوله : لا تقلق .. سيعود كل شيء كما كان سمو الأمير .. أنا واثق من ذلك .
أشاح لويس برأسه بإنزعاج : هلا توقفت عن مناداتي بسمو الأمير من فضلك ؟َ! أنت والجميع هنا .. إسمي هو لويس إنه ليس صعب النطق كما ترى .
كلاود بهدوء : سيخرج هنري من المشفى اليوم صحيح ؟ ومن ثم لقد تم تنظيف القصر بالكامل بحسب كلام ذلك الجندي الذي عينه دانيل مسؤولاً عن ذلك .. ولكن فريد إسمح لي بالذهاب وتفقد الأمور هناك بنفسي أولاً .
فريدريك : أجل سيخرج اليوم .. لا بأس أظن ان هذه الفكرة أفضل لا يمكننا السماح لهم بالعودة دون أن نتأكد بأنفسنا .. وأجل خذ أحدهم معك .
تدخلت لورا أيضاً في الحوار : أنا سأذهب معه .
فريدريك وقد عاد للعمل : جيد .. أعتمد عليكما إذن .
لويس : أريد الذهاب أيضاً .
نظر فريدريك له قبل أن يتحدث : ولكن سيدي .. لا يمكننا المخاطرة بذهابك الآن .
لويس بإنزعاج : إسمي لويس لا سيدي .. وثانياً أنا لستُ طفلاً ويمكنني حماية نفسي بنفسي .
تنهد كلاود بتعب ليتحدث : لا بأس دعه يأتي فريد سنقوم بحمايته .
شد لويس على قبضة يده بغضب ليتحدث بإنزعاج : أخبرتك أنني لستُ طفلاً وأنني قادر على حماية نفسي .. لماذا تصرون على إزعاجي ؟؟
...........
عند الحكيم :
الحكيم بإبتسامة : أخيراً ستغادر هذا المكان .
هنري بإبتسامة أيضاً : أنت محق .. ليس أن المكان سيء هنا ولكن .. علي أن أكون موجوداً في ساحة المعركة ومستعداً لكل شيء .
آرثر وهو يربت على شعره : ولكن كن حذراً يا أخي .
هنري بإبتسامة : لا تقلق أبداً .. كل شيء سيكون بخير .. فقط أرجوك أعتني بصحتك جيداً .
آرثر : لا تقلق .. كما ترى فأنا لا أفعل أي شيء هنا .
هنري : أتمنى لو يتم تقيدك إلى سريرك فقط .
آرثر بعبوس : تتحدث وكأنني شخص يخالف الأوامر والتعليمات .
هنري بغضب : أجل أنت كذلك .. لقد قال لك الحكيم أن تبقى في فراشك إلا أن يحضر تلك العشبة التي يصنع منها دوائك .. بما أنها نفذت من هنا ولكنك الآن تخالف أوامره .
آرثر بإبتسامة : أردت رؤيتك فقط .. هل هذا خطأ ؟
أشاح هنري برأسه إلى جهة أخرى ليتحدث بصوت منخفض : ربما من يعلم .. وكأنني كنت سأغادر هذا المكان دون القدوم والجلوس معك قليلاً .. ومن ثم ألست من قال لي أنه علي الإعتياد على العيش دون رؤيتك ؟ فلماذا تتراجع الآن ؟
شد آرثر على قبضة يده ليسير مبتعداً ويعود لغرفته .
إميليا من خلفه : أهذه هي الطريقة المناسبة حقاً لذلك ؟؟ أعني أن تتحدث إليه بهذه الطريقة قبل أن تغادر أمر سيء هنري .
نظر لها بالقليل من الغضب قبل أن يتحدث : ليس وكأن هذه المحادثة ستكون الأخيرة بيننا ومن ثم أنا بالتأكيد لن أرحل اليوم من هنا وهو غاضب .
إميليا وهي تجلس على الكرسي : ولكن .. قد تسوء صحته بسبب ذلك وكما تعلم الدواء ليس هنا !
تنهد ليلقي بجسده المرهق نحو السرير وهو يتحدث : أنتي ستغادرين اليوم صحيح ؟
إيمليا بإبتسامة : أجل .. سأعود إلى منزلي بعد مغادرتك .
نظر لها بهدوء ليتحدث : ولكن أنا لن أغادر إلا ليلاً لا يمكنك العودة بعد غروب الشمس .. قد تصابين بمكروه ما .
إيمليا بهدوء : هل ستعود إلى القصر ؟
هنري وهو ينظر لسقف الغرفة : من يعلم .. سأحاول العودة لحماية سيدي الأمير ولكن .. سيدي جاك هو المشكلة .
إيمليا وهي تشيح بوجهها : عمي ليس سيئاً كما تظن .
هنري بإبتسامة مستفزة : أنتي محقة أعني عندما أقارنه بكِ يمكنني رؤية طيبته بوضوح تام .
قامت بإلقاء الوسادة عليه لتنهض وهي تتحدث : لا يهم .. سأغادر الآن .. سأذهب وألقي التحية على آرثر و آنجلينا أيضاً .
هنري : هل ستبقى آنجلينا هنا ؟
إيمليا : أجل فآرثر لم يشفى بعد وأيضا .. شقيقك لديه قلب وأسلوب ألطف وأطيب منك بكثير .. ولذلك فأختي قررت البقاء ومحاولة كسب حبه حتى النهاية .
إبتسم هنري بهدوء ليجيب : ربما من يعلم قد تنجح في ذلك حقاً .. أعني بالتفكير في الأمر فأنجلينا لم تؤذنا بالقدر الذي قمتي أنتي به .
إيمليا وهي تشيح بوجهها عنه : حسناً , لقد إتفقنا أنني لن أحاول كسب حبك ولكنك سوف تسامحني بعد أن إعتذرت لآرثر ولك عشرات المرات .. ووعدتني أن نصبح صديقين صحيح ؟؟ لا أظن أنك تعلم ما معنى صديق .. توقف عن إزعاجي بالماضي أرجوك هنري .
هنري بهدوء : حسناً , حسناً .. أعتذر لذلك إيمي .
إبتسمت الأخيرة برضى لتغادر بعدها .
تنهد هنري بشيء من الإنزعاج ليتجه إلى غرفة شقيقه .. وقف قليلاً عند باب الغرفة وهو يراه مشغولا بقراءة كتاب ما يمسكه بيده .. تقدم بهدوء ليجلس بجانبه دون أن يتحدث بحرفٍ واحد .. رفع آرثر عينيه عن الكتاب لينظر له بنظرة غريبة نوعا ما ليغلق الكتاب الذي بيده ويضعه بجانبه ليستلقي بعدها ويعطي ظهره لهنري
هنري بإنزعاج : لا تتصرف كالأطفال آرثر .. تعلم أنني هنا كي أعتذر منك .. ولابد من أنك تعلم أنني لم أقصد أي حرف مما نطقت به ولكن أنت في بعض الأحيان تشعرني بالغضب يا أخي .. أنظر إلى نفسك أنت لا تهتم أبداً بصحتك .
آرثر بهدوء : لا تتدخل فيما لا يعنيك .
هنري بشيء من الغضب : بل الأمر يعنيني يا أخي .. أنت أخي .. أنت هو الشخص الذي جعلني أشعر بالأمان حتى بعد رحيل والداي( تحولت نبرة صوته للحزن الشديد ) آرثر لماذا تصمم على تعذيبي بهذه الطريقة ؟ أرجوك أخي إختر أي نوع آخر من العذاب إن رغبت ولكن لا تقم بإذاقتي من كأس الحرمان و الخوف مرة أخرى أرجوك أخي .
ليغادر بعدها المكان بسرعة خوفاً من عدم قدرته على منع تلك الدموع من مغادرة عينيه .. هو لم يغادر غرفة آرثر فقط بل غادر منزل حكيم بعد أن شكره على عجل ليركض بأقصى ما لديه من قوة حتى وصل إلى بوابة قصر الثوار توقف قليلاً ليلتقط أنفاسه .
...........
في أحد سجون الكنيسة :
جثى على ركبتيه وقد بدء يسعل بشدة وهو يخرج الدماء من فمه .. حاول أن يتنفس براحة أكبر إلا أن تلك الركلة قد حالت دون ذلك ! وضع يده على معدته ليزيد من حدة سعاله .. إبتسم معذبيه بخبث ليمسك أحدهما بشعره ويجبره على الوقوف على قدميه .
تحدث أحدهما : لقد إنتهت طاقته تماما .. الآن لن يتمكن من الصراخ حتى فقط سيتلوى من الألم .
أجابه الآخر بإنزعاج : ولكن لن تتاح لنا فرصة رؤية ذلك فالسيد فرناندو أمرنا أن لا نقوم بقتله حقاً .
نظر لمحدثه بغضب وهو يلقي بجسد الشاب أرضاً : كم هذا مؤسف حقاً .. إنه يوم حظك .
ليغادرا تلك الزنزانة ويغلقانها خلفهما .. حاول صديقنا الجلوس ولكنه عجز عن ذلك .. هو لم يعد يشعر بجسده بسبب ذلك الكم الهائل من التعذيب الذي تلقاه خلال الستة أيام الماضية .. أغمض عينيه ليستسلم للنوم تماماً .
..........
وفي إحدى غُرف ذلك المكان الذي كان يفترض به أن يكون مكاناً للعبادة والصلاة إلا أنه حول بسبب تلوث قلوب البشر لمكان يخطط فيه الأشخاص لكيفية قتل بعضهم البعض أو تعذيب الآخرين .. وقف فرناندو في منتصف القاعة وهو يستمع لكارل .
وضع فرناندو يده تحت ذقنه وقد بدى الإنزعاج جلياً على وجهه ليتحدث بقليل من الغضب : أتعني أن أدريان يقوم بخيانتنا كارل ؟
أومأ الشاب برأسه ليتحدث بهدوء : أجل سيدي .. كل الدلائل تشير إلى أنه من قام بقتل جنودنا .. ولكنني لا أعلم حقاً ما هو هدفه .
جلس فرناندو على أحد المقاعد ليتحدث إلى رجاله : إستدعوا أدريان إلى هنا الآن .
إنحنى الرجال له ليغادروا بعدها بحثاً عن آدريان .
وبعد نصف ساعة في المكان ذاته :
أدريان بهدوء : هل طلبتني سيدي ؟
فرناندو بقليل من الغضب : منذ نصف ساعة .. فأين كنت أنت ؟
أدريان وهو ينحني قليلاً : في المنزل .. أعني أنا لم أغادر منزلي اليوم .. وأيضاً سيدي أنا آسف حقاً لم اعلم بالأمر إلا منذ عشرة دقائق .
فرناندو وهو يتنفس بعمق : لا يهم .. أخبرني الآن أدريان .. كارل يتهمك بأنك أنت من قام بقتل جنودنا .. فما هي إجابتك ؟
نظر أدريان لكارل بحدة بينما تقدم الأخير وهو يتحدث : أجل أفعل ذلك .. فأنت الوحيد القادر على ذلك .
أشاح أدريان بناظره عنه ليتحدث : غير صحيح .. بكل حال الجريمة الأولى حدثت وأنا هنا أخطط للمعركة فكيف أتواجد في مكانين إثنين ؟
رفع فرناندو أحد حاجبيه وهو بإنتظار إجابة كارل .
كارل بثقة : يمكنك فعل ذلك بسهولة تامة .. فأنت غادرت القصر في ذلك اليوم بحجة أنك أردت إلقاء نظرة على الجنود ولكنهم جميعاً أخبروني أنك لم تتواجد معهم في ذلك اليوم .
إبتسم أدريان بمكر : أنت مخطئ كارل .. الواقع أرى أنك تمتلك سبباً لقتل أولئك الجنود .. فبحسب ما قمت به من تحقيق وجدت أنهم جميعاً كانوا يحملون معلومات مهمة عن دانيل .. دانيل الذي أنقذ أختك الصغرى من الموت .. وأنت ربما تريد حمايته حتى تسد دينك له .
كارل بإنزعاج : ربما أرغب بسد دينه له ولكنني لن أفعل ذلك .. لن أقوم بقتل أحدهم لإنه يحمل القليل من المعلومات عنه .
أدريان بإبتسامة : إذن ماذا أكنت تخطط لتهريبه من هنا مثلاً ؟؟
كارل بهدوء ممزوج بالكره : لا .. ربما أجل .. ولكنني تراجعت عن هذه الفكرة تماماً فأنا لن أعرض حياة شقيقتاي للخطر من أجل أي أحد .
إحتدت نظرات أدريان ليتحدث بعدها بإبتسامة خبيثة : أنت ألا تعلم ؟ أنت شخص أبله إن كنت تظن أن الأخوة هي التضحية .. بالنسبة لي فأنا أكره هذه العلاقة وبشدة .. وأشعر بالغثيان من مجرد رؤية أحمق يحاول التضحية من أجل إخوته أو أخواته ... والمغفل في الزنزانة التي في الأسفل أحد أهم الأمثلة في الفشل .
فرناندو وقد قطب حاجبيه بإستنكار : ماذا تعني بكلامك هذا أدريان ؟
أدريان بهدوء : سيدي فرناندو أنا أعلم الحقيقة بأكملها .. أعلم أن دانيل هونسون هو أخي .. وذلك السجين هو أبي .. ولكنهما كلاهما فشلا في حمايتي ..ماذا إستطاع دانيل أن يفعل سوى البكاء ؟ هو إستطاع الهرب من سيده وبنى لنفسه منزلاً ليعيش به مع أصدقائه .. إستطاع إنقاذهم جميعاً ولكنه فشل في إنقاذي .. وأبي لم يفكر ولو للحظة بمصير أطفاله عندما أعلن الثورة قبل أعوام .. بإختصار شديد أنا لم يعد أمر أسرتي الحقيقية يعني لي أي شيء .. كل ما في الأمر هو أنني سأكون تحت أمرك سيدي وتحت تصرفك فقط .
تجمد فرناندو في مكانه محاولا إستيعاب كلمات أدريان تلك .. ولكن الصدمة والدهشة كانت بادية على وجه كارل الذي لم يعد قادراً على الرد حتى !
فرناندو بريبة : وأين كنت إذن في ذلك الوقت عندما قتل جندينا الأول ؟
أدريان بإبتسامة : أولاً سيدي دع كارل يغادر الغرفة فهو شخص لا يمكن حقاً الوثوق به .
نظر فرناندو لكارل ليحرك يده بمعنى غادر الغرفة .. عض كارل على شفتيه بإنزعاج ليبتعد بعدها مغادراً المكان .
فرناندو بحدة : تحدث الآن .. أين كنت ؟
أدريان : الواقع سيدي لقد طلب مني جاكوب أن أقوم بالتحقيق بأمر غرفة سرية تقوم أنت بإخفائها .. يظن أنه قادر على إيجاد شيء ما ترغب بحمايته في تلك الغرفة .. وأنا تظاهرت بتنفيذي لتلك المهمة فقط .. هو قال لي أيضاً أنك أمسكته في أحد الأيام وهو بداخلها وقد عفوت عنه .
شد فرناندو على قبضة يده وهو يشعر بتوتر كبير .. وربما الحيرة أقرب من التوتر .. هل عليه ان يثق بأدريان الآن وقد علم بإستعادته لذاكرته ؟ ولكن قصة التي قالها عن جاكوب قد حدثت بالفعل !
تحدث أدريان بهدوء وقد جثى على إحدى ركبتيه أمام سيده : سيدي يمكنك إختبار ولائي بالطريقة التي ترغب بها .. أنت من قام بتقبل وجودي إلى جانبه .. علمتني حماية نفسي دون الحاجة لأي شخص آخر .. أخي إستطاع إنقاذ الجميع ولكن عندما يصبح الدور دوري .. فهو يستسلم بسهولة دون أدنى إهتمام أو محاولة لفهم ألامي .
لم يتخلى فرناندو عن تلك النظرة الحادة وعدم الثقة الكاملة ليتحدث : سنرى بهذا الشأن لاحقاً .. إذهب الآن و قم بجمع الضرائب .
نهض أدريان لينحني قليلاً وهو يتحدث : أمرك سيدي .
فرناندو : سأخبرك أنك تحت مراقبتي إبتداءاً من اليوم .
أومأ أدريان برأسه موافقاً ليغادر بعدها وقد بدى على وجهه ابتسامة غريبة إضافة لنظرة عينيه الغامضة !
تحدث فرناندو إلى نفسه بهدوء : والآن ماذا علي أن أصدق ؟ أيعقل أنه تخلى عن أسرته .. ولكن أن يكشف نفسه لي بأنه قد إستعاد ذاكرته .. لم أعلم حقاً .. ولكن أثق بأن نهاية جاكوب ستكون قريبة جداً .
.......
وفي إحدى الزنزانات في الأسفل :
فتح عينيه وهو يستشعر ذلك الألم الشديد الذي عاد ليتدفق في أنحاء جسده .. وبصعوبة شديدة نهض ليسير ويجلس بالقرب من الحائط .. وضع يديه على رئتيه ليتنفس براحة أكبر ..شد على قبضة يده اليمنى ليتحدث بسخط :" تباً لهم .. تباً "
رفع بصره لينظر إلى باب الزنزانة الذي فُتح وقد إحتدت عيناه إلا أنه أخفى تلك النظرة وأظهر إبتسامة مطمأنة على وجهه لاسيما عندما رأى تلك الدموع التي غزت وجهها .
دانيل بإبتسامة : جوليان .. هل قررتي العيش مع شقيقك كارل إذن ؟
جلست بجانبه وهي تمسح تلك الدموع المتمردة وقد بدأت بالنظر إلى الأمام بشرود .
جوليان بهدوء : أجل .. عندما أتيت إلى هنا في الأسبوع الماضي كان كارل في حالة سيئة جدا .. لقد قاموا بتعذيبه .. ولهذا قررت أن لا أتخلى عنه أبداً .
دانيل وقد وضع يده على يدها : لا بأس يا عزيزتي .. سيكون كل شيء بخير .
جوليان وهي تنظر إليه ولجروحه : ألازلت تردد هذه العبارة دانيل ؟ بعد كل ما حدث .. أتظن حقا أن كل شيء سيكون بخير ؟
دانيل بإبتسامة : بالطبع .. أنا وإن قتلت هنا أوقن تماما بأن الآخرين سيكملون الطريق و سينتصرون .. جوليان عليكي أن تعلمي أن الحرب ليس لعبة وأنه لا يوجد نصر دون خسائر أو تضحيات .. وأنا على أتم الإستعداد أن أكون الشخص الذي سيضحى به .
فتحت جوليان فمها لتتحدث لولا ذلك الشخص الثالث الذي شاركهما النقاش دون دعوة .
أدريان ببرود : هل أنت أبله أم ماذا ؟ عن أي تضحية تتحدث ؟ أتظن حقاً أن أحداً ما سيهتم بأمر دمائك إن قُتلت .. ربما يحزن القليل منهم على رحيلك ولكن .. لن يجرأ أحد على فعل شيء آخر .
أشاح دانيل بوجهه عن محدثه ليتحدث : ومن طلب رأيك أنت أيها الخائن ؟
أدريان بإبتسامة ماكرة : حقاً أخي ؟ أنا هو الخائن .. لا بأس أفضل أن أكون كذلك على أن أصبح شخصاً أبلهاً مثلك .. ولكن فقط إعلم أن الخائن الوحيد هنا هو الذي كان يعيش حياته في سعادة ويسعد الآخرين وهو يتناسى شقيقه الأصغر .
إحتدت نظرات دانيل ليتكلم بغضب شديد : ومن أخبرك أنني عشت حياتي وأنا أشعر بالسعادة .. ولم أتناسى ولو للحظة أمرك ولكن لم يكن بإمكاني أن أظهر فجأة وأخبرك بأنك أخي أو أحاول إستعادتك بعد أن غسل سيدك الأبله دماغك .
تحدث أدريان وهو يشد على قبضة يده اليمنى : ليس وكأنك حاولت حتى .. ولا تتحدث عن سيدي بهذه الطريقة أبداً .. كان عليك أن تحاول على الأقل لمرة واحدة .. حينها ربما لو أنني إستعدت ذاكرتي لشعرت بشيء ما إتجاهك غير الكره .
عض دانيل على شفته السفلية في محاولة منه لأن يهدأ .. بينما وجه أدريان نظره لجوليان .
أدريان ببرود : وأنتي لا يسمح لكِ النزول إلى هنا مرة أخرى .. فكما ترين نحن نحاول جعله ينهار وليس إعادة القليل من الأمل إليه برؤية صديق .. هذه المرة لن أخبر سيدي بوجودك هنا .. ولكن أقسم أنه في المرة التالية ستدفعين الثمن غالياً .
جوليان وقد تجمعت الدموع بعينيها : إنه شقيقك الأكبر .. كيف لك أن تتصرف معه بهذه الطريقة .. دانيل لقد ...
أدريان بنفاذ صبر : لا تتدخلي أنتي .. ومن ثم أنا لا أريد أن أصبح مثل هذا الفاشل .. ولا تلقبيه بشقيقي الأكبر فلو أن الأمر بيدي لما جعلته جزءا من حياتي فما بالك بأن يكون بيننا دماء مشتركة .
نهضت جوليان من مكانها وهي تنظر لدانيل الذي كان يشد على قبضة يده وقد غطت خصلات شعره الأمامية عيناه بعد أن أدمى شفته السفلى أرادت أن تتحدث معه لولا
فرناندو بهدوء : ألم تسمعي ما قاله لكِ أدريان ؟ غادري فوراً وإلا دفع كارل الثمن .
أومأت برأسها وقد شعرت بالخوف من جملته الأخيرة لتغادر بسرعة دون أن تنطق بأي حرف واحد !
إبتسم فرناندو وقد إتسعت إبتسامته الكريهة ليقترب من دانيل ويمسك به من شعره بقوة .
فرناندو بإبتسامته تلك : إذن دانيل ما هو شعورك الآن ؟
نظر دانيل له وقد إمتلئت عيناه بالحقد والإنزعاج الشديد بينما أبعد يداي عدوه عنه بقوة .
أدريان وهو يضع سيفه على عنق دانيل : من الأفضل لك أن لا تتحرك يا هذا .
نظر دانيل له بإنزعاج كبير .. بينما إبتسم فرناندو برضى وهو يرى ذلك الخط الأحمر الرفيع الذي تدفق من عنق دانيل .. إذ أن أدريان وضع سيفه بحدة وقوة على عنقه مما تسبب في جرحه .
دخل إثنان من الحرس إلى الزنزانة .. وقد بدت الدهشة على وجههما
الرجل الأول : سيدي فرناندو .. و أدريان .. هل من مشكلة سيداي ؟
فرناندو : لقد إنتهى دوركما بتعذيبه .. أحسنتما صنعاً الأسبوع الماضي .. والآن أدريان لما لا تذهب إلى مهمتك التي أمرتك بها منذ فترة .. وأنتما ساعداني بالإنتقال إلى مرحلة أخرى .
أبعد أدريان سيفه وما إن فعل ذلك حتى تقدم الرجلان ليقوما بتقييد دانيل .. ليغادر أدريان بعدها .
فرناندو بسخرية : إذن ما هو شعورك الآن ؟ صديقتك التي إعتنيت بها منذ الطفولة ... تخلت عنك ما إن هددتها بشقيقها الأكبر دون تردد .. وشقيقك الذي هو سبب مقاومتك وبقائك حياً ترزق حتى الآن .. يعلم تماماً أنك شقيقه وأنك تخليت عنه وبالرغم من ذلك تخلى عنك وإتهمك بالتقصير في حقه .
دانيل بغضب : ماذا أخبرته أنت هذه المرة ؟
فرناندو بإبتسامة : أعلم أنني لطالما كذبت عليه يا دانيل ولكنني اليوم فقط إكتشفت أنه إستعاد ذاكرته .. ولكن دعني أخبرك ماذا كنت أفعل به .. ولماذا يكرهك إلى هذه الدرجة .
..........
في قصر الثوار :
فريدريك : إذن كل شيء بالقصر يسير على ما يرام .
كلاود : أجل يا فريدي .
فريدريك : جيد أحسنتم صنعاً .
لورا : بالطبع سنفعل .. هل نسيت مع من تتحدث ؟
فريدريك بإبتسامة : وهل أجرء على فعل هذا الأمر ؟
لويس بشيء من الحيرة : ولكن ما بال هنري ؟ إنه ليس بخير .
فريدريك : لا أعلم لقد كان على هذه الحالة منذ عودته من منزل الحكيم .
جولييت : ربما تشاجر مع آرثر .
إيزابيلا بهدوء : ربما .. فهما يتشاجران كثيراً منذ أن أصيب آرثر بذاك المرض .
أخفض الجميع رؤوسهم ليتحدث فريدريك : لابد ان الأمر صعب جداً على هنري لتقبله .. آرثر كان بمثابة الأب و الأم لهنري .. رؤيته يموت أمام عينيه دون القدرة على فعل شيء ما .. سيكون قاسياً للغاية .
إيزابيلا وقد بدأت بالبكاء : ولكن ألا يوجد أمل ما في تحسن أخي .
لويس بحزن : لا .. لا تقولي ذلك .. سيكون بخير فهو رجل قوي .
جين بغضب : ولكنه أبله .. إنه لا يبذل جهداً في مقاومة ذلك المرض .. فقط لقد إستسلم له .. دون أن يراعي أن من حوله يتألمون بسببه .
كلاود : لقد بدأت تتحدث بعقلانية فجأة جين .
جين وهو يشيح بوجهه بغضب : أغلق فمك كلاود .. والآن ألم يحن الوقت لإعادة قائدي ؟؟
جولييت : القصر بخير الآن .. إنتهى أمر الخونة وقد قمنا بتنظيف هذا المكان منهم .. إذن ألم يحن الوقت بعد فريدي ؟
تنهد فريدريك بتعب ..
جاك بهدوء : فقط القليل من الوقت بعد .. سنعود إلى القصر اليوم .. وأقسم بأنني سأعيده إلى هنا خلال الأسبوع القادم .
فريدريك بإبتسامة : أجل وأرجوك أشركنا في مخططك .. فنحن لنا الهدف ذاته وهو إنقاذ دانيل .
جاك : أجل .. بكل حال لويس جهز نفسك للمغادرة وأخبر دورثي بأن تتجهز أيضاً للرحيل .
أومأ لويس برأسه ليغادر المكان بعدها .
دخل لويس إلى الغرفة التي قضت أخته بها وقتها .. وجدها تجلس بهدوء على السرير وهي تنظر للأمام بشرود .
لويس وهو يربت على شعرها : إذن ألن تخبرني أميرتي ما بها ؟
دورثي بإبتسامة زائفة : لا شيء يا أخي .
لويس وهو يتنهد : ألن تخبرني أميرتي بما حدث بينها وبين دانيل قبل المعركة وأسره في النصف ساعة التي إختفى كلاهما بها ؟
نظرت له بدهشة والقليل من الخوف و القلق .
إبتسم بحنان ليتحدث : ماذا ؟ لقد لاحظت غيابك ولكن بالطبع لن أتحدث أمام الجميع .. هيا إذن ماذا يجري بينكما .
أخفضت رأسها وهي تسمح لدموعها بالإنهمار وقد وضعت رأسها على صدره .
دورثي ببكاء : أخي أنا أحبه هو .. ولكنه قال لي أنه علي نسيان هذه المشاعر .. قال أنها ستتسبب لي بالمشاكل فقط .. إن علم أبي بحبي لمجرد حارس أو خادم في القصر .. أنا لا أهتم .. ولكنه لا يرغب حتى بالمحاولة .. كل ما يفكر به هو أبي وغضبه .
تنفس لويس بعمق ليقول بعدها : تعلمين أختاه أن أبي لن يقبل بهذه العلاقة لو مهما حدث .. ولكن دعي دانيل يعود أولا بخير .. ومن ثم سنرى بشأن مشاعره اتجاهك .. إن علمت أنه يبادلك الشعور ذاته فأنا سأساعدكما ولكن إن لم يفعل .. فعليكي نسيان أمره .. هل هذا مفهوم ؟
مسحت دموعها لتبتسم له وهي تومأ برأسها بمعنى أجل .
عودة إلى القاعة الرئيسية في القصر :
فريدريك بذهول : وماذا عن دانيل ؟
جولييت : إنه يحبها .. أتعلم لقد إنحنى بهدوء وقال لها أنه يخشى عليها من غضب والدها وأنه ربما يقوم الحاكم بتزويجها من ذلك الأمير عنوة إن علم بذلك .. وأيضا قال أنه يخشى عليها من أن تعيش الحياة التي يعيشها هو .. أخبرها أنه غير قادر حقاً على الإبتسام من أعماق قلبه .. وأن الحزن يلف به ويعصره وهي لن تكون سعيدة بإمضاء ما تبقى من حياتها معه .
كلاود بحزن : ونحن كالعادة لا يمكننا أن نفعل أي شيء لأجله صحيح ؟
لورا : ولكن هل علم دانيل بأنكما شاهدتما تلك المحادثة ؟ أعني أنت وجوليان .
جولييت : أجل لقد علم .. فقد سار من جانبنا ولكنه لم يتحدث معنا أبداً .. لقد كانت دورثي غارقة في البكاء .. ولهذا تمتم هو بعبارة " لا تبكي رجاءاً .. فدموعكِ هذه تزيد من ألمي " .. لا أظن أنها سمعته بأي حال .
جين : إنه أبله .. لماذا لا ...
فريدريك : أنت خسرت جوليان أيضاً .. لذلك لا يحق لك التحدث عن دانيل .
جين بغضب : أغلق فمك يا أنت ولا تتدخل .. على الأقل أنا كان لدي سببي ولستُ مجرد أحمق يشعر بالخجل من مشاعره .. أو أبله آخر يخشى أن يتم رفضه .
فريدريك بحدة نادرة : لماذا لا تعيد ما قلته الآن ؟
كلاود بغضب : أنا لم أفتح فمي بحرف واحد معك فلماذا تتحدث عني يا أحمق ؟
جين : لإنك لم تترك إبن عمك هذا يموت ويتعفن لوحده في الماضي .
كلاود والشرر يتطاير من عينيه : أقسم لك جين سأقضي عليك الآن .
نظر جين فجأة وقد هدأ غضبه لينظر إلى رفيقاه الغاضبان بتوتر شديد .
جين بإبتسامة متوترة : إنتظرا أنا أمزح معكما فقط .. أقسم بذلك .
لورا : لماذا كل هذا الغضب ومن هي الفتاتان اللتين تخشيان منهما ؟
جين بإبتسامة ماكرة : أتردن أن تعلمن ؟
لورا : اجل .
كلاود بتحذير : جين أغلق فمك .
فريدريك بغضب : من الأفضل لك الصمت فقط جين .
جين بإبتسامة واسعة : جولييت فريدي يحبك انتي ولكنه يخجل من التحدث .. بينما يخشى كلاود من الإعتراف لكِ لورا خشية أن يفقدكِ كصديقة إن رفضتي حبه .
ليغادر الغرفة بعدها بسرعة البرق بينما نظرت الفتاتان لشابين الغاضبين لتغادر لورا بعدها الغرفة ويتبعها كلاود .. أرادت أن تغادر جولييت ولكنها نظرت لفريدريك الذي كان يتحاشى النظر إليها .
جولييت بهدوء زائف : فريد .. هل ما قاله جين صحيح ؟
إبتلع فرديريك رمقه ليتحدث بصوت منخفض وقد بان التوتر فيه : حسناً .. الواقع أجل .. أعني ألم تلاحظي الأمر ؟ الجميع علم بهذا وقد كشفوا أمري منذ مدة .. أما كلاود فهو ...
جولييت وقد قاطعته : لا شأن لي بكلاود فريدريك .. كيف لك أن لا تخبرني بالأمر قبلاً ؟ أنا ظننت أنك تراني كأخت صغرى فقط .. فريد أنا كنت أخفي حزني لإنني لا أريد خسارتك إلى الأبد .
نظر فريدريك نحوها بدهشة ليتحدث : أتعنين أنكِ تحبينني أيضاً ؟
جولييت وقد إعتلت حُمرة طفيفة على وجنتيها : أجل .
لتغادر المكان بعدها .. بينما إبتسم فريد بسعادة وهو يشعر بأن ثقلا كبيراً قد تمت إزاحته .
لويس بإستغراب : لماذا الأجواء قد هدأت فجأة ؟
فريدريك بإبتسامة : لا شيء مهم .. فقط ذكرني بأن أشكر جين إن نجى من قبضة كلاود .
لويس وقد إزدادت دهشته : حقاً ؟ لا يهم بكل حال نحن سنغادر الآن .
فريدريك : أجل بالطبع .. هل أقوم بمرافقتك لكي أتأكد من وصولكم بخير ؟
جاك بهدوء : لا شكرا لقد قمتم بالكثير حقاً من أجلنا .
فريدريك بإبتسامة : لقد كان من واجبنا فعل هذا سيدي .. بما أن القائد قد أمرنا بذلك.
دورثي : أنا جاهزة .
إيزابيلا : هل ستغادرون الآن ؟
جاك : أجل سنفعل .
هنري وهو ينحني : سيدي الحاكم .. أرجوك هل تأذن لي أن أعود لحمايتك وحماية سيدي الأمير ؟ على الأقل في هذا الوقت الصعب .. دعني أعد لخدمتك .
نظر لويس له بدهشة .. بينما تقدم جاك منه وهو يضع يده على شعره .
جاك : أحقاً ترغب في العودة بعد أن تم طردك من القصر ؟
هنري وهو على وضعيته السابقة ذاتها : سيدي بالرغم من كل شيء أنت إعتنيت بأختي الصغرى وأمنت لها حياة لم تكن لتحلم بها .. وأيضاً أنقذتني وآرثر من حياة التشرد في الشارع والسؤال عن لقمة للعيش .. بينما عاملنا الأمير وكذلك الأميرة بطريقة جيدة وبعيدة كل البعد عن الطبقية .. لذلك أرجوك أريد أن أبقى تحت خدمتك إلى الأبد .. أريد أن أحميكم حتى لو قتلت مقابل نجاتكم .
وضعت إيزابيلا يدها على فمها وقد إمتلئت عيناها بالدموع .. بينما تقدم لويس منه
لويس : لا تقل مثل هذا الكلام .. أعني أنا لستُ موافقاً على ما تقوله أنت أنا لا أريد أحد لكي يضحي بحياته من أجلي أو من أجل أسرتي أتعي ذلك جيداً ؟
جاك وهو يغمض عيناه : وماذا عن آرثر هل ستتركه هنا حقاً ؟
هنري وقد أخفض راسه : آرثر سيكون بخير .. ومن ثم الجميع هنا سيذهبون لزيارته والتأكد من أنه بخير .. لن أقلق أبداً فأخوتي بين ايدٍ أمينة .
جاك بهدوء : لا بأس ولكن لن تأتي معنا الليلة بل سأتوقع قدومك عند الظهيرة في الغد .. إن تأخرت فلا تتعب نفسك بالقدوم إلا لسبب قاهر .
إنحنى هنري له : أمرك سيدي .
لتغادر أسرة الحاكم هذا القصر أخيراً .