عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree920Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 8 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #396  
قديم 04-11-2014, 09:03 PM
 
السلام عليكم

عادي حياتي الله يشفيه ويرجعلكم سالم ان شاء الله
رد مع اقتباس
  #397  
قديم 04-11-2014, 09:32 PM
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
انا اسفه عزيزتي ؛ ارجوؤ له الشفاء العاجل
عزيزتي الرسول قال "داووا مرضاكم بالصدقه "
وبالنسبه للفصل الآخير فنحن لسنا مستعجلين
ونقدر ضروفك عزيزتي
يمكنك انزاله متى م استطعتي ذلك فلا تضعطي على نفسك

ريماآس
رد مع اقتباس
  #398  
قديم 04-12-2014, 09:47 AM
 
رموسه صادقه حبيبتي مو لازم تنزلين البارت اليوم عادي طولي ما أحد بيمنك و أتمنى لقريبك الشفاء حبيتي
رد مع اقتباس
  #399  
قديم 04-12-2014, 04:09 PM
 
ساقوم بانزال البارت الاخير نيابه عن الكاتبة وهذا بطلب منها
لعدم تمكنها من الدخول
__________________


شكراً غاليتي


زيزي(زيزو) على الأهداء حب6

رد مع اقتباس
  #400  
قديم 04-13-2014, 01:51 PM
 
الفصل العشرون والأخير

.













.



الفصل العشرون ( الأخير ) :
لكل بداية نهاية .. هذه المقولة إحدى سنن الحياة .. لا يوجد شيء خالد .. حياتنا هي مجرد فترة قصيرة نعيشها بسعادة أحياناً وأحيانا أخرى نعيش الحزن .. دفة الحياة في يدنا نحن .. لا يوجد ما يسمى بالمستحيل ونحن نؤمن بعبارة دوام الحال من المحال .. فالله قادر على كل شيء .. وكل ما عليك فعله هو عقد العزم والمحاولة جاهداً للوصول إلى هدفك .. مع العلم بأن النصر بحاجة إلى تضحيات .. بحاجة لتخطيط وجهد .. بحاجة لشخص يقف دائما إلى جانبك ليريك الطريق الصحيح .. بحاجة لقلب نقي كالثلج .. فمن سيكون قائد التغيير ؟


البارت الجديد


بداية الفصل التاسع عشر :
في يوم إحتفال بخطبة ( فريدريك & جولييت ) , ( كلاود & لورا )
كانت الإحتفالات تعم أرجاء المدينة المسالمة .. زُينت المدينة بأضواء مختلفة باهية ... وامتلئت بالرقص و الغناء و السعادة الذي غاب عنهم لفترة طويلة بسبب المعارك المظلمة ...في داخل القصر وقف كُل من فريدريك وجولييت على المنصة وهما يقطعان تلك الوعود التي تخبرنا بأنهما سيبقيان معاً إلى الأبد مهما كانت المصائب والأحزان في حياتهما .. وما إن إنتهيا حتى تبادلا الخواتم ليتقدما من ساحة الرقص .. كان فريدريك يرتدي بذلة بيضاء اللون .. مع ربطة عنق سوداء .. بينما إرتدت جولييت فستان أبيض اللون ينساب بحرية ورقة ليغطي جسدها بالكامل بنقوش باللون الذهبي .. إحتشد الكثيرين لرؤيتهم والإبتسامة لا تفارق شفاههم .. فقد قسم الإحتفال إلى قسمين .. الأول لفريدريك و جولييت وثاني لكلاود ولورا بعد أن تأخرت الأخيرة بسبب حيرتها بطريقة تصفيف شعرها مما جعل فريد وجولييت أولاً .


.........


وفي مكان بعيد نسبياً عن القصر أمام البحر :
جلس صديقنا بهدوء وحزن شديد يحيط به .. يشعر برغبة عارمة بإلقاء نفسه إلى قاع الماء ليموت ببطئ وهدوء في تلك الظلمات .. شعر بالغضب العارم عندما تذكر منظر شقيقه وسيفه الذي كانت الدماء تقطر منه .. هو لم يحب جاكوب ولكنه لم يكن يكرهه أيضاً .. ليس بعد أن علم أنه لم يقم بإيذاء شقيقه .. إبتسم بسخرية على حاله أيضاً عندما تذكر أن فرناندو أخرجه من تلقاء نفسه !
قام بإلقاء بعض الحِجارة إلى البحر .. لينهض بعدها ويسير مبتعداً عنه خشية أن ينفذ ما يدور في رأسه من أفكار مجنونة أهمها إلقاء نفسه فيه !


.........


في قصر الحاكم :
هنري بقليل من الإرهاق : سيدي جاك لقد إنتهيت من إعداد كل القوائم .. أتمنى أن كل شيء سيكون جيداً صحيح ؟ أعني ستكون هنالك معركة بوقت الإحتفال .. سيكون الأمر صعباً .
جاك بهدوء : لا تقلق سيكون كل شيء على ما يرام .. لن يكون من الصعب حقاً تشتيت إنتباههم .
لويس بقلق : ولكن .. ماذا لو شعر فرناندو بذلك ؟ أعني بمخططنا .. ربما سيقوم بإيذائه أو قتله قبل يوم الإحتفال .
جاك بغضب : دعه فقط يحاول فعل ذلك وسأقضي عليه .


..........


عودة إلى قصر الثوار :
إنتهى دور كل من فريدريك و جولييت .. ليأتي دور كل من كلاود ولورا ليتبادلا الوعود و الأقسام .. وقف ينظر لهما وإبتسامة باهتة زينت وجهه الشاحب .. كان يضع غطاءاً على رأسه ليمنع الآخرين من إكتشافه ورؤية جروحه التي ملئت جسده بالكامل .. أدار وجهه وهو يهم بالمغادرة ليتوجه إلى ذلك المنزل الصغير الموجود في نهاية القصر .. ذلك المنزل الذي لم يوافق دانيل على إزالته بالرغم من بنائهم للقصر .. كيف لا وهو يعود إلى والديه وكل ذكراهم هنا !
تنفس بعمق وهو يبعد الغطاء عن وجهه و رأسه وينظر حوله وهو يشعر بفراغ قاتل .. يرغب بالبكاء ولكن هذه المرة بوجود شخص ما يربت على شعره ويخفف عنه .. بوجود شخص يبتسم له ويشعر بألمه .. هو لم يتمكن من البكاء أمام والده بسبب فرناندو .. والآن منظر أدريان المغطى بدماء جاكوب .. وإخراجه من الزنزانة والأسر بسبب الشفقة يجعلانه راغباً بالبكاء أكثر ..شعر بالغضب و الحزن و الحيرة وهو يتذكر آخر منظر شاهده قبل مغادرته ذلك المكان .. دمعت عيناه اللتين إختبئتا خلف خُصل شعره مخفيا بذلك تلك النظرات المتناقضة التي إمتزجت بالحب و الكره .. الوفاء و الخيانة ..قام بمسح تلك الدموع بسرعة كبيرة ليستيقظ من أفكاره وهو يستمع إلى صوت تحطم زجاج .. إلتف إلى الخلف ليرى جولييت تقف خلفه بعينيها المليئتين بالدموع والدهشة .. إبتلع رمقه وهو ينظر لها .. قبل أن يجبر نفسه على رسم إبتسامة صفراء .
جولييت ببكاء : دانيل إنه .. أنت حقاً .
لترمي نفسها بين أحضانه .
دانيل بهدوء : لا تبكي الآن يا صغيرتي .. ستفسدين زينتك .. ومن ثم ماذا تفعلين هنا ؟
جولييت وهي تبتعد قليلاً وتمسح دموعها : لقد أتيت حتى أرى منظر السماء .. ولكن رأيت أن الضوء مشتعل هنا .. لذلك أردت أن أعلم من بالداخل .
دانيل بإبتسامة باهتة : لا بأس عليكي .. والآن هيا عودي إلى الداخل .
جولييت بقلق : ولكن دانيل .. كيف إستطعت التحرر من قبضة فرناندو أخبرني ؟
دانيل وهو يشيح بوجهه عنها : ليس الأمر مهماً حقاً .
جولييت بقلق أكبر : دانيل .. ماذا حدث ؟
دانيل وهو يشد على قبضة يده : لقد أخرجني بنفسه .. هذا كل ما في الأمر .. والآن عديني لن تخبري أحداً بذلك .
جولييت بإنفعال : ولماذا لا ؟
دانيل بهدوء مفاجأ : اليوم أنتم تحتفلون بمناسبتين جميلتين .. لستم بحاجة لي حتى أفسد سعادتكم .
جولييت بدهشة : عن ماذا تتحدث أنت الآن ؟
دانيل بقليل من الحدة : لا شيء مهم .. فقط لا أرغب بأن يعلم أحدهم أنني هنا أهذا صعب ؟
جولييت وقد أخفضت رأسها : كما تشاء .. أخي دانيل .
دانيل وهو يتوجه للخارج : لا تنادني بأخي .. أنا أكره هذه الصفة بالفعل الآن .
ليغادر المنزل الصغير بسرعة بينما عادت جولييت إلى الإحتفال وقد غزت الدموع وجنتيها .



........


بعد مدة قليلة من الزمن :
فريدريك بقلق : أخبريني أرجوكِ ماذا حدث لكِ لماذا تبكين ؟
جولييت وهي تمسح دموعها : لا يهم .. أنا بخير .
فريدريك : لا لستِ كذلك .. فقط من جعلكِ تبكين أخبريني .
كلاود بقلة صبر : هيا جولييت .. فقط أخبرينا من قام بإزعاجك .
جولييت بحدة : ما كان عليكم إيقاف الحفل من أجل أمر تافه كهذا .
لورا بحدة أيضاً : بل توجب علينا ذلك .. ومن ثم لقد تبادلنا الخواتم وانتهى الأمر والآن أجيبي عن سؤالي .. لماذا أنتي حزينة ؟
جين بغضب : إن أزعجك أحد من الحضور فإنني سأقضي عليه .
دانيل بهدوء وقليل من البرود : إذن هيا قم بقتلي .
نظر الجميع بدهشة وحيرة إلى دانيل الذي كان يقف خلفهم .. نظروا إلى حالته وجروحه .
فريدريك بقلق شديد : د .. دانيل ! علينا أخذك للحكيم الآن أنت مصاب .
دانيل وهو يشيح بوجهه : لا , لا داعي لذلك .. أنا أعتذر فقط لإفسادي الإحتفال بظهوري فجأة .. ربما ما كان علي أن آتي إلى القصر منذ البداية .
جين بحنق : عن ماذا تتحدث الآن ؟ إنه قصرك أنت .. يمكنك فعل ما ترغب به .
كلاود بقلق وتوتر : دانيل صديقي .. هل أنت بخير حقاً ؟ إستمع لي دعنا ندخل إلى داخل القصر الآن لتأخذ قسطاً من الراحة .. أو ربما يمكننا أخذك إلى الحكيم و ..
دانيل بإبتسامة مرهقة : شكرا لك كلاود .. فريد .. لورا .. جين .. جولييت , حقاً شكرا لكم .. أعتذر وبشدة ولكن دانيل الذي عرفتموه لقد .. كُسر إلى الأبد و .. لا أظن أن هنالك أي إحتمال لعودته .. فقط إنسوا أمري .. أنا سأذهب إلى قصر الحاكم .. لا أعلم إن كان سيقبل بي بعد أن هزمت وبعد أن أصبحت بلا أي فائدة ولكن .. لا أظن أنه يحق لي البقاء هنا أيضاً وأنا من سبب لكم المشاكل .
لورا بقليل من الغضب : عن ماذا تتحدث أنت ؟ دانيل أنظر إلي وأخبرني الآن .
إنحنى دانيل لهم ليغادر القصر بسرعة على ظهر فرسه .
فريدريك بحنق : فرناندو ذاك ما الذي فعله به ؟
جولييت ببكاء : لقد قام بتحريره بدافع الشفقة .. لن يتحمل دانيل ذلك أبداً .
جين بغضب شديد : ذلك الوغد .
آرثر بهدوء : ولكنها مشكلة حقيقية .
كلاود : آرثر منذ متى وأنت هنا ؟
آرثر : منذ دخول دانيل للقصر لقد كنت أراقبه .. تصرفاته وتحركاته كلها لم تعد ذاتها أبداً .
لورا بخوف : أهذا يعني أننا فقدناه حقاً ؟
فريدريك بحزن شديد : لم نفعل في النهاية اي شيء لمساعدته .


...........


في مناطق الكنيسة :
أدريان بهدوء وهو ينحني : لقد إنتهيت من جمع الضرائب وكل ما أمرتني به .
فرناندو بإبتسامة : جيد .. أحسنت صنعاً .. وماذا عن كارل و جوليان ؟ هل قاما بما أمرتهما به ؟
أدريان بلا مبالاة : لا أعلم حقاً .. ولكنني لا أظن أنهما سيمتنعان عن تدريب بعض الجنود مقابل عودة أختهما الصغرى .
فرناندو : أنت محق .. بكل حال أدريان .. أعدها لهما .. وسنقضي عليهم عند إنتهاء حاجتنا لهم .
أدريان بهدوء وهو ينحني مجدداً : بالتأكيد سيدي .
إلتف أدريان بجسده ليغادر الغرفة ولكن فرناندو قام بإيقافه عندما تحدث قائلاً :
فرناندو : وأعد حاجياتك إلى هنا أدريان .. لإنك ستعود للعيش معنا بدلاً من البقاء وحيداً .
أدريان ببرود : تعني أن تضعني تحت المراقبة ! لا يهم بكل حال سأكون هنا الليلة إن رغبت .
فرناندو بهدوء أيضا : بالطبع أنت مراقب أدريان تعلم كيف يسير الأمر هنا .. أجل سيكون الأمر جيداً جداً إن إنتهيت من ذلك اليوم .
أومأ المعني برأسه بمعنى أجل ليغادر بعدها المكان وهو يتذكر بعض الأحداث .. قتله لجاكوب .. و حتى قتله ل .. أخفض رأسه وقد إختفت بذلك ملامح وجهه الذي كان البرود يسيطر عليه منذ لحظات .



......


في قصر الحاكم :
جاك بحدة : أخبرني دانيل ماذا حدث لك الآن ؟
كان دانيل يحني جسده للأمام .. وملامح الحزن رُسمت على وجهه بدقة .. بينما بدأ صبر جاك ينفذ وهو يحاول أن يطلب منه أي معلومة صغيرة عما حدث له ولماذا هو في هذه الحالة النفسية السيئة .
لويس بقلق شديد : اخبرني دانيل ماذا حدث لك ؟ هل أُصبت بمكروه ؟
هنري وهو يمسك بكتفه : لا تسمح لذلك الأبله مهما قاله لك أن يوقعك في فخه !
اخفض دانيل بصره وهو يبعد هنري عنه .. وقد كان الصمت هو عنوانه حتى هذه اللحظة .
جاك بغضب وهو يقف : تحدث الآن إنه أمر .. أتفهم ؟
دانيل بهدوء : أنا آسف سيدي .. ولكنني .. لم أعد قادراً على الصمود أكثر .. أرجوك أنا أريد أن يتم قتلي .. أو أن يحدث لي أي حادث يجعلني أختفي عن وجه الأرض .
جاك وهو يمسك بياقة قميصه ويشده إليه : إن لم تتوقف الآن عن التفوه بالحماقات فسأقضي عليك بالفعل أتفهم ؟
رفع دانيل عيناه ليواجه بهما عينا جاك الثائرة .. ولكنه وللمرة الأولى يرى ذلك التشابه بين عينا جاك ووالده .. وتلك النظرة القلقة التي خيمت في زاوية ما من زوايا عيناه .. إرتعش جسده فجأة مما دفع جاك يترك ياقة قميصه بلطف ويمسك بكتفه .. وقد لمح تلك الدموع التي تجمعت في عينا دانيل .
جاك بهدوء : هل انت بخير ؟ أتعاني من الحُمى ؟
أومأ دانيل براسه بمعنى لا .. ولكنه دُهش عندما شعر بأنه بين أحضان جاك مما جعل مقاومته لتلك الدموع أضعف بكثير .. حيث سمح لدموعه أن تتمرد وتخرج من عينيه أمام كل الحاضرين في مجلس الحاكم .
شعر جاك بدموع دانيل الحارة والتي سرعان ما تحولت لصوت شهقات متألمة .. تمنى لو أنه قادر على معرفة السبب ولكن المؤكد بأنه سينتقم ممن جعل دانيل يضعف إلى هذا الحد .. لم يتمكن إلا من التربيت على شعره حتى انه جلس على تلك الأرض الرخامية الباردة عندما شعر بعدم قدرة مرافقه على الوقوف أكثر .
بدئت دورثي بالبكاء بسبب ما يحدث أمامها الآن فهي آخر ما توقعته أن ترى الشخص الذي أحبته يبكي بألم دون أن تكون قادرة على فعل شيء ما لمواساته .. قام لويس بضمها إليه بهدوء وهو يشعر بالألم أيضاً لوقوفه عاجزاً عن المساعدة .. بينما أخفض كل من هنري و إيزابيلا رأسيهما بحزن .. وبتلك اللحظة دخل فريدريك و البقية ليدهشوا بما شاهدوه .. لم يتمكن فريدريك وكلاود من الإحتمال ليغادروا تلك الغرفة .. أما البقية فقط تسمروا في أماكنهم إلى أن هدئت شهقاته وأنينه .. عندما غط في النوم بعد كل ذلك البكاء .



..........


في اليوم التالي :
إستيقظ صديقنا بسبب أشعة الشمس التي تسللت إلى غرفته عنوة .. فتح عينيه بإنزعاج .. نظر حوله بهدوء ليبعد الغطاء عنه ويدخل إلى دورة المياه ( أكرمكم الله ) نظر إلى وجه بالمرآة .. كان وجهه شاحباً كالأموات وعيناه منتفختان .. مر على ذاكرته بكاءه المرير أمام الجميع .. حتى أصدقائه الثوار قد رأوا ما وصل حاله إليه .. إبتسم بسخرية على نفسه .. قبل أن يتوجه لأخذ حمام دافئ وقد إمتزجت المياه المتساقطة عليه بدمائه وبالرغم من أنهم قد عالجوا جراحه بعد أن نام ليلة أمس إلا أن تساقط المياه القوية عليها أعاد فتحها بشكل خفيف مجدداً .
خرج بعد مدة وقد إرتدى ثيابه ليجلس على سريره وهو ينظر إلى الأمام بشرود تام ... وبالرغم من ذلك فقد كان يستمع إلى الأصوات بالخارج بدى وكأن الجميع منشغولون .. تذكر حينها أن القصر على وشك إقامة حفل خطبة إيزابيلا و لويس .. وأن فرناندو سيكون ضمن الحضور .. ليس هذا فقط .. بل لابد أن سيحضره معه .. كان ليكون سعيداً لو أنه ... فقط كيف له أن يتقبل أدريان مجدداً ؟ ... لقد قتله .. ليس جاكوب فقط بل لقد قام بقتل ....
قاطع ذلك صوت طرق على باب غرفته إلا أن الطارق لم ينتظر إجابة من دانيل .. فقد فتح الباب ليظهر جاك وهو يسير بهدوء ووقار حتى جلس بجانبه .. بينما شعر دانيل بقليل من الخجل بسبب ما حدث بالأمس فأخفض رأسه أرضاً .
أمسك جاك بوجهه بكفيه ورفعه قليلاً قبل أن يتحدث بإبتسامة : إذن هل تشعر بحال أفضل الآن دانيل ؟
نظر دانيل بقليل من الدهشة لجاك فهذه تقريباً أول مرة يراه يبتسم بهذا الصفاء .
دانيل بتردد وخجل : أجل .. سيدي أنا .. أفضل حالاً الآن .
جاك وهو يتنفس بعمق : لا تناديني بسيدي دانيل .
هم دانيل بالإجابة ولكنه نظر إلى الباب حيث دخلت إليزابيث بخطوات مثقلة وهي تخفض رأسها أرضاً .
إبتسم دانيل بخفوت ليتحدث : مرحبا بك سيدتي هنا .. أنا أرغب بأن أعتذر لكما .. لإنني سببت المشاكل بالفعل .. وربما قُمت بتصرفات طائشة و ...
جاك وهو يغمض عينيه : أخبرني دانيل بالحقيقة ماذا قال لك عندما قابلته ؟
تجمد دانيل في مكانه قبل أن يتمكن من النطق : ماذا تعني ؟
جاك بصوت جعله قدر الإمكان هادئاً : أعني أنت قابلت شقيقي جون صحيح ؟ ماذا حدث له ؟ وكيف وقع تحت رحمة فرناندو ؟ ألم تره أنت يقتل ؟
دانيل بهدوء حزين : أنا .. لقد وضعني فرناندو معه في إحدى الزنازانات ... قبل أن يضعني بزنزانة أخرى لتعذيب ... و هو أخبرني بالحقيقة كاملة ... وأيضاً لقد ظننت أنه قد مات ولكن الحقيقة كانت غير ذلك .. أنا كنت مجرد طفل ولم اتمكن من معرفة أنه لازال على قيد الحياة أم لا .
جاك بقليل من الحدة : أخبرني إذاً هل قام فرناندو بقتله أمامك ؟
سرت رعشة شديدة في جسده بينما عادت دموعه لتشوش الرؤية أمامه .. وهو يتذكر آخر اللحظات التي قضاها تحت رحمة فرناندو واتباعه .. كيف أنه كان مقيداً ؟ وأنه لم يتمكن حتى من حماية والده من ذلك السيف .. بل فكر أنه حتى لو لم يكن مقيداً فما كان بمقدوره أن يساعده بما أن من ...
أخرجه صوت جاك الغاضب من افكاره : دانيل انا أتحدث إليك فأجبني !
إليزابيث بتوتر : ولكن يا أخي ألا ترى أنه ليس على ما يرام دعنا نخبره بما أخبرنا به فريدريك ليلة امس ! ستتحسن نفسيته أنا واثقة بذلك .
جاك بحدة : لا تتدخلي بما لايعنيكي .
دانيل بحيرة : فريدي .. ماذا أراد ؟ اعني لقد كان هنا ليلة أمس صحيح ؟
جاك بهدوء : سأخبرك ما إن تجيبني على تساؤلاتي كاملة !
دانيل وقد اخفض رأسه : لا , ليس فرناندو من قام بذلك .. بل هو .. أخي أدريان .. أدريان من قام بقتله .. لقد طعنه دون أي تردد .. لقد كنت غاضباً لإنه قتل جاكوب وهو لا يحمل سلاحه حتى .. ولكنه تجاوز ذلك .. لقد طعن والدي .. والده .
ظهرت الصدمة على وجه كل من جاك وإليزابيث ..
جاك بتفهم : إذن لهذا السبب كنت غاضباً إلى هذه الدرجة .. لإنك لا تريد إيذاء شقيقك وبالرغم من ذلك غير قادر على مسامحته .. لا تريد رؤيته يتألم .. ولكنك لن تكون قادراً على مسح دموعه والوقوف إلى جانبه .. صحيح ؟
دانيل وهو يحاول منع دموعه من الخروج مجدداً : حتى وإن قُتل سأشعر بألم شديد .. ولكن إن لم يقتل فإنه سيستمر بفعل المزيد من هذه التصرفات .. كيف لي أن أرجح حياته وأنسى كل الأبرياء الذين قتلهم .
إليزابيث بشيء من اللطف : لا تدع مثل هذه الافكار تسيطر عليك الآن .. ربما هو فقط يقوم بالعمل بطريقته الخاصة .
رفع دانيل وجهه لينظر لها وقد رُسمت إبتسامة واهنة على وجهه .
دانيل بإمتنان : أخبرني أبي أنكي لا تعلمين انه شقيقك الأكبر .. ولا أدري كيف علمتي الآن بالحقيقة ولكنني سعيد .. على الأقل يوجد من يقف إلى جانبي حتى و انتم ترون ان أبي مجرد خائن .
جاك وهو يربت على شعره : لا بأس .. بكل حال لقد نلت كفايتك من ذلك الشجار الذي دار بيننا .. وأيضاً ما حدث لأدريان كان غلطتي أنا .. أنا من يجب أن يعاقب على تصرفاته .. ( أردف بعض لحظات قليلة بتوتر ولهفة ) :ولكن دانيل ماذا أخبرك والدك ؟ أعني لابد أنك سألته عن سبب قيامه بالثورة صحيح ؟ لماذا كان غاضباً ؟ لماذا رغب بقتلي ؟
نظر دانيل له ليبتسم بهدوء قبل أن يقف ويتجه نحو النافذة ويأخذ نفساً عميقاً ليتحدث بعدها : ليس لدي الدليل بعد على كلامه .. أنا بالطبع أصدق كل ما قاله والدي لي ولكنني لم أرغب بإخبارك أي شيء دون إيجاد الدليل .
جاك وهو يقف بجانبه : لا أحتاجه دانيل .. فأنا اثق بكل ما يقوله جون .. وأعلم أنه لا يكذب .
دانيل وهو يغمض عيناه : الحقيقة هي أنه تم خداعكما كلاكما .. أعني أنت ابعدت أبي عن القصر حتى تحميه من الكنيسة .. ولكن هذا كان هدف فرناندو منذ البداية فهو من قام بقتل تشارلي شقيق جاكوب ..
جاك بغضب : لقد قتل طفل في الخامسة من عمره من أجل ماذا ؟
دانيل وهو يكمل : بكل حال .. بدء بعدها بجعل جنوده يتنكرون على هيئة جنودك وقطع الإتصالات بينكم بسببهم .. كانوا يأخذون الضرائب يومياً .. ويقومون بتعذيب أو قتل من لا يدفعها لهم .. كانت الأمور تزداد سوءاً في كل يوم .. أراد أبي أن يقابلك ويعلم مالذي يحدث إذ انه كان واثقاً بأنك لن تفعل أي أمر سيء كهذا أبداً ولكن ... في إحدى الليالي جائته رسالة من فرناندو أنه سيقوم بقتلك مساءاً .. وأبي أرسل له رسالة تهديد بأنه سيقضي عليه ولكنه أعاد إرسالها لك أنت ولهذا السبب ظننت أن أبي قد أعلن الثورة عليك حقاً.. وهنا بدأت اللعبة .. كل أولئك الجنود الذين خرجوا مع ابي كان هدفهم هو حمايتك وقيام ثورة على الكنيسة وإنهائها .. ولكن تدخل جنودك جعلهم عاجزين عن التقدم .. حتى فهموا في النهاية أنهم وقعوا في فخ مميت رسمه ذلك الداهية بكل براعة .
جاك وهو يقف بغضب شديد : أتعني أن كل من قتل كانوا يدافعون عني أنا ؟ كل من سُفكت دمائهم .. وكل من آذيت أبنائهم قتلوا فقط لأنهم ...
دانيل بهدوء : ليست غلطتك وحدك .. لقد وقع ابي بهذا الفخ أيضاً .. لم يكن أي منكم يظن أن عدوكم بهذا القدر من الخباثة .
فريدريك بهدوء : إذن ماذا سيحدث الآن أعني ....
جاك وهو يغمض عينيه : سأقضي عليه بكل بساطة .. ولكن هل فعلت ما طلبته منك فريدريك ؟
فريدريك بإبتسامة : أجل سيدي .. لقد فعلت ذلك .. وأتيت بنفسي لتسليمه لك .
جاك بإبتسامة أيضاً : جيد , شكرا لك .
دانيل بحيرة : ماذا يحدث هنا ؟ ومن ثم منذ متى وأنتم تتحدثون معاً بهذه الطريقة الودية ؟
جاك وقد لانت ملامح وجهه : ألا تعلم أنه في إحتفال الغد سيتم إعطائك لقب الأمير ووريث العرش ؟
دانيل وهو يقف بصدمة : ماذا ؟ أنا ! ولكن مهلاً هذا مستحيل .. أعني عمي أنا لا أستطيع .
جاك وقد إتسعت إبتسامته : لقد ناديتني بعمي للمرة الأولى .
دانيل بقليل من الإحراج : أ .. أعتذر .. أنا .. أعني .. لويس سيكون أفضل مني أعني ...
لويس بتوسل : لا أرجوك .. أنت أفضل مني بكثير .
إليزابيث بهدوء : وأنا موافقة أيضاً ... لويس لا يجيد فعل الكثير !
جاك بسخرية : والدليل هو أنني ما إن فقدت وعيي حتى قمت أنت بالعمل بينما إكتفى لويس بحبس نفسه في غرفته .
دورثي بإستفزاز للويس : وغير ذلك إنه لا يجيد فعل شيء سوى التذمر .
لويس بقليل من الإنزعاج : حسناً أعلم أنني لستُ من النوع النشيط أو كدانيل ولكنني أيضاً لستُ سيئاً إلى هذا الحد .. أعني أنه يمكن الإعتماد علي صحيح ؟
جاك بهدوء : ربما أذكى حركة قمت بها هي السماح لدانيل بالهروب من القصر في الماضي البعيد .. ولكن يبدوا لي أنها كانت فترة ذكاء محدودة الكمية .
وجه لويس لهم نظرة مغتاظة ولكنها سرعان ما تحولت لدهشة الشديدة وهو يبتلع رمقه ليتحدث بدهشة : أبي .. أكنت تعلم أنني قمت بمساعدة دانيل على الهروب ؟
جاك وهو يغمض عينيه : بعد يوم واحد من تلك الحادثة ولهذا السبب أغلقت البحث عن السبب .. أتظن أنني أبله إلى هذه الدرجة .
تعالت صوت الضحكات بعدها بينما كاد لويس أن ينفجر غيظاً .. إلا أن الهدوء قد ساد فجأة على الغرفة وتبدلت تلك الملامح الساخرة إلى اخرى قلقة عندما إنهار دانيل فجأة .
هنري بقلق وهو يمسك به : دانيل أأنت بخير ؟ تباً إنك تنزف مجددا .
دانيل بوجه شاحب : أنا بخير .. لا داعي للقلق .
لويس : سأذهب لإستدعاء الحكيم .
فريدريك وهو يجلس بجانب دانيل : دانيل هل أنت بخير ؟؟ لا ترهق نفسك أرجوك
دانيل بإرهاق : أخبرني عن ماذا كنتم تتحدثون قبل قليل ؟ أعني لماذا أتيتم إلى هنا ليلة أمس ؟
جاك وهو يتنهد : دانيل .. لقد قامت جوليان وكارل بإحضار جون إلى الثوار .. جون لازال حياً يرزق .. وأنا طلبت منهم إحضاره إلى هنا حتى أتأكد بنفسي من علاجه وحمايته هذه المرة .. وأردت سماع الحقيقة منه .. بكل حال .. الحكيم أظن أنه مشغول معه الآن .
دانيل وهو ينهض : أتعني أن آدي لم يقتله ؟ أبي لازال حياً .. لا داعي لإحضار الحكيم لي أنا بخير .. وأريد الذهاب لرؤيته .
جاك بحدة : بل أنت ستبقى في فراشك حتى آمرك أنا بالنهوض .. ولا تقلق سيكون جون بخير ثق بي .. لن أفقد شقيقي مرتين .
دانيل بتعب وألم شديد فجأة : كما تشاء .
ليفقد وعيه .
إليزابيث : يبدوا أنه لايزال مرهقاً .
فريدريك بغضب : لقد قام ذلك الأبله بإيذاءه بشدة نفسياً وجسدياً .. أقسم أنني سأجعله يدفع الثمن غالياً .
جاك بحيرة : ولكن كيف إستطاع كل من جوليان وكارل إحضار جون ؟
فريدريك : لقد أخبرتني جولي أنه طُلب منهما أن يتخلصا من جثته !
جاك بعدم إقتناع : وبالرغم من ذلك كيف لم يخطر بباله أنه لازال على قيد الحياة ؟ أو أن كل من جوليان وكارل لديهما سبباً قوياً لخيانته .. فرناندو ليس بهذه الحماقة !
فريدريك : لا أعلم .. ولم أتمكن من التحدث معهما في الحقيقة فقد كانا على عجلة من أمرهما .
جاك بهدوء : أنت تثق بهما صحيح ؟ أنا أظن أنه هنالك من يقوم بمساعدتهما من الداخل وهو ذو نفوذ في تلك المناطق .
هنري بشيء من الحيرة : أيعني أن هنالك من ينوي القيام بثورة على رئيس الكنيسة حقاً ؟
جاك بحيرة واضحة : لا أعلم .. ولكنني لا أتمنى ذلك فأنا أرغب بقتله بيداي هاتين.. بكل حال ستكشف لنا الأيام عن ذلك .



..........


وفي أحد الأماكن المظلمة و البعيدة نسبياً عن كل تلك الصراعات التي تحدث فتح عينيه وهو يشعر بالقليل من الألم .. حاول ان يتنفس بعمق إلا أن ذلك الجرح قد جعله يشعر بالألم الشديد .. إستلقى مجددا بعد أن يأس من رؤية أي شيء في هذا الظلام الحالك ... وضع يده على على جبينه وقد أغلق عينيه لعله يتمكن من التفكير .. ظهر الغضب والإنزعاج جليا على وجهه وهو يتمتم لنفسه :" لا أصدق .. أيعقل أن ذلك الابله قد سلمني لسيده الأحمق !"
أدريان بعبوس : يبدوا لي أن الجميع حمقى بنظرك .
لم يتمكن من أن يخفي دهشته بظهور أدريان من العدم ليجلس بجانبه وبيده شمعة ما لتضيء المكان .
أدريان بعد أن شعر بالملل : أنا هنا منذ نصف ساعة تقريبا ولكنني كنت أجلس بالقرب من باب الكهف حتى أتأكد أن من يراقبني لم يستطع معرفة مكان وجودي .. اعني مع إصابتك هذه لن تتمكن من حماية نفسك حتى .
إبتسم جاكوب بسخرية ليتحدث : حسناً وأظن أنه علي أن أشكرك صحيح ؟
أدريان بعد أن عاد العبوس ليحتل وجهه : ليس وكأنني كنت المخطأ هنا .. أنت هو الأبله الذي جعل فرناندو يفقد ثقته به ... لم يكن أمامي سوى أن أتظاهر بتنفيذي لمهمة قتلك حتى لا يرسل شخصاً آخر لفعل ذلك .. فكما تعلم إستفزازك هو أمر سهل للغاية .
تنهد جاكوب ليجلس بصعوبة وهو يتحدث : ولكن أدريان ألم يكن بإمكانك أن تكون ألطف من ذلك ؟ ومن ثم لقد قمت بدب الرعب في قلب كاثرينا .. وكما تعلم هذا الأمر ليس جيدا بما أنك تخطط بأن تجعلها تحبك صحيح ؟
توردت وجنتا أدريان ليهتف بغضب : بل كان علي أن أكون أكثر إزعاجا ووحشية .. وأيضا كان يجب أن يكون خوفها ودموعها حقيقة حتى لا يشك سيدي بأي أمر .. ولم أقل قبلا أنني أخطط لفعل مثل هذا الأمر فأغلق فمك تماما .
ضحك جاكوب بخفة ليتحدث من بين ضحكه : لم أكن أعلم أنك ستشعر بالخجل لهذه الدرجة آدي .
أدريان وهو يقف بغضب شديد : أغلق فمك وإلا قتلتك بالفعل أتفهم ؟
أومأ جاكوب برأسه محاولاً إيقاف نفسه عن الضحك .. نظر حوله ليرى أنه حقا داخل كهف .. أراد أن يتأمل المكان ولكنه توقف عن البحث بعينيه عندما وقع نظره على تلك الكرة الثلجية التي اهداها تشارلي له قبل أن يموت بلحظات ! أجبر نفسه على النهوض بالرغم من الألم و صعوبة الحركة إلا أنه نجح بالوصول إليها أخيراً .. أمسك بها وهو يتأملها بهدوء .. إنه لا يفهم لماذا أهداها له ؟ بكل حال لقد كان عليه هو أن يحضر له هدية ما وليس العكس .. قاطعه أدريان وأخرجه من بحر أفكاره عندما وقف بجانبه وساعده على الجلوس والإتكاء على حائط الكهف .
أدريان بهدوء : أعتذر لإنني ذكرت تشارلي بالسوء في تلك المحادثة .
جاكوب وهو يحدق بالكرة : أجل ما كان عليك أن تتحدث عنه بتلك الطريقة .. إن وصفك له بعيد تماما عن شخصيته الحقيقية .
إبتسم ادريان بحزن ليتحدث : أعلم .. لقد فعلت ذلك لإغاظتك فقط .. لم يكن ليتخلى عنك .. أنا آسف جاكوب .. أقسم أنني أعتذر .. فأنا هو الجبان .
رفع جاكوب بصره لينظر لأدريان بإستفهام بينما أردف الأخير : أتعلم لا أرى أن هنالك أي مانع من أن تبكي .. ولكن جاكوب عليها أن تكون المرة الأخيرة التي تفعل ذلك .. لإنه حقاً لم يكن ليرغب بأن يعاني شقيقه إلى هذه الدرجة .
أخفض جاكوب رأسه بهدوء ولم يتحدث .
أدريان بعد أن تنفس بعمق : أتعلم في عيد مولده .. أتى إلى منزلنا وقد كان يبكي .. قال بأنك أخبرته بأنك تكرهه لإنه أعطى النقود لذلك الجندي .. حسنا لا أنا ولا دانيل فهمنا عن ماذا يتحدث إلا أن دانيل حمله بين ذراعيه وقد بقي يتحدث معه على أنه يستحيل لك أن تكرهه ولكنك غاضب الآن وبعد مدة ستعتذر منه .. بعد ذلك إستعاد إبتسامته وطلب منا مرافقته إلى السوق .. بالطبع دانيل لم يرغب بذلك ولكن ابي أجبره على القدوم معنا ..:
إلى الماضي :
كان كل من أدريان و تشارلي يسيران بجانب بعضهما البعض بينما دانيل يسير خلفهما وهو يشعر بالملل الشديد .
دانيل بملل : أنتما الإثنان إياكما والإبتعاد عني .. وإياكما و أن تسرعا في السير أتفهمان ذلك ؟
أومأ كلاهما برأسه
تشارلي : أريد أن أجعل أخي سعيداً .. ماذا علي أن أشتري له ؟ .. أدريان أنا دفعت نقودي لذلك الابله لإنني لم أرد أن يأخذ أخي مني أنه أغلى ما أملكه .. أقسم لا أريد أن يبتعد عني .
أدريان بإبتسامة : لن يغضب منك .. لابد أنه غاضب من نفسه لإنه شعر بأنه السبب في تخليك عن هديتك .. لأجله .
توقف تشارلي فجأة أمام أحد المحلات لينظر لتلك الكرة الزجاجية إبتسم بشفافية وهو ينظر لها وكذلك فعل أدريان .
تشارلي بإبتسامة : إنها تحثك على الإبتسام صحيح ؟ الثلوج البيضاء التي تغطيها وكذلك وجود شخصان يقفان في المنتصف وهما يمسكان أيدي بعضهما البعض رائعة .. يمكنني تخيل نفسي وأخي هنا .
أدريان : هل قررت شرائها إذن ؟
تشارلي : أجل .. بالنسبة لي رؤية الثلج تجعلني أشعر بالسعادة الحقيقية .
في الحاضر :
أغمض جاكوب عيناه وقد تسللت إحدى الدموع المتمردة هربا من عينيه .. نظر أدريان له بألم لإنه يشعر بالعجز الشديد من مساعدته .
أدريان بألم : هو لم يرغب يوماً بأن تحزن .. لقد حاول أن يوصل كلماته إليك عن طريق هديته هذه .. جاكوب عليك أن تعيش حياتك بسعادة .. عليك أن لا تستسلم بسهولة فشقيقك قُتل دفاعا عنك في النهاية .
رفع جاكوب عيناه وهو ينظر لأدريان بدهشة بينما ضم أدريان ركبيته إلى صدره وقد أخفض رأسه .. شعر جاكوب بالخوف من معرفة مالذي يعنيه أدريان بكلامه ولكنه بالرغم من ذلك فقد حثه على التحدث .
جاكوب بتردد : مالذي تعنيه أدريان ؟
أدريان بصوت مخنوق : أنا .. لقد قررنا أي أنا وتشارلي بالصعود إلى غرفتك و جعلك تنضم للحفل .. ولكن لقد كان فرناندو يقف هناك و ... إنتبه لنا لذلك إبتعد عن غرفتك .. أراد تشارلي اللحاق به .. وأنا لم أرغب بذلك .. لذا لقد سبقني هو إلى هناك .. وأنا لم أستطع تركه لذلك تبعتهما .. ولكنني عندما وصلت كان قد غرز سيفه بجسد تشارلي بالفعل .. وهو يقول له :" أتعلم تشارلي لم أكن أعلم أن مجرد طفل يعلم ما معنى التضحية .. لقد قررت قتل شقيقك ولكنك ظهرت فجأة من العدم .. بل وتبعتني إلى هنا وطلبت مني قتلك عندما علمت بالحقيقة بدلا منه .. أهنئك فأنت لديك روح نقية بالفعل " .. وأنا ( لم يستطع أن يمنع دموعه من الإنهمار ) لم أتمكن من التحرك إلا بعد ذهاب فرناندو .. حاولت التحدث معه ولكنه قال لي :" لن أبكي .. حتى لو كنت أتألم لإنني لا أريد لأخي أن يحزن .. أرجوك أدريان أريده أن يأتي .. أريد أن أراه لأعطيه الهدية بنفسي " .. لذلك عدت إلى منزلكم وأخبرت الجميع .. ولكنني لم أستطع أن اخبر أحدا من هو قاتله .. لقد كنت خائفا وهم إعتبروا أن صمتي يدل على ان أبي هو قاتله .
ظهرت علامات الصدمة الشديدة على وجه جاكوب .. الذي إمتزجت العديد من المشاعر بداخله منعته من التحدث .. مشاعر الصدمة لإنه من قام بخدمته هو قاتل شقيقه .. ومشاعر الألم و الندم لإنه أخطأ في حق أشخاص لم يكن لهم أدنى ذنب .. و الدهشة و السخرية على نفسه لإنة الشخص الذي عاش معه لمدة عام تقريبا كشف له بأقل من خمسة دقائق على أسرار عديدة تمنى أن يعلمها منذ أعوام طويلة .. نظر لأدريان الذي كان يحاول منع المزيد من دموعه من الإنهمار .. إبتسم بعذوبة للمرة الأولى منذ أعوام وجلس أمام صديقنا وهو يمسح دموعه له .
جاكوب بإبتسامته : أظن أنك كنت صديقا رائعا لأخي حتى لو كان يشعر ببعض الغيرة إتجاهك صحيح ؟
إبتسم أدريان بسعادة وهو يرى الإبتسامة على وجه جاكوب ليتحدث بهدوء : أجل معك حق .. بكل حال أفهم الآن سبب شعوره بالغيرة وسبب شعور دانيل بالغيرة منك .. فأنا لا أريد أن يقوم ذلك الأحمق بمناداة الثوار بأخوتي .. لا يحق له ذلك .. أنا هو شقيقه واخاه الوحيد .
جاكوب وهو يضحك : حقا ؟ أظن أنه بعدما فعلته به وكلامك الجارح سيكره حقا أن يدعوه أحد بأخي .
أدريان بعبوس : يستحق ذلك .. بكل حال إنه أخي وكان عليه أن يثق بي .. ليس أنني سأقوم بطعنك وأبي وأنا غير واثق بأن المكان الذي سأطعنكما به غير خطر ويسهل علاجه حتى بالنسبة لشخص مبتدأ بعلاج المرضى مثلي .
جاكوب بدهشة : أنت طعنت والدك ؟ ومن ثم أتعني أنك تتعلم الطب ؟
أدريان وقد عادت الإبتسامة إلى وجهه : أجل أفعل ... لقد وافق الحكيم على أن يعطيني بعض الدروس المفيدة وقال لي أنه سيجعلني أنضم لهم إن تخليت عن العمل بالجيش .. وهو من علمني أين تقع المناطق التي يسهل علاجها ولا تؤذي الشخص .. وبالنسبة لأبي لقد إعتذرت منه بعد أن غادر دانيل .
جاكوب بحيرة : ولكن أدريان ألن يشعر دانيل بالعجز بعد كل ما مر به ؟
أدريان وقد إتسعت إبتسامته : ومن يهتم .. فأخي سيعود لرشده و لإبتسامته لاسيما بعد عودة أبي إليه .. وأنا سأتبع طريقي الخاص .
جاكوب بقلق : طريقك الخاص ؟!
أدريان وهو ينهض : أجل , لا تشغل بالك بالتفكير بهذا الآن .. فقط تأكد من أن تكون بخير .. قد لا أتمكن من المجيء لفترة حتى لا يكتشف أحد وجودك .. ولكن كن بخير إتفقنا ؟! سأحاول المرور أو إرسال أحدهم ليتأكد من أنك بخير .
أومأ جاكوب برأسه بينما غادر أدريان ذلك الكهف الذي كان يبعد عن الكنيسة مدة ساعتين على الخيل



يتبع




.






.
__________________


شكراً غاليتي


زيزي(زيزو) على الأهداء حب6

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
"شعاع"و "خلاصات"و "إدارة.كوم".. 20 عامآ من الإبداع والإمتاع ranasamaha أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 12-15-2012 05:50 PM
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" mody2trade أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-14-2008 02:37 PM


الساعة الآن 09:32 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011