لكل إنسان في هذا العالم مشاعره المخفية ,لو مهما كانت الظروف التي أحاطت به
أو مهما كانت طبيعة تصرفاته الظاهرة للآخرين .. فهو لابد
له من لحظة تفكير .. لحظة لرؤية مافي داخل نفسه وعقله .. لايهم إن كان
طيب القلب أم لا .. المهم هو أنه يمتلك ولو القليل من هذه المشاعر التي
تؤرقه .
.............
الفصل الثاني :
في مساء تلك الليلة :
في الكنيسة :
البابا : إذن كلاريس هل أنت مستعد ؟
كلاريس: دائما يا سيدي ... ولكن لماذا ؟
البابا : سيهجم جنود الحاكم علينا بسبب تدميرنا لحصنهم ويجب أن
نكون مستعدين .
كلاريس: دع هذا الأمر لي يا سيدي وأخرج أنت من هنا حتى يصبح الوضع
آمناً .
البابا : هذا هو كلاريس الذي أفخر به دائماً .. حسناً سأترك
لك هذه المهمة وسأذهب أنا لتأدية بعض الأعمال في الخارج .
كلاريس وهو ينحني : سيكون هذا شرفا لي سيدي أن تعتمد
علي .
غادر كل من في الكنيسة بتلك الليلة إلى المدينة المجاورة
أما كلاريس فقد ذهب إلى قلعة الجنود التابعة للكنيسة كي يضع
خطة قتال لجنود الحاكم .
.............
في القصر :
الحاكم : هل إنتهيتم من تجميع الجنود ؟
رئيس الحرس : أجل سيدي لقد فعلنا ونحن الآن بإنتظار أوامرك .
الحاكم : جيد ستنطلقون في الغد صباحا .
رئيس الحرس : أمرك سيدي .
الحاكم : أريد منك أيضاً أن تطلب من الأمير القدوم إلى هنا لإنني
أنوي أن أجعله القائد على هذه المهمة .
رئيس الحرس بدهشة : سيدي الأمير يقاتل !
الحاكم بغضب : لا أظن أنه يحق لك النقاش صحيح ؟
رئيس الحرس وهو ينحني : أجل سيدي أعتذر بشدة .
ليغادر بعدها إلى غرفة الأميرة حيث كان الأمير يجلس هناك .
دوروثي : ما بك تبدوا شاحب اللون ؟
رئيس الحرس : سيدي الأمير الحاكم يريد أن يراك .
الأمير : ولماذا ؟
رئيس الحرس: يريدك أن تكون قائد هذه المهمة .
دوروثي : مستحيل ! لا يمكن أن تذهب إلى المعركة ... ماذا لوحدث أي مكروه ؟
الأمير بإبتسامة : لا داعي لهذا الحزن يا صغيرتي ... أنا سأكون بخير .
لينهض بعدها وهو يتوجه إلى قاعة العرش .
دوروثي : هنري هل سيكون أخي بخير ؟
إبتسم هنري ( رئيس الحرس ) بوجه الأميرة : لا تقلقي فأنا سأكون معه
ومن ثم هنالك آرثر معنا أيضاً سنكون درعا له .
دوروثي : لا .. لم أعني هذا .
هنري : آنستي الأميرة أنا مجرد عبد هنا و حياتنا ليست بالشيء المهم
كحياة الأمير أو الحاكم أو حياتك .
الأمير بقليل من الغضب : بل حياة الجميع متساوية .
دوروثي : لقد عدت بسرعة !
الأمير : أجل حتى لا يقع شجار بيني وبين أبي مجدداً ... والآن
هنري إذهب وأحضر آرثر حتى نخطط لذلك الهجوم .
هنري وهو ينحني بإحترام : أمرك سيدي .
............
دعونا نذهب الآن إلى تلك المدينة التي إستطاع دانيل السيطرة عليها
وإخراجها من نطاق حكم الكنيسة أو حكم الحاكم .
كلاود : سي ... أقصد دانيل هل أنت بخير ؟
دانيل : أجل بخير لماذا تسأل ؟
كلاود : لا أدري .. أعني ... إنسى الأمر هيا أنت لم تتناول العشاء
بعد .
دانيل بإبتسامة : هيا أنا قادم .
وفي الأسفل حيث كان الجميع يجلس حول طاولة الطعام :
فريدريك : من الجيد أنك قررت النهوض لتناول طعام العشاء .
دانيل : تتحدث وكأنني الشخص الكسول هنا !
فريدريك : ليس بوجود جين بالطبع .
جين بغضب طفيف : أنا لم أقل شيئا ولهذا السبب أغلقوا
أفواهكم الكبيرة .
لورا : يكفي هذا وتناولوا الطعام بصمت أتفهمون ؟
الجميع : امرك .
دانيل بإحباط : وتتدعون أنكم تحترموني ! جين يشتمني .. فريدريك يستهزء
بي ... كلاود ولورا يأمراني ... أي نوع من الإحترام هو هذا .
جوليان : هههههه .
جولييت : أنت مسكين أيها القائد .
لورا : إن تحدث أياً منكم على مائدة الطعام سأقضي عليه !
ليسود الصمت بعدها .
...............
في اليوم التالي :
كلاريس : هل أنتم مستعدون ؟
الجميع : أجل .
كلاريس بإبتسامة : جيد .. الآن هيا لنبدء بتنفيذ الخطة .
في القصر :
الأمير : هيا لنبدء ... آرثر ستكون أنت قائد الجيش الذي سيهجم على
الكنيسة ونحن سوف نهجم على المنطقة القريبة من الكنيسة والتي تعتبر أهم
ممول لهم إن قضينا عليها وأعدنها إلى حكمنا سوف نرد لهم الضربة السابقة
الجميع : أمرك سيدي .
الأمير : هيا بنا إذن وبإبتسامة واثقة : لنرى كيف سيتعاملون مع هذه المفاجأة
........
في منطقة دانيل :
جولييت : لقد بدأت معركة جديدة .
دانيل : يا إلهي متى سيتوقف هذان الطرفان عن القتال ؟
كلاود : هذا أفضل لنا ... لإنهم إن توقفوا عن القتال ستتجه أنظارهم إلينا .
دانيل : ومن قال لك أن أنظارهم ليست متجهة إلينا منذ هذه اللحظة
الحاكم لم يهجم بعد لإنه يريد أن يشغل رجال الكنيسة بأمر ما
حتى ينفرد بنا ... أما الكنيسة فهي .... ليبتسم بعدها بحزن وينهض من
مكانه .
جين : ماذا حدث الآن ؟
فريدريك : ما بال رجال الكنيسة يا دانيل ؟
لورا : دانيل ماذا ؟
دانيل بإبتسامته المعهودة : لنترك الأمر الآن .
جوليان : ولكن دانيل ....
دانيل : كل الأسرار ستكشف في أحد الأيام صحيح ؟
كلاود : كم أنت مزعج !
دانيل : أنت من وافق على العيش معي وعليك إستحمال قرارك .
كلاود : لا تقم بسرقة جملتي .
دانيل : أجل صحيح أنت من قالها لي ذات مرة .
كلاود بغضب : ذات مرة !! لقد قلتها لك بلأمس فحسب .
دانيل : حقا ولكن لماذا يبدوا لي أن .......
أمسك كلاود بدانيل وهو في قمة غضبه :
كلاود : أغلق فمك فحسب ... لقد قلتها لك ليلة أمس فقط .
دانيل : هههه .. حسنا أنا آسف لقد قلتها لي لية أمس هلا تركتني الآن ههههه
كلاود : ليس قبل أن تتوقف عن الضحك .
دانيل : ههههههه .. ولكن الأمر ليس بيدي .....
لورا : كلاود إبتعد عنه أن تخنقه .
رمى كلاود دانيل بخفة وأشاح بوجهه عنه .
دانيل : هل غضبت ؟
كلاود : لا .. أنظر إلى إبتسامتي .
ليخرج لسانه على دانيل .
دانيل : ههههههه أجل هذا واضح .
دعونا نترك هذه الأجواء المرحة ولنذهب لنرى ما يجري في الخارج بين
..........
كل من الكنيسة والحاكم :
عند الكنيسة :
إلتحم الجيشان ببعضهما البعض جنود الحاكم الذين يريدون حرق الكنيسة
وتدميرها وفي المقابل الجنود التابعين لها الذين كانوا يريدون حمايتها
بأي ثمن كان ... تناثرت الدماء وأمتلئت ساحة المعركة بالجثث .. لم
يكن أي من الطرفين يبدي الرغبة أو الإستعداد للهزيمة ... الفوز هو
ما كانوا يفكرون به ... الموت بالنسبة لهم أفضل من الهزيمة ومواجهة
أسيادهم .
لم تكن المنطقة المحيطة بالكنيسة بحال أفضل ... فقد كانت حالة الرعب
والخوف تسيطر على أجواء العامة ... لقد إختبأ الجميع بمنازلهم خوفاً من
ذلك الجيش الذي يرتدي زي جنود الحاكم ... مرت لحظات طويلة من
الصمت لم يقطعها إلا صوت هنري القائل :
هنري موجهاً كلامه للجنود : قوموا بأخذ أطفال هذه المدينة ... ومن يمانع
أن يسلم إبنه قوموا بقتله .
الأمير : إنتظر أوامر من هي هذه ؟
هنري بعد أن أخفض رأسه : أوامر الحاكم يا سيدي
لكي تعلن السيطرة على المنطقة يجب أن تجعل الجميع يستسلمون لك
وبأخذ أبنائهم ستجعلهم في صفك حتى لا تؤذيهم .. ومن ثم ..
الأمير بداخله : وما هو ذنبهم ؟ أو ذنب أسرهم هم لم يختاروا أن يكونوا في
المدينة التي تحكمها الكنيسة ... لقد بنيت منازلهم بها فحسب ... هذه قسوة
إلى متى ستستمر هذه المعركة ؟
هنري : سيدي بعد فترة من الزمن وعندما يتعلم الأطفال أن الحاكم هو
سيدهم ... سيسمح لهم بالعودة إلى منازلهم بشرط المجيء كل يوم لتدريب
ومن يتخلف سيتم قتله هو وأسرته .
الأمير بسخرية : حقاً ؟ كم هذا مطمئن .
هنري : أنا أنفذ الأوامر فقط يا سيدي .
أغمض عينيه بعدها وهو يستمع إلى صوت صراخ الأطفال وأسرهم .. تمنى
لو أنه قُتل أو مات بل لو أنه لم يولد أساساً ليسمع هذا الصوت .. وهو يدرك
تماماً بأن نصف الذنب يقع عليه هو ... قطع عليه تفكيره صوت أنين أحد
الأطفال ليفتح عينيه ويراه أمامه يضم نفسه وهو يأن دون أن يبكي أو أن
يصرخ طلباً للمساعدة من أحد والديه أو أخوته كما يفعل البقية الفضول
حمله على التقدم نحو ذلك الطفل بهدوء مما دب الرعب في قلب الصغير
الأمير : من هما والداك يا صغيري ؟
بقي ذلك الطفل ينظر له بخوف وقد بدأت دموعه بتجمع بعينيه .
الأمير : لا تخف. أراد الأمير أن يربت على شعر الصغير
إلا أن جاء صوت من أمامهم .. صوت غاضب يقول : " إبتعد عنه
وإياكم أن تظنوا أن هذه المدينة قد تصبح لكم ... هيا أخرجوا منها قبل أن
أقضي عليكم ."
الأمير بدهشة : م ... مستحيل .. كيف علموا ؟
هنري : سيدي الأمير .. لقد حان وقت القتال .. هذا الفتى في المقدمة هو
اليد اليمنى للبابا واسمه هو كلاريس لابد من أنه هو متوقع قدومنا إلى هنا .
الأمير : على رغم من صغر سنه ولكنه ذكي حقاً ... لا بأس سيكون خصمي
أنا .
ما إن رأى ذلك الطفل أن الأمير مشغول بالتحدث حتى هرب بإتجاه كلاريس
ليمسك بقدمه بقوة ... بينما وقف الأمير ليشاهد ما يحدث .
كلاريس بهدوء : هل أنت بخير أيها الصغير ؟
الطفل بسعادة : أجل سيدي .
كلاريس : جيد والآن عد إلى منزلك .
أومأ الطفل له بمعنى أجل .
بينما تقدم كلاريس حتى وقف في المنتصف لينادي بأعلى صوته :
كلاريس : من أُخذ ابنه منه ليأتي ويأخذه من هنا الآن .. ثم وجه
كلامه إلى الأمير : ولنرى من سيجرأ على منعكم .
إبتسم الأمير ومن ثم نظر لجنوده وهو يحرك يديه بمعنى لا تمنعوهم من
أخذهم .
خرج جميع الناس لأخذ أبنائهم وإعادتهم معهم إلى المنزل بسعادة وما إن
عاد الجميع إلى منازلهم حتى بدء الجنود بلإلتحام وقد بدء كلاريس بالهجوم
على الأمير .
الأمير بسخرية : ألا تظن أنك طفل أيضاً ويجدر بوالديك أن يأتيا
لحمايتك ؟
عقد كلاريس حاجبيه بغضب ليزيد من حدة هجومه بالسيف .
الأمير : هل غضبت ؟ ألا ترى حقاً أنك مجرد طفل ؟ ما هو عمرك ؟
كلاريس بغضب شديد : لا شأن لك يا هذا !
الأمير : حسناً .. حسناً , لا بأس لا تغضب .
كلاريس : سأقضي عليك .
الأمير : أجل صحيح لنرى هذا .
عاد كلاهما بعدها للهجوم بقوة حتى إستطاع كلاريس إصابة الأمير بكتفه .
هنري : تباً سيدي الأمير .
إتجه حينها هو وخمسة من جنود الحاكم إلى الأمير وبدء بعضهم بقتال
كلاريس .
الأمير بألم : توقفوا .. إنها معركتي أنا !
هنري : ولكن سيدي ....
الأمير : لن أناقشكم والآن هيا لنكمل يا كلاريس .
إبتسم كلاريس بسخرية ليبدء بالهجوم على الأمير مرة أخرى .
ولكن هذه المرة بدى على كلاريس الشرود في أثناء المعركة مما أتاح
فرصة أمام الأمير لإصابة ذراعه اليسرى وتمزيق ثيابه .
تراجع كلاريس وهو يضع يده اليمنى على جرحه بينما توقف الأمير عن
الهجوم عندما رأى تلك العلامة على جسد كلاريس :
الأمير : م .. مستحيل هذه العلامة تعني ...
كلاريس : أنني إما أن أقتل دانيل او أن أقتل فهذه العلامة ليست كاملة
فقد رسم الجزء الآخر منها على جسد دانيل ويعني أن واحد منا فقط سيبقى
على قيد الحياة ... وهذا يعني أنني لن أقتل الآن على يديك فأنا لن يكون
قاتلي إلا دانيل أو سيدي فقط .
الأمير : أنت أحمق ... لقد سمحت لهم بالتلاعب بك كما يرغبون .
كلاريس : أغلق فمك .. هل تنوي أن نعود للقتال أم أن تكمل ثرثرتك
هذه .
الأمير : أعتذر ولكنني لن أقاتل طفلاً صغيراً لم يتعدى 16 عشر من عمره
كلاريس : كيف عرفت عمري تماماً ؟
الأمير بإبتسامة : إنه سر والآن وداعاً ... ثم وجه كلامه للجنود : هيا سوف
ننسحب من هنا .
ليغادروا بعدها ... توجه كلاريس وجنوده إلى الكنيسة ليروا أن المعركة
لازالت مستمرة ولكن المصيبة هي أن جنود الحاكم قد أشعلوا النار بمبنى
الكنيسة .
كلاريس بداخله : لا .. سيء .. لقد أخفقت في حمايتها!
ليتقدم نحو جنود الحاكم ويبدء بقتالهم بضراوة ... وكيف لا وهو يعلم تماماً
أنه سيتلقى عقوبة قاسية على هذه الهزيمة .
وما إن إنتهت المعركة حيث قام جنود الكنيسة بالقضاء على كل جندي قاتلهم
إلا عشرة جنود إستطاعوا الهرب وقد كان آرثر واحد منهم ... أصيب
كلاريس بالعديد من الإصابات خلال هذه المعركة ولكنه كان يتوقع الأسوء
عند عودة سيده هذا المساء ... على الرغم من أنه أمر بترميم الكنيسة
ما إن إنتهت المعركة .
............
لنعد الآن إلى أصدقائنا :
كلاود : لقد إنتهت المعركة أخيراً .
دانيل : حقاً ؟
كلاود : لقد كانت أغرب معركة حدثت بينهم حتى هذه اللحظة .
دانيل بإهتمام : لماذا ؟
كلاود : لقد كان الأمير هو قائد هذه المهمة !
دانيل بدهشة : الأمير !!
جولييت : هل يضحي الحاكم بإبنه من أجل مصالحه الشخصية ؟
لورا : ياله من أحمق .
كلاود : خطته أيضاً كانت ذكية فقد قسم الجنود إلى قسمين أحدهما ذهب
لتدمير الكنيسة والآخر لإحتلال المدينة .
دانيل بإبتسامة : إنه ذكي حقاً .
كلاود : أجل لقد فعل هذا بدافع تشتيت جنود الكنسية وحتى لو نجحوا بالدفاع
عن الكنيسة فإن المنطقة التي بنيت عليها ستكون تحت سيطرة الحاكم مما
يعني تدمير الكنيسة بكلتا الحالتين !
فريدريك : علينا أن نخشى منه إذاً .
جين : والنتيجة هي ؟
كلاود : إنتظر لحظة يا جين .. وأنت فريدريك فمساعد البابا كان أشد ذكاءً
فقد توقع هذا ورسم خطة لمواجهة كلا الفريقين .
جوليان : جميل .. هذا يعني أنهم من إنتصر صحيح ؟
دانيل : ومن يكون مساعده ذاك ؟
كلاود : ممم حسنا إنه فتى في السادسة عشر من عمره إنه عبد للبابا
لقد أسره عندما كان طفلاً واسمه كلاريس .
بقي دانيل ينظر إلى كلاود بدهشة وهو يحدث نفسه : هل يعقل أن يكون
هو أخي أدريان ؟!
كلاود : دانيل .. دانيل .
دانيل : ماذا ؟
كلاود : ما بك ؟
دانيل : لا شيء أكمل أنا أستمع .
فريدريك : بل نحن نستمع هيا تحدث .
كلاود : حسنا لقد واجه كلاريس الأمير وقد كان هو المتحكم في هذا
القتال في البداية حيث قام بطعن الأمير في كتفه الأيسر ...
دانيل : سيء .
كلاود : ليس تماماً فبعد ذلك عاد الأمير بقوة أكبر ليطعن كلاريس بيده
اليسرى أيضاً .
دانيل في نفسه : تباً .
لورا : ومن ثم من إنتصر ؟
فريدريك : سأقضي عليك إن لم تتحدث .
كلاود : حسنا .. حسناً .. لقد إنسحب الأمير وجيشه من المدينة
ولكن الكنيسة قد تم حرقها وقد تحتاج إلى أسبوع أو إثنين حتى تتم إعادة
بنائها مجدداً .
جين : تعادل ؟
جولييت : يبدوا هذا .
جوليان : لا أظن أنهما يقبلان بالتعادل .
فريدريك : أنتي محقة .
دانيل : إذن علينا الإستعداد جيداً والبدء بتحصين مدينتا .
جين : وما هي علاقة مدينتنا يا دانيل ؟
دانيل : ألم أقل لكم إن إنشغل رجال الكنيسة بأمر ما فإن رجال الحاكم
سيجدون في ذلك فرصة لا تعوض في الهجوم علينا .
فريدريك : بلى أنت محق .
جوليان : علينا إذن أن نكون حذرين .
..............
دعونا نذهب إلى القصر الآن :
الحاكم : لم تنجحوا في إحتلال المدينة !
الأمير : لا يا سيدي .
الحاكم : فقط لو لم تكن أنت هو رئيس هذه المهمة .. لكنت قتلتك .
لم يعلق الأمير على كلام والده فهو يعلم تماماً أنه لم يكذب بما قاله .
الحاكم بإبتسامة : لكن لا بأس .. يمكننا الآن أن نلهوا قليلاً مع دانيل حتى
ينهوا تصليح كنيستهم تلك .
الأمير : وما هي فائدتك من اللهوا معه الآن ؟
الحاكم : لو أنه لازال تحت قبضتي لكان النصر حليفنا اليوم أنا واثق من هذا
الأمير : أتظن ذلك حقاً ؟
الحاكم : فقط لو أستطيع أن أعرف كيف تمكن من الهرب في ذلك الوقت
... لكن لا بأس ما حدث قد حدث والآن أنا سأعيده إلى تحت أمرتي .
الأمير : لقد أصبح عمره عشرون عاماً يا أبي أتظن أنه يمكنك أن تخضعه
لسيطرتك ؟
الحاكم : ومن قال لك أن هذه المهمة ستكون مهمتي أنا ؟
الأمير : إذن مهمة من ستكون ؟
الحاكم : دع الأمر لوقته الآن .. وأذهب أنت لتعالج جراحك
وخذ قسطاً من الراحة .
الأمير : أمرك أبي .
الحاكم : وأنتما أيضاً هيا إذهبا .
هنري & آرثر : أمرك سيدي .
الحاكم : مهلاً ... أتعلمان علي أن أكافأ المنتصر وأعاقب المنهزم ما
رأيكما ؟
توقف كلاهما في مكانه وكذلك الحال بالنسبة للأمير ليردف الحاكم قائلاً :
سيتم ترفيع رتبة آرثر .. أما بالنسبة لك أنت يا هنري فأنت أعلم بعقاب
من يهزم أو يفشل .
هنري : أمرك سيدي .
الأمير : مهلا لحظة ... أنا من قدت هذه العملية وأنا من أخفق .. لا يحق لك
عقابه هو على إخفاقي أنا .
الحاكم : وماذا سيقول الناس إن علموا أنني عاقبت ابني ومن ثم هنري .
هنري : أمرك سيدي .
الحاكم : هل تحب أن أأمرهم بجلدك أنت في الساحة العامة أم بجلد الأمير ؟
الخيار لك ... بكل حال أنا حقاً لا يهمني من .
هنري : لا سيدي بالطبع جلدي أنا .
الأمير بصراخ : هنري !
إبتسم هنري وهو ينحني ليذهب بعدها مع الجنود بينما أجبر الحاكم الأمير
بالذهاب إلى غرفته لعلاج جرحه ... وقد وضع له منوم ما في الشراب حتى
ينام ولا يزعجه عندما يبدء عقاب هنري !
...........
دعونا نعد إلى الكنيسة .. لا بل إلى قصر الحرس التابعين لها :
البابا بغضب وهو يمسك بشعر كلاريس الذي كان يجلس على ركبتيه :
كيف تجرأ على السماح لهم بتدمير الكنيسة أيها الأبله !؟
كلاريس بألم : آ .. آسف سيدي .
البابا : هل تظن أن إعتذارك مقبول ؟ أنت يا رئيس الحرس الجديد .
رئيس الحرس : أمرك سيدي .
البابا : تولى أمر عقابه .. أريده أن يعلم ما معنى أن يهزم .
رئيس الحرس : أمرك سيدي . ليشير بعده بيديه إلى بعض الجنود الذين
تقدموا من كلاريس وأخذوه إلى أسفل تلك القلعة حيث الزنازن المظلمة و
المخصصة لتعذيب ... فقد صممت بطريقة تمنع وصول أو خروج الصوت
منها .
.............
بعد مضي بضع ساعات مرت كالثواني على بعضهم ... وكدهرٍ كامل على
البعض الآخر بدئت الأمطار بالهطول بغزارة شديدة .
قي قلعة الحاكم :
الأمير وهو يمسح على شعر هنري : هل أنت بخير ؟
هنري بتعب : أ .. أجل سيدي .
الأمير : لماذا لم تقم بإختياري أنا ؟
هنري : م .. مستحيل .. أن أراك .. تتألم .. سيدي .
الأمير : تبا لك .
آرثر : لاداعي لكل هذا القلق يا سيدي فهنري سيكون بخير لا تقلق .
الأمير : ومن طلب منك التدخل ؟
آرثر بإبتسامة حزينة : سيدي شكرا جزيلاً لك .. ولكن لا داعي للقلق علينا
فنحن ..لقد إعتدنا على هذه المعاملة .
هنري بتأييد : أجل ومن ثم أنا سأكون قادرا على النهوض في الحال ... إن
رغبت بذلك .
دوروثي : لا لن تفعل والآن هيا تفضلوا الطعام وأنت يا آخي لنذهب قبل
أن يعلم أبي بأننا هنا .
الأمير : أجل أنتي محقة .. إلى اللقااء يا رفاق .
هنري & آرثر : إلى اللقاء .
هنري بإمتنان : شكرا لك سيدي ... شكرا لإنك تقف إلى جانبنا ولا تتركنا
نشعر بالوحدة .
.......
لنذهب الآن إلى قصر رجال الكنيسة ... تحديدا إلى تلك الغرفة التي تقبع في
الدور الثالث ... حيث خرج كلاريس من الحمام بعد أن أخذ حماماً دافئاً
لتنظيف جسده من الدماء ... وبدء يسير بإتجاه سريره بخطوات مثقلة
ومتعبة إلى أن وصل إليه .. جلس على حافته وهو يلتقط أنفاسه المرهقة
ويضع يده على قلبه ليستمع إلى دقاته السريعة وكأن هنالك سباقً يجري
بداخله .. لم يمضي الكثير من الوقت حتى غرق في بحر من الأفكار :
كلاريس : أنادي على والداي لإنقاذي ؟! ذلك الأمير الأحمق إنه لا يعلم
أجل لا يعلم أي شيء ... أنا حتى لا أعرف من يكون والداي وهل هما
على قيد الحياة أم لا ؟ ... الكنيسة لا يتخذون الأشخاص عبيدا لهم إلا في
حالة واحدة وهي إن تم إهداء الطفل إليهم ! أما البقية فيجبرونهم على
الخضوع لتدريبات الجيش ويضمهم إليه على الرغم من قدرتهم على العودة
إلى منازلهم بعد إنتهاء المعركة والجلوس مع أسرهم ... أما أنا .
دعونا نعد معه قليلا إلى الماضي :
لقد كان هنالك ما يقارب ال 90 طفلا يتدربون في قاعة كبيرة جداً .. ولكن
على ما يبدوا فإن كلاريس كان أصغر هؤلاء الأطفال فقد كان في السادسة
من عمره ... لقد كان التدريب صعبا للغاية ومرهقا أيضاً لاسيما أنهم
يتدربون منذ خمسة ساعات ... لقد كانوا عطشى .. متعبين ولكن فجأة بدء
أهالي هؤلاء الأطفال بالقدوم وأخذهم واحد تلو الآخر حتى لم يبقى فيها إلا
هو فقط .. بقي يحدق بذلك الباب الذي خرج منه البقية وهو يتمنى قدوم
أحدهم لإصطحابه ... كان يعلم تماماً أنها مجرد أمنية ولن تتحقق لو مهما
حدث ولكن .. يحق له أن يحلم .قطع حبل أفكاره آنذاك صوت سيده الذي
يقول له : هيا يا كلاريس أكمل التدريب .
نظر كلاريس إليه بأسى ليخفض رأسه ويعود لإكمال ذلك التدريب وحده
من غير أن يهتم أحد إن كان متعباً أو جائعاً أو حتى إن كان يرغب بشرب
المياه ... المهم فقط هو أن يتدرب .
إستيقظ صديقنا وقد رسم إبتسامة سخرية على نفسه ولاسيما عندما تذكر
كيف هب الجنود لحماية الأمير عند إصابته ... وكيف أنه لم يبالي أحد به
هو ... هكذا هي الحال دائما ولن تتغير ... متى سوف يأتي ذلك اليوم الذي
يموت به ؟ ..إنه حقاً لم يعد يتمنى أي شيء سوى الموت !
لينام بعدها بعمق جراء تلك المعركة والعقوبة التي تلقاها بسبب إحراق
الكنيسة .
في صباح اليوم التالي :
إستيقظ كلاريس على صوت سيده الصارخ :
أتظن أنك هنا لنوم هيا إنهض وأذهب لجمع الضرائب من الناس
هيا تحرك .
كلاريس بالقليل من التعب : أمرك سيدي .
لينهض بعدها وهو لا يزال يفكر في حاله .. فهو حتى لا يسمع كلمة شكر
عندما ينتصر ولكن ما إن يهزم حتى تحل عليه عقوبة قاسية فهم يقومون
بجلده وحرمانه من الماء لمدة يوم كامل والطعام لمدة ثلاثة أيام وبالرغم من
هذه العقوبة إلا أن المهام توجه له وإن أخفق بها فلن تكون النتيجة جيدة أبداً .
خرج من الحمام بعد أن إستحم وأرتدى ثيابه المعتادة التي يوجد عليها شعار
الكنيسة ولكن قبل خروجه حمل معه قلادة ما كانت مقسومة إلى نصفين
لطالما حاول أن يتذكر من أين حصل عليها وأين هو نصفها الثاني ولكنه
لم يستطع معرفة ذلك ... لطالما آمن أن الجزء الآخر سيكون موجوداً
مع الإنسان الذي سيحرره من هذا الظلام الدامس الذي يعيش فيه الآن