عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree920Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 8 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #201  
قديم 10-17-2013, 01:47 PM
 
بالإنتظار
رد مع اقتباس
  #202  
قديم 10-17-2013, 04:04 PM
 
مرحبا وينك؟؟ زمان عنك؟؟
المهمز
آسفة ما كنت أرد على البارتات الأخيرات لأن النت كان مقطوع بس قرأتهم و مستناية اتنزلي البارت التاني
__________________
//

روايتي:~

الفتى الوسيم {Pretty Boy}


رد مع اقتباس
  #203  
قديم 10-18-2013, 04:07 PM
 
.












.



الفصل العاشر :

بدون مدخل لهاد الفصل خير3






بداية الفصل العاشر :

في صباح اليوم التالي :

فتح أدريان عينيه ببطء ليجد نفسه في زنزانة ما بعد أن مرت على ذاكرته أحداث الأمس .. ليبتسم بسخرية على حاله .. إلا أنه سرعان ما إنتبه إلى شخص ما موجود معه في الزنزانة ذاتها كان يحدق به بنظرة غريبة جعلته يتوتر .. عينيه الحادة باللون البُني المحروق .. وشعره الأبيض الذي تخللته بعض الخصل البُنية .. لديه بشرة بيضاء إلا أن وجهه كان شاحب اللون وربما يكون هذا بسبب المعاملة التي تلقاها في هذا المكان .. أبعد أدريان عينيه عن رفيقه في المكان وقد وضع يده على إحدى جروحه التي أُصيب بها جراء عقاب الليلة الماضية .. بقي الصمت هو سيد المكان إلا أن تحدث ذلك الرجل بصوته الحاد الذي يتماشى تماماً مع نظرته الحادة التي كان يرمق أدريان بها .

السجين بحدة : هذه الثياب تعني أنك منهم صحيح ؟

أدريان بتردد : أجل .. أحد جنودهم .

السجين بسخرية : جنودهم ؟! وبهذه الحالة .

أدريان وهو يشيح بوجهه عنه : لقد قمت بمساعدة أحد جنود الحاكم ليلة أمس وساعدته على الهرب .

السجين : إذن أنت قمت بخيانتهم ؟

أدريان بحدة : لا .. لستُ خائناً يا هذا .. ولكن جنود الحاكم كانوا على وشك قتله وهو شخص واحد فقط .. لذلك كان لابد من مساعدته .. لقد كان جريحاً


السجين بسخرية مرة أخرى : يالك من شهم .

شد أدريان على قبضة يده قبل أن ينطق ذلك السجين مجدداً : أنت هل تنوي أن تقوم بضربي مثلاً ؟؟

أدريان : أنا لا أرفع يدي على من هم أكبر سناً .. إلا إذا رفع سلاحه نحوي


السجين : حسناً .. أعتذر ولكني لا أقتنع بوجود شخص مثلك برفقة ذلك الأحمق .

أدريان :لا يهمني ذلك .. ومن فضلك لا تبدأ بالتحدث عن سيدي الآن يكفيني ذلك الأمير الأبله ودانيل أيضاً .. (وبصوت منخفض وكأنه يحدث نفسه ): هل سيأتي دانيل إلى الحفل .. لقد كانت إصابته سيئة ليلة أمس .. هل الحاكم هو من أمر بقتله ؟ ولكن .. أعني لقد كان جنوده يبحثون عنه وقد أعلنوا عن جائزة لمن يحضر لهم أولئك الرجال أحياء أو أموات .. أيعني ذلك أنهم مجرد خائنون ؟

ليتنهد بعدها وهو يسند رأسه للخلف بينما قلت حدة نظرات الرجل حتى بانت ملامح وجهه أكثر لطفاً بإبتسامة صغيرة رُسمت على محياه بهدوء .

السجين بهدوء : أأنت أدريان ؟

رفع أدريان رأسه وهو ينظر لرجل بحيرة قبل أن يومأ برأسه بمعنى أجل .

السجين : ومن كان ذلك الشخص الذي أنقذته ؟

أدريان : من أنت ؟؟ أعني يبدوا أنك تعلم الكثير .

السجين : ثق بي لا ترغب في ان تعلم أيها الصغير .

أدريان بغضب : لستُ صغيراً .. توقفوا عن نعتي بهذه الصفة .

السجين بإبتسامة مستمتعة : ولماذا لا ؟ ألست صغيرا في السن .

أدريان بغيظ : لا .. لستُ كذلك .

السجين بجدية مفاجأة : إستمع لي يا أدريان إنها مجرد نصيحة .. لا تستمع لسيدك المزعوم كثيراً فهو كاذب فحسب .. أتفهم ؟ .. لم يكن والداك من حراسه بل كانوا جنوداً للحاكم .. هم وكل أسرتك .

أدريان بإنزعاج : أتوسل إليك سيدي لا تبدء بإزعاجي بمثل هذه الأمور .. إن لم يكن لديك أي دليل فلا تتحدث .

السجين بحدة : وهل أعطاك سيدك الأدلة ؟؟ كل ما فعله هو أنه أخبرك ببعض القصص الكاذبة .. وأنت صدقتها كالأبله .

أدريان بغضب وهو يقف : لا شأن لك .. ولا شأن لأي شخص آخر .. ومن ثم يوجد جاكوب .. وأيضاً ...

السجين وهو يقف أيضاً : جاكوب !! لا تقل لي بأنك تعتبره أخاك أيضاً .

أدريان : لكنه كذلك بالفعل .

السجين بحنق : أأنت ابله ؟ أقسم أنني أرغب بصفعك حتى تصحوا من سباتك .

أدريان وهو يشيح بوجهه عنه : أصمت فحسب .. لا علاقة لأي أحد بي .. أتعلم أنا لقد قررت .. إن إكتشفت أن سيدي مجرد كاذب وأن أسرتي الحقيقية كانت تعلم من أكون .. وأن أحدهم يراقبني من بعيد دون أن يخبرني بالحقيقة .. فأنا أقسم أنني سأكون عدواً له فحسب .

السجين من بين أسنانه : ماللذي تقوله يا أبله ؟

أدريان وهو على وشك البكاء : لقد عشت حياتي بأكملها لوحدي .. أمضيت طفولتي في إحدى الزنزانات المظلمة .. في أسفل هذا المبنى ليست كهذه بل أسوء بمئة مرة لم تكن أشعة الشمس تدخلها ولا حتى شمعة واحدة لتضيء المكان .. فقط يخرجني للتدريب أرى كل الأطفال وأسرهم تأتي لأخذهم .. وأنا الوحيد الذي يبقى في ساحة التدريب إلى أن يبدأ جسدي بالنزيف .. والوحيد الذي يعاقب بقسوة شديدة لإنه لا أحد سيأتي ويطلب منهم أن لا يكرروها .. وفي النهاية يعيدني إلى تلك الزنزانة لأتألم بها لوحدي تماماً .. وفوق كل هذا أكتشف لاحقاً أن أسرتي الحقيقية تتناسى أمري .. أو ربما يقومون بإعطائي المزيداً من الألغاز فقط كي يزيدوا عذابي ومن ثم أسامحهم


السجين بهدوء مفاجأ : ولكن .. لكل شخص أسبابه أليس كذلك ؟

أدريان وهو يجلس : أي سبب سيدفعهم لتخلي عني ؟؟ بالنسبة لي لن أصدق أي أنسان سوى سيدي فرناندو .. لا يهمني ما سيفعله بي .. هذا هو قراري النهائي .

السجين وهو يحاول أن لا يغضب مجدداً : أهذا ما إستنتجته من هذه المحادثة ؟

أدريان بإبتسامة : اجل .. شكرا لك لقد ساعدتني على إتخاذ قراري النهائي بدلاً من التردد اللذي أعيشه .

قام السجين بضم يده قبل أن يستلقي على السرير ويغطي وجهه بالغطاء .

.............



لم تمضِ عدة دقائق حتى دخل كُل من فرناندو وجاكوب إلى الزنزانة :

جاكوب بسخرية : إذن هل أنت بخير الآن ؟

أدريان : أجل بخير .

فرناندو : جيد أي أنك قادر على حضور الحفل الليلة .

ادريان : أجل سيدي .

فرناندو : أتسائل إن كان دانيل قادرا على ذلك .. فهو في النهاية قد أصيب اصابة بالغة كما أخبرتني أمس .

أدريان : أجل سيدي .. ولكنني لا أظن أن هذا سيمنعه من القدوم .

جاكوب : ومن يهتم به .. هيا لنغادر هذا المكان فحسب .. فبعض الموجودين هنا يثيرون في نفسي الإشمئزاز .

السجين بسخرية أكبر : أرجوك غادر إذا .. فأنت ستجعل حتى الفئران تهرب من هنا .

جاكوب : هذه حسنة ما صحيح .

السجين : إن كنت سأخير بين رؤية وجهك والجلوس مع الفئران .. فالفئران هي الفائزة بالطبع .

جاكوب بغضب شديد : أنت أيها العجوز الخرف .

السجين : سيدك هذا أكبر مني بخمسة سنوات .. أيعني هذا أنه خرف ؟؟

جاكوب : أقسم أنني سأقضي عليك .

تقدم جاكوب منه وهو يرغب بركله على معدته إلا أن السجين إستطاع أن يتفادى تلك الضربة بسهولة شديدة وهو يرسم إبتسامة سخرية على شفتيه .

السجين : يبدوا أن هذا العجوز الخرف قادر على هزيمتك .

أراد جاكوب أن يكرر هجومه مرة أخرى إلا أن فرناندو أوقفه بكلامه :

فرناندو : دعنا منه الآن جاكوب .. أعدك لن يستطيع النوم هذه الليلة من الألم الذي سيحل به .. ويمكنك حينها القدوم ورأيته يتألم كما تشاء .

جاكوب : أمرك سيدي .. بالطبع سأفعل .

غادر كُل من جاكوب وفرناندو ومعهم أدريان الزنزانة وقد بقي ذلك السجين لوحده مرة أخرى .. داخل زنزانته .


...................



في قصر الحاكم :

جاك : هل الجميع مستعد ؟

آرثر : أجل سيدي كُل شيء على ما يرام .

هنري : الحراسة و الطعام والزينة كل شيء بخير .

جاك : جيد .

لويس بملل : لماذا علي أن أرتدي الزي الرسمي لولي العهد .

دانيل بسخرية : لإنك ولي العهد .

لويس : كم أنت مزعج .. يفترض بك أن تكون ميتاً الآن .

دانيل بدراما مصطنعة : وأترك سيدي الأمير وحده أمام غدر هذا الزمن .. لا يمكن أن أكون سيئاً لهذه الدرجة .

دورثي بسخرية : من فضلك وكأنك مفيد في شيء ما سوى السخرية .

دانيل : حقاً ؟ فقط لعلمك يا آنستي فأنا أفضل وأقوى جندي قد تعرفينه في حياتك كلها .. عليكي أن تكوني فخورة بأنني أعمل هنا في القصر .

دورثي : أنت من يجب عليه أن يكون ممتناً لبقائك هنا .

دانيل بغرور : ألا تعلمين يا أنستي أنكم قمتم بتجهيز جيش كاامل فقط من أجل إحضاري إلى هنا .

دورثي بغيظ : هذا يعني أنك هزمت سيد أبله .

دانيل بإنزعاج : لا بل انتم من هددني بصديقي .. ومن ثم أنا لم أشأ أن أقضي على كل ذلك الجيش حتى لا تتم إصابتي بالعين .

جاك : حقاً ؟ والدليل هو ما حدث ليلة أمس .. إن كنت قد نسيت فهم قاموا بضربك بأقدامهم !

دانيل بإحراج : لقد كانوا مجرد خونة .. بكل حال الحق علي أنني إتبعت التعليمات .

لويس : إحفظ ماء وجهك وإنسحب من هذه المحادثة دانيل .

دانيل بإنزعاج شديد : أنا متعب سأذهب للنوم .

إليزابيث : إلى أين يا هذا .. لقد قلت أنك بخير صحيح ؟ هيا إذهب وساعد العمال في الخارج .

دانيل : أأنتي جادة يا بدينة ؟؟

إليزابيث بغضب شديد وهي تمسكه من ياقته : أعد ما قلته أيها التافه ؟

دانيل بسخرية لاذعة : واااو .. بالرغم من وزنك فأنتي تمتلكين رشاقة كبيرة .. لقد أصبحتي أمامي .

جاك بغضب : داااااااانيييل .. أقسم بأنه بعد إنتهاء هذه الحفلة سأجعلك تتعلم إحترام من هم أكبر منك .

دانيل : أكبر مني منصباً أم عمراً سيدي الحاكم ؟

جاك : كلاهما .. عليك معرفة موقعك جيداً .

دانيل بتهكم: ولماذا التأجيل أأمرهم بعقابي الآن .. وأخبر ضيفك بأنني أصبت في مهمة ما .. أو أخبرهم بأنني خالفت أوامرك فقمت بعقابي .

جاك : وكأن هذا الأمر في يدك .

..................



بعد عدة ساعات .. بدء الناس بالقدوم من كل أنحاء المملكة .. ومن الممالك المجاورة .. وقف الملك بجوار بعض الملوك الآخرين وهم يتحدثون بينما جلس لويس مع القليل من أولياء العهد .. أما دانيل وآرثر وهنري فقد كانوا يسيرون هنا وهناك لتفقد الأمور في الحفل .

بعد مدة قصيرة من ذلك :

جاك بحدة : سيد هونسون قم بربط ربطة العنق بطريقة جيدة .

دانيل بإنزعاج : أمرك سيدي .. هل من أمر آخر ؟

جاك : أجل .. ألا تستطيع السير بطريقة جيدة ؟؟ أنت في حفلة ملكية حتى لو كنت خادماً هنا عليك أن تتعلم كيف تتصرف بلباقة .

دانيل : أمرك سيدي .

جاك : جيد .. إذهب وأحضر القليل من العصير لنا .

دانيل وهو ينحني : أمرك سيدي .

جاك بإنزعاج : هذه ليست الطريقة الصحيحة للإنحناء .. هل علي أن أعلمك كل شيء ؟؟؟

فرناندو : ألا ترى أنك تزعجه جاك ؟ دعه كما يشاء .. فهو مجرد خادم في النهاية .

جاك بإنزعاج أكبر : أجل أعلم ذلك .. ولكنني أفضل أن يكون كل شيء مثالي هنا .. بكل حال لماذا تأخرت بالقدوم ؟؟ لقد كنت قد بدأت أقلق عليك .

فرناندو وهو ينحني : أعتذر عن إثارة قلقلك ولكن لقد إضطررت لذلك .

دانيل بإنزعاج : رائع .. ممثلين رائعين .. أعطيكما عشرة على عشرة .

جاك وفرناندو : أغلق فمك وإلا !!

دانيل بتردد : وكأنه لا ينقصني سيدي جاك حتى يأتي هذا أيضاً .. حسنا أنا ذاهب .. أنت تعال إلى هنا ..

الخادم : أمرك سيدي .

دانيل : أحضر لهم العصير .

جاك : لقد أمرتك أنت بذلك .

دانيل : أنا هو أحد الحراس لا الخدم يا سيدي .. ومن ثم علي أن أستعد لعقاب الليلة.

ذهب دانيل للجلوس على إحدى الطاولات بسبب ذلك التعب الذي هاجمه فجأة .. فهو شعر لوهلة أن كل جروحه قد فُتحت مجدداً .

آرثر بقلق : هل أنت بخير ؟؟

دانيل بإبتسامة : أجل لا تقلق شكراً لإهتمامك .

آرثر : ربما من الأفضل لك الإعتذار والذهاب للراحة .

دانيل : لا .. لا يهم .

إليزابيث : أنت .. تعال إلى هنا .

دانيل بملل : هل علي أن أجيبها ؟؟

آرثر : أأنت أبله سوف تندم إن لم تجبها .. يكفي ما حدث قبل الحفل .

دانيل : حسناً سأفعل .

نهض دانيل من مكانه وتوجه نحوها لينحني بإحترام وهو يقول :

دانيل : أمرك سيدتي .. أنا تحت أمرك .

إليزابيث : إذهب وأحضر لي مشروباً آخر .

دانيل : أمرك سيدتي (وبداخله ): " أقسم بأنني حارس لا خادم .. ربما يكون من الافضل لي تبديل زيي الرسمي فحسب وأرتدي زي الخدم "

..................



في مكان آخر :

أدريان بغضب : قلت أنني لستُ طفلاً .

لويس : ولكنك مجرد طفل .. هيا كم يبلغ طولك ؟

أدريان : لا علاقة للأمر بالطول .

لويس : حسناً ولكن نبرة صوتك تشبه نبرة صوت الفتاة .

أدريان بغضب شديد وهو يضرب الطاولة بيديه : أغلق فمك .. أنت أيها الأمير عديم الفائدة المدلل .

لويس : وااو وتغضب بسرعة أيضاً .. كم انت لطيف .

اشاح أدريان بوجهه وهو يهم بالمغادرة إلا أن يد لويس أوقفته .

لويس : هيا لا تغضب أنا أمزح فقط .

أدريان : هذا لا يهمني .. علي الذهاب عن إذنك سيدي .

لويس : هل ناديتني سيدي للتو ؟

أدريان : ألست ولي العهد ؟؟ يجب علي فعل ذلك اليوم .

لويس : ولكنك كنت تهينني قبل قليل .. أعني لقد قلت لي مدلل وعديم الفائدة .. بما أنني سيدك اليوم .. يعني أنه يمكنني عقابك أيضاً صحيح ؟

دانيل من خلف لويس : حقاً ؟؟ هيا أريني كيف ستفعل ذلك يا سيدي .

كان صوت دانيل أقرب إلى تهديد منه إلى الهدوء .

لويس بتوتر : لقد كنت أمزح .. أنوي إخافته قليلاً كم أنت مزعج يا دانيل .

دانيل : ولماذا تزعجه ؟ يكفيه أنه يقضي يومه بوجه فرناندو وجاكوب .. أخشى أنه أصيب بمرضٍ نفسي .

أدريان : لا تتحدث عن سيدي أو اخي بسوء .

دانيل بملل : أجل .. أجل .. سيدك الرائع وشقيقك المغفل الذي أود لكمه في وسط وجهه ذاك !

أدريان بحدة : لا شأن لك انت بهما .. فأنا قررت أنني سأصدقهما حتى لو ثبت لي أنهما مجرد كاذبان .

دانيل : ولماذا هذا القرار الأبله ؟

أدريان : لإن لا احد يستحق أن أخون من عشت بكنفه لأجله .. حتى لو كان أحداً كان مقرباً مني للغاية في الماضي .

دانيل بإنزعاج شديد : حسناً ما رأيك لو أغلقت فمك الآن .. وكأنه لا يكفيني والد هذا الأبله .. وعمته .. حتى تأتي أنت وقراراتك الغبية هذه .

جاكوب : مرحبا جميعاً .

دانيل بتنهد : والآن إكتمل الأمر .. حسناً وداعاً البقاء مع ذلك العجوز أفضل


لويس بتهكم : أنظروا من هنا .. الأبله ذو الرداء الأسود .

جاكوب : سمو الأمير ألا ترى معي أنك تحاول إفتعال مشكلة .

لويس : وحتى لو كنت البادئ فأنا هو سمو الأمير كما قلت مسبقاً .. لا يمكنك الإعتراض وإلا سوف يتم معاقبتك .

دانيل بإعجاب : سمو الأمير أقسم أنني مستعد لإعطائك حياتي الآن .

جاكوب بإنزعاج : لماذا لا تغلق فمك انت ؟؟

دانيل وهو يتنهد : تباً إنهم قادمون إلى هنا .. سمو الأمير هلا جعلتني أختبئ خلفك من فضلك ؟

لويس بحيرة : ل .. لماذا ؟؟

أدريان بسخرية : لا تقل لي أنك تخشى سيدك .

دانيل بسخرية أكبر : أنظروا من يتحدث هنا !! أنت آخر من يتحدث عن ذلك يا أبله

جاكوب : مع الأسف أنا مع دانيل الآن .

دانيل بإشمئزاز : لقد غيرت رأيي .. والآن من يهتم بكم أساساً ذلك الخرف سيأتي .

جاك بحدة : عمن تتحدث ؟

دانيل بإحترام مفاجأ : على جاكوب يا سيدي .

جاكوب وهو يقطب حاجبيه : ماذا ؟؟ ( بتفكير ): ولكنني هنا منذ البداية ( بمكر ) :أيعقل أنك كنت تعني سيادة الحاكم يا دانيل ؟

دانيل بغضب مكتوم : بالطبع لا .. فسيدي الحاكم لازال بأكمل قواه العقلية .. على عكسك أنت .

جاك : ومن يهتم بك الآن ؟ .. لويس تعال إلى هنا .. أريدك بموضوع ما .

لويس بإحترام : أمرك سيدي .

جاك : دانيل تعال أنت أيضاً .

دانيل بحقد : أمرك سيدي .

جاك : آرثر وهنري أريد منكما أن تحضرا للعشاء .. هيا .

آرثر وهنري : أمرك سيدي .

جاكوب بإحترام : هل أقوم بمساعدتهم سيدي ؟

جاك بطرف عينيه : لا داعي لذلك .. شكرا لك .

جاكوب : لا أنا مصر على المساعدة .. لا تقلق فأنا وأدريان نجيد ذلك صحيح ؟

أدريان وهو ينهض : أ .. أجل .

فرناندو : دعهم يقدمون يد العون .. لا تقلق إنه مجرد يوم واحد فقط .

جاك بتنهد : حسناً لا بأس .

.................



في قصر أصدقائنا :

فريدريك : هذا ممل .. لماذا لم نقبل بالعمل كحراس هناك ؟

جين بغضب شديد : هل أنت أبله ؟؟ ألا يكفي أننا قمنا بمساعدتهم في ترتيبات الإحتفال .

كلاود : لقد كان العمل مسلياً .. ولكن لا .. لا يمكننا تكرار الأمر كثيراً فنحن لسنا مع الحاكم .

جولييت : أنت محق .. ولكن ألا يبدوا الأمر وكأن دانيل يتفق جيداً مع الحاكم .. وكأنهما صديقان ربما .

كلاود : أرى أنه متفق تماماً مع الأمير لويس .. حسناً الأمير قام بمساعدته على الفرار من القلعة قبل عدة أعوام ولكن ... مع الحاكم أنا لم ألاحظ ذلك .

فريدريك : لا يمكن تسمية الأمر إتفاقاً ولكن .. أجل دانيل يتصرف بكل أريحية مع الحاكم .. المزاح و إزعاجه . .. وما يحيرني حقاً هو أن الحاكم لازال صامتاً دون أن يحاول إيذائه .

جوليان : ما معنى هذا إذن ؟

جين : من يعلم .. ولكن أخشى أنه سينفجر فجأة .

لورا : هذا الوصف أقرب لك منه ... فأنا أرى أن الحاكم رجل يظهر مشاعره بسرعة أي أنه إن غضب فهو سيقضي عليه بلا تفكير .

جوليان : أنتي محقة .. هو ليس من النوع الذي يكتم غضبه ثم يظهره فجأة .. بل يقوم بعقاب الشخص عند وقوع الغلطة .

لورا : هنالك العديد من الألغاز تدور حول القصر .

كلاود : وهي لا تعجبني بالمناسبة .. ماذا لو كان جاك .. ينوي قتل دانيل .. ربما هو فقط ينوي إستغلاله لمهمة ما ثم التخلص منه .

فريدريك : أتظن أن دانيل ابله إلى هذه الدرجة ؟؟

جوليان : ربما من يعلم .

فريدريك : لقد نسينا أن نسأل دانيل عن أدريان ذاك .. بسبب شجار جين وجوليان وظهور آرثر وهنري .

جين : لقد دخل إلى غرفتك وتحدث إليك لماذا لم تسأله ؟؟ لا تلم أناس آخرين .

فريدريك : لقد سألته ولكنه لم يقل إلا ان أدريان شخص عزيز عليه .

كلاود : إذن فإن قابلنا أدريان نحن لن نقوم بإيذائه .

جين : أتمزحون معي ؟؟ بالنسبة لي سأقوم بقتله .

جولييت : هل أنت أحمق ؟؟ سيقضي دانيل عليك إن فعلت ذلك .. ألم تره عندما قام بإصابته بالخطأ .. لم تكن إصابة خطرة وبالرغم من ذلك بقي يلوم نفسه لأيام .

لورا بمكر : دعونا من هذا الآن .. هي جوليان ماذا حدث مع كارل ؟

الفتيان : من هو كارل ؟

جوليان بإحراج : تباً لكِ لورا .. كم أنتي مزعجة !

جولييت : إنها محقة .. لقد طلبت منا أن نبقي الأمر سراً .

كلاود : من هو كارل ؟؟ هل هو صديقك المقرب ؟؟

فريدريك : لماذا لم تخبرينا عنه ؟؟ هيا نريد أن نقابله .

جوليان : لا .. ليس كذلك .. كل ما في الأمر أنه يزعجني دائماً فهو يطلب مني الخروج معه ... ولكنني أرفض ذلك دائماً .. ول .. ولكن ...

كلاود بمكر : والآن هل وقعتي في حبه إذن ؟؟

فريدريك : متى سيكون حفل الزفاف ؟

جوليان بغضب شديد : أغلقوا أفواهكم .. لا شأن لأحد .. ولا تقلق فريد ستعلم بذلك عندما نقرر .

فريدريك بتصفير : هذا يعني أنكِ وافقتي عليه ... ماذا قررتما تسمية الطفل الأول ؟

أمسكت جوليان كوب من الماء البارد وألقته بوجهه .

لورا : ههههههه تستحق ذلك يا أبله .

جولييت : لم يحدث شيء فموعدها الأول مع كارل هذه الليلة .

كلاود : كم الأمر رائع .. هل نقوم بمرافقتك ؟؟

جوليان : لا .

فريدريك : كيف نرافقها يا أبله ؟؟ ماذا لو رغبا بأن يقبلا بعضهما .

جوليان : قضي عليكما هذا نهائي .

فريدريك : لا مهلاً أنا لا شأن لي .

كلاود : ماذا تعني بلا شأن لك ؟؟ أنا سأذهب للنوم .

فريدريك وكلاود : تصبحون على خير .

الفتيات : ههههههههههههههههه

جولييت : هيا تعالي سنقوم بجعلك تستعدين للموعد .

جوليان : لا داعي لذلك .

لورا : ماذا تعنين بكلمة لا داعي لذلك .. هيا تحركي .. تتحدثين وكأنني أخذت إذنك

جولييت : عن إذنك جين .

رفع جين رأسه ولكنه ثبت نظره على جوليان التي شعرت بالإرتباك بسبب تلك النظرات الحارقة التي كان يرمقها بها .

جين وهو ينهض وبصوت جاف : أجل لا عليكي .. بكل حال سأذهب للنوم أيضاً .


..................



في الحفل :

جاك : أتفهمان هذا جيداً ؟؟

لويس : أمرك أبي .. أقسم لك أنني لن أكرر ذلك .. أيمكنني الذهاب الآن ؟؟

جاك : أجل إذهب .

دانيل بملل : وماذا عني أنا ؟؟

جاك : أنت عليك أن تحسن من طريقة كلامك أيضاً دانيل .. ليس عليك أن تتصرف مع الجميع بعفوية أتفهم ؟؟ أعلم أنك أذكى من التصرف بهذه الطريقة .

دانيل : أمرك سيدي .. لن أكرر ذلك مجدداً .

جاك : أتمنى ذلك ولكن هذا لن ينجيك من عقاب هذه الليلة .

دانيل بإبتسامة : أعلم ذلك سيدي .. والآن عن إذنك .

جاك وهو يتنهد : هذا الفتى سيفقدني عقلي أقسم بذلك .

حاكم بريطانيا : سيد جاك ...

جاك بإبتسامة مجاملة : أهلاً بك .. أعتذر على تركك قبل قليل .

حاكم بريطانيا : لا عليك .. بكل حال شكراً جزيلا على هذه الحفلة اللطيفة .. وأعتذر على إزعاجك .

جاك : لا عليك يا جورج .. لقد سعدت بإختيارك لقصري .

جورج : لدى إبنك ذوق جيد في النساء .

نظر جاك إلى لويس الذي كان يرقص برفقة إيزابيلا في منتصف القاعة .

جاك بإبتسامة طفيفة : أجل أنت محق .

جورج : إذن متى ستعلن إرتباطهما ؟؟

جاك : لازال الوقت مبكراً .

جورج : أتعني أنهما في البداية فقط ؟

جاك : أجل .

جورج : وماذا عن الأميرة ؟؟ ألم تقرر بعد بشأن إرتباطها بإبني الأصغر ؟

جاك : لا ليس بعد .. فأنا أرى أن دورثي لازالت طفلة .

جورج : انت مخطئ .. من يعلم قد تقع في حُب خادم أو حارس ما في النهاية وتجلب العار لكل الأسرة الحاكمة .. ثق بي لقد كادت أختي تفعل ذلك لولا أن أبي قد أمسك بها .. ولذلك قُمت بتزويج ابنتي عندما بلغت السادسة عشرة .

جاك : أعطيني المزيد من الوقت أرغب بالتفكير في الأمر .

جورج : لا بأس كما تشاء .

................




في مكان آخر بالقاعة :

دورثي بقليل من الإنزعاج : شكرا لك سيدي على هذه الرقصة الجميلة .

الشاب بإبتسامة : لا داعي للشكر لقد كنت سعيداً بموافقتك .. أرجوكِ هلا رافقتني لبقية هذه الليلة .

دورثي : أنا .. أعني لا ..

الشاب وهو يقبل يدها : أرجوكِ آنستي ... دعينا نجلس في مكان ما ..

دورثي بإحراج : حسناً لا بأس .

الشاب : أنا إسمي ماركوس .. وأنا هو الأمير الثاني لبريطانيا .

دورثي : أي أن حفلة اليوم مقامة على شرف شقيقك الاكبر .

ماركوس : أجل يا آنسة ..

دورثي : أنا إسمي دورثي .. أميرة فرنسا .

ماركوس وهو ينحني بلباقة : تشرفت بمعرفتك .

دورثي : إلى أين نسير ؟

ماركوس : إلى حديقة القصر .

دورثي : حسنا كما تشاء .. ولكن ... لوحدنا ؟

ماركوس بقليل من الغيظ : وماذا في ذلك ؟

دورثي بتوتر : لا شيء ولكن ...

دانيل من خلفهما : آنستي الأميرة .. سيدي الأمير يريدك الآن في أمر ضروري .

دورثي : آه .. ح .. حسناً ... عن إذنك سيدي الأمير .

ماركوس بنظرات حاقدة تجاه دانيل : لا بأس يا آنسة .. سنلتقي مرة أخرى مؤكد .

دورثي وهي تتنفس الصعداء: شكرا لك دانيل .

دانيل بحيرة : لماذا ؟؟

دورثي : لا شيء مهم .. والآن أين لويس ؟

دانيل : يجلس هناك مع الآنسة إيزابيلا .

دورثي بإبتسامة : شكرا لك .

دانيل وهو ينحني : لا داعي للشكر يا آنسة .

....................



في مطبخ القصر :

جاكوب : ألا تعلم ؟؟

آرثر بغضب : لا .. من فضلك لا تتدخل فيما لا يعنيك ؟

جاكوب : لقد أُمرت أن أقوم بمساعدتكما .

هنري : تماماً مساعدتنا لا إزعاجنا .

جاكوب بشر : هي أنتما لا تدعاني أغضب حقاً .

آرثر : أهذا تهديد ما ؟

جاكوب : أجل تهديد ما .. سأقضي عليك وعلى هذا الأبله أيضاً .

آرثر بغضب شديد : لماذا لا تحاول فقط ؟

هنري : أرجوك إهدء الآن آرثر إنه ليس وقت الشجار .

أدريان بالقليل من التوتر : أرجوك جاكوب .. لا تغضب الآن .

جاكوب : لا تتدخل الآن أنت .

أدريان : أرجوك أخي .

أخرج جاكوب سيفه من غمده وقام بتوجيهه إلى آرثر الذي أخرج سيفه أيضاً

هنري بفزع : تباً لا آرثر .. إن تشاجرت الآن معه سيقضي سيدي عليك .

جاكوب بإبتسامة : ومن قال لك أنه سيبقى حياً حتى يراه سيدك ؟

آرثر بغضب : ستدفع الثمن غالياً .

أدريان بخوف : أرجوك يا أخي أوقف هذا .

جاكوب بغضب شديد : لا تتدخل أنت وإلا ندمت .

تلاحم السيفين معاً .. وقد بدء جاكوب بهجمة قوية على آرثر الذي إرتد إلى الخلف .. وكاد يفقد توازنه ليسقط على القدر خلفه .

هنري : تباً توقفا .. أرجوكما إنه ليس حتى المكان المناسب .

إبتلع أدريان رمقه وهو يعلم أن ما سيفعله لن يأتي بنتيجة جيدة عليه على الأقل .. ليتقدم بعدها إلى جاكوب ويمسك بيده وقدمه لمنعه من الهجوم .

جاكوب بغضب شديد : سأقضي عليك إن لم تبتعد الآن .

أدريان بتوسل : أرجوك أخي إهدء .. أتوسل إليك .. ستحدث معارك كثيرة إفعل ما تشاء بها .. ولكن ليس اليوم .

قام جاكوب بحركة سريعة منه بإلقاء أدريان إلى الخلف مما جعل أدريان يصطدم بالفرن الذي خلفه .. ويسكب كل ما كان عليه ولكنه وربما لحسن حظه قام هنري بإنقاذه أو لنقل بحمايته .. فقد سُكب ذلك الحساء الساخن على كلاهما !

آرثر برعب : تباً هنري .. هل أنت بخير ؟؟ هيا إنهض .

جاكوب وهو يعيد سيفه إلى غمده : هل أنت أبله ؟؟ تستحق ذلك لإنك وقفت في طريقي هيا تحرك لنقوم بوضع القليل من المياه الباردة على جسدك قبل أن يصبح وضعك أسوء الآن .

آرثر : هل أنت شقيقه الأكبر حقاً ؟

جاكوب : لا شأن لك صحيح ؟

حمل جاكوب أدريان بين ذراعيه وحمله إلى حمامات القصر بينما أخذ آرثر هنري إلى غرفته بعد أن أخذه إلى حكيم القصر .

آرثر وهو يمسح على وجه هنري : هل أنت بخير الآن ؟

هنري بألم شديد : لا تقلق .. فأنا لم أصب كثيراً كذلك الفتى .

آرثر : ولكن .. لماذا قمت بحماية ذلك الأحمق ؟

هنري : لقد كان يساعد فقط .. ذلك المدعو جاكوب لا يفهم أبداً .

آرثر : ماذا تعني ؟

هنري بألم : لقد .. عامله وكأنه قمامة فحسب بالرغم من أنه أخاه الأكبر .. أقسم بأنني لا أعلم كيف يفكر .. لا أظن أنه سيكون قادراً على العناية به الآن .

آرثر : لا تقلق بشأنه الآن .. سأذهب لأكمل عملي .. إرتح قليلاً الآن .

هنري : أجل .


....................



في قاعة الحفل :

لويس : حاولي تجنب ذلك الإبله .

دورثي : أعلم ذلك فهو إنسان مزعج وأيضاً مغرور .. لقد بقي يتحدث عن نفسه طوال فترة مراقصتي .

لويس : إنه مجرد أبله لو لم تكن حفلة شقيقه لقتلته لإنه إقترب منكِ .

إيزابيلا : إهدء الآن لويس .

دانيل : ماذا حدث الآن ؟

لويس : لا شيء مهم .
...................


.






.
رد مع اقتباس
  #204  
قديم 10-18-2013, 04:19 PM
 
.













.






آرثر : سيدي الأمير ..

لويس : هل من مشكلة ؟

آرثر : لقد وقع حادث ما في المطبخ وأصيب به كل من أدريان وهنري .

لويس بحذر : حادث ماذا ؟؟

آرثر : لقد سُكب عليهما الحساء الذي كان ...

دانيل بقلق : هل كان ساخناً ؟؟

أرثر : أجل .

لويس : هل حُرقا ؟

آرثر : أجل .. لكن أدريان أُصيب لإنه هو من أسقط الوعاء ولكن هنري دفعه ليبعده قليلاً عن ذلك .

دانيل : وأين هما الآن ؟

آرثر : لقد اخذت هنري إلى غرفته لبعض الوقت .. وأظن أنني لمحت أدريان يجلس على كرسي ما في بداية القاعة .

غادر دانيل على عجل بإتجاه المكان الذي وصفه له آرثر .

.................


دانيل بهدوء ممزوج بالقلق : هل أنت بخير ؟

رفع أدريان رأسه ببطء ليرى دانيل يجلس مقابلاً له .. أشار برأسه بمعنى أجل .

دانيل : ولكنك لا تبدوا كذلك .. أخبرني هل تحتاج إلى طبيب ؟

أدريان : لا .. شكراً لك .

دانيل : حسناً كما تشاء .. ما رأيك ببعض العصير البارد إذن ؟

أدريان : أظن لا بأس به .

دانيل بإبتسامة : جيد .. سأحضره حالاً .

.................


ساد الهدوء على تلك الأجواء المتوترة لفترة من الزمن .. الحفلة شارفت على الإنتهاء .. الجميع بإنتظار أن تشير عقارب الساعة إلى الثانية عشرة أي إلى منتصف الليل .. حيث سيقوم جاك بإلقاء كلمته الأخيرة .. ومن ثم يذهب كل شخص إلى منزله ودولته .. وتعود الأمور إلى ما كانت عليه .. ولكن من أين لهم أن يستمر هذا الهدوء دون أن يعكر مزاج البعض .. كيف لذلك الهدوء أن يستمر دون أن يزيد من آلآم الآخرين .

كان جاك وفرناندو وبقية الحكام يقفون في منتصف القاعة بينما أولياء العهود كانوا يجلسون معاً صفاً واحداً :

فرناندو : أدريااااان .. تعال إلى هنا الآن وأحضر لي كوباً من العصير .

أدريان بتعب : أمرك سيدي .

جاك : يوجد العديد من الخدم هنا .. لماذا لا تطلب منهم ؟

فرناندو : هذا لا يهم .. دعه يحضره هو بدلاً من الجلوس .

كان أدريان يسير ببطء وهو يحاول أن يتماسك .. فهو يشعر بأنه على وشك أن يفقد وعيه في أي لحظة .. وصل أدريان أخيراً إلى مكان وقوف سيده إلا أنه وقبل أن يعطيه الكأس .. تعثر وأسقط الكأس ومحتوياته على جاك .. توقف كل الحضور وقد شهق معظمهم وبينما نظر آخرون إلى ذلك الفتى بشفقة .. و آخرون بإستخفاف .. بينما تجمد أدريان في مكانه وهو يبتلع رمقه برعب .. وقبل أن يتمكن من فتح فمه للأعتذار أو تبرير شعر بصفعة قوية على خده جعلته يسقط أرضاً .. ليمسك نفس ذلك الشخص بشعره ويرفعه إلى أعلى بكل قسوة .

فرناندو بغضب شديد : هل أنت أبله ؟؟ أأنت أعمى ؟؟

ليبدء بضربه بشدة ...

أدريان بألم شديد : أنا آسف .. أرجوك .. سيدي ...

جاك بحدة : هذا يكفي .. إنها ليست بالمشكلة المهمة .

فرناندو : ماذا تعني بذلك ؟؟ ذلك الأحمق سأقضي عليه في النهاية .

جاك : قلت لك أن هذه ليست مشكلة .. دع شخص ما يساعده على الذهاب ليغسل وجهه وجسده .. عن إذنكم سأذهب لتبديل ثيابي .

فرناندو : جاكوب تعال وخذه من هنا .

جاكوب بملل : تباً .. لماذا علي التدخل في كل مرة يقع بها بمشكلة ... لو أنه قتله كان الأمر سيكون أكثر إمتاعاً .

نظر آرثر الذي كان يقف بجانبه إليه بنظرة مشمئزة ليسير هو مبتعدا عن هذا المكان بأكمله .

تقدم جاكوب من أدريان وأبعده من وسط القاعة ووضعه في دورة المياه وخرج منها قام أدريان بمسح وجهه وهو يحاول جاهداً أن يكتم دموعه من الإنهمار .. وجهه الأحمر وعينيه المليئتين بالدموع .. ليجثي على ركبتيه بألم وحزن شديد .. لكنه شعر بيد ما على كتفيه .
دانيل بحزن عميق : هل أنت بخير ؟

أدريان بصوت شبه باكي : أنا .. لم أقصد .. أقسم بذلك .

دانيل بإبتسامة حزينة : أعلم ذلك .. لا تحزن .. سيدك ذاك .. لا تهتم لما حدث قبل قليل فهو لن يتكرر أبداً .. أقسم لك بذلك .

أدريان : لا بأس .. لم يعد الأمر مهماً .. بكل حال شكرا لك .

دانيل وهو يمد يده له : هيا إنهض .. أخبرني هل يوجد شيء ما أستطيع فعله ؟

أدريان : لا .. سوف أعود إلى الحفل بعد قليل .. لا داعي لبقائك .

دانيل : هل أنت واثق ؟ أعني حرارتك مرتفعة .. وقد حُرقت قبل قليل .. والآن قام ذلك .. بضربك .

أدريان : أنا بخير .. لا تهتم كثيراً .

دانيل : حسناً لا بأس .. سأنتظرك بالخارج .. لا تتأخر .

ليغادر بعدها المكان .

................


في مكان أخر في القصر :

هنري : أنا بخير الآن ويمكنني العودة إلى العمل .

آرثر : هل أنت واثق من ذلك ؟؟

هنري : أجل لا تقلق .

....................


عند أدريان :

بعد مغادرة دانيل المكان .. دخل أدريان إلى دورة المياه .. ولكنه قبل خروجه سمع صوت بعض الأشخاص حوله ..

الرجل 1 : إذن هل نحن متفقين ؟

الرجل 2 : أجل ولكن ماذا لو أصابت الرصاصة البابا بدلا من الحاكم ؟

الرجل 3 : سنقول أن رجال الحاكم هم من أطلقوا النار .

الرجل 1 : تماماً .. أحسنت .

حرك أدريان يده بسبب الصدمة إلا أنه ضرب بالباب .

الرجل 2 : من هناك ؟

أدريان : لا تباً .

الرجل 1 : أخرج الآن وإلا حطمت الباب فوق رأسك .

أغمض أدريان عينيه وهو يتنفس بصعوبة ليفتح الباب ويخرج منه بهدوء وهو متأهب لأي هجوم أو رصاصة قد يتعرض لها .

الرجل 3 : ألست الأبله الذي سكب على الحاكم العصير ؟

أدريان : لماذا تريدون قتل الحاكم ؟

الرجل 1 : لا شأن لمجرد خادم أو حارس بذلك .. بكل حال عقلك الصغير لن يفهم ذلك .

أدريان بقليل من السخرية : أتظن أنه يمكنكم السيطرة على فرنسا هكذا ؟ إياك وأن تستخف بجنودها يا سيد .. فنحن إن إجتمعنا عليكم .. أقسم بأن لا أحد سيخرج من بلادنا حي يرزق .

الرجل 2 : واااو وتستطيع الكلام بشكل جيد أيضاً .

الرجل 3 : بكل حال أيها الصغير .. حان موعد رحيلك .

أخرج أدريان سيفه وقد فعل الثلاثة المثل تماماً .. كانت معركة غير عادلة لمن يراها ثلاث رجال ضخام الجثة مجتمعون على فتى واحد ... ولكن ما إن بدئ الثلاثة بهجومهم على صديقنا حتى صد ضرباتهم بكل براعة وخفة بالرغم من الجروح التي أصابته بسبب الحرق والضرب الذي تعرض له ..

الرجل 3 : دعوه لي أولاً .. سأستمتع بتقطيعه إلى أشلاء صغيرة .

أدريان بإبتسامة : لا تغتر بنفسك كثيراً فأنت لا تعلم مع من تتحدث .

الرجل 3 بسخرية : أوووه يا إلهي ... لقد أخفتني إلى حد الموت .

أدريان : أبله .

ليهجم عليه بكل قوة من الممكن له أن يجمعها الآن إلا أن ذلك الرجل قام بصد ضرباته حتى تمكن من إبعاد السيف عنه و أسقاط أدريان أرضاً ليجلس فوقه مانعاً إياه من الحركة .

أدريان بألم : تباً لك .

الرجل 3 : إذن هل أقطع لك ذراعك أولاً ؟ أو ربما قدمك ..

أدريان : إبتعد عني يا أحمق ... لن أموت على يدك أبداً .

الرجل 3 بسخرية : لا لن تفعل فأنا سأجعل كلابي الأليفة تلتهمك وأنت حي

نظر أدريان حوله ليجد بجانبه عصى خشبية تحرك بصعوبة بالغة بينما كان ذلك الرجل مشغولاً بتحديد مكان طعنه مع زميليه .. ولكنه تفاجأ بضربة ما على رأسه جعلته ينهض من الألم .. إستغل أدريان فرصة إنهيار خصمه ليلتقط سيفه مجدداً ويقوم بطعنه حتى قضى عليه .

الرجل 1 بغضب شديد : لقد قتلته !!

الرجل 2 : إنها نهايتك .

أدريان بسخرية : أتمنى أن لاتكونا مثله .. مجرد ثرثارين .

الرجل 1 : سترى الآن .

ليبدأ هو الآخر بمهاجمة أدريان بضراوة شديدة .. إستطاع أدريان في بادئ الأمر أن يكون هو المسيطر على هذه المعركة .. ولكنه سرعان ما تعثر بقطعة من الصابون التي ألقاها الرجل الآخر ليسقط أرضاً .. إستغل خصمه هذه الفرصة وقام بطعنه بكتفه الأيسر .. وما إن حاول أدريان أن يزيل سيف خصمه من جسده حتى شعر بطعنة أخرى إخترقت ظهره من الجانب الأيمن .. نظر إلى الخلف بألم شديد ليرى الرجل الآخر ..

أدريان بألم : أيها .. أنتم .. مجموعة من الحثالة ... لن تتمكنوا .. من الخروج .. من هنا .. أبداً .. سيقضون .. عليكم .

أزال كلاهما سيفيه من جسد الجريح في وقت واحد .. جعل ذلك جسد أدريان يرتعش .. وقد بدء يبصق دماً ... إلى أن إنهار جسده تماماً .. وأغلق عينيه بإستسلام تام .

الرجل 2 : إذن ماذا نفعل بجثته الآن ؟؟

الرجل 1 : لا شيء دعه هنا .. سنأخذ جثة زميلنا فقط .. ودع معركة تنشب بينهم .. فلابد أن رجال الكنيسة سيتهمون رجال الحاكم بقتل تابعهم .

الرجل 2 بخبث : كم انت بارع .. لا بأس لنذهب إذاً .

................


في قاعة الحفل :

جاك : دانيل هل هنالك مشكلة ما ؟

دانيل بقلق : لا سيدي لا توجد أي مشكلة .

جاك : لا بأس .. دورثي هل إلتقيتي بماركوس ؟

دورثي : أجل يا أبي لقد فعلت .

جاك بتنهد : حسناً لا بأس .

دورثي : لكنه مجرد أبله ومغرور .

جاك بإبتسامة : إهدئي الآن .. فهذا ليس الوقت المناسب لشتمه فهو ضيف هنا كما تعلمين .

دورثي : أمرك أبي .

فرناندو بتدخل : إسمح لي بهذه النصيحة جاك .. لو كنت مكانك لوافقت على عرض ملك بريطانيا على الأقل هذا سيضمن السلام لها .. ومن ثم أن يحب الأمير فتاة من العامة ويتزوج بها لن يجلب العار للأسرة الحاكمة بل سيرفع من قدر تلك الأسرة ويجعلها من النبلاء ولكن إن فعلت الأميرة ذلك .. فهذا ما سيجلب العار .

جاك بإنزعاج : من فضلك لا تتدخل فيما لا يعنيك ولا تقل شيئاً الآن عن هذه المواضيع .

فرناندو : أتعني أنهما لا يعلمان ؟؟

جاك : لا .. لا يعلمان .

لويس بحيرة : نعلم ماذا يا أبي ؟؟

جاك : ستكون لنا جلسة بعد الحفل ستجعلكما تعلمان كل شيء لذلك لا تناقشني الآن

لويس : أمرك أبي .

هنري : سيدي الحاكم .. بعد أقل من ربع ساعة ستلقي كلمتك .

جاك بتنهد : وأخيراً ستنتهي هذه الليلة .. صحيح هل أنت بخير ؟

هنري وهو ينحني : أجل سيدي بخير .. شكرا لإهتمامك .

دانيل : سيدي إسمح لي بالمغادرة قليلاً .

جاك : لا .. فنحن على وشك الإنتهاء عليك أن تكون يقظاً الآن .

دانيل بإنزعاج : ولكن ...

جاكوب : سيدي فرناندو لم يظهر ذلك الأبله بعد .

فرناندو : أين ذهب ؟

دانيل : هذا ما أريد معرفته .

آرثر بفزع : سيدي .. إنها مصيبة !

جاك : ما بك ؟ ماذا حدث ؟؟

آرثر : أدريان .. لقد وجدناه ... أعني

لم يستطع دانيل إنتظار آرثر ليكمل كلامه فأسرع هو بإتجاه آخر مكان رأى شقيقه الأصغر به .. ليصعق عندما رأى الدماء المحيطة بالمكان وتلك الجثة الهامدة .. أسرع دانيل ليجثوا بالقرب منه وهو يأخذه بين ذراعيه وينادي عليه بينما ظهرت إبتسامة متشفية على وجه جاكوب الذي وقف خلفهما يراقب هذا المشهد بصمت .

دانيل برجاء : أدريان .. أدي أرجوك .. إنهض هيا .. أتوسل إليك .. لا ترحل بهذه الطريقة .. تباً إنهض وأخبرني من فعل هذا بك ؟

لويس بقلق شديد : دانيل .. هل هو .. يتنفس ؟؟

رفع دانيل بصره إلى لويس .. ليعيد نظره إلى شقيقه .. دقق نظره عليه حتى شعر بتنفسه البطيء .

دانيل بقليل من الأمل : أجل .. إنه يتنفس .. لازال حياً .. علينا أن نأخذه إلى أحد ما لعالجه حالاً .

جاك : أجل هيا بسرعة آرثر وهنري أطلبا من الحكيم أن يستعد .

آرثر وهنري : أمرك سيدي .

فرناندو : ولكن من قام بفعل ذلك ؟

جاك : لا أعلم .

فرناندو : أتريد أن تقول لي أنك لم تأمر أحد بهذا ؟

جاك : بالطبع لن أفعل لو أمرت أحداً ما للقضاء على أحد أتباعك لقتلت الأبله الواقف خلفك لأرتاح من هذه الإبتسامة على شفتيه .

جاكوب بسخرية : حقاً ؟؟ تتحدث وكأن جنودك قادرين على قتلي .

فرناندو : إذن من فعل ذلك ؟

جاك : أأنت واثق من أنها ليس إحدى خططك .. أردت التخلص من الفتى وإتهامنا نحن بقتله .

فرناندو : حتى لو فكرت بذلك لم أكن لأفعل هذا اليوم .. وليس هنا أيضاً .. فأنا يهمني أن تبقى فرنسا لنا نحن .. حتى أتمكن من السيطرة عليها لاحقاً و الإستمتاع بقتلك .

أدريان بتعب شديد : ماء .. أرجوك .. بعض الماء .

دانيل بسرعة : بالطبع يا صغيري تفضل ..

جاكوب : أدريان من فعل هذا بك ؟ أجب .

أدريان : إنهم .. أعني .. ( ليبدأ بالسعال بشدة )

دانيل بغضب : ليس وقت إستجوابه يا هذا .

ليحمله ويخرجه من هذا المكان بسرعة بعد أن أخبره آرثر بأن الحكيم مستعد .

جاك : قوموا بتجهيز الدفاعات و أيضاً .. راقبوا كل الحضور والمدعويين .. شددوا الحراسة .. وإياكم أن تغفلوا عن أي تفصيل صغير .

آرثر وهنري : أمرك سيدي .

................


في إحدى غرف القصر :

الحكيم : ستكون هذه الليلة شديدة الصعوبة .. قد يرحل إلى الأبد إن لم يقاوم هذا المرض بكل ما لديه من طاقة .

دانيل وهو يمسح على شعر أدريان : سيكون بخير أنا واثق من ذلك .. لن يحدث له أي مكروه .. سأكون هنا لأجله هذه الليلة .

نظر دانيل إلى وجه أخاه ليرى ملامحه المتألمة .

دعونا نرى معاً ماللذي يفكر به صديقنا المُصاب :

" أدريان بحيرة : أ .. أين أنا ؟

كان كل شيء حوله يحترق .. والعديد لا بل المئات من الرجال والنساء والأطفال يجروون بأقصى ما لديهم من سرعة .. تلك السهام الطائشة كانت تصيب أي شحص دون الإهتمام بعمره أو جنسه .

أدريان : إنهم جنودنا .. أعني جنود الكنسية لكن .. ماللذي يحدث ؟

حول أدريان نظره إلى طفلين كانا يهربان من تلك السهام الطائشة إلا أن الأكبر منهما قد أصيب بها .

أدريان بدهشة : ه .. هل أنا .. أعني .. ذاكرتي ؟

سار أدريان بإتجاه الطفلين وقد حاول أن يضع يده على أحدهما ولكنها إخترقتهما فحسب .. جلس بجوارهما وهو يراقب بصمت قلق وحذر .

أدريان ببكاء : د .. دانيل هل أنت بخير ؟

رفع المعني رأسه وهو ينظر إلى شقيقه بحنان ليأخذ نفساً عميقاً ثم يزيل ذلك السهم من جسده .. حاول أن يمنع نفسه من الصراخ ولكنه لم يستطع ذلك بسبب ذلك الألم الذي شعر به .. بينما زاد بكاء الصغير وتشبثه بشقيقه الأكبر .

دانيل بألم : لا تقلق .. سيكون كل شيء على .. ما يرام .. أنا لن أتركك .. إهدء .

ليحمله بعدها بصعوبة بالغة ويعود لركض به ."

فجأة ساد الصمت .. وقد أصبح كل شيء معتماً إختفت تلك الرؤيا .. إلتفت أدريان حوله وهو يحاول إستيعاب ما رآه قبل لحظات ولكن هاهي ذكرى أخرى أقل ألماً تعبر على ذاكرته :

" كان ذلك الطفل يبكي بمرارة وهو يجلس أمام النهر لوحده تماماً وماهي إلا لحظات حتى شعر بحركة شخص ما خلفه .. نظر إلى الخلف ليرى طفلاً آخر في مثل عمره تقريباً يحاول التحدث إليه .. إلا أنه تجاهله وعاد لبكائه مرة أخرى !

وهنا أتى شاب ربما في ثلاثة عشرة من عمره .. وقد رسم على وجهه إبتسامة جميلة .. حمل الطفل الثاني بين يديه وبدء بملاعبته ثم جلس بجانب الأول وهو يبتسم له .

أدريان ببكاء : إبتعد من هنا .. أنا لا أريد التحدث إلى أي أحد .

الشاب : ولماذا ؟ هل قام دانيل بإزعاجك ؟

أدريان ببكاء شديد : لقد صرخ بوجهي .. وطردني من غرفته .. وهو يرفض التحدث معي الآن .

الشاب بإستغراب : ولماذا فعل كل هذا ؟ ماللذي فعلته له حتى يغضب هكذا ؟

أدريان : لم أقصد .. أردت فقط أن ألعب ولكنني أفسدتُ له لعبته المفضلة وهو غضب بشدة .

الشاب بإبتسامة واسعة : لا بأس لن يبقى غاضباً .. سترى أنه سيهدأ وسعود للتحدث معك مجدداً .

أدريان : هل أنت واثق يا جاكوب ؟

جاكوب : أجل يا صغيري واثق والآن إمسح هذه الدموع .. لا تخف سيكون كل شيء على ما يرام .

أدريان : ولكنني لا أريد إغضابه .

جاكوب : أعلم ذلك .. دانيل محظوظ لوجود أخٍ مثلك له .

نهض الطفل الآخر من بين يدي جاكوب بإحتجاج وهو يرمقه شقيقه بغضب ليبتعد عنه .

جاكوب : مابك أنت أيضاً ؟

لم يجبه ذلك الطفل بل بقي ينظر إليه بغضب وعبوس .

جاكوب بضحكة خفيفة : وأنا محظوظ جداً بوجود أخٍ لي مثل تشارلي .

تشارلي وهو يقفز عليه : أنت كاذب يا أخي .

جاكوب بقليل من الألم : ولماذا ؟

تشارلي بغضب طفولي : أنت تحب أدريان شقيق دانيل أكثر مني .

جاكوب : ومن قال لك ذلك ؟؟ أنا هو شقيقك الأكبر .. بالطبع لن أحب أحداً أكثر منك .

تشارلي : كاااذب .

جاكوب بقليل من الإنزاعاج : يكفي تشارلي .. لن أحب أحداً أكثر منك يا أخي .. وأدريان هو صديقك صحيح ؟

تشارلي : لا .

أدريان بغضب : هذا أفضل .. من يريد مصادقة طفل مدلل مثلك .

تشارلي : هل سمعت ما قاله لي ؟

جاكوب : يا إلهي الرحمة .. إهدئا كلاكما .. تبا أين هو ذلك الأبله ليشعر بالصداع مثلي .

بقي الصغيران يتشاجران بينما تجاهل جاكوب ذلك الشجار وبدء يأمل النهر الجاري أمامه بإنزعاجٍ كبير وكأنه على وشك الإنفجار بالطفلين إلى أن قام تشارلي بدفع أدريان الذي إختل توازنه وسقط في النهر !

جاكوب برعب شديد : تباً .. أدرياان !!

ليخلع معطفه ويرمي نفسه في النهر محاولا الوصول إلى أدريان الذي كان يبكي ويسنتجد .. إلى أن تمكن أخيراً من الإمساك به وحمله إلى ضفة النهر

جاكوب بقلق : أخبرني هل انت بخير ؟

بقي أدريان يضم نفسه وهو يبكي بصمت دون الإجابة على تساؤلات جاكوب القلقة

جاكوب : هل تتألم ؟؟ أخبرني أرجوك .. تباً ماذا أفعل الآن ؟

دانيل بقلق : ماذا حدث ؟

نهض أدريان من بين يدي جاكوب ليتشبث بقدم شقيقه الذي إنخفض إلى مستواه وهو يشعر بقلق شديد .

دانيل بحنان وهو يمسح على شعره : أخبرني هل أنت بخير آد ؟

أدريان : لقد قام بدفعي إلى النهر .

رفع دانيل رأسه لينظر إلى تشارلي الذي كان يبكي بخوف بينما قام أخاه الأكبر بضمه إليه .. ليحول نظره بعدها إلى ما ينظر له جاكوب خلفه حيث رأى كلا والديه يقفان خلف إبنيهما !

دانيل محاولاً تهدئة أدريان : لا عليك .. تشارلي لم يقصد ذلك صحيح ؟

جون بهدوء : أخبرني أدريان مالذي حدث تماماً هنا ؟

أدريان : لقد كنا نتشاجر وهو دفعني بإتجاه النهر .. ولكن جاكوب أخرجني منه .

جون وهو يربت على رأسه : لا بأس .. الآن كل شيء بخير صحيح ؟ هيا عد للمنزل مع والدتك حتى تبدل ثيابك المبللة .

أدريان : حاضر .

جاكوب وقد أحنى رأسه قليلاً : سيدي أنا آسف على ما فعله تشارلي .. هو لم يقصد أن يلقيه بالنهر .. لقد كانا .. أعني كلاهما .. أرجوك لا تقم بإيذاء أخي فحسب .. ولا تخبر سيدي فرناندو عن هذه الحادثة لإنه سوف .. ( أحنى رأسه أكثر ليكمل ) : أرجوك فقط .

جون وهو يضع يده على رأس جاكوب : إهدء يا صغيري .. لن يحدث أي شيء .. بكل حال أدريان بخير وهذا هو المهم .. ولن أنسى أنك من قمت بإنقاذه .. لا تقلق فكل شيء على ما يرام الآن .

رفع جاكوب رأسه لينظر إلى محدثه بإبتسامة ممتنة قبل أن يردها له الآخر ويبتعد عن المكان .

دانيل : جاكوب هل أنت بخير ؟

جاكوب : أجل بخير .. لدي سؤال .

دانيل : وما هو ؟

جاكوب : كيف تستطيع العيش معه ؟

دانيل : ماذا تعني ؟

جاكوب : أنظر إليه .. أقسم أن التحدث وحده مع والدك يجعلني أشعر بالتوتر .. لديه نظرة حادة وصوت حاد وجاد .. إنه يشعرني بالخوف .

دانيل بإبتسامة بريئة : أبي ليس مخيفاً أبداً بل هو شخص لطيف للغاية .

جاكوب بشك : يمكنك وصفه بالطيبة ولكن بأنه لطيف .. حسناً لا أعلم .. إلى اللقاء .. أراك غداً .. أرجوك إعتني بأدريان جيداً وأعتذر على ما حدث قبل قليل .

دانيل : إلى اللقاء .. لا تقلق فهو أخي بالطبع سأفعل .. لا بأس ."

...........


عاد الظلام ليحيط حوله ولكنه هذه المرة بدء يشعر بجسده الجريح .. وبذلك الألم الذي إجتاحه فجأة .. لم يستطع أن يكتم صرخة صغيرة قام بإطلاقها رغماً عنه .. ليفتح عينيه بتعب شديد بعدها .

دانيل بقلق : أدريان .. هل تتألم ؟ هل أحضر لك الماء ؟ أم ترغب بشيء آخر ؟ أخبرني أرجوك .

نظر له أدريان بنظرة غريبة لم يعهدها دانيل على وجهه قبل أن يمسك بيده بقوة ويغمض عينيه مجدداً .

دانيل وهو يمسح على شعره : سيكون .. أقسم بأنني لا أجيد إلا قول هذه العبارة صحيح .. كل شيء سيكون بخير .. وبالرغم من ذلك .. لم يكن أي شيء بخير .. ولا أظن أنه سيكون كذلك .. سامحني لقد نكثت بوعودي كلها لك يا أخي .. لم أتمكن من حمايتك منهم قبل .. لم أتمكن إلا من البكاء وربما الشعور بالأسى .. في كل مرة تتألم بها أمامي لا أفعل شيئاً .. فقط أشعر بأنه لو تخلت الحياة عني لكان هذا أسهل بمئة مرة من رؤيتك تتألم دون أن أفعل أي شيء ولكن ما فائدة شعوري ؟؟ لا شيء .. أنا حقاً عديم الفائدة .. لا أظن أنني أستحق أن ...

لم يكمل دانيل جملته وهو يشعر بتلك اليد التي مدت على كتفه لينتبه إلى دموعه التي ملئت وجنتيه ويديه المرتجفتين عيناه اللتين صبغتا باللون الأحمر , قلبه الذي كاد أن ينفجر .. لم يجرأ على النظر إلى الشخص الذي رآه في هذه الحالة السيئة .. فهو حقاً يكره أن يظهر ضعفه إلى أي أحد .

آرثر بهدوء : سيكون بخير .. وكل شيء سيكون كذلك دانيل .

دانيل بألم : لا أظن ذلك .. لقد .. أنا حتى لا أستحق أن ينادي بأخي .. أقسم بأنني لم أعد أستحق ذلك .

هنري : أنت مخطئ .. لقد عانيت أنت أكثر منه هو .. فأخاك عاش حياته دون أن يعلم حتى بوجودك .. وألمه الوحيد كانت تلك المعاملة السيئة التي تلقاها .. ولكن أنت ..

أرثر : أنت عشت حياتك كلها وأنت تشعر بألم الإبتعاد عنه .. وتشعر بالحزن في كل مرة يصيبه مكروه ما .. شعرت بألم المعاملة التي تلقيتها هنا .. ثم ألم أن تكون بلا مأوى أو طعام ولا حتى صديق .. فقط طفل خائف وهارب .. ومن ثم شعرت بألم جميع من هم حولك لقد أضفت أحزانهم إلى حزنك .. دانيل أنت حملت قلبك أكثر مما يتحمل .. قلقك على أدريان .. قلقك على الثوار .. وقلقك على مدينتك ومن ثم .. قلقك علينا وعلى الأمير و الأسرة الحاكمة .. لقد قلقت على كل من إلتقيتهم .. ولكنك لم تقلق على نفسك قط .

هنري : إنه محق .. لست شخصا سيئا كما تظن .. سيكون أدريان محظوظاً لكونك أخاه .

أغلق دانيل عينيه بألم شديد .. أياً كان فهو لا يزال يرى نفسه مذنباً وبشدة .. على الأقل كان عليه أن لا يتركه لوحده وهو حزين .. كان عليه أن يبقى معه لو أنه فعل ذلك لما كان أدريان بهذا الوضع السيء أبداً .

آرثر : بكل حال .. لقد أمر سيدي الحاكم بأن لا أحد سيغادر القصر الليلة إلا أن يتم الكشف عن من قام بطعنه .

دانيل : هل نشر الخبر ؟؟ أعني كان يفترض للأمر أن يكون سراً !

آرثر : لا أعلم .

دانيل : حسناً .

هنري : عليك أن تحذر فالجميع يعلم بأن أدريان لازال على قيد الحياة .. ربما يحاول أحدهم التسلل وقتله حتى لا يفضح أمره عندما يستيقظ .

دانيل بشر : دعهم فقط يأتون وأقسم أنهم سيندمون على اليوم الذي قرروا به إيذاء أدريان .

...................


غادر كل من آرثر وهنري الغرفة .

آرثر : من كان يتخيل أن أخ دانيل هو أدريان ؟

هنري : هذا يفسر سبب تلك المعاملة السيئة التي يتلقاها ادريان من جاكوب

آرثر : أنت محق .



.





.
رد مع اقتباس
  #205  
قديم 10-18-2013, 04:22 PM
 

بسومة مشغولة اليوم وطلبت مني أنزل البارت
طبعا هي كتبت الأسئلة والملاحظات وأحكتلي طريقة التنسيق
قراءة ممتعة للجميع

******************
****************
****

نهاية البارت .
أولا سامحوني على التأخير الرهيب ... مو بإيدي بس ما بعرف شو أقولكم
ثانياً : أنا مستحيل أوقف الرواية وفيها متابع واحد بإنتظار تكملتها . فحتى لو تأخرت لا تيئسوا أبداً .

ثالثا : الأسئلة :
من هو السجين الذي كان مع أدريان في الزنزانة ؟ وما هي قصته ؟
ماركوس الأمير الثاني لبريطانيا ... هل سيكون له وجود أكبر في رواية ؟
وهل سيكون وجوده سلبي ؟
موعد جوليان و كارل ماذا سيحدث به ؟ هل نسيت حبها لجين حقاً ؟
أدريان وإصابته هل سيكون بخير ؟ وهل سيمر هذا الإحتفال على خير ؟
تلك الذكريات التي مرت على أدريان ما هو موقفه تجاهها ؟ وماذا ستكون ردة فعله تجاهها.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
"شعاع"و "خلاصات"و "إدارة.كوم".. 20 عامآ من الإبداع والإمتاع ranasamaha أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 12-15-2012 05:50 PM
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" mody2trade أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-14-2008 02:37 PM


الساعة الآن 04:51 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011