بداية الفصل :
تلك المعركة إنتهت بنتيجة كارثية على أصدقائنا دانيل قد تم اسره .. جين , هنري , لويس , جميعهم تم إصابته .. فما هي الخطوة التالية لهم ؟ وكيف لهم أن يتغلبوا على هذه المصائب ؟
في قصر الثوار :
وقف الجميع في صدمة أوقعت جولييت الوعاء الذي كان بيدها لتبدأ المياه التي كانت بداخله بالتحرر للخارج تماما كما فعلت دموع أغلب الحاضرين !
كان فريدريك يقف عند الباب الرئيسي وهو يحني رأسه قليلاً مخفياً دموعه التي يحاول إخفائها .. بينما كانت لورا تجلس على الارض بجانبه وهي تبكي بحرقة جلس جاك على إحدى الأرائك الموجودة وهو يضع كلتا يديه على رأسه .. بينما سقطت جولييت على الارض وهي تبكي .. نهض كلاود بغضب شديد وامسك بفريدريك ليهزه بقوة وعنف وهو يتحدث بصوت مرتفع ونبرة غاضبة
كلاود بغضب شديد : كيف حدث ذلك ؟؟ كيف تهزمون بهذه الطريقة ؟؟ أجبني , كيف هزمتم ؟؟ أنت كان عليك حمايتهم .. كل تلك الخطط فكيف حدث ذلك اجبني ؟
تحدث فريدريك بصوت ظهر به الألم : كلاود .. لا أعلم لماذا ؟ لقد تشاجر كل من هنري وسيدي الأمير وأدى ذلك إلى إصابتهما .. بينما جوليان لم تكن تقاتل حتى لقد كانت بلا عمل تقريبا في وسط المعركة .. و في معركة القصر لقد .....
نهض جاك واقترب منهما ليسأل بشيء من القلق : ماذا حدث في القصر ؟ لقد قلت أن رجال الكنيسة لم يتبقى منهم إلا خمسين شخصاً صحيح ؟ هذا يعني أنهم هزموا .
تحدثت لورا من بين شهقاتها : أجل .. ولكنهم .. جاكوب قام .. بأسر دانيل .. دانيل لقد أصبح تحت رحمتهم الآن .
أبعد كلاود يديه عن فريدريك بينما احتدت نظرات جاك .. نهضت جولييت من مكانها وقد وضعت يدها على فمها بعدم تصديق لما يحدث حولها .. أما دورثي وإيزابيلا فقد إختبأت كُل منهما في غرفة لتبكي بهدوء وصمت دون ملاحظة أي أحد لهما !
...........
في مساء ذلك اليوم :
في الكنيسة :
فرناندو بإبتسامة : حقاً لم أكن لأتوقع نتيجة بهذه الروعة حتى لو أمرتكما بالفوز .. صحيح أننا خسرنا أغلب جنودنا في معركة القصر ولكننا تمكنا من الإمساك بقائدهم الأبله .. بينما تمكنا من قتل معظم جنودهم في معركة الثوار .. أحسنتما صنعاً حقاً ( وبإبتسامة مستفزة ) : أو ما رأيك دانيل ؟ لقد أصيب هزم أصدقائك كما سمعت أيضاً.
نظر دانيل له بحدة شديدة أما أدريان فقد أخفض رأسه وهو يشد على قبضة يده بقوة شديدة بينما ظهرت إبتسامة مستمتعة على وجه جاكوب !
دانيل بإبتسامة متعبة : مبارك لك هذا النصر .. أعني أن لم تنتصر في أي جولة من الجولت السابقة صحيح ؟
تأجج الغضب في فرناندو ليقترب من دانيل ويقوم بركله على معدته بالقرب من الإصابة مما جعل دانيل يسعل بقوة شديدة .
فرناندو بغضب : ولكن الفائز الحقيقي هو من يبقى لنهاية دانيل .. وأنت اليوم خرجت من اللعبة .
دانيل بألم : لم أفعل .. وحتى لو خرجت أنا .. سيكمل أصدقائي ما بدأناه معاً .. فهم جميعاً هناك كأسرتي تماماً .. كلهم أخوة لي !
فتح أدريان عيناه بعد أن كان يغلقهما بقوة شديدة .. لينظر بإتجاه دانيل بغضب وربما القليل من الغيرة و الحدة .. تمكن دانيل من الإنتباه له ليبتسم برضى .
فرناندو بهدوء : لا بأس .. سنرى ذلك الآن إقلق فقط على نفسك .
وجه فرناندو نظره لبعض الحرس ليتحدث بأمر : أنتم هناك خذوه إلى الزنزانة في الأسفل مع ذلك الأحمق الآخر .. وقوموا بعلاج جراحه .. عليه أن يكون مستعداً لتحمل العذاب الذي سيلقاه بعد الغد !
دانيل بسخرية : علاج ويوم إجازة .. أخبرني منذ متى تمتلك القليل من الرحمة ؟
أمسك فرناندو بذقنه بقوة ليتحدث بسخرية : لا تقلق يا عزيزي فحتى أنت يا دانيل لن تكون قادرا على تحمل الجحيم الذي وضعت نفسك به الآن .
إبتسم دانيل له بهدوء بينما قام الحرس بأخذه إلى الزنزانة في الأسفل وهناك :
دانيل بشيء من الغضب : رائع, والآن هلا تركتموني وشاني .. أعني أستطيع السير بمفردي .. ومن ثم إلى أي حد تظنون أنني أحمق لن أحاول الهرب وجميعكم مسلحون إلا أنا .. إضافة إلى إصابتي .. مجموعة بلهاء .
دخل الزنزانة لزحده واستلقى على السرير الفارغ بينما كانت نظرات الجنود المستغربة تطارده وكذلك الحال بالنسبة للسجين الغامض .
جاكوب بسخرية : ماذا دانيل ؟ ألم تعجبك ضيافتنا ؟
فتح دانيل إحدى عينيه ليتحدث بإستفزاز : ما دمت هنا جاكوب فإن هذا الامر وحده مزعج فما بالك بالحشرات ؟
أطلق جاكوب ضحكة خفيفة قبل أن يتحدث : أنت لم ترى الفئران بعد أيضاً .
بادله دانيل بإبتسامة ليتحدث بسخرية هو الآخر : حقاً ؟ إذن كان عليك إيجاد سندريلا وحبسها هنا .. ربما كانت لتصبح صديقتهم .
جاكوب وقد جلس مقابلا لدانيل وامسك به من ذقنه بقوة شديدة : أتعلم دانيل سيكون من الممتع حقاً أن تختفي هذه الإبتسامة من شفتيك .. وكذلك الأمر بالنسبة للبريق الموجود في عينيك .
دانيل بهدوء : أتعني أن أصبح مثلك جاكوب ؟
أبعد جاكوب يده عنه لينهض بإنزعاج بينما رُسمت إبتسامة على وجه دانيل .
أحد الجنود : سيدي إن الحكيم هنا !
جاكوب : أدخله إذن ماذا تنتظر ؟
دخل رجل قصير القامة يرتدي ثياب سوداء اللون .. يوجد على وجهه العديد من الجروح .. ويبدوا عليه الكبر في السن أيضاً
دانيل بسخرية : حسناً .. أيفترض به أن يكون حكيماً حقاً ؟ بل أيفترض بي أن أسمح له بأن يحاول علاجي ؟
جاكوب بسخرية أشد وهو يقوم بتمزيق قميصه : وكأن الأمر بيدك دانيل .. لا تنسى أنك هنا تحت رحمتنا وتصرفنا نحن .. وأيضاً ثق بي لن يكون هذا العلاج بطريقة سهلة دانيل فهو سيؤلمك كثيرا ً .
ليبدأ بالضحك بعدها بينما نظر دانيل له بحدة !
............
في قصر الثوار :
جاك بهدوء : يفضل أن نعود للقصر الآن .
احد جنوده بإرتباك : ولكن سيدي .. دانيل طلب منا أن نحاول منعك من ذلك حتى ... حتى ننظف القصر من الخونة وغيرهم !
رفع جاك رأسه لينظر له بحدة شديدة ..
كلاود : إنه محق من الأفضل لك البقاء هنا قليلاً .. سيكون دانيل قد ضحى بنفسه هباءاً إن سمحنا أم يصيبك أي مكروه الآن .
قاطعت إيزابيلا حوارهما للتتحدث بشيء من الحزن : أيمكنني الذهاب وزيارتهم من فضلكم .
فريدريك بإبتسامة باهتة : آسف ولكن اليوم مستحيل .. غداً سنذهب معاً إتفقنا ؟
أومأت برأسها بمعنى أجل وانطلقت إلى غرفتها لتعود إلى بكائها مرة أخرى .
............
عند حكيم الثوار :
جوليان ببكاء : لماذا جين ؟ لماذا الآن وبعد أن فات الأوان ؟
نظر لها بتعب شديد وهو يقول : ماذا تعنين ؟ أي أوان قد فات ؟
جوليان وهي تقف : أنا .. علي الذهاب لكارل .. علي العودة إلى أراضي الكنيسة جين .. أنا إنتظرتك طويلاً جداً .. ولكن عندما أخيرا أعترفت بذلك ... لماذا ؟
نهض جين بصعوبة وهو يتحدث : ولماذا تريدين الذهاب إليه ؟
جوليان : لإنه .. سيعدم بسببي أنا .. آسفة جين .. شكرا لك على إنقاذي اليوم .. أرجوك سامحني في يوم ما .
لتغادر بعدها تلك الغرفة بسرعة .
لويس بهدوء : يبدوا أنك هزمت في معركة الحُب أيضاً .
جين بشيء من الغضب : أغلق فمك فقط .
لويس بإبتسامة حزينة : ولكن .. أنا هزمت قبلك .. وهزمت اليوم بمعركة الصداقة .
جين وهو يشيح بوجهه عنه وينظر إلى هنري الذي لم يصحوا بعد ليتحدث بهدوء نادر بالنسبة له : لا .. إنها مجرد جولة .. ستكون أبلها إن أنت استسلمت الآن .. لو لم يكن يحبك حقاً لما ألقى بجسده أمامك فقط .
نهض لويس من سريره ليتقدم نحو هنري ببطئ .. وما إن وصل إليه حتى جلس على طرف سريره وقد مسح بيده على شعره .
لويس بألم : سامحني هنري .. أرجوك .. سامحني .
الحكيم بحدة : سمو الأمير من سمح لك بالنهوض من فراشك ؟؟
لويس : أنا .. أردت فقط أن ...
الحكيم بتنهد : أردت ماذا ؟ سيكون بخير أعدك .. إصابته سيئة وقد فقد الكثير من الدماء لذلك سيأخذ الأمر بعض الوقت حتى يصحوا .. إلى الغد صباحاً أو مساءاً .. متى ما تمكن من هزيمة الحُمى .
آرثر وهو يقف خلف الحكيم : أنا سأبقى إلى جانبه هذه الليلة .
الحكيم وهو يستدير بفزع : أنت !! ماذا تفعل هنا ؟
آرثر بهدوء : اعتذر على إخافتك .
الحكيم بغضب : كم مرة علي أن أخبرك أنه ينبغي لك البقاء في فراشك ؟ أجبني .. يجب أن تبقى مستلقياً حتى تتحسن صحتك .
آرثر بإنزعاج : ولكنها لن تتحسن إتفقنا ؟ لذلك دعني وشأني .
لويس بغضب : أغلق فمك تماما أتفهم ؟ وكأن هنري سيقبل بهذه التراهات التي تتفوه بها الآن .. عد إلى فراشك وأنا سأبقى مع هنري هذه الليلة .. لقد كنت السبب بكل حال .
آرثر بإبتسامة وهو ينحني : سمو الأمير لقد سعدت حقاً برؤيتك بخير .
لويس بخجل : و .. وأنا أيضاً سعدت برؤيتك .. ولكن كيف تجرأ على .. إخفاء ذلك المرض عنا ؟
آرثر بإبتسامة : لقد كانت الأوضاع مضطربة كما تعلم .
الحكيم : يا إلهي .. آرثر ستعود إلى غرفتك وسمو الأمير إلى فراشك وأنا سآخذ هنري معي إلى غرفتي حتى أعتني به بنفسي ما رأيكم ؟
لويس بإبتسامة : موافق .
آرثر : وأنا أيضاً سيدي موافق .
عاد آرثر لفراشه وقد أبعد تلك الإبتسامة عن شفتيه ليحل على معالم وجهه القلق والإنزعاج .
لويس وهو يمسك بيده : كنت أعلم أنك تتصنع الإبتسامة من أجلي فقط يا أخي .
فتح آرثر عينيه ليبتسم بهدوء وهو يرى الدموع في عيني لويس .. مسح على وجهه
ليتحدث بهدوء :
آرثر بهدوء : لا تقلق .. أنت تعلم الآن أنه أخي والحكيم لم يسمح لي برؤيته حتى .. هذا كل ما في الأمر .. أخبرني أنت كيف حالك ؟
لويس بصوت مخنوق : ليست جيدة آرثر .. أبداً ... أرجوك تعافى قريباً أنا بحاجة إليك حقاً أنت , أنا أعتبرك كأخي الأكبر لذاا ... أرجوك .
آرثر بهدوء : يمكنك التحدث معي الآن .. أنا لستُ واثقاً من شفائي حقاً .
لويس بحزن عميق : لماذا آرثر ؟ ستكون بخير عليك أن تثق بذلك .
آرثر وهو يغمض عيناه : وهل وجودي بهذه الأهمية حقاً ؟
جين بغضب : بالطبع يا أحمق بهذه الأهمية ... أختك الصغرى لم تتوقف عن البكاء لأجلك و هنري كان على وشك أن يفقد عقله من أجلك أيضاً .. والأمير يراك أخاه الأكبر وصديقه الأوفى .. أخبرني إذن ماذا تريد أكثر ؟ لماذا أنت بهذه الأنانية ؟ عليك أن ترى أنك تسبب الحزن لهم بسبب عدم مقاومتك ولو قليلاً للمرض .
رفع كلاهما رأسه لينظر لجين بصدمة ... إلا أن آرثر سرعان ما ظهرت إبتسامة على وجهه بينما أخفض لويس رأسه للأسفل .
آرثر : شكرا جزيلاً لك يا صديقي .
جين وهو يشيح بوجهه : مجرد أحمق .. لماذا علي أن أكون صديقاً للحمقى دائماً !
لويس بضحكة خفيفة : الغريب في الأمر أن الجميع يرى أنك الأحمق هنا !
جين بغضب شديد : أعد ما قلته ؟ وأخبرني رأيُ من هو هذا .
لويس برعب : لا .. ليس .. لأحد .. أعني دعنا .. نعد لغرفتنا .. حتى لا .. يغضب الحكيم !
الحكيم بغضب من خلفهم : لقد فات الأوان على ذلك بالفعل ( وبصراخ ) : كم مرة علي إخباركم أن لا يغادر أيٌ منكم مكانه يا بلهاء ؟؟ ( أعاد نبرة صوته إلى ما كانت عليه ) : تباً حلقي يؤلمني بسببكم الآن .
لم يمنع الجميع أنفسهم من إطلاق ضحكة قصيرة على الحكيم قبل أن يعود كل منهم إلى فراشه .
............
في الكنيسة :
جاكوب بإبتسامة متشفية : لقد إنتهى الأمر أخيراً ... ولكن المسكين فقد وعيه من الألم على الرغم من محاولاته أن لا يصرخ .
نهض ذلك السجين من مكانه وهو ينظر نحوهم بغضب شديد .
جاكوب : ماذا سيدي ؟ هل غضبت ؟ إنها البداية فقط .. مجرد ترحيب حار به وبقدومه إلى هنا .. أحسنت صنيعاً أيها الحكيم .
ليغادرا المكان بعدها بينما جلس ذلك السجين بجانب دانيل الذي كانت أنفاسه مثقلة و قطرات العرق تملئ جبهته .
............
في اليوم التالي في قصر الثوار :
دورثي : والآن ماذا ؟
جاك بهدوء : علينا أن ننتظر خبر أن قصرنا قد خلى تماماً من الخونة .
فريدريك : ونحن علينا إعادة ترتيب أولوياتنا وتنظيم أحوالنا مرة أخرى .
كلاود : ولكن هذا الأمر قد يستغرق وقتاً طويلاً .
جاك : ربما ولكن هذا أفضل من المخاطرة بمن تبقى الآن من جنودنا وجنودكم صحيح ؟
فريدريك : إن لم نكن واثقين .. وإن لم نستطع حل الخلاف الذي حصل في صفوفنا في هذه المعركة .. فنحن لن نقدم على أي خطوة .
دورثي بحزن شديد : ولكن .. هم سيقومون بتعذيبه .
وضع فريدريك يديه على رأسه وأغمض عينيه بألم .. بينما نهض كلاود من المكان
دورثي : آسفة .
فريدريك : لا يهم سآخذ إيزابيلا إلى حكيم كما وعدتها ليلة أمس .
دورثي : اريد القدوم رجاءاً .
فريدريك : أتأذن بذلك سيدي الحاكم ؟
جاك : أجل لا بأس .
غادر الاربعة قصر الثوار جولييت , فريدريك , إيزابيلا , دورثي
ولكن إعترضت طريقهم جوليان ..
فريدريك : جوليان ؟ هل أنتي بخير ؟
جوليان : أنا سأذهب الآن إلى كارل .
فريدريك وقد أخفض رأسه : كما ترغبين جولي .. وتذكري أننا هنا لأجلك دائماً .
جولييت : سنشتاق لوجودك جوليان .. ولكن .. لن نقف في طريق سعادتك أبداً .
أخفضت جوليان رأسها في محاولة فاشلة منها لإسترجاع ما فقدته من قوة ومن منع نفسها من البكاء بحرقة شديدة .. تقدمت جولييت منها لتضمها إليها بقوة شديدة فهي الآن على وشك الرحيل من المنزل الذي ضمها وأحاطها بالأمان من كل جانب !
............
في قصر الثوار :
كلاود بقلق : لورا أأنتي بخير ؟ أخبرني أرجوكِ .
لورا وهي تبكي : لماذا حدث ذلك كلاود ؟ أخبرني .. أكان عليه أن يتهور بهذه الطريقة ؟ كلاود .. دانيل قام بإنقاذنا جميعاً .. ولكن نحن لماذا نعجز عن ذلك في كل مرة أجبني ؟
صدمت وهي تجد نفسها بين يدي كلاود الذي ضمها إليه برفق وهو يمسح على شعرها بحنان وما كان منها إلا أنها تتشبث جيداً به .
............
عند الحكيم :
آرثر بإبتسامة : على الأقل سمحت لهم بالمجيء وقضاء اليوم هنا .
الحكيم : هذا لإن جراحهما بخير وليست خطرة .. ويمكنهما المغادرة في المساء .
آرثر : جيد لكما .. أحسدكما على ذلك .
هنري بتعب شديد : إذن أبذل جهدك لتتعافى وتخرج من هنا أنت أيضاً .
نهض لويس وجين ليمسكا به إذ بدى أنه على وشك السقوط في أي لحظة .
الحكيم وهو يتنهد : من فضلك هنري لماذا غادرت فراشك ؟
هنري بألم : أردت رؤيتهم فقط .. وأيضاً لقد سمعت صوتهم جميعا ً .. لذلك ..
ساعده لويس بالجلوس بجانب شقيقه الأكبر .
آرثر بقلق : لازالت حرارتك مرتفعة يا أبله .
هنري : تتحدث وكأنك لم تتمنى رؤيتي صحيح ؟
إبتسم آرثر وهو يعبث بشعر شقيقه .. بينما إبتسم الجميع أيضاً .
جين : وأنت أيضاً تماثل لشفاء بسرعة .
هنري بإبتسامة : أنا بخير بالفعل .. أعني لو يسمح لي ...
آرثر و الحكيم : أنت تحلم أن تغادر المكان الآن !
نظر هنري لهما ليتنهد بضجر بعدها بينما انفجر البقية ضحكاً عليه .
إيزابيلا بسعادة : يسعدني حقاً أنكم جميعاً بخير .
إلتفت الجميع لرؤيتها وتحيتها بإبتسامة .
آرثر : صغيرتي هل كنتي تبكين ؟؟
إيزابيلا : قليلاً فقط .
هنري بتنهد : الشيء الوحيد الذي تجيدين القيام به هو البكاء !
إيزابيلا بإحراج : أصمت رجاءاً يا أخي .
دورثي بهدوء : من فضلك لا داعي لمعاملته بهذه الرقة إيزابيلا .. يمكنك قتله إن تحدث معك بهذه الطريقة .
لويس وهو يسحب إيزابيلا من يدي دورثي : لا تقومي بتلويث أفكارها يا عزيزتي .. دعيها وشأنها .
أخفضت إيزابيلا رأسها بإحراج ..
لويس بإبتسامة : لا داعي للخجل الآن صحيح ؟ أعني أنتي رفضتني وقمتي بصفعي أيضاً .. لا بأس يمكننا ان نكون أصدقاء صحيح ؟
أومأت برأسها بمعنى أجل ليبتسم الحاضرون في المكان .
فريدريك بإبتسامة : رؤيتكم بهذه الحالة .. تعيد القليل من الأمل إلي الآن .
دورثي : ولكن ذلك الأبله ...
جين : أي واحد ؟
فريدريك وقد إختفت إبتسامته : دانيل لقد تم أسره .
لويس بصدمة : ماللذي تقوله فريدريك ؟
هنري : مستحيل .
آرثر : هذا سيء .
جين بغضب عارم : ومالذي نفعله هنا إذن ؟ علينا الذهاب وإنقاذه حالاً .
فريدريك : نحن نعمل على ذلك .. ولكن الأمر بحاجة للقليل من الوقت .
جين : أأنت جاد ؟ نحن نتحدث هنا عن الكنيسة .. لا يمكننا تركه هناك فقط .
فريدريك : ولا يمكننا النخاطرة بحياة أحد آخر أيضاً جين .. علينا أن نصبر قليلاً فقط .. وأيضاً جوليان هناك الآن .. ربما تستطيع مساعدته .
جين بإنزعاج أكبر : هل ذهبت حقاً ؟
فريدريك : أجل .
جين وهو يحطم الكوب الذي بيده : تباً !
لينهض بعدها ويغادر المكان .
.........
في مناطق الكنيسة :
أدريان بغضب : لا شأن لك بأي شيء أتفهم ذلك ؟؟
جاكوب وهو يمسك به من ياقته : أنت عليك أن تحترمني أتفهم ؟
أبعد أدريان يدا جاكوب عنه ونظر له بحدة شديدة ليدخل إلى غرفته ويغلق الباب بقوة شديدة وقد كاد أن يحطمه !
كاثرينا بتوتر : س .. سيدي هل أنت بخير ؟
جاكوب : أجل بخير .. حالياً فقط .
لينهض ويغادر المنزل .
..........
في الزنزانة :
دانيل بشيء من الإنزعاج : ولكن لماذا ؟ وكيف حدث ذلك ؟ أجبني لماذا ؟
أخفض السجين رأسه بهدوء قبل أن يتنفس ويتحدث بعمق : لا تنظر لي بهذه الطريقة دانيل .. أنا حقاً لم أقم بخيانة أحد .
إبتسم بهدوء ليتحدث : أعلم ذلك .. أعلم أبي .. ولكن ماذا حدث قبل إثنتي عشر عاماً ؟ لماذا تشاجرت مع سيدي جاك ؟ لما أعلنت الثورة ولم تذهب لتحدث معه ؟ ماذا حدث ؟
جلس السجين ( جون ) بجانب دانيل وهو يربت عليه بهدوء : إنها قصة طويلة حقاً دانيل .
دانيل بإبتسامة : وأنا لدي اليوم بأكمله لأصغي لك أبي .. ولكن أريد حقاً أن أعلم ما هي العلاقة التي جمعتكما .. وكيف تفرقتما ؟
إبتسم جون بحنين للماضي ليجيب : العلاقة التي جمعتنا هي الأخوة دانيل .. مثلك ومثل أدريان .. ولكن ما فرقنا هو .............
..........
لنتركهما يتحدثان معاً ونعد إلى الحكيم في مناظق الثوار :
فريدريك : إذن سنترككما الآن .. أتمنى لكما الشفاء العاجل .
لويس بإبتسامة : أرجوكما إعتنيا بنفسيكما جيداً .
آرثر : شكرا لكما .. لا داعي للقلق .
هنري : أجل وكأنك تهتم .
إقترب لويس وأمسك به من أذنه ليتحدث بشقاوة : لا تظن أنني سأعتذر منك فأنت أزعجتني أيضاً .. ولكنني فقط سأعتذر لآرثر لإنه قلق عليك يا هنري .
نفخ هنري وجنتيه بإنزعاج ليتحدث : أبعد يدك عني .. ولا تعتذر فأنا لست بحاجة إلى إعتذارك لإنني أنوي تنفيذ ما يدور في عقلي فقط .
لويس : حقاً ؟ وما هو الذي يدور في عقلك ؟
هنري بإبتسامة : دعني أرى سأنتقم منك بطريقة ما ومن ثم سأسامحك .
لويس : لا بأس إذن سأكون بإنتظار إنتقامك هذا .
إيزابيلا بعتاب : يكفي كلاكما .. أنتما تتصرفان كالأطفال تماماً !
ضحك كلاهما بخفة قبل أن يغادر الجميع .
الحكيم : إذن هنري حان موعد عودتك لفراشك انت أيضاً .
هنري بتذمر : ولكن أنا لم أتحدث معه بعد .
آرثر بإبتسامة حنونة : لا تقلق .. سنفعل ذلك عندما تتحسن صحتك .
هنري بإبتسامة : أجل بالطبع .. وأيضاً يا أخي عندما تتحسن أنت أيضاً سنقيم حفلاً كبيراً .
آرثر بإبتسامة : جيد إذن عليك أن تبدأ بجمع المال لهذا الحفل .
هنري : لا تقلق من هذه المشكلة .. فقط تحسن وعد سريعاً إلينا يا أخي .
إبتسم آرثر له .. ليغادر هنري المكان .
..........
مضى الوقت سريعاً وها هو المساء قد حل أخيراً ليعلن عن نهاية اليوم الأغرب بالنسبة لجميع أصدقائنا ... ولكن ما حدث في ذلك المساء تعدى غرابة ما حدث
كان آرثر يجلس بهدوء وهو يمسك بكتاب ما ويقرأ به .. دخل الحكيم ليخبره بوجود زائر له ... رفع رأسه بدهشة فبحسب علمه لم يتبقى أحد لم يأتي اليوم لرؤيته .. ولكن تلك الدهشة إزدادت و بدت الحيرة واضحة على محياه وهو يراها تقف أمامه بطريقة لم يسبق به رؤيتها بها .. تنظر نحو الأرض بخجل وربما بالقليل من الحزن .. نظر إليها بغضب وحدة عندما إبتلع تلك الدهشة .
آرثر بحدة : ماذا تفعلين هنا ؟؟ بل كيف تستطيعن الخروج من القصر والسير هكذا في الطرق بمفردك آنسة آنجلينا !
نظرت له بتوتر قبل أن تتحدث بندم لم يسبق له أن يسمعها منها : أنا .. حسناً لقد سمعت أنك مصاب بمرض خطير وبحاجة لرعاية .. وأيضاً .. أنا ...
رفع أحد حاجبيه بإستنكار تام ليتحدث بحدة أيضاً : وما شأنك أنتي ؟ أعني حسناً بالطبع لستِ حزينة على ما حدث صحيح ؟ ماذا تريدين الآن يا آنسة ؟
أخفضت رأسها لتتحدث بتلعثم : أنا .. أُحبك .. وأنت لم تقبل بذلك .. أعني لطالما تجاهلتني .. وحتى إيمليا أيضاً أحبت شقيقك ولكنكما .. ملتزمان بعملكما ولا تنظران لنا أبداً ... ولهذا السبب ..
تحدث آرثر بسخرية شديدة : ولهذا السبب قررتما أن تقوما بتسبيب المشاكل لنا دائماً ؟؟ وتعذيبنا أو إذلالنا أمام الجميع ؟
تنفست أنجلينا بعمق قبل أن تتحدث وهي تقترب منه وتبعد الكتاب من بين يديه : لا يهم الآن آرثر .. أعلم أنني وأختي تمادينا أكثر من الازم معكما كما أعلم أنه سيكون من الصعب لكما أن تسامحانا ولكنني منذ هذه اللحظة سأكون خادمتك الشخصية إن رغبت .. سأفعل كل شيء من أجلك .. حتى تسامحني .
آرثر : حقاً ؟ خادمة ؟؟ أخبرني ماذا حدث لعقلك أنجلينا ؟؟
أنجلينا وقد بأت الدموع تتجمع في عينيها : أنا كنت خائفة .. لقد كنا خائفتان وبشدة أيضاً .. عندما علمت أنك مصاب بمرض خطير .. خفت أن ترحل دون أن أكون قادرة على إخبارك الحقيقة على الأقل .. آرثر أنا .. أقسم أنني آسفة .. بكل حال سأبقى هنا معك .. حتى تشفى وتخرج .. وحتى تغير رأيك عني .
ظهرت إبتسامة سخرية على شفتيه ليتحدث وهو يستعد للنوم : حقاً ؟ لنرى عزيمتك على تغير رأيي يا آنسة .. بالرغم من أنني أنصحك بالعودة إلى المنزل .
أنجلينا وهي تطفئ الشمعة التي بجواره : لا تخف يا عزيزي سأكون هنا وبالطريقة التي تحبها .. لن أكون تلك المتعجرفة أو المغرورة .
............
في الغرفة الأخرى :
هنري بغضب : لا .. تعني لا .. لست غاضباً حقا إن كنتي قد قمتي بعقابي أنا أو إهانتي ولكنكِ وفي إحدى المرات أهنتي أخي الأكبر وهذا أمر لن أغفره لكِ لو مهما حدث .
إيمليا ببكاء : ولكن أرجوك ... يمكنني الإعتذار إليه .
هنري : تحلمين .. لن أغفر ذلك حتى لو سامحك هو .. أفضل أن الموت على أن أحب فتاة قامت بإيذاء أخي الأكبر الذي قدم حياته بأكملها لي ولسعادتي .. وهذا هو نهاية النقاش يا آنسة .
ليطفئ الشموع في الغرفة ويضع الغطاء على رأسه .. ليعلن أنه حقاً قد إنتهى ذلك النقاش
01-30-2014, 06:19 PM
المواضيع المتشابهه 
920Likes
العرض العادي
