عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree920Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 8 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #366  
قديم 03-14-2014, 08:25 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسطورة زمن






صباح الخير عزيزتي ابتسامة أمل‏ ..
أهلا بكِ عزيزتي أسطورة

كيف أحوالك ؟!
بخير والحمد لله .. وأنتي ؟؟

~هذا تقييم أولي للرواية بحسب شروط المسابقة~


/


‏*الفكرة و الأسلوب*‎


جدير بالذكر مدى جمال فكرتك ، فالعصر الذي تجري فيه أحداثها غني جدا بالقضايا التي يمكن أن يحكى عنها ..

أحببت قصة الأخوين الذين تم التفريق بينهما و قلب أحدهما على الآخر ليكونا أعداء ..
لقد كانت الرواية مليئة بالمشاعر و الاحاسيس التي تألقت ببراعة في إيصالها ..
شكرا لكٍ عزيزتي على هذا المديح ..

و لكنك حرمتنا من الغوص الكامل في الأحداث عندما اختصرت السرد بشدة ،
بحيث كان السرد الوحيد في الفصول هو الجملة أو الجملتين التي تكون عند بداية المشاهد ..
ففي أحيان كثيرة يصعب معرفة ما يحدث أو أين تكون الشخصيات و ماذا تفعل حين يختصر الأمر على الحوار فقط
أعتذر على هذه فأنا حقاً أحاول تنمية مهاراتي في الوصف والسرد وأتمنى أن يظهر التحسن
في روايتي القادمة .
كما أن حوارات الشخصية بحد ذاتها يجب أن تصفيها ، فتخبرينا ماذا يظهر عليها من انفعال .. شكليا و داخليا ..
باختصار ... أظن بأنك كنت بحاجة لمزيد من السرد ..
حتى تحلقي برائعتك هذه إلى المدى الذي تستحقه ..
بإذن الله سأقوم بذلك إبتداء من روايتي القادمة
هنا لدي بضع ملاحظات على بضع عبارات وجدت خطأ في تعبيرها ..




مضجع بالدماء


مضجع .. تعني أن الشخص مستلقي على جانبه بوضعية راحة و استرخاء ،
"مضرج" بالدماء ... هي الكلمة الصحيحة
ح4
-



اتسعت ابتسامة كل من في الكنيسة


ليس هذا خطأ بالمعنى النحوي و التعبيري ...
لكن أحدا منا لا يعرف من هم الذين في الكنيسة ، فهم قد يكونون اتباع البابا .. لكن الكنيسة قد تحوي كذلك المصلين ..
لقد كنت بحاجة إلى تفصيل واحد يوضح مثلا أن البابا و اتباعه كانوا وحدهم في حجرة خاصة من الكنيسة ..
أو لأمكنك القول فقط أن اتباع و رجال البابا ابتسموا للفكرة
محقة

-


لتغادر بها تلك القاعة وهي في طريق الذهاب إلى غرفتها لولا ذلك الشخص الذي صدم بها و بدء يمسح شعرها بحنان.‏


أظن أنه كان من الأفضل لو أنك قلت بأن شخصا أو شابا اعترض طريقها ، ليحتضنها مهدئا و يمسح على شعرها ..
بدلا من الاصطدام الذي يبدو غريبا في العبارة ..


-


بل اجهشت في البكاء حتى نامت بين أحضان شقيقها الأكبر ليحملها بدوره إلى غرفتها


لا ينام المرء واقفا .. لو كانا جالسين على أريكة مثلا كان هذا ليكون منطقيا ..
أو ربما هي غابت عن الوعي و رغم تحفظي على "الإغماء" إلا أنه تفسير أفضل ..



‏/



‎‏*الشخصيات*‏‎

لا تتصورين كم عشقت ادريان أو كلاريس .. أحببت دانيل و الامير أيضا ..
لكنني أحببت كلاريس أكثر ..
يعود السبب إلى الإحساس الذي كتبت به عنهم و نجحت في نقله للقارئ

لكن تركيزك على هؤلاء الأربع جعل من البقية هامشيين للغاية ..
فكلاود مثلا من الواضح أنه الأكثر أهمية بين أصدقاء دانيل ..
و لكنك حجبت باقي الشخصيات في الرواية بتركيزك على هؤلاء الأربعة فقط .. طبعا عدا البابا ..
الفصول التي تليها ستفصل حياة البقية
كما لم تصفي لنا أي شخصية و مظهرها ...
الواقع لقد كنت أكتفي بالصور .. ولكن من الرواية التالية لن أستخدمها حتى

‏/


‎‏*الأخطاء الإملائية*‏‎

يوجد البعض منها في الفصول .. لكن ليس بما يفسد انسجام القارئ بالقصة ..
و هي كما أخمن أخطاء تحتاج مراجعة أكثر للنص ..


‏/


ختاما ~
أتمنى أن لا تزعجك ملاحظاتي عزيزتي ..
فالحقيقة أن روايتك أثارت إهتمامي بحيث رحت ألوم نفسي لأني لم أرها قبلا ... و أنا حقا لا أريد لأي خطأ مهما كان صغيرا أن يكون فيها ..
أريدك أن ترسلي لي روابط باقي الفصول إذا استطعت ... ليس للمسابقة ..
بل لأجلي .. فالفصل الثالث قد توقف في لحظة حرجة قطعت أنفاسي ..
و أريد أن أعرف المزيد عن مصير كلاريس ..
شكرا لكِ عزيزتي أسطورة ... ردك لم يزعجني البتة فأنا بحاجة إلى مثل هذه النصائح
سأرسل لكٍ بقيت افصول ما إن تنتهي الرواية على ملف الورود وأتمنى منكِ بعد متابعتها
أن تقومي بنقدها مجدداً حتى أحسن من أسلوبي في المستقبل وفي روايات أخرى
شكرا لكِ عزيزتي على هذا الرد الجميل

بالتوفيق لك ابتسامة .. أنت حقا كاتبة مذهلة بروعة إحساسها

لك خالص ودي
مشكورة مرة أخرى .. تحياتي لكٍ
__________________
كل عااام وانتم بألف خير
أشكركم حقاً على كل الاوقات الجميلة التي قضيتها هنا
وكل الصديقات التي قادني الأيام للتعرف عليهن
ولكن الآن أنا لم أعد قادرة على الدخول , لدي الكثير من المشاغل
التي تشغلني .. لذلك سامحوني أرجوكم عن أي خطأ بدر مني
وتذكروني بدعائكم
من يعلم قد أعود في أحد الأيام لهذا الصرح لذا لن أقول أنه إعتزال مؤبد
فمن يعلم متى قد أتمكن من العودة و الدخول
رد مع اقتباس
  #367  
قديم 03-14-2014, 08:33 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة NoNi cHAn
السلام عليكم حبيبتي أعذريني على ردي المتأخر كتتتييير عن جد أسسفه
أهلا بكِ عزيزتي نورتي بعودتك للرواية

الفصل الرابع عشر :

ماذا سيحدث في تلك المعركة ؟ دانيل vs جاكوب .. لويس vs أدريان ؟

لا أعلم لكن متحمسه لمعرفة ،، سوف تهزم جاكوب هاهاهاهاها ،، لا أعلم من سيخسر

لقاء بين كل من إيزابيلا و لويس .. لويس وهنري ؟ ما هي النتيجة ؟

لا أعلم

من المنتصر ومن سيكون الخاسر ؟

الكنيسة ستخسر مثل جاكوب هاهاهاهاهاهاهاهاهاها

ذلك السجين من يكون وما علاقته بأدريان ؟

جون يمكن

دورثي وحبها لدانيل ؟؟

تموت مع حبها لكن لن يحبها أبدا هههههه

في أمان الله
ههههههههههههه .. شكرا على أجوبتك الحلوة يا عسسل


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة NoNi cHAn
السلام عليكم حبيبتي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الفصل الخامس عشر :

من هو قاتل الجواسيس في الكنيسة وهل سيتمكن كارل من معرفته ؟

أحد الثوار ،، لا أظن


هل ستعود جوليان لمناطق الكنيسة لإنقاذ شقيقها ؟

يمكن
:77:


ماذا عن دانيل و أسره هل سيكون بخير ؟ وكيف سيتمكن من الخروج ؟

لا
سعذبه فرنالدو هاهاهاهاهاها ،، يساعدة الثوار بالإضافة إلى أدريان
ههههههههههه .. ما هذا الشر يا فتاة ؟؟

إنتهت المعركة لدى الثوار بإصابة كل من هنري – لويس – جين فما هو مصير كل منهم ؟

ينجون ويتعافون جميعا أي2


مصير علاقة جين وجوليان ؟

لا أعلم


وهل ستعود الأمور لما كانت عليه بين لويس وأصدقاء طفولته ؟

لا ستتغير
لماذا ؟

في أمان الله
بحفظ الله عزيزتي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة NoNi cHAn
السلام عليكم
وعليكم السلام
الفصل السادس عشر :

برأيكم ما هي القصة التي يخبأها جون والتي كشفها لإبنه ؟

لا أعلم



جوليان وشقيقيها هل سيعيش ثلاثتهم في بيت معاً مرة أخرى ؟

نعم أتمنى هذا



ماذا عن حب كل من أنجلينا و إميليا للأخوين ؟؟

حب كاذب من أول حرف إلى أخرة

هههههههههههههه
وماذا عن ادريان الذي يخبئ مقدار كبير من الغضب تجاه جاكوب ؟

لا أعلم ماذا سيفعل

في أمان الله
شكرا لكِ عزيزتي على ردودك الرائعة ومتابعتك لرواية
منووووورة قلبوا
NoNi cHAn likes this.
__________________
كل عااام وانتم بألف خير
أشكركم حقاً على كل الاوقات الجميلة التي قضيتها هنا
وكل الصديقات التي قادني الأيام للتعرف عليهن
ولكن الآن أنا لم أعد قادرة على الدخول , لدي الكثير من المشاغل
التي تشغلني .. لذلك سامحوني أرجوكم عن أي خطأ بدر مني
وتذكروني بدعائكم
من يعلم قد أعود في أحد الأيام لهذا الصرح لذا لن أقول أنه إعتزال مؤبد
فمن يعلم متى قد أتمكن من العودة و الدخول
رد مع اقتباس
  #368  
قديم 03-14-2014, 08:36 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملكة الفلة ؛)
انتي رائعة وروايتك اروع
شكرا لك


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rola_20
قرأت البارت الأول فقط
ولكن الرواية جميلة جدا والقصة رائعة
مشكورة حبي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة DOOSHTE
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الفصل كان مررررره مشوق تحمست كتيييير مع الأحداث وكمان حزنت على أسر دانيال حرام عليك يا بنت
هههههههههه .. يسعدني أن الفصل أثر فيكي لهذه الدرجة ..
الأسئلة :
برأيكم ما هي القصة التي يخبأها جون والتي كشفها لإبنه ؟
ما بعرف بس أكيد بتأثر بالأحداث القادمة
جوليان وشقيقيها هل سيعيش ثلاثتهم في بيت معاً مرة أخرى ؟
نعم لكن رح ينتظرو لفتره
ماذا عن حب كل من أنجلينا و إميليا للأخوين ؟؟
مدري
وماذا عن ادريان الذي يخبئ مقدار كبير من الغضب تجاه جاكوب ؟
لا أضنت انه يستطيع فعل شيئ ففي النهاية هو يتظاهر بفقدان الذاكرة
في النهاية أسفة على الرد القصير و المتأخر وأتمنى ترسليلي رابط البارت الجاي
بالتأكيد عزيزتي سأرسله لك .. شكرا لمرورك غاليتي
في أمان الله وحفظه
__________________
كل عااام وانتم بألف خير
أشكركم حقاً على كل الاوقات الجميلة التي قضيتها هنا
وكل الصديقات التي قادني الأيام للتعرف عليهن
ولكن الآن أنا لم أعد قادرة على الدخول , لدي الكثير من المشاغل
التي تشغلني .. لذلك سامحوني أرجوكم عن أي خطأ بدر مني
وتذكروني بدعائكم
من يعلم قد أعود في أحد الأيام لهذا الصرح لذا لن أقول أنه إعتزال مؤبد
فمن يعلم متى قد أتمكن من العودة و الدخول
رد مع اقتباس
  #369  
قديم 03-14-2014, 08:42 PM
 
.













.





مقدمة الفصل :

العقل البشري من أكثر الأشياء تعقيداً في العالم .. حيث لا يوجد إنسان قادر على قراءة ما يدور في ذهن الشخص الذي يقف أمامه .. كل ما يمكننا فعله هو محاولة لقراءة أفكار من أمامنا من خلال مراقبة تصرفاته .. إبتسامته ونظرات العينان




البارت الجديد


بداية الفصل الثامن عشر :

بعد مرور أسبوع من تلك المعركة في قصر الثوار :

جلس فريدريك في المكتب الخاص بهم وهو يراجع بعض الأعمال بهدوء ظاهر وغضب ممزوج بالقلق يتأجج بداخله ويشعل روحه .. جلس كلاود بجانب لورا بعد أن إنتهيا أخيرا من وضع اللمسات الخاصة على الطابق الثالث الذي إنتهى بناءه أخيراً .. أما جين فقد حبس نفسه في غرفته منذ ذلك اليوم الذي علم فيه بمغادرة جوليان المكان .. أنهت جولييت إعداد العصير الذي يفضله فريدريك له وللبقية .. لم يغادر الحاكم وأبنائه بعد .. فهو لازال موجوداً في قصر الثوار إلا أنه يبقى في غرفة دانيل أغلب الوقت .. أما لويس فقد كان يتجول بالأرجاء دائماً ويحاول تلطيف الأجواء في المكان فالقلق والغضب والحزن يسيطر على كل من يسكن هنا .. هو يقدر شعورهم تماماً .. لطالما كان دانيل إلى جانبهم في كل الظروف وهم الآن غير قادرين على إنقاذه حتى .. أما دورثي فقد جلست مع إيزابيلا طوال الوقت وقد أغلقن الباب على أنفسهن ولم يسمحن لأي أحد بالدخول حيث كانتا تقولان للجميع أنه موضوع سري .

جولييت بإبتسامة : تفضل العصير .. أظن أنك بحاجة للقليل من الراحة فريد .

أبعد عينيه عن تلك الأوراق لينظر لها ثم يبتسم بقليل من الود : شكراً لكِ جولييت .. أخبريني ماذا يفعل الجميع ؟؟

جولييت وقد أخفضت رأسها : لم تتغير حالهم كثيراً .. أعلم أن ما نمر به الآن مزعج ولكن لن نتمكن من تحقيق أي شيء إن جلس كلاٌ منا يفكر بما فقده فقط .

تحدث لويس الذي دخل إلى الغرفة للتو : أنتي محقة .. يجب على الجميع النهوض مجدداً .. وايجاد الوقت المناسب للقتال وإعادة ما فقدناه .. وليس الجلوس كالأموات

إبتسم فريدريك على لويس الذي كاد يفقد عقله من الملل و الإكتئاب المنتشر حوله : لا تقلق .. سيعود كل شيء كما كان سمو الأمير .. أنا واثق من ذلك .

أشاح لويس برأسه بإنزعاج : هلا توقفت عن مناداتي بسمو الأمير من فضلك ؟َ! أنت والجميع هنا .. إسمي هو لويس إنه ليس صعب النطق كما ترى .

كلاود بهدوء : سيخرج هنري من المشفى اليوم صحيح ؟ ومن ثم لقد تم تنظيف القصر بالكامل بحسب كلام ذلك الجندي الذي عينه دانيل مسؤولاً عن ذلك .. ولكن فريد إسمح لي بالذهاب وتفقد الأمور هناك بنفسي أولاً .

فريدريك : أجل سيخرج اليوم .. لا بأس أظن ان هذه الفكرة أفضل لا يمكننا السماح لهم بالعودة دون أن نتأكد بأنفسنا .. وأجل خذ أحدهم معك .

تدخلت لورا أيضاً في الحوار : أنا سأذهب معه .

فريدريك وقد عاد للعمل : جيد .. أعتمد عليكما إذن .

لويس : أريد الذهاب أيضاً .

نظر فريدريك له قبل أن يتحدث : ولكن سيدي .. لا يمكننا المخاطرة بذهابك الآن .

لويس بإنزعاج : إسمي لويس لا سيدي .. وثانياً أنا لستُ طفلاً ويمكنني حماية نفسي بنفسي .

تنهد كلاود بتعب ليتحدث : لا بأس دعه يأتي فريد سنقوم بحمايته .

شد لويس على قبضة يده بغضب ليتحدث بإنزعاج : أخبرتك أنني لستُ طفلاً وأنني قادر على حماية نفسي .. لماذا تصرون على إزعاجي ؟؟

...........


عند الحكيم :

الحكيم بإبتسامة : أخيراً ستغادر هذا المكان .

هنري بإبتسامة أيضاً : أنت محق .. ليس أن المكان سيء هنا ولكن .. علي أن أكون موجوداً في ساحة المعركة ومستعداً لكل شيء .

آرثر وهو يربت على شعره : ولكن كن حذراً يا أخي .

هنري بإبتسامة : لا تقلق أبداً .. كل شيء سيكون بخير .. فقط أرجوك أعتني بصحتك جيداً .

آرثر : لا تقلق .. كما ترى فأنا لا أفعل أي شيء هنا .

هنري : أتمنى لو يتم تقيدك إلى سريرك فقط .

آرثر بعبوس : تتحدث وكأنني شخص يخالف الأوامر والتعليمات .

هنري بغضب : أجل أنت كذلك .. لقد قال لك الحكيم أن تبقى في فراشك إلا أن يحضر تلك العشبة التي يصنع منها دوائك .. بما أنها نفذت من هنا ولكنك الآن تخالف أوامره .

آرثر بإبتسامة : أردت رؤيتك فقط .. هل هذا خطأ ؟

أشاح هنري برأسه إلى جهة أخرى ليتحدث بصوت منخفض : ربما من يعلم .. وكأنني كنت سأغادر هذا المكان دون القدوم والجلوس معك قليلاً .. ومن ثم ألست من قال لي أنه علي الإعتياد على العيش دون رؤيتك ؟ فلماذا تتراجع الآن ؟

شد آرثر على قبضة يده ليسير مبتعداً ويعود لغرفته .

إميليا من خلفه : أهذه هي الطريقة المناسبة حقاً لذلك ؟؟ أعني أن تتحدث إليه بهذه الطريقة قبل أن تغادر أمر سيء هنري .

نظر لها بالقليل من الغضب قبل أن يتحدث : ليس وكأن هذه المحادثة ستكون الأخيرة بيننا ومن ثم أنا بالتأكيد لن أرحل اليوم من هنا وهو غاضب .

إميليا وهي تجلس على الكرسي : ولكن .. قد تسوء صحته بسبب ذلك وكما تعلم الدواء ليس هنا !

تنهد ليلقي بجسده المرهق نحو السرير وهو يتحدث : أنتي ستغادرين اليوم صحيح ؟

إيمليا بإبتسامة : أجل .. سأعود إلى منزلي بعد مغادرتك .

نظر لها بهدوء ليتحدث : ولكن أنا لن أغادر إلا ليلاً لا يمكنك العودة بعد غروب الشمس .. قد تصابين بمكروه ما .

إيمليا بهدوء : هل ستعود إلى القصر ؟

هنري وهو ينظر لسقف الغرفة : من يعلم .. سأحاول العودة لحماية سيدي الأمير ولكن .. سيدي جاك هو المشكلة .

إيمليا وهي تشيح بوجهها : عمي ليس سيئاً كما تظن .

هنري بإبتسامة مستفزة : أنتي محقة أعني عندما أقارنه بكِ يمكنني رؤية طيبته بوضوح تام .

قامت بإلقاء الوسادة عليه لتنهض وهي تتحدث : لا يهم .. سأغادر الآن .. سأذهب وألقي التحية على آرثر و آنجلينا أيضاً .

هنري : هل ستبقى آنجلينا هنا ؟

إيمليا : أجل فآرثر لم يشفى بعد وأيضا .. شقيقك لديه قلب وأسلوب ألطف وأطيب منك بكثير .. ولذلك فأختي قررت البقاء ومحاولة كسب حبه حتى النهاية .

إبتسم هنري بهدوء ليجيب : ربما من يعلم قد تنجح في ذلك حقاً .. أعني بالتفكير في الأمر فأنجلينا لم تؤذنا بالقدر الذي قمتي أنتي به .

إيمليا وهي تشيح بوجهها عنه : حسناً , لقد إتفقنا أنني لن أحاول كسب حبك ولكنك سوف تسامحني بعد أن إعتذرت لآرثر ولك عشرات المرات .. ووعدتني أن نصبح صديقين صحيح ؟؟ لا أظن أنك تعلم ما معنى صديق .. توقف عن إزعاجي بالماضي أرجوك هنري .

هنري بهدوء : حسناً , حسناً .. أعتذر لذلك إيمي .

إبتسمت الأخيرة برضى لتغادر بعدها .

تنهد هنري بشيء من الإنزعاج ليتجه إلى غرفة شقيقه .. وقف قليلاً عند باب الغرفة وهو يراه مشغولا بقراءة كتاب ما يمسكه بيده .. تقدم بهدوء ليجلس بجانبه دون أن يتحدث بحرفٍ واحد .. رفع آرثر عينيه عن الكتاب لينظر له بنظرة غريبة نوعا ما ليغلق الكتاب الذي بيده ويضعه بجانبه ليستلقي بعدها ويعطي ظهره لهنري

هنري بإنزعاج : لا تتصرف كالأطفال آرثر .. تعلم أنني هنا كي أعتذر منك .. ولابد من أنك تعلم أنني لم أقصد أي حرف مما نطقت به ولكن أنت في بعض الأحيان تشعرني بالغضب يا أخي .. أنظر إلى نفسك أنت لا تهتم أبداً بصحتك .

آرثر بهدوء : لا تتدخل فيما لا يعنيك .

هنري بشيء من الغضب : بل الأمر يعنيني يا أخي .. أنت أخي .. أنت هو الشخص الذي جعلني أشعر بالأمان حتى بعد رحيل والداي( تحولت نبرة صوته للحزن الشديد ) آرثر لماذا تصمم على تعذيبي بهذه الطريقة ؟ أرجوك أخي إختر أي نوع آخر من العذاب إن رغبت ولكن لا تقم بإذاقتي من كأس الحرمان و الخوف مرة أخرى أرجوك أخي .

ليغادر بعدها المكان بسرعة خوفاً من عدم قدرته على منع تلك الدموع من مغادرة عينيه .. هو لم يغادر غرفة آرثر فقط بل غادر منزل حكيم بعد أن شكره على عجل ليركض بأقصى ما لديه من قوة حتى وصل إلى بوابة قصر الثوار توقف قليلاً ليلتقط أنفاسه .
...........


في أحد سجون الكنيسة :

جثى على ركبتيه وقد بدء يسعل بشدة وهو يخرج الدماء من فمه .. حاول أن يتنفس براحة أكبر إلا أن تلك الركلة قد حالت دون ذلك ! وضع يده على معدته ليزيد من حدة سعاله .. إبتسم معذبيه بخبث ليمسك أحدهما بشعره ويجبره على الوقوف على قدميه .

تحدث أحدهما : لقد إنتهت طاقته تماما .. الآن لن يتمكن من الصراخ حتى فقط سيتلوى من الألم .

أجابه الآخر بإنزعاج : ولكن لن تتاح لنا فرصة رؤية ذلك فالسيد فرناندو أمرنا أن لا نقوم بقتله حقاً .

نظر لمحدثه بغضب وهو يلقي بجسد الشاب أرضاً : كم هذا مؤسف حقاً .. إنه يوم حظك .

ليغادرا تلك الزنزانة ويغلقانها خلفهما .. حاول صديقنا الجلوس ولكنه عجز عن ذلك .. هو لم يعد يشعر بجسده بسبب ذلك الكم الهائل من التعذيب الذي تلقاه خلال الستة أيام الماضية .. أغمض عينيه ليستسلم للنوم تماماً .

..........


وفي إحدى غُرف ذلك المكان الذي كان يفترض به أن يكون مكاناً للعبادة والصلاة إلا أنه حول بسبب تلوث قلوب البشر لمكان يخطط فيه الأشخاص لكيفية قتل بعضهم البعض أو تعذيب الآخرين .. وقف فرناندو في منتصف القاعة وهو يستمع لكارل .

وضع فرناندو يده تحت ذقنه وقد بدى الإنزعاج جلياً على وجهه ليتحدث بقليل من الغضب : أتعني أن أدريان يقوم بخيانتنا كارل ؟

أومأ الشاب برأسه ليتحدث بهدوء : أجل سيدي .. كل الدلائل تشير إلى أنه من قام بقتل جنودنا .. ولكنني لا أعلم حقاً ما هو هدفه .

جلس فرناندو على أحد المقاعد ليتحدث إلى رجاله : إستدعوا أدريان إلى هنا الآن .

إنحنى الرجال له ليغادروا بعدها بحثاً عن آدريان .

وبعد نصف ساعة في المكان ذاته :

أدريان بهدوء : هل طلبتني سيدي ؟

فرناندو بقليل من الغضب : منذ نصف ساعة .. فأين كنت أنت ؟

أدريان وهو ينحني قليلاً : في المنزل .. أعني أنا لم أغادر منزلي اليوم .. وأيضاً سيدي أنا آسف حقاً لم اعلم بالأمر إلا منذ عشرة دقائق .

فرناندو وهو يتنفس بعمق : لا يهم .. أخبرني الآن أدريان .. كارل يتهمك بأنك أنت من قام بقتل جنودنا .. فما هي إجابتك ؟

نظر أدريان لكارل بحدة بينما تقدم الأخير وهو يتحدث : أجل أفعل ذلك .. فأنت الوحيد القادر على ذلك .

أشاح أدريان بناظره عنه ليتحدث : غير صحيح .. بكل حال الجريمة الأولى حدثت وأنا هنا أخطط للمعركة فكيف أتواجد في مكانين إثنين ؟

رفع فرناندو أحد حاجبيه وهو بإنتظار إجابة كارل .

كارل بثقة : يمكنك فعل ذلك بسهولة تامة .. فأنت غادرت القصر في ذلك اليوم بحجة أنك أردت إلقاء نظرة على الجنود ولكنهم جميعاً أخبروني أنك لم تتواجد معهم في ذلك اليوم .

إبتسم أدريان بمكر : أنت مخطئ كارل .. الواقع أرى أنك تمتلك سبباً لقتل أولئك الجنود .. فبحسب ما قمت به من تحقيق وجدت أنهم جميعاً كانوا يحملون معلومات مهمة عن دانيل .. دانيل الذي أنقذ أختك الصغرى من الموت .. وأنت ربما تريد حمايته حتى تسد دينك له .

كارل بإنزعاج : ربما أرغب بسد دينه له ولكنني لن أفعل ذلك .. لن أقوم بقتل أحدهم لإنه يحمل القليل من المعلومات عنه .

أدريان بإبتسامة : إذن ماذا أكنت تخطط لتهريبه من هنا مثلاً ؟؟

كارل بهدوء ممزوج بالكره : لا .. ربما أجل .. ولكنني تراجعت عن هذه الفكرة تماماً فأنا لن أعرض حياة شقيقتاي للخطر من أجل أي أحد .

إحتدت نظرات أدريان ليتحدث بعدها بإبتسامة خبيثة : أنت ألا تعلم ؟ أنت شخص أبله إن كنت تظن أن الأخوة هي التضحية .. بالنسبة لي فأنا أكره هذه العلاقة وبشدة .. وأشعر بالغثيان من مجرد رؤية أحمق يحاول التضحية من أجل إخوته أو أخواته ... والمغفل في الزنزانة التي في الأسفل أحد أهم الأمثلة في الفشل .

فرناندو وقد قطب حاجبيه بإستنكار : ماذا تعني بكلامك هذا أدريان ؟

أدريان بهدوء : سيدي فرناندو أنا أعلم الحقيقة بأكملها .. أعلم أن دانيل هونسون هو أخي .. وذلك السجين هو أبي .. ولكنهما كلاهما فشلا في حمايتي ..ماذا إستطاع دانيل أن يفعل سوى البكاء ؟ هو إستطاع الهرب من سيده وبنى لنفسه منزلاً ليعيش به مع أصدقائه .. إستطاع إنقاذهم جميعاً ولكنه فشل في إنقاذي .. وأبي لم يفكر ولو للحظة بمصير أطفاله عندما أعلن الثورة قبل أعوام .. بإختصار شديد أنا لم يعد أمر أسرتي الحقيقية يعني لي أي شيء .. كل ما في الأمر هو أنني سأكون تحت أمرك سيدي وتحت تصرفك فقط .

تجمد فرناندو في مكانه محاولا إستيعاب كلمات أدريان تلك .. ولكن الصدمة والدهشة كانت بادية على وجه كارل الذي لم يعد قادراً على الرد حتى !

فرناندو بريبة : وأين كنت إذن في ذلك الوقت عندما قتل جندينا الأول ؟

أدريان بإبتسامة : أولاً سيدي دع كارل يغادر الغرفة فهو شخص لا يمكن حقاً الوثوق به .

نظر فرناندو لكارل ليحرك يده بمعنى غادر الغرفة .. عض كارل على شفتيه بإنزعاج ليبتعد بعدها مغادراً المكان .

فرناندو بحدة : تحدث الآن .. أين كنت ؟

أدريان : الواقع سيدي لقد طلب مني جاكوب أن أقوم بالتحقيق بأمر غرفة سرية تقوم أنت بإخفائها .. يظن أنه قادر على إيجاد شيء ما ترغب بحمايته في تلك الغرفة .. وأنا تظاهرت بتنفيذي لتلك المهمة فقط .. هو قال لي أيضاً أنك أمسكته في أحد الأيام وهو بداخلها وقد عفوت عنه .

شد فرناندو على قبضة يده وهو يشعر بتوتر كبير .. وربما الحيرة أقرب من التوتر .. هل عليه ان يثق بأدريان الآن وقد علم بإستعادته لذاكرته ؟ ولكن قصة التي قالها عن جاكوب قد حدثت بالفعل !

تحدث أدريان بهدوء وقد جثى على إحدى ركبتيه أمام سيده : سيدي يمكنك إختبار ولائي بالطريقة التي ترغب بها .. أنت من قام بتقبل وجودي إلى جانبه .. علمتني حماية نفسي دون الحاجة لأي شخص آخر .. أخي إستطاع إنقاذ الجميع ولكن عندما يصبح الدور دوري .. فهو يستسلم بسهولة دون أدنى إهتمام أو محاولة لفهم ألامي .

لم يتخلى فرناندو عن تلك النظرة الحادة وعدم الثقة الكاملة ليتحدث : سنرى بهذا الشأن لاحقاً .. إذهب الآن و قم بجمع الضرائب .

نهض أدريان لينحني قليلاً وهو يتحدث : أمرك سيدي .

فرناندو : سأخبرك أنك تحت مراقبتي إبتداءاً من اليوم .

أومأ أدريان برأسه موافقاً ليغادر بعدها وقد بدى على وجهه ابتسامة غريبة إضافة لنظرة عينيه الغامضة !

تحدث فرناندو إلى نفسه بهدوء : والآن ماذا علي أن أصدق ؟ أيعقل أنه تخلى عن أسرته .. ولكن أن يكشف نفسه لي بأنه قد إستعاد ذاكرته .. لم أعلم حقاً .. ولكن أثق بأن نهاية جاكوب ستكون قريبة جداً .
.......


وفي إحدى الزنزانات في الأسفل :

فتح عينيه وهو يستشعر ذلك الألم الشديد الذي عاد ليتدفق في أنحاء جسده .. وبصعوبة شديدة نهض ليسير ويجلس بالقرب من الحائط .. وضع يديه على رئتيه ليتنفس براحة أكبر ..شد على قبضة يده اليمنى ليتحدث بسخط :" تباً لهم .. تباً "

رفع بصره لينظر إلى باب الزنزانة الذي فُتح وقد إحتدت عيناه إلا أنه أخفى تلك النظرة وأظهر إبتسامة مطمأنة على وجهه لاسيما عندما رأى تلك الدموع التي غزت وجهها .

دانيل بإبتسامة : جوليان .. هل قررتي العيش مع شقيقك كارل إذن ؟

جلست بجانبه وهي تمسح تلك الدموع المتمردة وقد بدأت بالنظر إلى الأمام بشرود .

جوليان بهدوء : أجل .. عندما أتيت إلى هنا في الأسبوع الماضي كان كارل في حالة سيئة جدا .. لقد قاموا بتعذيبه .. ولهذا قررت أن لا أتخلى عنه أبداً .

دانيل وقد وضع يده على يدها : لا بأس يا عزيزتي .. سيكون كل شيء بخير .

جوليان وهي تنظر إليه ولجروحه : ألازلت تردد هذه العبارة دانيل ؟ بعد كل ما حدث .. أتظن حقا أن كل شيء سيكون بخير ؟

دانيل بإبتسامة : بالطبع .. أنا وإن قتلت هنا أوقن تماما بأن الآخرين سيكملون الطريق و سينتصرون .. جوليان عليكي أن تعلمي أن الحرب ليس لعبة وأنه لا يوجد نصر دون خسائر أو تضحيات .. وأنا على أتم الإستعداد أن أكون الشخص الذي سيضحى به .

فتحت جوليان فمها لتتحدث لولا ذلك الشخص الثالث الذي شاركهما النقاش دون دعوة .

أدريان ببرود : هل أنت أبله أم ماذا ؟ عن أي تضحية تتحدث ؟ أتظن حقاً أن أحداً ما سيهتم بأمر دمائك إن قُتلت .. ربما يحزن القليل منهم على رحيلك ولكن .. لن يجرأ أحد على فعل شيء آخر .

أشاح دانيل بوجهه عن محدثه ليتحدث : ومن طلب رأيك أنت أيها الخائن ؟

أدريان بإبتسامة ماكرة : حقاً أخي ؟ أنا هو الخائن .. لا بأس أفضل أن أكون كذلك على أن أصبح شخصاً أبلهاً مثلك .. ولكن فقط إعلم أن الخائن الوحيد هنا هو الذي كان يعيش حياته في سعادة ويسعد الآخرين وهو يتناسى شقيقه الأصغر .

إحتدت نظرات دانيل ليتكلم بغضب شديد : ومن أخبرك أنني عشت حياتي وأنا أشعر بالسعادة .. ولم أتناسى ولو للحظة أمرك ولكن لم يكن بإمكاني أن أظهر فجأة وأخبرك بأنك أخي أو أحاول إستعادتك بعد أن غسل سيدك الأبله دماغك .

تحدث أدريان وهو يشد على قبضة يده اليمنى : ليس وكأنك حاولت حتى .. ولا تتحدث عن سيدي بهذه الطريقة أبداً .. كان عليك أن تحاول على الأقل لمرة واحدة .. حينها ربما لو أنني إستعدت ذاكرتي لشعرت بشيء ما إتجاهك غير الكره .

عض دانيل على شفته السفلية في محاولة منه لأن يهدأ .. بينما وجه أدريان نظره لجوليان .

أدريان ببرود : وأنتي لا يسمح لكِ النزول إلى هنا مرة أخرى .. فكما ترين نحن نحاول جعله ينهار وليس إعادة القليل من الأمل إليه برؤية صديق .. هذه المرة لن أخبر سيدي بوجودك هنا .. ولكن أقسم أنه في المرة التالية ستدفعين الثمن غالياً .

جوليان وقد تجمعت الدموع بعينيها : إنه شقيقك الأكبر .. كيف لك أن تتصرف معه بهذه الطريقة .. دانيل لقد ...

أدريان بنفاذ صبر : لا تتدخلي أنتي .. ومن ثم أنا لا أريد أن أصبح مثل هذا الفاشل .. ولا تلقبيه بشقيقي الأكبر فلو أن الأمر بيدي لما جعلته جزءا من حياتي فما بالك بأن يكون بيننا دماء مشتركة .

نهضت جوليان من مكانها وهي تنظر لدانيل الذي كان يشد على قبضة يده وقد غطت خصلات شعره الأمامية عيناه بعد أن أدمى شفته السفلى أرادت أن تتحدث معه لولا

فرناندو بهدوء : ألم تسمعي ما قاله لكِ أدريان ؟ غادري فوراً وإلا دفع كارل الثمن .

أومأت برأسها وقد شعرت بالخوف من جملته الأخيرة لتغادر بسرعة دون أن تنطق بأي حرف واحد !

إبتسم فرناندو وقد إتسعت إبتسامته الكريهة ليقترب من دانيل ويمسك به من شعره بقوة .

فرناندو بإبتسامته تلك : إذن دانيل ما هو شعورك الآن ؟

نظر دانيل له وقد إمتلئت عيناه بالحقد والإنزعاج الشديد بينما أبعد يداي عدوه عنه بقوة .

أدريان وهو يضع سيفه على عنق دانيل : من الأفضل لك أن لا تتحرك يا هذا .

نظر دانيل له بإنزعاج كبير .. بينما إبتسم فرناندو برضى وهو يرى ذلك الخط الأحمر الرفيع الذي تدفق من عنق دانيل .. إذ أن أدريان وضع سيفه بحدة وقوة على عنقه مما تسبب في جرحه .

دخل إثنان من الحرس إلى الزنزانة .. وقد بدت الدهشة على وجههما

الرجل الأول : سيدي فرناندو .. و أدريان .. هل من مشكلة سيداي ؟

فرناندو : لقد إنتهى دوركما بتعذيبه .. أحسنتما صنعاً الأسبوع الماضي .. والآن أدريان لما لا تذهب إلى مهمتك التي أمرتك بها منذ فترة .. وأنتما ساعداني بالإنتقال إلى مرحلة أخرى .

أبعد أدريان سيفه وما إن فعل ذلك حتى تقدم الرجلان ليقوما بتقييد دانيل .. ليغادر أدريان بعدها .

فرناندو بسخرية : إذن ما هو شعورك الآن ؟ صديقتك التي إعتنيت بها منذ الطفولة ... تخلت عنك ما إن هددتها بشقيقها الأكبر دون تردد .. وشقيقك الذي هو سبب مقاومتك وبقائك حياً ترزق حتى الآن .. يعلم تماماً أنك شقيقه وأنك تخليت عنه وبالرغم من ذلك تخلى عنك وإتهمك بالتقصير في حقه .

دانيل بغضب : ماذا أخبرته أنت هذه المرة ؟

فرناندو بإبتسامة : أعلم أنني لطالما كذبت عليه يا دانيل ولكنني اليوم فقط إكتشفت أنه إستعاد ذاكرته .. ولكن دعني أخبرك ماذا كنت أفعل به .. ولماذا يكرهك إلى هذه الدرجة .


..........


في قصر الثوار :

فريدريك : إذن كل شيء بالقصر يسير على ما يرام .

كلاود : أجل يا فريدي .

فريدريك : جيد أحسنتم صنعاً .

لورا : بالطبع سنفعل .. هل نسيت مع من تتحدث ؟

فريدريك بإبتسامة : وهل أجرء على فعل هذا الأمر ؟

لويس بشيء من الحيرة : ولكن ما بال هنري ؟ إنه ليس بخير .

فريدريك : لا أعلم لقد كان على هذه الحالة منذ عودته من منزل الحكيم .

جولييت : ربما تشاجر مع آرثر .

إيزابيلا بهدوء : ربما .. فهما يتشاجران كثيراً منذ أن أصيب آرثر بذاك المرض .

أخفض الجميع رؤوسهم ليتحدث فريدريك : لابد ان الأمر صعب جداً على هنري لتقبله .. آرثر كان بمثابة الأب و الأم لهنري .. رؤيته يموت أمام عينيه دون القدرة على فعل شيء ما .. سيكون قاسياً للغاية .

إيزابيلا وقد بدأت بالبكاء : ولكن ألا يوجد أمل ما في تحسن أخي .

لويس بحزن : لا .. لا تقولي ذلك .. سيكون بخير فهو رجل قوي .

جين بغضب : ولكنه أبله .. إنه لا يبذل جهداً في مقاومة ذلك المرض .. فقط لقد إستسلم له .. دون أن يراعي أن من حوله يتألمون بسببه .

كلاود : لقد بدأت تتحدث بعقلانية فجأة جين .

جين وهو يشيح بوجهه بغضب : أغلق فمك كلاود .. والآن ألم يحن الوقت لإعادة قائدي ؟؟

جولييت : القصر بخير الآن .. إنتهى أمر الخونة وقد قمنا بتنظيف هذا المكان منهم .. إذن ألم يحن الوقت بعد فريدي ؟

تنهد فريدريك بتعب ..

جاك بهدوء : فقط القليل من الوقت بعد .. سنعود إلى القصر اليوم .. وأقسم بأنني سأعيده إلى هنا خلال الأسبوع القادم .

فريدريك بإبتسامة : أجل وأرجوك أشركنا في مخططك .. فنحن لنا الهدف ذاته وهو إنقاذ دانيل .

جاك : أجل .. بكل حال لويس جهز نفسك للمغادرة وأخبر دورثي بأن تتجهز أيضاً للرحيل .

أومأ لويس برأسه ليغادر المكان بعدها .

دخل لويس إلى الغرفة التي قضت أخته بها وقتها .. وجدها تجلس بهدوء على السرير وهي تنظر للأمام بشرود .

لويس وهو يربت على شعرها : إذن ألن تخبرني أميرتي ما بها ؟

دورثي بإبتسامة زائفة : لا شيء يا أخي .

لويس وهو يتنهد : ألن تخبرني أميرتي بما حدث بينها وبين دانيل قبل المعركة وأسره في النصف ساعة التي إختفى كلاهما بها ؟

نظرت له بدهشة والقليل من الخوف و القلق .

إبتسم بحنان ليتحدث : ماذا ؟ لقد لاحظت غيابك ولكن بالطبع لن أتحدث أمام الجميع .. هيا إذن ماذا يجري بينكما .

أخفضت رأسها وهي تسمح لدموعها بالإنهمار وقد وضعت رأسها على صدره .

دورثي ببكاء : أخي أنا أحبه هو .. ولكنه قال لي أنه علي نسيان هذه المشاعر .. قال أنها ستتسبب لي بالمشاكل فقط .. إن علم أبي بحبي لمجرد حارس أو خادم في القصر .. أنا لا أهتم .. ولكنه لا يرغب حتى بالمحاولة .. كل ما يفكر به هو أبي وغضبه .

تنفس لويس بعمق ليقول بعدها : تعلمين أختاه أن أبي لن يقبل بهذه العلاقة لو مهما حدث .. ولكن دعي دانيل يعود أولا بخير .. ومن ثم سنرى بشأن مشاعره اتجاهك .. إن علمت أنه يبادلك الشعور ذاته فأنا سأساعدكما ولكن إن لم يفعل .. فعليكي نسيان أمره .. هل هذا مفهوم ؟

مسحت دموعها لتبتسم له وهي تومأ برأسها بمعنى أجل .

عودة إلى القاعة الرئيسية في القصر :

فريدريك بذهول : وماذا عن دانيل ؟

جولييت : إنه يحبها .. أتعلم لقد إنحنى بهدوء وقال لها أنه يخشى عليها من غضب والدها وأنه ربما يقوم الحاكم بتزويجها من ذلك الأمير عنوة إن علم بذلك .. وأيضا قال أنه يخشى عليها من أن تعيش الحياة التي يعيشها هو .. أخبرها أنه غير قادر حقاً على الإبتسام من أعماق قلبه .. وأن الحزن يلف به ويعصره وهي لن تكون سعيدة بإمضاء ما تبقى من حياتها معه .

كلاود بحزن : ونحن كالعادة لا يمكننا أن نفعل أي شيء لأجله صحيح ؟

لورا : ولكن هل علم دانيل بأنكما شاهدتما تلك المحادثة ؟ أعني أنت وجوليان .

جولييت : أجل لقد علم .. فقد سار من جانبنا ولكنه لم يتحدث معنا أبداً .. لقد كانت دورثي غارقة في البكاء .. ولهذا تمتم هو بعبارة " لا تبكي رجاءاً .. فدموعكِ هذه تزيد من ألمي " .. لا أظن أنها سمعته بأي حال .

جين : إنه أبله .. لماذا لا ...

فريدريك : أنت خسرت جوليان أيضاً .. لذلك لا يحق لك التحدث عن دانيل .

جين بغضب : أغلق فمك يا أنت ولا تتدخل .. على الأقل أنا كان لدي سببي ولستُ مجرد أحمق يشعر بالخجل من مشاعره .. أو أبله آخر يخشى أن يتم رفضه .

فريدريك بحدة نادرة : لماذا لا تعيد ما قلته الآن ؟

كلاود بغضب : أنا لم أفتح فمي بحرف واحد معك فلماذا تتحدث عني يا أحمق ؟

جين : لإنك لم تترك إبن عمك هذا يموت ويتعفن لوحده في الماضي .

كلاود والشرر يتطاير من عينيه : أقسم لك جين سأقضي عليك الآن .

نظر جين فجأة وقد هدأ غضبه لينظر إلى رفيقاه الغاضبان بتوتر شديد .

جين بإبتسامة متوترة : إنتظرا أنا أمزح معكما فقط .. أقسم بذلك .

لورا : لماذا كل هذا الغضب ومن هي الفتاتان اللتين تخشيان منهما ؟

جين بإبتسامة ماكرة : أتردن أن تعلمن ؟

لورا : اجل .

كلاود بتحذير : جين أغلق فمك .

فريدريك بغضب : من الأفضل لك الصمت فقط جين .

جين بإبتسامة واسعة : جولييت فريدي يحبك انتي ولكنه يخجل من التحدث .. بينما يخشى كلاود من الإعتراف لكِ لورا خشية أن يفقدكِ كصديقة إن رفضتي حبه .

ليغادر الغرفة بعدها بسرعة البرق بينما نظرت الفتاتان لشابين الغاضبين لتغادر لورا بعدها الغرفة ويتبعها كلاود .. أرادت أن تغادر جولييت ولكنها نظرت لفريدريك الذي كان يتحاشى النظر إليها .

جولييت بهدوء زائف : فريد .. هل ما قاله جين صحيح ؟

إبتلع فرديريك رمقه ليتحدث بصوت منخفض وقد بان التوتر فيه : حسناً .. الواقع أجل .. أعني ألم تلاحظي الأمر ؟ الجميع علم بهذا وقد كشفوا أمري منذ مدة .. أما كلاود فهو ...

جولييت وقد قاطعته : لا شأن لي بكلاود فريدريك .. كيف لك أن لا تخبرني بالأمر قبلاً ؟ أنا ظننت أنك تراني كأخت صغرى فقط .. فريد أنا كنت أخفي حزني لإنني لا أريد خسارتك إلى الأبد .

نظر فريدريك نحوها بدهشة ليتحدث : أتعنين أنكِ تحبينني أيضاً ؟

جولييت وقد إعتلت حُمرة طفيفة على وجنتيها : أجل .

لتغادر المكان بعدها .. بينما إبتسم فريد بسعادة وهو يشعر بأن ثقلا كبيراً قد تمت إزاحته .

لويس بإستغراب : لماذا الأجواء قد هدأت فجأة ؟

فريدريك بإبتسامة : لا شيء مهم .. فقط ذكرني بأن أشكر جين إن نجى من قبضة كلاود .

لويس وقد إزدادت دهشته : حقاً ؟ لا يهم بكل حال نحن سنغادر الآن .

فريدريك : أجل بالطبع .. هل أقوم بمرافقتك لكي أتأكد من وصولكم بخير ؟

جاك بهدوء : لا شكرا لقد قمتم بالكثير حقاً من أجلنا .

فريدريك بإبتسامة : لقد كان من واجبنا فعل هذا سيدي .. بما أن القائد قد أمرنا بذلك.

دورثي : أنا جاهزة .

إيزابيلا : هل ستغادرون الآن ؟

جاك : أجل سنفعل .

هنري وهو ينحني : سيدي الحاكم .. أرجوك هل تأذن لي أن أعود لحمايتك وحماية سيدي الأمير ؟ على الأقل في هذا الوقت الصعب .. دعني أعد لخدمتك .

نظر لويس له بدهشة .. بينما تقدم جاك منه وهو يضع يده على شعره .

جاك : أحقاً ترغب في العودة بعد أن تم طردك من القصر ؟

هنري وهو على وضعيته السابقة ذاتها : سيدي بالرغم من كل شيء أنت إعتنيت بأختي الصغرى وأمنت لها حياة لم تكن لتحلم بها .. وأيضاً أنقذتني وآرثر من حياة التشرد في الشارع والسؤال عن لقمة للعيش .. بينما عاملنا الأمير وكذلك الأميرة بطريقة جيدة وبعيدة كل البعد عن الطبقية .. لذلك أرجوك أريد أن أبقى تحت خدمتك إلى الأبد .. أريد أن أحميكم حتى لو قتلت مقابل نجاتكم .

وضعت إيزابيلا يدها على فمها وقد إمتلئت عيناها بالدموع .. بينما تقدم لويس منه

لويس : لا تقل مثل هذا الكلام .. أعني أنا لستُ موافقاً على ما تقوله أنت أنا لا أريد أحد لكي يضحي بحياته من أجلي أو من أجل أسرتي أتعي ذلك جيداً ؟

جاك وهو يغمض عيناه : وماذا عن آرثر هل ستتركه هنا حقاً ؟

هنري وقد أخفض راسه : آرثر سيكون بخير .. ومن ثم الجميع هنا سيذهبون لزيارته والتأكد من أنه بخير .. لن أقلق أبداً فأخوتي بين ايدٍ أمينة .

جاك بهدوء : لا بأس ولكن لن تأتي معنا الليلة بل سأتوقع قدومك عند الظهيرة في الغد .. إن تأخرت فلا تتعب نفسك بالقدوم إلا لسبب قاهر .

إنحنى هنري له : أمرك سيدي .

لتغادر أسرة الحاكم هذا القصر أخيراً .



يتبع


.





.
__________________
كل عااام وانتم بألف خير
أشكركم حقاً على كل الاوقات الجميلة التي قضيتها هنا
وكل الصديقات التي قادني الأيام للتعرف عليهن
ولكن الآن أنا لم أعد قادرة على الدخول , لدي الكثير من المشاغل
التي تشغلني .. لذلك سامحوني أرجوكم عن أي خطأ بدر مني
وتذكروني بدعائكم
من يعلم قد أعود في أحد الأيام لهذا الصرح لذا لن أقول أنه إعتزال مؤبد
فمن يعلم متى قد أتمكن من العودة و الدخول
رد مع اقتباس
  #370  
قديم 03-14-2014, 08:51 PM
 

.












.




جين بإنزعاج : بالرغم من أنك من طلب العودة لحمايتهم فهو يتصرف وكأنه الملك هنا .


نظر النصف لجين وقد رفعوا أحد حاجبيهم بإستنكار بينما نظر له النصف الآخر بغباء .

فريدريك : حسناً , إنه الملك بالفعل كما تعلم .

هنري بإبتسامة : لا يهم ذلك على الأقل لقد إستعدت عملي ... إنه افضل من الجلوس هنا بلا اي عمل ومن ثم .. البقاء مع سيدي الأمير يسرني حقاً .

كلاود : بما انها رغبتك فلا شأن لنا بالأمر ولكن هذا القصر مفتوح لك دائماً .

هنري : شكرا جزيلاً لكم يا أصدقاء .

إيزابيلا وقد أخفضت رأسها : هذا يعني أنك ترغب بالتخلي عني .

تقدم هنري نحوها ليمسك بها من ذقنها برفق : لا تتفوهي بهذه الحماقات .. كنت سأطلب منه أن آخذكِ معي ولكن أخبريني من سيهتم بأمور آرثر إن غادر كلانا ؟ تعلمين أن شقيقك الأحمق سيظن أننا تخلينا عنه .

إبتسمت إيزابيلا له لتومأ بالموافقة قبل أن تتحدث بحماس : سأعتني به جيداً .

قام هنري بضمها له بحنان .

فريدريك بإبتسامة واسعة : جين ماذا حدث لعينك اليمنى بالمناسبة ؟ لماذا هي منتفخة .

أشاح جين بوجهه عنه وقد بدت علامات الغضب تظهر جلياً على وجهه .. بينما ظهرت إبتسامة رضى على وجه كل من كلاود ولورا .

جولييت : أحسنتما عملاً .

.........




في مكان آخر في مدينة الكنيسة :

جوليان بإبتسامة : هل عدت أخيراً يا أخي ؟

كارل بشيء من الغضب : أجل .. أعتذر على التأخير .. سأخلد إلى النوم .

جوليان وهي تمسك بيده : إنتظر قليلاً .. ماذا حدث لك أخي ؟ هل انت على ما يرام ؟ هل تشاجرت مع أحدهم ؟

كارل : ليس بعد ولكن أعدك سأقضي على أدريان ذاك قريباً جداً .

جوليان وقد قطبت حاجبيها : إنه مزعج وشخص لئيم كذلك .. لقد إنقلب ضد شقيقه الأكبر .. إنه حتى لا يعلم ماهو الشيء الذي عاناه دانيل من أجله .. عيناه الحزينتين .. لم يبتسم قط بسعادة حقيقية لأجله هو .. هدفه منذ البداية هو مساعدة أدريان .. أنت كارل لم ترى كيف كان يهتم بالغرفة التي بجوار غرفته .. لقد كان يعدها له عندما يحضره أتفهم ؟ ولكنه .. تفوه اليوم بكلامِ قاسِ جداً .. ( بدأت نبرة صوتها تميل للحزن الشديد ) : لابد أنه تألم بشدة بسبب ذلك .. لقد وضع إحدى يديه على قلبه بينما عض على شفته السفلية ولم يتوقف عن ذلك حتى بعد أن جُرحت .. وأنا تركته بكل بساطة لإن فرناندو هددني أنه سيقوم بعقابك انت على خطئي .. لو أنه أخبرني أنه سيعاقبني أنا لما تركته أبداً .. لم أكن لأتخلى عن قائدي .

لتجثي على الأرض وهي تبكي بشدة .. أبعد كارل ملامح الغضب ليجلس على ركبتيه ويضم شقيقته الصغرى إليه .. لم يتفوه بأي حرف .. وكيف لا وهو أيضاً تخلى عن الشخص الذي أنقذ شقيقته الصغرى من الهلاك والعذاب مع أول تهديد تلقاه من سيده .

..........




عودة إلى زنزانات الكنيسة :

فرناندو بهمس في أذن دانيل الذي كانت عيناه مفتوحة بدهشة وألم : إذن ما رأيك ؟ هذه الزنزانة دانيل مخصصة لتعذيب فقط .. لم يدخلها أحد من قبل سوى أدريان .. أترى الدماء المنتشرة هنا ؟ إنها دمائه وحده .. منذ كان طفلاً في الخامسة وحتى هذه اللحظة .. وكل هذه الأدوات سببت له ألاماً مُبرحة لم تمكنه من النوم ليلاً .

أغمض دانيل عينيه بألم شديد ليتحدث : أنت ستدفع الثمن أقسم لك .

فرناندو بإبتسامة سخرية : لا بأس دعني أدفع الثمن ولكن دانيل أخبرني أنت بماذا سيستفيد أدريان من ذلك ؟ لقد فقد ثقته بك .. أتعلم عندما كان في الخامسة وحتى أكمل العاشرة من عمره كان دائماً يقول عندما يشتد به الألم " أرجوك .. أي أحد يحبني .. أرجوك أن تظهر الآن وتساعدني .. أمي .. أبي .. أخي أو أختي .. أصدقاء .. أي أحد أرجوكم لا تتركوني هنا لوحدي " .. ولكنه ما إن أكمل إحدى عشر عاماً حتى توقف عن الإستنجاد بأي شخص .. لقد كان يصرخ بألم فقط دون النجدة أو التوسل لإنه فقد الأمل .. لم يعد يتوسل إلي أو إلى معذبيه أن يتوقفوا بل كان يسير إلى إحدى الزوايا الزنزانة ويضم نفسه وهو يبكي بصمت منتظرا عذابه .

لم يستطع دانيل حقاً أن يمنع دموعه من الإنهمار وقد ألقاه فرناندو إلى إحدى الزوايا التي مُلئت بدماء شقيقه الجافة .. تقدم خصمه منه ليمسك بذقنه بإحدى يديه بينما مسح إحدى الدموع لينظر له بسخرية أشد .

فرناندو بسخرية شديدة : أخبرني بماذا ستفيده هذه الدموع دانيل ؟ هل ستعيد إليه طفولته الضائعة ؟ أم هل ستنسيه تلك اللحظات التي شعر بها بخوف شديد ؟ أتعلم أنني كنت أستخدمه أحياناً كتجربة عندما أجد فكرة ما لتعذيب الفاشلين حتى لو لم يرتكب هو أي ذنب .. وعندما كان يسألني عن ذنبه أخبره ببساطة أن لا أحد هنا من أجله ولن يهتم أحد بموته .. لقد كان يصمت فقط ويتقبل الأمر .. بالرغم من الخوف الذي كان يظهر جلياً على عينيه .

نظر دانيل له بحقد ليقول : كيف تدعي في النهاية أنك الشخص الذي إختاره الإله لتنقية قلوب البشر ؟ كيف يأتي الأشخاص من شتى أنحاء البلاد لكي يطلبوا منك المعونة إذا أذنبوا أو أخطأوا ؟ وأنت قمت بتعذيب طفل صغير بلا قوة أو حول .. وأنت كنت السبب في شجار شقيقان إثنان بل إنك تجرأت وادعيت أن كلاً منهما رفع سلاحه على الآخر ؟ أخبرني كيف تريد لحكم الكنيسة أن يسود وأنت من يفسد هنا .

فرناندو : الغاية تبرر الوسيلة يا صغيري .. ومن ثم أنا وبعد أن أحكم هذه البلاد سأقوم بطلب المغفرة من الإله .

دانيل بحدة : وهل دماء الأبرياء تُغفر يا هذا ؟ أقسم بأنه إن لم أكن أنا فلابد أن يظهر شخص آخر يقضي عليك أتفهم ؟( إنخفض صوته وقد بان الألم فيه ) : حسناً أعترف أنه بالنسبة لي لقد هزمت .. أنت المنتصر .. لم تعد لدي الرغبة الكافية لنهوض و القتال مجدداً .. ليس بما أن أخي سيقوم بحمايتك ولكن لن تتمكن حقاً من هزيمة الآخرين أبداً .

فرناندو بإبتسامة خبيثة : حقاً دانيل ؟ إن رحلت أنت لن يقاتل اي من الثوار ولا حتى للإنتقام لأجلك .. ألا تعلم أنهم يرغبون بالعيش بسلام فقط ؟ جوليان تخلت عن الثوار وعنك ما إن وجدت شقيقها .. وأيضاً كلاود ولورا و فريدريك وجولييت سيقومون بالإرتباط ببعضهم رسمياً بعد فترة قصيرة ربما شهر ونصف فقط .. لماذا عليهم القتال ؟

رفع دانيل وجهه لينظر إليه وهو يتحدث : كلاود ولورا و فريدي وجولييت ؟ لكن كيف علمت ومتى .. إعترف كل منهم للآخر ؟

فرناندو : علمت ذلك من جنودي هناك و أيضاً اليوم حدث كل شيء .. لقد عاد الحاكم وأسرته إلى قصره .. هنري سيعود ليمسك الجيش لدى الحاكم .. كل شيء بخير .. أنت من اعطيتهم السعادة والأمان ولكن لقد مضى أسبوع كامل على وجودك هنا .. الواقع لقد ظننت بأنهم سيهجمون علينا بعد فترة قصيرة من الوقت .

دانيل بحدة : وهل ترى أنهم مجموعة من المجانين ؟ بالطبع لن يفعلوا ذلك وكل أولئك الخونة في صفوفهم .. هم سيقومون أولا بتنقية الجيش .. ومن ثم لا يهمني إن أتوا إلى هنا لإنقاذي أم لا .. ما يهمني حقاً هو ان يتمكنوا من هزيمتك في أحد الأيام

فرناندو بنبرة إستهزاء : أتعني أنك لن تتألم ؟ إن لم يظهر أي منهم لإنقاذك دانيل .. إن إحتفلوا بإرتباطهم .. واحتفلوا بطرد الخونة من بين صفوفهم .. وأنت هنا تتألم لوحدك ألن تشعر بالخيبة ؟ أو أنك طعنت من الخلف .. دانيل ستذوق تماماً ما تذوقه أدريان عندما علم أن شقيقه الأكبر حي وهو قائد للثوار .. لجيش كامل وبالرغم من ذلك لم يقم بإقامة معركة لتحريره .. خشية أن تعرضهم للخطر من أجله فقط .

دانيل : ماذا تعني الآن ؟

فرناندو بجدية وقد إلتف ليغادر : أعني .. لن يغامر أي من الجيشين بالمجيء وإنقاذك عندما يشعروا بأننا هنا نستعد لقدومهم ونصب الأفخاخ لهم خشية من أن يفقدوا الأعزاء على قلوبهم .. وبهذا يكونون قد قرروا التخلي عنك بحجة أنهم غير مستعدين بعد .. لا ليس التخلي بل التضحية بدمائك وحياتك كما قمت أنت بالتضحية بدماء وحياة وسعادة شقيقك .. أنظر حولك واستشعر ألم شقيقك في كل ثانية قضاها هنا .. وأقسم لك بأن دمائك إبتداءاً من الغد ستتناثر في إنحاء المكان مندمجة مع دمائه .. ستتذوق الألم ذاته الذي تذوقه شقيقك من قبل .. كل هذه المعدات منذ الغد سوف تعمل لتعذيبك أنت بدلاً منه .

ليخرج ويغلق باب الزنزانة من خلفه بعد ان فك قيود دانيل الذي بقي يحدق بالفراغ بدهشة بينما تنساب دموعه الحارة على وجنتيه كي تشعر النيران بهما كما كان قلبه يشتعل من الداخل بشدة .

..........




في المنطقة ذاتها :

جاكوب بملل : ماذا كنت تفعل حتى هذه اللحظة ؟

أدريان بهدوء : لقد قمت بجمع الضرائب ..كما أنني أخطط لقتل ذلك المدعو بكارل وشقيقته جوليان .

قطب حاجبيه لينهض عن الأريكة ويتحدث : ولماذا ترغب في قتلهما ؟

أدريان بإبتسامة غريبة : إنه سر .. لن أخبره لأحد .

جاكوب بعدم إهتمام : ليس وكأن الأمر يهمني حقاً .

كاثرينا بإبتسامة : الغداء جاهز .

أدريان بإنزعاج وبهمس : لماذا يجب أن تكوني شقيقة للمزعجين .

جاكوب : أدريان هيا تحرك .

أدريان : أنا قادم .


........




لم تحدث المزيد من الأحداث المهمة في ذلك اليوم ليطوى بعدها ويصبح مجرد ذكرى .. أليمة أو سعيدة .. لم يحمل الأسبوع التالي أي احداث مهمة حقاً .. في كل يوم مضى كان دانيل يشعر بوحدة غريبة إضافة إلى ألم جسدي ونفسي شديد حتى أنه بدء يشعر بأنه مختلف كلياً عن ذاته القديمة .. لقد فقد الأمل تماماً بأن يكون قادراً على إكمال هذه الحياة القاسية .. كما إزدادت تصرفات أدريان غرابة عن شخصيته اللطيفة التي عرفها الجميع وأحبها وبات شخصاً يغضب من اي كلمة وهو يرى أن كل الموجودين حوله مجرد أعداء ! .. شعر جاكوب بشيء خاطىء وبالخطر من إتجاه سيده و أدريان فهو على وشك أن يفقد ثقته بهما أو لنقل بسيده فقط فهو ولسبب ما لا يخشى حقاً من أدريان .. لم يتغير حال الثوار كثيراً وهم للآن يحاولون التخلص من الجواسيس دون أن يتمكنوا من تحقيق ذلك لليوم .. إختلت ثقة الشعب بجاك الذي غادر قصره وغاب عنه مدة طويلة ولم يكن قادراً على الهجوم حالياً على فرناندو بسبب الرسائل التي وصلته من الدول المجاورة والتي لم يجب عليها في وقتها فقد إضطر لدعوتهم لحفلة ما .. حتى يريهم أن كل شيء على ما يرام وهاهو يجهز لها .. ويفكر في المناسبة التي عليه أن يتخذها سبباً لإقامة هذه الحفل .

...........




بعد مرور ثلاث أسابيع في مدينة الثوار :

هنري بتعب : ماذا حدث سيدي ؟ هل هو بخير ؟ أخي آرثر .. ماذا حدث له ؟

الحكيم وقد أخفض رأسه : إنه يحتضر .. أنا آسف لم أتمكن من مساعدته حقاً .

جثى هنري على ركبتيه وقد بدأ جسده بالإرتعاش فجأة كطفل صغير اضاع والدته في مكان مجهول الهوية له .

شعر بيد فريدريك تربت على ظهره وقد سمعه يتحدث إليه إلا أنه لم يفتح فمه بحرف .. بل لم يستمع حتى لما قاله له .. وكيف يفعل وهو يشعر الآن بأنه على وشك أن يفقد حياته كُلها .. سعادته وسر إبتسامته .. بلسم جروحه و الشخص الذي كان له الأب والأم معاً .

نهض بصعوبة بالغة ليسير بخطوات مترنحة وقد إصفر وجهه إلى أن وصل لتلك الغرفة التي وضع شقيقه بها .. وقعت عيناه على إيزبيلا التي كانت تبكي بشدة وهي تمسك بيده المرتجفة .. رفع نظره لينظر إلى وجهه الذي بدى الألم جلياً عليه .. إمتلئ جبينه بقطرات العرق .. لم يتمكن من كبح دموعه و منعها من الإنهمار .. سار ببطىء حتى جثى بالقرب من قدميه .. لم يتحمل السير أكثر .. أمسك بهما بيديه اللتين لم تتوقفا عن الإرتجاف ليبكي بعدها بحرقة .. بينما وقف أصدقائنا الثوار أمام ذلك المشهد وهم يشعرون بالألم والعجز الشديدين .

فريدريك بحزن : أرجوك سيدي .. ألا يوجد أي شيء يمكن فعله لإنقاذه ؟

الحكيم بحزن شديد أيضاً : ليتني أعلم الطريقة .. لقد إعتبرته كابن لي .. أحببته حقاً .. لا أريد أن أفقده .. ولكن هو لم يقاوم حتى .. لا أفهم السبب .

هنري بألم شديد : أنا هو السبب .. أنا من جعله يتألم دائماً .. لقد كان يعاقب بقسوة شديدة ويتحمل الشتائم والإهانات من أجلي وحتى لا أشعر أنا بأي شيء .. وحتى عندما علمت الحقيقة .. لم أستطع منع نفسي من البكاء وإشعاره بأنني بخير .. بأنه أكثر من كافِ لي .. لقد عوقب بسببي وتحمل أخطائي .. وأيضاً شعر بحزن شديد بسبب دموعي .. لم يرفع يده في حياته لصفعي أو ضربي ولكن أنا فعلت .. لقد صفعته ومرتين ربما .. لقد تفوهت بأمور جرحت مشاعره .. أنا السبب .

نهض بوهن ليسير بضع خطوات تحت أنظار مراقبة أصدقائنا وأخته الصغرى القلقة .. ليسقط أرضاً بالقرب من رأسه .. أمسك بإحدى يديه ليضع الأخرى على جبينه تحدث بصوت مخنوق بسبب شهقاته : أرجوك آرثر إفتح عيناك الآن .. أتوسل إليك .. سأفعل أي شيء من أجلك ..

دفن وجهه الباكي في صدر شقيقه الأكبر ليشعر بالإختناق الشديد وهو يشعر بأنفاس شقيقه المتعبة و الضعيفة .. هذا الصدر الذي إعتاد أن يبكي دائماً به .. بينما تلك اليد الحنونة تربت على رأسه .. نهضت إيزابيلا من مكانها بسرعة وهي تهتف

إيزابيلا بقلق : أخي هنري ؟

لتتوجه نحوه بينما فعل الجميع المثل .. فقد بدأت أنفاسه بالإنقطاع وهدأ جسده فجأة .

فريدريك وهو يمسك به : هنري هل أنت بخير ؟ إستمع لي دعنا نأخذك للخارج لتستنشق بعض الهواء .

أمسك به ليساعده على النهوض ولكنه شعر بهنري يبعده عنه وكأنه يرفض النهوض والإبتعاد دون أن يفتح فمه بأي حرف .

إيزابيلا : أخي أرجوك .. فقط قليلاً وعد إلى هنا .

نهض بصعوبة وقد أمسك بذراع فريدريك ليستند عليها .. بينما أمسك فريد به برفق ليأخذه إلى الخارج ولكنهما ما إن كادا يخرجان من باب الغرفة بدأ جسد آرثر بالإرتجاف وهو يأن بألم شديد .. لا يعلم هنري حقاً من أين ظهرت له تلك القوة حقاً .. ولكنه ترك ذراع فريد ليعود إلى آرثر الذي أمسك الحكيم به وهو يجلسه ويعطيه دواء ما .

هنري بصوت مخنوق : ماذا يحدث الآن له ؟

الحكيم : آسف بُني ولكن .. هذا الأمر طبيعي في هذه المرحلة أن تأتيه مثل هذه النوبات من الألم .. بكل حال بعد القليل من الوقت سيجبره الألم على الإستيقاظ .

أغمض عينيه في محاولة فاشلة منه لأن يمنع دموعه من التدفق مجدداً .. وما إن إبتعد الطبيب عن آرثر حتى جلس هو على حافة السرير ووضع رأس شقيقه في صدره وهو يضمه بقوة إليه .. بينما كانت إيزابيلا تبكي دون أن تعلم ماذا عليها أن تفعل لمساعدة شقيقيها . وكذلك الأمر بالنسبة للباقيين وللويس الذي دخل منذ برهة ليسمع كل ما جرى .. فهو لم يتمكن من هول الصدمة أن يتحرك أو يحاول على الأقل مواساة هنري .

هنري وهو يمسح على شعر شقيقه : أرجوك أخي .. أعطيني إياه كله .. دعني أتحمل هذا الألم بدلاً مِنك .. أو على الأقل نصفه يمكنني تحمله بل يمكنني تحمل أي شيء ما دمت إلى جانبي .. ولكن لماذا أنت لا تستطيع تحمل هذا لأجلي .. لماذا لا تحاول على الأقل فأنا هنا بجانبك .. ألا أهمية لوجودي معك ؟

شعور بالدفئ غمره فجأة ليشعر بأن ذلك الألم المزعج بات يغادره .. فتح عينيه بوهن شديد ليجد نفسه بين أحضان شقيقه الأصغر .. بينما يده اليمنى قد بللتها دموع إيزابيلا .. فتح عينيه بصدمة وهو يستمع لصوت شقيقه الباكي وكأنه للمرة الأولى يشعر بأن إستسلامه وضعفه يسبب له الألم الشديد .. حرك يده اليسرى بوهن ليتشبث بقميص هنري بضعف واضح .

أبعد هنري نفسه قليلاً ليمسح على وجهه بهدوء بينما إمتدت يد آرثر لإبعاد الدموع من على وجنتيه وكذلك فعل بالنسبة لإيزابيلا .

آرثر بقليل من الألم : أنا لم أمت بعد حتى تبكيا بهذه الطريقة .. لا تقلقا سأكون بخير

لم يتمكن هنري من التحدث .. بل إكتفى بوضع إحدى يديه على قلبه وهو يشعر بألم شديد .. نظر آرثر له بقلق .. بينما تقدم فريد وأمسك بهنري بهدوء .

فريدريك بإبتسامة : نتمنى ذلك حقاً آرثر أن تعود إلينا بكامل صحتك وقواك .. والآن هنري تعال معي قليلاً للخارج .. عليك أن تستنشق بعض الهواء المنعش .

أومأ الأخير بأجل ليغادر برفقة فريدريك إلى الخارج .. بينما تقدم لويس الذي مسح دموعه بسرعة ليجلس بجوار آرثر ليتحدث معه ويشاركه بقية أصدقائنا ليبتعد القلق عن أعينهم قليلاً وهم يرونه يبتسم وقد تناول طعامه بأكمله دون إعتراض للمرة الأولى فقط ليتناول الدواء بهدوء غريب .

..........




في الخارج :

إستلقى هنري على الأرض الباردة وهو يلتقط أنفاسه بصوت مسموع فقد كاد أن يختنق في الداخل .. جلس فريدريك بجانبه .

فريدريك بهدوء : هل أنت بخير هنري ؟

هنري وهو يومأ سلباً : لا , ولن أكون كذلك .. تباً لقد كاد قلبي يتوقف عن العمل عندما توقف هو عن الأنين وكذلك هدأت أنفاسه دون أن يصحوا .. لقد أخبرنا الحكيم أنه سيستيقظ مباشرة وإن لم يفعل فهو سيموت .. لقد .. سُحقاً له .

فريدريك وهو ينظر للنجوم : فقط لنأمل أنه سيحاول المحافظة على حياته .. الحكيم قال لنا أنه إن بدأ آرثر بالإلتزام فإن هنالك فرصة لإنقاذه .. صعبة أجل ولكنها ليست مستحيلة .

نظر هنري له بدهشة قبل أن يبتسم وهو يجلس : هل أنت جاد ؟ أعني أيمكن إنقاذه حتى بعد أن وصل إلى هذه المرحلة ؟

أومأ فريدريك برأسه إيجاباً لتتسع إبتسامة هنري وهو يشكره لينهض ويتجه للداخل.

نهض فريدريك بهدوء وهو ينظر له ليتحدث بشيء من الحزن : أخشى أن تتفائل أكثر من الازم هنري ومن ثم ... تباً أنا لا أعلم حتى كيف يفكر آرثر ؟ لا يمكنني نسيان ما قاله قبل مدة .

..........




لنعد معه إلى ذلك اليوم :

فريدريك : ماذا تعني آرثر ؟

آرثر بهدوء وبنبرة غريبة : أنا مللت .. لم أعد أرغب حقاً بالعيش .. لماذا لا تتركوني وشأني فقط .

كلاود بحدة : وماذا عن هنري و إيزابيلا أجبني .

أشاح آرثر بوجهه ليتحدث بهدوء والقليل من البرود قد إعتلى ملامحه ونبرة صوته : هنري أصبح رجلاً الآن وهو قادر على تدبر أموره بنفسه .. وأنا واثق أنه سيعتني بإيزابيلا .. ومن ثم لماذا علي القلق دائماً لأجله ؟ ألم يحن الوقت لينضج ؟ لن أتمكن من رؤيته يتألم دون أن أتدخل ولكن في الوقت نفسه لقد مللت حقاً من ذلك .. مللت من رؤيته .

علت الصدمة وجوه الجميع بما فيهم إيزابيلا التي كانت قد دخلت للتو إلى الغرفة بينما كانت الدموع تسيل من وجنتيها .

..........




أستيقظ من تلك الذكرى وهو يرى هنري يغادر المكان .. أراد أن يسأله عن سبب مغادرته ولكن

إيزابيلا بحزن : لقد سمع هنري كل حرف نطق به أخي آرثر في ذلك اليوم .. فهو كان يريد الإعتذار له عن شجار إفتعله معه قبل أن يسمح له بمغادرة منزل الحكيم .. ولكنه بعد سماعه لتلك الكلمات غادر بهدوء وتوجه إلى قصر الحاكم مباشرة دون العودة وتوديعكم أو شكركم على ما قدمتوه له .

نظر فريدريك لها بصدمة ليتحدث بحزن : ولكن .. لماذا لم يخبر أحداً عن ذلك ؟

أخفضت الأخيرة راسها لتتحدث بحزن شديد : أخي آرثر هو كل شيء بالنسبة له .. وإن كان هو من سبب الحزن له فكيف تريد منه أن يشكوه لأحد .. وهو لا يثق أساساً إلا به .

كلاود بحدة : آرثر ذاك فقد عقله بسبب هذا المرض أقسم .

لم يتحدث فريدريك بل أخفض رأسه وهو يرى غضب كلاود الشديد .. إبتسم بحزن وقد علم أن كلاود تذكر ما فعله به قبل أعوام عندما تخلى عنه بسبب أخطاءه الكثيرة .. دخل كلاود بسرعة إلى داخل الغرفة التي يجلس آرثر بها ليتبعه فريدريك وإيزابيلا بسرعة .. وما هي إلا ثواني معدودة حتى صدم الجميع بسبب تلك الصفعة التي تلقاها آرثر من كلاود .

كلاود بغضب وحدة : أنت ! هل أنت سعيد الآن ؟ ألم تنتهي من إنتقامك بعد ؟ أأنت مستمتع بتعذيب شقيقك الأصغر ؟!

نظر آرثر له بصدمة وكذلك البقية ليردف هو بغضب وحزن : لقد ذهب هنري ليسير قليلاً في القرية إلى أن ينتهي الأمير من زيارته لك ويعود معه إلى القصر .. لم يجلس معك بل هو لم يتحدث إليك وإذا لاحظت لقد أبقى رأسه مخفضاً ولم يرفعه حتى لترى ملامح وجهه .. ألم تلاحظ أنت الرجفة التي سرت في أوصاله عندما لمسته لمسح دموعه ؟ لقد أبعد نفسه عنك وغادر .

آرثر بتردد : م .. مامعنى ذلك ؟

كلاود بحزن شديد وهو يمسك بيد فريد : معنى ذلك أنك جرحته بقوة وبكل قسوة ووحشية في أعماق قلبه .. حيث أنك لو قضيت طوال حياتك تحاول التكفير عن ذلك لن تتمكن من شفائه .. ولا إبعاد نظراته التي سيخالطها التردد و الحزن دائماً .. حتى لو توسلت إليه مئة مرة .. لن تتمكن من شفاء ذلك الجرح أبداً .. ( غطت خصلات شعره الأمامية على عينيه ليكمل بنبرة أشد حزن ) : لإِنك الأوكسجين الذي يتنفسه .. و الشخص الذي إعتبره هو كنزا ثميناً لا يمكن الحياة من دونه .. الشخص الذي وضعه بقلبه وأغلقه .. وأنت قمت بتمزيق ذلك القلب الذي إحتواك عندما سمعك تتحدث معي أنا وفريد في ذلك اليوم .

شعر بأن مياه متجمدة قد ألقيت عليه فجأة ليبعد الغطاء عن جسده وينهض بسرعة وهو يتحدث .

آرثر بقلق وتردد : ماذا تعني بأن سمع كلامنا ؟ كيف علمت ؟ ومن ثم لماذا ...

إيزابيلا بهدوء وحزن : لقد .. هو من أحضرني في ذلك اليوم إلى هنا .. ولكنه قرر الرحيل عندما سمع ما قلته عنه .. وأيضا هو كان يبكي لذلك .. لم أستطع حتى أن أوقفه .

جلس آرثر بهدوء مفاجأ على سريره وهو يضع رأسه بين يديه ليتحدث بهدوء : لم أقصد ما قلته بالطريقة التي خطرت ببالكم .. ما قصدته هو أنني مللت من رؤيته يتألم أمامي ويبكي .. مللت من رؤية أحلامه تتحطم دون أن أفعل شيئاً لحمايته .. كيف تظنون .. بل كيف يظن أنني أقصد التحدث عنه بتلك الطريقة السيئة .

جين : وكيف ستقنعه بذلك الآن ؟

لويس : ربما إن تحسنت وشعر بأنك ستصبح بخير تماما .. حينها سقبل الإستماع إليك .

فريدريك : أنت محق فأنا لو كنت مكانه لما رغبت في الحديث مع شخص يحتضر بهذا الخصوص إذ أنني سأوافق على كل كلامه دون أن أخرج ما في قلبي خوفا على صحته .

آرثر وهو يستلقي : ولكن ألن يشعر بالحزن الشديد طوال تلك الفترة ؟

...........




دعونا منهم الآن ولنذهب إلى مناطق الكنيسة :

كارل بحدة : عليك أن تتعلم حدودك يا هذا .

أدريان بغضب وهو يستل سيفه : تذكر أنك من بدأ بالشجار وأنك من أخرج سيفه أولاً .. حان الوقت لتخلص من أمثالك إلى الأبد !


نهاية البارت


.





.
__________________
كل عااام وانتم بألف خير
أشكركم حقاً على كل الاوقات الجميلة التي قضيتها هنا
وكل الصديقات التي قادني الأيام للتعرف عليهن
ولكن الآن أنا لم أعد قادرة على الدخول , لدي الكثير من المشاغل
التي تشغلني .. لذلك سامحوني أرجوكم عن أي خطأ بدر مني
وتذكروني بدعائكم
من يعلم قد أعود في أحد الأيام لهذا الصرح لذا لن أقول أنه إعتزال مؤبد
فمن يعلم متى قد أتمكن من العودة و الدخول
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
"شعاع"و "خلاصات"و "إدارة.كوم".. 20 عامآ من الإبداع والإمتاع ranasamaha أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 12-15-2012 05:50 PM
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" mody2trade أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-14-2008 02:37 PM


الساعة الآن 01:26 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011