[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/08_05_13136801612728421.jpg');"][cell="filter:;"]
[align=center].[/align][/cell][/tabletext][/align]
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/08_05_13136801612728421.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]
.
[/align][/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/08_05_13136801612735592.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]
[/align][align=center]
دائماً كنت أسمع عن كلمة "النهاية " وشفرة الموت ..لطالما كنت أتشوق لرؤية فيلم يحتوي الكثير من المشاهد الدموية والمرعبة ...ولكني لم أفكر أبداً بأنني سوف أخوض في أحداث كهذه ..أنتصبت وعدّلت من قامتي بعد أن كانت مثنية فتراحت أفكاري وتشتت في الوقت الذي صرّحت به "سو" بلهجتها الشيطانية :-
-سوف أعترف بأني أودّ قتلك منذ اللحظة التي قابلتك بها .
قابلتني ؟! ..هل تعني بأني قد رأيتها ؟! ..لا أتذكر أبداً ..هذه أول مرة نتقابل بها ..مالذي تعنيه فكّرت بعنف وأنا أحاول أستجماع بعض الجمل بالفترة التي كانت تحادث بها كراسوما ..لهيب الحماس يشتعل بأوصالي ..وأنا أعلم فدّاحة الخطأ الذي سوف أفجره بهذا المكان فتحت فمي وقلت :-
-يوساقي ..ليس .
قاطعتني كف كراسوما وهو يقبض على فمي حتى أحسست بالأختناق ...لا أصدّق ماأراه ..غاضب ..لقد تنحى عن هدوئه في هذا الوقت ..هل يعلم ؟ طرّدت هذه الفكر وأنا أضيق عيني بعمق فأشار آمراُ أياي بالسكوت ..لكني زدّت من عنادي ..أحسست ببرودة أنفاسه تلامس وجهي وكأنه يرسل أنذاراً من خلال تفحصه العميق لوجهي .
-كراسوما ...تنحى جانباً .
تلفظت وهي تدّفع بكراسوما جانباً وقد أحسست بالخوف من نظرته الحاقدّة ..تراجعت الى الوراء خطوة واحدة وأنا أقلص نظراتي ناحية تلك الشيطانية البشرية وقفت بمكانها وتراقصت وهي تلعب بشعرها البني المموج ..وقد أرتسمت على فمها أبتسامة قذّرة.
(كان هذا متوقعاً ) .
التفتنا "سو " و"أنا " الى مصدر الصوت حيث كانت تقف معلمة "أساسكي" وهي تلّوح لنا بطريقة بعثت بنفسي موجات من الحماس وقد رفرف شعرها الأسود المائل الى الأزرق الداكن وأكتست عيناها الزرقاون بعض المكر فأمالت وجهها لتواجه بها كراسوما الذي كان يقف غير بعيد عنا وهو خافض عينيه وكأنه يخفي سراً عظيماً حان به الوقت ليعلن به وبحركة سريعة وكما هو معتاد من "أساسكي " قفزت فتراجعت سو الى الوراء وقالت لها ساخرة :-
-أوه ..التي رفضت من قبل يوساقي .
رفضت ..صدى لم يفارقني في تلك اللحظة ..هذا يعني بأنها تعرفه ..يالسخف !! ...هل كل المدرسة تعلم يوساقي عن قرب ؟!..مريب ..ومحيّر .لم يكن وصفي لائقاً ...فنظرت الى كراسوما بعدما رأيت الصراع النسائي يلعب بكل حرية في سطح المدرسة همست لنفسي ساخرة :-
-ألم يكن غاضباً ؟! .
عيناه الزرقاوان الباردتان ..تبتسمان بمكر ..تلك الأبتسامة الساخرة لم تفارق فمه المقوس ..شعور جارف أجتاحني حياله وكأني قد شاهدّته سابقاً ..هل يمكن أن يكون ..
أجفلت عندما صرّخت سو آمرة كراسوما :-
-تخلص منها .
لم يبدّ أي تحرك بل أكتفى بتلك الأبتسامة الباردة وهمس :-
-هه؟!
فنظر الى المعلمة ففطنت أنه دورها للتحدّث ..فتلفظت :-
-شقيق يوساقي سان . !! .
لم تكن هذه الكلمات قد أحدثت صدّمة عظيمة في قلبي لكن سو كانت وقع الصدمة عليها أعظم فقد أمسكت بالباب وهرّولت عبر الدرج فلم أكن أنا أفضل حالاً منها ..فلقد أحسست بنبضات قلبي وكأنها شرارة كهربائية تنبض في ..لم أظهر أي نوع أو تعبير خارجي يدّل على أنصدامي لقد كان أنصدامي داخلياً حيث شعرت بتراخي كل مفاصل جسدي هذا مااكتشفته من التعابير على وجهه كلٍ من كراسوما والمعلمة أساسكي ... أنا أيضاً لم أستطع تفسير ماحصل ..لماذا لم أشهق ؟ ..لماذا لم أدير عيناي كالمجنونة ؟! .
أشرت ناحية الرّف وأنا قابعة بتلك الغرفة السكنية الصغيرة ولكنها بدّت جميلة ..ومرتبة ..وأنيقة ..بالرغم من قلة أثاثها ..سرير أبيض ناعم ..وطاولة بيضاء نقشت عليها ورود فضية برونق شرقي ...ومشجب أبيض متوسط الطول علّق عليه معطفي وسترة بيضاء وأخرى سوداء ...كانت المعلمة أساسكي مهتمة بتضميد جرح كراسوما فتسألتُ بحيرة :-
-مالذي جرى ؟! .
-لقد جرح أثناء عراكه مع هاريما كالعادة .
قالتها وهي تكمل اللفة الأخيرة على الجرح فنهضت على أثرها متوجهة أليّ فقالت لي بحنان :-
-هل أخذت مايكفي من الراحة ؟!
تمتمت بنعم وأنا أنظر الى كراسوما الذي كان يتحسس موضع الألم بلطف فمدّدت ساقي للنزول من السرير وتوجهت ناحيته وشددّت إحدى خصال شعره وقلت :-
-هاتسوما ..أيها الماكر !!
-أيتشجيوا ..أيتها الكاذبة !!
أحسست بغصة عميقة بجوفي لم أمنعها من التحرر فتهاويت على كتفه وأنا أنتحب بشدّة ..أذاً كراسوما ..هو من وقف بجانبي ..بعد أن أعتقدت بأنه مصدّر تهديد..كم هذا سيء ؟! ..كيف تجرأت على البكاء بجانبه ؟! .. لمت نفسي كثيراً وأنا أبحر ببحر الدموع التي تساقطت بحدّة كما ينساب الماء على الجدول الصغير ..فأثنى يده ليمسح على رأسي ..مسحة أعادتني بأول يوم من مكوثي في ذاك المبنى المهترئ ..ممن شك بإنه هو ؟! ..تلك اليدّ ..الأبتسامة ...إنها هي من كانت تغني لي حالما أنسى غناء السعادة .بقيت طويلاً على كتفه وكأني أسحب طاقتي من جديد فنهضت عندما سمعت صوت خطوات المعلمة "أساسكي " وكذلك تظاهر كراسوما بإرتداء حذائه .
-جيّد ..يبدو بإنك على مايرام .
أومأت أيجاباً وأنا أخطف نظرة أليه وقد نهض وهو يقول لأساسكي :-
-سوف أعود بعد الساعة الحادية عشرة .
أجابته بسخرية :-
-هل هي مهمة صعبة ؟! .
نظر أليها بلا مبالاة وصفق الباب بعنف وجدتها فرصة مناسبة لأسأل أساسكي عن كل سؤال يدور في عقلي المشتت ولكن لم يتسنى ليّ ذلك فقد وافتها مكالمة بإن هناك موعد بأنتظارها فتبسمت وهي ترتدي سترتها البيضاء وألقت عليّ بعض الكلمات المعتاده ..العشاء في الثلاجه ..هناك هاتف في أعلى الرف .
تمتمت بكلمات متذمرة ..فأنا لا أحب المكوث وحيدة ..مع ذلك لم أستطع مخالفة قوانين المعلمة الصارمة .
أستفقت لأتفاجئ بأني بجانب التلفاز ..لقد تذكرّت لقد غفوت أثناء مشاهدتي للفيلم ..لقد كان مملاً .رفعت رأسي وارتطمت يداي بجسد خلف الأريكة فالتفت وقفزت من مقعدي :-
-كراسوما ..منذ متى وأنت هنا ؟!
لا ..إجابة منه فأقنعت نفسي بإنه لم يستمع أليّ لذلك لم أكررّ سؤالي فنظرت أليه بتردد وهمست بصوت خافت :-
-كراسوما .
-هل ناديتني ؟! .
أجبته بلهجة حاولت ألا أظهر أمتعاضي :-
-نعم ..
-آسف ..لقد كنت شغوفاً بالفيلم .
عقدّت ذراعيّ ورفعت حاجبي بتعجب وأنا أفكر ..هل حقاً يحب كراسوما هذه الأفلام الرومنسية المملة ؟! ...كما أنها نوعاً ما خليعة ..طرّق رأسي بضربات خفيفة فلقد بدا بأنه علم بأفكاري الشيطانية فقال لي مبدد تلك الأفكار :-
-لست من ذاك النوع ...ولكنّ هذا الفيلم يضمن ممثلي الأسطوري .؟
جلس على حافة الأريكة فخفضت عيناي وسعلت محاولة تذكيره بالحوار الذي كان يدور بيننا ولكنه لم ينتبه فلجأت الى حيلتي الخبيثة وعمدّت الى قطع القابس فاندفعت أقول معتذرة :-
-أنا آسفة ..لم أتعمدّ ذلك .
-لأبأس ...فلم يكن بالأمر المهم .
وأخيراً أستفاق من أفكاره فقال لي :-
-كنت تودّين محادثتي ..أليس كذلك ؟!
هززت رأسي ببطئ وقلت له :-
-كراسوما ..لدّي أسئلة كثيرة .
رفع أحد حاجبيه فقال :-
-أسئلة ؟!
-نعم ..أودّ أن أعرف كل شيء ...أنتحار يوساقي و وو
رفع أصبعه ووضعها على فمي فقال :-
-يكفي ..سوف أجيبك بقضية الأنتحار .
أتخذت مقعدي والحماس قد تمكن مني فتنحنح بهدوء وقال وهو يستعد للسرد المفصل الذي أنتظرته أيام طويلة :-
-أوكايهو ..أتعلمين بأنك الفتاة التي قد سرّقت قلب يوساقي إنه لايميل أبداً للجنس الآخر فلقد تعرّض للكثير من التنكيل في صغره من الطرف النسائي ولكنّ أنت قاعدة شاذة ..لقد أستطعت أن تسيطري عليه ..لقد كتب بتلك الرواية عنك تحت اسم "ميو " لكنه لم يستطع إيجاد النهاية أبداً ..عندما علم بإفلاس شركته .
فأخذ نفساً عميقاً وأكمل :-
-لقد كان عليه أن يختار إما الزواج من "سو" أو البقاء ككاتب متشردّ ...لم يملك الخيار لنفسه ..كلا الأختيارين لم يساعداه لإرتباطهما بك فلقد كان الخيار الأول مرتبط على مشاعرك التي سوف تعانين منها ولن تستطيعي تحقيق طموحك ..أما الخيار الثاني فلقد كان مرتبطاً بحالتك وكيف سوف تكونين بحالة سيئة ..وحال أخيك أيضاً . لذلك أختار خياراً أصعب وهو الأنتحار فأقدم على ذلك ولكنّ أستطعت إنقاذه بالوقت المناسب ..لقد أقسم لي عدّة مرات بإنه لن يسامح نفسه على ذلك ..كما أنه قد أقدّم على الأنتحار في المشفى بتناول ذاك الدواء ..ومحاولة سقوطه من النافذة .
أشرّت بيدي لكراسوما بالتوقف فلقد شعرّت بتصريحه كألم ينهش بصدّري ...فنهضت من الأريكة ودّخلت الى غرفة النوم الخاصة بالمعلمة وأستلقيت على سريرها وأنا أتحرّق بكاءاً ..لقد ظلمته !! ..أعتقدت بإنه قد تخلى عني ..مازال يعاني من أجلي ...قبضت على الغطاء وقد علا بكائي وتردد أيقاعه في الغرفة مخلفة كل كلمة من كلمات كراسوما ندّباً عاطفية بقلبي ..كرّهت نفسي بشدّة ..أخرجت من جيبي الصورة التي تظهر ملامحه الباردّة وتلك اليدان الكبيرتين الدافئتين التي طالما كرهتهما بشدّة ولكني الآن تغيرت ..إني أحبه بصدّق ..أودّ أن أهبه حياتي ..أعترف بأني أحببت معلميّ .
أنسابت أشعة الشمس كما أنساب الندم الى قلبي بددّت تلك الأشعة الدافئة ملامح البرودة على الطقس الذي أصبح في تغير مستمر في هذا الزمان ..إنه عهدّ التقنية ..حتى أني أشك بقطرات المطر المتساقطة أحياناً ...تفكير سخيف لمن أقوله له ولكن لكل إنسان شخصية مستقلة ..كان هذا الصباح مختلف فلقد فكّرت بأمر لن أتراجع عنه ..فتحت النافذة على مصراعيها وأستنشقت بعض الهواء قبل أن ينفتح الباب وتطل منه المعلمة تدّعوني لتناول الأفطار ...أجبتها بسعادة غامرة :-
-أنا قادمة .
بدّت معلمتي مسرورة بحالة النشاط والحيوية التي أجتاحتني فجلست على المقعد الذي خصص لي وتناولت فطوري بشهية مفتوحة ..فلقد مضى وقت لم أتناول به فطوراً كهذا ..كنت مازلت قابضة على الرسالة التي أستغرقت الكثير من الساعات في الليل لأكتبها ..فأنا لا أجيد التعبير إطلاقاً ..يبدو معقداً ..أختيار تلك الكلمات مثله تماماً فنظرت خلسة الى كراسوما الذي نهض متوجهاً الى المغسلة فنهضت على إثره وقلت له وأنا أمدّ يدي بثقة :-
-هل بإمكانك أن تسلمها الى يوساقي ؟! .
جال ببصره بيني وبين الورقة فخامرني شك بإني ربما لم أستطع قول ذلك بطريقة لائقة فكدّت أهم بسحب يدي لكنه أنتزع الرسالة فأومأ برأسه بهدوء ...كدّت أن أقفز فرحاً فأستدركت نفسي وشكرته بكلمات وجيزة واتجهت أساعدّ معلمتي بالتنظيف وجيشاً من الأفكار قد غزا عقلي ..بمجردّ التخيل بموقف يوساقي يخفق قلبي بطريقة غير منتظمة وعاصفة عاطفية تعصف بكياني فتحمرّ وجنتاي وأصحح نفسي مجدداً هكذا مرّت هذه الساعات ثقيلة عليّ وأنا أنتظر قدوم كراسوما ..ولكنه قد تأخر فنظرت الى الساعة وقد تجاوزت السابعة ليلاً ..لقد تأخر كراسوما كثيراً ..لن يجدّي هذا ..سوف أفقد صوابي أذا لم يعدّ .
دفنت رأسي بالوسادة ضيقاً وأنا لا أكف عن النظر الى الساعة المعلقة بالحائط فتنهدت تنهيدة تنم عن أرتياح عندما دلف كراسوما الى الغرفة فأنهار على الأريكة وقد بدا على وجهه علامات الضيق والأنزعاج فخطوت على قدمي بسرعة وهمست له بصوت خافت :-
-مالأمر ؟!
-لم أستطع الذهاب ..لقد أنشغلت ببعض الأمور .
أحبطني بشكل فظيع فتمتمت بكلمات الشكر بين أسناني وأنصرفت الى غرفة المعلمة (التي وهبتني إياها ) وقد تراخت عروقي لدرجة التمزق من الغيظ والضجر . فرغت من دراستي فأستلقيت على السرير وأنا أحتضن هاتفي و أقرأ الرسائل التي في صندوق الوارد ...أدرت الهاتف أحاول قراءة رسالة كتبت بطريقة مقلوبة ...ألتوى على فمي قوس صغير وأنا أميل برأسي يمنياً ويساراً ...حتى ألقيت الهاتف بغضب ..فالرسالة تميزت بجهات متفرعة ..فأذا قرأتها من الأعلى لاتكتمل وأذا قرأتها من الأسفل لايفهم منها شيء .
حملقت بالسقف وأنا أعيّد تردد كلمات كراسوما عن قضية الأنتحار ..فأبتسمت ..هذا الأعتراف الصريح الذي قيل لي أنساني كل مامررّت به في السابق أستدرت الى الجهة الأخرى فأنساب شعري على الوسادة وأثنيت ذراعي للخلف أتلاعب به ومضيت أفكر بأخي "ديبيتو" ....هل يخفي عني شيء هو الآخر ؟! ...لماذا لم يبقى بجانب يوساقي سان في محنته ؟! ..هل من المتوقع أن يطلب يوساقي منه المغادرة ؟! ...مالذي دفعه للسفر الى أنجلترا ؟! ...عدّة أسئلة تكومت بطريقة مبعثرة لتحوم بمحاولة يائسة بالبحث عن إجابة .
-كراسوما .
فهم كراسوما معنى تلك الأبتسامة التي أصطنعتها فهز رأسه بالأيجاب فتناول الرسالة مرة أخرى من يداي وغادر الشقة ..هناك شك يخامرني حيال تصرفات كراسوما وارتباطه بشقة المعلمة "أساسكي " رفعت يدّي ملوحة له وحملت حقيبتي للذهاب الى المدرسة ...للتدرب على الغناء ..كنت مندفعة وكأنني قد ولدّت من جديد فأنزلقت أمام "أكيرا " و"أيري " وقلت لهما :-
-صباح الخير .
فردّتا معاً وبصوت معتاد :-
-صباح الخير .
كانت "أيري " وأكيرا سوف تشاركان بمسرحية الجميلة النائمة وأنا كذلك بالأضافة الى الغناء
سرنا جنب الى جنب بكل هدوء فأخترقت الهواء صيحة قوية فالتفت حيث هوت يد على وجهي فتأوهت وأنا أستدرك نفسي من الوقوع ولكن لم أفلح فأنطلق صوت أيري غاضباً :-
-ماذا فعلت ياقشرة الموز ؟!
-لم أفعل أي شيء !!
نهضت وأنا أزيل ماعلّق بي من أتربة وقلت لها :-
-لم يكن قاصداً فعل ذلك .
-أتركنّ هذا جانباً ..بالمناسبة .
فأكمل أيمادوري غامزاً :-
-أنا شديد الحماس للمسرحية .
نظرنا أليه يوجوه محايدّة فتقدمتنا أكيرا ووجهت له ضربة مؤلمة وعبرنا البوابة المدرسية الضخمة فدّخلت بعد أرتداء حذائي الآخر الى غرفة الموسيقى حيث كان بأنتظاري معلم الموسيقى "جاي " وفتاتان من المرحلة المتوسطة فانحنيت بقلق وأندفعت أعتذر بطريقة متوترة ..
-لن نضيع أي وقت ..لنستعدّ .
-حسناً .
أمسكت الميكرفون وشرّعت بالغناء بطريقة مختلفة ...كنت أغني وأشعر بيوساقي ينظر أليّ وهذا ماكان يزيدني سعادة ..صمتُ قليلاً لتعطي الآلآت الموسيقية أيقاعها الخاص وبأشارة من المعلم أكملت الغناء وأنا أبدي تفاعلي مع تلك الكلمات الساحرة التي صاغها المعلم بإيحاء رومنسي عميق .فتمايلت مع الكلمات الأخيرة وتراقص شعري وأنساب بلطف على كتفيّ وغيرّت من نبرة الصوت الى درجة أعلى من الطبقات السابقة تلتها تصفيقات حارة من المعلم جاي وساري .
أبتسم المعلم أبتسامة رضا وقال :-
-نحن على أستعداد تام لتقديم هذا العرض الموسيقي .
جلست على المقعد وسحبت نفساً سريعاً فتأملت المعلم "جاي " وهو يقوم بإعطاء بعض الأوامر للفتاتين ..بالرغم من بلوغه سن الثلاثين إلا أنه مازال يتمتع بوجه لامع ..وعينانان ناعستين هادئتين ..وأنف حاد جميل ..ولن أنسى شعره الكثيف الذي يصل الى شحمة أذنيه الصغيرتين ..إنه وسيم حقاً .
ولاني الأرتباك عندما التقت عيني بعينيه فأستدرك الأمر وحوّل بصره ناحية االفتاتين اللاتي كنّ يرتبنّ بعض الأوراق فنظرت الى الساعة ونهضت باتجاه معلمي وقلت له :-
-هل بأمكاني المغادرة ؟! ..لدّي تدريب آخر على المسرحية .
-هذا مؤكد .
فتحت الباب على مصرعيه وأرتقيت الدرج الى حيث غرفة المسرح فلم أتأخر أذا كانوا مايزالون يقومون ببعض الأصلاحات فوصلني صوت حادّ كاد أن يسبب لي ألماً في أذني :-
-أوكايهو ..هأنت تتسكعين مجدداً ..باشري بالعمل فوراً .
أجبت بتذمر :-
-أنا قادمة .
-أوكايهو ...سوف يناسبك دور الجميلة النائمة .
-ماذا ؟!! ..بكل تأكيد تمزحين !! .
-إنها الحقيقة ..لامزيد للنقاش ..أرتدي تلك الملابس فوراً .
تأففت بشدّة فقلت لأيري :-
-مالذي جرى للمعلمة الأجنبية القذرة ؟ ..فقدّت صوابها بكل تأكيد .
هزّت أيري كتفيها بلامبالاة فصرخت بشدّة :-
-يالك من باردّة .
-ألا تعلمين بأني سوف أحتل دور الملكة والملك هو ..
فترددّت قبل أن تقول بتذمر :-
-هاريما !! .
-هاريما ؟!
أنفجرت ضاحكة فرمقتني أيري وقلدّت نبرة صوتي :-
-يالك من باردة .
كنت أرتعب خوفاً عندما كانت المعلمة "جولد " -الأجنبية التي لايدّل أسمها على صفاتها القذرّة الساخطة- تدور على أسمائنا محددّة الدور المناسب وعندما نطقت بأسمي محددّة دور الجميلة لي ساد صمت رهيب وسكون وأنظار الفتيان تتفحصني وقد وثب الأعجاب الى وجوههم وددّت لو أن الأرض تبتلعني فأطلقت المعلمة نظراتها المرعبة ليسود الهدوء مرة أخرى فتوقفت قائلة :-
-أين كراسوما ؟!
فأجاب أيمادوري :-
-لم يتمكن من إرتداء الملابس التي خصصت له .
فلم نستطع منع أنفسنا من الضحك فضربت المعلمة بكلتا قبضتيها على الطاولة وقالت بلا مبالاة :-
-على كلِ سوف يؤدي دور الفارس .
شهق كل من في القاعة ..وأصبت بخوف شديد ..كراسوما ..هذا آخر من كنت أفكر فيه ..بالرغم بالعلاقة التي بيننا ولكنّي أبداً لم أفكر بشيء كهذا ..همسات محورها أنا ..ياللسخف ..محظوظة ..وأي حظ من التمثيل معه فعضضت شفتي وأنا أريد هلاك المعلمة "باد " كما أطلقت عليها ..فهي سيئة ..وهذا الأسم لائق عليها فزفرت بشدّة وأنا أرتدي ملابس الجميلة النائمة .
-كم هذا سيء ..إنه أسوء يوم في حياتي .
همست لنفسي بغضب وأنا أستلقي على السرير الذي قد أعدّ لي بينما كراسوما كان يلعب بالسيف الذي معه ..وكأن الأمر لايمت له بأي صلة فقط بتلك اللحظة شاهدت كل من كان في القاعة قاتلاً فظيع ..أغمضت عينيّ بسخط وقلبي لم يكف عن الخفقان وأنفاسي أكاد أخرجها بصعوبة وتوتر فشعرت بأهتزاز السرير ففتحت عيني لأجد كراسوما جالساً يستمع الى المعلمة "جولد " فركلته بقدمي وقلت له :-
-أعتذر ...لم أنتبه الى وجودك .
القى نظرة عليّ وعاود الجلوس مجدداً فتوتر وجهي ..إنه أحمق .ألم يفهم ماقصدته ..بطيء الفهم حقاً... فأعدت الكرّة ثلاث مرات بمحاولات بائسة فتوقفت عن التخطيط على هذا النحو .. وأعترفت بالأستسلام . ومرة أخرى شعرت بأنفاسِ تداعب وجهي فنهضت بقوة لأرتطم بأنف المعلمة "جولد " التي صرّخت بجنون وهي تغادر الغرفة ..لقد أعتقدت أنه أحد الفتيان ولم أكن أتوقع بأنها المعلمة "جولد " تمتمت بصوت خافت :-
-تستحق ماجرى لها ..منحرفة .
-كراسوما ..إسمح لي بتأدية هذا الدور ..أتوسل أليك .
كانت هذه الجملة من مسرحية أيمادوري المغيظة فأشحت بوجهي وتطلعت الى حوض الأزهار فأكمل أيمادوري وهو يصفر :-
-أنت محظوظ ..كراسوما سان ..إني أغار منك بشدّة .
مزعج ..أقسمت بنفسي بإنه ألم يكف عن تلك الحركات القذرة لمدة خمس دقائق ..سوف أتخذ معه موقفاً قاسياً لحسن حظه بأن المعلمة جولد دلفت باللحظة التي بدأت فيها بالعدّ ولكنّ كان سوء الحظّ يحالفني .
دخلت الى الشقة وأنا بغاية الأنزعاج فتحسست موضع الأضاءة وأنرتها بكل سخط وخطوت لأخلع حذائي وأقذف بحقيبتي بكل ضجر على الأريكة فقضمت أظافري ورددّت بإستياء :-
-من هو هذا الكراسوما ؟! ..ليفعل مايحلو له .
تذّكرت تلك الأبتسامة وهو يقول للمعلمة :-
أفضل عقابٍ لها ...بأن تؤدي دور الفارس وأيمادوري دور الجميلة النائمة .
أيمادوري ..بالطبع سوف يكون سعيداً ..ولكنّي لن أقبل بهذه الأهانة ..هذه أسوء نكتة سمعتها في حياتي ..فهمست لنفسي ساخرة :-
-لاريب في هذا ....فهو شقيق الروائي الفاسد ..إنها وراثة ..وقد غرست بعرق الأبناء .
انتزعت الريموت من مكانه وأستلقيت على الأريكة وأنا أشاهد فيلماً بوليسياً حامياً ...
هتفت بأعجاب :-
-مثير ...كم هذا أسطوري !! .
فأغلقت التلفاز عندما دّخلت المعلمة "أساسكي " فقالت لي :-
-عدّت باكراً .
-لم يكن هناك الكثير من التدريب .
-رائع ...هل أنت جائعة ؟! .
لم أتعب نفسي بالأجابة فلقد أجاب صوت معدّتي الناقم فأبتسمت المعلمة وأختفت في المطبخ عدّة ثواني لتعودّ وهي تحمل صينية كبيرة وضعتها على الطاولة فعدّلت من جلستي أستعداداً للأكل .
أنبعث صوت الهاتف من جيب المعلمة "أساسكي " فأخرجته بسخط فقربته الى أذنها وأجابت بتذمر :-
-مرحباً .
لم أفهم من مكالمتها سوى كلمات مبعثرة ..نعم ، حقاً ، أنا قادمة ...أنهت مكالمتها وأرتدّت سترتها مجدداً فقلت لها بقلق :-
-هل هو أمر خطير ؟!
-أبداً ..لاتغادري المنزل .
لم ألقيّ صب أهتمامي بالموضوع ..بل أعتبرته من محور عملها الخاص فأستقرت عيني على هاتقها ومددّت يدي لألتقطه وقلت بتعجب :-
-لم تأخذ هاتفها .
لعبت بأزراره محاولة البحث عن المكالمة السابقة حتى وجدتها بين أصناف المكالمات المتعددة ..لقد أستخدمتها من باب التمويه فتطلعت أليها وصرّخت بشدة :-
-الشرطة !! .
.*يرجى رجاء عدم الردّ
[/align][/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/08_05_13136801612740663.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]
[COLOR="Red"
]انا متابعة جديدة لروايتك واعتقد انك تمتلكين خيال واسع واسلوب جميل استمتعت بقراتها من البداية :glb:[/COLOR]
.
[/align][/cell][/tabletext][/align]