ابتسم كايتو و أغمض عينيه هنيهة،ليفتحهما بعدها و كم كان وسيما و هو يبتسم ابتسامه الإفتزازية تلك. كايتو بصرامة:سيدي،أيعقل أن تشك بنا.ما الددافع لتقول كلاما لا صحة له من المعنى؟
يوهورو بحدة :سأجيبك،غني دائما أراكما معا،فسر لي هذا.
كايتو :يبدو لي أنك يا سيدي و عذرا على وقاحتي لا تعرف ابنتك جيدا،و أنت بعيد ،بعيد جدا عنها أكثر مما تعتقد،ابنتك عانت الوحدة طوال حياتهاأأنت تجهل الكثير عنها،الآنسة كانت بحاجة لشخص تشكو إليه،تمرح معه،تفرح و تحزن معه،أظنها وجدت راحتها معي،و ما بيني و بينها مجرد صداقة ليس إلا.
كلام أسكت السيد و أغضبه،أخفى غضبهنو بحث عن كلام ليرد عليه لكنكايتو كان فصيحا أكثر منه، ما كان عليه إلى أن أخذ نفسا عميقة و نظر إليه و إلى وقفته الجريئة.
يوهورو:أعترف لك أنك ذكي و فصيح اللسان أيضا،أاكد لك أن مشاعر الصداقة هذه ستتحول إلى حب.
كايتو:لا تقلق يا سيدي،إن كانت تكن لي مشاعرا فسأحاول أن اخفف عنها كي لا تعاني.
يوهورو:أستنتج من كلامك أنها صارحتك بمشاعرها.
كايتو:لا،أبدا ،أفهم ابنتك و كأنني داخل عقلها،و أحس بقلبها الذي يكتم أسرارا.
نهض يوهورو من مقعده و راح إلى يطل على النافذه التي كانت خلفه،يطل على تلك الحديقة الخضراء الواسعة و إلى الأشجار و الورود المختلفة ألوانها،لم يتفوه بأية كلمات،أغمض عينيه ثم فتحهما ببطئ.
يوهوروباستسلام:انصرف إلى عملك،و آخر كلام بقي لي أنك إن وقعت في حبها يوما و كانت بينكما قصة فسأعمل جاهدا على إفسادها.
كان كايتو يحدق بسيده بنظرات شفقة،مشى بتثاقل و لما بلغ ذاك الباب البني و فتحه،إستدار بنصف جسده و قال كلمات بصوت عذب و هادئ:يومها،ستدمر حياة ابنتك.
ترددت على مسامع يوهورو و اشتعلت نيرا غضبه لكنه بقي متحكما في أعصابه.
.................................................................................................... ..
......................................................................................
..........................
السماء زرقاء و الشمس ترسل أشعتها على أرجاء المدينة الجميلة بعماراتها العالية و المنخفضة،على المنازل الكبيرة و الصغيرة و على الشركات و المؤسسات،ترسل أشعتها على جميع الناس كبارا أو صغارا،على الحدائق العامة لتبين مدى جمال أزهارها و أشجارها.
ها هي شابة جميلة بملابسها الغالية (بلوزة رمادية بها بلورة صغرة حمراء و ربطة عنق رمادية على شكل فراشة،تنورة حمراء قصيرة كاشفة لفخصيها و ساقيها البيضاوين و حذاء أحمر مسطح)،يداعب النسيم حصلات شعرها البني الذي يتطاير،و عيونها الزرقاء الحزينة التي تتأمل الحديقة الخضراء الممتدة بكساحة محدودة واسعة بعشبها الخضر،تتأمل الزهور التي توشك أن تذبل و تنظر إلى الأشجار العالية.
لتجلس بعدها فوق المقعد الأسود التذي كانت تقف بجانبه،وتغوص في قرارات نفسها المكتئبة.
......:ما بال الآنسة منزعجة في مثل يوم مشرق و جميل؟
هذا الصوت الهادئ الذي طرق أبواب أذنيها فعرفت صاحب الصوت لكنها لم تستدر لتراه.
هزت رأسها نافية و قالت:لا،أنا بخير.
......:مم ليس من عاداتك أن لا تنظري إلي حين تتكلمين،و صوتك حزين جدا يا إييمي.
إييمي:كايتو..
وجهت ناظراتها نحوه لتلتقي بنظراته الالهادئة و لتلتقي أعينها الزرقاء بعينيه الزرقاوتين الداكنتين،خفق قلبها من ابتسامته التي تزريده جمالا أخاذا،و أعجزت عن الكلام،أما هو فقد بقي ينظر إليها و يسمع ما يقوله له قلبها البريء.
كايتو بحنان:أعلم ما بالك،لقد تشاجرت مع والدك،أ ليس كذلك.
غضبت و نفخت وجنتيها المتوردتين و قالت بغضب:أرجوك لا تذكرني به،إنه لا يتحدث سوى عن جاكي،جاكي يقول،جاكي يفعل،جاكي،جاكي أنا أكرهه.
ضحك ضحكة خفيفة من ردة فعلها فاحمرت وجنتاها لأنها شعرت بغباءه،ف وضعت يدها خلف رأسها و تبتسم.
إييمي:هه،لقد كنت غبية بردة فعلي.
كايتو بجدية:أسمعيني جيدا يا إييمي،عليك الاعتذار من والدك،فو في الأخير يريد مصلحتك،هيا اذهبي و اعتذري فهو سيغادر اليوم .
إييمي:هل أنت متأكد من ذلك...لن يسامحني لأني غضبت و قلت كلاما أزعجه.
هز كايتو رأسه نافيا ما قالته ،غمز لها و قال:سيسامحك فهو يحبك كثيرا.
أومأت إييمي إيجابا و أسرعت لتلاقي أباها،و بينما هي في الرواق كان هناك شاب يجري في الجهة المعاكسة لإييمي و ما هي إلا ثوان حتى اصطدما ببعضهما.
إييمي:هي،إنتبه إلى خطواتك.
.......:بل أنت أيها الغبي من عليه فعل ذلك،أعمى.
تمعنت إييمي في ذلك الشاب ذا الشعر الأحمر الغامق و العينين ذا نفس اللون،مرتد بزة رسمية للعمل كبزة كايتو.
ثم نظرت بخبث و حدة:ياكو...هل أنت في العادة تتكلم هكذا مع الناس الذين تصطدم بهم.
ياكو بتوتر:آ..آ...آنستي.
إييمي بخبث:لقد كشفتك،سأقول لأبي و حينها ستعاقب.
ذعر ياكو ثم أخذ يرجوها كي تعفو عنه بطريقة طفولية:أرجوكي يا إييمي،لن أعيدها مرة أخرى،لا تقولي للسيد أرجووووكييي.
ضحكت إييمي من ردت فعله،بعدها وضعت يدها على شعره لتبعثره له.
إييمي ببراءة:لا تقلق يا أخي،لن أخبره،كيف سأعيش من دونك،و الآن أراك لاحقا.
نهضت إييمي و راحت من هناك تاركة ياكو يبتسم بفخر:ما أروعك يا آنستي،أنت طيبة جدا.
..........................................................................
ها هي ذي تدخل إلى تلك الغرفة الواسعة ذات الجدران الحليبية و السقف الذهبي،بها صور مناظر طبيعية و أمام ذلك المكتب المصنوع من الخشب الأصيل يقف رجل في 51 من عمره ينظر إلى الحديقة من خلال النافذة التي أمامه.
إييمي:أبي،هل يمكنني أن أتحدث معك؟؟
يوهورو:بالطبع يا عزيزتي.
إستدار نحوها و قال:تفضلي.
إييمي:في الحقيقة أنا هنا لأعتذر مما بدرمني.
يوهورو بلطف:لا عليك يا صغيرتي،أنا الذي عليه الإعتذار.
إييمي:هذا رائع،سأذهب الآن إذن،طاب مساءك مع أصدقائك.
أومأت برأسها إيجابا و غادرة.
أما الآن،في مركز تجاري خم يتطون من طابقين،كان ياكو يضع يديه خلف رأسه و البسمة تعلو وجهه،نظر إليه كايتو بملل وقال:ما سر هذه البسمة يا ترى؟؟
ياكو:آآآآه،سأنتهي من صراخ السيد أياما.
كايتو:غريب أمرك،هذا لا يدعو للفرح كثيرا.
ياكو:معك حق،لكن الذي سأنتهي منه أكثر هو ذاك العفريت جاكي.
كايتو:أعذرني على التدخل،لكن لما تكرهونه إلى هذا الحد؟؟
ياكو:إنه مغرور،متكبر و طماع أيضا.
نظر إليه كايتو نظرة ارتم من خلالها علامات تعجب على وجه كايتو.
كايتو:أشك في أنك توأم إييمي.
ياكو ببلادة:آآ حقا؟؟لكننا لسنا كذلك سأريك أوراقي كي تتأكد،ذكرني ألم أقل لك قبل الآن أننا تربينا معا.
كايتو:أجل أجل،ذكرني أ لم أقل لك أن تعالج نفسك من كلمة ذكرني أو نسيت.
ياكو بشكل مصغر و عينين متسعتين بدموع مصطنعة:لا أتذكر أنك قلت لي كلاما جارحا مثل هذا.
كايتو:يا الهي،(نظر إلى ساعة يده فوجدها 16:30) سيغادر السيد بعد نصف ساعة علينا العودة إلى المنزل.
.................................................................................................... .................................................................................................... ....................
.....
اجتمع الكل في غرفة خاصة واسعة جدرانها فضية حليبية اللون و سقفها ذهبي بها أربعة نوافذ،فارغة و غبر مزينة بأي شيء،كان السيد يوهورو يملي ما على العمال القيام به في غيابه، نصتوا إليه جيدا و قبل مغادرته انحنوا مودعين و محترمين له .
حل الليل و أتى بظلامه و سواده و لف الكون بعباءته السوداء ليؤنس العشاق،أتى ليشع البدر بنوره الفضي فكسى
الكون لباس الحياة وتلئلئت النجوم في مواقعها فرسمت لوحة في السماء، وعلى تلك الشجرة التي تلونت بلون السماء،اتكأ ذاك الشاب ذا العيون الزرقاء القاتمة و الشعر المبعثر الأزرق أيضا على جذعها و كانت نظراته الحزينة صوت البدر الذي يحب مشاهدته فراع ليغوص في بحر أفكاره. فتحت باب شرفتها لتطل على ذلك المنظر الخلاب،منظر البدر وسط السماء،كان نسيم الهواء يداعب خصلات شعرها البنية،تنظر إلى السماء بعينيها الزرقاوتان كزرقة السماء الصافية تبتسم ببراءة ،كانت ترتدي فستان نوم زهريا،جالت السماء ببصراها و لما حطت عيناها لمشاهدة الحديقة المكتسية بلون السماء لمحت ذاك الشاب الذي تحبه فانتابها الفضول لتعرف ما الذي يفعله في الخارج،لم تحتمل بقاءها في الغرفة و غادرتها.
هاهو الآن يتذكر صوتا راسخا في ذهنه،صوت رجل يقول بلطف و حنان:كايتو،كن كالبدر يا بني،لا يبخل أحدا بنوره.
كايتو في نفسه:ليتك الآن معي يا أبي.
.......:ما الذي تفعله هنا و في الليل أيضا؟؟
تردد هذا الصوت على مسامعه فابتسم و خرج من دوامة أفكاره ويقول بكل هدوء:حين يكتمل البدر يا آنستي،أخرج كي أشاهده،تعالي و اجلسي قربي.
جلست بقربه و كانت تبعد عنه بضع سنتمترات.
إييمي:يبدو أنك تحب القمر يا كايتو.
كايتو:أجل،إنه صديقي العزيز بعد إيمورا بالتأكيد.
إييمي:قلت لي أنك تحلم بأن تصبح روائيا،ما لاحظته من قصصك القصيرة التي تكتبها هو الحزن و اليأس.
كايتو:أجل أعلم ذلك،فأنا شخص عانى في صغره.
إييمي:هذا لا يمنعك من كتابة قصص سعيدة .
كايتو:الكاتب يا آنسة يكتب ما عاشه من خلال حياته و أنا جسدت كل ذلك في قصصي.
إييمي:أعلم،لكن هذا لا يعني أن حياتك كلها كانت شقاء.
كايتو:لم أكن اعلم أنك ذكية هكذا.
إييمي:ممم،آ تذكرت ،قل لي كيف اختفيت البارحة في ذالك الظلام.
غمز لها وقال:أنا ساحر يا آنستي.
إييمي:كفاك غموضا،هيا أخبرني.
ضحك كايتو ضحكة خفيفة ثم أجابها:علمت أن السارق سيأخذك إلى مكان مظلم جدا لا يدخله أي ضوء،فارتديت زيا أسود كي لا يراني.
إييمي:لكن لما لم نسمع صوت الأقدام عندما صعدت الدرج؟؟
كايتو:سبق و أن قلت لك أنا لست شخصا عاديا.
إييمي:أجل أنت لست كذلك،فأنت شخص فريد من نوعك و ما يعجبني فيك هو إحساسك بالناس.
كايتو:لا تبالغي،هناك من هو أفضل مني بالتأكيد.
إييمي:في نظري أنت الوحيد الذي أعرفه،أتعجب كيف لأحد مثلك أن لا تكون له حبيبة.
كايتو:وحدها المجنونة ستكون حبيبتي،فأنا بارد و غامض،ولست رومانسيا.
هزت إييمي رأسها نافية ما قاله.
إييمي:لا أبدا،فالشخص الذي يحس بقلبه و يفكر بعقله رومانسي.
كايتو:لم أكن أعلم بهذه الفكرة.
إييمي:إذا أضفها إلى عقلك.
كايتو:آنستي،عقلي مليء بالأفكار.
‘ييمي:حسن،لما لا تضيفها إلى قلبك.
ساد السكوت المكان،وأخذ كايتو يقرب رأسه منها حتى إلتصق جبينه بجبينها و اختلطت أنفاسهما و قال بهمس:من أنت أيتها الساحرة؟
احمرت وجنتاها و خفق قلبها حتى أنه كان سيطير من مكانه،حتى أحست بقبلته التي طبعها على شفتيها تحت كوكب العشاق.
.................................................................................................... .......
أقبلت غلالة النور تضيء تلك الحديقة الخضراء،لتدب في الكون روح الحياة،و عزفت طيور الحب على غيتارة لأمل ترانيم
تشـدو بها نسمات ناعمات ، تعانق الروض برقة وجمال،الشمس أرسلت أشعتها عبر أنحاء المنزل،فتح كايتو عينيه ببطء ليجد بعض خصلات شعر بنية متناثرة على وجهه الوسيم،أما إييمي فقد وجدت رأسها على صدره و كم كان المشهد في غاية الرومانسية،ابتعدت إييمي عنه ببطء و هي تحك عينها و وجنتاها محمرتين.
وقف كايتو و هو يضع يده على شعره فبعثره بطريقة عشوائية.
كايتو:الوقت لا يزال مبكرا،غذهبي و أكملي النوم.
أومأت إييمي إيجابا بعينين شبه مغمضتين و مشت في سبيلها.
..................................................................
غرفة مظلمة، ونفس حائرة تتكلم:ما الذي يحدث معي؟؟؟هل أنا هنا لأحب أو لأنتقم،ما الذي أريده؟؟؟هل وقعت في حبها؟؟؟كيف ستنتهي الأمور يا ترى؟؟؟
هيد الجزء الأول للبارت و في الجزء الثاني غدا بكملو
في انتظار ردودكم