حين نقضى أوقاتا رائعة و جميلة مع من نحب،يجتاح وجداننا شعور أننا أقوياء
و بقوتنا سنتغلب على كل طاقة تواجهنا..
و لكن الحقيقة أن الأيام مليئة بالمفاجآت...
و نحن فيها كألعاب أو خاتم في أصبعها تبدلنا كما تشاء..
فتتغير تلك السعادةو القوة إلى حزن و ألم يعصر القلوب..
هذه هي الحياة على كل حال.
تغلغلت هذه الكلمات في أذنيه،فلم يصدق ما خرج من فاه تلك الشابة التي أحبها،شعور الفرحة خالج وجدانه،وفرح كذلك الطفل الذي أهدته والدته هدية قد رغب به يوما.
عيناه مايأتان بالفرحة،فقب أيام قد ذبل كتلك الزهرة التي أهملها صاحبها و لم يسقها بالماء فذبلت،ثواني حتى أصبح قبالتها.أمسك يديها الناعمتين اللطيفتين،وابتسامة الفرحة لم تفارق وجهه،شعرت ببعض الحزن على ما قد بدر منها آخر الأيام،فانحنت أمامه تسأله المعذرة:أنا أتقدم لك بكامل إعتذاري،جعلتك تعاني بسببي طيلة الأيام الفارطة.
نسي كل ما حصل معه و ما تكبده من عذاب،فكلمة واحدة منها أنعشته و أعادت له الحياة،رد عليها بصوته الحنون:لا بأس،أنت الآن تجعلين مني أسعد رجل في هذا الكون.
ليضمها إلى صدره بقوة،لكي لا تهرب منه مجددا...(و هكذا أعلنهما ثنائيا جديدا
)
أمام بوابة منزل فخم،بل قصر جميل قد إرتدى ملابس النوم الزرقاء الغامقة،فقد شعر بالنعاس من أشعة الشمس و الأقدام التي سارت عليه صباحا،تحملهما الأرض فرحة مبتهجة و شاهدة على حبهما،أيدي ثنائي قد قدر لهما العيش معا،مشتبكتين ببعضهما،يتبادلان نظرات الحب و العشق...لكن قد إختلست إليهما عيون غدارة تتوق إلي اليوم الذي سيفرق الزمن بينهما،بل يتوق إلى يوم تفرق أفعاله بينهما.
ترجل،ليقاطعهما بصوته المشحون بالخبث:آ،آسف على الإزعاج،تبدوان منسجمين.
لم يكترث الشاب ميزاشي إليه و لا حتى أعطى له قيمة،كل ما فعله هو الابتسام في وجه حبيبته مردفا:أراك غذا،حبيبتي.
ودعته،متشوقة ليم الغد حتى تراه عيناها البريئتان،ليبقي الندين في ساحة القتال تلك.
كان صوت صاحب الشعر الأشقر واثقا من نفسه،ايتسم ابتسامةعلى زاوية فمه،و قال بنبره المنتصر:ستتوقف علاقتكما هذه،عاجلا أم آجلا،لن أقف متفرجا عليكما و سأقطع حبل المحبه الذي بينكما.
لا يعلم أنه يتكلم مع شخص يفوقه ذكاءا و حكمة،لم يبدب كايتو أي حركة أو حتى لم يخف من تهديده،قائلا يستفزه:عفوا هل قلت شيئا؟؟
اشتعلت عيناه غيضا و فسخت ابتسامة نصره،يرد على بروده و استفزازه:تسفزتي إذن،أنت لا تعرف من يكون جاكي،سنرى ما تكملة الفلم،و أنا من سيكون كاتب السيناريو.
لم يكن يرى سوى حركته حين أعطاه ظهره تاركا إياه يتخبط من الغضب،و ترددت على مسامعه صوته الهادئ يقول:شكرا على المساعدة على أية حال،لا داعي لأن تتعب نفسك في كتابة السيناريو.
-ليغادره،تاركا إياه يستشيط نار الغضب و الكراهية التي عرمت فؤاده،فجاكي مثل النار خطرة و تلتهب كل من تقدم نحوها،و يزيد اشتعالها كلما رمي عليها شيء.
الظلام،الظلام احتضن كل زاوية من زوايا تلك الغرفة،و رائحة الكره و الخبث قد رشت لتفوح رائحتها في أرجاءها،لا شيء يرى غير تلك العين الثعلبية الحادة البرتقالية،تلمع،و فكره قد غاص ليبحر في أعماق محيط التفكير ذاك،صوت يقول:غريب أمر ميزاشي،لا أظنه أتى من أجل لا شيء،علي أن أجد حلا يخلصني منه و بسرعة،و لأاتخلص منه علي مسه في نقطة ضعفه.
لنترك الخبيث يفكر.
و لنسافر إلى المقهى،كان المقهى بناءه تقليديا،هو مقهى مبني على الطراز الكوري،صحيح أنه قديم إلا أن صحته لا تزال جيدة،و ما أن تراه عين الناظر يخال يقول انه جديد و لم يمضي على بناءه إلا أشهر.
كان في الخارج أربع طاولات،و لك طاولة قد إأتنسب بكرسيين.حملت إحدى الطاولات روحا هادئة،قد متعتها بقراءة ما يكتب،كان يضع رجله فوق الأخرى،منغمسا في الكتابه على مذكرته،(كايتو هدفه أن يصبح أديبا بارعا و هو يكتب القصص و الروايات،مجرد معلومة
).
دخل عالم الكتابة،و جال في أكف أفكاره،إلى أن قطع تفكيره صوت مألوف ،جلس إيمورا امامه في الكرسي،و نبرات صوته تلك كانت مسرورة جدا:كيف حال المجنون؟؟آتكتب قصة.
رفع كايتو أحد حاجبيه،واضعا يديه على صدره:تبا لك،لقد قاطعت خلوتي بنفسي،ليبتسم له بحب يضيف:تبدو في قمة السعادة يا أخي.
تذكر إيمورا كلمات حبيبته،ليخبر صديقه الوحيد:فقط لو تعلم ما حدث معي اليوم...
لم يدعه يكل كلامه مقاطعا إياه:أخيرا قبلت مني بك،مبارك لك.
رفع إيمورا حاجبيه و قد ارتسم على وجهه علامات التعجب و التساؤل،ضحك كايتو ضحكة خفيفة:مستغرب،وستقول كيف علمت بالأمر،صراحة أنا من قام بأخذ الصحيفة إليها،ليتك فقط لو رأيت الحزن الذي استوطن في عينيها الجميلتين،يبدو انها قد وقعت في حبك و افتقدتك.
ابتسم صاحبه بحب و احترام:أنت الصديق المثالي كايتو،لا عجب أن إييمي تحبك حد الجنون،أخبرني الآن هل من جديد؟؟
أغلق كايتو الدفتر الذي كان يدون فيه،ثم وضع يده على خده أين تثاقلت عيناه:أجل،تقاعدة اليوم مع شركة طوكيو فرع المجلات،و ذلك بأن أبعث لهم قصصي لتنشر كل أسبوع،على ما يبدو أنها نالت إعجابهم.
افتخر إيمورا بصديقه و زادت فرحته فواجب الصدق أن يفرح لفرح صديقه:مبارك،ستصبح مشهورا أخيرا.
ضحك كايتو يستفز كلامه:لا تمزح معي،انا هنا و حسب لن أكتسب الشهرة أبدا.
رمقه بنظرات جدية تبعث التفاؤل:سترى كيف ستغدو مشهورا،و يقبل عليك أشهر الأدباء و الروائيين.
اكتفى كايتو بالصمت و لم يجب على كلام رفيقه.ليختتم هذا اليوم بمنظر الهلال الذي زين السماء.
تمضي الأيام الجميلة ،و كل خليل مع خليلته يتأنس بها و بحنانها،طيور الحب تطير في حديقة العشق و الهوى،بين نسيم الهواء النقي و الطاهر،الكل سعيد،فهل ستدوم الفرحة؟؟أم هناك المقولة:يوم لك و يوم عليك؟؟
فلتمضي الأيام الحلوة،فهي ذكرا كلما اشتاقت روح الفرد إليها ترجع عبر سفينة الذكريات إليها فتبتسم لتذكرها و تكي لمضيها،الأيام تمضي و ترسو في بحر الزمن الهادئ،فهل يا ترى سيبقى البحر هائا أو أن زوبع ستهيجه؟؟لندع الجواب للمستقبل.
إنه مكتب عمل،فيه كل ستلزمات مهنة الصحفي،مكتب من أجزد أنواع الخشب أسود،حاسوب شخصي أبيض و كرسي أسود أسفله عجلات صغيرة،يجلس عليه كايتو الذي كان يرتدي بلوزة تنافس زرقتها زرقة السماء ليلا،و بنطلونا أسود،منتغلا حذاءا رياضيا بنفس لون البلوزة،شعره الأزرق القاتم مبعثر كما العادة،يضع يده على خذه يتذكر الأيام التي قضاها مع ملكة روحة و يفكر بالآتي غير مكترث لما سيحدث.
انبعث صوت صديقه من الباب:ها هو أميرنا النبيل الوسيم،الهادئ و المنحرف يفكر في آنسته الجميلة و الليلة الرومانسية التي قضاها برفقتها.
ليطل عليه صاحب الشعر البرتقالي المبعثر بوجهه الصبياني،مرتديا تيشرت أسود مكتوب عليه بالأحمر:Bad Boy
و بنطلونا قرميزي اللون،مع حذاء رياضي أسود.
جلس على الكرسي الذي أمام صاحبه و نظر إليه ببلادة.
تململ كايتو من كلانه السخيف و يقول له بتثاقل:يا لك من سافل،ألا يخطرر في فكرك سوى هذه الأشياء السخيفة مثلك،ما الذي تريده مني؟؟
أجابه بلا مبالاة:لا شيء،أردت التكلم معك و حسب.
رفع حاجبيه و أردف:تكلم مع المدير حين يطردك من العمل.
وضع إيمورا يديه على صدره و حرك قزحية عينه البنفسجية إلى الزاوية مكما إياه ببراءة:ليكن في علمك أنه هو من سمح لي بالقدوم إليك.
تململت عيناه و قال :تبا لك،أنهيت عملك و أتيت تزعجني.
ابتسم له بطفولية:آآآآآ،انت غارق في التفكير بها صحيح،تفكر بأميرتك الجميلة.
أنت ساذج إيمورا،إن نسيت فاذكرك أنني لست الوحيد الذي له أميرة جميلة ساحرة كما تقول دوما.هذا ما قاله كايتو.
ضحكة إيمورا بسخرية:تقصدني أنا،بحقك أذكرك إن نسيت أننا نتواعد أمام الناس و لسنا...
قاطعه مكملا نيابة عنه:و لسنا وحدنا في منزل ريفي معزول منسي،حفظت هذا الكلام .
ابتسم له إيمورا ليتكلم بعدها بجدية:هذا رائع،سابشرك الآن،سأطلب يدها للزواج.
نظر كايتو له بسخرية و قال:هه،زواج؟؟أنت مجنون.
أجابه إيموا بجدية:و هل الزواج جنون؟؟أنا لست معقدا من الزاج مثل أحدهم.
لم يبدي أي ردة فعل سوى أنه سأله متى سيفعل ذلك؟ليجيبه:أنتظر الفرصة المناسبة.
إنها الأيام تمضي و تبتسم في وججه كايتو الذي يكتب مؤلفاته في أشهر مجلات البلد،و كان من العمل إلى المنزل الريفي كي يلتقي بحبه الذي أمضى معه أجمل و أفضل أيام حياته.
و في ليلة من أحد الليالي:
كان الثنائي مستلقيا على العشب ينظران إلى النجوم و القمر.كان الصوت سيد الموقف فكسره كايتو:عزيزتي،يوم الغد يصادف ذكى مولد مدير الشركة،و يصادف أيضا تاريخ تأسيسها.
لن تلتقي به هذا ما قالت في نفسها،اختفت ابتسامتها لما سمعت كلامه:إذن،لن نلتقي غدا.
ابتسم كايتو من ردة فعلها و أراد إزانها أكثر بقوله:أجل،مع الأسف.
حزنت كثيرا،و كيف لا و هي لن ترى حبيبها الذي باتت لا تستطيع العيش من دونه،و لن يكتمل يومها إلا برؤيته.
لحظات حتى انفجر هو ضاحكا من تعابير وجهها الحزينة،فعتدل في جلسته على العشب و أزاح همها:أجننت؟؟لن يكتمل يزمي أبدا إن لم أرك،لن آتي و لكن سأسطحبك معي للحفلة.
رفعت إييمي أحد حاجبيها مستغربة:لكنها خاصة بالعمال فقط.
-ربما،لكن المدير يسمح لنا باسطحاب من نريد.هذا ما قاله بهدوء.
شعاع الفرح قد اشتعل في وجهها الأبيض،فرسمت ابتسامة الرضا وا الفرح لأنها خالت للحظة أنا لن ترى أسير روحها،
بادلها كايتو نفس الابتسامة لينهض من مكانها و يقول بمرح:هيا هيا،يجب عليك تنفيذ الخطة،ستمضين الليلة مع ميني،تمنيت أن تمضيها معي كي نتسلى...
ما انفك أن قال كلامه هذا حتى احمرت وجنتاها خجلا ،فشعر بها و أكمل بتململ:إلا أن الشكوك ستدخل في بعض النفوس،ستتصلين من عند إييمي كي لا يشك والدك،و سآتي في الغذ لاصطحابك.
أومأت إييمي إيجابا،فأخذها إلى وجهتها..وبعد دقائق عند ميني:
(كانت ميني ترتدي بيجاة صيفية قرمزيو اللون،ومجعدة شعرها الأصفر الذي يصل إلى رقبتها)
أخذت ميني هاتفها الخلوي و كبست على ارقام هاتف مكتب والد إييمي فرد عليها متكلما باحترام:معكم السيد هيروكو،من معي؟؟
تكلمت ميني و هي تغمز لصديقتها:مرحبا عمي،إنها أنا ميني،كيف حالك؟؟
فرح سماعه صوت ابنة صديقه:آآ،ميني،أنا بخير شكرا لك.
داعبت بسبابتها خصلة شعرها و كلمته بصوت طفولي بريء:عمي،إتصلت بك لأخبرك ان إييمي تبيت الليلة معي،فقط مللت الوحدة في بيتي الكبير هذا،لذا فأنا أطلب منك العفو .
ابتسم يوهورو و قال لها:لا بأس بذلك يا عزيزتي.
ابتسمت بنصر،فأخذت إييمي الهاتف و تكلمت مع والدها:شكرا لك أبي،تصبح على خير،أراك غدا.
لتقفل الخط.
ابتسامات عريضة رسمتها الفتاتان لترميا جسديهما على السرير و تتحدث إييمي:سنمضي وقتا ممتعا و نسهر هطه الليلة.
لتقول لها ميني بمزاح:لا ،لا يا حلوتي،لا أريد أن تظهر لي علامات التجاعيد و كبر السن،كي لا يذعر إيمورا.
ضحكت الفتاتان لتضيف ميني:هي،إسمعي يا أنت،سأجبرك على التجمل غدا.
لتقول بتململ:لا،لن أفعل.
ميني و شعلة النار في عينيها:سنرى ذلك.
انقضت تلك اليلة،و كذا الصبح و العشية.
عقارب الساعة تشير إلى:19:30،في ذلك المنزل الفخم أين يقف ذلك الشاب مرتديا بلوزة سوداء،أكمامها تصل إلى مرفقيه،و ثلاثة من أزرارها مفتوحة لتبين له بعضا من عضلات صدره،بنطلونا أسود كذلك و منتعلا حذاء أسود،ربطة عنقه الحمراء القانية مرتبة بشكل قد أضفي على بدلته طلة جميلة،شعره مبعثر كالعادة و رائحة عطره قد ملات أرجاء المنزل،ينتظر أميرته بشوق ليراها كيف أصبحت،كانت تنزل الدرج كالنبلاء،كانت جميلة جدا بفستانها ذا اللون الياقوتي الذي يصل إلى فوق ركبتيها،يكشف عن ظهرها،و فيه شريطة حمراء حول منطقة تحت الصرد،و حذاء أحمر.
وضعت بعض الاكسسوارات في يدها،مانت تضع مكياجا خفيفا،الحل و المسكارا،و لماع شفاه برميتيا،لكن وجنتاها متوردتين ليس بفعل أدوات التجميل بل طبيعيا،كان شعرها منسدلا..
خرجت من فاهها بنبرة عاشق:كايتو.
استدار ببطئ،التقت نظراتهما،لم يتفوه كايتو بكلمة فعيناها اللتان ثملتا بجمالها وحدهما يتكلنان،تقدم نحوها و مد لها يده فوضعت هي الأخرى يدها على يده،ابتسم ابتسامته الساحرة ينظر إليها تحرك شفتيها قائلة:لنذهب.
قبل يدها مردفا:أمرك يا ملكتي.
الحفلة ليست كياقي الحفلات التي تقام في القاعات،إنها حفلة أقيمت في الهواء الطلق ليعانق السطح أرجل ل من يطؤ عليه،و لتكون النجوم و الغيوم و الزهور شاهدة على كل القلوب التي تعرف الحب.
زينت الحديقة بالطاولات و الكراسي التي امتلأت بأشهى المأكولات و ألذ المقبلات و كل أنواع الشراب،من عصير و نبيذ.
و بقيت مساحة كبيرة تنتظر من يرقص فرحا بالحفلة.
و في ركن من الأركان الذي فاح بعطر العشق:
ينظر إليها بعينيه الزرقاوتين،فقد ثمل بجمالها الأخاذ:أنت جميلة جدا إييمي،سأختطفك اليوم إلى منزلي،و لن يجدك أمهر مفتشي الشرطة.
احمرت وجنتاها من كلامه:هذا لطف منك كايتو.
نطير بكم إلى مكان آخر:
الشقراء تلك ترتدي فستانا فحمي اللون،طويل،يكشف على كتفها و أذرعها،مزينة بقلادة من ألماس قد تناسبت مع الفستان،تنتعل حذاء كعب عال بنفس لون الفستان.أما حبيبها فقد كان يرتدي بزة رسمية،ينقصها ربطة العنق التي لا يحب وضعها.
جال إيمورا المكان ببصره و سألها إن أعجبها مكان عمله،فأجابته بالتالي:كثيرا،ربما سأغير مكان عملي و أصبح صحفية مثلك.
ليضيف هو إلى كلامها:جميل،وسأطلب من المدير أن يضع مكتبك معي.
قالت بطفولة:ان تعمل حينها.
هنا دخل بينهما رجل كهل ناهز 47 من عمره،إلا أنه ما أن تراه تخال أنه شاب في 20 من عمره،يرتدي بزة رسمية ،شعره و عيناه سوداوتان:إيمورا،فقط قبلت بك هذه الفتاة لأنها مجنونة.
استغربت ميني من كلامه:عذرا سيدي لما أنا مجنونة؟؟
قال لها بمزاح:الشاب الذي أمامك،شاب ثرثار،مجنون،عنيد و مشاغب،إضافة إلى صفات أخرى.
ارتسم على إيمورا خيبة أمل و تحطم معنويات فأنزل رأسه بطريقة مضحكة و الدمع في عينيه نهر:شكرا لك سيدي ،رفعت من معنوياتي.
قهقه المدير بخفة ليردف:أمازحك يا بني،فرغم كل هذا تعجبني كثيرا و انا أفتخر بك و بأعمالك،فلتدم المحبة بينكما.
انحنيا له احتراما و شكرا،لينضم إليهما الثنائي الآخر.
ناداه كايتو بمزاح:أهلا بالثرثار،كيف الأحوال؟؟
ابتسم إيمورا بنشاط و بنظرات ألغاز،ام يفهمها إلا هو و صديقه:أنا بخير،و بأسعد أيام حياتي.
-آآآآآ،صدقني،اخترت المكان و الوقت المناسبين.
نفخت ميني وجنتاها بغضب طفولي و قالت:كفى غموضا و أخبراننا عما تتحدثان؟؟
وضع إيمورا يده وراء رأسه ليغمز لها:سر بيني و بين صديقي.
إيقاع الموسيقى هادئ مما فجر مشاعر كايتو و أراد أخذ حبيبته ليرقص معها.
أمسها من يدها و قال لميني:سيطلعك عليه لاحقا،والآن سآخذ وردتي الجميلة.
أخذ كل حبيبته إلى الرقص
على أنغام الموسيقى الهادئة التي تربط بين أوتار قلوب العشاق
-لم أتوقع أنك تجيد الرقص،فهدوءك يوحي بذلك.تكلمة هي بحب.
ابتسم لها و قل بكل فخر:أجل،و أجيد أشياء أخرى،سأريك كل مواهبي.
احمرت وجنتاها و قالت بنبرة غيرة:أ رقصت من قبل مع فتاة؟
شعر بصوتها الذي يغار عليه و قال يغيضها:بل مع فتيات،ففي كل حفلة أرقص مع 10 فتيات على الأقل،هل أشم رائحة غيرة أو ماشابه؟أنت غيورة إييمي.
ابعدت نظراتها عنه تتكلم:لست بغيورة.
ضحك عليها ضحكة خفيفة ليردف:إن أنت لست كذلك فدعيني أرقص مع فتاة أخرى.
هنا التصقت به أكثر فصارت بين أحضانه تتشبث به كي لا يبتعد عنها أبدا:لن أسمح لك أبدا،فأنت لي وحدي.
اكتفى كايتو بالابتسامة و راح يغوص في أعماق مشاعره.
أطير بكم إلى سماء أخرى أين سأريكم طيور الحب الأخرى:
كانا سعيدين للغاية:-أ لن تخبرني عن سرك مع كايتو؟سألته بفضول ليجيبها مغيرا الموضوع:الجواب هو لا ستعرفينه بعد قليل،آآ بالمناسبة ظننت أن فتاة رجولية مثلك لا تجيد الرقص.
لترد على كلامه بطفولية:و أنا ظننت أن متهورا مثلك لا يجيد الرقص.
لم يرد على كلامها،ببل بقي صامتا حتى أحست به يبعدها عنه ببطئ و يمسك بيدها:1.2.3.4.5،تعالي معي.
سحبها معه،و أخذها إلى سطح الشركة،كانت السماء الزرقاء صافية و النجوم متلألأة،فقد اختار أن يكون القمر و النجوم شاهدة على كلامه،فضول قد أرادت معرفته نجوم السماء و حتى ميني التي استغربت لما أتى بها إلى هنا.
وضع يديه على كتفيها و قال بنظرات جدية:ميني،تعلمين جيدا أنك الوحيدة التي أحببتها و سأظل معك طوال عمري،أنت الأميرة الساحرة التي ألقت علي سحرها فغدوت كالمجنون عليك و...
لم يكمل كلامه لأن عيناها الزرقاوتان قد امتلأتا فضولا:أجل،و...ماذا أيضا؟؟
أخذ نفسا عميقا و أكمل:أريدك في حياتي إلى الأبد،ألايد أن أنهض على صوتك و أن آكل من طعامك،و كذلك أن أنام بين ذراعيك..ميني..هل تقبلين الزواج بي؟؟
فاجأها بكلامه،استغبت من سؤاله...لكن الفرحة قد هزت قلبها ليرقص سعادة،امتلأت جفنتاها دموعا،لترتمي في أحضانه،تضمه بشدة:أجل إيمورا،كيف لا أقبل بك و أنا أعلم أنك أفضل الرجال.
أبعدها عنه ببطئ ليخرج لها خاتما وضعه في اصبعها،اختار إيمورا أن تكون النجزم و القمر أصدقائه ليتقاسم معهم الفرحة،فقد فرحت له حقا،لتطير في السماء منظر يحب رؤيته كل كائن،منظر الألعاب النارية و هي تتغير بألوانها.
إنه مكان عمل ربما تعرفونه،تلك الغرفة الككبيرة التي أنارها الضوء،لتتكبر بما فيها من أثاث ثمينة،و جدران مزينة بأجمل المناظر الطبيعية...
تحتضن أنفسا شريرة قد كرهت من حملها فتلك النفوس خبيثة،كان يوهورو يرتدي بزة رسمية ،وذلك الأشقر الخبيث مثله.
تكلم بخبث:أتظنها باتت معه؟
أزاح عنه يوهورو تلك الفكرة قائلا:لا،فقد اتصلت بي ،إنها مع صديقتها مني.
صمت محدثا نفسه:يا لك من غبي يا يوهورو،أجزم انهما مع في هذه اللحظة.
قاطع نفسه الشريرة،عامل من عمال يوهورو:عفوا سيدي،هل لي بدقيقة من وقتك.
أومأ إيجابا و قال له:تفضل،أبشر بالكلام.
توجه نحوه و أعطاه ورقتين يبدو أن فيهما معلومات:أتيتك بما كلفتني به،أقصد بحثت على إسم ميزاشي كما طلبت.
ابتلع ريقه،تعكر مزاجه فقد سمع من قبل إسم عائلة
ميزاشي.
ابتسم بذعر فشكر العامل و أمره بالانصراف،لاحظ العفريت جاكي توتر سيده :سدي،هل أنت على ما يرام؟
أومأ إيجايا:أجل،أنا بخير،هيا تفضل و اقرألي ما فحواها.
أمسك جاكي بالورقة و بدأيٌرأ:
كينشي ميزاشي:عامل سابق في الشركة،كان موضفا عاديا في جناح السياحة،وقد كانا عاملا مثابرا و ذكيا،محبوب بين الناس و العمال،يتحمل كل الصعاب و الذل و...
تعرق جبين يوهورو عرقا ،عائدا بذكرياته إلى الماضي:
-صباح الخير سيد كينشي كيف الحال؟؟إنه رجل قارب 38 من عمره،حسن الوجه و المظهر كان شعره أسودا و عيناه زرقاوتا قاتمتان،يرتدي بزة رسمية،من مظهره يبدو حسن المعشر و رجلا حكيما مثقفا،صوته حنون و جميل:صباح الخير،كيف حالكم يا أصدقاء؟؟
ليتذكره في الموقف الثاني يتكلم معه:أعذرني سيدي،السياح يحبون كل ما هو طبيعي،لا أعتقد أنهم سيعجبون بهذا المظهر الصناعي.
الموقف الثالث:صوت غاضب و حاقد مليء بالغيرة:أنت لا تتقيد بما أمليه عليك،إن أبيت المرة القادمة فستندم.
الموقف الرابع:مجموعة من العمال:أيها الرئيس،نريد منك أن ترقي السيد كينشي إلى منصب مساعد لك أو مدير..
الموثف الخامس:يتذكر فتا صغيرا لم يتجاوز السابعة من عمره ينايه و الدم في وجهه:أبي لا تتركني،إنتظر يا سيدي،ساعدني أرجوك.
و الذي تذكره إبتساماته حتى وهو منذل أمامه.
إختتم جاكي كلامه:و مات رحنه الله بحادث سيارة مؤلم.
اختنق يوهورو و شعر بالضيق،رمى ربطة عنقه السوداء و ضرب المكتب بقبضة يده،يصرخ:يكفي يكفي،لإنه ابنه بالتأكيد،ذاك النكرة جاء للإنتقام.
BRB لا حد يرد