ثم اكمل:لكن في ذلك اليوم عندما خرجت أنا و كوجو من منزلك، وقفت عنده للمراقبة، فخرج قاتل امك من منزلك و قال لي بأنه يعرف بأنني مسأجر من قبل ريفين، و قال لي ايضاً بأنك تثقين بي و تعتبرينني كصديق لذا..
ثم أمسك يدي بكلتا يديه و قال:لذا سامحيني! أنا تغيرت الآن و يمكنك الوثوق بي مثل قبل و أكثر!
للأكون صريحة معكم ،وقع إعترافه الدامي هذا على قلبي المتهشم كالسهم، فأنهى ما تبقى من فتاته المنبث مع رياح الخريف، لكن مهما كان.. لقد قال بأنه قد تغير.. و يمكنني الوثوق به.. هذا ما خفف ألم هذا الاعتراف الدامي علي.. بجانب ان ملامح الندم مسطورة على سطور وجه و استوطنت وجه ملامح الحزن و الندم و الغضب.. لذا..
.. شين ..
كنت منكساً رأسي للأسفل.. و شابك أصابعي معي من شدة الندم الذي كان يستحوذني.. لكن فجأة! لم اشعر سوى بيد ديانا و هي تربت على رأسي مثل الطفل الصغير..كانت يدها ناعمة مثل يد "ماريا".. لكن ديانا ليست ماريا بعد كل شئ.. أنا أعيش كذبة كذبتها على نفسي و صدقتها.. ماريا قد ماتت منذ زمن ولى.. و طوته صفحات النسيان..
عندما نظرت لوجه ديانا، رأيت إبتسامة ناعمة من شفتاها الربيعيتان، كانت تستوطن محياها، مليئة بالحب و البراءة، هي ليست غاضبة..
ابعدت ديانا يدها عن رأسي، ثم قالت:حتى لو كنت تخدعني، فأنت قد انقذتني و راحتك تهمني حتى لو فكرت خيانتي مرة اخرى، للأنك لم تعيش سعيداً في هذه الحياة إذا عشت عكس قناعاتك، هل فهمتني؟
ثم اردفت:بجانب، أنك قلت بأنك الآن قد تركت تلك العصابة، صحيح؟
لم ارد عليها، و السكوت علامة الرضى كما يقولون، فإبتسمت ديانا لي، لكن فجأة توسعت عينها و كانها قد تذكرت شيئاً كانت تود ان تقوله، و هذا هو الوقت المناسب لها، هذا ما استطعت قرائتها من الملامح المتسطرة على وجهها ووجنتيها الحمراوتان.. لكنها في النهاية بدت و كأنها مرتبكة بكيفية وضع هذه الكلمات التي سوف تقولها في مسامعي..
بدأت أنا الموضوع الجديد ربما تستطيع ديانا ترتيب كلماتها و قلت:أتعرفين، أنا اكره نفسي..
.. ديانا ..
كنت أعرف هذا، شخص مثل شين لديه ذكريات حزينة مثل وفاة أمه، يجب أن يكره نفسه، القليل من هؤلاء الناس استطاعوا التغلب على نفسهم و استطاعوا حبها مرة اخرى، و شين ليس من هذه الفئة، من أعينه الحمراء الرمانية استطيع معرفة بأن قلب هذا الشخص مقيد بأغلال الكآبة، كان هذا هو شين..
قطع حبل افكاري شين و هو يقول:أمي قد ماتت و عمري 10 سنوات بسكتة قلبية، كانت تلك صدمة حياتي! و تلتها صدمة اخرى بوفاة واحد من اصدقائي (ماريا)..
ثم اردف:عشت مع أخي الكبير و ابي القاسي تحت نفس السقف، إلى أن وصلت لعمر 17 سنة، فهربت من المنزل و عشت وحدي..
أمسكت يده، و قلت له بعد أن أحللت عقدة لساني، استطيع قولها، نعم! صحيح أنني خائفة.. خائفة من ماذا؟ لا ادري.. كل ما اريده الآن هو قول تلك الكلمة التي اثقلت قلبي بحملها.. و جرحته بشفراتها الحادة.. و هشمت عواطفي و احاسيسي بعمقها و غموضها..
..أحبك..
.. شين ..
قالت ديانا تلك الكلمة، و قد وضعت يدها على قلبها و كأنه كان يؤلمها، لكنها قد ارتاحت من هذا الالم بعدما اخرجت ما في قلبها، احسدها للأنها تستطيع الافصاح عن ما تشعر به بهذه السهولة، عكسي! فأنا أكتم و أكتم ، و اخفي مشاعري و احاسيسي..
جمعت كلماتي المبعثرة، و قلت لها:سوف أكذب إن قلت بأنني لا أفكر بك منذ أن إلتقيتك، صحيح بأنني لم ألتقيك سوى منذ أيام معدودة، لكنك قد استحوذتي على تفكيري و شغلت بالك..
حاولت قول شئ، لكنه لم يسمح لي وواصل كلامه:و سوف أكذب عليك و على نفسي، إذا قلت بأنني لا احبك، أنا احبك! لكن حبي لك ليس مثل حبك..
عندها اخذت ديانا نفساً طويلاً، كنت متوقعاً بأنها سوف تصفعني، أو تبكي، أو تهرب، لكنها قالت بعد نفسها:حسناً، إذن سوف انتظر حتى تحبني، ثم سوف اقولها مرة اخرى.
لم استطع إخفاء ملامح الدهشة التي استوطنت وجهي في تلك اللحظة، ديانا مختلفة عن كل الفتيات، هل للأنها على حد قولها لم تحتك بالعالم من قبل؟
قطعت حبل افكاري عندما رفعت يدها، ووجهت إصبعها الخنصر لي و قالت:لذلك، عدني بأن لا تتركني إلى حين ذلك الوقت!
إبتسمت من طرف فمي، ثم عانقت إصبعي الخنصر بإصبعها ليكون بيننا وعد رسمي!
.. في اليوم التالي ..
.. في المقهى ..
.. ديانا ..
ها أنا ابدأ يومي الاول في العمل في هذا المقهى، و أنا سوف أكون أكذب إذا قلت لكم بأنني لست متوترة، فأنا لا اعرف ماذا أفعل؟ مع أن السيدة سيري و سايا و توما و حتى شين، علموني كيف اعامل الزبائن و ماذا أقول؟ لكنني لا ازال متوترة!
لبست الملابس التي صنعتها السيدة سيري، فصرخت سايا بإعجاب:تبدين رائعة!
فقلت لها بخجل:شكراً، لكنك أجمل مني، فشعرك الذهبي يناسب مع اللون الاحمر لهذه الملابس!
فأخذت خصلة من شعرها الذهبي و نظرت له بإشمئزاز، ثم قالت:لطالما كرهت هذا الشعر، لذا لا تمدحيه!
فسألتها بإستغراب:لماذا؟
قطع الحديث دخول السيدة سيري إلى غرفة التبديل بدون طرق الباب حتى ،قالت بحماس:نحن على وشك الفتح! لذا استعدي ديانا!
. . .
بعد مرور لحظات فقط من فتح المكان، عج المكان بالزبائن، و من خلال حديث الزبائن مع سايا و هارو اللذان هم النادلان و أنا بالطبع، ادركت بأن هنالك زبائن مداومين على الحضور لهذا المقهى على ما يبدو، أما شين فهو يعمل كطباخ، خلف الستار. .
إختصرت وظيفتي على توصيل الطلبات لطاولات الزبائن فقط، أنا سايا و هارو فقد كانا يستقبلان الزبائن، فالسيدة سيري تقول بأن صوتي منخفض و لا يسمعه أحد، سوف تجعلني اتعامل مع الزبائن مباشرة إذا اعتدت على الوظيفة!
في وسط العمل و فجأة.. استدعتي السيدة سيري ..عندما توجهت لها للأرى ماذا تريد.. وضعت السيدة سيري يديها على بعضهما بشكل مترجي.. و قالت لي بترجي:ديانا~ أرجوك! هل يمكنك أن تذهبي للسوق و تشتري لي هذه المكونات؟
ثم ناولتني ورقة، فأخذتها و قرأتها.. كان مكتوب عليها "بيض" و بعض أسماء الخضروات.. فقلت للسيدة سيري:لا بأس، لكن لماذا؟
فأجابتني و هي تنظر لشين الذي يعمل في المطبخ بغضب:السيد شين نسي أن يقول لي بأن هنالك مكونات ناقصة لطبق الاومليت، تذكر الآن لتوه!
شين و هو في المطعم يواصل العمل:و ما المشكلة في أن نسيت شيئاً؟ ألا تنسين مرة في حياتك ايتها الرئيسية؟
تجاهلته السيدة سيري، ثم قالت لي:على كل، إحذري و أنت في السوق و حاولي الرجوع سريعاً، لأنه قد تم التنبؤ بزلزال قريب.
فقلت لها:حسناً..
. . .
غيرت ملابس العمل و لبست ملابسي الاعتيادية.. توجهت نحو السوق.. عندما وصلت للسوق.. رأيت مجموعة من البنات ملتمات على أحد الشباب.. و يبدو انهن من فتيات الليل.. فشعرهن مصفف و كأن كل واحدة منها متوجهة إلى حفل زواجها.. و مساحيق التجميل ملأت وجه كل واحدة منهن.. و ملابسهن على آخر صيحات الموضة..
قربت أكثر من الباب الخاص بالسوق.. و هناك كانت مجموعة الفتيات ملتمة.. في نفس الوقت إستطعت أن آخذ لمحة مفصلة عن هذا الشاب المحبوب.. و لكي اعترف.. إنه وسيم بشكل لا يصدق.. أوسم من شين.. لكن شين هو من إحتل قلبي و هذا شئ لم يتغير! على كل.. كانت بشرته مائلة للبياض الناصع لكنها ليست بيضاء بشكل كامل.. ذو شعر سماوي.. و عينه تغطيها نظارة شمسية.. ملابسة غريبة و كأنه ممثل في فلم "أليس في بلاد العجائب"..
لكن يبدو انني قد ظللت فترة طويلة أحدق في هذا الشاب.. فإلتفت لي! عندما رأني تظاهرت بأنني لم اراه و دخلت إلى السوق لكي اشتري الحاجيات و أرجع لمكان العمل..
بعد جولة حول السوق.. فالسوق كبيرة.. و هذا السوق بالذات لديه شهره محلية كبيرة..على كل! إشتريت الخضروات و بقي البيض.. عندما توجهت لمكان البيض.. احسست بيد قد امسكت ذراعي.. عندما إلتفت رأيت ذلك الشاب ذو الشعر السماوي يقف خلفي.. و إبتسامة تغزو محياه.. ثم نزع نظارته.. و قال لي و بدون أي مقدمات حتى:لدي طلب لك، آنستي..
لم استطع الرد، فجأة و بعد ثوان بسيطة! لم احس سوى بغبار قد سقط على رأسي.. و بعدها بلحظات بدأت الارض تهتز .. فإزدادت هذه الهزة أكثر فأكثر.. أحسست للحظة بأنه آخر يوم للأرض.. و إنها نهاية الكون.. تبع إهزاز الارض.. سقوط كل شئ! الخزانات و الرفوف.. و إنفجار المصابيح.. و سقوط السقف اخيراً..
. . .
فتح عيني ببطأ.. نظري مشوش بشكل فظيع.. لا اعرف ماذا يحدث حولي؟ كل ما اسمعه هو صوت ألسنة نيران و شرارات تتطاير.. و صوت سقوط حجارة ..و صوت ذلك الشاب يرتد صداه في اذني:أنتِ! هل أنت بخير؟ أجيبيني!
عندما سمعت صوته رجع لي بصري بصورة جيدة.. رأيته و آثار غبار ظهرت على وجه.. و ملابسه المرتبة قد إتسخت و تمزقت.. اسند رأسي على يده اليمين.. و امسك يدي بيده اليسار.. حاولت نطق كلمة واحدة و قلت:نعم..
فجأة! احسست نفسي بأنني محمولة من قبل شخص ما، بعد ثوان ادركت بأن هذا الشاب قد حملني على ظهره و هو يقول:إنتظري، من المؤكد بأن فرق النجدة سوف تأتي الآن!
. . .
ظللت مدة طويلة بين حالة الوعي و اللاوعي.. حتى احسست اخيراً بألسنة الشمس الدافئة تلامس عيني.. هاقد تم إخراجنا من بين الحطام اخيراً..
عندما خرجت.. لم اسمع سوى صرخات فتيات و كأنهن يهتفن للأنهن رأين شيئاً عجيباً.. أو شخص مشهور قد مر عليهم.. إلى أن إعتدل نظري اخيراً و رجع لحالته الطبيعية مرة اخرى.. رأيت فرق النجدة و هي تخرج الناس من بين كومات الحجارة.. ليس هذا المهم! كان هنالك حشد من الفتيات و الشابات الذي تجمعوا حول مكان الزلزال تمنعهم الحواجز.. لم يسعني التفكير! للأنني سمعت صوت السيدة سيري و هي تناديني:ديانا!
ايضاً لم استطع الالتفات لمصدر الصوت.. للأنني احسست بيد اخرى خطفتني من على ظهر ذلك الشاب الوسيم و حملتني بين يديها.. لم ألتفت له إلا هو شين.. بينما نظر ذلك الشاب خلفه.. و ظل يحدق في شين..
ظل الصمت سائد في المكان.. و شرارات تتطاير من أعين كل من شين و ذلك الشاب.. إلى أن دار شين للخلف و اعطى الشاب ظهره.. و خرج من بين الحشد..
.. في منزل ديانا ..
إسلقيت على السرير.. بينما تجمع الجميع حولي.. و أنا اعني بالجميع طبعاً هم الفريق الذي يعمل معي في المقهى..
سايا بلهفة:قولي لي! متى صار لك وقت لكي تتعرفي على المشاهير؟!
سألتها بإستغراب:مشاهير؟ هل تقصدين..
فأجابتني:ذلك الشاب مصمم ازياء مشهور، أنا مستغربة للأنك لا تعرفينه..!
ظللت صامتة، حتى قال هارو بشغف:إذن، كيف تعرفتي عليه؟
فأجبته:عندما كنت في السوق، جاء لي ذلك الشاب و قال لي بأنه يريد أن يطلب مني طلباً.
سيري بفضول:و هل قال لك ذلك الطلب؟!
اهززت رأسي نافية، ثم قلت:لم يستطع، فقد حدث الزلزال قبل أن يقول لي..
أخذت السيدة سيري زفرة طويلة، بينما قال هارو:على كل، إن كان طلبه ضرورياً، فسوف يأتي لك مرة اخرى.
.. في اليوم التالي ..
.. في المقهى ..
حالياً وقت إغلاق المقهى، بينما كان هارو و شين ينظفان الطاولات، و أنا و سايا نغسل الصحون، فتح الباب، توقعوا من! إنه ذلك الشاب الذي رأيته أمس في السوق عند حدوث الزلزال! ظللنا جميعنا في حالة صمت و دهشة..
بينما بدأ ذلك الشاب الحديث و هو ينظر لكل شبر في المقهى:اعذروني، أين مدير هذا المقهى؟
فتقدمت السيدة سيري و قال:حاضر، أنا المديرة هنا، فيما أساعدك؟
ثم واصلت:إذا كنت زبوناً، فأعذرني، فنحن قد اغلقنا حالياً!
فقال ذلك الشاب بإبتسامة:أنا لست زبوناً..
. . .
جلس ذلك الشاب على أحد الكراسي، و شبك أصابعه و كأنه يتأهب لمحاضرة قوية، و قال :لابد انكم تعرفونني، لكني أحب أن اقول لكم شخصياً من انا، أنا تيتسويا، مصمم أزياء.
ثم نظر لي و قال:ما إسمك، آنستي؟
فأجبته:د-ديانا..
نظر لي بإستغراب، ثم قال:هل أنت اجنبية؟
ثم اردف:لا يهم! لدي طلب لك..