عندها خرج من المكان و اغلق الباب وراءه!
زفرت زفرة طويلة، ثم ظللت انظر حولي لربما هناك نوافذ في هذا المكان على الاقل، لكنني لم ارى شئ سوى تلك الجدران المغبرة، ففتحت الكيس، و أخرج الملابس التي فيه، فعطست أول ما رأيتها..
كان عبارة عن ثوب ناصع البياض طويل ، أكمامه تصل للكوع، مع حذاء أرضي أبيض، تنهدت بقلق، فمن الغبي الذي يحضر ملابس صيفية كهذه في الشتاء؟
خلعت ملابسي بنفسي، ثم ارتديت هذه الملابس الذي احضرها لي..
.. شين ..
رميت الهاتف على الارض عندما إنقطع الاتصال، فجاء لي يوزان بكل برود و قال بمرح:لماذا رميته؟
فقلت له بغضب:إنه خطأك!
فجأة فتح الباب، كان كوجو.. دخل لداخل الشقة و قال بضجر: ماكل هذه الضجة؟ هل هناك شئ يغضبك لكي تصرخ هكذا يا شين؟
فقلت له بحدة :هذا ليس من شأنك.
فأجابه يوزان متجاهلاً ما قلت منذ قليل و قال:لقد اختطفت ديانا.
فقلت ليوزان بغضب:أنت إخرس! كل شئ بسببك-
قاطعني كوجو هو يقول:إذن الموضوع هكذا؟ أنا اعرف طريقة لنعرف مكانها، انتظراني لحظة هنا.
خرج من الشقة، ثم عاد بعد دقائق و هو يحمل حاسوبه المحمول، وضعه على الطاولة و شغله..
فقلت له بغضب مكتوم:و كيف سوف نعرف أين هي من خلال هذا؟
كوجو بهدوء:إنتظر قليلاً.
عندما فتح الحاسوب تماماً، ظل كوجو يعبث فيه، إلى أن ظهر لنا شئ على الشاشة ،اعتقد بأنها خريطة للبلدة، لكن مالفت إنتباهي هو وجود نقطتان باللون الاحمر في مكانان مختلفان من الخريطة.. فأشار كوجو على أحد النقطتان و قال:ديانا هنا! في تلك الحديقة القديمة التي لا يزورها أحد، هل تعرفها؟
شين:لحظة! كيف عرفت؟
كوجو بتوتر:عندما زرتها و هي مريضة قبل أيام، وضع أداة تتبع في جيبها و هي لا تدري..
ثم اكمل و هو يأشر علي:و أنت ايضاً!
عندها أدخلت يدي لجيبي، فأخرجت منه شئ يشبه الشريحة الالكترونية بحجم صغير، ثم سألته بغضب مكتوم :لكن ،لماذا فعلت هذا؟
كوجو و هو يحك رأسه:كنت أريد معرفة إن كنتما معاً دائماً، فضول فحسب!
زفرت زفرة طويلة، ثم رميت الشريحة على الارض و دست عليها لكي تتحطم، ثم قلت له:مع انني اكره ان اعترف، لكن شكراً لك.
كوجو بصدمة:هل تعرف كم من الوقت إستغرقت لصنع شريحة واحدة؟!
تجاهلته و تصرفت كأنني لم اسمعه، ثم خرجت.
.. ديانا ..
بعدما إنتهيت من تغيير ملابسي، لم اكون أريد أن انادي أوز، إذا ناديته.. هذا يعني بأنه سوف يقتلني! و أنا لا اريد أن ارمي نفسي للجحيم بيدي.. ظللت أفكر للحظات.. ثم أخذت أحد الخرداوات المتراكمة في المكان.. و هي عبارة عن أنبوب حديدي تراكم الصدأ عليه.. سوف يجدي بالغرض..
وقفت قرب الباب.. و أنا ارفع الانبوب للأعلى .. أخذت نفساً طويلاً.. ثم صرخت بأعلى ما عندي و كأني أطلب النجدة.. احسست بأن حنجرتي سوف تنشق.. كانت النتيجة مثلما توقعت! فتح أوز الباب بدون تردد! فضربته على رأسه بأنبوب الحديد.. ثلاث ضربات! لم يسقط على الارض.. لكنه جفا على ركبتيه و هو يمسك رأسه الذي بدأ ينزف.. إستغلت الفرصة و خرجت خارج ذلك المكان متوجهة إلى الباب للهرب.. لكنني وقعت عندما أمسك أوز قدمي.. تعثرت على وجهي..
نظرت ورائي و أنا مستلقية على الارض.. فرأيته و هو يزحف نحوي و هو ممسك رجلي بعنف.. و الدماء قد تسللت لوجه ..و تخلخلت بين عينيه ذاتا اللون المختلف.. فضربته برجلي الثانية على وجه.. و قلت له بإنفعال:اتركني! أنا لم أموت هنا! قلت لك اتركني! يجب أن اعرف ماضيي..!
ظللت أهاجمه برجلي على وجه.. إلى أن تركني اخيراً بعد جهد كبير.. ظللت أركض خارجة من هذا المكان المشؤوم.. و بالفعل خرجت.. فرأيت نفسي في مكان ملئ بالاشجار المحملة بالثلج المتساقط.. توقفت مكاني للحظات.. فكرت في أن ارجع للأوز.. لا بد اني مجنونة أليس كذلك؟ ..لكنني شعرت بالشفقة نحوه.. أقصد.. لقد ضربته.. بجانب انني جعلت رأسه ينزف.. كله بسببي..
قطع حبل أفكاري صوت شين، و هو يأتي من بعيد، عندما نظرت لمصدر الصوت، رأيته و هو يقف أمام البوابة الحديدية و كأنها بوابة لحديقة ما، انتم تعرفون قصدي، أليس كذلك؟ ..لم افكر بشئ في تلك اللحظة.. ركضت نحوه خارجة من هذا المكان بأكمله.. ما إن خرجت للخارج.. لم اتمالك نفسي.. و ايضاً! يبدو بأنني نسيت بأننا في فصل الشتاء.. و ملابسي خفيفة.. فقدت التوازن على نفسي.. فسقطت على شين..
امسكني بكلتا يديه.. ثم ضمني لحضنه.. ثم قال:لم يكون جيداً لو بقيت هكذا مدة أطول، دعينا نرجع.
هززت رأسي موافقة.. لكن عيني كادتا تغلقا.. أشعر بالنعاس.. التعب..احس بأن جسمي ثقيل و لا استطيع تحريكه.. فجأة! شعرت بنفسي و كأني أطير.. ههههه.. هذا غير معقول..
في الحقيقة لقد حملني ،لم يكن بإمكاني المعارضة، فلو مشيت بنفسي للمنزل، لسقطت من أول خطوة، فوضعت يدي على رقبته لكي اثبت نفسي، و عيني نصف مغلقة، ووجهي شاحب..
.. بعد مرور شهرين ..
بعد مرور الشهرين، لم يحدث شئ مهم، سوى انني رجعت للعيش في منزلي وحدي بعدما شفيت من الحمى، أما أوز قد إختفى من الوجود، في الحقيقة هكذا أفضل، لكنني عشت في خوف منه طوال هذا الوقت، تخيل نفسك مهدد في أي لحظة بالهجوم! ماذا كنت ستفعل لو كنت مكاني؟
و ايضاً، بدأت نسمات الشتاء تتلاشى و تتمزق من الجو، بدأ الثلج بذوبان، و إختفى تدريجياً، و ساعات النهار بدأت تطول شيئاً فشيئاً، و الجو إعتدل و لو قليلاً، و في ختام كل شتاء، تبكي السماء، و هاهي بدأت تبكي الآن! مثلما أبكي أنا، و يبكي قلبي، و مازال يبكي..
. . .
في أحد الايام الدراسية الممطرة، رن الجرس معلناً نهاية اليوم الدراسي، و ها أنا و شين نعود للمنزل معاً، و هذا المنوال يتكرر كل يوم في الشهرين الاخيرين، فربما المغامرات التي تحدث لي غريبة، لكنها تعطي حياتي طعماً، أعتقد بأني قد فقدت عقلي؟ ماذا أهلوس؟!
قطع حبل أفكاري وقوع شين على الارض، ظل مرمياً على الارض لفترة، لكن عينه كانت مفتوحة و واعي لما يحدث حوله، لكنه فقط لم يستطع التحرك، و هذا هو الغريب! إلى أن سمعت ذلك الصوت المشؤوم يقول: تم صعقه بنجاح.
لم يكن بوسعي النظر خلفي، فقد فقدت وعي عندما تم صعقي انا كذلك!
. . .
فتحت عيني، للأرى نفسي مقيدة مع شجرة! ثم سمعت نفس الصوت المشؤوم، صوت أوز، يقول: لقد إستيقظتي، من سوء حظك.
عندما نظرت له، كان مسنداً جسمه على حافة بئر، لحظة! بئر.. لماذا بئر..؟ ..و قد كانت هنالك ضمادات طبية بيضاء ملفوفة حول رأسه.. اعتقد بأن هذا بسببي.. لحظة! أين شين؟
عندها نظرت لمصدر صوت ما، كان صوت أنين مملوء بكأس الالم، رأيت شين و هو مستلقي على الارض، كانت الدماء تخرج منه من كل جانب، لم يقوى على الحراك، أو إصدار صوت، سوى الانين، كله.. كله بسببي.. أشخاص عزيزون علي.. و أنا عزيزة عليهم.. جعلتهم يعانون مع ان ليس لهم شأن..
عندها شق خط الدموع طريقه على خدي، معلناً إستسلامي، و نبرة ضعف و قلة حيلة تقول لأوز:لماذا تفعل هذا؟
عندما جاوبني بكلمة واحدة، و هي "المال"، رأيت الدنيا المحاطة حوله بالابيض و الاسود، سوى تلك الاعين الحادة، ذات اللون المختلف، هي من رأيتها بألوان، مثل الذئب.. الذئب.. لحظة ماهذا؟ ماذا ارى؟ هل هي قطعة من ذاكرتي..؟
كانت هذه الواحدة مشوشة، رأيت ذئب رمادي، بين أشجار يابسة، و الضباب قد اطبق على المكان، فجأة! هاجمني ذلك الذئب.. عندها لا اعرف ماذا حدث.. ثم ظهر طفل ..نعم طفل.. ذو شعر رمادي مثل ذلك الذئب.. نفس الطفل الذي كان في تلك الصورة..!
عندها أفقت !تذكرت شئ واحداً.. و هو بأن الجرح الذي في فخذي.. هل تذكرونه؟ من صنع ذلك الذئب..!
عندها إقترب مني أوز، و قال:هل فهمتي؟ العالم قاسي و لا يرحم، ما إن تمتلكي المال ،تمتلكي العالم وراءه..
ثم اكمل: عملي هكذا، اسأجر لجمع معلومات عن أشخاص معينين أو قتلهم، ثم احصل على مكافأة، لكنني مستغرب هذه المرة، للأنه الهدف كان فتاة في الثانوية مثلك، و الاغرب اكثر بأن المكافأة كانت أكبر من المتوقع..
فقلت له بلهفة:هل قال لك هؤلاء الاشخاص الذين سوف تفعل لهم هذا العمل لماذا يجب عليك قتلي.
عندها إقترب مني اكثر، وضع وجه مقابلاً لوجهي ثم قال:غبية، ألم تلاحظي بأني لم اناديك بإسمك ابداً، مما يعني بأنني لا اعرف شيئاً عنك و لا حتى إسمك، أنا لا اعرف إن كنت شخصية مهمة أم لا لكن هذا ما طلب مني.
ثم قال و هو يبتسم إبتسامة قذرة:حتى إنني جعلت ذلك المصمم الغبي تيتسويا يخدعك، ثم ينقل لك ذلك المرض لكي أعافى من مهمة قتل فتاة لطيفة مثلك، لكنه في النهاية فشل و حاول إفشاء الامر، لذا قتلته.
حاولت أن اكون الفائزة في هذا الحديث التافه و القذر، فقلت له و أنا ابتسمت من طرف فمي:أنت شخص عديم شخصية..حثالة..
ثم اكملت:تفعل أشياء فظيعة مثل القتل، و في النهاية تقول بأنك لا تعرف شئ عن ضحاياك ،هل روح الانسان بالشئ الرخيص مثل التراب بالنسبة لك؟ لا تنسى بأنك إنسان ايضاً،و كله من أجل المال؟ هل تؤمن فعلاً بأن المال كل شئ؟ إن كان جوابك نعم فإحتفظ بالسبب لنفسك، للأن المال ليس كل شئ..
فقال لي بحدة:ماذا تقصدين؟
فأجبته: بسهولة، لو امتلك المال ،لكنك لم تكن سعيداً، كنت وحيداً، رفيقك هو المال و عائلتك في رائحة النقود، ماذا سوف تنفعك الدماء التي ارقتها في ذلك الحين؟ و حتى لو كنت سعيداً.. و لم تشعر بالوحدة.. فالاشخاص الذين قتلتهم سوف تظل ارواحهم تطاردك.. و غضب احبابهم تلحقك أين ما ذهب، و سوف تلقى العقاب بالتأكيد!
عندها صرخ علي بغضب:إخرسي! أنت فتاة لا تزالين في ريعان شبابك و لم تعرفي العالم بعد الآن.. فهذا العالم لا يرحم..
ثم قلت له:لكن هذا العالم من الممكن أن يكون جميلاً.
ظل صامتاً، ثم قلت له:من خلال صمتك أفهم بأنك قد عشت ماضي جميل قد هشمه الظلم.
فصرخ علي مرة اخرى:إخرسي!
ثم فك قيدي، عندما وقفت على رجلي، حاولت الذهاب نحو شين المرمي على الارض، لكن أوز أمسكني من ذراعي، ووجهني لفوه البئر، كان جسمي العلوي يطل على الفتحة، أمام يداي ممسكتان بالطرف لكي لا اسقط، بينما أوز يدفعني أعمق و اعمق للداخل و هو يقول:سوف أقتلك!
عندها ظهرت قطعة ذاكرة أمام مخيلتي، تذكرت بعض التفاصيل، و هي "كيف فقدت ذاكرتي؟"، رأيت أمي.. نعم أمي! إنها أمي بلا شك، و قد كانت تحاول رمي في البئر، و قد رمتني بالفعل! و من أثر الصدمة فقدت ذاكرتي!
يبدو بأنني أرخيت دفاعي للحظات، عندما رأيت لأوز ،وجدته ينظر لي بأعين نصف مفتوحة، ثم تنهد و قال:يالي من غبي..
كنت أظن بأنه قد رجع لرشده الانساني، لكنني كنت مخطأة، عندما قال:لو أفلتك الآن، سوف تسقطين.
و بالفعل، تركني، فسقطت، هل هذه نهايتي؟ لحظة.. لقد سقطت بالفعل.. و أنا لا اتخيل.. إلى أن امسك احدهم يدي.. هذه ليست يد شين فأنا اعرف يده.. إلى أن رفعني ذلك الشخص إلى الاعلى.. تم إنقاذي بمعجزة هذه المرة!
رفعني ووقفت على الارض مرة اخرى بعدما كدت أسقط للعالم السفلي.. لم يكن بإمكاني حتى النظر للشخص الذي انقذني.. إلى ان شعرت به و هو يضمي لصدره.. ظل يضغط علي أكثر فأكثر.. و هو يقول:حمداً للرب، أنا سعيد للأنك لا تزالين حية! ..لم يكن عناقة مألوفاً.. لكنني شعرت بأنني عزيزة على هذا الشخص لكي يفعل هذا.. حتى انني سمعت أنين بكاءه..
إلى أن تركني، فنظرت لوجه، كان شاب في العشرين من عمره، شعره ذو لون أخضر غريب، و طول هذا الشعر هو الاغرب، ملابسه كانت عادية لكنه يبدو بأنه يماشي الموضة..لايهم! المهم بأنني سألته:من أنت؟
عندما نظر لي بدهشة، لكن هذه الدهشة سرعان ما تلاشت، ثم قال:ألا تتذكريني؟
لم ارد عليه، إلى أن قال:لست مستغرباً، لا بد ان ذالك السقوط قد أفقدك ذاكرتك-
قطع كلامه أوز و هو يقول له بغضب، و قد كان موجهاً مسدس في وجه:سيد جاك، هل من الممكن أن تقول لي ما معنى هذا؟
ثم اكمل:السيدة كريستا قالت لي بأن اقتل هذه الفتاة، و الآن انت تنقذها، ما معنى هذا؟!
عندها أخرج ذلك الرجل المدعو بـ"جاك" شيك نقود من جيبه، ثم رماه على أوز بعدم مبالاة، و قال: خذ هذا الشيك، و إمسح هذه الفتاة من عقلك.
عندها أخرج أوز سيجارة من جيبه و اشعلها، ثم ظل يحدق بالشيك لفترة، ثم قال و هو ينظر للشاب الذي بجانبي:هذا أكثر من المكافأة نفسها!
ثم اعطانا ظهره و قال لي:أنتِ، اتمنى أن نلتقي مرة اخرى.
ثم إنصرف، عندها قلت في نفسي:أنا لا اتمنى ذلك!
عندها قابلت ذلك الشاب مرة اخرى، ثم سألته: من أنت؟
عندها ربت على رأسي، وقال لي بأسف:آسف، لكنني لا استطيع أن اقول لك.
عندما سألته لماذا؟.. قال لي بحزن:للأن هذه هي حدودي.
ثم نظر لساعته، و قال:آسف، يجب أن اذهب الآن، سوف اتأخر!
ثم إنصرف.. لا اعرف لماذا؟ لكن قلبي ظل يترنح عندما رأيته.. هل هو من هؤلاء الذي يتحدث عنهم ريفين؟ بأنهم يملكون قطعة فوضى.. ؟لا اعرف لماذا.. لكنه بدى لي طيباً.. لكن ..اااه! رأسي يؤلمني بمجرد التفكير بالموضوع!
عندما عدت للواقع، تذكرت شين، توجهت نحوه، و اسندت جسمه على الشجرة التي خلفه، ثم ظللت اهزه بشكل خفيف، عندها حرك عينه ببطأ، بعدها نظر لي بهدوء، ثم اغمض عينه مرة اخرى و زفر بإرتياح.. فقلت له: إنتظر، سوف اطلب النجدة الآن.
عندما حاولت إخراج هاتفي المحمول، أمسك شين يدي التي اخرجت الهاتف، ثم جذبني له ،إلى حضنه، الذي لطالما إعتدت أن ألتجئ به في مصائبي المتسارعة، عرفت كل زاوية فيه، كل ذكرى، و كل دمعة، كلها شهدتها هناك، تمزق الجرح الذي في قلبي لكي أخاصم هذه الدموع، هذه العواطف السلبية، لكن بلا جدوى..
عندها وضع شين يده على رأسي و ضمني له اكثر و اكثر، ثم قال:أنا من يجب أن ..
لم يكمل جملته، عندها إبتعدت عنه و نظرت له، فرأيت عيناه مغلقتان، و أطرافه مرتخية، فوضع اذني على صدره للأسمع ضربات قلبه، و بالفعل سمعتها، راودتني للتو أفكار بأنه قد مات! كم أنا حمقاء.. خروج الروح ليس بالامر السهل!
في الحقيقة لقد حملني ،لم يكن بإمكاني المعارضة، فلو مشيت بنفسي للمنزل، لسقطت من أول خطوة، فوضعت يدي على رقبته لكي اثبت نفسي، و عيني نصف مغلقة، ووجهي شاحب..
عندما جاوبني بكلمة واحدة، و هي "المال"، رأيت الدنيا المحاطة حوله بالابيض و الاسود، سوى تلك الاعين الحادة، ذات اللون المختلف