فتذكرت ذلك المشهد من ذاكرتي المفقودة، حيث أناس، أناس مقتولة و كأنني في مقبرة جماعية بسبب أحد مجازر الحروب!
لا اعرف كيف تذكرت هذا الشئ فجأة! و هو عندما وصلنا اليوم لمطار امريكا، حيث رأيت توما، فصرخت ايزابيل فجأة بإسمه إن تذكرون..
ترددت لحظة في سؤالها، لكنني في النهاية سألتها :إيزابيل، ما علاقتك بتوما؟
لا ادري إذا لاحظتم أم لا، لكن إيزابيل كانت صديقة الصمت منذ حادث اليوم حيث وصلنا للمطار و رأيت توما، فنظر الجميع لها، بينما هي قد انكست رأسها للأسفل، و شبكت اصابعها بتوتر، و كأنها لا تعرف ماذا تقول ..أو تجاوبني..
أوز و هو يخاطب إيزابيل: على حسب ما اذكر، بأنك عندما رأيتيه اليوم صرختي "توما" و كأنك تعرفينه.
لوكا: حقاً؟ من هذا؟
كريس: على كلام ديانا، كان الشخص الذي احرق منزلها.
سيشل: لكن، كيف تعرفه إيزابيل؟
عندما نظرت لكل من شين، ريفين و ستيفان، رأيتهم ينظرون للإيزابيل بنظرات قد ارعبتني، فقلت لهم: ه-هذا يكفي، لا حاجة للإلحاح عليها كثيرا-
فقاطعتني و قالت:لا!
ثم رفعت رأسها و قالت بنبرة حزينة: أنتم تعرفون بأن في امريكا خاصة، يعامل الاطفال بقسوة، أو يخسرون ابائهم و يتعرضون لليتم، صحيح؟
ثم اردفت و قد امتلأت مقلتيها بالدموع فجأة، و خنقتها العبرة:توما، لا، بل أنا و توما، كنا من هؤلاء الاطفال، على كل، تم إلقائنا في دار الايتام ،إلى ان جاء ذلك اليوم و اخذت بعيداً عن الملجأ و توما، و اصبحت طفلة بالتبني، كان ذلك اليوم آخر لقاء لي معه، لكنني لم اتوقع بأن اراه هنا، بجانب انه هو من حرق منزلك..
فسألها شين: هل تقولين بأنك لم تسمعي أي خبر عنه من اليوم الذي خرجت فيه من الملجأ لحد هذه اللحظة؟
فهزت رأسها مشيرة لنعم، قطع الحديث صوت هاتف ريفين، فأخرجه من جيبه و وضعه على اذنه و قال مباشرة و بدون مقدمات: ماذا تريدين؟
فسمعنا صوت المتكلم من خلال هاتف ريفين بسبب صوته العالي، يبدو بأنها فتاة، و قد كانت تقول بصوت عال طفولي قد رن في مسامعنا: أين أنت؟!
فأغلق ريفين الهاتف مباشراً، فسأله أوز بمكر: من هذه؟ صديقتك؟
فقال و هو يتنهد: لا، إنها اختي الصغرى.
فقال شين بتعجب: أختك الصغرى؟!
هز رأسه موافقاً و قد بانت على قسماته ملامح الانزعاج و قال: لدي ايضاً أخ اكبر منها، و اصغر مني.
ثم انتصب على رجله و مدد ذراعاه للأعلى و قال: سوف أغادر الآن.
ثم نظر لي و قال بإبتسامة: اعتني بنفسك.
فقلت له :شكراً جزيلاً..
. . .
بعد مرور ساعات، توجه الجميع لغرفهم بعدما طرق القمر ابواب السماء، و خيم ببساطه الاسود علينا، بينما أنا استلقيت على سريري في هذه الغرفة الواسعة، هذه اول مرة اكون في غرفة واسعة و فخمة هكذا، على كل! ظللت اتقلب يميناً و شمالاً على السرير بدون الاحساس بالنعاس.. إلى ان رن ذلك الصوت العذب في اذني ..و هو يحمل معه اشجان مصائب الزمن..
هذه ألحان موسيقى، و إن لم اكن مخطأة فهذه ألحان بيانو، إنتصبت على رجلي بدهشة، حاولت مسك ذراعي من الاهتزاز لطربها مع عذوبة ذلك اللحن، فتحت الباب و خرجت من غرفتي، للأرى الغرفة المجاورة، كان النور مشتعل فيها، فإقتربت من فتحة صغيرة قد فرجت في الباب، للأرى سيشل و هو يعزف على ذلك البيانو الضخم..
ظللت استمع للحنه العذب ذاك، فجأة و هو يعزف، فتح فمه و اخرج منه كلمات قد سطرت في مخيلته الموسيقية، إنها كلمة اغنية، لكنه فجأة قطع غنائه و نظر حيث الفجوة التي فتحت بين الباب و الغرفة، يبدو انه قد احس في..
فتحت الباب عندها و دخلت، فقال لي بإبتسامة طيبة: هل ايقظتك من نومك؟
فقلت له: لا، أنا لم انم من اصلي.
ثم اعاد ناظريه حيث البيانو، بينما اقتربت منه، فقال لي بنبرة من الحزن: هذه المقطوعة الموسيقية كانت تعزفها ماريا، هل تتذكرينها؟
فهززت رأسي نافية، فقال لي عندها: حقا؟ آسف على سؤالي الاحمق.
احسست بذنب قليلاً اتجاهه حينها، ليس اتجاهه فقط، بل بإتجاه من اعرفهم، شين، ريفين، لوكا، و ستيفان ، و الآخرين، اقصد، كيف سيكون شعورك لو رأيت شخص قد عاد للحياة؟ سوف تفرح بالتأكيد مع ان هذا لن يحدث ابداً، لكن لنفترض هذا، ما الفائدة ان كان هذا الشخص لا يتذكرك؟ بينما هم يحاولون جاهدين لجعلي اتذكر ما حدث، مع انني تذكرت بعض فتات الماضي، إلا انني لم اتحرر من قفص "فقدان الذاكرة" خاصتي..
.. في اليوم التالي ..
فتحت عيني على صوت شجار، فتحتها بتثاقل شديد، عدلت جلستي على السرير و مددت ذراعي ، فجأة! فتح الباب بطريقة جنونية! فرأيت ستيفان و أوز و هما يتشاجران، يبدو بأنها لا يتوافقان ابداً! لماذا؟
انتصبت على رجلي، بينما هما يتشاجران بصوت عال جداً!
أوز: قالت إيزابيل لي بأن اذهب انا و اوقظها!
ستيفان: أنت مجرد غريب! أنا الاصلي هنا!
ثم وضع كل واحد منهما رأسه برأس الآخر و هو يطلق صوت يشبه زمجرة الاسد تقريباً، لم اعطهما انتباهاً كثيراً، دخلت الحمام و غسلت وجهي، ثم خرجت لكي اغير ملابسي بينما هما لا يتزالان يتشاجران، حاولت اخبارهما بأن يخرجا، لكنهما لم يسمعاني للأنهما مشغولان في شجارهما المهم..
إلى أن ظهر ذلك الرجل فارع الطول ،وجه قد تخاصم مع أي معلم قد يوحي بما يفكر فيه، أمسك بأوز و ستيفان من قميصهما و قال: انتما مزعجان!
نظر ستيفان للرجل، و قال في نفس الوقت الذي تكلمت فيه: جولي؟!
أطلق جولي زفرة طويلة، و خرج من الغرفة و مع أوز و ستيفان، و اغلق الباب ورائه، ظللت فترة أفكر في لا شئ! بعد ثوان استعدت وعي و غيرت ملابسي! ثم خرجت من غرفتي ، كنت سوف انزل للأسفل، لكنني غيرت رأيي عندما قررت أن القي نظرة على شين، فتوجهت لغرفته، امسكت المقبض لكي افتحه، لكنه فتحه قبلي فإنسحبت مع الباب، ووقعت في حضنه..!
اخفض نظره لي، و قال بإستغراب: ماذا تفعلين؟
شعرت بالخجل قليلاً، و قلت له بصوت خافت: ك-كنت اريد ان اراك، لذا..
إبتسم بطيبة، و امسك كتفي و ابعدني عنه، ثم مدد يداه للأعلى و قال مغيراً الموضوع: على كل، دعينا ننزل.
. . .
بعدما نزلنا، رأينا كل من لوكا، كريس، سيشل، و إيزابيل، بالاضافة إلى جولي، على مائدة الطعام، توجهنا لهم و جلسنا ايضاً..
حسناً، لم يحدث شئ في اثناء تناول الوجبة سوى المحادثات العادية الغير مهمة، عندما إنتهينا، كسر حاجز الصمت صوت خادمة و هي تنادي: سيد لوكا.
إلتفتنا جميعنا لها، فرأيناها تحمل إطار صورة، توجهت للوكا و ناولته الصورة، ثم إنحنت قليلاً و قالت: آسفة جداً! و أنا كنت انظف وقعت من على الخزانة بالخطأ!
فقال لها لوكا: لا بأس!
فجأة، اخذ جولي الصورة من عند لوكا، و ألقاها علي، و قال لي: هل تتذكرين؟
نظرت للصورة، رأيت لوكا، كريس، و سيشل و هم أطفال، بجانب انني رأيت طفلة مثلي تماماً، هل هي أنا؟ لا يهم.. كان قربي رجل ذو شعر خريفي مثلي و فارع الطول، كان يبتسم.. يبتسم.. لحظة! ماذا حدث لي فجأة؟ أشعر بالدوار...
سقطت الملعقة و السكين من يدي في تلك اللحظة، أمسكت الشرشف الذي يغطي الطاولة ، و اسندت رأسي على يدي..
.. شين ..
بعدما اصبحت ديانا على حالتها هذه فجأة، حاولت الاقتراب منها، لكنها انتصبت على رجلها، و هي تتمتم: أبي.. أبي..
ثم نظرت لستيفان و قالت له: اصطحبني حيث قبره..!!
. . .
بعد محاولات فاشلة في إقناع ديانا بأن تؤجل الموضوع، إنصعنا للأمرها جميعاً و ذهبنا حيث المقبرة، و نحن في السيارة ،كانت ديانا مسندة جسمها بأكمله على ستيفان، و الدموع في مقلتها، بينما ستيفان قد بدت على قسماته ملامح الحزن، و كأنه قد تذكر معلم بائس من معالم الماضي للتو..
إلى أن وصلنا إلى تلك المقبرة المنشودة! ظل ستيفان يمشي بنا جميعاً و نحن نتبعه، إلى ان توقف عند احد القبور، كان اسم صاحب القبر مكتوب على تلك الحجرة البيضاء، "الين ترانسي"، بينما كانت هنالك باقة ورد قد جفت، لا، لم تجف فحسب، بل اختفت من الوجود! لم يبقى سوى سيقانها اليابسة!
إلى ان جفت ديانا فجأة على ركبتيها، انشلت بعض التراب و العشب بين يديها، فإذا بدمعة حارة تشق طريقها على خديها المتوردان..!
.. ديانا ..
آآه.. هاهو الالم يعود لي مرة اخرى؟ نفس الشعور عندما تذكرت ابي للأول مرة، أحس بثقل و كأن جاثوماً قد قبع في قلبي! لقد تذكرت.. تذكرت إحدى أطلال ماضيي المدنس..
كنت أمام هذا القبر! نعم هذا القبر! قبر أبي! كانت بجانبي إمرأة، لا استطيع تذكرها كلياً لحد الآن، حتى ملامحها تكاد تكون مخفية تقريباً! كل ما اتذكره في وجهها، هي تلك الابتسامة.. إبتسامة النصر التي علت محياها!
و ستيفان، و قد ضمد النصف الايمن من وجه، وقف قربي بعدما انصرفت تلك المرأة، نزل لمستوى طولي، و ضمني لصدره، و قال لي تلك الكلمات التي رنت في طبلات اذني مثل الاوتار.."سوف احميك"..!
. . .
.. في الليل ..
حاولت النوم، حاولت حتى إغلاق جفني، لكن بدون فائدة، لا زلت احس بجاثوم قد قبع في قلبي، عقلي، اطرافي، كل شئ! كل شئ فيني كان له!
ترجلت من على السرير ، أريد ان افرغ ما في جعبتي من هم، حزن، مآسي، سئمت من حياتي هذه!
خرجت من غرفتي و توجهت لغرفة شين، في البداية ترددت في فتح الباب أو حتى طرقه، لكنني تشجعت و فتحته بهدوء شديد، دخلت ثم اغلقته، توجهت حيث سرير شين، قربت نفسي من وجه للأرى إذا كان نائماً أو مستيقظاً، فجأة! امسك يدي و جعلني استلقي بقربه على السرير، ضمني لصدره بحرارة، و هو يضع رأسه قرب شعري..
ثم قال لي بحنان: ماذا تفعلين هنا؟
شعرت بالخجل في تلك اللحظة! لم اشعر بالخجل قط في حياتي هكذا من قبل! اقصد.. صحيح بأنني انا و شين نتبادل المشاعر.. و أنا معه على مدار 24 ساعة تقريباً.. إلا انني في مواقف كهذه أخجل منه.. و كأنه شخص قابلته للمرة الاولى..
حاولت التكلم.. لكنني تلعثمت بلساني..
إبتعد عني قليلاً، و استلقى على جنبه، بينما جعلني أنا استلقي على ذراعه ، أصبح ينظر إلى وجهي مباشرة، فجأة امسك يدي ووضعها على صدري، ثم سألني: بماذا تحسين؟
استغربت في البداية، لكنني جاوبته: ضربات قلبي..
فقال لي: أنت حية، أنت امامي، و أنا امامك ،أليس هذا كافياً؟
عندها إبتسمت بإرتياح بعد ان تنفست الصعداء، و اخذت يده ووضعتها على خدي، و قلت له و الدموع قد سالت على خدي و كأنها طيور قد تحررت من وكناتها: أنت على حق.. فهذا الدفء غال بالنسبة لي!
فجأة! أبعد يده عني و ضمني لصدره بحرارة، جعل وجهي يختفي بين احضانه الدافئة، و طوق ذراعيه حولي، كم احب حضنه، رائحته، قسماته، كل شئ فيه، احبه، نعم احبه، لطالما بكيت بين يديه، لطالما إبتسمت للإبتسامته، لطالما فرغت ما في قلبي من هم لكأسه، لطالما احسسنا بعاطفة بعضنا البعض، أليس هذا هو الحب؟
. . .
في منتصف الليل، بعدما نام شين، حاولت تحرير نفسي من بين ذراعيه، و بالفعل نجحت، انا احبه و هذا شئ لا مجادلة فيها، لكنني لا استطيع ان انام معه، لازال هذا مبكراً جداً، على كل! انتصبت على رجلي و خرجت من غرفته، و توجهت لغرفتي ..
.. في اليوم التالي ..
.. شين ..
استيقظت عندما قلبني احدهم فجأة فوقعت على الارض ! قمت للأرى كريس و هو يضع يديه على خصره، فقلت له: ألا يجب أن تقول "صباح الخير" اولا؟
فقال لي: ليس هنالك وقت لهذا، هيا غير ملابسك!
فسألته: لماذا؟
تنهد بملل، ثم قال: هذه مشكلة بطيئي الفهم..
ثم اردف: سوف نذهب للأخ ديانا، سام!
.. ديانا ..
بعد فترة من الانتظار، رجع كريس و معه شين، عندها توجه شين لي و سألني هامسا: هل لديك أخ؟
جاوب لوكا عوضاً عني و قال: نعم، لكنه أخ بالتبني!
سيشل: لقد اتصلنا له البارحة لكي نخبره بأننا سوف نأتي، فهو لا يسكن في البيت !
بعدها، إنطلقنا جميعاً، و أنا اقصد أنا و شين ،أوز، ستيفان، و فرقة "سكارليت كنايتس"!
. . .
بعد ان وصلنا ،رأيت نفسي أمام أحد المباني للشقق السكنية، فقلت في نفسي: هل يعيش هنا؟ وحده؟ اتسائل كيف يكون؟ ماهي صفاته؟ ماذا يحب؟ ماذا يك-
قطع حبل أفكاري صوت انثوي يقول: يا إلهي! هل وصلتم؟
عندها إلتفتنا جميعاً لمصدر الصوت، رأينا فتاة قد نقش جسمها بإتقان، بشرتها بيضاء، و شعرها بني طويل منسدل على كتفيها! و قد كانت تحمل في ذراعها كيس يحتوي على مواد للطبخ!
فقال أوز: المعذرة، لكن من أنت؟
إبتسمت إبتسامة حارة، ثم قالت: لا تقفوا هنا! تفضلوا!
. . .
بعد أن ادخلتنا لداخل المبنى، اخذتنا إلى تلك الشقة المنشودة! فتحت الباب و قالت: تفضلوا!
دخلنا جميعاً، منظر الشقة ليس مهماً، المهم هو اننا عندما دخلنا وواصلنا المشي بين زوايا تلك الشقة الواسعة، رأيت ذلك الشاب فارع الطول، أبيض البشرة مثل الثلج، و عيناه الذهبيتان تلمعان بين بياض بشرته، و كأنهما قطعتا ذهب! ذو شعر رمادي، و كأنه ذئب أو ماشابه..
قطع حبل أفكاري عندما اطلقت إيزابيل صرخة مدوية فجأة! فنظرت اسفلي عندما احسست بشئ، للأرى ذئب، نعم ذئب! ذئب رمادي ذو أنياب طويلة، و أعين ذهبية!
تراجعت للخلف قليلاً، بينما ظل الذئب ينظر إلي بأعينه الذهبية تلك! فوقفت خلف شين، إلى أن جائت تلك الفتاة و قالت لنا بإبتسامة: لا تخافوا منه، فهو أليف!
.. شين ..
بعدما انهت الفتاة جملتها، توجهت ديانا حيث الذئب "الاليف"، و إنخفضت لمسواه، و اخذت تمسح على وبره الرمادي، بينما جميعنا نحدق فيها..!
ستيفان: أرجوك كوني حذرة.
إبتسمت ديانا و قالت: لاداعي للخوف، إنه أليف.
فجأة إنتصب الذئب على سيقانه، و إقترب من ديانا أكثر، أو بالاحرى فخذها، ثم وضع رجله أو يده أو اياً يكن على فخذها، إستغربنا جميعاً! فجأة! قام ذلك الشاب ذو الشعر الرمادي اخيراً المدعو سام، و توجه نحو ديانا و الذئب، و إنخفض لمستواهم، ظل يحدق في وجه ديانا لمدة طويلة من الزمن..
إلى ان قال ستيفان له: إنها تشبه ماريا، صحيح؟
إبتسم إبتسامة خفيفة عندها، و هز رأسه موافقاً، ثم سأل ديانا: هل تتذكرين ؟
فسألته بتردد: ماذا؟
عندها تنهد ،ثم إنتصب على رجليه، و قال لنا: تفضلوا و اجلسوا..
جلسنا جميعاً على الكرسي، بينما ذلك الذئب ظل جالساً بالقرب من ديانا، إلى ان جائت تلك الفتاة مرة اخرى و هي تحمل صينية فيها أكواب شاي، وضعتها على الطاولة التي امامنا ثم قالت: أنا كريستا، سعيدة بمقابلتكم.
عندها إبتسمت بإرتياح بعد ان تنفست الصعداء، و اخذت يده ووضعتها على خدي، و قلت له و الدموع قد سالت على خدي و كأنها طيور قد تحررت من وكناتها: أنت على حق.. فهذا الدفء غال بالنسبة لي!