افكار منطقيه .
كنت أنظر الى وجهه ابحث عن دلالة لحقيقة ما يجري
احاول بيأس ان اتوصل لسبب مقنع لوقوفي
هنا امام هدفي .
الهدف الذي فقط قبل اربع وعشرون ساعه كنت أخطط
لكيفية إنهاء وجوده .
حركـ الرجل يده مشيراً الى " دايفيد " بالخروج
اصبت بالذعر لا اريد البقاء معه وحدي التفت برجاء صامت الى " دايفيد " الذي بدأ بالسير نحو باب المكتب
نظر الى عيناي المتوسلتين لوهله ثم استادر وتابع مسيره , كيف توقعت بكل حماقه ان الموظف الذي جلبني الى هنا في المقام الاول قد يساعدني , اغلقت عيناي وسحبت نفساً حاراً لم يساعد على تقليل توتري
بينما اصدر الباب صوت ذكرني بطلقات المسدس
معلناً اغلاقه .
شددت قبضتاي حتى احسست بأظافري تغرز وبشكل مؤلم في راحة يداي , علي تمالك نفسي والتماسك لقد كنت افعل ذلك طوال حياتي
أتماسك واجمع الحطام , دائماً كنت ألملم بقايا روحي المشتته
في دهاليز الخوف .
التفت ببطىء الى " هنري " الذي قال بنبرة هادئه : اجلسي أنسه " جونز "
تقدمت نحو الكرسي الذي اشار له
بخطوات تمنيت ان لا يكون قد لحظ اهتزازها الذي يخبر عن توتري
وقد شعرت بشكل مثير للشفقه اني اذهب الى المشنقة بإرادتي
تنهدت بإستسلام و تجاهلت تماما ذاكـ النبض المدوي
بين اضلعي الذي يقول استديري
واهربي .
جلست على الكرسي الجلدي ونظرت الى الأرض متحاشية الأعين الزرقاء التي تراقبني بإهتمام .
كان الموقف مربكاً وغير مريح اطلاقاً
لدي العديد من الاسئلة لأوجهها له ولكني لا اعرف كيف يفترض بي إلقائها
اعني كيف يمكنكـ ان تبدأ حديث مع شخص يعرف انكـ اردت قتله قبل يوم ؟ .
هل اقول " مرحبا هنري اعتذر بشأن محاولة إغتيالكـ , وبالمناسبه هل ستقوم بقتلي ؟ " .
كما واني لا استطيع إنكار حقيقة كوني خائفة من طرح الاسئله لأني خائفة اكثر من الإجابات التي قد تأتي .
هربت تنهيدة يأس مكتومة الصوت من بين شفتاي
بينما تابعت النظر الى موضع قدمي .
دخل صوته الأجش مدار سمعي حين قال بتهكم : ان كان الامر سيوقف ارتعاشكـ , يسرني ان اقول اني لن اقتلكـ .
رفعت نظري وانا ارمش بلا تصديق وقد بدأ الدم بالإندفاع سريعا في قلبي
مسرعاً نبضاته , وقلت برد فعل أحمق تماما : لن تفعل ؟ .
هز رأسه بالنفي بينما شعرت بنوع من الراحه الغير كامله
بسبب اللامنطقيه التي رافقت اعلانه بعدم رغبته في قتلي
اذ لا يمكنني إيجاد سبب اخر لوجودي هنا
أمعقول انه يتلاعب بي , تابعت التفكير بتوجس مشمئز
" لطالما سمعت عن القط الذي يحب ان يلعب بالفأر قبل ان يقوم بإلتهامه بكل وحشيه " .
تحركت يده مخرجة شيء من درج المكتب احسست بالقلق
وحبست انفاسي , واطلقتها بإرتياح حين اخرج ما بدى لي انه صوره وضعها امامي ثم قال : هل تعرفينها .
انزلت عيناي نحو الصوره وقد توسعتا بصدمه جراء
تعرفي المباشر على صاحبتها .
حدقت بصورة " الدميه رقم سته "
ربما كانت اصغر قليلا في الصوره ولكن
التعرف على ملامحها المميزه سهل فالشعر الأسود ذو اللمحه الزرقاء والأعين الحمراء الداكنه ذات الوميض القاسي والحاد
لا يمكن ان تنسب لشخص اخر .
قلت بشكل ألي : نعم انها " الدميه رقم سته " .
رن صمت ثقيل بينما توالت الافكار داخل عقلي
ما علاقة هنري بالدميه سته .. هل قتلت عزيز عليه
ازدادت حيرتي اكثر وانا انظر الى الصوره
لم يكن هناكـ احتكاك فعلي
بين الدمى فالحديث المنفرد والتعارف كان ممنوعا تماما
لذا لا فكرة لدي عن هوية الدميه سته فقط اراها من بعيد لطالما بدت لي جامده
مبهمه تماما وقاتلة بارده .
ومايزيد من نطاق الاحتماليات هو كوني لم ارها على الجزيره
منذ ما يقارب الستة اشهر كانت الشائعه السائده تقول انها في مهمة طويله
ولكن لا احد فعلا علم حقيقة الامر إختفائها كان لغزاً
ربما حله هو " هنري " .
اجفلني حين هتف مخرجا اياي من شرودي : " نتاليا " تدعى " نتاليا " .
ارتفع جفناي نحو " هنري هسكت " واتخذت الحيره التامه اكبر مكانه في عقلي المشوش
ضيقت عيناي حين اكمل بصوت متهدج : إنها إبنتي .
حدقت بصورة الفتاة ثم بـ هنري كانت ضائعة تماما
فالكثير من المعلومات والاحداث تجمعت في عقلي الذي بدأ يخطو عدة خطوات اكثر من اللازم نحو شفير الانهيار .
تفرسه بنظرة فاهمه عميقه
في ملامح وجهي جعلني ادركـ انه التقط عدم إستيعابي وضياعي التام في ظل المعلومات الجديده
قال وقد نهض عن الكرسي : سأوضح الامر .
لم اكن تحديدا في حالة ذهنيه ملائمه للإستيعاب ولكني رحبت بأي نوع من التفسيرات قد يملكها حتى أفكـ عقد الاسئلة عن دماغي .
تحركـ نحو النافذه وقف امامها معطياً اياي ظهره
بدت وقفته الشامخه ميلودراميه , بينما توتر كتفاه الواضح داخل البذله الرماديه الفاخره التي يرتديها جعلني ادركـ مدى صعوبة
ماهو على وشكـ قوله بالنسبة له .
قال بعد ان سحب نفس مسموع : منذ عشرة اعوام كنت احد المحققين في قضية
اغتيال سياسي مهم كانت القضيه غامضه وغير منطقيه , اذ ان الشخص الوحيد المشتبه به الذي دخل المبنى حيث حدث اطلاق النار كانت طفله استطاعت كاميرات المراقبه التقاط صورة مبهمه لها , لقد كانت قضية مشهوره جداً لمدى غموضها وتكررت اشباهها من القضايا و في ذاكـ الوقت لم يكن معترفاً بوجود مؤسسة " بيت الدمى " والجميع ظن انه مجرد شائعه أخرى في الوسط الاجرامي , كانت الشرطه تستخف بالامر ولكني لم افعل ..
قمت بتحقيق منفرد دخلت في الشوارع المظلمه بين عصابات المافيا في السوق السوداء بضع رشوات هنا وهناكـ وتأكدت من حقيقة كونهم يبيعون فتيات صغيرات لتلكـ المؤسسه .
وبعد ان جمعت ادلة كافيه ارسلت تقريري الى رئيسي
الذي طلب مقابلتي بعد ان قرأ التقرير وصرح لي بشكل ساخر اني لابد وان اكون اسرفت في العمل كي اصدق وجود هكذا مؤسسه
ألمني الامر فرغم وجود الادلة امامه كان يسخر بي وكشرطي شاب لم يفهم المهنة بعد و لم يفكر مرتان قمت بإرسال التقارير الى وسائل الاعلام وكشفت حقيقة وجود " بيت الدمى " بتهور تام .
توقف عن الحديث وكأنه يلتقط انفاسه المقطوعه بسبب صعوبة الحديث عن الامر ..
ارتجفت قليلا بينما ادركت انا الى اين تتوجه القصه قال متابعاً حديثه بصوت تشوب نبرته المراره : لم ادرك حينها ما مدى الضرر الذي سببته لنفسي , قام رئيسي الذي اتضح لي بعد عدة اعوام انه يعمل مع " بيت الدمى " بطردي من العمل وكذب تقريري امام الاعلام واتهمني بكوني غير متزن عقليا لم افهم السبب حقا ان ذاكـ
وظننت انه طردني بسبب التقرير الذي لم يصدقه فتابعت وبعناد البحث عن ادله اكثر
وارسالها الى الاعلام وكأني اردت اثبات جدارتي بتلكـ الطريقه , ولكوني اصبحت شوكة في حلق " بيت الدمى " قتلي في ذاكـ الوقت كان ليكون اكبر دليل على وجود المؤسسه ورغم ان قتلي وتمويه الامر كحادث كان ليكون ممكناً
إلا انهم علموا كيف يأذونني بشكل اسوأ من القتل
لقد قامت منظمة بيت الدمى بإختطاف ابنتي الوحيده " نتاليا "
عن طريق المربيه حيث جعلوها تفيد في شهادتها في مركز الشرطه بكونها اضاعت " ناتي " في مدينة الالعاب
وبما انها حالة الضياع حُوِلة قضيتها لقسم الاطفال المفقودين ولكني كنت اعلم تماما انها لم تكن حالة ضياع
كانت عقاباً قاسياً لما فعلت .
كتفاه المشدودين إنخفضا وتقوسا وكأن ثقل كل تلكـ الاحداث مرمي عليهما بينما التفت إلي , نظرت بحذر الى وجهه المليء بخطوط التي يرسمها التوتر والهم القاسي بينما كانت عيناه تبرقان بألم , عاد الى الكرسي وجلس عليه
وعبىء رئتيه بالهواء مجددا
أردف : حاولت ايجاد " نتاليا " بلا امل
وبعد خمسة اعوام من اختفائها اعترف العالم اجمع ان " بيت الدمى " موجود وليس منظمة وهميه
وللأسف مازال هناكـ أتباع لـ بيت الدمى داخل اسلاكـ الشرطه والمباحث الفدراليه
مما جعل رجوعي الى عالم تنفيذ القانون مستحيلاً تقريباً , ومع ادراكـ "بيت الدمى " اني مازلت الاحقهم بشكل منفرد ولكونهم اصبحوا منظمه مكشوفه لم يعد هناكـ اي سبب لعدم قتلي خصوصا ان " نتاليا " كانت دمية فعاله افادت " بيت الدمى " كثيرا ولم يريدوا خسارتها .
وبهذه الطريقه اصبحوا يلاحقونني بشكل دائم مما اجبرني على الاختباء في مكان معزول ومتابعة البحث الغير مجدي بسريه تامه , كنت ابحث عن اي دليل او خيط لمكان وجودها حتى يئست تماما من الامر و قبل عام اتاني اتصال من " نتاليا "
لطالما كنت ابحث عنها ولكن ما لم احسب حسابه انها كانت تبحث عني ايضاً , لم اتوقع يوماً انه يمكن للإنسان ان يصل لتلكـ الدرجة من السعاده سماع صوتها كان معجزة لطالما صليت لحدوثها .
توقف عن الحديث مطلقاً تنهيدة خيبة امل تناقضت تماما مع وصفه للسعادته ان ذاكـ مما جعلني اظن ان هناكـ باقي سيء للقصه
اكمل وهو ينظر الى المكتب مخفيا عيناه بخصلات شعره البني الذي توزعت به بعض الخصل الرماديه السابقه لأوانها : طلبت منها ان تدلني على مكان وجودها ولكنها لم ترد ان تنقذ هي ارادت ابادة " بيت الدمى " فتلكـ هي الطريقه الوحيده كي تعود
حريتنا الينا ونتخلص من هذا الكابوس فحتى وان وجدت طريقة لتهريبها من هناكـ سيبقى " بيت دمى " يطاردنا
وهكذا بدأنا بخطة لتدمير المؤسسه .
عقدت حاجباي وانا انظر الى البعيد
اعلم ان " الدميه السته " كانت موثوق بها نفذت العديد والعديد من المهام
مما اعطاها نوعاً من انواع الصلاحيات المحدوده
مما يفسر كونها اتصلت بوالدها من دون علم " بيت الدمى "
لقد استغلت الثقه التي منحت لها
ولكن هل من المعقول ان سبب غيابها هو كون
" بيت الدمى " إكتشف خيانتها ؟ ..
اعدت نظري اليه بينما عكست مرآة عينيه وجهي الحائر واسئلتي التي لم تطرح , قال بصوت متكسر اصابتني ذبذبات الالم به
بالقشعريره : منذ بضعة اشهر فقدت اي إتصال بنتاليا واتضحت لي حقيقة موتها في ما بعد .
إرتعاش صوته البائس والحزين حركـ كل عاطفة انسانيه مكبوته داخلي
نظرت اليه بتعاطف تام وتحركت شفتاي لأول مرة منذ مده
وقلت بشكل عفوي وإنساني بحت : انا اسفة .
أبدى ابتسامة حزينه بينما شكرني بأدب ودخلنا في نوبة صمت هو يستعيد الذكريات بينما عقلي انا يعالج المعلومات ويحاول فهم
موقعي الغير محدد بعد من القصه وسبب وجودي هنا .
اصبح الجو خانقا بينما وبقدر عدم التعاطف الذي ابديته الا ان سؤالي لم يستطع البقاء في الكتمان : عذراً سيد " هسكت " ولكن انا لا افهم لما انا هنا ,
واضح جداً انكـ تريد مني شيئاً ما والا لما كنت هنا الان .
قال بشكل عملي مغاير تماما لنبرته قبل بضع دقائق : ذكية انسه " جونز " ان ما أريده منكـ هو المساعده .
علمت مباشرة نوع المساعده التي يريد الا اني سألت
على كل حال : المساعدة بماذا ؟.
قال بشكل قاسي وبنبرة كره تنبىء بمدى عمق غضب الشخص الذي امامي : اريد مساعدتكـ لللإطاحة بمؤسسة " بيت الدمى " .
بدت الجمله مألوفه تماما فقد قلت انا نفسي هذه الجمله منذ اربع وعشرين ساعه
وقد اردت حقا مساعدته فنار الغضب والكره التي تتلوى داخله تقوم بالمثل داخلي
بيت الدمى " سبب دمار عالمه وعالمي ...
ولكن هناكـ جانب غير منطقي اطلاقا في طلبه
فإن كان له معرفة كبيره ببيت الدمى كما ادعى لكان علم الان
اني بالنسبة لبيت الدمى هاربة يجب قتلها
كما اني لا املكـ معلومات قد تفيده
فكيف سأساعده اذا ؟ ...
توسعت حدقتاي بينما رأيت شعلة تصميم تحترق داخل زرقة عينيه
و أدركت مباشرة ان هذا الرجل يعرف ما يقوله
وان هناكـ خطة مازالت خلف ستار افكاره الذي لم استطع إزاحته بعد
الشيء الوحيد الذي كنت موقنة انه صحيح هو
كوني جزء من هذه
الخطه .
" نهاية الجزء السابع "
" إنها أول مرة القي بها كلمة كاتب
أولاً أردت ان اشكر Aℓιcє ♫
على التصميم الرائع حقاً لم اكن لأجد افضل
كم انت رائعه عزيزتي ....
حتى الآن الجزء السابع هو الاقرب الى قلبي بين الاجزاء إستمتعت حقاً بكتابته فقد شعرت اني افشي سراً طال كتمانه .. وبالطبع أريد
أرائكم الصريحه بشأنه
تحياتي .... "