04-15-2013, 11:24 PM
|
| |
 ((ودعني عند محطة القطار))قصة قصيرة
اتصل بي وقال:قابلني عند محطة القطار بعد ساعة ) جفلت وقلت:لماذا؟) قال و البرودة تملأ صوته:فقط تعال) فبلعت تساؤلاتي وقلت:حسن سآتي) وبعد ساعة كنت أبحث عنه في المحطة كنت أبحث عنه بلهفة شديدة لرؤيته و من قلقي عليه أيضا تماما كما يبحث الطفل عن أمه ومن بعيد رأيته قريبا من سكة القطار هناك كان ينتظرني يلتفت يمنة ويسرى كمن يبحث عن أحد وأجزم انه كان يبحث عني حتى عيناه كانت تبحث عني بجفولها ذاك بدأت أقترب منه قلقا ومتسآلا:لماذا هو واقف هناك؟) ثم تحرك قليلا فاتضح لي أنه كانت وراءه حقيبة عندما رأيت تلك الحقيبة صعقت :هل حقا هو................)لم أشأ أن أكمل السؤال لأسمع إجابته من نفسي وعندما أصبحت في مدى نظره طارت عينيه من الفرحة وقال:مرحبا،كيف حا...............) كأنه لم يفعل شيئا لكنه لم يستطع إكمال كلامه وتلك الفرحة قد ذهبت من عينيه لرؤيته عيوني المصعوقتان وعندما رآني على تلك الحال إمتلآت عيناه بالحزن والندم معا ونكس رأسه متجنبا النظر في عيني وأنا على الرغم من ذلك أنظر إليه محاولا تثبيت صوتي وبلع حجرجتي قلت له:لا أصدق!! هل حقا تريد الرحيل؟ هل حقا تريد ذلك؟)هنا رفع رأسه ناظرا إلي يريد قول كلمة لكنه اكتفى بالصمت هكذا هو الصمت يكون سيد الموقف عندما لا تجد الكلمات إليك منفذا كي توصل مشاعرك بالشكل الصحيح فيكون الصمت أبلغ وأكثر تأثيرا من الكلام ففهمت من صمته أنه سيرحل قلت بحسرة:كنت خائفا جدا من أن يأتي هذا اليوم الذي أراك فيه الآن هنا لكن لا مناص من الرحيل!!أليس كذلك؟) فجاءة أصدر عبر مكبرات الصوت: قطار الذهاب سوف يأتي بعد عشر دقائق)فرأيته ينظر إلى ساعته فعلمت انه سيستقل هذا القطار فنظرت أنا إلى ساعتي محاولا أن أعرف الوقت فكانت الساعة الخامسة إلا عشر دقائق تمنيت أن يتوقف الزمن حينها وتبقى الخامسة إلا عشر دقائق إلى الأبد كي أبقى معه أطول قترة ممكنة لكن............ يا لها من أمنية صعبة كنت أنظر إليه تارة و انظر إلى ساعتي تارة أخرى فأراها أو هكذا كان يتهيأ لي أن الثواني تتعدى بسرعة كبيرة هكذا هو الوقت دائما في لحظات اللقاء الأخير يكون أسرع من البرق في حين أننا نريده أن يكون أبطأ من تبرعم الأزهار كان ينظر إلي آملا أن أقول كلمة لكن قاموس الكلمات لدي قد فرغ من حروفه كنت أرى ذلك في عينيه البراقتين حاولت تجاهل ألمي وحزني كي لا أزيد عليه الأمر سوءا فاقتربت منه أكثر ونظرت عميقا في عينيه وأنا أبتسم محاولا التخفيف من حزنه كي لا يسافر وهو يأكل همي أو يقلق علي أو يحمل علي شيئا من الحزن والندم وقلت له: لن أمنعك صحيح أني أريدك هنا معي لكن هذه تعتبر أنانية بالنسبة لي والصديق الحقيقي يريد لصديقه الأفضل دائما حتى لو كان هذا يؤذيه أولاً فقط أريد قول شيئا واحدا أرجوك اهتم بنفسك جيدا أرجوك ولا تبخل علي بأخبارك أبدا اتفقنا؟) نظر إلي نظرة متفائلة ففهمت منه الإيجاب أعلن عبر مكبرات الصوت:سوف يصل قطار الذهاب إلى إنجلترا بعد دقيقتين) نظرت إلى ساعتي وأنا مذهول كم مررت يا دقائق اللقاء الأخير بسرعة (أكرهك) كان الصمت سيد الوقف في تلك اللحظة في حين كان يجب أن نقول كل شيء ضممته إلى صدري ضمة قوية وضمني بقوة هو الأخر في حين كنت خائفا من سماع ناقوس الفراق جاء القطار وهو يصدر ذلك الصوت العالي ابتعدت عنه ومازلت أمسك بكتفيه ونظرت إليه قال لي وهو حزين:أنا أحبك سأشتاق إليك كثيرا)قلت له وأنا أحبك أيضا وسأشتاق إليك أكثر) ناد المنادي:فليركب الجميع)التفتنا إليه يا ليتك صمتّ ولم تقل ولا كلمة إلى الأبد رافقته إلى مقطورة القطار رفعت حقيبته ووضعتها داخل المقطورة وصعد هو إليها ثم وقف ينظر إليّ وأنظر إليه كان هذا الموقف أصعب موقف في حياتي لم أعرف ماذا أفعل صافحته بحرارة وقلت له: عدني أنك سوف تهتم بنفسك جيدا)قال لي:سأفعل) قلت له بإلحاح في صوتي:عدني بذلك)قال لي: أعدك) فجأة و شيئا فشيئا بدأ القطار يتحرك دون سابق إنذار وأنا أبرقه بعيني التي تحاول جاهدة حبس عبرتها من الهبوط كي لا يتألم أما هو فقد رأيت دموعه تشق طريقها على تلك الخدين التي لطالما رأيت البسمة تملأهما قلت له:لا تبكي لا أريد رؤية هذه الدموع تعرف أني لا أحب رؤية دموعك فهذا يؤذي قلبي ويقطعه من الألم)هنا مسح دموعه وبدأ القطار يزيد من سرعته وبدأت أنا أجري معه أحاول مسابقته وكي لا أضيع صورة صديقي محاولا قدر المستطاع أن أراه أكبر قدر ممكن أنظر إليه ينظر إليّ أنفاسنا مهلكة بالشوق منذ هذه اللحظة لأننا نعرف أننا بعد هذا اليوم لن نستطيع أن نرى بعضنا البعض لوقت طويل لم أكن أتخيل أن أفتح عيني في صباح يوم باكر ولا تمتد يدي إليه ليأخذ نظراتي ليكون هو أول صورة أراها كل يوم لم أضع في حسباني تخطيطا لوداع أو دمعة فراق ولكن هكذا تكون الحياة نزول وارتحال وفراق ولقاء صحيح انك رحلت من أمام عيني ولكنك سوف تظل دائما في قلبي زاد القطار سرعته فزدت من سرعتي أكثر أمسك صديقي بالمقبض الأمان كي لا يسقط من سرعة القطار كان الهواء يبعثر شعره ومازال ينظر إليّ تلك النظرة المليئة بالشوق لم أستطع الإكمال فتوقفت و جثيت على ركبتي من التعب ورأيته يلوح لي مودعا فلوحت له وقلت صارخا:إلى اللقاااااااااااااااء) قال لي:إلى اللقاااااااااااااااااء) وقتها لم أكن أريد شيئا أو أتمنى أمنية سوى أن يكون بخير أينما كان وذهب القطار في الأفق واختفى عن نظري وودعني في محطة
القطار
|
__________________
انتبه أيهاالآخر :
أنا مو لعبة مكتوب عليها
" Made in China "
...
تلعب فيها وترميها
........................
آنــــــــــــــــــــآآ..
♥"Made in jordan " ♥
فــ اذا بدأت اللعبة
فانت تلعب بعداد عمرك !!!!
|
المواضيع المتشابهه 
8Likes
العرض العادي
