المقدمة ...



حينما تموت .سأضع تابوتك في قارب بالرغم انه لايوجد لدينا انهار ..لان الاروح تعبر نهرا اسطوريا الى الجنه ...لكن اعلم انه حينما ارمي عملة معدنيه في البئر واسمع وقعها ....اعلم حينها انك وصلت بأمان .
ولدت لانتظر الموت ...لن يستطيع احد الوصول إلي الا بصعوبه ...ستجد الكثير من الاعتقادات والخرافات ..انا مخفية عن الجميع ..وشوارعنا ضيقه متعرجه تعصف بها رياح .لتزيد رعبها وتنشر عبق الموت في ارجائها ..من يدخل شوارعها لن يخرج ابدا ...لانك ستستلذ بالموت ..
سنعيش انا وانت ..بعد ان نجعل منزلنا قبر ...وكلما مات احد من اقاربنا ...زاد ارتفاع سقف منزلنا


احبتي .. لابد انكم تتسألون ..مالذي تتحدث عنه ؟

انا اتحدث عن غرائب مدينه الموت الروسيه "دارجافس"

اردت ان اخذكم معي برحلة فكرية ...


مدينة روسية بعيدة ونائية تنسج حولها العديد من القصص و الاساطير لا نستطيع تحديد الحقيقى و الافتراء منها فاهلها لا يكترثون بما يدور فى العالم الخارجى فاهتمامهم منصب على شئ واحد ” الموت ”.
اعترف اننى اثناء قراتى لهذا الموضوع وجمعى لمادة كتابته شعرت لبرهة بالرهبة و الاتقباض من البلدة و الجو المحيط بها رغم اننا كثيرا ما تعرضنا لموضوعات لعب فيه الموت دور البطولة كموضوع الكنائس والسراديب التى استخدمت كمدافن جماعية وتحولت الان الى مزارات سياحية و كذا شعرت بالتعجب من اهل المدينة الذين تركوا الدنيا بما فيها و قبعوا ينتظرون الموت واخيرا شعرت بالامتنان للاديان السماوية ( الاسلام والمسيحية ) فهى تحثنا على الحياة و التمتع بها .
قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ” اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كانك تموت غدا “.





ويرجع السبب الرئيسى لتسمية البلدة باسم ” مدينة الموت ” وهى ان المدينة مكونة من عدد مبانى لها سقف على شكل تابوت حيث يدفن اهل البلدة فيها احبائهم و اقاربهم وكلما زاد عدد الاشخاص المدفونين فى قبة المبنى كلما ارتفعت القبة .

و يملك كل اهالى المنطقة بلا استثناء ضريح خاص بهم وهذا تقليد خاص بهم يرجع الى القرن 16 كما يعرف ان القرية كانت تستخدم فى الماضى كمقبرة للمدينة .



ويوجد بعض الابنية البعيدة جدا وهى مخصصة للمجرمين والاشرار و الخارجين عن القانون كما تضم الابنية او هذه القبور بعض من رفات العلماء و المكتشفين الذين اسدوا لمدينتهم و للبشريه خدمات باكتشافاتهم او اختراعاتهم المفيدة.


وفى النهاية فاذا فقد شخص من اهل المدينة كل عائلته و اقرباؤه ولم يعد لديه من يقوم بدفنه فانه يتوجه الى مدينة الموت و يقبع فيها ما بقى له من عمر منتظرا الموت .



وفي الختآآم