قيل بأن (الحب يمنحنا الحياة ) ... عندما يلامسنا نصبح شُعراء مترفون تحت سماء العشق ..
يصبح العالم من حولنا أكثر صخباً و جنوناً ..
نُدمِر كل قيد و سلسلة تربطنا بالعقل ... لنقبض على اللاشيء الذي يربطنا بقلبنا ..
ننسى أنفسنا .. لا نخشى .. و نتغير .. نتغير تماماً .. ليصبح مرضاً لا علاج له ..
هو تماماً كالطاعون .. يُدخلنا في أضطرابات ذهنية و غيبوبة لا يقظة منها ..
نشعر بآلام في الحلق .. و تدور بنا الدنيا لتصبح كالدوامات .. دوامات..
غريبٌ جداً هذا الشعور ..!!!..
ان تشعر بالرجفة ... و يصيبك الاعياء الشديد .. فقط لمجرد انك على مشارف
كلمة واحدة .. أحساس واحد سيغزوك ليستوطن قلبك مدى الحياة ..
لكنه أحيانا لا يمنحنا سوى الموت ..! .
يستبدل جسدنا الحي .. بجثث لا تنطق .. لا تتنفس .. لا تشعر ..
يخلط بداخلنا كل شيء ... لا يبقى لنا منه سوى الأوهام ..
نكون نحن أموات ... فقط أموات ..
بالنهاية الحب هو خطيئة ..
هو البداية لحزن ما ... ألم ما ..
و قد يكون البداية لحرب ما ... لمذبحة ما ... لينبوع من الدماء المتدفقة
ترجمان الحب على الواقع جحيم ...
لكنه في الخيال جنة و نعيم ... في العام تتقسم المواسم الى أربع ... صيف ..ربيع ..خريف و شتاء ..
لكن منذ نعومة أظافري و انا أعيش الخريف بأوراقه المتساقطة ...
أشعر و كأن رابط ما يربطني بأزهاره الذابلة ...
كشجرة عملاقة وحيدة بلا أوراقِ خضراء .. تماماً كأنا ..
تماماً كزهرة الافيون بجمالها المُدمِر خارجاً .. و هلاك مكنونها الداخلي.. تماماً كأنا
فيالي من أمرأة .. لدي من الجمال قوة جبارة ..
لكن ما نفع القوة بلا حب ..؟ !...
دُعِيتُ من الجميع " بأجمل أمرأة مرَت على العصور و ستمر على القرون القادمة .."
لكن ما نفع الجمال في جسد بلا روح ...
لا أذكر انني امتلكت نفسي يوماً ... بل كان هناك من يمتلكني يومياً ..
ما أصعب ان تتمنى الحرية ...و انت مانحها للآخرين ..!!
ما أصعب ان تتمنى الحلم كالآخرين .. و أنت بالنسبة لهم الحلم ذاته .. !!
دائما اسمع التحيات الكاذبة من حولي .. و الأقاويل المُتملقة...
و أشتم رائحة الخيانة من أفواه من هو حولي قائلين " تحيا الملكة الأجمل هيلين إمرأة الملك الأعظم منيلاوس "
كنت أردد دائماً في داخلي " بل تسقط الملكة الأتعس في الوجود هيلين إمرأة الملك الاكثر خداعاً
كنت فقط إمرأته .. مجرد إمرأة .. لم اكن زوجته ..حبيبته ..
ما أصعب ان يقتظ المكان من حولك بالبشر .. لكنك ما زلت تشعر بأنك وحيداً ..!
أن تصرخ لكن ..ما من احد ينجدك .. او حتى يستطيع سماعك ..!
شبح الأنتظار .. دائماً كان يرافقني في دربي ... في مجلسي و في قيامي ..
أشعر بأنني انتظر شيئاً ... شيئاً ما سيحدث قريباً ...
لكن متى و اين ؟ .. لا اعلم ..
لا يوجد أكثر صعوبة من ان تنتظر شيئاً لا تعلم ما هو .. أو كيف سيأتي لك ؟ ..
كنت دائماً أعشق الرياح القوية .. لربما لانها مؤنث حرة في مجتمع توغلت فيه العبودية ..
عاهدت نفسي انني سأنطلق يوماً ما .. سألعب بين المروج الخضراء ..
سأكتسح العالم و اتعرف عليه من خلال ناظري انا يوماً ما ... سأطلق لقلبي العنان في تذوق الحياة
و الحب .. و ليكن الثمن ما يكن ... مهما كان باهظاً ... فلا يوجد اجمل من ان يتحقق حلمك المستحيل
لحظة لتعيش من خلالها للأبد ...
حتى جاء هذا اليوم .. تلك اللحظة المنتظرة منذ سنوات ... أجمل الصدف تكون تماماً كجمال شجرة
نَمَت في الهواء الطلق بدون ترتيب او تخطيط ..
و لأول مرة الحواس الخمس بدأت في إرسال الإشعارات للمخ حتى أشعر ... أتنفس
لا اعلم كيف أنتقل ناظري اليك من بين جموع من الناس المقتظة؟ ..
على الرغم من ضجيجهم و ضوضائهم .. الا انني انعزلت في مكان ما آخر
مكان بعيد كل البعد عن الواقع ... هو ليس بوهم ..لكن حقيقة يُصعب تصديقها!! ..
شيء ما كان يتحرك في صدري ... كان يقفز بجنون .. هل هذا ما يُدعى بالقلب ؟ !..
كان هذا الشعور يزداد جمالاً مع ازدياده ألماً ... لا اعلم هل هي غصة في حلقي ام خنقة في انفاسي
ام هو توعك في معدتي !!...
رُغم وجعه الا اني لا اريد الشفاء منه !!..
أسترقت بعض النظرات اليك ... جسدك يوحي بأنك محارب قوي ...
عيناك سوداء عميقة بها جاذبية خاصة ... لشعرك لمعان بني فتاك .. و لجلدك سمرة قاتلة ..
شعرت بأنني على حافة الهلاك ... اريد ان اكتفي منك من قبل ان ابدأ !!! ...
بالطبع لم يترك القدر لي فرصة حتى التعرف اليك ... فسرعان ما علمت انك امير طروادي ..
العدو الاول لمنيلاوس ...و الذي تحول لصديق له بمعاهدة سلام فارغة لا تثمن و لا تغني من جوع
خائفة انا ... خائفة من فقدان شيء اريد ان امتلكه ... سترحل و سأفتح التابوت لنفسي من جديد
لكن هذه المرة ستكون لسكرات الموت عذاب آخر .. عذاب يُدعى فقدان شيء و انا على ابواب الحصول عليه ...
أصبتُ بالهرع ... أجتاحني الفزع ... صرخت بصمت " لا .. لا.."
لربما كان من الجنون ان تعشق شخصاً و انت لم تتعرف اليه بعد ... لكني اعرف انك المنتظر
انت المُختار من قِبل قلبي ... أكتشفت ان المرء لا يحتاج لأكثر من دقيقة للوقوع في الحب !! ..
عيناي كانت تناديك ... تعال ..خذني ..هيا لنرحل الى العالم البعيد ...
معك .. تكون ولادتي من جديد ..
لك .. تكون روحي .. عمري ..جمالي ..
أتذكر .. أنه لم تلبث سويعات قليلة ... الا ان أتيت الي ...
أمسكتني من معصمي في الباحة الخلفية ... حيث القمر وحده كان شاهداً علينا ...
السماء وحدها كانت تُمطِرنا بلحظات هُيام خلابة ...
قلت لي بلهفة " في مطلع الفجر .. سأرحل و انتِ ستأتين معي .."
يا لجبروتك يا رجل .. لقد أتخذت القرار الصارم واجب التنفيذ ..
قُلت لك ببعض من الخوف " هذا جنون ! ... كيف ارحل معك ؟ .. أأترك كل شيء هنا و ارحل مع شخص
أكاد أعرفه منذ ساعات قليلة مضت ؟ ..."
عَلَت شفتاك الحادة بإبتسامة ساحرة .. ثم قُلت " و اين تكون لذة الحياة بلا جنون ؟ ..."
كنت أريد ان اعترف .. أنني لم اجرب الحياة حتى اجرب لذتها ...
أبتعدت عني قليلاً .. ثم قلت " أنتظرك ... أعلم بأنكِ قادمة ..هيا تخلصي من جحيمك يا هيلين .."
لحظة .. هل أشتم رائحة أحتراقي ؟ ... هل رأى رماد جسدي ؟ ... هل سمع صراخي ؟ !!! .
كان واثقاً كفاية ... جدياً كفاية .. وسيماً و قوياً كفاية ... ليغرقني حتى أذناي في محيط لم ابحر به قط !!
ذهبتُ متخفية في الليل ... أسير على بساط سحري تكونت خيوطه من الجنون .. و الحب ..
كنت أدرك خاتمتي ... و مع ذلك بدأت ... و هنا فقدت عقلي تماماً ...
من بين أساطيل طروادية بحرية ضخمة... رحلت أنا معك ... رحبت ببداية حياتي الحقيقية ..
لكن لكل حياة قرين يُدعى الموت .. يحب الظهور في النهاية فقط ...
فما ان وصلت الى طروادة العظيمة ذات الحصن المنيع ... بدأت نيران المعارك تتقد في قلوب الاغريق
قالوا عني انني اختطفت ... قالوا انني هربت ... لكنهم لم يعلموا قط بأنه تم إحيائي من جديد !! ..
أذكر آخر جلساتنا معاً في ليلة مقمرة .. تضيئها نجوم مبعثرة .. على بساط أسود ساحر يَطلِع علينا
الحب منه ... حينها لاحظت أرتباكي .. و قرأت عيناي الخائفة .. فقلت لي حتى أهدأ
" جميل ان يلتقي المرء بتوأم روحه .. و يحظى به .. يجلس بجانبه في ليلة كهذه .."
" أكثر الأمور إيلاماً .. أن تحظى بما تحتاجه لوهلة و تفقده للأبد .."
" .. لِمَ لا تتركي وشاح الحزن .. و ترتدي جلباب السعادة.."
" أي جلباب يا باريس ... و ما يخفى من بأس منيلاوس كان أعظم .."
" لا تقلقي سأكون لكِ فارس ميدوسا .. الذي يركب جواده المجنح و يحارب التنين من اجل حبيبته .."
كم كنت أعشق حمايتك لي ... أجتياحك لكياني ... مشاعرك في أستيطاني ...
حينها غفيت على ساعدك و كانت كل أحلامي ترسمك أنت ...
أذكُر بأنني من قبلك كنت مُتأصلة في الرق ... أفعل كل ما يُقال لي خوفا من الضرب او التعسيف
لكنني ما كنت أظن قط .. أنني قد أخرج من العبودية لأستعباد آخر ... كنت أعيش تحت وطأة الحب
لا أعرف لِمَ تحول كل شيء لعذاب تدريجي ... بدونك نعيم لا يُطاق .. و بك جحيماً ..
لم يعد يخنقني سوى الخوف ... الخوف من الاستيقاظ من هذه الحياة الجميلة ...
الخوف في ان انظر حولي و أرى الناس من كل حدب و صوب .. و تختفي انت من جانبي
فمنذ عشرة سنوات و الاغريق يشنون الغزوات على طروادة ... يريدون كسر حصونها بأي طريقة
حتى جاءت تلك الليلة ... القمر ذاته الذي كان شاهداً على نيران لواعجنا .. كان شاهداً على نيران
أستيقظت على أصوات الصياح و الصرخات المتتالية ... نظرت من نافذتي العليا
رأيت ألسنة النيران تلتهم كل شيء ...
بدى كل شيء أشبه بأسطورة من الخيال .. النساء تهرع .. البيوت تحترق ... الحصون تُدَك ..
دخلت علي خادمتي المخلصة و قالت لي بفزع " سيدتي .. انهم الاغريق .. منيلاوس يجب ان تهربي "
سألتها بخوف " اين باريس ؟ ... اين سيدكِ .."
" ذهب هو و مجموعة من الفرسان حتى يقاتلوا ... طروادة اليوم لن تصبح عليها الشمس
الا و ان تصبح رماد تنثره الرياح .."
حينها .. لم أشعر بشيء يا باريس ... كنت في حالة ذهول مخيفة ...
عرفت ان النهاية قد حانت ... ستنهار طروادة تماماً كحبنا ...
حاولت العثور عليك يا باريس من بين تلك الحشود الفزعة .. لكنك أختفيت ببساطة ...
من أين اندلعت هذه النيران و كيف ؟ ... من أين جاءوا المحاربين ؟ ... رأيت أسطول منيلاوس
يتقدم من على بعد ... و رجال يخرجون من ذاك الحصان الخشبي الكبير الذي بتنا نرقص
و نهلل عليه طوال الليل ... هل هذا كابوس ؟ ..
كانت طروادة آنذاك مرتع لكل من أراد المجد و خلود ذكره في التاريخ .. تماماً كأخيل ..
ذلك البطل المغوار ... كان وحش المعارك لا أحد يستطيع إيقافه ...
بدأ كل شيء بالتبدد ... صوت أنهيار طروادة كان قد زلزل السماء حينها ...
طروادة في سويعات باتت شيء هلامي لا يُذكر ...
أفترقت ايدينا يا باريس دون وداع ... حتى رحيلنا كان صامتاً ...
الحب اعطانا كل شيء .. لكنه ما ان اصبحنا نشعر بالسعادة .. شعر بالغيرة و سلب منا كل شيء ..
هل هو عدو ام صديق ؟! ... ام مجرد وهم جميل و حقيقة موجعة ! ...
لا اعرف نهايتي حتى الآن .. أنزف بدون ان يراني احد ... أتذوق سكرات موتي بدون ان يشعر احد ..
عالقة انا ... عالقة ما بين الحياة و الموت ...
انتهت طروادة و انتهى حلمي ... حبي و حريتي .. جميعهم هباءاً منثوراً
شاهدت شقوق قلبي القطرية و أرتجاج كياني الداخلي .. علمت بأنني إمرأة آيلة للسقوط ..
بنيت حلمي على أرض متزلزلة ... فأنهار فوق رأسي ...
كنت دائما أعشق رسائل العشاق لبعضهم البعض ... كتبت رسالتي معك لكنها انتهت
بدمغة الفراق .. فلم يعد للرسالة حروف ... ليس بها الا دمع الرحيل .. و دماء جروح لا تبرأ
لربما ان احببتك بشيء من العقل لما كنت فقدت القلب ...
قلت لي " اين تكون لذة الحياة بلا جنون ؟ .."
لكنني اعتقد " اين تكون لذة الحب بالعقل و بلا جنون ؟ .."
آمنت بالحب أكثر مما ينبغي ... تمنيت الحرية معه لكنه أعتقلني في سجن الألم ...
هذه صفحة راسخة في حياتي لن تنسى ...
خلدت في سجلات التاريخ ليرويها شاعرٌ من أشعار الألياذة و الأوديسا ...
لكن ما من فترة زمنية تستطيع تحديد حبي لك ... لكن قد تكون الأبد بداية جيدة ...
و ليكن المستحيل أجابة جيدة على سؤال نسيانك ...
كحلبة رقص مجنونة .. تماماً كالحياة ... اعتلي الحلبة بدون خوف و راقص حياتك
راقصها بألمك ... بشغفك .. حلمك ... حتى بحزنك ... لا تخشى
و إياك ان يتم استبعادك من قِبل لجنة القدر ... حذاري السقوط في الهاوية لأنه
ما من إغاثة ... و لا فرصة ثانية ...
هذه كانت الرقصة الأولى ... ترقبوني في الرقصة الثانية مع قصة أخرى ..
القصة هي اسطورة باريس و هيلين ... أختلفت كتيييييييييير نهااية الاسطورة
فقررت تحطوا انتوا النهاية من عندكم .. في اللي بيقول انه باريس مات و ماتت هيلين معه
و في اللي بيقول انه منيلاوس اخدها مرة تانية و استولى على طروادة
و في اللي بيقول انها قدرت تهرب و تتخفى بمكان بعيد ...
حبيت اترك الكم النهاية اكتبوا النهاية اللي بتحبوها ...
هيلين و باريس رمز من رموز الحب لهالوقت .. متل روميو و جولييت
بس بهيلين و باريس كان في نوع من الحرية ...
يعني اناا قصدت انه هي ربطت حريتها بالحب ..
و لما انتهى الحب رجعت أسيرة ...
شي تاني في المعركة ما حبيت اصور الدم بطريقة كبيرة لانه ما بدي اطلعكم من الجو
ما بعرف اذا فهمتوا المغزى من بعض الجمل ...
بس يارب تكونوا استمتعتوا ... و ما يكون الملل صاحبكم بهالرقصة ..