عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree104Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 2 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-22-2013, 11:03 AM
 
Cool مُميَز :: دمـوع زرقـاء ~




بسم الله الرحمن الرحيم





مراحب بالجميع ،،:rose:
هذه أول مرة أكتب فيها قصة قصيرة ،
أنا معتادة على الروايات فكان التزام القصر شيئا عسيرا علي ،،
و بالكاد وجدت وقتا .. خاصة مع ضغط الامتحانات ..
على كل آمل أن تنال إعجابكم
~شكر خاص للمبدعة هيناتا هيوغا لتصميمها الفواصل الرائعة~ ‏‎..







الاسـم : دمـوع زرقـاء
النـوع : قصـة قصيـرة
التصنيـف : رومانسـي ، خيالـي ، درامـا







مدخل ~



اعطنـي يديـك و اغلـق عينيـك ..
اسمـع همسـي ..
أنت قلبـي و الحيـاة ..
فعندمـا تغيـب عن حياتـي ،،
لا أفتقـد الراحـة و الهـدوء ..
بل أفتقـد النبـض !!!








همسة : ~
إعادة تنزيل للقصة مع بعض التعديلات !



xXيرجى عدم الرد ~

__________________




افتَقِدُني
music4


التعديل الأخير تم بواسطة Prismy ; 05-22-2013 الساعة 11:45 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-22-2013, 11:11 AM
 






صوب إيان المسدس الفضي الذي يحمله .. إلى رأس الرجل الواقف قبالته ،
خصلات شعره ذات اللون الفريد أخفت جانبا من وجهه ،
و ظهر الجانب الآخر تحت إضاءة مصباح الشارع الخالي بتعبير ثابت هادئ ، بينما يقول همسا :
_ما من ضغينة ... علي قتلك فحسب !

ارتعدت فرائص الرجل من نبرة صوته الخالية من الحياة ،
و راح يتوسل عبثا الشاب الذي عرف بتحجر قلبه :
_أ .. أرجوك .. لدي أطفال .. أرجوك سيدي لا تفعل !!

مط إيان شفتيه بغير اكتراث :
_أنا لا أحب الأطفال !

قالها .. و لم يتردد في ضغط الزناد ..

رحب بالصوت المرعب و المدوي لطلقات الرصاص و كأنها موسيقى عذبة ،
كما رحب بذكراها التي تومض في ذهنه دوما .. في كل مرة يقتل فيها !!

يتذكرها .. و يرى طيفها واقفا أمامه .. ينهاه عما يفعل ..
حتى بات يندفع إلى القتل فقط للشعور بها من جديد .. واضحة .. حية .. حقيقية .. تعيد إليه الأمس السعيد ..

تأمل جثة الرجل الذي أرداه ميتا دون أن يرف له جفن ...
و في ذهنه أصوات و صور تتلاحق عن ماضي بعيد ..







قبضتاه مرفوعتان أمام وجهه .. قدماه متباعدتان بوضعية استعداد للقتال ..
و كل خلية في جسده تتحفز لمواجهة الشاب الأكبر منه سنا !!

بقدر التهليل المشجع الذي لم يرغب به .. و حظي به من رفاقه الصغار ،
كانت صيحات الإستهزاء و الضحك الأجوف الذين تعاليا من رفاق خصمه !

كلهم أكبر حجما و عمرا منه .. هو الذي بلغ الخامسة عشرة قبل فترة ليست ببعيدة ..
و مع ذلك .. كانت هذه المجموعة من الشبان تتعرض بكل صفاقة و جبن للأطفال الصغار من الميتم حيث يعيش !!

هو ليس نبيل الأخلاق أو ذا حس عالي ليدافع عن أولائك الأطفال .. إنه يرى الأمر بمنظور مختلف فحسب !
شيء له علاقة بالكبرياء .. و سمعة الأولاد الأيتام في هذه الدار المتواضعة .. و بالتالي سمعته هو أيضا !!

القبضة اليسرى توجه بسرعة و قوة نحو أنف الخصم ، بينما اليمنى تقي وجهه الضربات ...
ضربة واحدة نحو عنق الشخص تجعله يختنق بأنفاسه لدقائق ، فيسيطر هو عليه مهما كان حجمه و قوته ..

خطوات اتبعها إيان دوما عند تورطه في أي عراك مع شبان المنطقة الفقيرة حيث يعيش ،
العديد منهم كان لا يطيق نظرة عينيه الصلبة ، و أسلوب حديثه المتعجرف على خلاف الأيتام الآخرين هنا ،
كانت ثقة نادرة بالنفس تغلفه ... ثقة لا تتناسب و وضعه المزري كيتيم ، و هذا كان كثيرا ما يعرضه للمتاعب !


صارع إيان الشاب الأكبر منه بجهد جبار ،
كانا يتقلبان أرضا و كل منهما يحاول تثبيت الآخر و ضربه .. اتسخت ملابسهما المهترئة أصلا بالتراب و الغبار ، هذا كله وسط صيحات الفتية الباقين !
استمر ذلك حتى فرق بينهما رجل كان يمر صدفة من ذلك الطريق المنزوي !

لم يجرؤ أي من الأطفال على التحدث مع إيان أو شكره بعد انقضاء المسألة ،
نظرة واحدة قاسية من عينيه السوادوين جعلتهم يبتلعون كلماتهم خوفا !!

و انصرف إيان مغادرا المكان بعدها .. متجاهلا الرجل الذي كان يسأله عما حدث ،
و تاركا خلفه الأطفال الذين كان يشاجر من أجلهم قبل لحظة !






السكون كان يلف المكان و لا صوت يسمع عدا خرير المياه ...
ارتفعت عيناه الحادتا البصر إلى الأعلى .. و انعكست على حدقتيه اللامعتين حركة الغيوم القليلة في السماء ،
الوقت كان يقترب من الغروب ، و الأفق بدأ يتلون بألوان الشفق الحمراء.

كان إيان قد نفض عنه الغبار و غسل وجهه بمياه النهر الصغير ، قبل أن يجلس قبالته على العشب الأخضر ،
هذا كان مكانه المفضل دوما ... أسفل الجسر المرتفع الذي يقطع النهر !

لا أحد يعلم عن اختبائه في هذه البقعة .. حتى أنه قضى بضع ليال هنا ،
ينشد الوحدة و الهدوء بعيدا عن أجواء الميتم المزدحم .. متجنبا جداله الدائم مع المسؤولين البغيضين فيه !!

مرر يده في شعره الكثيف ذي اللون الغريب باستياء ، أطلق تنهيدة ... و استمر يراقب السماء !

تناقض جميل يفرض نفسه على هيئة إيان المتفردة ...
عينان سوداوان صافيتان .. شعر أشقر يكاد يقارب الفضة بلونه .. ملامح جميلة سمحة لا يفسدها سوى تقطيبة حاجبيه و تجهمه الدائم !!

تجهم كان لا يتلاشى إلا عند رؤيتها ...
و هي قد تأخرت عليه هذا اليوم ، أم أنها لن تأتي ؟!

لم يكن التساؤل الأخير قد غادر ذهنه ، لكنه سمع صوتها ذا الرنين العذب يجيبه :
_و كيف لي أن لا آتي ؟!

ابتسم .. قبل أن يدير رأسه إلى الخلف و ينظر إليها ..
إلى الكائن المضيء الواقف خلفه طافيا دون أن تلامس قدماه العشب !!
كائن خرافي .. أسطوري .. كان ليرتعب البعض لرؤيته ،
و البعض الآخر كان ليجد صعوبة في إسناد قامته أمام جماله الساحر !!

_مرحبا ...

قالها هو ينهض واقفا و يستدير إليها بابتسامة مبتهجة ،
بهجة وحدها من تبثها فيه بمجرد رؤيتها أمامه !

_مرحبا إيان ..

حيته بهزه من رأسها و على شفتيها ابتسامة رقيقة.

قال بعتب :
_تأخرت ..

أومأت برأسها و أجابته بذات الابتسامة :
_آسفة ... لكني أحب أن أراقبك دون أن تشعر !

تحركت مقتربة منه .. لم تكن تمشي .. و لم تكن تطير ..
كانت تتهادى في الهواء على نحو سحري توقف هو عن التساؤل بشأنه .. و إن لم يكن قد اعتاده أو استوعبه بعد !

صديقته ليست بشرية ..
و ليست ملاكا أيضا ..
هو يعرف الآن أنها من عالم آخر ،
لكنها كادت تفقده صوابه سابقا لأنه -كان و لازال- الوحيد الذي يراها !!

_لقد دافعت عن الأطفال إيان !

قالتها بصوتها الشبيه برنين الأجراس الصغيرة ،
تغيرت ملامحها إلى الحزن فجأة و مدت أناملها الرقيقة إلى الكدمة أسفل عينه اليمنى ..
فحبس إيان أنفاسه بإنتظار الشعور بلمستها ..
لكن هذا لم يحدث ..
توقفت أصابعها قبل أن تلامس الكدمة الزرقاء على خده ...
تحسر خفية على رغبته التي لم تتحقق في الشعور بملمس بشرتها البيضاء المتوهجة !


_تعلم أنني لا أستطيع !

قالتها بنبرة عكست ذات الحسرة ،
فحاول إخفاء احمرار وجهه بأن التف جانبا يسعل بإفتعال ...
لقد نسي للحظة أنها قادرة على الشعور بأفكاره ،
تمتم محاولا تبديد حرجه :
_قلت لي هذا من قبل .. لكنك لم تخبريني باسمك حتى الآن !

_اسمي سيبدو لك غريبا إيان ، كما أنك لن تستطيع نطقه بلغة عالمي على أي حال !

عاد يلتفت إليها .. عيناه -كما غدا عادة- لا تستطيعان النظر إلى غيرها عندما تتواجد بقربه ،
كيف و العالم كله يبهت حين حضورها !!

حديثها ذكره بالفوارق بينهما ، و هذا دوما كان مصدر ألم لديه ..
يشعر أنه سيتعين عليها أن ترحل يوما .. وهو فقد ما يكفي من أحبته ، و ما كان قادرا على خسارتها هي الأخرى !!

تأمل هيئتها الحبيبة محاولا الحفاظ على مسار أفكاره المكشوفة هذه المرة.
كان لها وجه بتقاسيم ناعمة أوحت أنها في مثل عمره تقريبا ،
و شعر أزرق قصير ، كثير التجعدات ، بدت بخصلاته الملتفة ، و بالثوب الأبيض -ذي الزخارف الذهبية- الذي ترتديه .. و كأنها خارجة من إحدى اللوحات الاغريقية القديمة !
مع أنه يرى أنها ببشرتها البيضاء المتوهجة بضوء شاحب .. و عينيها الواسعتين بلون الشوكولا .. أكثر بهاء من أي لوحة رسمت يوما !!


_أتعلمين أنك جميلة !

نطقها إيان بابتسامة مترددة .. شاعرا أن تعبيره البسيط لن يوفيها حقها.
فابتسمت له بدفء :
_تراني هكذا لأن روحك هي الجميلة !

حاول إيان أن لا يعبس لإجابتها ..
ما كان ذلك صحيحا في نظره ،
أي روح جميلة تلك و هو يشعر بفجوة سوداء تقبع بداخله ؟!!

قالت ترد على أفكاره الكئيبة :
_انسى الماضي إيان .. و سيصفو قلبك للناس من جديد !

رفض بحدة :
_لا أريده أن يصفو لأحد ...

نظر إليها و عيناه الصافيتان تعكسان ألمه العميق :
_لا أريد أي أحد .. و لا أثق بأي أحد عداك ، فهل تبقين إلى جانبي دائما ؟!

تلونت ملامحها بألم مماثل لذلك الذي ظهر عليه ،
أغمضت عينيها كي تحجب عنها مرأى الحزن في وجهه ، و قالت :
_سأبقى معك دائما إيان .. أنت تعلم أنني فعلت المستحيل كي أتمكن من المجيء إلى عالمك ، لكنني لن أكون سعيدة إن اتخذت الطريق الذي تخطط للسير فيه !

توسعت عيناه بدهشة بادئ الأمر ، ثم ضاقتا بفهم لمعنى عبارتها ...
كان يدرك أن لا شيء من أفكاره يخفى عليها ،
و اعتمادا على ذلك تحدث قائلا بهدوء و حزم :
_لا أريدك حزينة .. لكن علي فعل هذا ، أنا أريد الانتقام .. و ربما هذا السبب الوحيد الذي يدفعني إلى الحياة بالإضافة لوجودك !

تعالى صوتها كصدى لمئات الأجراس وهي تعترض :
_استمع إلي إيان .. أنت لا ترى عواقب الطريق الذي تريد السير فيه ، ستدمر نقاء نفسك .. و تدمرني .. لأني .. مرتبطة بروحك !




الشمس كانت قد غربت .. و المكان تحت الجسر غدا مظلما و موحشا ..
جعل ذلك الضوء السحري الصادر منها يبدو أوضح لعينيه ..
بدت كنجمة تركت موقعها في السماء فقط حتى تكون بجانبه !!

تلك الليلة تأخر هو على لقائهما ... و ما كان راغبا في العودة إلى الميتم حتى يقضي معها ساعات تعوض عن ذلك التأخير !

هي مثالية .. يكاد يقسم ،
لا تريده أن يتأخر في العودة ..
لا تريده أن يهمل دروسه ..
لا تريده أن يعامل أحدا بفظاظة ..
لا تريده أن ينتقم لنفسه ممن دمر حياته ..
وهو لا يوافقها في كثير من أفكارها المثالية هذه ..

لا يبقى الصمت بينهما طويلا حتى عندما لا يتفق أحدهما مع الآخر ..

ابتسم إيان و قال وهو يخرج من جيب معطفه علبة صغيرة :
_لقد جلبت لك شيئا تحبينه !

جلس فوق العشب الأخضر قريبا من حافة النهر .. ثم أشار لها بالجلوس إلى جانبه ..
هبطت على قدميها الحافيتين لتقف فوق العشب الندي ،
و سرعان ما مشت بخطى بشرية حتى جلست بجواره ...

أشرق وجهها بضحكة ترددت كرنين الأجراس حال أن تبينت ما أحضره لها ،
ازداد الوميض المنبعث من جسدها شدة .. متراقصا في عتمة الليل مع ضحكتها الفاتنة !

قالت وهي تنظر إلى عينيه بعيون واسعة سعيدة :
_شكرا إيان .. أنا أحب الشوكولا كثيرا !

_أعرف هذا .. منذ المرة التي أخذت فيها حصتي من الحلوى و التهمتها دفعة واحدة !!

ضحكت من جديد و هي تلتقط علبة الشوكولا السائلة و الملعقة البلاستيكية التين وضعهما إيان أمامها ،
متحاشيا تقديمها بيديه .. خشية أن تتلامسا و يديها !!

غرست الملعقة في العلبة المفتوحة لتغرف منها الجزء الأبيض فقط من الشوكولا ..
ابتسم إيان الذي كان يراقبها ، و لما سألها عن ذلك .. أخبرته ببساطة أنها تحب الشوكولا البيضاء فقط !

ضحك إيان للمحة الطفولية التي لا تظهر عليها سوى في مثل هذه اللحظات فتجعلها تبدو بشرية ، قال :
_لكن كليهما بنفس الطعم !

_ليس صحيحا .. البيضاء ألذ !

سألها بفضول :
_هل لديكم شوكولا في عالمكم ؟!

أكلت الجزء الأخير من الشوكولا البيضاء .. دون أن تلمس الطرف البني ،
التفتت إليه لتجيبه :
_بالتأكيد لدينا ...

ارتفع حاجباه إندهاشا وهو يسمعها تردف :
_الواقع أن اسمي الحقيقي .. يعني "شوكولا بيضاء" بلغتك يا إيان !






تقلب في فراشه محاولا إيجاد سبب .. أي سبب يحمله على النهوض و بدء يومه بعد ليلة الأمس ،
الكابوس المتمثل في ذكراها حطم كل ذرة قوة لديه ..
لقد مرت عشر سنوات ... عشر سنوات كاملة على تلك الليلة التي حقق فيها انتقامه المنشود !
دون أن يعلم أنه بقتله إنسانا لأول مرة .. قد قتلها هي أيضا !!
ماذا كان السبب ؟!
كيف ارتبط موت الرجل القذر الذي سلبه عائلته و كل ثمين في حياته ، بحياة كائن ملائكي صافي القلب مثلها ؟!!
كيف قتلها بانتقامه ؟!!

نهض إيان .. ذو الخمسة و عشرين ربيعا من سريره الكبير في شقته الفارهة.
ذكريات طفولة -حاول مرارا اقناع نفسه بأنها وهم فقط- كانت تفسد حياته و تزيدها فوضى !

فرك وجهه بكفيه وهو يتمتم حانقا :
_سحقا لهذا .. لقد كانت نتاج مخيلتي فحسب !!

لكن تلك كذبة أخبر نفسه بها مرارا ... و لم ينجح مرة بتصديقها !

ظل ذهنه يروح و يأتي كل لحظة .. جالبا ذكرى جديدة ينفض عنها الغبار ليشرعها في وجهه بقسوة ..

كان جالسا عند حافة النهر في تلك البقعة التي لم ينسها يوما ..
و الهواء يتخلل شعره الذي أصبحت خصلاته طويلة بحيث تلامس أطراف رقبته.

لم تتغير هيئته كثيرا بمرور السنوات ،
لقد كبر ليصبح شابا قويا كما كان متوقعا ..
كان ذا جسد نحيل رياضي .. و وجه وسيم توحي تقاطيعه بالدهاء و الخطر .. خاصة تلك الندبة التي تخترق حاجبه الأيسر !

حاول إلهاء نفسه عن أحزانها بالتفكير بمن يسمون أصدقائه الحاليين ... ماذا كانوا ليقولوا عنه إذا رأوه جالسا هذه الجلسة الشاعرية ،
كمغفل ما فقد معشوقته و يرثي لحاله و حالها !!

لكن لا .. هو لم يفقد معشوقة فحسب ... لقد كانت هي الحياة نفسها !
شبح ابتسامة ارتسم على شفتيه ...
معشوقته ... حتى أنه لم يقبلها يوما !!

تنهد و رفع رأسه لينظر إلى السماء ... أرجع خصلات شعره التي ظل الهواء يلاعبها إلى الخلف !

و ذكرى أخرى تقفز إلى ذهنه هذه المرة ..



_هل أطلعك على ما أفكر فيه ؟!

المرح الشقي كان يبرق في لون الشوكولا لعينيها ،
أومأ إيان برأسه موافقا :
_بالتأكيد ... ألا يكفي أنك تمتلكين ميزة قراءة أفكاري وقتما أردت !

كانت مضيئة .. مبهرة ..
حمرة طفيفة غزت وجنتيها الناعمتين .. لتبدو له أكثر سحرا حتى !

_أتعلم أنك وسيم !

قالتها بتقليد لعبارة مشابهة وجهها إليها يوما ، ثم واصلت :
_شعرك .. يبدو كخيوط الفضة الناعمة تحت الشمس ... أتمنى أن أعرف الشعور بملمسه يوما !





أغلق عينيه بعد أن وضع علبة الحلوى التي كان يتناول منها على العشب بجانبه ،
كانت شوكولا سائلة .. النوع نفسه الذي أحبته ..
استمر لسنوات بشرائه .. وهو يأكل من الشوكولا البنية فقط ... تاركا البيضاء لها .. كما اعتاد في الماضي ..

الشمس على وشك الغروب .. و صورة للسماء بألوان المغيب انعكست على سطح مياه النهر الجاري أمامه.

كان لابد لآخر ذكرى له معها أن تومض في رأسه ..
فتستثير الكم الهائل من الألم الذي لم يغادر أعماقه يوما ..





_لا يمكنك أن ترحلي !!

صاح بها إيان ممزقا صمت ذلك الفجر الملتف بالضباب ، لوح بذراعيه بانفعال وهو يواصل :
_لقد وعدتني .. وعدتني بالبقاء معي دوما !!

انسابت دمعات مضيئةزرقـاء على خديها الناعمين ، بينما تقف أمامه صامتة ..
بدت شاحبة .. رقيقة و هشة .. كفراشة توشك أن تفارق هذه الحياة ..

_لما قتلته إيان ؟! لما سلبت حياة إنسان ؟!!

تجمعت الدموع في عيني إيان دون أن تجرؤ على المسيل .. غصة أليمة كانت تخنقه :
_و كأنك لا تعرفين السبب ! ذلك الحقير مجرم قتل والدي .. قضى على أسرتي و استولى على أموالها ، جعل كل شيء يبدو قانونيا ... و رمى بي في هذا الميتم القذر .. لقد حطم حياتي و سلبني كل من أحب !!

أطل حقد بالغ من ملامح وجهه وهو يتابع :
_ما كنت لأدعه يهنأ بحياته بعد كل ما فعله .. ما كنت لأتركه ينجو بفعلته وهو يأتي كل عام إلى الميتم يسأل عني بداعي الشفقة ... بينما أنا فقط من يرى نظرات التشفي في عينيه !!

شهقة بكاء ناعمة أفلتت من بين شفتيها ... تشعر بذلك الحقد المتأجج داخله كطعنات تدمي روحها هي !!

_لقد حذرتك إيان ...

ضوءها راح يخفت تدريجيا ،
و كما لو أن قوى ما تسحبها بعيدا .. ارتفعت عن الأرض أكثر فأكثر ..

_لا ..

همس إيان وهو يمد يده إليها دون أن يلمسها :
_لا تذهبي أنت أيضا .. أرجوك لا تذهبي !


_لا أستطيع .. أنا آسفة ..

نطقتها ... ثم انخرطت في بكاء ناعم تردد صدى رنينه في أرجاء المكان ..

_لا .. لا .. لا .. هذا لن يحدث .. لن يحدث .. ليس مجددا .. لا .. لا .. لا

ما كانت أي من احتجاجاته الأليمة لتوقف المحتم ،
و ما كان ليصل إليها مهما قفز و مد قامته عاليا ..

_لااااا ..

على الرغم من صرخته المعذبة تلك .. اختفى وميضها الباهت بين الضباب ..
لم يرى منه سوى دمعة نور زرقـاء حطت على الأرض أمامه ..
ثم تلاشت ..


سقط على ركبتيه ..
عيناه اتسعتا على نحو طفولي مخيف ..
و الدموع راحت تنساب على وجنتيه للمرة الأولى منذ سنوات ..
همس بصوت متحشرج .. يمزق القلب :
_لقد رحلت .... تركتني وحدي ... و رحلت !!!





عندما فتح عينيه من جديد .. كان الظلام قد حل ..
هل يعقل كيف أنها لم تغادر أفكاره طوال اليوم لحظة ،
رغم مرور سنوات على موتها ؟!

تنهد بقوة ..
تركته و رحلت ..
كما فعل كل من أحبه في هذه الحياة ..

لن يصبح الرجل الذي أرادته يوما ..
لن يتغير .. و لن يتراجع عن الطريق الذي يسير فيه ...
لم يعد يحق لها أن تطلب منه التراجع .. حتى إذا كان ذلك من خلال ذكرى ...
لقد رحلت رغم وعدها له بالبقاء ..
خانت عهدها ..
وهو .. يخون الآن مطلبها الأخير ..
و يرمي بحياته التي باتت دون معنى .. عرض الحائط !


تحرك مغادرا تلك البقعة تحت الجسر ..
تاركا خلفه علبة الشوكولا النصف مأكولة ..
و فجوة عظيمة تكبر في أعماقه .. لن يملأها غيرها أبدا ..


.. تمت ..






مخرج ~

ما عادت هناك أساطير ..
أصبح العالم جاف .. لا يتحمل وجود الجمال !!
حتى العجائب .. مالت إلى الفقدان ..
و صارت حطام من آمال !!
صار الحب عصارة ألم .. بعدما كان أسطورة البعد عنها محال !!
شرعت أركض بين براري الأمل .. حتى لفظتني حجارته ..
لأعود خائبا .. دونما سؤال !!






__________________




افتَقِدُني
music4

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-22-2013, 11:25 AM
 
Talking

بسم الله الرحمن الرحيم

بنتي بنتي ..

ولكن هل أنتي حقيقة ؟

أم أنك فعلا * أسطورة ؟ !


هذا أكثر قصة ملاتيهأ أبداعا !
أبتدعتي كل شيء من الشخصيات الرائعة ! بل الخرافية جميعها كانت كذالك !!

إلى الرومانسية الذهبية التي صنعتها !

بماذا أبداء ؟ بما أعلق ؟

تفوقتي على نفسك بأضعاف !
الخيال !
مناسب لك جدآ ! رغم مشاهدتنا أحتواءك الرائع للروايات العصرية ' إلى أن الخيال الخرافي معك له طعم أخر !


الشوكلأته البيضاء *

هذه الفتاة أسطورة مثلك هع
المهم
أعجبتني كثيرا من تسريحتها الرائعة هذه !
لضحكاته الغريبة ' بجدية أستطعت سماع صوت ضحكاتها من وصفك لها ، كالاجراس التي تدق معها ! أهنئيك ! مؤاثرات صوتية رائعة !!
شخصيتها نقية جدا !
ليست حتى كالملائكة ! ، أتعجب بل وأريد أن أعرف بأصرار كيف جات ؟ ولما لا يحق له لمس إيان ؟ وكيف وكيف تعرف أنه لن يستطيع نطق أسمها ؟!

يجب أن تنتخب كأروع شخصية روائية لهذا العام !


إيان *

يجلب بمنظهره القشرعرية ، طبعا منظره الحالي ، بعد رحيل ملاكه !
يجب أن يتحمل ذنبه ! ذنب قتل شخص ! حتى ولو يضل القتل قتل . والان هو وضع نفسه بمكان هذا المجرم تركته لنه صار حقيرا مثله هع .
أحب هذا !
رغم أني حزنت كثيرا لأجله إلا أنه يستحق هع .




وفقط طبعا هذه هي الشخصيات بالرواية ،عفوا الاينمي ، عفوا خخ الاينمي القصير هذإ!

أبدعتي بشكل لا يوصف !
تمنيت بالنهاية لو كانت رواية أقصد اينمي مستمرا !
لكن أنتي وقساوتك على القرأء @/@!

تسلمي بنتي ، وأنا أول رد !!
وتسلمي على الدعوة رغم أني رأيته قبلا !هع .


* عذرا على الرد المختصر !
:glb:
__________________
مبآدئي وقناعاتي ثلاث لا تتغير

الحب ، العلم ، الأكون الآمتناهية


التعديل الأخير تم بواسطة Mѕ. TєMαЯi ; 05-22-2013 الساعة 12:14 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-22-2013, 11:36 AM
 
حجز 3 ..ربما سيطول ^^"
__________________
/
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
** دمـوع لونتها الحياة !!!!!** عاشقة فلسطين قصائد منقوله من هنا وهناك 3 01-24-2007 02:43 PM


الساعة الآن 07:33 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011