عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree1117Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #386  
قديم 12-20-2013, 12:39 AM
 
الباااااااااااااارت كتيييييييييييييييير رااااااااااااائع ومدهههههههش

1- ما رأيكم بعلاقة ميدوري و يوغامي, هل إكتشفتم أي رابط يمكن أن يتجسد بحكايتهما...؟
اممممم اظن ان الرابط سيكون والدههاا >> برااا
2- تامينا أظن أنها...بالنسبة لكم شخصيتها و لما رفضت كل من قام بخطبتها ؟
أممممممممممم لا ادرى لما ترفض ربما سبب ذلك شخص احبته وخذلها او انها احبت شخص ومات او انها تحب شخص ولا يحبها >> بدأ التخريف -.-
3- هايتو و مينابو...كيف ستكون حياتهما في المدينة ؟
لا اعلم ..... لكن انتظر معرفة ذلك بشووق ..
4- كيوجا...أي خيار سيختار هل سيرضى بالواقع أم سينتقم بجريمة ؟
أظن انه سيرضى بالواقع ....
5- ما سر كيران و الجد راي...و هل سينكشف ذاك الوعد المدفون أم سيموت مع...؟
اظن ... أممممممممممممممممممم لا اعلم ما هو السر واظن ان السر سيموت مع كيران
6- إنتقداتكم...و ملاحظاتكم...مقطع شد إنتباهكم..
لا يووووجد ... لا يوووجد .... كلـــه رائع ثم رائع ثم رائع ثثم مـــــــــــــذهـــــــــل

أسفة على الرد المتأخر
__________________



رد مع اقتباس
  #387  
قديم 12-21-2013, 10:02 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمــآد العنـقــاء
الباااااااااااااارت كتيييييييييييييييير رااااااااااااائع ومدهههههههش

1- ما رأيكم بعلاقة ميدوري و يوغامي, هل إكتشفتم أي رابط يمكن أن يتجسد بحكايتهما...؟
اممممم اظن ان الرابط سيكون والدههاا >> برااا
2- تامينا أظن أنها...بالنسبة لكم شخصيتها و لما رفضت كل من قام بخطبتها ؟
أممممممممممم لا ادرى لما ترفض ربما سبب ذلك شخص احبته وخذلها او انها احبت شخص ومات او انها تحب شخص ولا يحبها >> بدأ التخريف -.-
3- هايتو و مينابو...كيف ستكون حياتهما في المدينة ؟
لا اعلم ..... لكن انتظر معرفة ذلك بشووق ..
4- كيوجا...أي خيار سيختار هل سيرضى بالواقع أم سينتقم بجريمة ؟
أظن انه سيرضى بالواقع ....
5- ما سر كيران و الجد راي...و هل سينكشف ذاك الوعد المدفون أم سيموت مع...؟
اظن ... أممممممممممممممممممم لا اعلم ما هو السر واظن ان السر سيموت مع كيران
6- إنتقداتكم...و ملاحظاتكم...مقطع شد إنتباهكم..
لا يووووجد ... لا يوووجد .... كلـــه رائع ثم رائع ثم رائع ثثم مـــــــــــــذهـــــــــل

أسفة على الرد المتأخر



أهلااا بكِ عزيزتي كيف حالكِ...
أنرتي الرواية...
أتفهم سبب تأخر الجميع و خصوصا في هذا الوقت...
ردكِ مشع كما كل مرة...
و يسعدني دوماً ببريقه...
أرجو أن تنوريني هكذا كل مرة...

TэmαŖi and Happy Virus like this.
__________________
ليسَ وهماً ، لكنهُ حقيقةٌ جميلة تَمَنيْت أن تدومَ
أكْثر~





رد مع اقتباس
  #388  
قديم 12-21-2013, 10:42 PM
 




السلام عليكم...
أيها المتابعين...
ها هو ذا البارت العاشر من الرواية...
أرجو أن تسعدوا بقرائته فقد أخذ مني الكثير من الوقت و الجهد أيضاً...
"و فيه"
سنعود للماضي البعيد...
بحثاً عن حل بعض الغموض...
و نحوها سنرى كيف و لما...
هل لأنها (( مجرد خادمة ))...
تابعوا معي...
أرجو لكم قراءة ممتعة...




البــــــــــــــارت الـــعاشر


((الحفـــــــــــلة ))




الجزء الأول...


"خبايا متناثرة على صفحات الماضي...جذور الغموض"







تسللت بخطى بطيئة فشعورها بالإرتياب مع إختلاطه بذاك الجو لم يتركا لها المجال لتهنئ بالنوم ...
سمعت الصوت أشبه بإنتحاب منكوس...
رقت قدمها من وقعها على الأرض لتتسلل بنعومة...
توقفت مستوعبةً بعد سماعها لما قاله...
- لما أنتِ...لما أشعر بشيء يحترق داخلي,فقط لأنني عدت قبل عدة أسابيع...
و بحرقة أكمل:
- طوال خمس سنوات لم أشعر بمثل ما أنا به و لكن الآن يقتلني هذا التعب...لم تتركي لي ما أحس به ذهبت و أخذتي كل شيء جميل مني...لما
و بحزن أكبر:
- لما دخلتي حياتي غيرتني...,لما كان عليكِ المجيء إلى هنا و تبديل عالمي...
لم ترقبه بأشد من كآبته اليوم ، إختفت رغم تقدمها و رؤيتها لحاله لتسند جسدها المتعب على الجدار و هي تتأوه بنفس هامس ، تحت تلك الظلمة المضاءة بخفق البرق...
- ما أقبحه من شعور...!
أغمضت عينيها المرهقتين من الحنين لأيام الذكرى ، تنهدت بهدؤ شديد مع أنفاسها المترددة...
لتضيف:
- لقد كنت مستعدة لأرافقك للنهاية...
شدت على يديها بحنق لتعاود نظرات الثقة و الجدية الظهور على معظم تقاسيم وجهها...أما هو فبدا صوته مثقلا بحمل أكبر مما كلف به،قلبه لم يتحمل الواقع أراد الظهور أمامها و قول المدفون...لكن الآوان فات ، شهقاته كانت أشبه بأم فقدت وليدها اللحظة...
و هو يتألم:
- لما غادرتي...لمـ...
- توقف عن الصراخ أيها الضعيف...؟!
نبرة صوتها الحاد ذاك زادت من إتساع عينيه المصوبة نحوها كما أن ضوء الرعد جعله يشهد وقفتها العظيمة الهيئة...فعينيها الحادتين لم تغفرا لمنظره البائس ، مبتل بالمطر الذي لازال ينهمر و شعره الأسود ينسدل على هامته مخفياً لعيونه التي بدت كعيون شبح هائم...
شرد بنظره صوبها دون كلمة...حتى عقله غير موجود
رددت قولها لتوقظه بعناد...
- توقف عن هذا أيها الضعيف...
تحرك الهواء العاصف مع إتضاح صورتها أمام بصره شعرها الأشقر الباهت ممتزج بظلمة الليل ظَهر متراوحا بين البينينْ و خصلات شعره الداكن تبعثرت لتحيل الرؤية أمامه ، زادت نظراتها خنقا لحاله...
ليصرخ بها:
- كفي عن التشمت بي...تامينا
كفكف دموعه التي لم تكف عن الهطول بسرعة ليعاود شروده بالباب
باب غرفة عشيقته و صديقته الصغيرة التي رحلت دون وداعه بما يليق...
لم تتحرك عن وقفتها تلك رافعة لرأسها نحو السماء ، صوتها كشخص سبق و مر عليه الأمر...
- بهذا النحو لن تستمر طويلا عليك أن تكون قويا...كيوجا .
أنزلت رأسها لترمقه بنظراتها الباهتة و التي بدت لبعض الوقت حنونة ومع كلماتها ذات المغزى جمع ما وجده من بقايا في قوته ليضم قبضة يده و يضربها بالأرض بكل ما إمتلك من جهد بكامل وعيه فلا سبيل للتخلص من الألم إلا بمثيله ، تعابير وجهها لم تتغير عدا أنها إبتسمت فقد فهمت أنه يحاول إخراج نفسه من الظلام...الذي غشا على حاله...
لم يقف كيوجا بقي ينظر للأرض و قطرات المطر تصدر صوتا يتغلغل بالآذان عميقا و هي تعبر سالكةً طريقا على وجهه الغامض ، أراد التفكير بهدؤ لوقت قصير...
أراد محو ذاكرته الخروج من شباكها التحرر منها و الإستعداد للقادم...فما قالته تامينا صحيح...
حدث نفسه ليحثها...
- على هذا النحو لن أستمر طويلا...مازلت إدارة الشركة بإنتظاري...
إبتسامة عريضة من مصدر مجهول و هو يقف بعيون أشبه بأن الحياة صارت أجمل في نفسه ، بين دقيقة و أخرى أشع النور بصيصا في نفسه لكنه ليس كأي نور...
قوته كذاك البرق الذي يتوهج تارة و يرسل صوت نظيره لتارة أخرى...
مضى أمام تامينا دون النظر بعينيها الواثقتين به...
لتلتفت له من مكانها
و بمرح:
- سيد كوجي الصغير هل ترغب بأن أعد لك شيئا لتأكله...؟!
سار ببطء ثم توقف ليرفع رأسه للسماء
و كذا كفة يده التي تتحسس قطرات المطر...المتجهة للأرض
و بود:
- لن أمانع إذا كان حساء ساخنا...
و كأنها قائد لفرقة عسكرية حيته بمرح لتقف أمامه...
و تردد:
- علم سيد كوجي...علم
ضمت يديها بنشاط و حيوية فالنوم قد طار مع تلك اللحظة...
مضت تمط بمشيتها فجأة توقفت لوهلة و نظرات الحيرة تكتسيها لتعاود الإلتفات إليه بنصف زاوية...
و تتكلم:
- سيد كوجي هل رأيت لوحتي الجديدة...؟
أخفض حاجبيه بعدم فهم لتكرر تامينا...
بخيبة أمل إتضحت مع تقوس ظهرها...
- لا يبدو ذلك...!!
ثم ما لبث أن إستجمعت مرحها لتعتدل بحماس...
و تكمل:
- لقد رسمت لوحة كبيرة للسيدة كيران و أظن أننا سنقوم بوضعها في الصالة لأجل حفل خطوبتك...
إستفهم الأمر
و ردد بدون إكتراث:
- أرجو أنكِ لم تقومي بجعل أمي تبدو قبيحة...عندها لن أتردد في تمزيقها
رفعت عينيها المرعبتين بنوع من الإستفزاز...
- هل تمزح....؟ أم أنك تهزأ بي يالك من سخيف سيد كوجي...
رفع رأسه برهبة من نظرتها و إستنكارا لإهانة سمعها منها...
- سخيف كيف تجرئين أيتها الروسية...؟!!!!
صفرت بهمس لتحاول تغيير مسرى الموضوع الذي إن أطالا فيه فسيبيتان خارجا...
و تحوم أمامه بغباء غير مكترثة ثم تسحبه معها للداخل...
و هي تقول:
- أنت مبتل تماما لن تسعد ريناتشي برؤيتك هكذا و ستلوم الجميع...
و ها هي تقلدها بتمثيل دورها و بغنج...
- لقد مرض حبيبي كيوجا...أيها الأغبياء كان عليكم الإعتناء أكثر به...
ثم أطلقت ضحكة غبية...
نظر إليها بينما قد أسند جسده على المقعد ليعاود التكلم بهدؤ...
- هلا أسرعتي...أرغب بتغيير ثيابي
رفعت رأسها للأعلى و هي تحمل بعض الأغراض...
- إذهب و غير ملابسك... و عندما تعود ستجد الطعام قد أعد...
نظر إليها فهي لم تكن بأحسن حالا منه...
ليقول:
- ماذا عنكِ...! أنتِ أيضا
بمرح أجابته تامينا:
- لا تقلق بشأني...فقط إذهب و لا تناقش...
إبتسم ببرود ليردف:
- حسنا كما تشائين أنتِ من سيمرض...
ثم نهض و إتجه لغرفته ليغير ثيابه...
أما عنها...
فقد إستولى الحزن على قلبها و هي تحاول التناسي...و ها هي تتذكر...
- لقد وعدني بأنه لن يتأخر...لو علمت بأن تأخره كان بمعنى موته،لم أكن لأتركه يرحل كما فعل...
إبتسمت بصعوبة لتسرع و هي تحضر الحساء...
- لقد مضى على الأمر أكثر من 17 سنة فلما أفكر...!!
تنفست بعمق و بدأت عملها بسرعة و مهارة...
عاد بعد بضع دقائق ليلاحظ أنها ليست هناك,همس بإسمها...
و بغرابة قال:
- أين عساها أن تذهب...
ليسمع صوتا من الحديقة...أشبه بأنها كانت تنادي على...
كيوجا: القطط...؟؟
أطل برأسه خارجا بينما جسده في داخل المطبخ...
ليصرخ بها....
- تامينا هل وجدتهم...؟
بدت خائفة من موتهم و هي تقفز باحثة هنا و هناك و عندما سمعته صاحت هي الأخرى...
- تعال و كن ذا نفع و أعني في البحث عنهم...
زفر بملل و تهكم منها ليوافيها لكنها كانت قد تذكرت لتعود إليه و تمسك بساعده ساحبةً له...
- تذكرت لقد أدخلهم يوغامي لغرفته...
جابهها بقلق
- هل أنتِ واثقة...!
- نعم...
ثم بعد وقت من التفكير
- سأتأكد...
لم يفهم كيوجا أي شيء فقد بدا الأمر بالإختلاط عليه...
- من ماذا...؟
بغباء و هي تضيق عينيها...
ردت:
- من وجود القطط مع يوغامي...
- أين هو يوغامي الآن...!
بدت الحيرة متعلقة بوجه كليهما...باحثين بعقليهما عن تلك القطط الصغيرة...توقف ليقف مثلها حيث وضع كليهما يديه تحت ذقنه و بتفكير بنفس الوقت تكلما...
- غرفته...
توجها سريعا لمكان تواجد غرف الخدم ، ستائر طويلة بنمط أنيق عليها نقوش حريرية تكسو تلك النوافذ الكبيرة و التي تتخلل بينها أنوار السماء الهائجة ، رواق طويل و أرضية باردة بلون خشبي...
يسيران بينما أقدامهما المجردة من أي حماية تحاول منع أبسط صوت قد يصدر منها...
شغل بال تامينا أمر إهتمام كيوجا المفاجئ بالقطط لتسأله بينما تمشي بخفة
- لما تحاول أن تبدو مهتماً بهم...؟
لم يلتفت إليها فقد بدا شاردا بنصف فكره...بمستقبله الغامض
ليقول:
- من...؟
وبعد أن فهم...
- القطط...لا لشيء فقط أحسست بهم
زفرت بحنق لتغير من لهجتها و تجعلها باردة مثلما يفعل هو دائما...
- توقعت إجابة مغايرة !
و في نفسها أكملت:
- لربما قد نسيها،هذا أفضل الآن...



كان نائما في غرفته لا شيء يزعجه...نائما بهناء و إبتسامة طفيفة مرسومة على ثغره ، فجأة فتح عينيه بسرعة كأنما أحس بقدوم شخصين...
ليهمس بجد كما عهد منه
- لصين و في هذا الجو...!
سحب جسده من فراشه و أبعد تلك القطط الصغيرة النائمة عنه لكي لا تصدر أي صوت...مشى بخطوات خفيفه ليفتح الباب و يخرج مختبئاً...
منتظرا لهما...



ظل يظهر و يختفي مع البريق و صوت العاصفة...
كانا يمشيان معا تحت ذاك الجو و هما يتهامسان و يتناوشان بغرابة و غباء...لم يطقها هو و هي لم تنفك عن متابعة لومه و جعله صغيرا مقللة من شأنه...
لتعقد حاجبيها بحدة و تعصب نافية...
- لا نفع منك...أبداً
لم تتغير ملامح وجهه فعينيه نصف مفتوحتين كما العادة ما عدا إنعقاف بسيط في حاجبه الأيمن...
ليتكلم بغرور و تعالٍ:
- و هل بكِ أنتِ نفع...!
بنفس لهجته أجابته:
- أنظروا لمن يتكلم ؟!...تباً لك...
و بجدية ساخرة من هيئته:
- أكمل البحث لا أرغب بأن توجع رأسي ببرودك أتساءل عن مصير إبنة عمك المتيمة بحبك...
بينما في نفسها أسقطت وابلاً من الشتائم عليهما
- سحقا لكما...لستما لائقين ببعضكما...كم أرغب بفصل عنقها عن جسدها و تمزيقها إرباً و أشلاءً
نظر إليها بإشمئزاز و غرابة من تصرفها و عدم إحترامها الدائم له...
بينما في نفسه...بسخرية كذلك:
- عجوز سليطة لسان...تختبئ برداء ملاك برئ
مضى عليهما مدة و هما يسيران ببطء حتى بلغا غرفة يوغامي...أمسكت بمقبض الباب قبل فتحه لتلمح خيال شبح مر من أمام النافذة...
و التي فتحت على مصرعيها...و تتسع عينيها بفزغ
صارخةً:
- جدتي...
شعر كيوجا بفزعها و من تعلقها به ليتراجع معها للخلف بينما عينيه متسمرتان بنفس النافذة...و التي تطايرت شرائط القماش مع نسمات الهواء اللافح منها لتضيف مشهدا مريبا أشبه بأفلام الرعب,هواء,...
ثم قتل و دماء بعدها جثث...هذا ما رسم بمخيلة تامينا وهي تشد إمساكه من عضده...
تراجع خلفاً ليلتصق جسده بالجدار في تلك اللحظة لاح نظره لشخص آتٍ من آخر الرواق مسرعا بمشيته و هو يتكلم بلهجة مطمئنة...
- ألم تناما لحد الآن...لقد تأخر الوقت؟
ظهرت على ثغر كيوجا نصف إبتسامة غريبة ليرفع رأس تامينا من عليه...
- يوسان...هل لكِ أن تأخذي هذه الطفلة معكِ...
ترددت برفع عينيها المتسعتين فزعا لترتمي بعد أن تحققت منها بحضن يوسان...
- أصمت أيها الركيك...البليد لقد خفت
لترد عليها بحنان
- هدئي من روعك...لا تفزعي !
فتحت الأنوار عليهم و هم يتحدثون ليظهر يوغامي حاملاً لعصا و قد دقق النظر بملامح جميعهم...ليتردد بذهول
- ما الأمر...خيرا؟
رمقه كيوجا بنظرات إستفسارية محاولا التجميع بين كل ما جرى...
- لا شيء...
في حين قالت تامينا
- و أي خير لقد كدت أموت...فزعا رأيت شبحا يوغامي
و بمرح غير من شكلها...
- هل القطط معك...؟
رد بعفوية:
- أجل...نائمون
بدت يوسان كالأصم بينهم لتعاود النظر ليوغامي بإستفسار...
- لما تحمل العصا بني...!
رفعها ليشير للطريق الطويل الذي أتى منه...
- هناك لصان يتسللان هنا...
الجميع بفزع...
- ماذا !!!!
لم يتركوا له المجال للحديث حتى انطلقوا للبحث بطرق مغايرة ، و بالطبع تامينا مع كيوجا
إتجهت يوسان لإغلاق تلك النافذة بينما مر وقت و هم يحومون بالمكان دون دليل أو حتى شيء يعتمدون عليه ففي النهاية بدا الأمر غريبا و غير قابل للتصديق...نعاس و تعب غشا على وجوههم...
سقطت تامينا من كثرة إرهاقها في حين أن يوغامي جلس متكئا على الجدار و نام كيوجا على الأرض بغرابة فهذه عادته عند شعوره بالإرهاق النوم بأي مكان...
أغمض عينيه بهدؤ فقد أراد النوم هناك تذكر صوت أقدامها تتقدم منه...لعلها تدركه ، إتسعت عينيه على تلك الذكرى ليفتحهما بقوة و حزم متناسيا لكل شيء يربطه بها ، وما إن لاحظاه كذلك حتى إبتعدا عنه فقد كانا يحدقان بمنظره الغير لائق بتاتا...نائم مفترش للأرض
صاحت تامينا بود لتجنب نظراته و سؤاله...
- ما رأيكما أن نذهب لشرب الحساء...قبل أن ننام ؟
ثم تثائبت بتعب لتمسك كليهما من يديه و تجره معها بقوة و صعوبة أن يهربا منها مجبرين على ذلك ، راقبت يوسان كل ما جرى بإبتسامة ودودة لتمضي بعدها لغرفتها و تعود لمكانها متمنية لثلاثتهم دوام السعادة لكن المستقبل مغاير لكل الرياح الآتية...



مضت تلك الليلة الغريبة و ها هو الصباح أنار المكان بشعاعه على تلك المدينة...
إنقشع السحاب و بقي بعضه يتلاحم مع لمعان الشمس الذي بات يقلقها ، فتحت عينيها ببطء كأنها تمنع النور عن ملاحقتها ، شعرت بخمول غريب كسا جسدها لترفعه بسرعة و تقفز ثم تفتح تلك النافذة...
- ما هذا ؟!
تقوست شفتيها مستغربة للمنظر الجديد الذي تراه ،....
- عادة لا تظهر المباني الشاهقة لتمنع أول ظهور للشمس...و لا أرى تلك الحديقة ؟
ضحكت بفرح غامر و بهجة...لتصيح...
- صباح الخير أيها العالم...
أنزلت بصرها أسفلا ناظرة لحشود من البشر يسيرون بشموخ لأعمالهم في ذاك الآن علمت بأنها متأخرة في إستيقاظها...
- من النادر أن أنهض متأخرة !!! ، هه حياة جديدة...
أخذت تمدد يديها و جسدها بتكاسل متثائبة بخمول نحو الحمام ، بعدها بمدة عادت نحو دولابها لتنتقي "زيي الخادمة"...محال فلا وجود له
فتحته على دفتيه لتقوم بفرش ملابسها قطعة تلوى الأخرى بسعادة تحاول تنسيقها و ترتيبها فكما وعدها اليوم ستتنزه مع خاطبها في حديقة المدينة...بعد مدة من وقوفها حائرة بما ستفعل أفكار متداخلة تجول بخاطرها تأففت بضيق لتعيد كل تلك الملابس المتواضعة لمكانها...
إنتبهت مينابو لشعرها الذي لم تعدله بعد خروجها من الحمام رفعت المشط و سرحته بهدؤ بينما تنظر لنفسها بالمرآة...
ها هي تحس بأنها فتاة تسري بها الأنوثة...
شعر طويل و جميل بلمعان و غير ما عهدته و ثياب عادية لا رسمية بها، رمت المشط بعيداً لتنهض بنشاط ذاهبة نحو المطبخ...
فتحت الثلاجة متسائلة عن الطعام الذي ستأكله...



سكان القصر ، ذاك المكان ككل يوم...لكن ليس اليوم فقد بدا التعب بملامح متهكمة عليهما ، كان يوغامي يتثاءب بإرهاق و تامينا واضعة لرأسها على الطاولة و هي تسعل ببعض من الإضطراب...
مرت ميدوري و هي تحمل بعض الأغطية لغسيلها نظرت بغرابة لصديقتها الشبه مريضة متجاهلة لوجود يوغامي هناك...و بغرابة
- تامينا هل من خطب بكِ...ثم لما يبدو الجميع غائبا عن العالم ؟
زفر بإمتعاض و إعتراض بينما شبك كلتا يديه بغضب...متحاشيا الكلام معهما ، فهمت تامينا ما رأته لتضربه بغباء و هي تسعل...
- يوغامي السبب فالبارحة بدا خائفا من العاصفة...لم يتركنا لننام بهدؤ لذا فقد مرضت...
إتسعت عينيه ذهولا من إفترائها ليقف متجها لمكان مغاير لكنه توقف عندما سمع ميدوري و هي تقول بثقة
- ليس الرئيس من يفعل هذا تامينا...
بدت تامينا كالبلهاء لتعارض نافية لما يحصل بينهما فميدوري تدافع عنه بدل أن تقف بصفها و قد كسرت كل توقعاتها...
- محال ، هذا محال !!!!
إلتفت يوغامي و رفع يده ليضرب الطاولة التي كانت تنام عليها و بتعصب :
- لا وقت لنومكِ
ثم ببرود متجاهلا لنظراتها الغبية
- و كفي عن قول هذا...لا رغبة لي بذكر أنكِ
لم يكمل لأن نظراتها الصامتة باتت تبعث الرعب في نفسه،غادر بعدها بهدؤ في حين أن ميدوري لم تفهم كلياً ما حصل لتتحدث بفضول
- ما الذي جرى البارحة...؟
رمقتها تامينا بعيون ناعسة و هي تعطس و تسعل بحال مرثي له ثم
بدأت تروي ما حصل بدرامية و كل حركة تقوم بها مع تعبير بما جرى...بعد مدة تذكرت شخصا منسياً لم تزعجه كما إعتادت ركضت صاعدة للأعلى...
نهضت ميدوري بعد أن فهمت القصة لتذهب و تقوم بإتمام عملها على أكمل وجه...



كان نائما على الأرض لم تفهم ما جرى له فهل سقط من سريره و هو نائم !!!!!
غطائه مرمي بعشوائية على جسده و هو يحتضن وسادته ، تقدمت لترفع ذاك الغطاء بينما كان ممسكا به بكل ما إستطاع و كأنه يعلم أنها تحاول أخذه سحبته بكل قوتها منه لكنها لم تستطع صاحت بغضب...
- يالك من كسول...إنهض كيف سترأس الشركة بهذا الخمول !
تذكرت أمر تعب يوسان في إيقاظها لتزم شفتيها بتعصب ثم ترمي ما أمسكت من غطائه بحنق ، سارت نحو الباب و فتحته بغضب لتصفقه بقوة زلزلت المكان لكن كيوجا لم يتحرك من مكانه بل زاد إنكماشه و تمسكه بما عنده...



عند الحديقة ، حيث بدا البياض مبتهجا مع تلك الشراشف المنتشرة على حبل الغسيل ممتزجا بالألوان الخريفية التي أعطت المكان شيئا من التميز و طعما من الجمال الآخذ
كانت هناك تتمتم بلحن أغنية ما صوتها لم يكن واضحا كثيرا فقط موسيقى خرجت أنغاما...
تترنم بها عصافير الصباح رفعت أحد الأغطية و ما إن هب النسيم ليرفعها و يرفع عينيها الذهبيتين معه حتى رأته يقف جانبا يتابع تحركاتها بكل إمعان و حدة من نظراته ،إزدرت ريقها و هي تسرع كادت أن توقع باقي ما بيدها أرضاً... بات قلبها يخفق بشدة فلِما يدقق رؤية ما تفعله هكذا ؟
دارت العديد من الأسئلة في خاطرها و أهمها...
- ما الذي يتعمده يوغامي من وقوفه هناك...هل فعلت شيئا خاطئا مرة أخرى ؟؟؟
أعادت نفسها للعالم و أخفت توترها الذي زاد بإقترابه منها و بجمود
- تبلين حسنا
أجابت متحاشية الإلتفات له بغرور و تباهٍ فقد ظهر و كأنه تأخر بملحوظته و مع هذا شعرت بالسؤ من نبرة صوته المتجمد
- أعلم أنني كذلك حضرة الرئيس...
- حسنا لكن ليس بمثل ما...؟؟؟
لم يصل لنهاية حواره معها حتى أسرعت بأخذ السلة و المغادرة لتخبره بما أعجزه
- عن إذنك أيها الرئيس لدي التزاماتي...
لكن ميدوري لم تهنأ بتصرفها و إدعائها للبرود ففي ذاك الوقت رفع الهواء البارد أحد الأغطية التي غسلتها ليلتف بها و يمنع عنها الرؤية تراجعت لتنزعه لكنه بهذا أسقط الحبل بأكمله و سقطت أرضا معه...
و لم يسلم يوغامي الواقف هناك من انهياره أيضا...ليزفر الأخير بهمس هادئ و استهزاء على كلامها الذي قالته قبل بضع ثوان
- تبلين حسنا إذا...!!
نهضت بسرعة تلملم الشراشف من الأرض و عندما بلغته رفعت الرداء لتلحظ أنه غاضب و يشبك يديه تحت غموضه و قد زم شفتيه بأمر
- أعيدي غسيلها...و سأحرص على مراقبتك
إبتسمت ببلادة و هي تهون من الأمر الجالب للحر في نفسها...
- أجل أجل سأفعل هه...
إعتدل يوغامي بخفة ينفض ثيابه و لازالت ملامح التعصب تسكنه ثم غادر يمشي بثقة و حزم...أخرجت لسانها بسخرية
- كنت سأفعل ذلك أيها المتحجر...دون أمرك المتغطرس
و رفعت السلة بتذمر فهاهي ستعيد بدء مهمتها من جديد و عليها أن تكون تحت حسن الظن بها هذه المرة...



كيران و التي لم تشعر بالراحة على حال ولدها أحست و كأنه يخفي الكثير وراء صموده...و كأم حاولت أن تُظهر هذا له ، إبتسمت بحرقة بينما مررت أصابعها على حافة إيطار لصورة...
رجل ذا شعر أسود و عيون رصاصية واثقة يحمل طفلا كأنه نسخة مصغرة عنه متشابهين لدرجة الخلط بينهما...
تنفست بهدؤ و هي تتكلم بتعب
- ستظهر الحقيقة يوما ما كما قلت يا عزيزي...حتى في التفكير متشابهان إبتسمت بود و وضعت الصورة جانبا لتهرب ببحر ذكرياتها إلى الخلف قرابة ثمانية عشر سنة...
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
تلك الأم صاحبة الملامح الغير راضية دوماً تجلس بتكبر و غرور تتكلم مع إبنها ذا الثامنة و العشرين عاما حديثهم بدا ممتلئا بالبراهين و الدلائل...بعد أن أحست بإخفاقها صرخت بوجهه
- هل تعتبر نفسك إبنها أولست أمك آكي...أجبني ؟
و بعتاب زادت من حدة صوتها:
- أنا من حرص على سلامتك دائما أنا من أنجبتك من بطني...من هي لتدخل نفسها في عائلتنا ؟
كانت تشير لنفسها و ترمقه بنظرات مندهشة مفزوعة ، رفع عينيه الحازمتين ليجيب بما لم يرد فقد أرغمته على ذلك...
- أجل أنتِ أمي و لأنكِ أنجبتني
ثم أكمل بحدة لم تعهد منه
- هل تعلمين ما فعلته تلك المرأة لي...تجهلين ما أنتِ به لولاها
شبكت يديها متمنية إنتهائه من الخوض معها في هذا لتقاطعه بقلة إهتمام
- لم تكن سوى سافلة حقيرة و حشرية سرقت أباك الذي تركتني مع شقيقك لوحدنا...
زم شفتيه على وقع بذاءة ألفاظها ليضرب تلك الطاولة بتعصب و غضب كان قد إستمسكه ، متذكرا السر المرهون بعهده...
قائلاً:
- لتلك المرأة الفضل في بقاء أبي على قيد الحياة و عودته...
- أصمت آكي في النهاية عاد أباك بسبب توفر المال فكما ترى في سنتين أصبحت عائلتنا مهابة في السوق...
كانت تتحدث بغرور ناظرة لإبنها الذي وقف و طلب من زوجته اللحاق به مرت أمامها و هي تحاول الإبتسامة لتسمعها تهمس
- تلك السافلة مسحت عقل إبني
مشت كيران ورائه بهدؤ في حين أن خطواته بدت مضطربة دخلت خلفه لتلك الغرفة و أغلقتها بهدؤ خوفا من تعصبه الذي شد فيه حتى جلس على حافة السرير واضعا ليديه على هامته مخفيا بذلك عينيه زفر بحنق و قبل أن يشرع بالحديث قالت:
- لن أسئلك عن سبب كلامك مع والدتك آكي ، لكن من الأفضل لك و لنا أن نصارحها فهذا المال ليس من حقنا تلك السيدة لم يكن لها ورثاء لحفظ مالها و هذه الثروة في الأصل ليست لنا...و قـ...
- إياكِ...
قالها بعد أن رفع يده عن وجهه و قد شدها بغضب جعل كيران تهاب عينيه الناظرتين لها أعاد قوله:
- إياكِ كيران...أن تقولي أي كلمة سبق و وعدت زوجة أبي و أبي بحد ذاته...، تعرفين أن والدتي لا تطيقني بسبب عيشي مع عدوتها و أنني فضلتها عنها
و بحزن أنهى:
- ليته كان هذا فحسب ، زيادة عنه الشركة و الوضع ليس جيدا بتاتاً...
و ما أنقص همه قليلا هو جلوسها بجانبه و هي تربت على كتفه بحنان
- و ما الذي أفعله هنا آكي...أنا هنا لأقف معك لن أدعك
إبتسم بود ليضع كفه على يدها و يقول
- لا أعلم ؟ شعرت بالإنزعاج من أمي...
- لا تأخذ كلامها على محمل الجد...أنا أعلم
تعجب من قول زوجته ليسألها ببرود...
- ما الذي تعلمينه كيران ؟؟؟؟
أجابت بضحكة مصحوبة بجدية
- هي مغتاظة من زوجة زوجها...
أخرج إبتسامة مثقلة من تحت غموضه على كلامها لينهض و يأخذ مذكرته السرية قائلا بسخرية مشفرة
- هذا ما تفكرن به زوجة زوجها...هه تفكيرك ضيق
زفرت بحنق لترد على حل الشفرة :
- لن أجادلك يا صاحب الفكر الواسع...
رفعت نظرها إليه و هو يطالع ملاحظاته السرية عن الجميع عداها مضت نحوه بخطى متباطئة نوعا ما لتوافيه بقيت تحدق به شاردا و هو يتمتم ببعض ما يقرأه لتقاطعه...
- ما الذي ستفعله بهذه المذكرة...ربما سيأخذها أحد ما ؟
رفع نظره لها ثم عاد به لتصفح الأوراق مجيباً بتفكير
- لن يأخذها أي أحد فما بها شيء خطر جدا و خصوصا لو إطلعت عليها أمي ستحدث مشاكل عدة فالأفضل لي أن تبقى بحوزتكِ حتى أعود...
ثم رفعها ليضعها بين يدي كيران التي لم تفهم أي شيء...
سألته راغبة بإجابة:
- أرجوك آكي لا تمزح معي ستتأخر بالعودة...
تنفس بحذر شديد و قد شبك يديه
- لن تكون هذه المذكرة شيئا ثقيلا عليكِ حمايته كيران و إن حصل و تأخرت فسلميها لكيوجا...
زادت من تعجبها و كأنها إستفهمت أمرا مستقبليا من كلامه،شيئا ما قد أربكها في عدم تركه يغادر و أن هذا السفر قد لا يعيده أحكمت شدها على تلك المذكرة لتقول:
- هل من الضروري أن تذهب...آكي لما ستغادر إبقى أرجوك
ضيق عينيه بملل ليسير نحوها و يرفع رأسها بإصبعيه أبعد شعرها القرمزي عن هامتها بود ، شردت بالنظر لعينيه الواثقتين الجادتين فلا مكان فيهما للتراجع ، شاهد بعضا من دموعها المحبوسة قابعة في معقلها همس بإبتسامة عنيدة
- لا تكوني ضعيفة في غيابي أحبك قوية كما كنتِ دوماً...أعلم لما قد تزوجتكِ لأنكِ الوحيدة القادرة على فهمي لكنكِ لا تفهمين نفسكِ سأثق بكِ على أنكِ كيران...القوية
إبتسمت بصعوبة لتضمه و هي تحاول عدم البكاء
- حسنا حتى ذاك الحين سأبقى على قدر ثقتك بي...آكي
ضمها ليربت على رأسها بود و هو يقول مداعبا
- هل تعلمين بأن لقائنا قبل عدة سنوات أذهلني...!
ضحكت لتجيب
- لا تخبرني بأنك نادم على دمك الذي تبرعت به لي
أرخى يديه ليعتدل و يجلس على مكتبه و بسخرية قال
- لو تطلب ذلك نفاذ دمي من كامل جسمي لتبرعت به لكِ هل تمزحين معي...
جلست مقابلة له
- بالحديث عن تذكر الأمر لقد إتصلت بأبي و أخبرني بأنه قادم لقد إشتاق لكيوجا...
قالت كلامها بضحكة ترتسم على ثغرها و هي تفكر بأبيها الشرطي المحنك صاحب النظرات الحازمة و التي لا مكان للمزاح بها...
أجاب زوجها و هو يرتدي نظاراته و يأخذ حزمة من أوراقه و دفاتره
- الجد كين...!هل تعلمين أفكر بأن أرسل كيوجا إليه يوما لكي يتعلم منه بعضا من أفكاره الغريبة و أساليب قتاله و لكي لا أتعب في وضع حراس و رجال أمن له عند كبره...
و هنا طرق الباب بتردد ، أسرعت كيران لفتحه و هي خائفة من أن ظنونها في محلها...
كانت يوسان واقفة و هي تحمل كيوجا ذا الحواجب المعقوفة و العيون الناعسة بدا شكله مريبا مع أنه يشبك يديه غير أن خصلات الشعر الأحمر إتضحت من بين أصابعه ، صوت صراخ مدوي لطفلة في آخر البيت فهمت كيران ما أقدم عليه إبنها لتوبخه دونما تعبير يبديه على وجهه
- هل ضربت إبنة عمك مرة أخرى...؟
رفع يده و بسطها لتتناثر تلكم الشعرات منها...و بتعب أضافت تلك الأم
- و قمت بنتف شعرها...أيضا
و بتعب متذمرة منه
- آكي إفعل شيئا عزيزي لم أعد أحتمل...
وقف آكي بحمله متجها ناحية إبنه الذي تركته يوسان بعد أن تنهدت بإرهاق و قد ذهبت لتواسي كيران الجالسة بتحسر على وضع إبنها المسبب للمشاكل
أخذ آكي يسير و إبنه يتبعه بفرح غامر...
- هذا هو إبني لا يسمح لأحد بأن يعكر مزاجه
إتسعت عيني كيران لتلحقهما و هي تعاتب
- كيف تربي إبنك هكذا و ليس هذا فحسب !! ماذا لو تركتك لترسله لأبي كين...
توقف و إستدار بمرح بينما ينظر لكيوجا...
- ولدي سيصبح رجلا يحافظ على ما يرغب به بنفسه محاربا شجاعا...
جثت كيران على ركبتيها فاقدة للأمل و هي تلاحظ تعلق كيوجا بوالده فهو يحاول السير مثله يتبعه حيثما ذهب بدت إبتسامة يوسان متسعة إلى حين أن عادت تلك الصرخة تدوي بالردهة السفلية أسرعت نحوها بدون وعي متتبعة للصوت لترى طفلة ذات الشعر أحمر متموج نصفه سليم و الآخر كأنما وحش قد إنقض عليه و بعض الخدوش الطفيفة على وجنتيها المحمرتين و دموع تجتاح براءة طفولتها أسرعت بحملها و إخفائها لأن جدتها حتما ستقيم الدنيا و لن تجعلها تقعد إلا بالثأر...
أخذتها لمطبخ الخدم ثم وضعتها على الطاولة هناك لتقوم بإعادة ترتيب شعرها و تعتني بتلك الكدمات الطفيفة و هي جالسة تتأوه بطفولية
- أنا أكره كيوجا...
تفاجئت يوسان لتجيب بينما تهذب هندامها
- و لما عزيزتي ريناتشي بالتأكيد أثرتي غضبه ليفعل هذا معكِ...
ضمت يدها على دميتها الأنيقة باهضة الثمن لتقول بغرور
- لم أفعل هذا...لأنني لم أرد اللعب معه فهو يحب تسلق الأشجار كالقردة و هو ممل و غبي دائما يأكل التفاح أيضا...!
ثم نفخت وجنتيها بتعالٍ
- سقطت أسنانه بسبب التفاح...لأنه غبي و وقح
تقدم صاحب العيون البنية المائلة للون التفاح و شعر بني شاحب بلمعان مبهر ناصع و إقترب منهما ليضع سلة التفاح أمامها و هو متفائل بسعادة...
- آنستي الصغيرة التفاح مفيد اسأليني...
ثم غمز يوسان بمرح ، شعرت في تلك اللحظة بغليان الدماء في عروقها لتحمر وجنتيها و تتلعثم بنظراتها التائهة إنتظر أن تتكلم أو تعلق على ما قاله ليعيد بهدؤ:
- أليس هذا صحيحا يوسان...؟!
إستفاقت من موجة إرتباكها لتحمل ريناتشي و تنزلها أرضا قائلة
- أجل مع الرئيس سيكاي حق...في ما قاله
إنطلقت ريناتشي لجدتها و هي تصرخ...
- لا أحب التفاح أكرهه...و أكره كيوجا شبيه القردة
وقفت يوسان و إعتدلت لتزفر بملل إتضح مع عينيها الأرجوانيتين
- لن أستطيع جعلها تحب كيوجا لديها كره غير مبرر له...في النهاية هو إبن عمها أجهل لما هذه العداوة
جلس على أحد المقاعد ينظر إليها مدققا التمعن بتقاسيم وجهها و قد بدت متضايقة و متململة و بمرح قال
- هوني عليكِ يوسان في النهاية هما طفلين لا أحد يعلم الآتي...؟
رفعت رأسها لتلتقي أعينهما بالصدفة كان يحدق بها بدون تفكير في حين أنها أصيبت بالإحراج و الإرتباك و قد زادت دقات قلبها تسارعا زاد إستغرابه بالمقابل عندما لاحظ تورد وجنتيها و إحمرارها ليسألها
- هل أصبتي بالحمى يوسان...؟
و بإبتسامة مرحة أكمل
-بإمكانكِ أخذ إستراحة حتى بعد العشاء تبدين متعبة و عليكِ الإهتمام بنفسكِ...سأنهي عملكِ فلا تقلقي
ثم وقف متوجها للخارج مر أمامها كنسمة دافئة
هي لم تنطق بشيء عدا أنها أومأت برأسها،تنفست بهدؤ واضعة ليدها على قلبها الذي بات مضطربا من تواجده معها أحست بالراحة و هي تزفر ببطء
- أشعر بالتردد عند وجود سيكاي،لقد أنقذني ذاك اليوم أرغب بشكره و إخباره عما بداخلي لكنني أنتظر اللحظة المناسبة ، مشاعري متوترة كلما نظر إلي لا أطيق عينيه الحنونتين...!
رفعت يدها لتضرب وجنتيها بسرعة و بحزن أردفت:
- لكنه سيرحل مع السيد آكي بعد مدة لأحد صفقاته...سأشتاق إليه أكثر
بحزم تعمدت قبض يديها بثقة :
- عند عودته سأخبره عما أكنه في قلبي له و مهما كانت إجابته فسأتقبلها
بعد عبارتها و التي أضافت أملا على هيئتها فلو كانت تعلم ما بعده لما ذكرت "كلمة يرحل"
عادت لنشاطها و قد غاب عن نظرها كيوجا الصغير تذكرت أنه مع والده لترتسم ضحكة على وجهها و هي تفكر بشجاره مع ريناتشي



في مكتبة بدت كبيرة نسبيا ذات رفوف عديدة مكتظة بشتى أنواع الكتب ذات الأحجام المتباينة
هناك في مساحة شاسعة يرتكز قابعا بزاويتها مكتب متوسط الحجم ذا لون سكري و أعلاها ثرية عملاقة بألوان و أضواء كرستالية هادئة...
كان جلسا مع والده بصمت حتى أن آكي ظن لوهلة بأنه وحده ، إستدار ليرى طفلا جالسا و هو ينظر إليه بعيون صامتة معظم الوقت لم يمل حتى التحديق بوالده كأنه يعلم ما ستئول إليه حاله بعد سفره...
أغلق ما بيده ليتابع النظر كذلك لإبنه بينما قال ببرود
- هل سأفخر بك بني...؟
لم يجبه بقي بنفس هيئته حتى أعاد والده سؤاله
- هل ستكون رئيس الشركة "قويا حازما،تفعل ما تراه صوابا"
لم يجبه ليبدأ الأب بفقدان أعصابه أمام صمت كيوجا
- ما الذي تنظر إليه أعلم بأننا متشابهين و الآن أجبني هل ستقوم بإختيار ما تراه جيدا...؟
أومئ برأسه مستفهما للأمر ثم رفع ناظريه ليبتسم بطفولية
- أجل سأكون رئيسا قويا...أبي
وضع آكي يده بسرعة على رأس كيوجا ليبعثر شعره بحنو الأب و دفئه مؤيدا لما قاله...
- أجل قويا و ستذهب عندما تصبح يافعا لجدك كين و هناك سيدربك على الكثير من الفنون...ستكون قويا
بطفولية جابهه:
- حقا...!! جدي كين قوي جدا حتى أنه هزمك أبي
نظر مطولا مستاء من آخر جمل صغيره الذي لم تتغير نظراته عن أبيه
في مدة وجيزة من وضعهما هما ضاحكين معا و كأي لحظة لهما معا تمنى كيوجا أن تبقى و إن كانت تفاهة فهي أوقات ثمينة...
بعد وقت من حديثهما فُتح الباب ليطل رجل ظهر على ملامحه أنه في بداية الخمسينيات من عمره حيث إمتزج لون شعره الفحمي بالشيب و إبتسامته ظهرت جلية على عينيه الخضراواتين ، أسرع كيوجا إليه بقوة و إندفاع و كأنه يرغب بقتاله ليقفز عليه
- جدي كين...لقد تأخرت كثيرا كنت أنتظرك
رفع حفيده بيد واحدة دون قوة تذكر ليهزه بمرح
- تعلم التأخر أحيانا يفيد بني...أحسن من ألا تأتي مطلقا كما يفعل والدك
قال كلاماته الأخيرة و هو يرمق آكي بنظرات ذات معنى هامسا بنفاذ صبر بينما قد أعاد بصره نحو معالم تلك المكتبة المترفة...
- و أيضا نمط عيشكم لا يتناسب مع ما ألفته في قريتي أتساءل هل والدتك راضية...؟
ليرد آكي بعدها متجنبا بعضا من كلام الجد
- أتقصد بهذا إبنتك لقد سبق و أخبرتك يا عمي بأنني مشغول و بإمكانك اصطحابها متى أردت ذلك ، و أيضا فهمت منذ مدة من ما قالته بأنها عازمة على البحث عن السيد راي...
وضع كين كيوجا ليأمره بإحضار كيران و العودة و بعدها تفرغ ليجلس مقابلا لآكي...وضع قدما على الأخرى بتسلط و هو يشبك يديه على صدره
- لا جديد فـ...راي قد توفيت إبنته قبل أربع سنوات بعد إنجابها لإبنتها و لا أعلم أي دليل يثبت ببقائه على قيد الحياة سبق و أن إنهارت بناية في تلك المنطقة ومنذ يومها لا أمل عندي بنجاته
نظر آكي لكين بهدؤ ليرد
- هل تقصد بهذا أن الشرطة لم تتوصل لأي معلومات عنهم !
أومئ برأسه مجيبا و مضيفا لكلامه
- سأتقاعد عن العمل بعد سنة من الآن و كل جهودي كانت منصبة حول البحث عنه...
طرق الباب لتدخل كيران منه و تغلقه طالبة من كيوجا البقاء خارجا
- مرحبا أبي كيف حالك...
- أنا بخير يا إبنتي هل صحتكِ بخير...
إبتسمت لتجيب
- أجل بعافية أبي...
جلست معهما لتكمل هذا النقاش المحتدم و بحزن إتسعت عينيها
- هل مات راي أبي راي هل مات...يا أبي ؟؟
هدئ كين من روعها ليقول متغاضيا النظر نحو عينيها المتسعتين ذهولا
- أعدكِ بأن أكمل التحقيق بقصته أمهليني بعضا من الوقت...كيران !
وضعت يديها على رأسها مخفضة له بحسرة و حزن...
- لقد ماتت هاكوران و الآن أبي راي ، أرجوك أبي إفعل شيئا...يا إلهي أشعر بالتقصير اتجاههم...
وضعت يدها على وجهها لتبدأ نوبة بكائها بصمت بينما شهقاتها لم تكن خافية على كليهما نهض على إثرها زوجها مهدئا من حالها الغريب و بلهجة ملئها الطمأنينة
- توقفي حبيبتي لقد سبق و وثقت بقوتكِ تستطعين التحمل
إبتسم كين بدوره لينظر لهما بحدة متذكرا لأمر
- حتى وقت عودتك من السفر هل ستبقى الشركة دون رقابة ، أو مسؤول
ربت على كتف زوجته و التي تحولت أفكارها لآلاف الإتجاهات مع معضلتها عندما ضحك زوجها...
- المسؤول القادم أمامك...كين
ثم أشار نحوها و هو يضمها إليه بحب و حنان بدا مبتسما إبتسامة أوحت بالاستهزاء لكنها أخفت عكس ذلك فكل ما قاله قد أيقن به في نفسه...
فهي من تساعده دائما و دوما و كزوجة كانت معتادة على السهر معه تحت مراجعة العقود و الصفقات و التحقق منها...
حرك رأسه محاولا تفهم ما تحدث به صهره بدا لوهلة كأنه غير مصدق رفع يده لرأسه و فرك شعره الممزوج بالشيب بخفة لتلمع عينيه و تتوجه نظراته صوب إبنته الصماء فجأة لم ترقه الفكرة أو حتى مغزاها تساءل من صمتها...رأيها حول الموضوع
- أجيبي كيران...!!!!
- هيا عزيزتي...
هز كتفيها بمرح بينما هي تفكر بما أقحمها آكي فيه...
لكنها إعتذرت...
- آسفة آكي لم...لم
- "لم" ماذا ما الذي سأشرحه لكي حبيبتي ، كل شيء مفهوم أنتِ رئيسة مجموعة غاكيجاوا...
قال هذا و قد رفع يديه ليضعها على كتف كين و هاهما يبتسمان منتظران جوابا...بدا كل منهما أكثر ثقة من الآخر في نفس تلك المرأة...
و كان ذلك صحيحاً لكنها لم تستوعب أيا مما قد أرادا إيصاله لها...
ترددت كلمة الرئيسة بعقلها...
رئيسة مجموعة غاكيجاوا
هل ستستطيع الحفاظ على الثروة
من ؟
كيران الرئيسة....نعم إنها كذلك
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
هربت من شباك الذكريات على صوت ولدها و هو يستأذن لتجيبه...
- تفضل كيوجا
أدار قفل الباب الذهبي ليدخل بطوله الفارع ناظرا لعيني أمه تخيلته حياً
"آكي"إبتسمت بود و هي تشير إليه أن يتقدم...
- صباح الخير أمي
جلس أمامها و قد إبتسم بسرور ظهر مشعا على تعاليم وجهه التي تغيرت عن غموض الأمس...
قليل من المرات ترى فيها ولدها مبتسما مرتاح الهيئة رغم كذبه على نفسه سمعت من نغمة صوته تفاءلا بعالمه القاسي إتسعت يديها الرقيقتين لتعليهما و تحتضنه بسرعة...
- صباح الأنوار حبيبي ، لقد تأخرت بإستيقاظك...؟
إحتضن والدته كذلك فقد إفتقد دفئها أكثر من أي وقت فرغم كبره هو بحاجة للرجوع و لو بعض لحظات لها...
شعر بسعادة إجتاحته عندما سألته ليجيب
- جو البارحة أتعبني...عاصفة كبيرة رحلت دون أضرار
كلامه مفخخ بالعديد من الأسرار عن الخائنة وحده من وجد حله
لكنه تناسى كل هذا منتظرا أن ترد أمه و التي تركته بعد أن إعتدل أمامها فرفعت يدها لتخللها في شعره الحالك بحنان أمالت رأسه على كتفها...
- هل تعلم بني لقد وثق والدك بي...
إبتسم بحب مؤيدا
- معه حق بذلك
- حسنا و ماذا تتوقع
أجاب متحيرا فما الذي قصدته...
- لا شيء...ماذا أمي ؟!
رفع رأسه لينظر إليها و هي تبادله ذات النظرات الراضية
- حسنا...حياتك ستتغير كثيرا عن الآن لن تكون الشركة فقط أكبر مسؤولياتك كيوجا
أومئ برأسه و قد غادرته الحيرة...
- حسنا أعي هذا...ثقي بي كما تفعلين دوما
وضع يده على صدره مشيرا لذاته القوية الآبية للضعف مرة أخرى



ها هي الساعة تشير للرابعة بعد نصف ساعة تحديدا موعدها مع خاطبها الأشقر ، إبتسمت مينابو متوجهة للمرآة تتفحص زيها العادي...
سترة جينز قصيرة بغير أكمام تحتها قميص طويل يغطي نصف كفة يدها و تنورة واسعة تزينها مربعات حمراء...مع حزام أحمر كذلك...
ملابسها لم تخلو من التواضع و كذا تسريحة شعرها الهادئة فالمشبك مجهول الهوية يتركز بمنتصفه...
لم تعتد على هذا النوع من المواعيد لتحاور نفسها بشيء من الرضا
- هذا جيد حتى الآن....فلا ينقص أي شيء
و بتوتر أردفت
- أتساءل ماذا يفضل هايتو أي لون إنها المرة الأولى التي أرتدي فيها ثيابي هذه...
في تلكم الأثناء طرق الباب باب قلبها أسرعت قاصدة له تفتحه بسرعة لكنه
- رسالة لكِ آنسة جينوراشي...
إنه صوت شخص أعطاها بريدا وصل إليها تهكمت ملامح وجهها و هي تتلقى رسالة ما لم تفهم مصدرها...
رأت العنوان المتصدر واجهة الظرف عندما قلبته متفحصة لما به
- وصلت رسالتك ، شكرا على تعبك سيدي..
إنحنت بعد قولها شاكرة لما قدمه لها و عندما غادر متعجبا من لطفها...
فهي جميلة حقا بتلك الملابس و البراءة المنتشرة بملامح وجهها
دخلت و أوصدت الباب تنظر للظرف،فتحته تستفهم معنى الكلام الآتي به و بصوت هامس رددت
- ندعوكم لحفل خطوبة...آه تذكرت
أجل تلك الدعوة لمن إفتكت قلبه منذ دهر لحفل خطوبته المرتقب لقد نسيها نعم تمكن لكن بصعوبة سيختفي باقي سحرها...سيختفي
أسرعت لتضعها على الطاولة فقد فهمت أنها مدعوة لكن أي نوع من المدعوين ستكون لتلبي هذا الطلب إبتسمت بإنكسار تتذكر مرارة الماضي تصرح به
- أكره الأميرات فهن كاذبات...
اكتسى تفكيرها بأركان الماضي الحالك و هي تتمتم بسخرية على نفسها جادة بدت في قولها
- خادمة ما الذي سأفعله بحفل سيدي لن أكون سندريلا و أضيع حذائي،لن يكون فارسا مغوارا و ينقذني...كـ..
فجأة أطياف مخيفة قفزت لذهنها كي توقضها
أجل "منقذها" دون أن تحتاج لوقت و تعيد النظر بالكلمة
تلك الأطياف جعلتها ترتعد من عيونه الحمراء دون نظارته كل أمانيه ترغب بالنيل منها أمسكت بعضديها فزعا...
خوفا،هربا من تلك اللحظات ثلج أبيض بارد و غابة مظلمة صوت صراخها الذي لم يسمع بحت حنجرتها من النداء لا أحد...
و إبتسامته البذيئة بعثت الرهبة بعيونها المتسعة
و ما قاله
- هيا لقد سبق و قلت لكِ لن أقوم بإيذائكِ...
زادت إيمانا بأنها صادقة بظنونها لتتراجع و يرتطم جسدها بشجرة منتصبة تناثرت ذرات الثلج المترنحة منها...و تساقطت مع أملها
لا مفر...لا شخص ينتشلها من الضياع
جدها ميت سيدها مريض بعيد عنها فكيف له أن يصل ليدها التي تطلب الأمان من الوحش البشري صاحب الشعر الأبيض
باتت المسافة بينهما لا تتعدى بعض سنتمترات...متقدما بخبث لم ينوي على خير من أول لقائها به تقدم و تقدم...دون رادع رفع يده...
لكمة من قبضة قاسية تلقاها على وجهه عندما لمس وجنتي مينابو...
سقط لينهال عليه دون رحمة لحاله المريض،دماء تناثرت من وجه غريمه دون شفقة ركل بطنه...ركل وجهه كل منطقة بجسده باتت تتأوه حاول مجاراته منع نفسه من البقاء دون دفاع...
تمنى الجحيم على تلك اللحظات الصعبة
كيوجا بأشد حالات غضبه و أكثرها
- أنذرتك من الإقتراب منها أساما...أيها السافل الحقير
تلك كلمات خرجت منه بصوت غاضب و ثائر...
فلو كان يعلم أساما ما أقدم عليه لتوقف حتى عن التفكير بالأمر لم يستطع مقاومة مفترس أشهب العينين فأجابه بإبتسامة وقحة
- وحش...لن تمنعني
زادت ضراوة القتال و إحتدامه بينهما
إتسعت عيني مينابو فزعا فكيف وصل إليها؟
كيف قفز لمكانها ؟
ها هو يعيد لها الأمان كما كل مرة...
لكن هذه المرة شاهدت معركة أظهر بها جم غضبه البركاني الصاخب...
كامل قوته و أجمع غيضه في أسوء أيامه،لم تتحمل صوت سعاله من الجهد الذي بذله
تناديه
- كيوجا توقف دعه لقد إنتهى أمره...دعه
سمع صوتها الرقيق مصحوبا بنبرة متألمة ليلتفت و قد أرخى قبضته على ذاك المتهالك هناك...
إستغل الوقت و وقف هاربا كأنما يطلب النجاة من الموت المحتوم ثيابه ممزقة و متهالكة كما حالته و هو يكرر بعد أن إبتعد بدماء و كدمات بكل أرجاء جسده...
- لن تسلم مني إنتظر سأعود...يوما أعدك
لم يهتم لما قاله أساما فقد كانت دموعها تشد نظره هي وحدها تطلب منه أن تلجأ لأمانه،لحنانه تحتاج ليده،تحتاج لحضنه...
بقيت متسمرة العينين و هائمة الوقفة في ثانية كالبرق ارتمت تحتضنه حتى خارت ذابلة مغمى عليها
رفع كيوجا يديه المدميتين من جراء اللكم بسرعة أعلاها ليمسك بتلك الورقة ورقة رقيقة كالورد...
إتسعت عينيه و هو يناديها بخوف و فزع...
- مينابو أجيبيني...هل أنتِ بخير ؟
جثا في ذاك الثلج و قد أسند ظهرها على قدمه
نظر لهيئتها فهي ترتدي ملابس نوم خفيفة لا تقيها من عض هذا الجو،قميص قصير أكمام و بنطال طويل ورديين...
فجأة لاح يبحث و ينظر لحاله لكنه فضلها على نفسه،سعل بقوة و هو ينزع قميصه الدرع الوحيد الحامي له من لفح البرد...
جعلها ترتديه فبسرعة لفها ثم حملها ماضيا بها محاولا تدفئتها بما أمكن منه...حملق بوجهها الشاحب
بينما يتحدث بصوت هامس
- منذ أول الأمر علمت أن هذه الرحلة خطرة عليكِ...بل و الحقير السافل ذاك
أجل كانت رحلة مدرسية لم يردها هو لولا إلحاح أساتذته،فقد أخذوا الأمر من وجهة نظرهم و بما أنها آخر سنة له في الثانوية
أرادوا من خلالها توديعه لأنه المتصدر و الرائد فيها عكس أساما صاحب المرتبة الثانية دوما...و الذي دائما ما كان يهدده و يستفزه بفتاته الخادمة غيرة و بأن يشعره بطعم الهزيمة التي دائما ما يتلقاها من كيوجا...
شعرت مينابو بشيء من الدفء بنفسها ففتحت عينيها المتعبتين الفزعتين بهدؤ لترى أنه عاري الصدر...
تشبثت به باكية تتساقط دموعها الساخنة على جسده...
و هي تقول
- لما بقيت حية أريد الموت سيدي كيوجا...الموت أريده
لم يتكلم كيوجا فهو قد علم بأنها تلوم نفسها على الخروج من مكان إقامتها ليجيب بعد أن شعر بسكونها بين يديه
- لن تكرري الأمر أخبرتكِ سابقا لا تثقي بالجميع هنا...
أغمضت مينابو عينيها المحمرتين من الدموع لتنام بهناء...
إبتسم بحب ليكمل سيره دون أن يضعها هناك فبالطبع قدماها لن تحملاها بعد ذاك الموقف المرعب
فتحت عينيها على وسعهما صاحية من تلك الرهبة الماضية
- يا إلهي ما الذي أتى به الآن...لقد ذهب لن يعود لن يعود...
هدأت من روعها و هي تتنفس براحة و بطء
طرق الباب للمرة الثانية و هذه المرة متأكدة من أنه هايتو توجهت بسرعة تتسابق خطواتها فتحته لترى جمالا آسرا إبتسامة واسعة أراحتها...
- أخيرا...لقد انتظرتك
أضافت كلمتها الأخيرة و كأنها تؤنبه بينما تشاهده من فوق إلى تحت ملابسه لم تكن مترفة قميص أسود و بنطال جينز...لا شيء مختلف لكنه أنيق
أحاط هايتو يده حولها بحب ليقول
- ألهذه الدرجة لا تطيقين فراقي...
ضحكت مينابو تخفي توجسها
- لا لست كذلك...فقط
ثم إنقضت عليه بثقلها الذي لم يلحظه تحتضنه
- بل افتقدتك أكثر مما مضى عزيزي...
فرح و غبطة هلهلت وجهه لينهرها ممازحا
- حسنا عزيزتي لنذهب إن بقينا على هذه الحال فسيمضي اليوم دون شيء لنفعله...
تركته بسرعة و هي تعود لإرتداء جزمتها القاتمة اللون...ثم عادت لاحتضان يده متناسية أمر الظرف
- هيا لنذهب...
خرجا يتمشيان في تلك المدينة متذكران لما فعلاه طوال مدة فراقهما أخذت تتكلم و تتكلم دون نهاية...لكن هايتو لم يملها بل كان ينظر لاتجاهات مخالفة لها حتى قاطعها...
- على حسب ما كنتِ تقولينه فيبدوا بأنكِ راغبة بالذهاب إلى...
ثم أشار نحو الحديقة...التي قادها لها دون أن تعي
إبتسمت مينابو بسرور لتسير مسرعة معه و تجلس على أحد مقاعدها تنتظره فقد سبقته،جلس مجاورا لها ثم رفع يديه ليرخيها على جانبي المقعد...قائلا
- هل وصلتكِ دعوة
قاطعته مجيبة
- نعم لقد وصلت...و أنت هل تمت دعوتك
- أجل لقد دعتني السيدة كيران
ثم زفر بملل و هو يحك شعره بحنق
- لكن لا أستطيع الحضور...
- لما...ما الذي يشغلك هايتو
ثم صمتت ما إن رأته يشبك يديه بتفكير
- صادف و أن تلاقى يوم خطوبة كيوجا بيوم موعدي مع أحد زبائننا في القطاع الخاص
نفخت خديها بملل و تعصب سألته
- هل سأذهب لوحدي...
- لم أقل هذا...
- إلى ما كنت ترجح إذا ؟؟؟
بدت غاضبة و متعصبة بشدة حتى وضع كفة يده على رأسها بهدؤ
- هدئي من روعك ليس على الأميرات أن تصرخن و خصوصا أنتِ ليس جيدا البتة..
أبعد يده عندما أحس بصمتها الغريب
كان يرمقها بنظرات مستاءة من صوتها بعدها رأى أنها قد وقفت مبتعدة...لحقها ظنا منه أنها غضبت من كلامه...
- لا تتصرفي كالأطفال...!
مضى خلفها لتلتفت بمرح فجأة و ترفع إصبعها مشيرة للأراجيح...
- لا بأس بإسترجاع الطفولة الآن...
ثم ضحكت و هي تركض نحو إحداها بادلها الإبتسامة أخيرا إرتاح من ظنونه الساذجة...
جلست مينابو على أرجوحة لتهزها ببطء شديد بداية ثم كلمت هايتو الذي ظل واقفا مبتعدا قليلا ورائها...
- ألن تلعب معي...؟
ضحك على غبائها المفرط فيه متقدما منها
- لن ألعب،لو قلتِ هذا قبل عشر سنوات لكنت قبلت
- حسنا كما تشـ...!!!
فجأة صعدت الأرجوحة بها عاليا و قد تعالت ضحكاتها معها
- ما الذي تفعله هايتو...
إبتسم و هو يدفعها
- لا أستطيع اللعب لكن بإمكاني مشاركتكِ صحيح...
- حسنا كما تشاء إدفع أكثر...هيا أرغب بالتحليق عاليا
- لا...ستسقطين لن أرضى بأن تتأذى حبيبتي !
- بل ستفعل هذا ما أرغب به...هيا أرجوك
ألحت بكلامها ليجيب بملل
- تمسكي إذا....
شدت يديها على الحبلين لتصرخ بمرح...
- ها قد أتينا...
كان يدفعها بقوة أقل و هي تصرخ بضجر
- هايتو لا أذكر بأنك كنت ضعيفا في الماضي كنت تدفعني و لا تخاف على هذا النحو !
شعر هايتو بالإحتقار منها و التقليل من قوته ليدفعها بقوة عاليا...
- و الآن هل ترغين بأكثر من هذا...؟؟
صرخت بسعادة
- عادت أيام الطفولة...
ضحك على تعبيرها مردفاً
- حسنا هلا توقفنا الآن...
أجابت دون ملل و هي ترتفع و تضحك
- لا،لا تفعل هذا لو كنت تحبني كما تقول
- حسنا كما تشائين
أخذ يدفعها بقوة ثم أكثر ثم أكثر حتى بعد مدة طلبت منه أن يتوقف تلقائيا
توقفت عن التأرجح ناظرة له و قد وقف ورائها متأملا للأمام بعيون حائرة
- ما الذي تفكر فيه هايتو
أفاق من شروده ممسكا بيده حبل الأرجوحة...
- لا شيء يستحق الإهتمام عزيزتي...قولي لي هل أنت غاضبة مني
نفت برأسها
- لا،أدري جيدا كم هو متعب عمل الشركات و المدراء كما تفعل تماما و السيدة كيران أيضاً،أتفهم كل ما يحدث معك...
ثم هزت الأرجوحة ببطء مبتسمةً...
- هل تعلم...هايتو ، أتذكر قبل ثماني سنوات من رحيلك و بمدة قصيرة جئت بي إلى هنا...ذاك اليوم أحضـ...!
- أجل أحضرت لكِ المثلجات
أومأت برأسها...ليكمل
- لابأس أظن أن التاريخ سيعيد نفسه...
ثم رمقها بنظرات غريبة و ذهب راكضا نحو مكان بعيد قليلا عنهما...
- هايتو أحبك...
إبتسمت وهي تنظر إليه يختفي ببطء بينما سرعته نفسها
رفعت نظرها عن الشرود عندما سمعت صوت رجل كبير في السن يتكلم مع فتاة صغيرة تطلعت بهما بحنان
في حين أن تلك الطفلة بدت سعيدة وهي تمسك بيد جدها بقوة كما كانت هي تفعل
رفعت مينابو يدها تلوح للطفلة بمرح
نظيرة لها فعلت الطفلة نفس الشيء لتشد يدي جدها قائلة
- لنسرع جدي ، لقد وعدتني بالذهاب إلى المتنزه ، هيا جدي
أجابها بود...
- لست شابا يا ابنتي....
ثم ضحكا معا بات صوتهما يعيد لها صورة جدها من بعيد...
بعد مرورهما رفعت ناظريها المتلألئين بلون عسلي تتأمل السماء و التي نامت شمسها و طلعت نجومها مع تدرج ألوان الغروب...
- أفتقده...جدا ، ليتك كنت هنا "جدي"
زفرت بحزن تعيد عينها أسفلا ليفاجئها و هو يضع أمامها المثلجات...
أمسكت بها بفرح قائلة
- شكرا لك هايتو...
- لا يجب أن تشكريني فأنتِ مخطوبتي و لا يجب قول مثل هذه الترهات...!
- حسنا حبيبي...؟؟؟
تعجب من عدم إنحراجها ليرفع يدها و يجعلها تقف...
- لنذهب لمكان آخر...لقد حل المساء سريعا معكِ...؟
إعتدلت بينما تتناول ما بيدها...
مضيا يسيران معا و هما يتكلمان و قد توضح إنسجامهما معا فكل من يراهما يحسدهما على هذا التفاهم...
- هل كنت ستعود...
- بالطبع نعم و أترككِ لوحدكِ مستحيل أن يحصل هذا...
- آه...أحيانا أشعر أنني عبئ فهل أنا كذلك هايتو
قالت كلامها متذكرة لمواقف كيوجا الباردة معها
إبتسم هايتو يجيب و هو يمسك يدها بحنان
- و إن كنتِ كما ذكرتي الآن فلن أدعكِ أبدا...سأكون بجانبكِ دائما
شعرت بالاطمئنان من كلماته التي بعثت فيها الكثير من الأمل...
نظر لثيابها بعد وهلة
- تعلمين أنني لا أحكم على المظاهر مينابو
- حقا !!!! آسفة فأنا لم أعني أي شيء من إرتداء
- هش...
وضع إصبعه على شفتيها مانعا لها من أن تكمل
- تعلمين أنه لا يمكن لعقلي الطيران نحو تلك الأفكار مينابو...ثم لا داعي للشكر أو التأسف في النهاية أنتِ أجمل بنظري من أجمل جميلات العالم...
إحمرت وجنتاها و حرجاً و غضبا لتكور يديها بخجل و تردد...
- لا تقـ..تقل مثل هذا الكلام...ثانيـ...
ما أرغمها على الصمت و جعلها تنظر إليه هو ضحكته الجميلة تلك و التي زادته عنفوانا و بهاءً
بقيت تحدق به و كأن الوقت تجمد أمامها...
توقف عن الضحك ينظر إليها كذلك هدؤ ساد و هما يحدقان ببعضهما تلاها غليان دمائها و إحمرارها زيادةً و تماما
لتتجنب ملاحقة الأسئلة بتحاشيها النظر لعيني هايتو...صفر بهمس و هو يقترب من أذنيها
- خجلك يزيدني حبا لكِ...
ثم إبتعد عنها بمرح ، ها قد إنطلقت تلحق به متلعثمة لكنها تعثرت و سقطت أرضا إثر ذلك تراجع هايتو بقلق و وضع يديه على كتفها...
- هل أنتِ بخير
رفعت مينابو رأسها بإبتسامة متسعة حرجة
- أجل أنا كذلك...لا تقلق
فجأة رن هاتفه ليرفع السماعة بغير إرادة و قد تغيرت لهجته بعد أن علم من هو المتصل
- مرحبا آنسة آشي...
مرت مدة و هي لا تزال جالسة تنتظر إنتهاء مكالمته
بعد فترة وجيزة أغلق الخط و هو منزعج من آشي فقد جعلته ينقطع عن مساعدة حبيبته...
وقف ثم مد يده إلي مينابو ليجعلها تقف برفق إستفهمت سكوته
لتقول
- من هي الآنسة آشي....هايتو
رد بسرعة
- ستتعرفين عليها غداً...
تذكرت تلك اللحظة أنها ستعمل معه
- آه نسيت الأمر تماما مكتب الإستقبالات أليس كذلك...
أومأ برأسه
- أجل...سيناسبكِ المكان كثيرا...
بعدها إنتبهت لألم في كاحلها بسبب السقطة لتوقفه...
- توقف هايتو
- ما الأمر هل تأذيتي
- على الأرجح
تقدم منها ليحني ظهره
- إصعدي...
نظرت إليه بذهول و هو كذلك قائلةً
- لا تزعج نفسك بي أستطيع السير
- هيا أسرعي ليس لدينا اليوم بأسره
بعد وقت من توقفها و صمتها قررت
لفت يدها على عنقه لتشد إمساكها و ثنت ركبتيها ليقف بسرعة حاملا لها...
شعرت بالخجل فالجميع هناك ينظر إليها بإعجاب مر بها بينهم دون إهتمام ليقول
- الناس لا يصمتون...طوال حياتهم
أيدت كلامه
- نعم معك حق...
وضعت مينابو رأسها على ظهر هايتو وضمته أكثر أحس بها لينقص من سرعة مشيه...
- لا بأس عليكِ...عزيزتي
- نعم فأنا بخير و أنت كنت ترغب بحملي
- لا أنتِ بحاجة لي أكثر من أي شخص...
- أجل...
أجابته تلك الأثناء بإبتسامة...جذابة و مرحة



يوم مضى تلته أيام مشابهة ها قد استأنفت عملها كموظفة بمكتب الإستقبال
العجيب هناك أن معظم الفتيات معها كن يحملقن بغرابة في خنصرها و كأنهن سيقتلعنه...
و مازاد من حدة وضعها هو تواجد هايتو بصفة متفاوتة معها و خصوصا أنها جديدة على المكان...
أما في ذاك القصر فالجميع مشغول بأتعابه ، زاد وضع تامينا تورطا في مرضها بسبب ذاك اليوم الماطر...
في حين أن كانا و ميدوري لم تكفا عن العمل و أكثرهما ميدوري فقد أحست بضرورة ترك تذمرها و العمل بجهد...
ريناتشي يوم حظها خطبتها الموعودة ، فتلك الأخيرة لم تكف عن اقتناء أفضل الأثواب و الذهاب لأفضل المصممات بالمكان لتجعلها أميرة هائلة..
و كذا تلكم الأشياء الأخرى المكملة لزينتها كفتاة متميزة و مدللة رافقتها جدتها و هي تملي عليها مخططاتها و ما ستنفذه أثناء حفلتها...



هجم المدعوين على قاعة قصر غاكيجاوا الكبيرة و التي كانت مزينة بكامل أنواع الأناقة من سجاد و ستائر و كذلك رسمة تامينا للسيدة كيران و التي أخذت حيزا كبيرا منها...
أمام بوابة القاعة بدا هناك شاب و فتاة بنفس العمر يستقبلان الضيوف الفتاة كانت منزعجة و هو لم يكن بأحسن منها تذمرا...
- ما الذي فكر فيه شقيقك بإحضارك...
ببرود متذكراً ما فعلته معها أجاب
- لقد طلب مني أن آتي...و لم يطلب إذنك آنسة كانا
زمت شفتيها عندما رمقها ساناتو بنظرات متعصبة
- حسنا الأفضل لك ألا تنظر إليّ مطولا...
إبتسم و هو ينظر لزينتها فقد حرصت تامينا على زيي مشترك للخادمات بلون أسود و كان بأكمام قصيرة محاطا بقماش أبيض بمنتصفه قصير الطول ذا منظر جذاب ، أيضا قامت بتزيين وجههن و خصوصا كانا التي بدت كالدمية بشعرها الباهت القصير المسرح بتموج...
و عيونها الطفولية..
بين فينة و أخرى كانت ميدوري تلاحظ إنسجامهما الساذج فعندما علمت بأن ساناتو شقيق يوغامي أخذت الأفكار تتهاطل عليها...
- ألن تبدئي عملكِ فقد أتى عديد من...الـ ؟
إرتعش جسدها من صوته لتستدير بفزع
- حسنا سـ...سأنطلق
صمت في وقت نظرت إليه بذهول منه
قال بحنق
- أين هي تامينا...هل هي من فعلت هذا بك ؟
- أجل...و على العموم هي في المطبخ جالسة هناك...
و أشارت نحوها،مضى يوغامي لتامينا فسمع سعالها من بعيد و عندما إقترب لاحظ ركاما من المناديل أمامها فعينيها الجميلتين غارقتين في دموع الحسرة...
- لا تصرخ بوجهي يوغامي لم أكن أرغب بأن أفوت حفل السيد كوجي...
إبتسم يوغامي برحب...
- كل هذا بسبب مرضكِ...و الآن لا يوجد أحد ليعوضكِ
فجأة دخلت بمرح و زعزعت الأجواء
غيرتها كما كانت تفعل دوماً و بفرح
- ها قد عدت يا جماعة...
سعد الاثنين و هما ينظران إليها بغرابة من منظرها الأنيق
- مينابو .........
تقدمت من تامينا لتحتضنها و تقوم التالية بالبكاء بصوت عالٍ
رفعت مينابو يدها لتربت على ظهر تامينا قائلة
- ما الأمر تامينا...
- يالي من شخص غير محظوظ...إنها حفلة السيد و لن أستطيع أن أكون من المشاركين فيها...
بقي يوغامي ينظر لهما و هو يفكر...
خرج بعدها دون أن يصدر أي صوت
لتعاود تامينا الشهيق و هي تمسح دموعها و تسعل...
- غير محظوظة...أتساءل متى ستـ...
- أرجوكِ تامينا سأبقى معكِ هنا لو أردتي...لا تفزعي رجاءاً...
صمتت تامينا و هي تنظر لمينابو التي خلعت معطفها ليبين على ثوبها الرائع...عبارة عن فستان بتدرج رمادي طويل بأكمام ضيقة و ياقة متسعة أعلاه...
بذهول
- كم أنتِ مذهلة ، مينابو لو ذهبتي لمكان الحفل الآن فلن يستطيع الحضور التمييز بينكِ و بين المشعوذة تلك...
- حقا...لا تحديثي هكذا تامينا...
نظرت نحو الأرض بتحسر تتذكر تلك الليلة..
و بتصنع نطقت مبتسمة
- إذا فأنتِ من المدعوين...
- أجل لكن هايتو لن يأتي لقد أوصلني و سيمر لتهنئة السيد و السيدة فيما بعد...
- مشغول إذاً...
أومأت برأسها
- أجل



كيران أجمل النساء الحاضرات ، الكثير من الأشخاص ذوي المكانة المرموقة هناك و العديد من عوائل الطبقات الراقية يملؤن القاعة
فتيات بأروع هيئاتهن جئن لأجل هذه الحفلة المزدوجة...
قلق على ملامح وجهها عندما لاحت بنظراتها على بعض من الأشخاص القادمين...
بينما تمنت داخلها
- لما لم تأتي مينابو بعد...!
أخرجها من حيرتها هو سؤال أحدهم عن إبنها و الذي لم يُرى بعد...



كان يملي عليها العديد من الأوامر احتارت منه و من شدة إصراره
فأجابته بتذمر
- لكن مينابو من المدعوين و لا يحق لي أو لك أيها الرئيس من أن نطلب منها أن تعمل و هذه الليلة...بالذات ؟
- لن أستطيع تسيير الحفلة كما يجب من فضلك ميدوري...لكن ليس بيدي
حاله متوتر كما قد بدا...فهاهو يتلفت هنا و هناك ينظر للتزايد الكبير للحضور
أعاد أنظاره مترجيا ميدوري...
- هيا إذهبي...من فضــ...
قاطعته وحاجبيها معقوفين كما يديها النافيتين بتعصب
- محال أيها الرئيس...هذا محال لن أتكلم
- تامينا ستفعل...هيا
- مـ..ماذا ؟!
ثم سحبها لتذهب نحو مطبخ الخدم و هي تنفي بيدها و تحاول الإفلات من يوغامي بقوة لكنه كان أكثر إصرار منها و أرغمها على السير معه....



في تلك الحفلة... نزلت كأنها جوهرة لامعة جذبت الأنظار نحوها
لا شيء ينقصها خطواتها غشا عليها الغرور ، عيونها تذيب الجليد من جمالها...بذاك الكعب الكرستالي الأنيق الهيئة ، مع ثوبها الفاخر المزركش بالرمادي...كان كتفيها بارزين منه ، طوله لمنتصف ساقها...
و شعرها الأحمر ينسدل على ظهرها بشكل متدرج ، بضع من خصلاته مرفوعة بمشبك ذا شكل زهري...زاد من تألقه و لمعانه
فُتحت أفواه الحضور بمجرد مشيها بضع خطوات تتقدمهم لينكبوا نحوها بالمديح و الثناء على مظهرها المشع حسناً...
هاهي تتوسطهم مع جدتها تتكلم بتفاخر عن حب إبن عمها المزيف لها و كذبة تتلوها أخرى ، بينما جدتها تؤيدها بضحكة غريبة و جامدة
كانت كيران تنظر لهم دون إستيعاب أحست برغبة في قول الحقيقة الآن شعرت بحرقة علقت بينها و بين حنجرتها
سحبت نفسها بهدؤ من ذاك المجلس لتنطلق بسرعة نحو غرفتها...
دموعها نادمة مستاءة من شخصها من روحها و من والدها...حتى من إبنها
رفعت رأسها لترقب وجهتها إتسعت عينيها عندما رأت وحيدها مقابلا لها تساءل عن أمر أمه الغريب...فالمفروض هو فرحها لا...
- أمي ما الأمر لما تبكين...
لم تجبه كيران لتدخل غرفتها و تغلق الباب بسرعة مستندة عليه بجسدها...
زينتها الطفيفة أتلفت جراء دموعها...إحتضنت قدميها كطفلة...
ليس ككل مرة...بتجرع مرارة الألم قالت
- هذا قاسٍ جدا....أشعر برغبة في الموت الآن
أغمضت عينيها ببطء متجاهلة لكيوجا الذي كان يطرق الباب خارجا
طلب منها أن تفتحه لكنها لم ترد
- أمي ماذا بكِ ، ما الذي أصابكِ...أمي ؟
- لا تزعجها سيدي الصغير...
إلتفت نحو صوتها الدافئ ليجدها مبتسمة له فهذا اليوم ظهر بكامل أناقته...
فبدلته الرسمية السوداء زادت من وسامته...
لاح شبح إبتسامة منه لتردف يوسان
- ألا يحق لها أن تخلو بنفسها قليلاً ؟
- آها هكذا إذاً...؟
هنا ردت بعد أن تذكرت أمرا لطالما أشغلها و أزعج تامينا...
- هل ستقوم بعزف تلك المقطوعة الليلة ؟
تحير و تعجب ليرفع إصبعه
- من الذي أخبركِ يوسان...؟
إبتسمت لتقترب و تعدل من بزته
- أحياناً أعرفك أكثر من نفسي...و أحيانا أجهل ما بعقلك
ثم رفعت يدها لتضعها على رأسه...
- لذا لا تتأخر عن الحضور و إنطلق لن أقول بأنني سأراهن بل...سيكون هذا واقعا ستجذب الأنظار أكثر من السيدة الصغيرة ريناتشي...
ضحكت بود و هو يبتسم متابعا ليقول
- كوني متأكدةً يوسان...
ثم مر بثقة تحت صمتها شعرت كأنها تكذب على نفسها...
لتلقي نظرة على باب غرفة كيران ، وضعت يدها على صدرها فقد تجمعت كل ألامها و عادت ذكرياتها القديمة...
تنفست لتفر بنفسها و تعود لأرض الواقع...ثم تمضي



صاحت تامينا من الضحك و عيونها تدمع...
- أنتِ تشبهين القطة اللطيفة مينابو...
تكلمت مينابو بهمس مستاءة و محبطة
- لن أخرج للحضور بهذه الهيئة تامينا...لن أفعل تعرفين جيداً
كانت جالسة و هي تضم قبضة يديها على فخذيها بقوة محبطة و مستاءة...
بقدر كبير لإنعقاف حاجبيها...و تورد وجنتيها خجلاً
فبعد أن وصلت ميدوري و بعد أمر من يوغامي ذاك
فلحسن حظها و سؤ حظ مينابو أن تامينا كانت تفكر بأن تجعل زميلتها في مكانها من قبل...
أي عودتها لزي الخدم و لعمل الخدم...
و هذا ليس كالسابق...
بل أن ترتدي ذاك الزي القصير و أن تلطخ وجهها بالمساحيق مثلما فعلت تامينا مع الأخريات فقد أتاها الدور...بأن تكون لوحتها الفنية التالية...
عودة لحالها المرتبك...
احمرت يدها من قوة شدها على قبضتها...
- تامينا أنتِ تعلمين كرهي لمثل هذه الأمور...
ثم شدت على الفستان التابع للزي لتنزله بسرعة و تردد
نظرت إليها تامينا بعد أن ضحكت مطولا على لوحتها...
- إنها لليلة واحدة يا كومة الخجل...واحدة فحسب...
ثم سعلت لتعاود ضحكها بسرعة...
شعرت ميدوري بالذهول و رغبة في الإعتذار لأنها ظنت بأنها سبب في تورط مينابو ثم قالت
- آسـ...ٍـفـ...
كانت كانا تنظر لهن بذهول منقطع و بصوت خافت
همست مقاطعة لميدوري
- أصدقني القول ميدو...فمينابو تبدو جميلة جداً
ردت ميدوري بملل و هي تحملق بكانا
- أجل لكنني أجهل لما ترفضين ساناتو...ذاك ! بتلك القوة فلو كان شقيقه مثله لقبلت...
- لا تحدثيني بشأنه ، لا أحبه
- حسنا لا تصرخي...
ثم رمت ببصرها يمينا و شمالا تنظر للخدم و هم يتجولون في المكان لتجيب
- حسنا كانا ، لنذهب لرؤية بعض المشاهير هنا فالحسناوات كثيرات و أيضا لربما يأخذني أحدهم بعين الإعتبار عكس يوغامي
رمقتها كانا بعيون باهتة و متعبة لتردف
- قرابة ساعة كاملة و أنا أقف كالآلة أمام بوابة القاعة مع السيد المحترم ساناتو و أنتِ تمزحين هنا...
و بتخاذل أرخت ظهرها مرهقة تشير نحو مقعد قريب من تامينا
لتضيف
- أرغب بالجلوس هنا عذرا ميدو فأنا متعبة بحق...
- حسنا !
فجأة شعرت ميدوري بنشاط كبير لتركض بالرواق ذاهبة نحو المدعوين و هي تتحدث معهم ببشاشة و فرح...
فتارة تسألهم عما يرغبون به و تارة أخرى تتكلم معهم بأشياء مغايرة...
بالرغم من وجود عدة منهم لم يرغبوا بذلك فقد إستمرت بالكلام بطلاقة...
لاحظها يوغامي ليقوم بسحبها من بينهم و عيناه متسمرتين بعدة شباب من النوع المتلاعب لم يبدو جيدين بتاتاً...
إبتعد عن الناس ليتوقف بعد وهلة من إستفسراتها
- هيي أنا لم أفعل ما يدعوا للقلق...!!!؟
- أصمتي...
- ماذا...!
دهشت من موقفه لترفع نظرها نحو عينيه الغاضبتين
وضع يوغامي يده على وجهه كاتماً لضحكته من ما فعلته تامينا بها فرغم جمالها البريء فهو لم يرد الضعف تبدل فجأة من غاضب لشخص آخر
ليكمل متحاشيا النظر نحوها...
- لا تفعلي ذلك فحسب....؟
- لن أفعل...هذا يوغامي لا تكن كتوما هكذا ، أكره أن يقيد أحدهم رغبتي...
- ماذا...؟
صاح بوجهها قاصداً لذلك...
و قد أدخل يديه في جيبه مستديرا بجسده نحو مكان آخر....
أحست ميدوري برغبة في ضربه أو ربما شيئا آخر جعلها تصيح هي الأخرى...
- لا تدعي أنك لا تفهمني لطالما كنت شخصا يريد...يريدك
إلتفت بنصف بصره الغير مستوعب لما تحاول قوله منذ دهر له و قد أعاد سؤالها ببرود لكنها صمتت و أخفت غضبها و تعصبها منه
بردها الغريب
- إنس الأمر لم أكن أريد شيئاً...
و بمرح تشير لآخر الرواق قالت
- سأذهب للحديقة فهناك أيضا أشخاص آخرين فيها...
مضت بقوة جاهلة لما ينتظرها...
أسدل عينيه السوداويتين بعمق الليل أسفلا أحس بشيء تخفيه عنه رغم بروده و أحيانا تعمده لتوبيخها فهذه المرة شعر بأنها ستتعرض لشيء أكبر...
بدت حزينة لكنها ركبت إبتسامة على وجهها التعيس...
ماضية نحو الحديقة التي ترتكز خلف المنزل مجاورة لقاعة الإحتفالات...
- يا آنسة...
صوت جعلها ترفع عينيها الذهبيتين باتجاهه
مجموعة من الفتيان
فكل واحد منهم كان له نصيب من الأناقة في مثل هذه المناسبة...
تعجبت من كلمة "يا آنسة "...
لتقول متسائلة
- نعم أيها السادة...؟!!
نظرت ميدوري لهم مستغربة من حالهم فقد كانوا يتهامسون عن...
إلى حين أن تقدم واحد منهم رفع يده و بها أحد الزهور...
وقف أمامها و وضع زهرة بلون الدماء القاتمة على جانب شعرها بخفة و تحت ذهولها منه ظهر شبح لم يكن خيالياً بل بشرياً...
بجمود زعزعهم باشر حديثه
- عذرا أيها السادة...إذا قاطعت هذه الخادمة وقتكم
ارتعشت من صخب نبرته لتسير بخفة مبتعدة عنه و عنهم
في حين أن أولئك الشباب لم يفهموا أي شيء عن سبب حدته ، أستأذن منهم قبل هروبها...
ثم لحق بها و هي تسرع حتى أوقفها خارجا أمام أشجار التفاح و تلك الأضواء زادت من غموض البقعة
إستدارت لتلحظه واقفا قبالتها رفعت يدها تلتمس تلك الزهرة في شعرها...
داخل نفسها شعرت بقوة لتواجهه و قبل أن تتكلم سمعت يوغامي يعيد كلامه معها
- لما لا تطيعنني...ميدوري
قبضت ميدوري يديها بفزع منه لكنها ثبتت مكانها و تشجعت قائلة
- أنا أفعل ذلك مرار...لما أنت لا تثق بي و دائما مـ...!
- دائما ماذا...
كأنه شعر بما ستخبره به
كما شعرت بحرقة لتردف بسرعة
- تهرب..أجل تهرب
- مما قد أهرب ما الذي تخفينه عني ميدوري تكلمي واجهيني الآن...
- لا أستطيع أنا جبانة...
دمعت عينيها أمامه و خفق قلبها بخوف مما ينتظرها برفقته ، أنزلت رأسها تحاشيا من صوته لا عيونه...صوته هو شيء تخافه و تسعد له ، تحت وقع تلك اللحظات وقعت تلك الزهرة أيضاً تترنح بين حيرته و قراره بما يتحدث ، موقف مماثل كيف سيفهمه بل من أين له حل كل تلك الألغاز من عقلها...
تحرك بتلقائية و أنزل يده ليرفع الزهرة بيده من على الأرض نظر تأملها بفتور...فميدوري ساكنة لم تتحرك لم تقم بأي ردة فعل...
تحاول سؤال نفسها...
عن أي فرصة أهدرت في سبيله...
فهل سيضيع منها ، هل سيتهرب لكن مما ؟
في ذاك الجو الساكن دون حراك وقف ثم تقدم منها ، رفع الزهرة بأصابعه و غرزها بشعرها دون كلمة منه إستدار للمغادرة ، تحركت عاصفة داخلها...عندما وضع يده على شعرها بتلك المسافة الطفيفة بينها
فصحيح أنها لم تملك الشجاعة لكنها هذه المرة...
قالت
- لماذا أشعر بالألم منك بإستمرار...؟
- أجبني يـ...يوغامي ، لما تحاول الهرب كلما واجهتك...؟؟
- لأنكِ غبية...
قالها بصرامة و حدة بعد أن توقف دون الإستدارة نحوها ، أحس بما لم يظنه يوما من فتاة...لكنها ميدوري
في نفسها تداركت لزوم عدم صمتها بل ستكون أقوى ، رفعت رأسها لترد على ما وصفه بها...
- بل لأنني أحبك...
ذهول غطى عينيه المتسعتين بينما تكمل ميدوري حديثها
- أجل ذاك الشعور ، مزقني لم يتوجب علي النظر إليك ، ما كان علي الإستماع لداخلي ، كنت أحاول الفرار كل مرة لكن دون جدوى...
نبرتها كانت حادة عليه أدار وجهه نحوها متمعنا بشكلها بدت تلك الدموع غائبة فقد تركت طريقا على وجهها ، عينيها كانت حادة و جادة ليس كأي وقت...بقي صامتاً لم حاول الفهم...فما الذي سيقوله



أطلت برأسها لتلك القاعة تسترق النظر بالحضور ، كانت تبحث عن كيران فلا رغبة لها بأن تدخل و يشاهدها الناس بتلكم الملابس المخجلة بالنسبة لها مع سيدة من طبقة راقية...
و بملل قالت
- في النهاية كان مفروضا علي تقديم يد المساعدة...
- إذا فالتفعلي مينابو فأنا متعبة...خذي
إحدى الخادمات أعطتها صينية بها عدد من كؤوس العصير...
ثم أشارت نحو آخر الرواق قائلة
- هناك مجموعة من المدعوين بالحديقة الخلفية...فالتهتمي بأمرهم
أمات برأسها مجيبة ، لترحل بعدها بخفة وصلت لهم شعرت بإضطراب من هيئتها و هيئتهم...ببذاءة قال أحدهم
- في كل مرة تظهر لنا خادمة أكثر جمالا من سابقاتها...ألست محقاً
ثم رمقها بنظرات ماكرة إزدرت ريقها بسببها...
تراجعت بما تحمله لتحس بأحدهم خلفها ، وضع يده على خصرها...
سرت القشعريرة بجسدها فرمت الصينية متعمدة لذلك ثم دفعته وهربت منهم بسرعة ، فلا ملاذ لها في هذا البيت سوى السطح...
أسرعت تكفكف دمعها المتناثر على وجنتيها المحمرتين أخرجت منديلا و نظفت وجهها تلوم حالها
- تبا لكِ مينابو ، لما وافقت على المجئ...أين هايتو عندما أحتاج إليه...
جلست على أحد الصناديق هناك تراقب الأفق المظلم وضعت يدها على صدرها تشهق بصمت
و ألم كررت توبيخ نفسها
- تباً لكِ مينابو...تباً
أنزلت ذاك الثوب الذي أظهر ما فوق ركبتها...
ثم وضعت يدها على وجهها بنوع من الإحباط أحست به يسري في جسدها...فهي لم تحب هاته الهيئة مطلقاً...و لن تحبها ،
أعلت من صوتها المخنوق
- لما يغادر من نحتاج لهم....الحياة ظالمة
عاودت النظر ليديها ، إتسعت عينيها من صوت خطواتٍ لطالما بعثت الأمان في نفسها ، لكنها الآن أحست بخوف تمنت ظهور خاطبها وضعت يدها على محبسها ترتقب صعوده ، فمن عساه يأتي هاهنا...
أمسك بمقبض الباب و فتحه بهدؤ ، صدم لوهلة
لم يتوقع لهذه الخائنة الظهور أمامه...خصوصا ذاهبها دون توديعه
إتسعت عينيها و فتحت على مصرعيهما...
نطقت بخفوت من نبرة صوتها
- سيـ سيدي كيوجا...!!!
لم تتوقع قدومه إلى مثل هذا المكان فاليوم هو يوم خطوبته
- ما الذي أتى به إلى هنا...؟
تساءلت في نفسها عن سبب مجيئه...
تجاهلها ليضع يديه في جيبه ، تنفس بعمق ثم رفع ناظريه للأعلى
شعرت بنفور منه رغبة في التراجع و الهرب...لكنه قبض عليها بكلمته المتحجرة
قائلاً
- السيد كوباياشي...محظوظ بخادمة غاكيجاوا
تيار كهربائي شل حركتها عن المتابعة توقفت و نظرت لعينيه الباردتين...
كأنها ثلج لكن ليس بوقته نزل عليها...
- آه هـ...هايتو سيأتي فيما بعد
- ليقلكِ...مثيرة للشفقة
شهقت ببكاء من ذاك الموقف و من كيوجا فبالعادة كان يقف معها...
لتجيب دون سابق تفكير
- أستطيع تدبر أموري...سيدي كيوجا
- بالعادة لا تبكين...إلا
وضع يديه بجيبه و قد وقف بشكل غامض و غريب بنظراته اللامبالية
كانت مينابو تستطيع إنهاء جملته المبتورة و المليئة بالألغاز لكنها صمتت لتعيد بصرها بالأرض و تقول أيضاً
- إلا...أجل لقد تعلمت كل ما يلزمني لحماية نفسي...
- أرى ذلك جلياً عليكِ...
ترددت و هي تحاول إجابته و البحث عن شيء تستمد به قوتها...
لكنه كان صامتا كنغمة ذاك الهواء ، نظر نحو ملابسها إبتسم ببرود متحيرا ثم عاود الكلام...
- يبدو أن المدينة تغير الكثير من البشر...حتى الخدم
شدت قبضة يديها لترفع عينيها بحدة ناظرة نحوه ، فقد أثرت كلماته القاسية بنفسها
هو آخر من عليه أن يتكلم أو حتى يشك بنيتها...
بحدة قالت
- فعلت هذا لأجل تامينا...ليس بيدي أن أكون ذا شخصية هشة من السهل إقناعي...
نظر لعينيها المتحديتين له تقدم نحوها بغضب كما تحدته
ليقول
- من السهل إقناعكِ بماذا ، ملابسك غبية ، كما أنها ليست بتلك الروعة...
تراجعت خلفا فهاهو قد بلغها بجدية لا تنكر أن كلامه صحيح
تلعثمت لتعيد أجابته
- أجل...
-إذا فهل تتوقعين أنكِ بتلك القوة ، كما تدعين حمايتي...
كان كيوجا يتقدم و مينابو تتراجع خوفا من عينيه الباردتين و كلامه الأكثر وخزا من الإبر...
أماءت برأسها تبتلع ريقها بغصة ، رفع أحد حاجبيه ينظر لها فلا مفر منه أدركها هاهو يرفع يده يسندها على الجدار منعها من الإفلات ، أين ستهرب...
- أنتِ تقومين بحمايتي...
- أجل ، سأرد لك دينك...و لو تطلب ذلك أن..أن
- ماذا ، أن ماذا...
استهزئ منها و هي تنظر نحو الأرض
إبتسم كيوجا بمكر و قد خلت عينيه من حبها...
قال بهمس
- كم من شخص آخر سينخدع ببراءتكِ...المزيفة
تجمدت عن الحراك عندما إقترب منها ، دق قلبها مع إحمرار وجنتها...
تساءلت في نفسها عن حاله ، فهل هو في يقظته أم نائم...
شعرت بأنه...



يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع...
لقد إنتهى البارت العاشر..
فاتحاً معه العديد من القصص الماضية...
و التي تنتظر جوابا...
غموض يلف الكثير من الحقائق...
فهاهي كيران مستاءة من نفسها...
تحاول التفكير لوحدها دون إطلاع من حوالها...
و ذاك الإعتراف...
إعتراف حب ميدوري ما الذي يخبأه لها الزمن يا ترى...
هل ستتحمل قلوبهم قسوة هذه العاصفة...
أمام بروده الغاضب...و برائتها البيضاء...
تنتشر الكثير من الذكريات المخبأة
فقد أنقذها من أساما و الكثير من أمثاله...
فهل يحق له أن يصفها بالخائنة ، تعذب كثيراً بسببها لكنه لم ينطق..
فهاهو ينقلب عليها بدوره...

..............






1- من هو الجد كين...و هل كان سببا في تغير كيوجا ؟
2- ما هي قصة كيران و آكي...؟
3- من هي هاكوران و الجد راي...؟
4- ...بعيدا عن غموض هذا البارت ماذا عن حب ميدوري هل سيستقبل فاجعة أم فرحاً ؟؟؟
5- أخيراً ما الذي ينويه كيوجا...مستقبلاً؟
6- توقعاتكم...عن الآتي ؟؟
أحسن مقطع...........بالطبع ليس البارت كاملاً...؟؟؟؟؟
أعلم أن البارت هو ألغاز و كل لغز أكثر حيرة من سابقه...
و كما قرأتم فقد تعمدت أسلوب سرد جديد...
حاولت تجنب التكرار لعدة مرات...
فرأيكم عن هذا التغير الطفيف هل أستمر على هذا النحو...
و طبعا إنتقداتكم...
آمل أن لا أرى ردودا سطحية و إلا فإنني سألجئ لأساليب أمقتها...
رجاءً قدروا تعبي...
و آسفة على طول البارت..
لكن للضرورة...


دمتم بود
في أمان الله








__________________
ليسَ وهماً ، لكنهُ حقيقةٌ جميلة تَمَنيْت أن تدومَ
أكْثر~






التعديل الأخير تم بواسطة •°¤ ßLµe heart ¤°• ; 12-22-2013 الساعة 01:50 AM
رد مع اقتباس
  #389  
قديم 12-21-2013, 11:32 PM
 
...

حجــــــــز كبيـــــــــــــــر..
__________________

......
......

......
......


^,,^,,^
أٌوُلً رٌوًأِيَة لَيٌ ..((هنـّا))
رد مع اقتباس
  #390  
قديم 12-21-2013, 11:37 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ‏‏‎prïñçësś rÑõØd ‎‏‏ مشاهدة المشاركة
...

حجــــــــز كبيـــــــــــــــر..
بإنتظاركِ عزيزتي...
__________________
ليسَ وهماً ، لكنهُ حقيقةٌ جميلة تَمَنيْت أن تدومَ
أكْثر~





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صور الانمي kaichou wa maid sama cao pi صور أنمي 19 02-10-2015 08:40 PM
مجـــــرد خادمــــــة E V A أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 11-06-2013 10:28 PM
Kaichou.wa.Maid-sama ^^ الاميره هينا أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 04-18-2012 07:31 AM
||~.. Kaichou wa Maid-sama_Avatars ..~|| ღ« يكفي عتب « ღ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 06-19-2010 05:51 PM
|~ْ Kaichou wa Maid-Sama ْ~| © مَـنـتـوهـيْ مَنفىّ ❝ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 46 04-28-2010 05:18 PM


الساعة الآن 01:15 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011