03-28-2014, 04:39 PM
|
|
خارج هذا المطعم بدأت السماء المكفهرة بالإمطار برذاذ بسيط من قطرات المطر توجه نحو سيارته ، تردد بدخولها عندما ناداه شاب بمثل عمره ذو شعر بندقي اللون كانت خصلاته تتضح من تحت تلك القبعة التي يرتديها وعيونه القرمزية لم تجعل آكي يشعر بالراحة منه و رغم هذا توجه نحوه مستفسراً أمره قال بتلاعب - أنت جديد على هذه المنطقة أيها السيد الموقر ؟؟! شعر آكي بسخريته لكنه أجاب بحكمة - آسف لدي إنشغلاتي لا أستطيع إجابتك و ولى أدراجه عائداً متذمراً من هؤلاء البشر الغريبي الأطوار فجأة أظلم المكان أمام عينيه و لم يعد يرى أي شيء أمامه تدريجياً سقط هاوياً على الأرض كأنما خدع منهم بل هو كذلك وضعت يدها على زجاج النافذة التي تلاحمت قطرات المطر على زجاجها و جعلت من الرؤية أمراً صعباً عليها في ذاك الصباح فالمطر يهطل منذ ليلة البارحة و لم يتوقف بعد دق باب غرفتها فوجهت أنظارها نحوه بود أجابت الطارق - تفضل دخلت امرأة ترتدي ثياباً بيضاء اللون خاصة بالمشفى توجهت نحوها بقلق أمسكتها من عضديها و قادتها نحو فراشها مجبرةً - آنسة "اوتشاري" عليكِ العودة إلى فراشك ستسوء حالكِ أكثر أرغمتها على التمدد بمكانها و بتحذير - تخيلي لو رآكِ السيد كين فإنه سيقيم الدنيا و لن يقعدها ردت الفتاة متفائلةً - أبي دائم القلق على حالي هل هذا خطر على حياتي أجيبيني ؟؟!! وضعت الممرضة يدها على يد كيران مجيبةً بحكمة - لا ليس لتلك الدرجة لكن عليكِ الراحة نفت برأسها فهي تعي بهذا والدتها ماتت قبل قرابة سنتين و نصف بنفس المرض لكنه كان متأخراً و لم تكتشف تأثيره فقالت ماحية أي أمل مرجو بنجاتها - إنه قاتل أليس هذا صحيحاً ، لقد توفيت أمي بسببه لذا قررت أن تعالجني مبكراً قبل أن يتمكن مني... إبتسامة تسللت لثغر الممرضة الحزين لأمر كيران و هي تقف - لما أنتِ غريبة آنسة اوتشاري ؟؟!! - لست كذلك إنه الواقع مشت الممرضة إلى حين أن بلغت الباب و فتحته بينما عادت تلتفت نحو كيران قائلةًً - بعضٌ من الأمل كافٍ لكِ...لتعيشي حياتكِ بسعادة و خرجت تحت تعجب الأخيرة منها فأنزلت رأسها ترقب يدها المرتعشة بخذلان منها رفعتها و وضعتها على عينيها المتعبة بنفس مرهق نطقت - الأمل...!! ، أرغب بالعيش حتى أجد أبي و أراه ، أبي راي إشتقت له و لـ... دمعة تسللت من عينيها نحو ظهر يدها و صور آخر لقاء جمع بينهما تلاحق مخيلتها كآلة تسجيل تتابع اللقطات واحدةً بعد أخرى أكملت إخراج إسمها من بين شفتيها المندهشتين - و أيضاً إشتقت لهاكوران أجل لما أشعر بهذا الذنب العظيم كنت سأموت لا محالة لما فضلت أن أذهب مع أمي و تركتهما ليعانيا...، في المقابل أمي أوصتني بأن أجدهما رفعت رأسها للأعلى بشرود و عينيها تدمع بسكون - من أين لي أن أفعل هذا لا دليل على وجودهما في المدينة و في الحي القديم بأكمله أظن بأنهما قد هربا من الفضيحة أجل أنا سبب كل شيء أنا...في هذه الفضيحة و في خروجها للــ... صمتت و لم تكمل فسماع صوت أقدامه من بُعد كبير و هي تصدر وقعاً صاخباً بالأرض جعلها تسرع بمحو آثار الدموع من على وجهها قبل أن يصل إليها و يسألها عنها دق كين الباب منتظراً إجابة من كيران فقالت بسرعة - تفضل أبي كين دلف لغرفتها بهدوء و نظرات حنان يبثها لفتاته جلس أمامها على أحد الكراسي الموضوعة هناك و بسرور - كيف حال غاليتي هذا اليوم ؟ على الرغم من حبه الشديد لها و سعيه لإعانتها فلا يخفى عليه بأنها تحسبه أباً من جهة أخرى أجابته بإبتسامة تخفي وراءها حسرةً - بخير كما ترى لا زلت أعيش أبي كين حمحم و رد مجتنباً فقدانها للأمل - إذاً فهل قمتي بمراجعة دروسكِ ، الإمتحانات النهائية على الأبواب - لقد نسيت هذا أبي كين رد متصنعاً للتعصب - كيف لا تتذكرين دراستكِ هكذا أيتها الفتاة هيا أرغب بأن أفخر بكِ ! ثم وضع يده على رأسها و بعثر خصلات شعرها البنية وأبعدها بخفة أغمضت كيران عينيها ببراءة و قالت بمرح - لن أرسب أبي كين ستكون دائماً فخوراً بي ، لكن...أمي غشت على عينيها غمامة من الحزن جعلت كين يستشعرها فقال بدوره - أتقصدين ذهابكِ لوالدكِ ، لن أعارض عليه لكننا بذلنا ما في وسعنا للبحث عنه و لم نجده حتى اللحظة - لا بأس المهم هو أنك بذلت جهدك أقدر لك هذا الجميل أبي كين رد بسعادة - ليس جميلاً كيران بل هذا واجب من واجباتي أماءت برأسها مثله مؤيدةً لأقواله فجأة دخل عليهم دون طرق الباب رجل طويل القامة قوي البنية كما حاد الملامح عيونه البنية ضيقة بغرابة يرتدي بذلة الشرطة و يضع قبعةً دالةً على أنه من وكالة التحريات إبتلعت كيران ريقها و هي تحملق به فحلقها لم يأتي بأي كلمة خوفاً من منظره رفع كين عيونه الخضراء نحوه و وقف مستغرباً من ظهور صديقه في المشفى هنا أراد الإستفسار عن سبب مجيئه فرد الأخر مقاطعاً له - هناك مسألة جديدة علينا حلها بتذمر قال كين - إنه موعد أسري ناواكا...!!! نزع ناواكا قبعته و إنحنى متأسفاً - آسف آنستي لكن لدينا عمل هل تسمحين لأبيكِ بأن يأتي معي ؟؟؟ قالت كيران برعبة من ناواكا - أجل ، لن أعترض...! تلفت نحوها كين و هو يرفع أحد حاجبيه مستنكراً عن تصريحها المتحامق - ألهذه الدرجة تستغنين عن تواجدي برفقتك !! أحست بتكهرب من نظراته فأغمضت عينيها بفزع و ردت عليه - لا لم أقل ذلك عد لعملك و فيما بعد سيتسنى لك الوقت لرؤيتي حمحم بتردد ثم مضى نحو الباب عندما خرج صديقه إستدار بجسده كاملاً نحو كيران و سألها - إذا ما كنتِ بحاجتي فلا تترددي في طلبي ، سأكون هنا وضع قبعته على رأسه كذلك و لوح لها - إتفقنا ، و الآن إلى اللقاء أمأت برأسها مجيبةً بنعم فغادر الآخر مطمئناً عليها سار مع رفيقه الغريب برواق المشفى و قال مندداً لحاله - ألا تستطيع حتى إعارتي بعضاً من الوقت ألم ترى حالها و وجهها الشاحب !! رد ناواكا - ألديك أمل لحد الآن بإمكانية بقاءها على قيد الحياة ؟ - أجل ، أعي بأنها مهددة بالموت بأي ثانية لكنني بمثابة والدٍ لها و عليَّ أن أبقى بجانبها...هذه الأوقات عصيبة عليها لكن لازلت أحمل أملاً ببقائها على قيد الحياة - حسناً هذا جيد لكن أرجو أن تنجو من هذا المرض ، فقر الدم الحاد شيء خطير جداً من ينجون يعدون على الأصابع تعصب من كلام ناواكا الذي أتى بملامح باردة فصفعه على ظهره بقوة و قال بينما يقفان بالمصعد - ليس عليك أن تكون متصلب المشاعر و تقولها مباشرة لي ناواكا فأنا أبوها في نهاية الأمر - حسناً لكن الحقيقة دائماً ما تكون مرفوضة نظر كين للأرض بحزنٍ حاول مسحه لكنه ظهر في نهاية المطاف على عينيه متربعاً بمأساة تنهد و مضى خلف رفيقه الذي سبقه في الخروج من المشفى ركبا السيارة حيث قادها ناواكا و إنطلق ، سأله بغرابة بعد أن أطلق تنهيدة مسترخية - ما القصة الآن...لا تخبرني بأنها سطو مرة ثانية ؟؟ - لا...، أظن بأنها شيء أكبر سيرهق كلينا به وضع يده بجيب سترته و سحب صورة منها أخذها كين بسرعة و بقي ينظر للفتى الظاهر فيها قال ناواكا مصرحاً - ترقت شركتهم أعلى المراتب في السوق بوقت قياسي جداً بسبب هذا الفتى ، لقد أرعب العديد من أصحاب المكانة المرموقة و لا أحد يعلم كيف ، هناك من يشك بمصدر أموال عائلته و هناك من يقول بأن والده كان يتاجر بالممنوعات - لا عِلم لك إذاً ، يبدو داهيةً من ملامح وجهه !!! تكلم كين واضعاً ليده تحت ذقنه و الآخرى تمسك بالورقة مفكراً و متمعناً فيها ثم أعاد - و ما قضيته ؟؟...، لا تخبرني بأننا سنلاحقه و نبحث عن أدلة لإيقاعه - قضية إختطاف - ماذا ؟؟؟ إعتلت وجهه علامات الصدمة و الدهشة فرد ناواكا بهدوء مبرراً - هذا ما قاله حارس البوابة... بأنه وعده بالعودة بعد ساعة لكنه لم يعد و هذا الكلام كان منذ البارحة - كلام لا يثبت وقوع حادثة الإختطاف - إنه سليل غاكيجاوا كين و الجميع يترصد به !!! - لكن الأمر لم يمر عليه أكثر من أربع و عشرين ساعة لا أشك بصدقه ناواكا تلفت كين نحو النافذة ينظر للخارج حتى رد عليه ناواكا - حسناً لك إثبات آخر...أمسك بهذه أخرج من جيب سترته ورقة أخرى فيها أرقام للوحة سيارة و ألقاها عليه فأمسكها و نظر إليها متعجباً - هذه ستجبرك على الإقتناع بأنها عملية إختطاف...مدبرة لربما ! - أهذا يعني بأن نقوم بالبحث عنها ؟ - أجل يا عزيزي تنفس كين بملل متذمراً في حين أن علامات الإنتصار إتضحت على وجه ناواكا الذي إبتسم إبتسامة جانبية توحي بالإستفزاز لحالة صديقه المسخور منها حالياً زاد من سرعته و كليهما يبحثان عن هذه السيارة بعيونهما ، مع المعلومات التي كان الحارس قد أدلى بها لهم من حيث اللون و النوع و أيضاً بالإستعانة بأقوال و ما شاهده السكان من هنا و هناك
فتح عينيه المرهقتين بتعب لم يسبق أن أحس به , شعر بأنه مقيد
بلى بل هو كذلك إنه يومه الثامن هنا
ثيابه ممزقة و مبللة فالمكان الذي تم وضعه به غير آهل للسكن أبداً السقف مشقق و المطر لازال ينهمر عليه بسكون زاد من ريبة الموقع
ذاك الفتى يرافقه و جالس معه هناك لم يبرحه رغم صمته و عدم كلام آكي معه فقال بتساؤل
- هل سيدفع أهلك حقاً جراء إخراجك من هنا...أيها الثري ؟
لم يرد عليه آكي فعاود قوله
- لا تنظر إلي هكذا فأنا مهدد !
رمقه بعيون متسائلة فأجاب صاحب الشعر البندقي
- أجل مهدد سيقتلونني جوعاً إن لم أحرسك جيداً
ثم نظر للأرض بحزن
قال آكي بهدوء رغم أن حالته لم تكن جيدة لكنه أجابه
- لم يبدو لي بأنك ترضى بأن يزج بك في السجن بسبب هذا ؟!!
- آسف لن أستطيع إطلاق سراحك يـ...
- لم أطلب منك ذلك ، لكن أخبرني هل حالتكم جميعكم هكذا ؟؟!!!
سؤال راود آكي منذ أول يوم مر عليه و هو مع هذا الشاب الغريب عمن هناك
أجاب بمرارة يكتمها
- أجل ، أنت ترى الفقر الذي نحن به و قد قاموا برشوتي لأجل إختطافك عندما ناديتك و أيضاً سيقومون بالخصم من راتبي
- رشوتك و خصم من راتبك...أنا الغبي عندما تبعت صوتك و أتيت نحوك حتماً أنا الملام الوحيد هنا...سحقاً
تمتم بها آكي بتحسر و ندم زم شفتيه بعدها محاولاً التفكير
زفر نظيره بملل
- بل أنا المحظوظ فعائلتي كانت بأمس الحاجة للمال و أنتم الأغنياء لا تحسون بأمثالنا
- حسناً...لكن هل تعمل هنا بمثل هذه الأمور الغير جيدة
حاول آكي الإستقامة بجلوسه فرفع جسده بحيث كانت يديه مقيدتين خلفاً
لم يمني نفسه بأي أمنية توقعه بأمل فارغ فقد تقبل أي شيء يأتي نحوه من خطر مترقب بحياته
أكمل
- أقصد أنك أنت و من معك من أولئك البشر تعملون مختطفين للناس
جلس صاحب الشعر البندقي مقابلاً لآكي واضعاً ليديه على فخذيه
ثم بنبرة شبه متحسرة
- سأجيبك بالرغم من أنني لم أكن أريد هذا بالأصل...نحن نعمل مجبرين كأشخاص خارجين عن القانون معظم الوقت ، بين فترة و أخرى تقل الرقابة على مثل هذه العصابات فعصابتنا متنقلة من مكان لآخر كل مرة نقوم بإمتهان عمل محدد يدر علينا أموالاً لا يهم غايته أو هدفه الأوراق الملموسة هي أكثر شيء يحلم به أناس بائسون مثلي...
رفع يده على عينه ثم تحدث
- و أحياناً نرغم على إتخاذ سبل تضمن لنا مبالغ أكثر وفرة ، لكنني لا أحصل على ما يكفي من المال هنا..."يونجي" هو من يأخذ أكبر الحصص بجشع و ينهب من رواتب الجميع لنفسه و أيضاً يقوم بإستفزازنا و إجبارنا على أن نقوم بأعمال الإجرام هذه مع العلم أنه مطلوب من العدالة لكنه يختبئ في كل مرة يُحاول القبض عليه فيها
رفع عينيه القرمزيتين بهدوء نحو آكي المستمع بكل إمعان
- أصدقك قولاً بأنني لم أكن أرغب بمثل هذه الأعمال المشبوهة ، لكن كل هذا لأجل مستقبلي و عائلتي رضيت مجبراً من كلا الأمرين يونجي الهارب و واقعي الآن
بتفاجئ
- تعمل مع مجرم مطلوب من العدالة ؟؟!!
همس له
- أخفض صوتك...أخبرتك قبلاً بأنني مجبر، إنه يهدد الضِعاف أمثالي بأنه سيقوم بإيذائنا و إلحاق الضرر بمن نعرفهم فأنا منساق خلفه ليس بإرادتي ثم إنه بارع في النجاة من قبضة رجال الشرطة
بحزن
- لا طاقة لي على مواجهته أنا ضعيف ، مجرد فتى ليست لديه أية قوة على تحمل أي عارض يهدد من أحبهم
- أنت كذلك بخضوعك له ، لا تكن شخصاً سلبياً بهذا الشكل !!
صاح بوجهه
- أنت تقول هذا لأنك رئيس لشركة مشهورة بالرغم من أنني بسنك فأنا فاشل بطبعي
بقي آكي يحدق به بدون كلمة أتية على باله لم يضف أي شيء
شعر بذاك الشاب لفترة من الوقت و هو يمتثل أمامه دون مفارقته و شكه بأنه نادم على موافقته في التمادي بحجزه
- ساكاموتو ؟؟؟
جحظت عينيه من سماعه لصوته المهلهل بالفواجع فنظرا معاً لصاحبه ، كان رجلاً ذا ملامح قاسية و عيون سوداء تنبع شرراً فإحداها مجروحة و ثيابه الغريبة بطابع التمرد تدل على سوء أخلاقه
دخل للغرفة حيث يجلس كليهما على الأرض
تقدم من آكي و ركله بقوة على بطنه ، إتسعت عينيه من الألم الذي تجرع مثله منذ أول يوم له في المخبأ فإنكب متأوهاً صامتاً دون كلام فذلك سيزيد من معاناته
حزن ساكاموتو لما فعله الرجل بآكي لكونه السبب في نجاح عملية الإختطاف هذه لكن الرجل إستدار له و أمسكه من تلاليب ثيابه فرفعه ناظراً إليه بإشمئزاز
- أحذرك أيها الولد ، إن هرب هذا الغر من هنا فسأقطعك هل تفهم و سأدعك تموت جوعاً دون دفع لك
رد ساكاموتو
- حسناً لن يهرب إلا على جثتي ، يونجي !
رماه بوحشية إلى جانب آكي ثم إستدار مشيراً للرهينة
- التفريط في مثل هذه الغنيمة أمر محال...سأدبر الآن لأمر الهدنة على حياته فالدفع أو
مرر يده على نحره و أكمل
- أو الموت ذبحاً...، سأتلذذ بهذا
خرج يونجي و أوصد باب الحجرة و ضحكاته الدنيئة ترن بالمكان
تنفس ساكاموتو بحذر شديد و أضاف
- يال العار، لم أجرأ على مثل هذا في حياتي سينتهي أمري
خلع سترته الشتوية الثقيلة و رماها على آكي عندما أحس بسكونه لكن صوت أنينه لم يكن بخافي عنه عندما تململ بمضض
- يا إلهي كم هو خسيس دنيء الفعال يونجي ذاك تباً له...تباً
- حسناً قد أعاقب على هذا لكنني سأعود...و أحضر لك الطعام هذا إن وجدت في البيت شيئاً صالحاً واثق من هذا أيها السيد الموقر
نظر إليه آكي بغير إدراك إبتسم لا يعلم لما يساعده فقط
أحس بشيء ما سينمو بكليهما
قفز ساكاموتو من النافذة هناك و هو يمسك بقبعته التي تغطي معظم ملامحه و كذا رأسه و بعض خصلات شعره تتطاير منها
فسبيل خروجه الآخر أمام يونجي الرجل ذا العين الواحدة بالتأكيد سيجعله بخطر محدق
إنطلق ما إن لامست قدمه الأرض المبللة بالمياه بأسرع ما عنده شق الطرق نحو منزله تحت ذاك المطر ، إستوقفه بيت قديم بعد أن ركض طويلاً و طويلاً فالمكان يقع بمنطقة بعيدة عن مكان سكنه هو الآخر
فتح باب البيت الذي وقف أمامه و دخل إليه قال بنبرة المشتاق
- هاكوران...متى ستعودين ؟؟
نظر للأرض بحزن متذكراً لها و لإبتسامتها التي كانت معظم الوقت جافة
فهو الوحيد من أهل هذا الحي من يصدق الأمر الذي وقع لها بأنه ليس فضيحةً أو عجزاً
هو الوحيد من بقي معها و أعانها مع والدها راي
أغلق الباب عالماً بإستحالة عودتها في هذا الوقت و مر بسرعة لبيته
بحث عن شيء جيد لأكله فلم يصادفه في طريقه غير قطعة خبز شبه يابسة
أخذها و دسها بقميصه السماوي اللون ثم خرج عائداً منطلقاً نحو آكي
فجأة سمع صوت مزمار سيارة يستوقفه كادت أن تدوسه
نط مفزوعاً من أمامها و حواجبه الدقيقة معقوفة على عيونه كاد لسانه يفلت و ينطق بما لا يحبذه صمت عندما خرج منها شخص مرعب الهيئة و مخيف النظرة بل هو شخص من الشرطة
بنبرة واضحة
- أنا من وكالة التحريات بقسم الشرطة
وجل ساكاموتو بإعتدال
- هل لي بأن أعينك هنا ؟؟
كان يعي بأن هاذين الشخصين يبحثان عن الشاب الذي كان يحرسه
حدث نفسه بصعوبة متذكراً
- هل أخبره...هل أخبرهما الآن و ننتهي من أمر يونجي للأبد قد أجبر على الدخول للسجن بسبب هذا الأمر...
خرج كين من السيارة فصديقه أطال الحديث مع الشاب هناك
ترجل أيضاً و تقدم منه وضع يده على كتف الفتى و سأله
- نحن نبحث عن شخص مفقود منذ أكثر من أسبوع
- نعم...!!
قالها بتردد و هو يبتلع ريقه لاحظه كين فنظر نحو عينيه مباشرة دون رادع أو صد منه
يرمقه بعيون حادة كأنه يتحقق من كذبه أو من المعلومات التي في رأسه
ثم زفر بحنق و شد من قبضته على كتف ساكاموتو
- هيا أجبني هل تعي بأي شيء أنت مورط الآن ؟
- لا ، أقسم لك بأنني لا أعلم بما أنا مورط !!!
- حسناً أجب هل تعلم بأي شيء عنه ؟
أخرج الصورة نفسها التي أعطاها ناواكا له منذ مدة
نظر ساكاموتو لها بحيرة و دهشة هو يعلم أنه آكي ، هل ينطق الآن ؟
أم يلتزم الصمت حتى يرغم على قتل أشخاص في المرات القادمة
هو فرد أيضاً بالعصابة إن قبضوا على الجميع فهم سيقبضون عليه حتماً وطبعاً سيهرب يونجي
وضع إبهامه تحت أسنانه وعضه بحنق ناظراً للأسفل في بحر من الخيارات
إنبلجت عيني كين غضباً من عدم إجابته فهزه بعنف
- أجب الآن أيها الولد ليس لدي أي وقت لكي تنزل عليّ أكاذيبك هيا
- لا أعلم شيئاً عنه !
تقدم ناواكا و سحبه مبتعداً به عن ساكاموتو مهدئاً له
- لا تفتعل مشاكلاً نحن في غناً عنها كين...إبتعد
قلبه يدق بفزع و رعبةٍ لم يشهدها قبلاً جدران السجن الأظلم تلك لاحت بين عينيه اللامعتين و عيشة هنيئة بكرامة و حرية بدون يونجي كانت تحاول سحبه لينظر لجهتها
تململ و قال معتذراً
- أعدكما إن علمت بأمر ما عنه فلن أتوانى في المساعدة
ثم إستدار مغادراً و فاراً بنفسه ركض مبتعداً عنهما
توارى عن أناظر كين و صديقه فراح ناواكا يحدثه
- الشائعات تقول بأن يونجي المطلوب معروف بالمنطقة
ضم كين قبضة يده حتى إتضحت العروق منها
- أجل ناواكا لكنني سأقبض على يونجي المورط الوحيد بقضيتنا و لو على روحي
- هذه القصة شبه مستعصية كين فلما ترجح بأن يونجي هو المسؤول عن كل هذا ؟
- لقد رأيت والدته تبكي طالبةً مني أن أنقذ إبنها فكيف لي أن أعود خائب اليدين ثم دليلي واضح لا يمكن لأي مجرم من المنطقة أن يقوم بإرغام أتباعه على فعل هذا سوى يونجي
رفع ناواكا عينيه نحو إتجاه مغادرة ساكاموتو بإرتباك
- هل تقصد...بأنه
أماء كين برأسه بحكمة
- أجل ذاك الفتى هو من أتباع يونجي لقد علمت من نظري لعينيه
- أنت داهية بالفعل يا صاحبي !!
ركض ناواكا يتبع ساكاموتو لكن كين أمسك به و رد
- لا لن نمسك به الآن ، علينا إيجاد المُختطفِ أولاً و أين مكانه فيونجي لم يقم بالإتصال أو حتى طلب أي شيء لأجل تسليم الرهينة...منذ أسبوع
- نحن نبحث منذ أكثر من أسبوع أيضاً لقد سألنا صاحب المطعم عن السيارة و تبعنا آخر مكان كانت مركونةً فيه و لم نأخذ من راحتنا لا الكثير و لا القليل
بتذمر أردف كين
- لا تحكم على ما أفكر به الآن ناواكا لا أريد أن تتعقد القضية علينا إيجاد الرهينة و ضمان سلامتها
- الفتى إنه ذاهب إليه دعني كين...أتركني ، لن أفرط بفرصة ذهبية للقبض على هذا المجرم
كان يحاول اللحاق به بكل جهده لكن الآخر أمسك به بصعوبة و هو يحاول إقناعه
- ناواكا...أصغي إلي الآن ، إن علم بنا يونجي فككل مرة سيهرب و نعود لفقد أثره و أيضاً مع رهينة فلن يكون من السهل القبض عليه
- يال الخيبة لما علي دائماً الإمتثال لما تقوله في نهاية المطاف !!
من دون علمهما كان ساكاموتو مختبئاً و لم يغادر بقي ينصت لما يتحدثان به
- رجال الشرطة على دراية بكل شيء ، عليّ الإعتراف
عاد نحوهما بإنكسار يجر خطواته المتثاقلة و قال
- أجل أعرف أين هو يونجي و أنا من أتباعه أجلا القبض عليّ حتى أرشدكما لمكانه
توجهت أنظارهما نحوه بتلقائية
ازدرى ناواكا ريقه
- أأنت جاد ؟؟
تقدم من كين و رد بكل ثقة
- أجل و كل الجِد ، هذا الرجل لقد أجبرنا على العمل معه منذ أكثر من خمس سنوات لكنني أقر بأنني مذنب أيضاً ببقائي معه
وضع كين يده على كتف ساكاموتو
- هل تدرك بأنك متورط بأكثر من قضية واحدة ؟؟
أماء برأسه و أكمل
- قد لا أضمن لكما ما يفعله يونجي الآن بغاكيجاوا
رفع ناواكا الأصفاد و توجه نحو ساكاموتو لكن كين منعه
- لن نقبض عليه الآن بل الآن وقت العمل للقبض على يونجي
رمقه بعيون واثقة و لم تكن خائفة بمصيرها ، رمى كل شيء خلفاً فالآن هو وقت لتصحيح زلاته و آثامه |
__________________ ليسَ وهماً ، لكنهُ حقيقةٌ جميلة تَمَنيْت أن تدومَ أكْثر~ |