06-08-2013, 10:47 PM
|
|
(5)
قال عماد وهو يلتقط العلبة ثم يمسك بذراعها :
- ليس هناك خلاف بيننا.
- لكن، يجب عليك قبول الدعوة شئت أم أبيت !
اقترب حاجبا عماد وهو يتمتم لنفسه بضيق، وعندها تكلمت قائلة بصوت خفيض :
- أنت يجب أن تقبل! هل تريد التسبب في مشاكل أخرى أيها البغيض ..؟
تنهد وقال :
- إذا أركبي .
ساعدها على الركوب ثم جلس بجانبها. عندما بدأت العربات بالتحرك كانت تنظر بعينين لامعتين وهتفت :
- هل تصدق هذا؟ إننا نركب في عربات الموكب الملكي.. انظر إلى الناس من حولنا والحرآس والجنود و ...
قاطعها عماد وهو يرمي بالعلبة على حجرها :
- ارتدي هذا.
" تلك العلبة .. التي قال بانها هدية .." نظرت إلى العلبة وقامت بفتحها بحرص وهي تقول ساخرة :
- ماهذا؟ الهدية التي لا تستطيع العنزات ارتدائها ..؟
أدار وجهه إلى الجهة الاخرى وقال بنبرة معاتبة :
- لماذا ..؟ تركتِ الفندق؟! لقد أصبحت غاضباً وافتعلت مشكلة مع تلك التافهة!!
أخرجت المعطف الأبيض من العلبة ،، كان جميلاً جداً .. تطلعت إليه وتمتمت بابتسامة :
- شكراً، يبدو جميلاً .
نظر إلى وجهها . كان سعيداً لأنه أعجبها، أمسكت به ونظرت نحوه فشاهدته ينظر إليها وعلى وجهه ابتسامة ممتنة، عادت تنظر إلى المعطف بسرعة وهي تشعر بالخجل، ثم تسائلت بحدة:
- لماذا كنت تناديني بالعنزة! يالك من مزعج .
تكلم على الفور :
- هذا لأنك لم تخبريني باسمـ ..
- لينا .
نظر إليها مجدداً، لم يستطع قول أي شيء .. لقد كان يريد التحدث ولكنها قالت اسمها فجأة مما جعله كالأخرس.
وأخيراً وصلا إلى القصر، بدأ عماد يتشاجر مع لينا حتى ترتدي المعطف، واستطاع أن يجبرها في النهاية وهي تصيح "يالك من مزعج" .. وبعد ذلك، صحبهما بعض الخدم إلى غرفة استقبال الأمير ..
عندما دخل الاثنان كان الأمير يجلس على أريكة خضراء داكنة ومنقوشة بالنقوشات الذهبية . كانت الغرفة الملكية واسعة وجميلة للغاية،الستائر مفتوحة والثريّات الذهبية تتدلى من السقف الأبيض ..
كان الأمير يجلس مبتسماً وعينيه متركزة على وجه لينا، مما جعل عماد يشعر بالغضب من أول ثانية ! ولكنه سرعان ما شاهد دعاء تجلس على أريكة في الجانب الأيسر وهي تحدق في وجهه بغيظ ، فرفع حاجبيه بطريقة مستفزة ووضع يديه في جيبيه .
الأمير سامي، شاب فائق الوسامة، لديه شعر أسود وبشرة بيضاء، عينيه صافيتين يشع منهما الذكاء، وابتسامته ساحرة ، إنه فارس احلام كل فتاة في البلد باكملها ... كان يرتدي حلّة حمراء داكنة،تبدو من الأنواع العسكرية، فعلى كتفيه تتركز قطعتان ذهبيتان، وأزارر الحلة ذهبية،وحزامٌ أسود أنيق في المنتصف، ويرتدي بنطالاً أسود ضيق بعض الشيء وحذاء عال الرقبـة .
قالت لينا داخل قلبهاوهي تتأمله بسعادة " انه أمير وسيم ، مثل القصص الخيالية، ياللروعة" .. تكلم الأمير عندما توقف الاثنان أمامه :
- تفضلا بالجلوس .
جلس الاثنان على يمين الأمير، الذي تكلم بلطف :
- هل يمكنني ان أتعرف على الشقيقان؟ من أنتما ومن أين جئتم ..؟
" لماذا يظن ذلك الوقح بأننا شقيقان ! " " هل يظن باننا أشقاء ..؟!" هكذا تسائل عماد ولينا داخل قلبيهما ، وقبل أن تتكلم لينا قال عماد بفظاظة:
- ولكننا لسنا شقيقان، إنها زوجتي.
شهقت لينا مفزوعة، وبدت الصدمة على وجه الأمير فقالت :
- هذا غير صحيح! إنه شاب أخرق تعرفت عليه في القطار السنوي ، ولكنه يمزح ..
ضحكت ضحكة قصيرة وهي تضرب بكوعها في خصر عماد ليتوقف عن سرد الاكاذيب،، فتساءل الأمير مع ابتسامة :
- إنها طرفة جميلـة، ولكنني لم أصدقها بالتأكيد، فانتما متشابهين جداً، بدوتما مثل الأشقاء.
ابتسمت لينا بينما حدق عماد ببرود ، وعندها عاد الأمير يقول :
- ولكن ملابسكما لا تدل على أنكما من هنا،صحيح؟
أجاب عماد :
- نعم، نحن لسنا من هنا، لقد جئنا مع القطار السنوي .
"أعرف هذا! ولكن كيف .... " تساءل الأمير باستغراب :
- لكن كيف وصلتما إلى هنا، بينما لا يتوقف القطار السنوي في أي من محطاتنا .. ؟
تبادل عماد ولينا نظرة ، فأجابت لينا :
- لأننا طلبنا من القطار التوقف في منتصف المسافة .
كان الأمير مستغرباً، واصبح يشك بأمرهما .. " إنهما شقيقين،ويخفيان الأمر .. أيضاً من المستحيل أن يتوقف القطار السنوي سوى في المحطات .. هل يعقل بأنهما لصوص ..؟ لقد افتعل ذلك الشاب المشكلة مع دعاء لكي أدعوه للاعتذار ثم ... "
قاطعت لينا أفكاره وهي تقول :
- ولكننا ممتنون جداً لدعوتنا.
وتابع عماد قائلاً بسرعة :
- لذا علينا الذهاب للبحث عن الجدة!
فكر الأمير وهو يحدق في وجوههما "هل هي خدعة ..؟أيجب ان أسمح لهما بالانصراف؟ أم أقوم بسجنهما؟ " نظر عماد إلى وجهه وهو يفكر " هل يشك بأمرنا؟ بالتأكيد أصبح يفكر الآن في رمينا بالسجن، أو إعدامنا ، مثل ماقاله لنا الفارس الملثم عن حرق الخونة، لهذا يجب علي أن أخرج لينا من الأمر بسرعة " ..
تكلم عماد قائلاً :
- سوف تذهب للبحث عن جدتها في بلاد الجبال، أليس كذلك؟
ابتسمت لينا بتوتر، وهمهمت بالموافقة، وعندها فكر عماد " لماذا هي متوترة، يجب أن تكون مبتسمة وواثقة! " نظرت إليه فرأته ينظر إليها بتلك النظرة المخيفة .. " انها المرة الثالثة! لماذا ينظر لي بتلك النظرة الغريبة ؟"
تكلمت دعاء فجأة بغرور:
- إذا كانت تلك الفتاة ستذهب ، فأنت لن ترحل من هنا قبل أن تعتذر و تقبّل قدمي، وإذا لم أسامحك سوف آمر بسجنك لعدة أعوام .
نظر عماد بقرف وهمس :
- انتِ تجعلينني مضطراً لأن اناديك عنزة في حضرة الأمير!
كبت الأمير سامي ضحكة مباغتة، وقال بهدوء مصطنع :
- أنا لن اترك تلك الفتاة تذهب قبل أن تعتذر للأميرة دعاء .
- أميرة؟ " أم عنزة؟ حقاً ياللسخرية "
قالها عماد بسخرية، فتكلمت ليناوهي تسحب اذنه وتهمس في داخل السماعة :
- يجب أن تعتذر وتدعنا نرحل. هل تريد ان تصبح مسجوناً..؟
- إذا كان عليّ الاعتذار فأنا افضل السجن . [/b]
[center] وقفت الاميرة دعاء وقالت :
- يالك من وقح! تريد ان تسجن وتعذب بدلاً من الاعتذار لي!؟
انصرفت دعاء بعد ان قامت بتحية الامير، وعندها قال الأمير سامي :
- كما ذكرت، سوف تسجن حتى تقرر الاعتذار للأميرة دعاء. فهي سوف تكون الملكة في يومٍ ما.
تساءل عماد بدون تهذيب:
- هل يمكن أنك ستتزوج بتلك الفتاة القبيحـة ..؟
"ياألهي انه فتى بذيء! كيف سأجيب عليه الآن، من الأفضل أن أزج به في السجن حتى أستطيع أن أتحدث مع تلك الفتاة الجميلة بمفردنا ." ابتسم سامي وقال :
- سوف أسمح لك بالهرب إذاً، وسأجهز عربة جنود تقلك إلى خارج البلاد .
تساءل عماد بحدة :
- وماذا عن لينا؟
تساءل الأمير متجاهلاً سؤال عماد :
- هل أسمك هو لينا؟ ياله من أسم لطيف .
" ياله من شاب مهذب ولطيف" ابتسمت لينا بخجل وقالت :
- شكراً لك .
وقف الأمير سامي وقال :
- سوف تبقين في القصر لعدة أيام، إذا أحببتِ فما رأيك ..؟
قال عماد معترضاً :
- لا، هي لن تبقى هنا، سوف تأتين معي، أليس كذلك؟
نظرت إليه لينا بدون قول أي شيء. وابتسم الأمير ابتسامة منتصرة
[center] ثم قال :
- إذاً؟ هل ستبقين؟
عاد عماد يقول :
- ألا تريدين البحث عن جدتك؟ سوف أساعدك في هذا ..!
قال الأمير بسرعة :
- يمكنني مساعدتك أفضل. فانا أعرف أمراء الدول الآخرين .
زفر عماد بضيق ونظر إليها، كانت تفكر بحيرة .. ثم تجاهلت عماد وابتسمت قائلة :
- أنا سوف أكون سعيدة باستضافتك لي .
عاد الأمير يبتسم بسعادة، وأشار أمامه ثم قال :
- تفضلي معي من هنا .
سارت لينا متقدمة،ولكنها توقف للحظة ثم ابتسمت لعماد و قالت :
- شكراً لك على كل شيء. وداعاً .
انصرف الاثنان ببطء،أما عماد فقد كان يبدو هادئاً، ولكن من داخله كان هناك بركان على وشك الانفجار، وتدفقت الحمم الساخنة داخل صدره فتمتم لنفسه :
" وإن يكن، لا بأس .. أنا سأرحل في طريقي الخاص" .. ولكن قوله بتلك الطريقة .. لم يخفف من وطأة حزنه، فقد كان غاضباً ولكنه لم يعرف حتى لماذا هو متضايق بتلك الطريقة ..!
شعر بالألم يجتاح صدره . حاول كتم الألم ولكنه لم يستطع .. جلس على الأريكة وهو يضرب صدره ببطْ بقبضة يده ويدعو بأن يتوقف الألم بسرعة .. لكن هذا شيء مستحيل .. فقلبه مريض ويحتاج إلى الدواء الذي تركه في حقيبته بالفندق .
دخل أحد الجنود ورمقه بنظرة قاسية وهو يقول :
- أنت، تعال معنا الآن .
نظر عماد إليه ولم يقل شيئاً،كان العرق يتصبب من جبينه، ووقف بصعوبة فأمسك به الجندي واقتاده إلى الخارج.
------------------
" ماهذا المكان السخيف؟ الم يقل بأنه سيجعلني اهرب من هنا ..؟ يبدو بأنه انشغل بـ لينا ونسي أمري " .. كان يتأمل تلك الغرفة الصغيرة المدعوة بـالسجن.
مد رجله فاصطدمت بالحائط ولهذا تأفف وهو يهمس بتذمر :
- هل يعقل ان تلك العلبة تكون سجناً ..؟
في تلك الأثناء توجه الأمير مع لينا نحو المتحف الذي يقبع بداخل القصر،، كان مليئاً بالرسومات الأثريّة والتحف القديمة النادرة .. ومع أن لينا لم تكن تعجبها تلك الأشياء إلا أنها كانت تبتسم بمودة وتظهر اندهاشها ..
وعندها تكلم سامي بالنهاية :
- أنا يمكن أن اهديكِ إحدى تلك القطع، لذا اختاري ما يعجبك .
كان يبتسم بوّد، وأصبحت لينا متوترة فهي لا تريد حقاً اختيار أي منها ، وعندها بدأ عقلها يفكر .. " هل يجب علي ان اقبل شيئاً كهذا ..؟" ابتسمت وهي تقول :
- شكراً على لطفك ، ولكن ..
نظر لها متسائلاً ، فقالت بسرعة بوجه جامد :
- انا ليس لدي اهتمام في الآثار القديمة .
كان سامي ينظر لها مأخوذاً .. " يالها من فتاة صادقة .. حتى إنها لا تستطيع مجاملتي في شيء لا ترغب به، اجابة بسيطة.. لكم أردت أن أصرخ بأنني لا أحب تلك الخردة التي أحتفظ بها في قصري !! "
تعلقت لينا بنظرة عينيها ولكنها أخفضتهما بسرعة وهي تتساءل " هل من الممكن بان يكون مصدوماً من ردة فعلي؟ هل يجب علي الاعتذار أم ..." قاطع صوته أفكارها وهو يقول :
- لا بأس. إذا كانت لا تعجبك فانا لن أرغمك على قبولها .
ابتسم بصدق وأشار لها لكي تبدأ بالمسير معه ،، فتمتمت بخجل :
- شكراً لتفهمك ..
وقبل أن يخرجا من الباب، كانت الأميرة دعاء تدلف بسرعة وهي تحمل مقدمة فستانها الضخم أمامها كي لا تتعثر، ورمقت سامي بنظرة مستفسرة، ثم قالت :
- ألن تذهب تلك الفتاة مع شقيقها ..؟ إذاً عليكِ أن تستعدي لأن شقيقك سوف يعذب وسوف يحتاج من يجره من رجليه!
قال سامي بنبرة توبيخ :
- دعاء! لا يحق لكِ قول هذا فهو تحت رعايتي .
- لكنه لم يعتذر لي!
أمسك سامي بذراع لينا وتجاهل وجودها وهو يقول :
- بأي حال ليس عليك مضايقة ضيفتي . فهي ليست شقيقته .
[center] قالت بنبرة عالية :
- تلك الشحاذة ضيفتك؟
احتقنت لينا بالغضب ولكن سامي توجه نحو دعاء وقام بتوجيه صفعة ... اصبحت لينا مندهشة، وعندها تمتم سامي بانفعال :
- إياك ان تتكلمي بتلك الوقاحة في حضرة ضيوفي !
ركضت دعاء بعيداً وهي تبكي، وبدأت تشعر بالغيرة والحقد " تلك الفتاة!! يجب ان ابعدها بأي طريقة!"
شاهد عماد البوابة تفتح وامامها حارسٌ يقول :
- انت، تعال معي .
مشى عماد خلفه في ممر طويل مؤدي الى خارج القصر .. وعندما اصبحا في الخارج، قال الحارس وهو يسلمه ورقة صغيرة :
- هذا قرار الافراج عنك من الامير سامي. يمكنك ان تذهب الآن.
انصرف الحارس وراقبه عماد ببطء وهو يفكر " علي العودة إلى الفندق من أجل العلاج ولكن .. هل سأتركها هنا وأذهب بسهولة؟"
أصبح قلقاً ومتوتراً بشكلٍ لا يطاق، وجر رجلية بتثاقل وهو يبتعد عن القصر، فما عساه أن يفعل ..؟ بعد أن سار مسافة كافية توقف مستنداً على جذع شجرة وضرب رأسه وهو يقول بصوت عالٍ محدثاً نفسه :
- أحمق! توقف عن التفكير .. ألم تخبرني بأنك ستمضي في طريقك الخاص! لماذا تراجعت ..
وصل إلى الفندق مثقلاً بالتعب .. ولهذا ابتلع قرص الدواء وغط بالنوم .
[center] كاد رأسها أن ينفجر عندما سمعت من الحارس بأنه رحل .
" كيف يعقل أن يفرج سامي عنه قبل أن يعتذر لي!! هو ليس شقيقها فعلاً..؟" .. دارت حول غرفتها وهي تفكر " يجب أن اجد حلاً لأبعادها .. "
كان سامي قد توجه إلى اصطبل الخيول،، فرحت لينا فرحة غامرة لرؤية تلك الخيول الجميـلة،، واقترب من حصانٍ أسود وتكلم قائلاً :
- هذا حصاني الخاص، يدعى جناح .
ابتسمت لينا بفرح، فسحب سامي حصانه من اللجام وقربه منها وهو يقول :
- يمكنك ان تلمسيه ..
تود لينا فعل ذلك، ولكن وجنتيها صبغت باللون الأحمر وصارعت نفسها " لا تخافي، فقد اقتربي وتحسسي وجهه بلطف" .. اقتربت وتحسست وجهه الأدهم ثم ابعدت يدها بسرعة وهي تقول بصوتٍ مرتجف :
- إنه حصانٌ جميل .
- هل ترغبين بامتطائه ..؟
لوحت لينا بيدها نفياً وقالت :
- لا استطيع فأنا لم اركب ظهر حصانٍِ من قبل .
ابتسم الأمير سامي وهو يعرض الأمر بشكلٍ لبق :
- لا بأس سوف اساعدك ...
" انا بالفعل خائفة! ايا كان لا استطيع ركوبه لوحدي ،، لذا يجب ان ارفض بلباقة واغير الموضوع " كانت تفكر لينا بتلك الطريقة وبحثت عن الكلمات اللائقة بينما كان سامي يفكر " اشعر بانها سترفض،ايضاً لا استطيع ان ادعوها للركوب معي فربما تظن بأنني شخص منحرف .." .. نطق الاثنان في نفس الوقت فقالت لينا :
- آسفة ..
- لا بأس، ماذا كنت ستقولين؟
التقت عيونهما للحظة وشعرت لينا بالحرج فابتسمت قليلاً وقالت وهي تبعد عينيها :
- شكراً على عرضك، لكن اتعلم ..؟
جذبته طريقة حديثها، فنظر لها وتساءل باهتمام :
- ماذا؟
- لقد رأيت فارساً يمتطي حصاناً أسود له لجامٌ فضي،، يشبه هذا الحصان تماماً.
" لا يمكن أن تكون قد تعرفت إليّ!" كانت الأفكار تعصف برأسه وعاد يتساءل :
- أين شاهدته؟
- على مشارف بلدتكم .. و ..
- ماذا؟
- أخبرني أنا وعماد كلاماً مخيفاً، عن قرية حرق أهلها بالكامل ..
ابتسم سامي ابتسامة رقيقة ثم قال وهو يتحسس شعر حصانه الحالك السواد :
- هذا غير صحيح، لقد كان يحاول إخافتكم فقط!
لمعت عيني لينا وتساءلت بسرعة :
- هل تعرف هذا الفارس ..؟
- لماذا تسألين ..؟
شبكت لينا يديها وقالت بخجل :
- لقد كان شكله مهيباً، ورائعاً .. حتى إنني ظننت بأنه حلم .. او ماشابه .
تراقص قلب سامي بين ضلوعه وهمس :
- هل تريدين مقابلته ..؟
ابتهجت لينا ثم همست بنفس الشيء :
- لا، ولكنني كنت أخبرك رأيي فقط .
كان سامي يشعر بسعادة لامحدودة، أراد أن يخبرها ولكنه تراجع لأنه لم يكن الوقت المناسب .. وبدلاً من هذا قال وهو يترك لجام حصانه الذهبي :
- ما رأيك ان تتناولي الغداء معي ..؟
---------------------
كانت دعاء تراقب ذلك .. سامي .. ذلك الشاب الذي تحبه وتعشقه من كل قلبها وهو يتحدث إلى تلك الفتاة الغريبة بودية ويعرفها على حصانه ثم ...
شهقت بفزع وهي تشاهدهما يتوجهان معاً إلى قاعة الطعام المخصصة للضيوف ..!
[center] ضربت جذع الشجرة بيديها في حنق وغيظ، ثم لمعت فكرة في رأسها، وركضت بسرعة إلى السجن وهي تسأل رئيس الحرّاس :
- أين هو الشاب المحجوز ..؟ في أي زنزانة؟
تكلم رئيس الحراس على الفور وهو يخرج ورقة من بين الأوراق على مكتبة :
- سيدتي! لقد حصل على اذن بالخروج من سيدي الأمير .
صرخت دعاء بقسوة وهي تضرب الورقة بيدها لتطير في الهواء وتسقط على الأرض :
- لماذا جعلته يخرج! لقد أمرتك بسجنه!!
- لكن أنا آسف سيدتي، علينا الاستماع لرأي ولي العهد أولاً!
- أنا سأصبح الملكة يوماً ما! كيف تتجرأ على قول هذا!
صمت الحارس ولم يستطع أن يقول شيئاً واندفعت دعاء تركض خارجاً وهي تغلي من الغيظ والقهر، عادت إلى جناحها في القصر وارتمت على الأريكة وهي تفكر وتخطط .. " ذلك الشاب ، سوف يرجع ليأخذ شقيقته وعندها سوف اسجنهما معاً بدون علم سامي، وسوف أجعلهم يتعذبون حتى الموت! " تنهدت ثم نادت احدى الخادمات بصوتٍ عالٍ ..
عندما حضرت الخادمة تكلمت معها دعاء بازدراء كعادتها :
- انتِ، استدعي لي حارسي الخاص بسرعة .
- حاضر سيدتي .
انصرفت الخادمة تركض وهي خائفة، وعندما حضر الحارس الخاص بها تكلمت وهي تضع رجلاً فوق الأخرى :
- إذا رأيت ذلك الشاب الذي عبث معي في الموكب، اسمح له بدخول القصر واحضره إلى هنا، هل سمعت ..؟
- عُلم .
انصرف الحارس وابتسمت دعاء برضى .
في الفندق، استيقظ عماد بعد مرور ساعة وهو يتضور جوعاً، ولهذا ارتدى سترته وجمع اغراضه بداخل حقيبته وانصرف وهو يسير في الشارع ببطء ..
" هل ستتركها؟ ماذا إن حاول أحدٌ ما استغلالها، بأي حال تبدو فتاة طيبة .. هل ستتركها أم ماذا؟
لكن ..
هي طلبت ذلك، ربما إذا راتني مجدداً سوف تغضب أو أي شيء من هذا القبيل!
لا يهم .. عليك ان تذهب وتحاول ايصالها إلى جدتها، على الأقل سوف تطمئن بأنها بإمان!
لماذا انت مهتمٌ بأمرها؟ فالتتركها.. انها مجرد فتاة صادفتها في القطار السنوي وحسب، لو لم تقابلها لسارت وحيدة في طريقها.. انت لا تعرف شيئاً سوى اسمها، كيف تكون بهذه الودية مع فتاة غريبة؟
ولكن ... انها فتاة طيبة،ومهذبة .. تبدو أيضاً بأنها رحلتها الأولى ! فهي تخاف من كل الاشياء حولها ..
لكنها لا تثق بي ابداً، ايضاً تكرهني، فقد انصرفت بدون علمي من الفندق.
حسناً، في النهاية، بعد كل هذا الجدال قلبي يؤلمني. أشعر بأنني اريد العودة إليها .. لا أريدها ان تكون خائفة أبداً
ولماذا؟
لا اعرف .. سأعود وحسب .." زفر بتعب بعد ذلك الصراع مع نفسه .. ثم ركل حجراً على الأرض فطار لعدة امتار قبل ان يسقط .. ،، وبهذا قرر أن يستدير ويعود إلى القصر، مع انه يعلم ان هذا من الممكن أن يتسبب في سجنه .
مشى بسرعة وثبات حتى انه نسي أمر الطعام، ولم يشعر بنفسه إلا عندما شاهد القصر يقبع امامه !
تسلل من بين الأشجار، حاول أن يصل إلى السور الخارجي،، كان هذا شيئاً صعب التحقيق لأن الحراس والجنود يحيطون بالقصر بشكلٍ مرعب!
"وكأنهم يتوقعون عودتي! أم ان القصور عادة تكون محاطة بالحرس هكذا ..؟ " تنهد بحرارة وهو يشعر بالجوع، فهو يدور حول المكان منذ ساعة بدون العثور على أية ثغرة!
اقتربت الشمس من المغيب، وبدأ الحرس بتغيير نوباتهم، الفرقةالصباحية تذهب ، المسائية تأتي، وبين ذلك التغيير السريع كان هناك ثلاثة دقائق استطاع أن يقفز فيها من فوق السور بسرعة وقلبه يضطرب بدقاتٍ متتالية من السعادة والشعور بالانتصار !
/ |
__________________
اللي يحب أنمي pandora hearts يكلمني في الخاص
وشكراً
التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-27-2015 الساعة 06:19 PM |