عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 06-11-2013, 03:37 PM
 
اهااا
شكرا على الرابط حبيبتى
بارت كان حلوووو كثير
ولاتنسئ الرابط
ياعسل
__________________
  #22  
قديم 06-12-2013, 06:02 PM
 
رواايه

راااعه جدااااا
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 04-27-2015 الساعة 06:18 PM
  #23  
قديم 06-14-2013, 04:54 PM
 
وين البارت حبيبتى
__________________
  #24  
قديم 06-14-2013, 10:25 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2015/02/27/17/521660796.jpg');border:3px solid gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

(17)
" آآآه! اختفت المدينة .. هل كان وهم؟ ام سراااب! " ازداد الجو برودة مع هطول الأمطار الغزيرة، وشعرت بأنها بدأت في الارتجاف ولكن عماد تكلم وهو يرفع حاجبيه بلا مبالاة :
- لا تقلقي هذا بسبب الضباب، لقد ازداد كثيراً وحجب الرؤية عنا ..
- هل انت متأكد؟
نظر إليها بتلك النظرات الواثقة وابتسم قائلاً بهدوء :
- نعم، أنا متأكد ..
وضع حقيبته على الأرض فتحها واخرج منها المعطف الرمادي ثم اقترب منها واضعاً إياه فوق كتفيها وهو يقول :
- تشعرين بالبرد ..؟
" ذلك الشاب الأخرق، قريب .. قريب للغاية، ماتلك الحرارة التي اشعر بأنها تنبعث من جسده ! " اعتصرها الخجل، فتسائلت بدون أن تنظر إليه :
- هل انت مريض .. ؟
" ياله من سؤالٍ غريب ! " رفع حاجبيه وقال :
- أنا بخير!
- لكن، حرارتك مرتفعه؟
- ليست كذلك !
زفرت بضجر ولكنه اقترب منها مجدداً واخفض رأسه نحوها وهو يقول :
- تريدين أن تتحسسي جبهتي لتتأكدي ..؟
سرت القشعريرة في جسدها وصرخت وهي تركض بعيداً :
- لا أريد أن اقترب منك حتى! ابتعد عني!
" يالها من طفلة عنيدة " توالت ضحكاته ومن ثم حمل حقيبته وهو يسير خلفها محاولاً اللحاق بخطوات ركضها السريع.
جلس الاثنان تحت شجرة ضخمة ليحتميا من الامطار الغزيرة، كان الجو بارداً وضبابياً ، ولانها أصيبت بالبرد الشديد تقوقعت حول نفسها وفركت يديها محاولة جلب الدفء، كان عماد يراقبها بهدوء وعندها تكلم قائلاً :
- تشعرين بالبرد لأنك تبللتي ..
رفع شعرها المبتل بمياه الأمطار قليلاً فشعرت بالخجل وامسكت بشعرها بسرعة فعاد يقول بخفوت :
- ارفعيه بعيداً عن رقبتك ..
- هـ .. هذا ليس من شأنك !!
حلت فترة صمت قصيرة وعندها نظرت نحوه ولكنه كان يراقبها عن كثب فجنحت بنظاراتها بعيداً وهي تقول بغضب مصطنع :
- انت ايضاً تبللت لماذا لاتشعر بالبرد!!
- لأن شعري قصير!
قالها بشكل مازح وضحك فهمست :
- يالك من أحمق!
اقترب منها أكثر ، كانت انفاسه الساخنة تلفح رقبتها، رفعت كتفيها محاولة الابتعاد ولكنه وضع رأسه ببطْ فوق كتفها وتكلم قائلاً :
- هذا المكان، يبدو مألوفاً لي .
شعرت بالحرارة تتدفق إلى وجنتيها " تقصد هذا المكان؟ أم ذلك التصرّف .." ، ابتسمت بشكل لا إرادي وعادت إليها الذكريات عندما تقابلا في القطار ونزلا منه لأول مرة كانت الامطار قد بدأت في الهطول وجلسا تحت شجرة مثل تلك .. تكلمت :
- أتعلم؟
- ماذا؟
- عندما نزلنا من القطار ومشينا لبعض الوقت، أصبحت مريضاً ، ووضعت رأسك فوق كتفي هكذا ..
رفع رأسه من فوق كتفها وحدق إليها وهو يقول بخفوت :
- متى حصل ذلك؟ أنا لا اذكره .
ألقت نظرة نحوه ثم قالت بخجل وهي تحك أصابعها مع بعضها بتوتر :
- في ذلك اليوم، اصبتُ بالذعر وتحسست جبهتك .
سرح بانظاره يتأملها " انا لم أدرك أنني فعلت ذلك من قبل .. ولكنها الآن .. تبدو جميلة ولطيفة للغاية .. " ابتسم وهو يحك ذقنه بخجل، ثم تكلم قائلاً :
- لقد سببت لك الكثير من القلق في تلك الرحلة! لكن أتعلمين؟ انت تكرهين البرد .. لن تعجبك مملكة الجليد على ما أظن ..
تكلمت بشكلٍ عفوي :
- ولكنني لا أشعر بالبرد الآن !!
ابتسم وتساءل :
- اتعنين بأنك لا تبالين بالبرد .... مادمت معي ..؟
تفاجأت من سؤاله حتى أن جبهتها بدأت تتصبب عرقاً " هل علي أن أقول الحقيقة .. أم الكذب ..؟ " نظرت إليه ببطء وتقابلت نظراتهما للحظات، أردات أن تكذب ولكنها لم تستطع، فقط اجابت بمايتبعه قلبها :
- نعم ..
بدا ان الإثنان قد سرحا في عالمٍ آخر ، حيث لا يوجد غيرهما .. بدأ المطر يتوقف شيئاً فشيئاً وتكلم عماد حيث أصبح صوته كالهمس المنخفض :
- إذاً ، أنا وانت سنبقى مع بعضنا في أي مكانٍ سنذهب إليه ..؟
وكأنما أفاقت على صوت الرعد القوي الذي هزّ المكان، حركت كتفيها إلى الأعلى ثم أبعدت خصلات شعرها عن وجهها وهي تقول بسرعة :
- هذا غيرُ ممكن!
- لماذا؟
" ذلك الأحمق، هل نسي كل شيء عن الفتاة التي يحبها ..؟ أم إنه لا يصنع الحدود في مثل تلك المواقف .. " رمشت عينيها بتوتر وهي تجيب :
- أنت، لن تكون معي في كل مكان .. أليست لديك امرأة في حياتك ..؟ إنها لن توافق على هذا !
- لكن لابأس مادمنا أصدقاء ..
ارتسمت تكشيرة صغيرة على وجهها وقالت معترضة :
- هذا ليس مناسباً لي! ماذا إن صادفت فارس أحلامي بينما أتجول معك؟ سوف تخبره بأنني زوجتك وتقوم بتشويه سمعتي ..!
" فارس أحلامها ..؟ دائماً ما اقول كلاماً لا أعرف كيف أنهيه .." قبل أن يتوقف قلبه بسبب الغيظ ، وقف على الفور وفرد ذراعيه في الهواء وهو يهتف :
- آه! إنها مضيعة للوقت! هيا بنا نتابع الطريق ..
سار بحماس مصطنع بينما تبعته لينا بناظريها وهي تفكر " لماذا عاد للتجاهل .. حقاً أنا لا أفهم ذلك الشخص المعقّد! "
سارت خلفه وهي تشعر بالاحباط ، ومالبثت أن توقفت عندما رأته من بعيد يقف مذهولاَ، اقتربت بسرعة وعندها شاهدت القطار يقف وسط الأشجار وأبوابه مفتوحة على مصراعيها ..
ذلك الجو الضبابي .. وذلك المكان وسط الغابة قطعاً يذكرهم بشيء ما ..!!
إنه نفس المكان الذي هبطا من القطار فيه ..!
ملامح الذهول لم تختفي وهو يتسائل :
- هذا المكان! هل عدنا إلى نفس نقطة الأنطلاق!؟
صاحت وهي تشعر بالخوف يجري في أوصالها :
- في ذلك الوقت، رأيتُ القطار يمشي مبتعداً!!
- وأيضاً لا يعقل بأنه توقف هنا في تلك الفترة الكبيرة!
" كان محقاً عندما أخبرني بأن المكان مألوف .. " كانت تفكر وهي تنظر إلى شكل القطار الرابض في مكانه، وعندها أمسك عماد بيدها وقال وهو يجرها خلفه :
- إذاً هيا لنركب !
صاحت وهي تجاريه في الركض :
- فيم تفكّر ..؟
قفز فوق باب القطار ومد يده لها وهو يقول وعلى وجهه ابتسامة مشجعة :
- لن نضيع الوقت، إذا كنا ذاهبان لنركب القطار، فهاهو قد جاء إلينا ..!
مدت يدها إليه فرفعها إلى القطار، وقف الاثنان يتطلعان إلى الداخل بصمت .. كان هادئاً جداً قبل أن تنغلق الأبواب بشكلٍ مفاجيء ويبدأ بالتحرك ....
" بدأ يتحرك مثل الوحش الذي كان ينتظر فريسته! .. " بدون وعي منها ، كانت تتشبث بذراعه من الخوف! أما هو فقد كان ينظر إليها وعلى وجهه ابتسامة ، وأشار إلى المقاعد وهو يقول :
- دعينا نجلس هناك .
جلس الاثنان بصمت، الجو البارد يجعلهما متقاربين، ولكن عماد اقترب أكثر حتى التصق بها فابتعدت قليلاً وعندها نظر إليها وقال :
- ماهذا ..؟ سوف يخطفك الأشرار إن لم تكوني بجانبي مسافة كافية ..!
لم يكد يتم جملته حتى خرج أحد المسافرون من مقصورته متوجهاً إلى دورة المياه، جفل الاثنان وهما يحدقان إليه غير مصدقين بأنه يوجد بشرٌ آخرون غيرهم!!
في ذلك الوقت كانت لينا قد التصقت به بالفعل بسبب الخوف الشديد الذي يعود إليها كل مرة!
نظر إليها وهو يشعر بالسرور لأنها تتشبث به بتلك الطريقة .. ذلك الشعور الذي يدغدغ حواسه بأنه الأمان والملجأ الوحيد بالنسبة إليها ..
ابتعدت عنه للمرة الثانية على التوالي وتكملت بخجل :
- آسفة .
أراد أن يقول "لا تعتذري .. فقط افعلي ماتشائين .." .. ولكنه لم يستطع إخراج كلمة واحدة وبقيا على هذه الحال فترة من الزمن وهما يراقبان بعض المارّة حتى تكلمت هي :
- لم يأتي الموظف الذي يتطلع إلى التذاكر الخاصّة ..
تثاءب بكسل ثم قال :
- مثل ذلك الشخص غيرُ موجود! لأن القطار لايفتح بابه لكِ إلا إذا اظهرتي تلك التذكره ..
" اتعني أننا ركبنا مجاناً! .. " فتحت عينيها باستغراب وقالت :
- هذا لأن أبواب القطار كانت مفتوحة من الأساس ..
" الآن يبدو القطار طبيعياً، الكثير من الناس .. أطفال .. الكبائن تفتح وتغلق .. كما يكون دوماً " نظر إليها وقال :
- اتعلمين؟ لقد ركبتُ ذلك القطار كثيراً، لكنه لم يكن بهذا الهدوء أبداً كمثل اليوم الذي قابتلك فيه.. وأنا أعتقد ان هناك شيئاً غريباً يحصل ..
بدأت لينا في الارتجاف خوفاً من كلماته الأخيرة ولكنه توقف وسأل أحد المارة :
- من فضلك، ماهي آخر محطة توقف فيها القطار ..؟
- ربما كيتاليا ..؟ لا أعلم فأنا في رحلة طويلة .
- اتعني بأنه لم يتوقف اضطراريا منذ نصف ساعة ..؟
- لم يحدث هذا .



عاد للجلوس بجوارها وهو يقول :
- ارأيتِ ..؟ أخبرتك هناك شيء غريب .. لما لا نتفقد مقصورتي، ربما اسمي مازال مسجلاً عليها .
تسائلت لينا :
- هل هذا ممكن ..؟
- لا أظن بأنه ممكن ولكنني أود تجربة الأمر .
ذهبا إلى المقصورة ذات الرقم تسعة وثمانون . أخرج عماد بطاقته المعدنية الخاصّة بالقطار وقام بتمريرها أمام البوابة ليفاجأ بأن الباب أصدر صوت فتح القفل ..
حرّك المقبض ببطء لينفتح معه بسهولة ، أطل برأسه إلى الداخل ليشاهد المقصورة الفارغة وعندها تسائلت لينا :
- هل هناك شخصٌ ما ..
- لا .. ولكن ..
اخرج رأسه ونظر خلفها وهو يقول :
- هل علينا أن نسأل أحد المسؤولين عن الاسم الالكتروني ..؟
- وماذا يعني هذا ..؟
لوح ببطاقته أمام وجهها وهو يقول :
- هذه البطاقة مسجلّة باسمي، إذا لم تكن تلك المقصورة الخاصّة بي .. فلن يفتح القفل الالكتروني مهما حدث!
فتحت عينيها بذعر وهمست :
- ياللتطور !
عض على شفته السفلى وقال بعصبية :
- انت لم تفهمي شيئاً من ما قلته الآن .. صحيح؟
ابتسمت بخجل وهي تفكر " كان يعني بأن نظام القطار .. متطور جداً .. ؟ " همست بتأني :
- إذاً .. ماذا تقصد؟
رمش بعينيه عدة مرات وهو يحاول شرح الامر :
- أعني أن الغرفة مازالت مسجلّة باسمي .. ! وهذا معناه أن القطار لم يسجل نزولنا وصعودنا عليه ..ربما بطاقتك نفس الحال .
" لقد مرّت عدة أسابيع منذ نزلنا من القطار .. " فكرت حول كلامه لبعض الوقت، ولكنها تسائلت بالنهاية :
- هل تعني بأننا نزلنا وصعدنا بينما يظن موظفوا القطار بأننا مازلنا هنا ..؟
- أظن هذا ..
ارتفع حاجبيها من السعادة وقالت مبتهجة :
- هذا جيّد ، موظف القطار لن يسأل عن تذكرتي إذاً ..؟
" هل تفكر حقاً بتلك الطريقة ..؟ " ضحك ضحكة قصيرة وهو يضربها على رأسها بالتذكرة :
- يالك من ساذجة! لقد وعدتك بأنك لن تقعي في المشاكل مادمت معي ..
كانت ترتب شعرها الذي تبعثر بسبب الضربة ، ولكن عندما سمعت جملته قلبت شفتها السفلى ونظرت إليه بطرف عينيها وهي تقول بضجر :
- يالك من كاذب! منذ أن نزلت معك والمصائب تلاحقني !
فتح باب المقصورة وقال :
- إذاً فالنبق هنا حتى نصل إلى محطة مملكة الجليد .. مازال أمامنا بعض الوقت .
جلس بجانب النافذة بعد أن القى بحقيبته على المقعد المقابل ثم نظر إليها يحثها على الدخول، استغرق منها القليل من الوقت .. ولكنها دخلت ببطء وأغلقت الباب ثم تسائلت وهي تجلس بجانب حقيبته :
- بعضُ الوقت ..؟ هذا القطار يعود إلى كل محطة في موعد معيّن من العام ، لأنه يجوب بلدان العالم أجمع..
اسند ذراعيه على الطاولة أمامه وقال بجديّة :
- لكن المحطة الخاصّة بمملكة الجليد قد اقتربت كثيراً .. سنصلُ إليها بعد عدة ساعات وحسب ، هذا لانني لم أركب منها .. لقد تركتها منذ مايقرب العامين .
" عامين؟ خارج بلاده .. ماذا كان يفعل في ذلك الوقت!!.. " رفعت حاجبيها مندهشة ولكنه تابع كلامه :
- يجدر بك أن تعرفي، بأنها المرة الأولى التي أرافق فيها شخصاً ما لتلك الفترة الطويلة، لقد كنت أسير بمفردي وحسب .. بغض النظر عن أنني عشتُ طوال عمري بدون أصدقاء او رفقاء .. لقد كنت معتاداً على هذا .. لذلك ..
تنهد تنهيدة قصيرة ورفع ناظريه إليها وهو يقول :
- أنا لم أستطع أن اهتم بك كما يجب، فلا بأس إذا كنّا معاً في نفس المكان، سوف نكون عوناً كبيراً لبعضنا ..
حاولت استعادة ملامحها الجادة وهي تقول :
- لقد كانت المرة الأولى التي أسافر فيها ..!!
- أعلم ذلك .
استندت بظهرها على الأريكة وشبكت ذراعها أمام صدرها وهي تتسائل :
- وكيف تعلم!!
ضحك عماد بشكلٍ مفاجيء مما جعلها تصيح لتوقفه :
- ما المضحك في الأمر أيّها المزعج؟
" تبدو لطيفة مثل الأطفال الضجرون .. " نظر إليها لثوانٍ قبل أن يجيب وهو يكتم ضحكته:
- أنتِ .. أنت حقاً ..
- ماذا؟
- أي شخصٍ سيقابلك سيدرك بأنها المرة الأولى لك ..
" ياله من مزعج .. كيف يعرف ذلك .. " عقدت حاجبيها تفكرّ وقالت :
- بالتأكيد فأنا لم اسافر من قبل وليست لديّ خبرة أبداً !
رفعت عينيها إليه، ولكن نظراته كانت موجهة نحوها ، لم تستطع الحديث .. لقد نسيت ماكانت ستقوله حتى، ولهذا ابعدت نظراتها بسرعه واقتربت من النافذة أكثر وهي تقول :
- متى سيظهر الجليد ..؟
ظل يفكر وهو ينظر إلى وجهها الجميل، كان حائراً كيف سيبدأ فيما يودُ قوله .. " أريد أن أعرف عنها كل شيء .. لكنني لا أجرؤ على سؤالها حتى .. " كانت تشعر بتلك النظرات التي تخترقها! لم تسمع الإجابة فعادت تنظر نحوه ببطء .. وعندما تقابلت عيناهما تسائل :
- أين أسرتكِ ..؟
" الآن أصبحت مهتماً بالتحقق عني . ..؟ ماذا عني أنا التي لا أعرف عنك شيئاً على الأطلاق سوى أنني مغرمة بك و أنك مغرمٌ بفتاة أخرى .." تبادر إلى ذهنها ذلك السؤال فتكلمت :
- في تلك الفترة الطويلة، مايقارب العامين ، هل تركتها خلفك ..؟ ألم تكن بينكما وسائل اتصال ..؟
" لقد عاد الحديث يدور حولها مجدداً .. " لم يبدُ متأثراً بالسؤال ، فملامحه الهادئة كفيلة بأن تخبأ كل المشاعر، ولكنه تسائل بغباء :
- أتقصدين أمي ..؟
رفعت حاجبيها وتساءلت على الفور :
- والدتك؟ إذاً العلاقة بينكما جيدة؟
اومأ بالايجاب . أما لينا فقد لمعت عينيها بشوق وهمست وهي تعود بنظرها إلى النافذة :
- هذا رائعٌ حقاً ..
لم يزحزح عينيه من فوق وجهها وقال :
- إذن، ليس لديكِ عائلة ..؟
كان تكرار السؤال صعباً، احتشدت الدموع في عينيها وصور الحرب والموت تمر من أمام عينيها، لقد حاولت النسيان بكل قوتها ولكن ..
بدا عليها الحزن بشكلٍ واضح مما جعله يقول متداركاً :
- أتعلمين، أنا اتضور جوعاً .. ما رأيك بأن نذهب ونشتري شيئاً ما ..؟
حاولت تغيير مشاعرها التي اصيبت في مقتل، مسحت عينيها محاولة إزالة ذلك الكم من الدموع الذي يريد أن يخرج وهي تفكر " لقد شعر بي، إنه يعرف بأنني أريدُ البكاء .. كم هذا مخجل! .. " أجابت بشكل اعتيادي لكن صوتها بدا ضعيفاً على الرغم منها :
- نعم، هذا جيّد ..
توجها نحو المطعم الصغير ذو الرقم اربعة ، كان يقبع في المقطورة ، هناك طاولات مثبتة في كل جانب من الجانبين وكراسي حديدية ملتصقة بالارض، جلس الاثنان متجاورين، وتطلع عماد اليها بنظرة وهو يحاول ايقاف افكاره السلبية الكئيبة ، كان يشعر بالحزن الشديد لأنه سبب لها الضيق بسؤاله الأحمق، امسك بقائمة الطعام وهو يقول :
- أريد أن آكل كل هذا ..!
ضحكت لينا وقالت :
- تشعر بذلك بسبب الجوع، لكنك لن تستطيع أكله بالكامل!
لمعت في عينيه نظرة تحدٍ وهو يقول بإصرار :
- استطيع !
نزلت بعينيها إلى كتفيه ثم عادت الى وجهه مرة أخرى وهي تقول بشكلٍ ساخر :
- إذا كنت تستطيع ابتلاع كل هذا .. إذاً لم أنتَ نحيلٌ بتلك الطريقة؟!
" نـ .. نحيل! يبدو بأنها لاترى جسدي المتناسق بشكلٍ جيّد .. هذا يعني بأنها ليست معجبة بي على الإطلاق " عاد يرمش بعينيه وهو يحاول أن يجد الإجابة السليمة ولكنه قال بدلاً من ذلك :
- أنت لاتفهمين شيئاً! القوة هي الشيء الأساسي، بالرغم من أن جسدي نحيل ولكنني قوي بشكلٍ لايصدق!
كانت تضحك في قلبها وهي تفكر " بالرغم من هذا أنت وسيم .. " نظرت إليه نظراتٍ متشككة وقالت :
- حسناً سوف نرى!
" مازالت تشك بأمر قوّتي ! " فتح عينيه جيداً وأخذ نفساً عميقاً ثم قال :
- آخ! لقد حملتك يوماً كاملاً ولم أشتكي! كيف لا أكونُ قوياً !
- هل تعني بأنني كنت ثقيلة إلى ذلك الحد! أنا أخف من ريش الطيور!
فتح فمه مستنكراً وهتف :
- لقد كنتِ ثقيلة كـ طنٍ من المعادن!
- يالك من مغرور! كيف يمكن لنحيلٍ مثلك أن يحمل طناً من المعدن! أوفٍ لك!
سمع الإثنان ذلك الصوت القريب، هناك شخصٌ ما يضحك! ولهذا انتبه عماد على الفور " أوه، لقد ارتفعت أصواتنا لدرجة أن أحد الركاب قد سمع حديثنا" نظر الاثنان في الاتجاه الآخر، كان يجلس خلفهما رجلٌ ذو شعر أبيض ، يرتدي بزةّ رمادية أنيقة ونظاراتٍ طبيّة دائرية ترتكز فوق أنفه المعقوف وتتدلى من جانبيها سلسلة فضية تحيط برقبته، ولكنه مع وجود النظارة كان يحدق من فوقها بعينيه التي أحاطتها تجاعيد التقدم في السن وعلى فمه الواسع ابتسامة حقيقية تظهر اسنانه الناصعة البياض .
عندما شاهد كل منهما الآخر تكلّم الرجل قائلاً :
- زوجين لطيفين !
كانت لينا ستجيب، ولكن عماد سبقها قائلاً :
- نحن كذلك! شكراً لك! أنت أيضاً تبدو شخصاً مميزاً .
" يالك من متعجرف لكي تعيد قصّة زواجنا الخيالية مرة أخرى أمام الغرباء .. " كانت تحدق إلى عماد بغيظ وحاولت اخفاء ذلك أمام الرجل الذي تكلم قائلاً :
- أنا عميدُ قطار الليل .
كانت جملتّه غريبة بعض الشيء ولهذا، اعتدل عماد في جلسته أمام الرجل وتسائل :
- الليل؟ ولماذا تدعوه هكذا، القطار يتوقف في المحطات في النهار أيضاً ..؟
تكلم وهو يرشف من كوب القهوة في يده اليمنى :
- إنه القطار الذي يجمع بين الطرق الأكثر غرابة في العالم .
" هذا الرجل، مخيف .. ويقول كلاماً غيرَ مفهوم على الإطلاق!! " اختفت ملامح الانزعاج من على وجه لينا وحلت بدلاً منها ملامح الاستغراب والتوجس .. نظرت إلى عماد الذي ظهر بوجه جامد بينما كان يفكّر "هذا الرجل يعرف السر الخاص بالقطار .. " بدون تردد تكلم عماد قائلاً :
- لقد توقف بنا القطار منذ مايقارب الشهر في وسط مسافة مجهولة بين المحطات، هل تعتقد بأن هذا ممكن الحدوث ..؟
ضحك الرجل العجوز وهو ينظر إلى عماد بنظراتٍ غريبة، ثم همس :
- هذا غيرُ وارد .. ولكنه يحدث في حالاتٍ نادرة!
- وماهي تلك الحالات؟
- عندما يمر القطار في الفجوة ويتواجد الاشخاص مستيقظين في الخارج، يصبحون خارج المكان، والزمان !




[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/COLOR][/SIZE]
__________________



اللي يحب أنمي pandora hearts يكلمني في الخاص
وشكراً

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-28-2015 الساعة 05:27 PM
  #25  
قديم 06-14-2013, 10:30 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2015/02/27/17/521660796.jpg');border:3px solid gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

آسسفةة على التأخير:madry:
(18)


" كما يخرجون معاً، يصبح من الصعب أن يرجعوا معاً، تظل الأماكن موجودة .. مهما توالت عليها الأجيال .. الأحداث كلها تنطبق عليهم ، الشخصيات الخيالية تجتمع في مملكة عجيبة وتتكرر نفس القصص كل مرة ولكن الأشخاص المتنافرين، يذهبون بلا رجعة! وعندها يتحرك القطار من خلف الثواني ويغلق أبوابه ثم يرحل بدونهم .. وعند الوصول إلى المحطة، تصبح الأسماء موجودة .. ولكن الأجساد مفقودة!"





عادا إلى المقصورة وهما يشعران بالانهاك، تكلم عماد وهو يلقي بجسده على الاريكة :
- كان الطعام لذيذاً .. ولكنني .. أكلتُ كثيراً!
كان كلمات عميد القطار، الذي رحل بسرعة، مازالت ترن في اذني لينا التي لم تستطع تناول طعامها بسبب الخوف والتفكير فيم حصل، ابعدت حقيبة عماد قليلاً وجلست بجوار النافذة وهي تتسائل :
- هل تصدق كلامه؟ هل تصدق أن هناك شيء يدعى العودة بالزمن؟ والمملكة العجيبة والكلام من هذا القبيل .. هذا شيء مستحيل .
الصق رأسه بالنافذة هو الآخر وقال بجديّة :
- ولكن .. كيف تفسرين ماحدث معنا؟ قصرُ سامي ومدينته البدائية! ومع ذلك عامل الفندق كان يعرف الكينتات الحديثة، تلك العجوز التي كانت تعيش منذ مائتي عام وتعرف اسمك ولديها صورة تشبهك تماماً! كل تلك الأشياء لك تكن واقعية .. حتى إن هاتفي المحمول لم يكن يعمل على الإطلاق!
وضعت رأسها على الطاولة وأغمضت عينيها تحاول استيعاب الأمر .
وتابع عماد كلامه وصوته ينخفض تدريجياً :
- من الجيّد أننا بقينا سوياً حتى تلك اللحظة. وإلا ، كنا سنضيع في ذلك الزمن إلى الأبد!
" نعم، كان هذا جيداً ، لقاؤنا كان مثل القدر .. " رفعت رأسها لتنظر إليه .. شاهدت ابتسامة خفيفة ترتسم على وجهه بينما يتأمل من النافذة وعندها نظرت فلمحت الجليد المتراص على قمم الجبال الذي بدأ في الظهور .. كانت تريد الشعور بالسعادة، ولكنها بدلاً من ذلك شعرت بالألم الذي يتسلل إلى قلبها عندما فكرت بأن تلك الابتسامة كانت فقط لأنه مشتاق .. مشتاق إليها.
تنهدت وهي تحاول طرد تلك الأفكار من رأسها، فلن تزيدها إلا عذاباً! شعر بتلك الآهه الحزينة التي خرجت من صدرها " فيم تفكر الآن؟ عن عائلتها؟ هل يمكن أن تكون قد عاشت في الملجأ منذ طفولتها .." شعر بالضيق من التفكير في هذا الأمر لكن الارهاق الذي يشعر به أوقفه عن التفكير في أي حديث مرح لكي تتغير تلك الأجواء .
وكأنما انقذته من التفكير في موضوع ما، تسائلت لينا :
- منذ متى وانت تعمل طبيباً؟ لا تبدو كبيراً في السن ..
صمت قليلاً وهو يفكّر ، وعندها قامت لينا باستفزازه قائلة :
- يبدو بأن الطبيب المزعج لم يعمل بمهنته مطلقاً!
اعتدل في جلسته وقال بتكشيرة بسيطة :
- ماذا؟ لقد أتممت التاسعة والعشرون من عمري .
" يبدو أصغر من عمره بكثير " انفجرت ضاحكة وهي تقول :
- مخلوق ٌ فضائي! كيف يمكن لشاب ذو وجه طفولي أن يكون على مشارف الثلاثين من العمر ..؟
ضحكة ساخرة ارتسمت على شفتيه بينما كان يفكر " أنا ذو وجه طفولي ..؟ حسناً سوف أجادلك قليلاً أيتها الطفلة البائسة .. " رفع احدى حاجبيه وتقدم إلى الأمام قليلاً وهو يهمس :
- هل من الممكن أن تكوني أكبر عمراً مني ..؟
هتفت والقهر يعتصرها :
- هذا مستحيل ياذا الوجه الطفولي! أنا اصغر منك بكثير!
ضحك على ردة فعلها وقال :
- لقد عملت لمدة عامين في المستشفى الكبير، لدي بطاقة طبيب أيضاً . ولكنني تركت العمل فجأة، ربما أكون قد طردت بشكل ما أو تم فصلي .
فتح حقيبته وأخرج منها بطاقة عليها صورة صغيرة له وبجانبها اسمه ومهنته ، رفعت عينيها مندهشة وهي تختطف البطاقة من يده وصرخت :
- طبيب أطفال! أنت !!
جلس على مقعده وهو يتثاءب ، ثم همس :
- ولم لا ..؟
تأملت البطاقة مندهشة وأومأت بالرفض وهي تمتم :
- مساكين! هؤلاء الصغار الذين سيكونون تحت رحمتك!
صمتت لبعض الوقت، ثم راودها سؤالُ :
- هل عملت في ذلك المشفى لفترة طويلة ..؟
لم تستمع لإجابة منه ، رفعت رأسها ولكنها فوجئت ، لأنه كان مغمض العينين، يستند برأسه على النافذة وكأنما فقد وعيه فجأة!
وقفت بخوف وهتفت :
- عماد؟
لكنه لم يجبها، ركضت حول الطاولة وجلست إلى جواره ثم تحسست جبهته، لكن حرارته لم تكن مرتفعه، عندها فتح عينيه ببطء وقال بتعب :
- أنا ، فقط نائم لفترة قصيرة ..
شهقت فزعة وهي تبعد يدها .. شعرت بخجل شديد وحدقت إلى الطاولة وهي تلتقط انفاسها .. " لماذا تنام وتستيقظ فجأة، لقد كنت خائفة لا أكثر! " عادت تنظر نحوه ببطء ولكن، بدا أنه عاد إلى النوم .
عادت إلى مكانها وهي تفكر " اخبرني بأن هاتفه المحمول لم يكن يعمل ، لقد عرفت الآن كيف يتواصل مع والدته وخطيبته .." كانت تتأمله بينما هو نائم، عادت تنظر إلى صورته في البطاقة، كان وجهه آنذاك مفعماً بالنشاط والحيوية .. لم يكن شاحباً مثل الوجه الذي تراه الآن ..
أمسكت بحقيبته لكي تعيد البطاقة إلى مكانها و تسائلت أين كان يضعها؟
ولذا، فتحتها لكي تضع بطاقته الطبية في مكانٍ أمين، ولكنها لمحت شيئاً ما .. شيئاً تعرفه جيداً!!
بدون شعور منها، أخرجتها !! وهي تنظر باستغراب والصدمة تعلو ملامحها .. بدأت تتمتم بجزع :
- حقيبتي .. حقيبتي ..؟!
فتحتها وفتشتها بجنون، إنها بالفعل حقيبتها .. كل شيء موجود في مكانه!!
كان عقلها عاجزٌ عن التفكير .. ماذا ستفعل ، ماذا ستقول ..؟
عادت تنظر إلى وجهه النائم ..! كيف يعقل بأنه اللص ..؟؟
أعادتها بداخل حقيبته بشكل عشوائي وابتعدت مسافة كافية وهي تنظر من النافذة وتفكر .. أرادت أن تنسى ، أن تفقد الذاكرة .. أن يعود الزمن بها لتلك الدقائق لكي لاترى الحقيبة !!
كانت تشعر بالضيق الشديد!
أرادت أن تصفعه لكي يستفيق وتسأله .. لماذا؟
" لماذا تكبدنا كل تلك المشاق ومعك حقيبتي منذ البداية! حتى أنك لم تكن تعرف بسر القطار! هل لديك أية مبررات! لم فعلت ذلك بي! .. "
مرّت تلك الساعة كأنها عامٌ كامل، حين فتح عينيه ونظر إلى وجهها .. علم أن هناك خطباً ما فقد كانت ملامحها كئيبة، اعتدل في جلسته وهمس بصوت يملأه النعاس :
- يمكنك النوم قليلاً .. ومن ثم ..
قاطعته بنظرة غاضبة وهي تقول :
- لا استطيع النوم حتى فأنا لم أعد أثقُ بك على الإطلاق!
" آه عدنا إلى مسألة الثقة المجنونة .. " حك رأسه بغباء وتطلع إليها متسائلاً :
- ما الذي فعلته تلك المرة حتى تخبريني بتلك الجملة مجدداً؟
" هل يعقل بأنك السارق؟ لكنني لم اشاهدك تسرق شيئاً آخر في خلال رحلتنا ... ام انك لص محترف " يداها ترتجفان وشفتيها تعجزان عن الكلام!
لكنها تريد أن تعرف .. خرج صوتها ضعيفاً وهي تحاول كبح دموعها :
- لماذا .. حقيبتي معك؟
جعلته الصدمة غير قادر على التفكير، انتقل بنظره بينها وبين الحقيبة "لقد كان هذا سريعاً! لماذا اكتشفته بنفسها؟؟ كان علي اخبارها بالأمر بأية طريقة .. " تقارب حاجباه في توتر وقال بحدة وهو يعتدل في جلسته :
- من سمح لك بتفتيش حقيبتي ..؟
" هل يجرؤ على ان يسألني ذلك السؤال الآن .. !!" نظرت إليه باستغراب وأجابت بتردد :
- لم أقصدها عنوة لقد .. لقد كانت مجرد ..
ولكنها توقفت لتغير مجرى الحديث وتقول :
- لم أنت غاضب؟ أنا من يحق لها الغضب الآن والصراخ في وجهك! أخبرني لماذا .. لماذا سرقت حقيبتي؟ لقد وثقت بك!
نظرت الى وجهه، كانت تريده ان يقول أي شيء .. ارادت ان يخبرها بأي سبب، حتى لو كان كذباً .. سوف تصدقه على الفور! ولكنه لم يتحدث .. تقدم نحو الحقيبة واخرج خاصتها ثم وضعها امامها وهو يقول :
- لقد كنت انوي ان اعيدها إليك عندما نصل إلى مملكة الجليد، ولكن تصرفك الوقح كشف كل شيء!
- تصرفي الوقح؟
أمسكت بحقيبتها وهمت بالخروج وهي تمسك دموعها بصعوبة ولكنه اوقفها ممسكاً بذراعها ونظر إلى عينيها مباشرة وهو يتسائل :
- إلى أين؟ نحن لم ننهي الأمر !
انهمرت الدموع من عينيها وهي تحاول ضبط مشاعرها المتأرجحة :
- انت لم تعطني سبباً منطقياً يجعل حقيبتي معك طوال المدة! لقد سجنت ثم أصبحت خادمة وتعذبت الكثير من الليالي بسبب هذا!
ترك ذراعها وهو يفكر "ما الذي سأخبرها به الآن؟ لا يمكن أن أخبرها بالحقيقة .. ستظن بأنه ضرب من الجنون ولن تصدقني " تنحنح قبل أن يتكلم :
- لم انت غاضبة، إنها مجرّد حقيبة تافهة!
- أعلم أنها مجرد حقيبة ولكنها مهمة! والتصرف الذي قمت به ليس تافهاً، لقد افترقنا عدة مرّات هل كنت ستجعلني مشردة حقا لأن أوراق هويتي معك وانا لا أعلم!


صاح بحدّة :
- كنت ستصبحين مشردة بالفعل لوكان السارق شخص آخر!
- لكنه انت! لايمكنني احتمال بأنك تفعل ذلك!
- كنت ستموتين لو لم تكوني معي! حتى ولو كانت تلك الحقيبة السخيفة بحوزتك .
صرخت :
- هذا يكفي! أن لم أعد أطيق رؤيتك!
فتح الباب وخرجت وهي تمسح دموعها ، كان قلبه يضرب بشدة وآلمه صدره وهو يفكّر بأنها ستبتعد!! خرج خلفها وقال :
- الآن ستذهبين؟ لم تعودي بحاجة إلي فقد اصبحت الحقيبة معك .. اليس كذلك؟
" مـ .. ماذا يقول هذا الانسان الغريب " استدارت وهي تنظر اليه بغضب وهمست وهي تكز على اسنانها :
- فيم تفكر؟ لقد اخذتني من قصر بلود عنوة، انا لم اكن يوما بحاجتك!
- بلى كنت تحتاجينني! لقد انقذتك دائماً ، يجب ان تعترفي بهذا ..
" فقط وافقي على كلامي ، اريد ان اشعر بأنني فعلت شيئاً صائباً ولو لمرة واحدة! .." تمتمت وهي تبتعد :
- يالك من شخص مغرور ..
سارت حتى نهاية الممر ثم استدارت مختفية عن ناظريه، عاد إلى مقصورته وارتمى على المقعد وهو يفكر " اركض ورائها، تشبث بها .. انها لا تفهمك .. اخبرها ، اخبرها بأنك تحبها .. بأنك فعلت ذلك لأنك اعجبت بها .. "
امسك رأسه وهو يشعر بألم شديد، أما هي فقد كانت تمشي بسرعة غير مبالية لضيق المكان حتى اصطدمت ببعض المارة، دخلت إلى دورة المياه ووقفت في أحد الأركان وهي تحاول تجفيف دموعها " كان علي أن أفعل ذلك، لا يمكنني أن استمر معه إلى النهاية .. لديه عائلة وخطيبة، كما انه لا يبالي بي، لن يحبني في يوم ما وسأظل انظر إليه واتعذب " آلمها قلبها وشعرت بالخذلان لأنها البرودة تسحقها كلما ابتعدت عنه أكثر وأكثر ..
أخرجت تذكرتها من حقيبتها وتوجهت نحو موظف القطار فوجهها في دهاليز القطار الطويل نحو مقصورتها التي كانت تبعد كثيراً عن مقصورته، دخلت وجلست على الأريكة الصغيرة وهي تشعر بالحزن والألم ، أردات أن يتوقف عقلها عن التفكير فيه وفي ذكرياتهما معاً حتى ولو لفترة قصيرة حتى ترتاح ..
عندما القت لمحة بناظريها إلى خارج النافذة كان الجليد يكسو الأرض، نفخت بفمها على الزجاج ليتكون بخار الماء الذي بدأت تمسحه بطريقة عصبية بسبابتها وهي تحدّث نفسها :
- يجب أن أظل قوية، وأكمل طريقي بمفردي .
ابتسمت بألم وهي تحاول اسعاد نفسها ولكن هذا لم يكن ممكناً، أما هو فقد كان يهرول في الممرات مثل المجنون وهو يفكر أين اختفت بتلك السرعة ..؟
القطار متسع وطويلٌ جداً، ولهذا بدأ يفكر "ربما تكون قد ركضت إلى آخر المقصورات .. ؟ " ركض بطول القطار وعاد إلى مقصورته بلا فائدة ..
ولكنه تذكر فجأة بأنها تملك تذكرة ، وبموجبها يمكنها الحصول على مقصورة مثل كل الركاب.
اتسعت عيناه وهو يدور حول نفسه " هل ضاعت مني للأبد ..؟ هل أضعتها بنفسي " توقف مكانه وهو يستوعب الأمر، لقد ذهبت بالفعل بلا رجعة! تمنى أنا يراها تسير هنا أو هناك أمام ناظريه ..!!
سوف يضمها ويمسح دموعها سوف يخبرها! تكلم بصوت عال :
- ساخبرك!! فقط اظهري!
حملق بعض المارة اليه باستغراب، وبعد أن دار حول المكان عاد إلى مقصورته بخطوات ثقيلة، نظر من النافذة ونزلت عليه ستائر الكآبة الثقيلة وهو يشاهد العاصمة الباردة باضوائها ومبانيها الشاهقة، ارتمى على المقعد بتعب وهو يفكر في لينا، كيف أعادته إلى ذلك المكان المليء بالذكريات السيئة ثم تركته؟

لقد عاد بسببها .. كانت حلمه الجديد، جعلته يحب كل شيء رغبت به .. لقد أراد بالفعل أن ينسى الماضي ويبدأ بداية جديدة .. ضرب على الطاولة بقبضة يده حتى آلمته :
- لماذا !
نظر إلى حقيبته وأخرج صورة حبيبته السابقة من جيبه ثم تكلم معها والحزن يعتصره :
- لماذا لا أستطيع أن أفعلها؟ حقاً.. أنا لا أريد أن أنساكِ ولكنني سوف أخسر روحي إذا لم أعثر على لينا ..
بدون أن يشعر كان يطبق على الصورة بقبضته ودمعه وحيدة تنزل من إحدى عينيه .. سمع مكبرات الصوت الخاصّة بالقطار تنطلق فجأة وأحد الموظفين يتكلم بلهجة مهذبة :
- على الركاب الراغبين الاستعداد للنزول إلى محطة مملكة الجليد، الرجاء التوجه إلى البوابات وعدم الاندفاع، برجاء التأكد من الحقائب والامتعة قبل النزول، أي شخص ...
خلع سماعة اذنه والقى بها على الكرسي المقابل! لم يرغب بسماع أي شيء حتى انه يفكر بعدم الوقوف هنا . سوف يكمل رحلته حتى السنة الجديدة!
سمعت لينا ذلك النداء ، وقفت حائرة بداخل مقصورتها وهي تضم حقيبتها وتشعر بالوحدة وفكرت "سينزل الآن، ويتركني .. لن اعثر عليه ابداً .. لن أرى وجهه الذي أحبه مرة أخرى ولن .. " انتبهت على ذلك الشيء الصلب في جيبها، اخرجتها .. كانت بطاقته الطبية .. تكلمت مع نفسها باندهاش :
- هذا لايمكن!! كيف أصبحت تلك البطاقة في جيبي ..
اندفعت تركض خارجاً متوجهة إلى مقصورته، كان القطار مزدحماً بسبب الأشخاص الذين ينزلون إلى عاصمة المملكة الجليدية .. وصلت إلى مقصورته التي كان بابها مفتوحاً ! لم يكن هناك! لقد خرج!
شعرت بالدوار ..
نادت باعلى صوتها :
- عماد!
لكن صوتها تناثر واختفى وسط الضجيج، رفعت رأسها تنظر من النوافذ .. لقد كانت البطاقة مجرّد ذريعة لترجع إليه .. في تلك الساعة الأخيرة لم تعرف كيف استطاعت أن تبتعد عنه؟ وبداخل المقصورة لمحت ورقة مجعدة بشدة في شكل كرة .. امسكت بها بدون تفكير وبدأت في فتحها وتسويتها بيدها ولكن الصدمة جعلتها لا تصدق ماتراه عينيها .. " لقد رحل وترك صورتها خلفه بتلك الطريقة ...؟ "
دمعت عينيها وحاولت باختنآق أن تجبر نفسها على الصمت وهي تحدق في الوجوده ربما تراه في مكانٍ ما ..
" أين انت..؟ لطالما كنت بجانبي .. لمَ افترقنا هكذا ..؟ " بدأت تلوم نفسها على الوقت الذي ضاع وهي وحيدة في المقصورة الأخرى، بينما استمرتاعداد الناس بالتناقص، سمعت مكبرات الصوت تنصح الركاب بالابتعاد عن الأبواب قبل أن تغلق فنظرت من النافذة إلى الخارج .. وشاهدته هناك ، يحدق إلى النوافذ ويركض بتوتر يمنة ويسرة وهو يحمل حقيبته السوداء على ظهره كالعادة ..

ركضت نحو الابواب وهي تنوي الخروج ولكن الأبواب قد أغلقت بشكل آلي ، فعادت وهي تنادي و تضرب الزجاج :
- عماد!
اصبح متعبا ولاهثا من البحث بين النازلين من القطار عنها " هل يعقل انها غاضبة فعلاً ؟ لقد ظننت بأنها تعلقت بي، ولو .. قليلاً فقط " أغلق القطار أبوابه فنظر إلى النوافذ وعندها تقابلت عيناهما ..
كانت بالداخل .. باكية ، تضرب على الزجاج والألم يعتصرها، وتوقف عن الحراك .. والذهول يتملكه! لأنها بداخل القطار السنوي! الذي لن يعود إلى تلك البلاد إلا بعد عامٍ كامل!

بدأ القطار في التحرك، وبدا جسده بشكل لا ارادي يسير بخطوات واسعة بجانب القطار .. لم يبعد ناظريه من فوق وجهها الباكي، كان قلبه يتمزق وهو يقول لنفسه " لماذا نزلت هنا؟ لو كنت بقيت ... فقط .. لدقائق .. " اصبح القطار أسرع وبدأ يركض بكل طاقته وهو يحاول أن يشبع عينيه من وجهها الذي لن يراه مجدداً!
كانت تراقب بألم وقهر .. لم تستطع فعل أي شيء بينما يتحرك القطار " سأشتاق إليك كثيراً يا عماد ، اتمنى أن تسمعني وأنا أخبرك بهذا الآن .. وأن تعيش بسعادة " .. ازدادت سرعة القطار شيئاً فشيئاً حتى اختفى عماد ..
عادت تسير بتثاقل إلى داخل مقصورتها وما إن دخلت وأغلقت الباب خلفها حتى أجهشت بالبكاء المرير وهي تنظر إلى صورته في البطاقة الطبية .. شعرت بأنها فقدت أهم شيء ظهر في حياتها، همست لنفسها :
- لقد سرقت قلبي .. ورحلت، ولن استطيع استرجاعك أبداً .. أنا متعبة ووحيدة، بدونك .
أما هو فقد توقف أخيراً عن الركض، كان يلهث بتعب وهو لايقوى على الوقوف حتى، وانتهى القطار مبتعداً إلى عاصمة أخرى، احتشدت الدموع في عينيه ولكنها أبت النزول .. كان يسأل نفسه مثل المجنون " لم نلتقط صورة معاً؟ إذا .. لم أعرف عنوان منزلها ؟ اسم بلادها .. كيف يمكنني أن أكون مغفلاً إلى هذا الحد .. "

جلس على واحد من الكراسي الخشبية الخاص بالمحطة، بدأت بتفتيش حقيبته محاولاً العثور على أي شيء منها . ولكنه لم يجد سوى اغراضه وكأنه كان حلم في رحلة قطار عابرة!



" فرقت بيننا مشاجرة تافهة، كنتُ أنا المخطيء .. وربما بالغت لينا في غضبها ، لايهم من المخطيء . لكنني لن أنساك أبداً، ستظل ذكرياتك اللطيفة معي " حاول أن يبدو هادئاً وهو يعود إلى منزله الذي تركه منذ عامين، لكنه كان مكسور القلب، وقبل أن يضغط على جرس المنزل ، تمنى لها حياة سعيدة تعوضها عن طفولتها القاسية، وعن تلك الرحلة السيئة التي صحبها فيها طويلاً، أرادها أن تكون بخير ..
وأخذ نفساً عميقاً ثم ضغط على الجرس .

استمر قطار الليل بالمرور على البلدان، واستمرت الحكايات الغريبة تتراود عنه .. أيضاً ..
كانت ليلة مثلجة وكئيبة على غير العادة .

مع مرور الوقت، ظن بأنها كانت مجرّد حلم جميل بينما كان نائماً في رحلة قطار ينتظر انقضاء الوقت الطويل .. وذات مساء، بينما يجلس في غرفته وحيداً .. أمسك بآلة التصوير عابثاً ، ليشاهد صورة قد نسي بأنه التقطها ..
ضرب قلبه بعنف وتسارعت انفاسه وهو يتأمل وجه لينا العفوي وهي تحدق إليه وخلفها فراغٌ تام .. إنه يتذكر جيداً عندما كذب آنذاك بشأن التقاط منظر للشجرة الضخمة التي لاوجود لها في الصورة، همس وهو يمسح دموعه التي تناثرت فوق الشاشة الخاصة بآلة التصوير ..:
- من الجيّد، بأنكِ لم تكوني حلماً من أحلامي ، بل أصبحت امنية من أمنياتي أن ألتقيك ولو لمرة واحدة فقط .





النهاية



ودممممممممممممممتم سااااااااااااااااااالمين


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/COLOR][/SIZE]
__________________



اللي يحب أنمي pandora hearts يكلمني في الخاص
وشكراً

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-28-2015 الساعة 05:25 PM
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قطار منتصف الليل...//للمبدع ايرومي kαtniS أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 292 07-09-2013 08:19 PM
هل نرى بعد منتصف الليل شهبا أكثر مما نراها قبل انتصاف الليل ؟ Heavens ❤ علوم و طبيعة 6 02-08-2011 10:12 PM
تكملت رواية للكاتب اهار الليل فيصل وميهاف عاشقة الانمي ساسكي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 07-19-2010 06:35 PM
في منتصف الليل نور العين200 شعر و قصائد 2 12-23-2008 07:33 PM
منتصف الليل,,, دقة قلب أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 07-14-2008 11:00 PM


الساعة الآن 05:23 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011