عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 08-23-2013, 11:23 AM
 
[frame="5 80"]
جواب هذا السؤال صحيح
الثلاثاء 23 ذو الحجة 1431 - 30-11-2010

رقم الفتوى: 143773
التصنيف: الإفتاء


السؤال


ما صحة هذا الحديث: "أن رجلاً من السلف قال: لا إله إلا الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكنات" وبعد سنه قالها قالت الملائكة: إننا لم ننته من كتابة حسنات السنة الماضية فما أعظم هذه الكلمات التي لا تأخذ منك سوى ثوان.
يا فضيلة الشيخ هل هذا حديث صحيح تصل هذه عن طريق الرسائل لا أعرف هل صحيح أم لا؟

الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذه الرسالة التي انتشرت عبر الجوال والإنترنت هي من جنس كثير من الرسائل التي بدأت تتداول في الآونة الأخيرة، والتي لا يشك مَنْ له أدنى ممارسة ومطالعة في الأحاديث النبوية، وآثار الصحابة أنها ليست على سنَنِهم ولا على طريقتهم في الأدعية والأذكار التي تشع منها أنوار النبوة، وتظهر فيها الفصاحة والبلاغة العربية والبعد عن الألفاظ التي هي بأدعية المتأخرين المتكلفين أشبه منها بأدعية سيد المرسلين –صلى الله عليه وسلم- أو أدعية أصحابه الميامين.
ولّما كان البعض لا يستطيع ترويج بعض هذه الأدعية إلا بقصص، وكتب عليها بعضهم بعض القصص لتروج على العامة فلعل هذه القصة التي سألت عنها من هذا الباب.
وإنني أكرر هنا ما كررته في أجوبة سابقة من التحذير من ترويج ما لم يتثبت الإنسان منه عن آحاد الناس وأفرادهم، فضلاً عن عليتهم، فضلاً عن الصحابة أو النبي –صلى الله عليه وسلم-، فإن هذا المسلك مخالف تماماً لقول الله تعالى: "فتثبوا"، وفي القراءة الأخرى: (فتبينوا).
وليس بعاقل من حدث بكل ما سمع، أو نشر كل ما وصل إليه ولو كان قصده حسناً، فإن القصد الحسن لا يشفع لصاحبه في تبرير مثل هذا الخطأ الجسيم، بل هذا العذر –أعني حسن القصد- من الشبه التي تعلق بها واضعوا الأحاديث على النبي –صلى الله عليه وسلم- بغية ترويج الخير زعموا!.
فليتق الله أولئك الذين يروجون مثل هذه الرسائل، وليتثبوا منها قبل إرسالها، فإن لم يستطيعوا التثبت فليسألوا أهل العلم، والاتصال بهم اليوم أسهل منه في أي وقت مضى. إما عن طريق الإنترنت -كهذا الموقع الذي يعتني بجانب الفتوى- أو عن طريق رسائل الجوال، ولا عذر لأحد في نشر مثل هذه الرسائل الملفقة.
ومن تأمل القرآن والسنة وجد فيهما الغنية والكفاية عن ترويج مثل هذه الأحاديث الضعيفة، والأخبار الواهية، والله المستعان، والحمد لله رب العالمين.

المجيب عمر بن عبد الله المقبل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم


الإجابــة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالجواب المذكور على هذا السؤال جواب صحيح، فجزى الله الشيخ المجيب خيرا على بيانه وتحذيره من نسبة شيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم من غير تثبت، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم: مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ. متفق عليه. وعَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ . رواه مسلم
وللفائدة راجع الفتوى رقم : 109558.
والله أعلم.

إسلام ويب - مركز الفتوى
[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 08-25-2013, 11:11 PM
 
[frame="5 80"]

لا يثبت حديث في أن من علامات قيام الساعة سقوط سبعة من رؤساء الدول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال :
ما صحة هذا الحديث ؟ علامات يوم القيامة الكبرى :
1- سقوط سبعه من أمراء الدول .
2- ظهور الإمام المهدي .
3- ظهور الدجال .
4- نزول سيدنا عيسى عليه السلام .
5- ظهور يأجوج ومأجوج .
6- شروق الشمس من مغربها .
7- أبواب التوبة تغلق .
8- ستظهر دابة الأرض لتضع علامة على المسلمين .
9- سيعم الضباب على الأرض لمده أربعين يوما وسيقتل كل المؤمنين الحق حتى لا يشهدوا بقيه العلامات .
10- نار عظيمه تسبب الدمار .
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : ( إن من نقل هذا النبأ عني سأجعل له يوم القيامة مكانا بالجنة ) .

الجواب :
الحمد لله
أولا :
هذا الحديث بهذا التمام لم نجد له أصلا ، وأمارات الوضع عليه لائحة ، فهو مع ركاكته فإن قوله فيه " من نقل هذا النبأ عني ، سأجعل له يوم القيامة مكانًا بالجنة " قول منكر ؛ إذ كيف يكون مجرد نقل مثل هذا الخبر له هذا الثواب الجزيل ، وقد قال ابن القيم رحمه الله :
" والأحاديث الموضوعة عليها ظلمة وركاكة ومجازفات باردة تنادي على وضعها واختلاقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى من "المنار المنيف" (ص 50) .
ثم ذكر جملة من الأمور الكلية التي يعرف بها كون الحديث موضوعا ، ومنها : " ركاكة ألفاظ الحديث وسماجتها ، بحيث يمجها السمع ويدفعها الطبع ، ويسمج معناها للفطن " انتهى من "المنار المنيف" (ص 99) .
ثانيا :
ما ذكره من العلامات من ظهور الدجال ، ونزول عيسى عليه السلام ، وظهور المهدي ، وطلوع الشمس من مغربها ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وخروج الدابة ، وغلق باب التوبة ، وخروج النار ثابت في السنة الصحيحة .
انظر إجابة السؤال رقم : (78329) .
ثالثا :
قوله عن الدابة أنها تضع علامة على المسلمين خطأ ، والمشهور أنها تخطم أنوف الكافرين ، فروى الترمذي (3187) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مَعَهَا خَاتَمُ سُلَيْمَانَ وَعَصَا مُوسَى فَتَجْلُو وَجْهَ المُؤْمِنِ وَتَخْتِمُ أَنْفَ الكَافِرِ بِالخَاتَمِ ، حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الخِوَانِ لَيَجْتَمِعُونَ فَيَقُولُ: هَاهَا يَا مُؤْمِنُ، وَيُقَالُ: هَاهَا يَا كَافِرُ، وَيَقُولُ : هَذَا يَا كَافِرُ وَهَذَا يَا مُؤْمِنُ ) .
وقال الترمذي عقبه : " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الوَجْهِ فِي دَابَّةِ الأَرْضِ. وَفِيهِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ " انتهى .
وضعفه الألباني في "ضعيف الترمذي" .
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تَخْرُجُ الدَّابَّةُ فَتَسِمُ النَّاسَ عَلَى خَرَاطِيمِهِمْ ، ثُمَّ يَغْمُرُونَ فِيكُمْ حَتَّى يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ الْبَعِيرَ فَيَقُولُ: مِمَّنْ اشْتَرَيْتَهُ؟ فَيَقُولُ: اشْتَرَيْتُهُ مِنْ أَحَدِ الْمُخَطَّمِينَ ) .
وصححه الألباني في "الصحيحة" (322) .
رابعا :
قوله " يعم الضباب الأرض أربعين يوما ويقتل المؤمنين " فالثابت بالسنة الصحيحة ما رواه مسلم (2937) عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ، قَالَ: " ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ ... " .
فذكر الحديث في نزول عيسى عليه السلام وقتله الدجال وخروج يأجوج ومأجوج ، إلى أن قال : ( فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ ) .
وروى مسلم أيضا (2940) عن عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فذكر حديث الدجال ثم قال : ( ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّأْمِ ، فَلَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ ، حَتَّى تَقْبِضَهُ ) .
وروى مسلم أيضا (2907) عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى تُعْبَدَ اللَّاتُ وَالْعُزَّى ) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ حِينَ أَنْزَلَ اللهُ : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) [التوبة/ 33 أَنَّ ذَلِكَ تَامًّا قَالَ : ( إِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، فَتَوَفَّى كُلَّ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ ، فَيَبْقَى مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى دِينِ آبَائِهِمْ ) .
خامسا :
أما قوله إن من أشراط الساعة سقوط سبعة من أمراء الدول : فلا نعلم له أصلا .
والواجب على المسلم أن يستثبت أولا من الخبر المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يرويه عنه ، وخاصة تلك الأحاديث التي يتناقلها الناس عبر الإنترنت ، فإن فيها الكثير من الأحاديث الموضوعة والتي لا أصل لها .
ولقد أحسن الأخ السائل صنعا إذ سأل عن صحة هذا الحديث ، وهذا سبيل من يحتاط لدينه ويخاف من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو القائل :
( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) رواه مسلم في مقدمة الصحيح (1/7) .
والله أعلم .

موقع الإسلام سؤال وجواب
[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 04-01-2014, 04:26 AM
 
[frame="5 80"]
تنازلت جدتهم عن نصيبها في الميراث ، لكنها توفيت قبل قسمة التركة ، فهل يصح ذلك التنازل ؟
******
السؤال:
*****

توفي الأب ، وتنازلت أمه شفهياً عن نصيبها وهو السدس ، ويوجد شهود على ذلك ، لكن الإرث لم يوزع بين الورثة ، الآن الجدة توفيت .فما الحكم الشرعي في نصيبها من إرث ابنها ، الذي تنازلت عنه ؟ هل ينفذ التنازل أم ينتقل إلى ورثتها مع الدليل ؟

الجواب :
الحمد لله

*****
إذا تنازل أحد الورثة عن نصيبه في الميراث ، وكان صاحب الحق أهلاً للتصرف وقت تنازله ؛ بأن كان بالغاً رشيداً ، وهو في تنازله ذلك مختار غير مجبر : فتنازله صحيح ونافذ .

جاء في ” فتاوى اللجنة الدائمة – المجموعة الأولى ” (16/ 442) : ” وإذا تنازل جميع الورثة أو بعضهم ، وكانوا راشدين ، عن نصيبهم من التركة ، فهو لمن تنازلوا له ” انتهى .
******
ويعد ذلك التنازل من الوارث عن نصيبه في الميراث : هبةً ، والهبة – عند الجمهور – لا تلزم ولا يصح الرجوع فيها ، إلا في حال قبضها الموهوب له .
جاء في ” الموسوعة الفقهية ” (26/97) : ” يكون الشروع في الهبة بلفظ : وهبت , وأعطيت , ونحلت , ولا تتم إلا بالقبض عند جمهور الفقهاء ، ولا تلزم بالشروع ” انتهى .
لكن إذا كانت الهبة بيد الموهوب له ، فتلزم بمجرد الإيجاب والقبول .
******

قال الشيخ منصور البهوتي رحمه الله : ” ( وتلزم بالقبض بإذن واهب ) ؛ لما روى مالك عن عائشة رضي الله عنها : ” أن أبا بكر رضي الله عنه : نحلها جذاذ عشرين وسقا من ماله بالعالية ، فلما مرض قال : يا بنية كنت نحلتك جذاذ عشرين وسقا ولو كنت حزتيه أو قبضتيه ، كان لك ، فإنما هو اليوم مال وارث ، فاقتسموه على كتاب الله تعالى . ( إلا ما كان في يد متهب ) وديعة أو غصبا ونحوهما ؛ لأن قبضه مستدام ، فأغنى عن الابتداء ” .
انتهى من ” شرح الروض على زاد المستقنع ” (ص/ 298)
فبناءً على ما سبق : يعد تنازل الجدة نافذاً ، إذا كانت التركة تحت أيديكم تتصرفون فيها تصرف المالك ، ففي هذه الحال تصح الهبة ، ولا يشترط القبض في هذه الحال ؛ لأنها موهوبة لمن هي في يده
وأما لو كانت التركة والميراث ليست في أيديكم وحيازتكم ، ولا تلمكون التصرف فيها ، ففي هذه الحال لا تعد تلك الهبة نافذه ؛ لأنه لم يحصل قبض ، ومادام أن جدتكم قد ماتت ، فإن تنازلها ذاك يبطل بموتها ، ويكون ذلك النصيب من حق الورثة .
قال ابن قدامه رحمه الله : ” وإذا مات الواهب أو الموهوب له قبل القبض , بطلت الهبة , سواء كان قبل الإذن في القبض أو بعده . ذكره القاضي في موت الواهب ; لأنه عقد جائز فبطل بموت أحد المتعاقدين , كالوكالة والشركة ” انتهى من ” المغني ” (5/381)

******
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” ولو أن الواهب مات بعد أن وهب الهبة ولم يقبضها الموهوبُ له ، فهل تلزم الهبة ؟ لا تلزم ؛ لأن الموهوب له لم يقبضها ، والمال يرجع إلى الورثة لأنها هبة لم تلزم ” انتهى من ” الشرح الممتع ” (11/ 72)
وينظر جواب السؤال رقم : (182290) ، ورقم : (137971) ، ورقم : (89882) .
والله أعلم .

******
*فتاوى موقع إسلام سؤال وجواب*
[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 04-03-2014, 01:07 PM
 
[frame="5 80"]
أسئلة مهمة حول اعتقاد أهل السنَّة في أسماء الله تعالى وصفاته
السؤال:
هل صفات الله كلها متشابهة أم أنها صفات متعددة ومختلفة وكل صفة تختلف عن الأخرى ؟ وكذلك الأسماء هل كلها معناها واحد ومتشابهة أم أن كل اسم يدل على معنى مغاير للآخر ؟ وهل يجوز أن نقول إن صفات الله لا منتهى لها وكذلك الأسماء أم إن لها نهاية وهي محصورة وأن الله قد علمها وأحصاها ؟

******
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
لا شك أن صفات الله تعالى متباينة من حيث معانيها ، فصفة " القدرة " ليست هي صفة "
العزة " وليست هي صفة " العلم " ، ولا يقول عاقل بأنها متشابهة من حيث معانيها ،
وسيأتي توضيح ذلك وتبيينه فيما يأتي .
******
ثانياً:
من اعتقاد أهل السنَّة والجماعة في أسماء الله تعالى : أنها متوافقة في دلالتها على
ذاته عز وجل ، ومتباينة من حيث دلالتها على معانيها .
ولتوضيح ذلك نقول : إن أسماءه تعالى " القدير " " العليم " " العزيز " " الحكيم "
مثلاً – كلها تدل على ذات واحدة وهي ذات الله المقدَّسة ، فهي بهذا الاعتبار متفقة
غير مختلفة .
وفي الوقت نفسه فإن صفة " القدرة " " العلم " " العزة " " الحكمة " تختلف بعضها عن
بعض ، فهي بهذا الاعتبار متباينة .
فصارت أسماء الله تعالى الحسنى : أعلام مترادفة وأوصاف متباينة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
فالله سبحانه أخبرنا أنه عليم ، قدير ، سميع ، بصير ، غفور ، رحيم ، إلى غير ذلك من
أسمائه وصفاته ، فنحن نفهم معنى ذلك ، ونميز بين العلم والقدرة ، وبين الرحمة
والسمع والبصر ، ونعلم أن الأسماء كلها اتفقت في دلالتها على ذات الله ، مع تنوُّع
معانيها ، فهي متفقة متواطئة من حيث الذات ، متباينة من جهة الصفات .
" مجموع الفتاوى " ( 3 / 59 ) .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – :
أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف ، أعلام باعتبار دلالتها على الذات ، وأوصاف باعتبار
ما دلت عليه من المعاني ، وهى بالاعتبار الأول مترادفة لدلالتها على مسمى واحد وهو
الله عز وجل ، وبالاعتبار الثاني متباينة لدلالة كل واحد منهما على معناه الخاص .
فـ " الحي ، العليم ، القدير ، السميع ، البصير ، الرحمن ، الرحيم ، العزيز ،
الحكيم " كلها أسماء لمسمّى واحد وهو الله سبحانه وتعالى ، لكن معنى " الحي " غير
معنى " العليم " ، ومعنى " العليم " غير معنى " القدير " ، وهكذا .
وإنما قلنا بأنها أعلام وأوصاف لدلالة القرآن عليها ، كما في قوله تعالى ( وَهُوَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ، وقوله ( وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ) فإن
الآية الثانية دلت على أن الرحيم هو المتصف بالرحمة ، ولإجماع أهل اللغة والعرف أنه
لا يقال : " عليم " إلا لمن له علم ، ولا " سميع " إلا لمن له سمع ، ولا " بصير "
إلا لمن له بصر ، وهذا أمر أبين من أن يحتاج إلى دليل .
" القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى " ( ص 8 )
وهكذا يقال في أسماء القرآن وأسماء النبي صلى الله عليه وسلم وأسماء اليوم الآخر ،
فهي متفقة في دلالتها على شيء واحد – القرآن أو الرسول أو اليوم الآخر – ، وهي في
الوقت نفسه متباينة من حيث إن كل اسم من أسماء ما سبق يحمل صفة غير الأخرى ، فصارت
الأسماء باعتبار معاني الأسماء متباينة .
******
ثالثاً:
من معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى – على القول الراجح الصحيح – :
أنها غير محصورة بعدد معيَّن ، وهكذا القول في صفاته تعالى ؛ فإن لله تعالى أسماء
قد استأثر بها في علم الغيب عنده ، وهذه الأسماء تحمل صفات ، فصارت أسماؤه وصفاته
غير محصورة بعدد معيَّن .

ومما يستدل به على هذا الاعتقاد :
1. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسْعُود قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ "
اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ
مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ
سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ
فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ
تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ
هَمِّي " : إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ
فَرَجًا ، قَالَ : فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا ؟ فَقَالَ :
بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا ) .
رواه أحمد ( 3704 ) وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 199 ) .
قال ابن القيم – رحمه الله – :
الأسماء الحسنى لا تدخل تحت حصر ، ولا تحد بعدد ؛ فإن لله تعالى أسماء وصفات استأثر
بها في علم الغيب عنده لا يعلمها ملَك مقرب ولا نبي مرسل ، كما في الحديث الصحيح (
أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ
أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ
فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ) ، فجعل أسماءه ثلاثة أقسام :
قسم سمَّى به نفسه فأظهره لمن شاء من ملائكته أو غيرهم ولم ينزل به كتابه .
وقسم أنزل به كتابه فتعرف به إلى عباده .
وقسم استأثر به في علم غيبه فلم يطلع عليه أحد من خلقه ، ولهذا قال ( اسْتَأْثَرْتَ
بِهِ ) أي : انفردت بعلمه ، وليس المراد انفراده بالتسمِّي به ، لأن هذا الإنفراد
ثابت في الأسماء التي أنزل الله بها كتابه .
" بدائع الفوائد " ( 1 / 174 – 176 ) .
وقال ابن كثير – رحمه الله – :
ليُعلم أن الأسماء الحسنى غير منحصرة في تسعة وتسعين .
" تفسير ابن كثير " ( 2 / 328 ) .
ولينظر – للفائدة – " مجموع الفتاوى " لابن تيمية ( 22 / 482 – 486 ) .
2. عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنْ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ
قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ (
اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى
نَفْسِكَ) . رواه مسلم ( 486 ) .
فالصفات – كما ذكرنا – تتبع الأسماء ، فكل اسم ثابت لله تعالى فيه صفة تليق بجلاله
عز وجل .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
فأخبر أنه لا يُحصي ثناء عليه ، ولو أحصى أسماءه لأحصى صفاته كلها ، فكان يُحصي
الثناء عليه ؛ لأن صفاته إنما يعبَّر عنها بأسمائه .
" درء تعارض العقل والنقل " ( 3 / 332 ، 333 ) .
وقد ظنَّ بعضهم أن أسماء الله تعالى محصورة بعدد معين
وهو العدد تسعة وتسعون ! وقد نقل النووي رحمه الله اتفاق العلماء على أن أسماء الله
تعالى غير محصورة في هذا العدد ، وقد سبق في جواب السؤال رقم (
41003 ) الدليل على نفي الحصر بهذا
العدد ، مع ذِكر أقوال أهل العلم في الرد على من فهم أن أسماء الله تعالى محصورة في
هذا العدد .

والخلاصة في هذا الباب : أن أسماء الله تعالى وصفاته
وأفعاله لا حصر لها ، ولا يشك بهذا من اطلع على أدلة الكتاب والسنَّة ووقف على

اعتقاد أهل السنَّة والجماعة ، وضبط اعتقاده في الأسماء والصفات بقواعد منضبطة .
والله أعلم
******
*الإسلام سؤال وجواب*
[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 04-06-2014, 01:44 PM
 
مشكور أخي كريم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:23 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011