ألقى الوفد المغربي يوم الاثنين بمانهاست بالولايات المتحدة، كلمته خلال افتتاح الجولة الأولى من المفاوضات التي تنعقد تحت إشراف الأمم المتحدة من أجل تسوية نهائية لقضية الصحراء.

وهكذا، أكد وزير الداخلية السيد شكيب بنموسى أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تشكل القاعدة الأكثر ملاءمة لحل سياسي نهائي.
وأشار السيد بنموسى إلى أن المبادرة المغربية، ليست مقترحا جامدا غير قابل للنقاش ، مسجلا أن المغرب برهن بانخراطه في هذا المسعى الحميد، عن حسن نيته.
وأضاف أن المملكة المغربية اليوم، لتجعل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، شهودا على التزامها العلني، بالانخراط في مفاوضات جادة، بفكر منفتح، وصدر رحب، وباقتناع وإرادة راسخين، لإيجاد حل سياسي توافقي ونهائي، على أساس المقترح المغربي، يتطابق مع الشرعية الدولية ومبدأ تقرير المصير.
وقال السيد بنموسى إن المقترح المغربي ينسجم كليا مع المشروع المجتمعي للمغرب الجديد، وروابطه مع الصحراء باعتبارها، قبائل وتراباً، مكوناً أساسياً من مكونات الهوية المغربية الموحدة، التي لم ينفصل فيها المغرب عن صحرائه عبر العصور.
وأضاف أن هذا النزاع الذي يعد إرثا للحرب الباردة، يجب أن يجد حلا من أجل العمل على رفع التحديات الجديدة، التي تقتضيها متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وصيانة الكرامة الإنسانية والحفاظ على السلم والأمن على المستويين الدولي والإقليمي والتصدي للمخاطر الإرهابية لعالم ما بع1 شتنب001 .
وحذر الوزير من أن استفحال المأساة الإنسانية، التي يعيشها إخواننا الصحراويون في المخيمات، سيعمل على تأجيج التوترات في المنطقة، وبالتالي فتح الطريق أمام البلقنة، مع كل ما يحمله ذلك من عدوى، قد تكتوي بلهيبها وفتنتها كل شعوب وقبائل المنطقة.
وأبرز أن المستقبل هو للمصالحة والسلم، والتعاون الذي يفسح الطريق أمام بناء اتحاد المغرب العربي، ببلدانه الخمسة، وكذا لتعزيز التضامن الإفريقي، مضيفا أن يد المغرب ستظل ممدودة، إلى إخواننا المنحدرين من الأقاليم الجنوبية للمملكة، وإلى جيراننا خاصة الجزائر .
وأكد الوزير على ضرورة احترام سيادة المملكة ووحدتها الوطنية والترابية غير القابلة للمساومة.
وبعد أن شكر السيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص السيد فان والسوم على الجهود التي بذلت، من أجل تحضير وتنظيم هذا اللقاء، أشار السيد بنموسى إلى أن المشاركين في هذا اللقاء هم أفراد أسرة واحدة. ومهما افترقت بهم السبل حيناً من الدهر، فإن مآلهم الطبيعي أن يعودوا إلى الحضن الرحيم للوطن- الأم، وفاء للقيم الإسلامية السمحة، واستجابة لمنطق التاريخ، وإيمانا بحتمية المستقبل المشترك.
وبعد أن عبر عن ارتياح المغرب لحضور البلدين الجارين الشقيقين، الجزائر وموريتانيا لهذا الاجتماع، دعا الوزير إلى أن تسخر الجزائر الشقيقة كل إمكاناتها، للإسهام الإيجابي في الجهود المبذولة، لحل هذا النزاع المفتعل، مضيفا أن المغرب يعول على جنوحها إلى الحكمة والتبصر.
وقال إن الجزائر ستجد لدى المغرب الآذان الصاغية، لكل مقترحاتها الوحدوية البناءة معربا عن الاعتزاز بالأواصر الأخوية العريقة التي تربط المغرب بالشعب الموريتاني، وبعلاقات التعاون والتفاهم والتضامن وحسن الجوار، التي تجمع بين الرباط ونواكشوط.
وختم بالقول إن هذه المفاوضات تعد فرصة تاريخية يتعين اغتنامها " لنكون في مستوى انتظارات شعوبنا المغاربية الشقيقة وأصدقائنا والمجموعة الدولية كافة".
ومن جهته، أكد السيد خليهن ولد الرشيد، رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، أن موضوع الصحراء "يتطلب كثيرا من الموضوعية والواقعية، واعتبار الواقع الذي لا يرتفع، خصوصا فيما يتعلق بالوشائج المتجذرة في التاريخ، والتي كانت دائما قائمة بين أهل المنطقة والمغرب وملوكه الميامين بالبيعة المقدسة" .
وأبرز "الفرصة التاريخية الثمينة، فرصة هذا اللقاء الأخوي المباشر"، معبرا عن سعادته للتعبير عن رأي أغلبية الصحراويين الذين يعيشون بسلام بالمغرب والذين قليلا ما كانت تتاح لهم الفرصة للتعبير عن رأيهم للأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
وسجل السيد ولد الرشيد أن الظرفية الحالية على الصعيدين الجهوي والدولي "مناسبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، لوضع حد لمعاناة أهالينا في مخيمات تندوف"، والتفرقة بين العائلات بهدف "الإقلاع نحو المصالحة".
كما سجل في هذا الصدد، أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي شارك أعضاء المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية في بلورتها بشفافية وصدق وديمقراطية، تشكل الحل الأنسب والوحيد الواقعي من أجل حل هذا النزاع.
وقال إن المبادرة التي تضمن للمملكة المغربية سيادتها ووحدة ترابها بشكل لا يدع مجالا للشك، تعترف لأبناء الصحراء بحقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتمكنهم من تسيير أمور منطقتهم بأنفسهم .
وأضاف السيد ولد الرشيد أن هذه المبادرة " الواقعية والقابلة للتطبيق تنص على الجهاز الحكومي الصحراوي، وبرلمان الصحراء المنتخب ديمقراطيا، والجهاز القضائي، وكذا الأجهزة والوسائل اللازمة لحسن سير المؤسسات"، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستتيح المجال لبناء المغرب العربي وستفتح مجالا واسعا للتفاوض على البنود المتعلقة بهذه المبادرة.
وأبرز أن " أهلنا يريدون حلا، ويعلمون علم اليقين، في المخيمات وأينما وجدوا، بأن الحل الوحيد الممكن هو هذه المبادرة"، معتبرا أنه "لا يجوز لإخواننا في جبهة البوليساريو أن يعتبروا أنها هزيمة أو تنازل، وإنما يجب أن يعتبروها انتصارا لما ناضلوا من أجله منذ32 سنة".
وسجل أن "هدف النضال في السياسة هو الحصول على مكاسب ملموسة، وليس النضال من أجل النضال، كما أن الخيارات المطروحة أمامنا قليلة: فإما اختيار الحل الممكن الواقعي والمناسب، الكامن في مبادرة الحكم الذاتي، وإما الاختيار السلبي والعدمي، الذي ليست فيه منفعة لأحد ولا يأتي للمنطقة إلا بالويلات والمعاناة".
وأكد السيد ولد الرشيد أن " المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، وبإجماع كافة مكوناته ومشاربه وقواه الحية، ليدعوكم إلى الارتقاء إلى مستوى اللحظة التاريخية، التي تتيحها مبادرة الحكم الذاتي"، مضيفا أن المملكة المغربية، التي كان الصحراويون أحد أركان صرح دولتها العريقة على مدى14 قرنا، "تناشد ما في وجدانكم العميق من وطنية أصيلة وصادقة، تلكم الوطنية التي تحليتم بها لبناء مغرب موحد، ديمقراطي ومتقدم".
وأضاف "لهذا أناشدكم، إخواني أعضاء جبهة البوليساريو، إدخال السرور إلى كل بيت وخيمة صحراوية، وإلى قلب كل صبي وشاب وامرأة، وشيخ صحراوي أينما وجد".
تجدر الإشارة إلى أن الوفد المغربي المشارك في الجولة الأولى من المفاوضات يتكون من السادة شكيب بنموسى ، والطيب الفاسي الفهري الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، وفؤاد عالي الهمة الوزير المنتدب في الداخلية، وخليهن ولد الرشيد، ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات، والمصطفى ساهل الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة.

انا لا أحب التكلم في السياسة كثيرا و لكن لدي جملة واحدة و هي :
الصحراء مغربية و ستظل مغربية الى الأبد
مشكوووور أخي على الموضوع