عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree43Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 06-29-2013, 11:15 AM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ^_^RAGHAD مشاهدة المشاركة
هاي ياقمر شلونك
انصعقت لمن شفت رواية توايلايت بتوقيعك

قممت اناطط عاد انا من عشاق توايلايت
بليييز كملي يامبدعه
لاتطووولي عشاني
♡♥♡♥
اوووك اليوم بنزل البارت لعيونك :nop:
__________________
  #27  
قديم 06-29-2013, 11:27 AM
 




الفصل الثاني

الباارت الاول

كتاب مفتوح


كان اليوم التالي أفضل ... أسوأ...
كان أفضل لان المطر لم يبدأ بعد رغم الغيوم الكثيفة القاتمة . وكان أفضل لانني عرفت مالذي يمكنني توقعه في يومي . جلس مايك بجانبي في درس اللغة الانكليزية وسار معي الى مكان درسي التالي تحت أنظار أريك الذي كان يحدق فيه طوال الوقت ... وكان هذا كفيلاً بأن يجعل أي فتاة تشعر بالاطراء . لم يكن الناس ينظرون الي كثيراً كما فعلوا أمس . جلست لتناول الغداء ضمن مجموعة كبيرة كان فيها مايك وأريك وجيسيكا وأشخاص كثيرون أتذكر الان أسماءهم ووجوههم . بدأت أشعر أنني أقفز فوق الماء ولا أغرق فيه .
وكان أسوأ لاني كنت متعبة . كنت ماأزال عاجزه عن النوم وأنا أسمع الريح تصفر حول المنزل . وكان أسوأ لان الاستاذ فارنر طلب مني الاجابة في درس المثلثات مع أنني لم أرفع يدي فكانت أجابتي خاطئة . وكان يومي بائساً لاني اضطررت الى لعب الكرة الطائرة ، وعندما لم أفر من طريق الكرة... ضربتها فأصابت زميلتي في رأسها . ظهرتُ بمظهر فظيع ... رغم جبني ...
لكنني عندما دخلت الى الكافتيريا مع جيسيكا وأنا أمنع عيني عبثاً من مسح المكان بحثاً عنه رأيت أفراد مجموعته الاربعة جالسين معاً على الطاولة نفسها . أما هو فلم يكن معهم .
لاقانا مايك وأخذنا الى طاولته . بدت جيسيكا مستمتعته بهذا الاهتمام . وسرعان ماانضم أصدقاؤها الينا أيضاً . لكنني كنت غير مرتاحة أبداً رغم محاولتي الاصغاء الى ثرثرتهم... لقد كنت أنتظر لحظة وصوله متوترة . وكنت أمل أن يتجاهلني عند دخوله فيثبت عدم صحة شكوكي .
لكنه لم يأت وراح توتري يتزايد مع مرور الوقت . ذهبت الى درس البيولوجيا وأنا أشعر بثقةٍ أكبر لانه لم يظهر حتى نهاية ةقت الغداء .
مشى معي مايك الذي كان يتخذ هيئة المنقذ الوفي أكثر فأكثر . حبست أنفاسي عند الباب ، لكن أدوارد كولن لم يكن هناك أيضاً . تنفست الصعداء ومضيت الى مقعدي . سار مايك خلفي متحدثاً عن الرحلة الموعودة الى شاطىء البحر . وظل يتلكأ عند طاولتي حتى قُرع الجرس . ثم ابتسم لي أبتسامة كئيبة ومضى فجلس بجانب فتاة ذات تسريحة شعر بشعة . شعرت أن علي أن أفعل شيئاً بشأن مايك ...
وأن هذا الشيء لن يكون سهلاً . في بلدةٍ مثل هذه ، حيث يعيش الناس في أحتكاك كبير تكون الدبلوماسية أمراً جوهرياً . لم أكن شديدة البراعة في هذة النقطة ، ولم تكن لي خبرة في التعامل مع صبيان يكثرون التودد لي.
شعرت بالراحة لاني كنت وحدي على الطاولة ولان أدوارد كان غائباً . قلت ذلك لنفسي مراراً . لكنني لم أستطع التخلص من ذلك الشك الملح الذي جعلني أظن أنني كنت السبب في عدم وجوده هناك . أنه أمر سخيف .. أناني .. أن أعتقد أنني يمكن أن أؤثر على أي شخص بتلك القوة . هذا مستحيل .
عندما أنتهى يومي المدرسي أخيراً ... وعندما خف احمرار وجهي بسبب تلك الحادثة في ملعب الكرة الطائرة ، بدلت ثيابي بسرعة فارتديت بنطلون الجينز والسترة الزرقاء وخرجت مهرولة من غرفة تبديل الملابس مسروره لاني نجحت في تفادي صديقي المنقذ في تلك اللحظة . خرجت مسرعة الى موقف السيارات . كان المكان مزدحماً بالطلاب المغادرين . جلست في شاحنتي الصغيرة ورحت أبحث في حقيبتي لاتأكد من أن فيها مايلزمني .




الجزء الثاني

الباارت الثاني

أدركت في الليلة الماضية أن تشارلي ماكان يستطيع طبخ أي شيء يجاوز البيض المقلي مع اللحم . لذلك طلبت منه أن أتولى مايتعلق بالمطبخ خلال فترة إقامتي معه . أعجبه ذلك فناولني مفاتيح غرفة الطعام . وقد أكتشفت أيضاً أن البيت خالٍ من الطعام . لذلك وضعت قائمة تسوق وأخذت بعض النقود من علبة في الخزانة كتب عليها (( نقود الطعام )) . وكان علي الان أن أذهب إلى متجر ثريفتواي .
شغلت محرك سيارتي الذي يصم الاذان متجاهلة تلك الرؤوس التي استدارت باتجاهي وتراجعت بالسيارة فجعلتها تقف في صف السيارات التي تنتظر الخروج من الموقف . وبينما كنت أنتظر محاولة التظاهر بأن ذلك الضجيج المخيف كان يأتي من سيارة شخص غيري شاهدت الاخوين كولن والاخوين هيل يركبون سيارتهم . كانت سيارتهم هي تلك الفولفو اللامعة . نعم ، طبعاً . لم أكن قد لاحظت ملابسهم من قبل لانني كنت مذهولة بوجوههم . أما الان فرأيت بوضوح أن ملابسهم كانت جيدة على نحو استثنائي . كانت ثياباً بسيطة لكنها توحي بوضوح بأنها من صنع مصمم معروف . وحتى لو كانوا يرتدون خرقاً وأسمالاً لما قللت من حسنهم ومن جمال حركتهم . بدا لي أن من المبالغة أن يجمعوا الحسن والمال معاً . لكن الحياة تكون هكذا معظم الاوقات ، حسب معرفتي . يبدو أن ذلك كله لم يستطع أن يحقق لهم القبول هنا .
لا ، لم أكن أعتقد ذلك تماماً . لابد أن تلك العزلة جاءت بسبب رغبتهم هم أنفسهم . لم أكن لاتخيل أن باباً يمكن أن يظل موصداً في وجه هذا الجمال كله .
عندما مررت بجانبهم نظروا إلى سيارتي ذات الضجيج ، تماماً كما كان الجميع ينظرون اليها . ظللت أنظر أمامي وشعرت بالراحة عندما غادرت أرض المدرسة أخيراً .
لم يكن متجر ثريفتواي بعيداً عن المدرسة بل كانت شوارع قليلة تفصله عنها إلى جنوب الطريق السريع . شعرت بالراحة عندما دخلت ، لقد بدا المكان عادياً . كنت أقوم بالتسوق عندما عشت مع أمي . وسرعان مااندمجت في هذه المهمة المألوفة . كان المتجر كبيراً إلى حد جعلني لاأسمع صوت المطر على سقفه لاتذكر أين أنا .
عندما عدت إلى المنزل أفرغت مشترياتي الكثيرة من الاطعمة في كل مكان . آمل أن لايمانع تشارلي في هذا . لففت بعض حبات البطاطا برقائق الالمنيوم ووضعتها في الفرن ثم غلفت شرائح اللحم ووضعتها فوق صندوق البيض في البراد .
وعندما انتهيت حملت حقيبة كتبي إلى الاعلى . وقبل أن أبدأ مراجعة دروسي بدلت ثيابي ورفعت شهري المبلل فلففته فوق رأسي وتفقدت بريدي الالكتروني للمرة الاولى . كانت لدي ثلاث رسائل .
كتبت أمي :
(( بيلا ! إكتبي لي فور وصولك . أخبريني كيف كانت سفرتك بالطائرة . هل تمطر عندكم ؟ اشتقت إليك منذ الان . أكاد أفرغ من حزم حقائبي من أجل الذهاب إالى فلوريدا ، لكنني لم أجد قميصي الوردي . هل تعرفين أين وضعته ؟ تحية من قبل . أمك ))
تنهدت ومضيت إلى الرسالة التالية فوجدت أن أمي أرسلتها بعد ثماني ساعات من إرسال الاولى .
(( بيلا ... لماذا لم تجيبي على رسالتي حتى الان ؟ لماذا تنتظرين ؟ أمك ))
أما الرسالة الثالثة فكانت واردة هذا الصباح :
(( إيزابيلا ... إذا لم أتلق منك شيئاً حتى الخامسة والنصف بعد ظهر اليوم فسوف أتصل بتشارلي ))
نظرت إلى الساعة فوجدت أنها تقارب الرابعة والنصف . لكني كنت أعرف طبع أمي العجول . فكتبت :
(( أمي ... اهدائي ... سأكتب لك فوراً . لاتتسرعي . بيلا ))
أرسلت هذه الرسالة ثم بدأت الكتابة من جديد .
(( أمي
الامور على أحسن مايرام . إنها تمطر طبعاً كنت أنتظر أن يحدث شيء حتى أكتب لك عنه . المدرسة ليست سيئة باستثناء بعض التكرار الممل . قابلت أولاداً وبناتاً لطيفين يجلسون معي وقت الغداء .
قميصك الوردي في محل تنظيف الملابس ... كان يجب أن تأخذيه يوم الجمعة .
لقد اشترى تشارلي لي سيارة ، شاحنة صغيرة ... فهل تصدقين هذا ؟ لقد أحببتها . إنها قديمة لكنها قوية فعلاً ، وهذا أمر جيد بالنسبة لي كما تعرفين .
اشتقت إليك أيضاً . وسأكتب لك قريباً ، لكنني لن أتفقد بريدي كل خمس دقائق . تنفسي بعكق واسترخي ... أحبك
بيلا ))
قررت أن أقراأ (( مرتفعات ويذرينغ )) ( الرواية التي ندرسها الان في صف اللغة الانكليزية ) . لكنني كنت أقرأها لانني استمتعت بها ... هذا ماكنت أفعله عندما عاد تشارلي إلى المنزل . لم أنتبه إلى الوقت طيلة قراءتي . أسرعت إلى الاسفل وأخرجت البطاطا من الفرن ووضعت شرائح اللحم فيه .
صاح أبي عندما سمعني أهبط درجات السلم : (( بيلا ! ))
ومن غيري ؟ قلت في نفسي .
(( أهلا أبي ، أهلا بعودتك )) .
(( شكراً ))
علق أبي حزام مسدسه وخلع حذاءه الطويل بينما كنت أعمل في المطبخ . لم يسبق له أن استخدم مسدسه في عمله ، حسب علمي ! لكنه كان جاهزاً دائماً . عندما كنت أتي إلى هنا وأنا صغيرة كان أبي يفرغ المسدس من الطلقات فور دخوله المنزل . أعتقد أنه يعتبرني الان كبيرة إلى حد يحميني من إطلاق النار على نفسي مصادفة ، وأظن أنه لايراني مكتئبة إلى حد يجعلني أطلق النار على نفسي عمداً .
سألني بحذر : (( ماذا لدينا من أجل الغداء ؟ )) . كانت أمي طباخة مبدعة ، لكن تجاربها لم تكن مقبولة دائماً . لقد فوجئت ، وشعرت بالحزن لانه بدا وكأنه يذكر ذلك الزمن البعيد .
أجبته : لدينا بطاطا مع شرائح اللحم . فبدا عليه الارتياح .
أحسست أنه يشعر بعدم الارتياح بسبب ووفه في المطبخ دون أن يفعل شيئاً . ذهب إلى غرفة المعيشة ليشاهد التلفزيون بينما كنت أعمل في المطبخ . الوضع هكذا أكثر راحة لي وله . حضرت السلطة ريثما تنضج شرائح اللحم ، ثم أعددت طاولة الطعام .
ناديته عندما صار الطعام جاهزاً فقال باستحسان واضح وهو يدخل غرفة الطعام : (( رائحة شهية يابيلا )) .
(( شكراً )) .
بدأنا نتناول الطعام وطللنا صامتين عدة دقائق . ماكان هذا ازعجني . وماكان أحد منا يكره الهدوء . على نحو ما ، كنا نصلح للعيش معاً .
سألني وهو يعدل ملء صحنه : (( هل أحببت المدرسة ؟ وهل صار لك أصدقاء فيها ؟))
(( لدي عدة دروس مع فتاة اسمها جيسيكا . وأنا أجلس مع أصدقائها وقت الغداء . تعرفت على ولد اسمه مايك ، وهو ودود جداً . يبدو الجميع في غاية اللطف )) . مع وجود استثناء بارز وحيد .
(( لابد أنه مايك نيوتن . ولد لطيف ... أسرة لطيفة . يملك والده محل المعدات الرياضية عند مدخل البلدة . وهو يحقق دخلاً جيداً من جميع هؤلاء الرحالة الذين يمرون ببلدتنا )) .
سألته مترددة : (( هل تعرف أسرة كولن ؟ ))
(( أسرة الدكتور كولن ؟ طبعاً ! الدكتور كولن رجل عظيم )).
(( إنهم ... أبناؤه ... مختلفون قليلاً . يبدو أنهم غير منسجمين تماماً في المدرسة )) .
فاجأتني نظرة الغضب التي بدت على وجه تشارلي .
دمدم قائلاً ( ياللناس في هذه البلدة ! الدكتور كولن جراح لامع . ولعله يستطيع العمل في أي مستشفى في العالم فيجني عشرة أضعاف راتبه هنا )) . وتابع يقول بصوت أعلى : نحن محظوظون لانه موجود معنا ... محظوظون لان زوجته قبلت العيش في هذه البلدة الصغيرة . إنه رصيد ثمين في مجتمعنا . وجميع أبنائه مهذبون لطيفون . كانت لدي بعض الشكوك عندما جاؤوا إلى البلدة ... كل هؤلاء المراهقين المتبنين . وظننت أنهم يمكن أن يسببوا بعض المشاكل . لكنهم ناضجون جداً . وهذا مالا أستطيع قوله عن أبناء بعض الناس الذين يعيشون في بلدتنا منذ أجيال . إن أسرة كولن متماسكة كما ينبغي للاسرة أن تكون ...
يذهبون في رحلة تخييم كل أسبوعين ... لكن الناس يكثرون الكلام لمجرد أنهم وافدون جدد .
كان ذلك أطول حديث أسمعه من تشارلي في حياتي كلها . لابد أنه منزعج من كلام الناس .
سايرته قائلةً : (( لقد بدوا لطيفين بالنسبة لي لكنني لاحظت أنهم منعزلون لايخالطون الاخرين . وهم جذابون جداً )) . قلت العبارة الاخيرة محاولة إظهار إعجابي بهم .
قال تشارلي ضاحكاً : (( يجب أن تري الدكتور كولن . لحسن حظنا أنه متزوج وسعيد مع زوجته . إن أكثر الممرضات في المستشفى يجدن صعوبة في التركيز على العمل عندما يكون موجوداً معهن )) .
عدنا إلى الصمت ثانيةً فيما كنا ننهي طعامنا . قام تشارلي بتنظيف الطاولة بينما كنت أجلي الصحون . ثم عاد إلى التلفزيون . وبعد أن انتهيت من الجلي بيدي ( ليس لدينا جلاية صحون ) صعدت إلى غرفتي لاعمل على واجب الرياضيات . شعرت أن نوعاً من التقليد بدأ يتكون بيننا .
كانت هذه الليلة هادئةً أخيراً . غفوت بسرعة لانني كنت مرهقة جداً .
بقية الاسبوع مرت من غير أحداث . رحت أعتاد تكرار الدروس . ومع حلول الجمعة صرت قادرة على معرفة جميع طلاب المدرسة ، وإن ليس بالاسم . أما في الصالة الرياضية فقد فهم أفراد فريقي أنهم يجب الا يرموا الكرة باتجاهي وأن عليهم المرور من أمامي بسرعة فائقة اذا حاول الفريق الخصم الاستفادة من ضعفي ... كنت سعيدة بذلك .
لم يعد إدورد كولن إلى المدرسة .
وفي كل يوم كنت أجلس قلقة أراقب بقية أبناء كولن وهم يدخلون إلى الكافتيريا من دونه . عند ذلك كنت أسترخي وأشارك الناس الحديث على طاولة الغداء . كان أكثر الكلام يتركز على الرحلة بعد أسبوعين إلى منتزه لابوش على ساحل المحيط ، وهي الرحلة التي كان مايك يرتبها .
كنت مدعوة! وقد وافقت على الذهاب أدباً لا رغبة ... يجب يكون الشاطئ حاراً وجافاً .



وبحلول يوم الجمعة صرت أشعر براحة تامة عندما أدخل صف البيولوجيا . ولم أعد قلقة من وجود إدوارد فيه . ظننت أنه ترك المدرسة . وحاولت عدم التفكير فيه . لكنني لم أستطع أن أتخلص تماماً من فكرة كانت تقلقني ، مهما تكن سخيفة وهي أنني السبب في غيابه .
مرت عطلة الاسبوع الاولى من دون أي حادث . أما تشارلي الذي لم يكن معتاداً على قضاء الوقت في المنزل الذي يكون فارغاً عادة فقد أمضى معظم العطلة في العمل . نظفت المنزل وأنجزت معظم واجباتي المدرسية وكتبت رسالة أكثر بهجة لامي . ثم ذهبت بالسيارة إلى المكتبة العامة يوم السبت لكنني وجدتها فقيرة إلى درجة جعلتني لا اهتم بالحصول على بطاقة ارتياد المكتبة . علي تحديد موعد قريب لزيارة أولمبيا أو سياتل لابحث عن مكتبة جيدة . فكرت في استهلاك سيارتي من البنزين . وجعلني ذلك أرتجف خوفاً .
ظل المطر يهطل طيلة العطلة لكنه كان خفيفاً هادئاً فاستطعت أن أنام جيداً .
وفي صباح الاثنين حياني الطلاب عند موقف السيارات في المدرسة . لم أكن أعرف أسماءهم كلهم ، لكنني رددت تحية الجميع وابتسمت لهم . كان الطقس أكثر برودة هذا الصباح ، لكنني سررت لانها لم تكن تمطر . وفي درس اللغة الانكليزية جلس مايك قربي كعادته .
كان لدينا أختبار سريع عن رواية (( مرتفعات ويذرينغ )) كان اختباراً بسيطاً ... سهلاً جداً . على وجه الاجمال كنت أشعر بقدر من الراحة أكبر بكثير مما توقعته عند هذه النقطة . بل أكثر مما توقعته في هذه البلدة . عندما خرجنا من الصف كانت ندف بيضاء تحوم في الهواء . سمعت الناس يتصايحون مستثارين . صفعت الريح الباردة وجنتي وأنفي .
قال مايك : (( واو ! الثلج يهطل )) .
نظرت إلى تلك الندف القطنية البيضاء الصغيرة التي تتجمع على الممرات وتحوم عشوائياً أمام وجهي .
(( آه ! )) إنه الثلج . هكذا ضاع نهاري الجيد .
نظر مايك إلي مستغرباً : (( الا تحبين الثلج ؟))
(( لا . هذا يعني أن الجو صار بارداً جداً وأن المطر لن يهطل بعد الان )) . هذا واضح . (( كنت أظن أن الثلج يجب أن يهطل على شكل ندف كبيرة . كما تعلم ، ندف متماثلة ... أما هذه الندف فهي مثل النقاط )) .
سألني غير مصدق : (( ألم تري ثلجاً يهطل من قبل ؟))
(( رأيته طبعاً )) . توقفت لحظة ثم قلت : في التلفزيون .
ضحك مايك . ثم أصابت مؤخر رأسه كرة طرية من الثلج . استدرنا معاً لنرى من أين جاءت . شككت في إريك الذي رأيته يسير مبنعداً عنا في غير اتجاه صفه . من الواضح أن الفكرة نفسها خطرت في بال مايك فانحنى وبدأ يجمع حفنة كبيرة من الثلج .
تابعت السير وقلت : (( أراك وقت الغداء . أنا أذهب إلى الداخل عندما يبدأ الناس رمي كرات الثلج ))
لم يجبني الا بهزة من رأسه فيما كانت عيناه معلقتان بإريك .
وفي خلال الصباح كله كان الجميع يتحدث بحرارة عن الثلج . من الواضح أن هذا أول هطول للثلج في السنة الجديدة . لكنني احتفظت بفمي مغلقاً . صحيح أن الثلج أكثر جفافاً من المطر ... حتى يبدأ الذوبان في جوربيك .
ذهبت إلى الكافيتريا مع جيسيكا بعد درس اللغة الاسبانية . كنت متوترة حذرة لان كرات الثلج كانت تتطاير في كل مكان . كنت أحمل بيدي دفتراً حتى أحمي به وجهي عند الضرورة . ظنت جيسيكا أنني فرحة جداً بالثلج ، لكن شيئاً في تعبير وجهي منعها من أن ترميني بكرة ثلج هي أيضاً .
لحق بنا مايك عندما كنا على وشك دخول الكافيتريا . كان ضاحكاً ، وكان الثلج يذوب في شعره . وبينما كنا نقف في الدور لشراء الطعام راح مايك يتحدث بحرارة مع جيسيكا عن اللعب بالثلج . ألقيت نظرة خاطفة إلى الزاوية ... بحكم العادة . وعندا وقفت متجمدة في مكاني . كان على تلك الطاولة خمسة أشخاص .





الفصل الثاني ..

الباارت الثالث ..


جذبتني جيسيكا من ذراعي وقالت : (( بيلا . ماذا تريدين ؟))
أطرقت براسي . شعرت بالحرارة في أذني . ورحت أذكر نفسي أن مامن شيء يدعو إلى القلق ... لم أفعل شيئاً خاطئاً .
سأل مايك جيسيكا : (( ماذا بها ... بيلا ؟))
أجبته : (( لا شيء . لاأريد الا صودا اليوم )) . وقفت في آخر صف المنتظرين .
سألتني جيسيكا : (( ألست جائعة ؟))
قلت لها ونظري مازال إلى الارض : أشعر أنني لست على مايرام .
انتظرت حتى أخذوا طعامهم ثم مشيت خلفهم إلى الطاولة وأنا أنظر إلى قدمي .
بدأت أرتشف الصودا بهدوء وأنا أحس بتقلصات معدتي . سألني مايك مرتين ، باهتمام لا ضرورة له ، أن كنت أشعر بتحسن .
قلت له أن الامر عارض لا يستحق القلق ، لكنني كنت أتساءل : أليس من الافضل أن أمضي في لعبتي هذه وأهرب إلى غرفة الممرضة فأمضي فيها الساعة القادمة ؟
ماأسخفني ! ... لماذا أهرب ؟
قررت أن أسمح لنفسي بنظرة سريعة إلى طاولة أسرة كولن . اذا كان ينظر إلي فسأهرب من درس البيولوجيا . هكذا أنا ... جبانة !
نظرت من خلال أهدابي دون أرفع رأسي . لم يكن أحد منهم ينظر في هذا الاتجاه . رفعت رأسي قليلاً .
كانوا يضحكون . كان شعر إدوارد وجاسبر وإيميت مشبعاً بالثلج الذائب . وكانت أليس وروزالي تميلان مبتعدتين عن إيميت الذي راح يهز شعره المبتل بالماء باتجاههما . كانوا مستمتعين بذلك اليوم المثلج ... تماماً مثل الجميع ... الفارق فقط هو أنهم كانوا مثل مشهد من فيلم سينمائي ... ليس مثلنا !
لكن ، كان ثمة شيء مختلف ، بصرف النظر عن الضحك والبهجة . ولم أستطع تحديد ذلك الشيء المختلف . تفحصت إدورد بدقة أكبر . كان لون جلده أقل شحوباً ( لعل هذا بسبب اللعب بالثلج ) وكانت الدوائر الداكنة تحت عينيه أقل ظهوراً . لكن ، كان هناك شيء آخر .رحت أحدق فيه مفكرة ، محدقة ، محاولة تمييز ذلك الشيء .
تدخلت جيسيكا وهي تتعقب نظراتي بعينيها : (( بيلا ! ماالذي تحدقين فيه ؟ ))
في تلك اللحظة تحديداً رفع نظره فالتقت عيناه بعيني .
أطرقت برأسي سريعاً فغطى شعري وجهي . كنت واثقة ، رغم قصر لحظة التقاء أنظارنا ، أنه لم ينظر إلي نظرة قاسية غير ودية كما كان الامر عندما رأيته آخر مرة . بدا الفضول في نظرته فحسب ... بدا كأنه يريد أن يعرف شيئاً .
قالت جيسيكا في أذني ضاحكةً : (( إدوارد كولن ينظر إليك ! ))
لم أستطع منع نفسي من سؤالها : (( هل يبدو غاضباً ؟))
((لا! )) قالت جيسيكا مستغربة سؤالي : (( لماذا يكون غاضباً ؟))
قلت بصوت خافت : أعتقد أنه لايحبني . مازلت أشعر بالغثيان وضعت رأسي على ذراعي .
(( أولاد كولن لايحبون أحداً ... إنهم لا يلاحظون وجود أحد حتى يحبونه . لكنه مازال ينظر إليك )) .
همست : كفي عن النظر إليه .
ضحكت ضحكة مكبوتة ، لكنها أشاحت بنظرها عنه . رفعت رأسي بالقدر الكافي حتى أتأكد أنها لم تعد تنظر إليه ... فكرت في استخدام العنف إن لم تستجب .
قاطعنا مايك في تلك اللحظة ... كان يخطط لمعركة تراشق بالثلج في موقف السيارات بعد المدرسة وأرادنا أن نشترك فيها . وافقت جيسيكا متحمسة . كانت طريقة نظرها إلى مايك لاتترك مجالاً للشك في أنها توافق على كل مايقترحه . بقية صامتة. كان علي أن أختبىء في الصالة الرياضية حتى يخلو موقف السيارات من الناس .
حرصت خلال مابقي من فترة الغداء على إبغاء نظري ممراً إلى الطاولة . قررت الوفاء بما قطعته على نفسي . بما أن الغضب لايبدو عليه فسوف أذهب إلى درس البيولوجيا . شعرت بتقلصات الخوف في معدتي لفكرة جلوسي قريبة منه مرة أخرى .
لم أكن أرغب في الذهاب إلى الصف برفقة مايك كما تعودنا ( كان يبدو هدفاً مرغوباً لدى رماة كرات الثلج ) . وعندما ذهبنا إلى الباب شهق الجميع معاً .. الا أنا ! كان المطر يهطل غاسلاً بقايا الثلج . كانت خطوط من الماء المثلج تجري على امتداد الممر . رفعت قبعة سترتي فوق رأسي محاولة إخفاء سروري . صرت الان حرة في الذهاب إلى المنزل فور انتهاء درس الرياضة .
ظل مايك يشتكي ويتذمر طيلة الطريق إلى المبنى رقم 4 .
وعندما دخلنا الصف شعرت براحة عندما رأيت طاولتي ماتزال فارغة . كان الاستاذ بانر يسير في القاعة ويوزع المجاهر وعلب شرائح العينات على الطاولات . لن يبدأ الدرس الا بعد عدة دقائق .
وكانت الغرفة تضج بالكلام . امتنعت عن النظر إلى الباب ورحت أعبث بحافة دفتري من غير هدف .
سمعت حركة الكرسي الذي بجانبي بوضوح شديد لكن نظري ظل متركزاً على الدفتر .
(( مرحباً ! ... قالها صوت موسيقي هادىء .
رفعت رأسي وقد فاجأني حديثه معي . كان يجلس بعيداً عني بالقدر الذي تسمح به الطاولة ، لكنه كان يميل نحوي بكرسيه . كان الماء يقطر من شعره المشعث . ومع ذلك كان يبدو كمن فرغ قبل قليل من تصوير إعلان عن مستحضرات الشعر . كان وجهه بالغ الجمال يبدو ودوداً متفتحاً . وكانت ابتسامتة خفيفة تظهر على شفتيه . لكن نظرته كانت حذرة .
قال : (( أسمي إدوارد كولن . لم تسنح لي الفرصة تقديم نفسي في الاسبوع الماضي . لابد أنك بيلا سوان )).
كان الارتباك يعصف رأسي . هل اخترعت الامر كله بنفسي ؟ كان علي أن أنطق ... لقد كان ينتظر . لكن شيئاً مما يقوله الناس عادةً لم يخطر ببالي .
قلت متلعثمة : (( كــ....كيف تعرف اسمي ؟))
ضحك ضحكة موسيقية خافتة : ((آه ! .. أعتقد أن الجميع يعرفون اسمك . لقد كانت البلدة كلها تنتظر وصولك )).
قطبت وجهي ... كنت أعرف أن الامر هكذا .
لكنني ظللت على إصراري الغبي : (( لا! أقصد لماذا تدعوني بيلا ؟))
بدا عليه الارتباك : (( هل تفضلين اسم إيزابيلا ؟))
(( لا ، أنا أفضل بيلا . لكنني أظن أن تشارلي ... أقصد والدي ... يدعوني إيزابيلا عندما يتحدث مع الاخرين ... وهذا هو الاسم الذي يبدو أن الجميع يعرفونه هنا )) . هكذا رحت أشرح له وأنا أشعر بغباء تام .
لم يواصل إدوارد هذا الحديث . فأشحت بنظري بعيداً .
لحسن الحظ ، بدأ الاستاذ بانر الدرس في تلك اللحظة . حاولت التركيز على شرحه للتجربة التي كنا على وشك إجرائها اليوم . كان في صندوق الشرائح مجموعة غير مرتبة من العينات . وكان على كل زوج منا أن يفرز شرائح خلايا جذور البصل إلى مجموعتين حسب طور انقسام الخلايا وأن يكتب اسم الطور على الشريحة . لم يكن يحق لنا أن نستعين بالكتاب . أعطانا الاستاذ عشرين دقيقة يقوم بعدها بالتجول بيننا ليرى من فرز العينات على نحو صحيح .
قال الاستاذ : (( ابدأوا )).
سألني إدوارد : (( السيدات أولاً ياشريكتي ؟)) ... نظرت فرأيته يبتسم ابتسامة خبيثة كانت جميلة جداً إلى درجة جعلتني أحدق فيه مثل البلهاء .
خبت ابتسامته وقال : (( يمكنني أن أبدأ اذا أحببت ! )) ... لاشك في أنه كان يتسأءل مااذا كنت سليمة عقلياً .
شعرت أنني احمررت خجلاً ، وقلت : (( لا! سأبدأ أنا )) .
كنت أقوم بنوع من الاستعراض ... قليلاً . لقد أجريت هذه التجربة من قبل . وكنت أعرف ماالذي يجب النظر إليه للتمييز بين الخلايا . كان الامر سهلاً . سحبت الشريحة الاولى ووضعتها في مكانها تحت المجهر ثم ضبطت العدسة على درجة التكبير 40 . تفصحت الشريحة لحظة ثم قلت جازمة : (( الطور الاول )) .
(( هل يمكنني أن أنظر ؟)) سألني بينما كنت أمد يدي لاخراج الشريحة . لمست يده يدي حتى توقفها بينما كان يسألني . كانت أصابعه باردة كالثلج كأنه كان يضعها في الثلج قبل الدرس . لكن البرودة لم تكن السبب الذي جعلني أسحب يدي سريعاً . عندما لمسني شعرت بوخزة في يدي كما لوأن تياراً كهربائياً مر فيها .
دمدم قائلاً : (( أنا آسف ! )) .. وسحب يده فوراً . لكن يده الاخرى ظلت ممتدة باتجاه المجهر . رحت أنظر إليه وهو يفحص الشريحة في المجهر وقتاً أقصر من الوقت الذي استغرقته في فحصها .
قال موافقاً : (( الطور الاول )) . وكتب ذلك بخط أنيق في السطر الاول من الورقة . ثم سحب الشريحة الاولى سريعاً ووضع الثانية ونظر إليها نظرة خاطفة وقال : (( الطور الانفصالي )) . ودون ذلك على الورقة أثناء كلامه .
حاولت التحدث بصوت محايد وقلت : (( هل لي أن أنظر ؟ ))
ابتسم ابتسامة متكلفة ودفع المجهر نحوي .
نظرت في المجهر بلهفة ، لكن أملي خاب ! بئس الامر ... لقد كان محقاً .
مددت يدي دون أن أنظر إليه وقلت : (( الشريحة الثالثة )) .
ناولني الشريحة وبدا أنه حرص على عدم لمس جلدي ثانية .
نظرت في المجهر بسرعة لم أتخيل أنني قادرة عليها وقلت : (( الطور البيني )) . ثم دفعت المجهر باتجاهه قبل أن يتمكن من المطالبة به . كنت أريد تسجيل طور هذه الشريحة قبل أن يفرغ من النظر في المجهر لكن خطه الجميل أخافني . لم أجرؤ على تشويه الورقة بخطي الاخرق .
انتهينا من فحص الشرائح قبل الجميع بفترة طويلة . وكنت أستطيع رؤية مايك وشريكه يقارنان شريحتين مرة بعد مره . ورأيت مجموعة أخرى تفتح الكتاب تحت الطاولة .
لم يبق لدي شيء أفعله الا محاولة عدم النظر إليه ... لكنني فشلت . نظرت إليه فرأيته يحدق بي ... إنها نظرة الانزعاج الغريبة في عينه . وفجأة عرفت سبب ذلك التغير الطفيف في شكل وجهه .
قلت من غير تفكير : (( هل تضع عدسات لاصقة ؟ ))
بدت عليه الحيرة من سؤالي غير المتوقع وقال : (( لا )) .
غمغمت قائلة : (( آه ! ظننت أن ثمة شيء غريب في عينيك )) .
ابتسم ثم نظر بعيداً .


لكنني كنت واثقة من وجود شيء مختلف . لقد تذكرت بوضوح ذلك اللون الاسود القاتم في عينيه عندما حدق إلي آخر مرة . .. كان ذلك السواد على تضاد حاد مع شحوب وجهه واحمرار شعره . أما اليوم فكان لون عينيه مختلفاً تماماً : لون بني محمر غريب أغمق من لون السكر المحروق لكن له تلك اللمعة الذهبية نفسها . لم أفهم كيف يمكن أن يحدث هذا التحول دون عدسات لاصقة الا اذا كان يكذب لسبب من الاسباب ... أو لعل فوركس جعلتني مجنونة فعلاً !
نظرت إليه فرأيت قبضتيه مشدوتين كما في المرة الماضية .
جاء الاستاذ إلى طاولتنا ليعرف سبب جلوسنا من غير عمل . ثم نظر من فوق أكتافنا فرأى الورقة مكتملة . عند ذلك صار أكثر اهتماماً بالتحقق من إجابتنا .
قال بانر : (( ماذا يا إدوارد ؟ ألم تعط إيزابيلا فرصة للنظر في المجهر ؟ ))
قال إدوارد مصححاً على نحو تلقائي : (( بيلا! ... الواقع أنها حددت ثلاثةً من الشرائح الخمس )) .
نظر الاستاذ بانر إلي في تلك اللحظة ... كانت نظرة شك .
وسألني : (( هل أجريت هذه التجربة من قبل ؟ ))
ابتسمت مذعنة وقلت : (( لم أجرها على خلايا جذور البصل )) .
(( الخلايا الجنينية في الاسماك البيضاء ؟ ))
(( نعم )) .
أومأ الاستاذ برأسه وقال : (( هل منت في صف متقدم في فينيكس ؟ ))
(( نعم ! ))
قال بعد لحظة من الصمت : (( لابأس . أعتقد أن شراكتكما في المخبر أمر جيد )) .ثم غمغم بكلمات لم أسمعها وهو يبتعد عنا . عدت إلى العبث بدفتري من جديد بعد أن ذهب .
سألني إدوراد : (( من المؤسف جداً أن الثلج توقف ، أليس كذلك ؟ ))
شعرت أنه يفسر نفسه على الحديث معي . غمرتني الرهبة ثانيةً . هل سمع حديثي مع جيسيكا وقت الغداء ، وهل يحاول الان أن يثبت أنني مخطئة ؟
قلت له صادقةً بدلاً من التظاهر بأنني طبيعية مثل الاخرين : (( الحقيقة ، لا ! )) ...كنت لا أزال أحاول الخلص من شعور الشك السخيف ولم أستطع التركيز .
(( أنت لاتحبين البرد ! )) ... لم يكن هذا سؤالاً .
(( أو الرطوبة ! ))
ثم تساءل : لابد أن فوركس مكان يصعب عليك العيش فيه ! .
قلت بانقباض : ليست لديك فكرة عن مدى الصعوبة .
بدا مسحورأ بما قلت ...لسبب لم أستطيع أن أتخيله . كان وجهه جذاباً جداً إلى درجةً جعلتني أحاول عدم النظر إليه أكثر مما تقتضي اللياقة .
(( فلماذا أتيت إلى هنا ؟ ))
لم يسبق أن سألني أحد هذا السؤال ... ليس بهذه الصراحة المتطلبة المباشرة .
(( إنه أمر ... معقد )) .
ألح قائلاً : (( أعتقد أنني قادر على الفهم )) .
بقيت صامتة لحظة طويلة ثم ارتكبت خطيئة ملاقاة نظراته الثابتة . اربكتني عيناه الذهبيتان القاتمتان فأجبت من غير تفكير : (( لقد تزوجت أمي ! )) .
قال غير مواقف على حكمي : لايبدو هذا شديد التعقيد . لكنه سرعان مابدا متعاطفاً : (( متى حدث ذلك ؟ ))
(( في أيلول الماضي )) . بدا صوتي حزيناً حتى في أذني .
استنتج إدوارد : (( وأنت لاتحبين زوجها )) . مازالت نبرة صوته لطيفة . (( لاأبداً ! فيل شخص ممتاز . لعله أصغر مما يجب ، لكنه لطيف فعلاً )) .
(( ولماذا لم تبقي معهما ؟))
لم أكن قادرة على سير غور اهتمامه هذا ، لكنه واصل التحديق إلي بنظرة ثاقبة كما لو كانت قصة حياتي المملة شديدة الاهمية في نظره .
قلت مبتسمة نصف ابتسامة : (( فيل يسافر كثيراً . إنه يكسب عيشه من لعب الكرة )) .
سألني وهو يبتسم رداً على ابتسامتي : هل يمكن أن أكون قد سمعت باسمه ؟.
(( على الاغلب لا ؟ ! ... ليس فيل لاعباً كبيراً . وهو لايلعب الا في دوري الدرجة الثالثة . إنه يسافر كثيراً )) .
(( أرسلتك أمك إلى هنا حتى تستطيع الفر معه )) . قال هذا بنبرة تقريرية من جديد ... لم يكن سؤالاً .
شعرت بذقني ترتجف قليلاً : لا ، لم ترسلني إلى هنا . أنا أرسلت نفسي )) .
قال مقطباً حاجبيه : (( لاأفهم ! وبدا عليه انزعاج لامبرر له .
تنهدت قائلة في نفسي : لماذا أشرح له هذا كله ؟ .
واصل النظر إلي بفضول واضح .
(( ظلت معي أول الامر ... لكنها اشتاقت إليه . وهذا ماجعلها تشعر بتعاسة ... لذلك قررت بنفسي أن الوقت حان لقضاء فترة من الزمن مع تشارلي )) ... ظهر الغم على صوتي قبا أن أنهي جملتي .
قال : (( لكنك لست سعيدة الان ! ))
قلت بنبرة متحدية : وماذا أيضاً ! .
ابتسم وقال : (( هذا لايبدو عادلاً )) . لكن نظرته ظلت متوترة .
ضحكت ضحكة فاترة : ألم يقل لك أح هذا من قبل ؟ الحياة ليست عادلة ! .
وافقني بجفاف : (( أعتقد أنني سمعت هذا في مكان ما )) .
قلت بنبرة مصرة : هذا هو الامر كله ... لم أفهم لماذا ظل ينظر إلي بتلك الطريقة .
صارت نظراته موحية بالتقدير الان ... قال متمهلاً : (( أنت تمثلين جيداً ، لكنني أراهن على أنك تعانين أكثر مما تظهرين )) .
أجبته بتكشيرة وأنا أقاوم رغبتي في أن أمد له لساني كما يفعل ولد في الخامسة ... ثم أشحت بوجهي .
(( هل أنا مخطىء ؟))
حاولت تجاهله.
قال بحزن : (( لم أكن أظن هذا )) .
سألته منزعجة : ولماذا يهمك الامر ؟ .... لم أنظر إليه بل رحت أتابع الاستاذ يتجول في القاعة .
همس بصوت منخفض إلى حد جعلني أتساءل إن كان يتحدث مع نفسه : (( هذا سؤال وجيه فعلاً )) .
لكنني قررت بعد ثوانٍ من الصمت أن تلك هي الاجابة الوحيدة التي سيسمعها مني .
تنهدت ورحت أحدق ببلاهة في السبورة .
سألني : (( لعلك منزعجة مني ؟ )) بدا المرح في صوته .
التفت إليه من غير تفكير .... وقلت الحقيقة من جديد...






نهاية البارت ...

آرائكم ؟؟ اقتراحاتكم ؟؟ انتقاداتكم ؟؟
ما رأيكم بالتنسيق ؟؟
هل الطول مناسب ؟؟
ما أفضل مقطع ؟؟
و ما الذي سيخبأه المستقبل لــ بيلا ؟؟

قراءة ممتعة ^_^
-Bill likes this.
__________________
  #28  
قديم 06-29-2013, 07:54 PM
 
ارائكم ؟؟ اقتراحتكم ؟؟
لايوجد
التنسيق روووعه
الطول جدا مناسب
مافي مقطع محدد كلها خققق
بخصوص بيلا نتتظر ونشووف
لاتتاخري علينا وننتظر ابداعك يامبدعه
♡♥♡♥
Ninlena likes this.
__________________
تذگـر:
آوّل مـآ عشقتـگ
گـم عن حبـّگ حگيـت ؟؟
وعن خفـوق ٍ في منـآمه بغيـر قربـگ
مـآ حلـم ؟!




◦●
  #29  
قديم 06-29-2013, 11:28 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ^_^RAGHAD مشاهدة المشاركة
ارائكم ؟؟ اقتراحتكم ؟؟
لايوجد
التنسيق روووعه
الطول جدا مناسب
مافي مقطع محدد كلها خققق
بخصوص بيلا نتتظر ونشووف
لاتتاخري علينا وننتظر ابداعك يامبدعه
♡♥♡♥







__________________
  #30  
قديم 06-30-2013, 09:07 AM
 
ويييييييييييييين الباااااااااااااااارت


لا تنسي اعلامي عند نزوله
Ninlena likes this.
__________________


http://vb.arabseyes.com/t420842.html




عذرا لا اقبل صداقة الاولاد


شكرا لزيارة موضوعي

مديرة المطار لحاكمة الفومبير
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:07 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011