تضاربت قدماهُ في تلكَ اللحظة ووقعَ على الأرض بِشده ، شُجَّ جبينه بِشدة وتسربت الدِماء بكثافة ، ساقة باتت تؤلِمُه أيضاً ، لكِنهُ وقفَ مُجدداً على الرُغم من الألم :" إنتظرني قليلاً [ لويس ] ! أنا قادِمٌ إليك !! " .
:" كش الملك ! " . وأواقعَ ملِكَ منافِسة في تلكَ الرقعة ، رسمَ ابتِسامة جانبيّة وتركَ قطعته ليتكئ على مسندِ الكُرسي ؛ فيما أحكمَ منافِسة قبضتيه بغيض ونظرَ إلى الفوضى التي ملئت ساحة معركتِها ، جميعُ قطعِه كانت مُحاصرة تماماً ..
:" متى ؟ متى فعلتَ هذا ..؟ " . سألهُ وعينيه الزمرديتين تتقِدانِ إصراراً ، وفضولاً ..
أجابه وهوَ يُكتف يديه أمامَ صدرِه ، ويرسم أللا مبالاة :" أنا أعرِف إسلوبكَ جيداً ، [ كريس ] ! " .
تنهدَ [ كريستيان ] بيأس :" أنا أخسرُ أمامكَ للمرة الخامِسة عشر الآن ، [ داني ] ! " .
إعتدل [ دانييل ] في وقفتِه وهوَ يحكُّ رأسه وخصلات شعرِه البُنية الحريرية تتخلل أصابِعه :" مهما فعلت أنا قادِر على الفوزِ عليك ، لِمَ لا تُحاول تغيير إسلوبك ؟ " .
:" مستحيل ! " . أجابَ [ كريستيان ] بسُرعة وهوَ يضرب الطاوِلة بإصرار ، مِما أفزعَ [ دانييل ] فيما استطردَ [ كريستيان ] قائِلاً :" مِنَ المُستحيل أن أُغيرَ نفسي من أجل الأخرين أو من أجل أن أكسِبَ شيئاً ! " .
نظرَ نحوهُ [ دانييل ] بعينيه العسليتين الفضوليتين من خلفّ نظارتِه الطبية الحادة :" لا بُدَّ وأنكَ تمزح . . أنا لا أطلُب مِنك تغييرَ نفسِك في شيء كبير ؛ إنها مُجردُ لِعبة ! " .
تراجعَ [ كريستيان ] ليحمِلَ حقيبته :" لا يهم ! هذا هوَ رأيي وحسب . . " . قالها واتجه للباب .. ،
حملَ [ دانييل ] حقيبته ، وهاتِفه مِن على المنضدة قائِلاً وهوَ يُحاوِل اللحاقَ بِه :" هي ~ [ كريس ] ، إنتظرني قليلاً .. " .
توقفَ [ كريستيان ] ليلتفِتَ له :" ماذا ؟ " . تساءلَ وهوَ ينتظِر وصول [ دانييل ] إليه ؛ والذي بدورِه انحنى ليلتقِط أنفاسه :" عليكَ أن تمشي أكثر ، [ داني ] .. فأنتَ تتعبُ بِسُرعة ! " .
إعتدلَ [ دانييل ] في وقفتِه ليبتسم بِهدوء :" السيرُ .. مُرهِقٌ .. ف..فعلاً ! ". قالَ من بينِ أنفاسِه ، فقالَ [ كريستيان ] ساخِراً :" لا أصدِق أنكَ تعبتَ من الجريّ خطوتين وحسب ! ". استطردَ وهوَ يضعُ يديه خلفَ رأسِه ويُتابِع السير :" سيتفاجئ الجميع إذا عرفَ بِأنَّ العبقري [ دانييل جاي ميستراي ] عِبارة عن شخصٍ كسول ! " .
تبِعهُ [ دانييل ] وهوَ يُعدِل حقيبته :" إخرس وحسب ! " . أردفَ وهوَ يتفقدُ هاتِفه :" والِداي سوفَ يعودانِ متأخِراً اليوم ، البقاءُ في البيت لوحدي سيكونُ مُوحِشاً .. أ .. " .
قاطعهُ [ كريستيان ] :" بالطبع سيكونُ موحِشاً .. بيتُكَ ضخمٌ للغاية ، ولا أحدَ فيه ! ". إقشعرَ جسدهُ فيما يُتابِع :" يبدوا كمنزلٍ مسكون ! ".
دفعهُ [ دانييل ] بعيداً وهوَ يصيحُ بِه :" توقف عن ذلِك ! أنتَ تُرعِبُني فعلاً !! " .
ضحِكَ [ كريستيان ] وهوَ يقترِبُ مُجدداً :" أنتَ فعلاً جبان [ داني ] ! ". استطردَ قائِلاً وهوَ يتقدم :" يمكِنُكَ المجيء إلى منزلي اليوم ، فَـ[ نيكول ] تُعِدُّ لحم الضأن الشهي اليوم .. وَ [ جاسمن ] ستُحِب تواجُدكَ بيننا بالتأكيد .. " .
ارتسمَ خليطٌ مِنَ الدهشة والسعادة على وجهِ [ دانييل ] وهوَ يتبعُه :" حقاً !!؟ كُنتُ أُريدُ دعوتكَ إلى منزلي اليوم .. لكِن .. " . أردفَ وهوَ يبتسم ابتِسامة كبيرة :" لكِن هذا أفضل بِكثير ! " .
:" جيد .. " . نطقَ [ كريستيان ] .. وظلا يتحدثانِ بأمورٍ مُختلِفة طوالَ الطريق إلى منزِل [ كريستيان ] .. يضحكان ، يتشاجران ، يتصالحان .. وأخيراً وصلا ..
أخرجَ [ كريستيان ] المِفتاح من جيبه ليفتحَ البابَ قائِلاً بِصوتٍ عال :" [ نيكول ] ، [ جاس ] .. لقد عُد.. ".
فجأةً إرتطمت وسادةٌ في وجهِه بشكلٍ قوي جعلتهُ يقطعُ مِنَ الصدمة :" [ كريس ] أيُها الأحمق! كم مرةً أخبرتُكَ ألا تُحضِرَ ضيوفاً مِن دونِ إخباري بِذلِكَ مُسبقاً !!؟ ". صرختّ بهِ شابةٌ عشرينيه بعينين عسليتتين غاضِبتين ، وشعرّ ذهبي طويل ..
أزاحَ [ كريستيان ] الوِسادة مِن على وجهِه قائِلاً بضجر :" إهدئي [ نيكول ] ، إنهُ [ داني ] وحسب . . ".
هدئت [ نيكول ] ونظرت إلى [ دانييل ] الذي ابتسمَ بارتِباك .. ، ابتسمتّ بِلُطف :" أوه ! [ داني ] .. أعتذِر عمَّ حصلَ فِعلاً! ".
حكَّ [ دانييل ] مؤخِرة رأسِه :" لا .. لا بأس ! " . رمقهُ [ كريستيان ] بنظرةٍ قويّة مِنْ ثُمَ رمى الوِسادةَ عليه مِنَ الخلف ليصيح :" لا تقُل لا بأس وأنتَ لستَ من ضُرِب ! ". وأردف مُخاطِباً شقيقته الكُبرى :" وجهِ الإعتذارَ لي أنا أيتها المتوحِشة! كُدتُ أُصابُ بنوبةٍ قلبيّة !! ".
إلتفت [ نيكول ] لتُغادِر الممرَ قائِلة :" فقط إذهب إلى المتجر لتُحضِر مكونات الصلصة ، سأُعطيكَ القائِمة حالـ.. ".
:" يا إلهي! [ كريـــــــــــــــس ] أيّها الأبــــــــلـــــــــة !! " . هكذا صرخت [ جاسمن ] التي نزلت السلالم قبلَ ثوانٍ وهيَ ترتدي ملابِسَ النوم المكونة مِن قميصٍ عاريّ الكتفين ، وبنطال إلى منتصف فُخذِها فقط ، إنقلبَ لونُ وجهِها إلى الأحمر وهيَ تنظُر إلى [ دانييل ] ثُمَ سارعت بالهرب إلى الأعلى وهيَ تشتم [ كريستيان ] بصوتٍ عالٍ .. عمَّ الهدوء في أرجاء المكان قبلَ أن ينطِق [ دانييل ] :" لم أكُن أعرِف بِأنَّ [ جاسمِن ] خجولة بِهذا الشكل .. ".
نظرَ نحوهُ [ كريستيان ] بِصدمة مُحدِثاً نفسه :" إنهُ غبي ! ألهذه الدرجة يصعُب عليه فهم الفتيات ._. ؟ " .. إعتدلَ في وقفتِه وهوَ يتنهدّ بِيأس :" أنتَ أغبى عبقريٍ رأيتُه في حياتي ، [ دانييل ] ! " .
نظرَ نحوهُ [ دانييل ] بِفضول :" ماذا تقصد ؟ ". فوراً أجابَ [ كريستيان ] :" لا شيء ! " .
حاولَ [ دانييل ] معرِفة سبب جُملته ، وظلَّ يسألُه باستِمرار فيما إمتلكَ [ كريستيان ] رأساً يابِساً يرفُض الحديث عِندما نزلت [ جاسمن ] مرةً أُخرى ، وقد إرتدت ملابِساً أفضل :" خذا .. لقد أعطاني إياها شابٌ وسيم اليوم وأنا في طريقي إلى المنزِل .. " . ومدتّ لهُما ظرفين ..
نظرا نحوها لِوهلة قبلَ أن يسألَ [ دانييل ] :" أنا ؟ " .
دفعت بالظرفين نحوهُما قائِلة :" واحِدة لِكُلٍ مِنكُما ، هل حديثي صعبٌ إلى هذه الدرجة ؟ ".
إستلمَ الشابين الظرفين .. تبادلا النظرات ، من عساه يكون ؟ كيفَ عرفَ أن [ دانييل ] سيكون هُنا اليوم ؟ . . . سؤالانِ جديدانِ يُطرحان !
مدتّ [ نيكول ] ورقةً نحوَ [ كريستيان ] :" أسرِع بإحضار هذه الأغراض مِن المتجر قبلَ غروب الشمس .. " . أردفت بابتِسامة لِـ[ دانييل ] :" أيُمكِنُكَ الذهابُ معه ؟ فهوَ دائِماً ما يُخطئ بجلب الأشياء ! ".
ابتسمَ [ دانييل ] :" بالطبع ! هذا أقلُ ما يُمكِنُني فعلُه لردِّ إحسانِك الدائم عليّ ! ".
رسمت [ نيكول ] تعبيراً مُتأثِراً وهيَ تقول :" كم أنتَ فتىً رقيق ، [ داني ] ! ". استطردت قائِلة وهيَ تحملِق بِـ[ كريستيان ] بطرفِ عينِها :" أفضلُ مِن بعض الأشخاص الذينَ أعرِفهُم ! ".
تنهدَ [ كريستيان ] بيأس ليُحدِثَ نفسه " يا لها مِن كُتلةِ إزعاجٍ حقيقيّة ! " وسحبَ الورقة مِن بينِ يديها :" لنذهبْ [ داني ] ! " . وإلتفَ ليخرُج ..
توقفَ أمامَ ذاكَ المنزِل مدهوشاً ؛ حيثُ وجدَ الحارِسانّ ضخما البنية واقِعانِ أرضاً أمامَ البوابة :" سحقاً ! ". شتمَ سريعاً واندفعَ نحوَ الداخِل ماراً بالحديقة الصغيرة ، فتحَ البابَ مُسرِعاً .. لم يكُن مُهتماً إذا عرفوا بشأنِه أم لا ؛ فالشيء الوحيد الذي يؤرِقُه الآن " هل [ لويس ] بخير أم لا ؟ " !
توقفَ عن الحركةِ عندما وصلهُ صوتُ صُراخٍ مِنَ الدورِ العلويّ !
:" لا ! لا إبتعد ! اتركني لاااااااااااااااا ... "
إنتفضَ [ آرثر ] جزِعاً ، هذا صوتُ [ لويس ] هوَ مُتأكِدةٌ تماماً ّ! ركضَ من دونِ تفكيرٍ إلى الأعلى ، متخطياً الدرجات بتهور ، صاحَ بأعلى صوتِه عِندما وصلَ إلى الأعلى :" لويــــــــــــس ! " .
:" أرثــــر !! ساعدني !!.. المخزن ، المخـ... ". توقفَ عن الحديثِ فجأةً ، فجُنَّ جنونُ [ أرثر ] لحظتها ، واندفعَ نحوَ مكان المخزن ، حاولَ فتحَ البابِ لكِنهُ كانَ مُقفلاً ، أخذَ يضرِبُه ويركُلُه بِجنون مُحاوِلاً فتحه ، لكِن لا فائِدة ، هذا البابُ لن يُفتحَ هكذا .. ضربَ البابَ بأقصى ما لديه بقبضتيه وأسندَ رأسهُ إليه غاضباً :" لا بُدَّ من حل! فكر [ أرثر ] فكر .. ".
فتحَ عينيه فجأةً عِندما أدركَ توقف الضوضاء من الداخِل ، :" لويس ! ". همسَ فجأةً وسارعَ بالإلتفات أمسكَ بأقربِ كرسيٍ عِنده وأخذَ يضربُ البابَ بِشدّة ، ولا أُخفيّ عليكم أن قدمَ الكُرسي قد كُسِرت وبعضُ الأجزاءِ منه ، لكِن في المقابل كانَ البابْ يتحطمُ شيئاً فشيئاً أيضاً !
سُرعانَ ما تكسرَ الكُرسيُّ تماماً ، فأللقاهُ بعيداً وَتراجعَ بضعَ خطواتٍ إلى الخلفْ ، ثُمَ أللقى بنفسِه على الباب الذي كُسِرت مفاصِلُه مع المحاولة الثالِثة!
اندفعَ إلى الحُجرة ليتلفتَ يمنه ويُسرى حتى وجدَ النافذة المفتوحة على مصرعيها والرياحُ تلعبُ بالستائِر البنية ! وقفَ مدهوشاً ، مِن ثُمَ تحركَ بِخطواتٍ مُتردِدة حتى وصلَ إلى النافِذة وَ ..
خرجت من المنزِل لتلتف وتغلق الباب بالمفتاح خلفها ، تابعت طريقها لتخرُج عبرَ سورِ المنزل البسيط الذي تعيشُ فيه ، رفعت رأسها للأعلى لتنظُر نحوَ الشمس التي إلتمعت في عينيها العسليتين عِندَ وقتِ غروبِها .. أخرجت هاتِفها بِملل :" ليتَ [ كارلوس ] هُنا لنشاهد هذا معاً .. سحقاً ! " .
أعادت الهاتف المزركش إلى حقيبةِ يدِها الصغيرة ، وتقدمت نحوَ الأمام والهواء العليل يتخلل بينَ خصلات شعرها الذهبية الطويلة المرفوعة إلى الأعلى بإهمال ؛ حتى إن بعض الخصلات قد إنسلت لتتبعثر على كتِفها ووجهها ، ..
:" يا آنِسة ! " . تابعت طريقها متجاهِلةً ذاكَ الرجُل ظنناً منها أنهُ يُنادي غيرها .. ، لكِنهُ نادى أكثر مِن مرة وهوَ يقترب ، أدركت أنهُ يُناديها .. بالرغم من ذلِك تجاهلته ؛ بسبب خوفها مِن كونهُ أحد الثمالى الذينَ يتهادون في المكان بسبب شربهم كثيراً في الحانة القريبة مِن هُنا ..
تابعَ ذاكَ الرجُل اللحاقَ بِها حتى توقفَ أمامها ، إنحنى ليلتقِطَ أنفاسه الفوضوية ، إعتدلَ في وقفتِه ؛ كانَ شاباً في الثانية والعشرين ذو ملامِح ودودة ونشيطة ، وعينين داكِنتين غطت عليهما خصلاتُ شعرِه الشقراء القصيرة والمبعثرة ، .. إحمر وجهُها وإختلطت كلِماتُها " و.. وسيم ! " فكرت في نفسِها بجزع ..
فوراً أمسكت خصلاتِها الذهبية وأعادتهم إلى الخلف ، ابتسمت بارتِباك لتتداركَ موقِفا :" أنا .. أنا ظننتُ .. ظننتُك تحدِثُ شخصاً أخر ! " . نِصفُ كِذبة! هكذا فكرت في نفسِها قبلَ أن يعتدلَ ذاك الشاب في وقفتِه ، مدَّ لها رسالةً بينَ يديه :" أعذريني على إزعاجك آنِسة [ سولار ] ، هذه لكِ ... " .
:" أه .. " . استلمت الرسالة لتتأملها قليلاً " ما هذه ؟ " حدثت [ سولار ] نفسها ، رفعت رأسها لتنظُر له .. لكِنهُ إختفى ! !!
تلفتت يميناً ويساراً بحثاً عنه :" أ..أين !!؟ " . أخذت نفساً عميقاً ، ونظرت لرسالة مرة أُخرى .. تأملتها لبعض الوقت قبلَ أن يكتسي لونٌ أحمر وجنتيها :" أ..أيعقل !!؟ إعتـــــــــــــــــــــــــــراف !!؟ " .
ارتبكت وكادت توقِع الرِسالة بسبب الفزع ، تقلبَ لونُ وجهِها .. بعدها حضنت الرِسالة بِسعادة ! توقفت فجأة بعدما تذكرت شيئاً .. ظهرَ الإحباطُ على وجهِها :" أه ! نسيت .. أنا أملِكُ حبيباً مُسبقاً ! " .
تخصرت وهيَ تحدِثُ نفسها :" من يهتمُ بِـ [ كارلوس ] على أيةِ حال !!؟ " . تابعت بِغرور :" أنا أجمل من أن أعلق مع ذاكَ الأحمق المُهمل ! " . أعادت التفكير مُجدداً .. :" لا ! إن إنفصلتُ عن [ كارلوس ] فستكون هذه هيَ المرة العشرين التي أنفصِلُ فيها عن حبيبٍ في هذه السنة .. لن أحصُلَ على واحدٍ أخر هكذا .. سيكرهُني الجميع ! " . فكرت قليلاً ثُمَ بعثرت شعرها لتصرُخ في مُنتصف الشارِع :" لِما يجب أن يعترِفَ لي شابٌ فائِق الوسامة بِحق الله !!؟ " .
:" [ سولار ] ؟ ما الذي تفعلينه بالضبط ؟ ".
انتفضت [ سولار ] فزِعةً ، هذا الصوت .. هيََ تعرِفهُ تماماً ، إزدرقت ريقها وحاولت الابتِسام لتلتفَ مُرتبِكة :" مـ..مرحباً [ كريستيان ] ! ".
نظرَ [ كريستيان ] نحوها بريبة ، ثُمَ قال :" أه ، أجل .. " . أشارَ نحوَ [ دانييل ] :" [ سولار ] هذا هوَ [ دانييل جاي ميستري ] ، صديقي .. [ داني ] هذه هيَ [ سولار دوراسي ] جارتي ! ".
مدَّ [ دانييل ] يدهُ قائِلاً بابتِسامة :" تشرفتُ بمعرِفتك .. " . نظرت [ سولار ] نحوه لبعض الوقت ، شعرَ [ دانييل ] بأنه أخطاء عِندما مدَّ يده .. يبدوا أنها تكره المصافحة ، هكذا فكرَ في نفسِه وكادَ يُنزِل يده لو لم تُمسِكها فجأةً بسعادة قائِلة :" م..مرحباً ! تشرفتُ بُمعرِفتك ، أنتَ فتىً وسيم فعلاً .. ! ".
في تلكَ اللحظة سحبهُ [ كريستيان ] إلى الخلف قائِلاً :" هي ~ [ سولار ] ! هذا الفتى أبله بما فيه الكفاية ولم يُواعِد فتاةً مِن قبل ، إبقي بعيدةً عنه ! ". نظرَ نحوَ [ دانييل ] وقال :" أنتَ أيضاً ! عليكَ الحذرُ مِنها .. فهيَ تواعِد أيَّ ذكرٍ تراهُ امامها .. ".
اومأ [ دانييل ] بِنعم فيما تكتفت [ سولار ] قائِلة :" لا تُظهرني بمظهرٍ سيء أمامَ الناس هكذا .. " . أردفت بمكر :" أم أنكَ تغار عليّ ؟ ألستَ أنتَ من هجرني ؟ ".
تنهدَ قائِلاً :" أنتِ مُزعِجةً فعلاً ! ". فجأةً صرخت قائِلة :" يا إلهي ! لا أُصدِق .. أنتُما شاذان !!!! ".
إلتفتَ نحوها [ كريستيان ] بوجهٍ مُحمرٌ غضباً :" أيتُها الـ#@$# !! إياكِ والقفز إلى إستنتاجاتٍ بلهاء كتلك فجأةً !! " .
أطلقت [ سولار ] ضحكةً طويلة قبلَ أن تقول :" هيا ! أنا أمزحُ معكَ فقط .. " . وتقدمت إلى الأمام .. توقفت فجأة ، نظرت إليهما :" هي~ [ كريس ] ، أيُمكِنُكَ المجيءُ معي إلى المتجر ؟ البائِعُ هُناكَ مُنحرِفٌ قبيح ! " .
:" أجل ، بالطبع .. فنحنُ ذاهِبانِ إلى هُناك على أيةِ حال .. " . قالَ [ كريستيان ] فيما تبعهُ [ دانييل ] بصمتّ ؛ حيثُ أنهُ لا يُجيد الحديث مع الغُرباء ..
ابتسمت [ سولار ] بسعادة وتقدمت كيّ تحضِنَ ذِراعه :" جيد .. " !
صاحَ [ كريستيان ] وهوَ ينفضُ يدهُ بشكلٍ أحمق :" إبتعدي ! إبتعدي أيتها المتطفلة ، أنا لم أعُدّ صديقاً لكِ يا هذه !! .. " . لكِنها كانت تضحك وهيَ تتشبثُ بهِ أكثر ..
نظرَ نحوهما [ دانييل ] ثُمَ أبقى على ما يُقارِب الأربع خطوات بينه وبينهم وهوَ يبتسم بِهدوء هامِساً :" إنهُما ثُنائي لطيف .. " .
أطلَّ مِنَ النافِذة ، يراهُما ! .. هوَ يرى رجُلانِ ضخما البنية يدفعانِ [ لويس ] إلى المقعد الخلفيّ مِنَ السيارة ، صرخَ بأعلى صوتِه :" اتركــــــــــــــــــــاه ! " .
إلتفتَ الرجُلانِ لينظُرا نحوه ، همسَ أحدهُما :" سُحقاً ! سيكونُ [ ألبِرت ] غاضِباً الآن .. " .
فيما أخذَ الآخر يُحاوِل إقحامَ [ لويس ] ضئيل الحجم في السيارة تحتَ ضغطِ مقاوماتِه الجادّة :" أسرِع بإدخالِه كيّ نهربّ أيها الأبله ! " .
:" ح..حسناً ! ". قالَ الأول ليدفعَ [ لويس ] بقوة .. ، لحظتها ، قفزت فِكرةٌ إلى رأسِه ، فاندفعَ إلى داخِل السيارة ليقفِزَ إلى الجِهة الأُخرى بِسُرعة ، يدهُ كانت ترجِفُ بِشدّة وهوَ يُحاوِل فتحَ قُفل الباب بأقصى ما لديه .. إنزلقَ الحارِس الأخر إلى المقعد وحاولَ اللحاقَ بِـ[ لويس ] الذي ما زالَ يُحاوِل فتحَ الباب ، أمسكَ بِرسغة لحظتها وهوَ يصرخ :" أيُها الأحمق ! أسرِع مِن البابِ الأخر! ".
دبَّ الرُعب في قلبِ [ لويس ] وهوَ يُراقِب الرجُل الأخر يبتعد ليدور حولَ السيارة ، فتحركَ جسدُه مِنْ تلقاءِ نفسِه وركلَ وجهَ الرجُل الأول الذي تركه ليُدلِكَ أنفه الذي دبَّ فيهِ الألم الشديد ! ، فتحَ [ لويس ] البابَ بِسُرعة واندفعَ إلى الخارِج بعدما ركلَ الأخر الذي فوجِئ بهِ يفتحُ البابَ بِلا مُقدِمات ..
ركضَ [ لويس ] بأقصى ما لديه بجسدٍ مُرتجِف بينَ الأبنية ، حاولَ الرجُلان اللحاقَ بهِ فوراً لكِنهُما تراجعا عِندما لمحا [ أرثر ] قادِماً باتجاهِهما ، فصعدا إلى السيارة وانطلقا بِسُرعة ..
دبَّ الغضبُ في [ أرثر ] لحظتها ، لكِن خوفُه على شقيقه الأصغر أنساهُ ذلِك ودعاهُ لينطلِقَ خلفَ شقيقه ..
خلطَ بِسُرعةٍ أوراقَ اللعب امامَ أعين جماهيره ثُمَ رصفها أمامهم على المنضدة الخشبية في زاوية الشارِع ، هُم ياتونَ كُلَ يومٍ إلى هذا المكان لِمُشاهدة عروضِه للخُدع السحرية البسيطة ؛ فهيَ لا تقتصر على أوراق اللعب فحسب .. إنما العديدُ مِنَ الخُدع السحريّة الأُخرى أيضاً .. :" والآن ، سيداتي سادتي .. أحتاجُ شخصاً مِنكُم .. ".
:" أنا .. أنا .. ". رفعتّ تلكَ الشابة ذهبية الشعر يدها .. فابتسمَ قائِلاً :" تقدمي إذاً آنِستي .. ".
تقدمت إلى الأمام فيما تبِعها صوتُ شابٍ خلفها :" جدياً [ سولار ] .. يجب أن نذهبَ إلى المتجر ، سأذهب بدونِك إن لم تأتي .. ".
إلتفت نحوه قائِلة :" لا ، أرجوكَ إنتظر قليلاً [ كريستيان ] .. أنا أُحِبُ عروضَ هذا الفتى ! ".
تقدمت بعدها إلى الأمام لتقول :" أعتذِر عمّا حصل .. " .
ابتسمَ لها بِهدوء :" لا بأس .. ". أردفَ وهوَ يُشهر الأوراقَ أمامها :" والآن إختاري ورقة .. ".
تنهدَ [ كريستيان ] وهوَ ينظُر إليها ليُخاطِبَ [ دانييل ] :" أنا مُتأكِد مِن أنها مُعجبةٌ بِهِ هوَ وليسَ بِخُدعِه ! ".
ابتسمَ [ دانييل ] بِهدوء قائِلاً :" لكن لا يُمكِنُكَ أن تُنكِر حقيقةَ أنهُ ماهِرٌ فيما يفعلُه .. ".
:" أنتَ مُحِق .. " . أعترفَ [ كريستيان ] بالواقِع وظلَّ ينتظر إنتِهاء [ سولار ] مِن هذه اللعبة عِندما فجأةً إندفعَ أحدهُم عبرَ الجموع الغفيرة ليضربَ الطاوِلة أمامَ لاعبِ الخفةِ ذو الشعر الأسود المُموج إلى مُنتصف رقبتِه مُختبِئٌ أسفلَ قُبعةٍ لحميّة ذاتَ حواف ، فيما إلتمعت عينيه الزرقاوتين وسطَ بشرتِه البيضاء الصافية تماماً ..
ظلَّ الجميعُ صامِتاً ، حتى صاحَ بِهم ذاكَ الشاب كستنائي الشعر فجأة :" إلى ماذا تُحدِقون ؟ أتُريدونَ مني تهشيمَ وجوهكم ؟ ". هم لا يعرِفونَ مقدارَ قوتِه لكِن الأغلبية قد فضلوا الأبتِعاد عن المكان تجنُباً للمشاكل ، وبدأت الجموعُ تتفرق .. عدا [ دانييل ] وَ[ كريستيان ] اللذانِ لا زالا موجودانِ ينتظِرانِ [ سولار ] التي جعلها الفضول تُرغب بِمُراقبتِهما بعدَ إبتعادِها إلى الخلف بضعَ خطوات ..
نظرَ لاعِب الخفّة ذاك إليهم وهُم يبتعِدون :" لا ! .. هذا .. " . وألتفَ مُنزعِجاً نحوَ ذاكَ الشاب :" ما الذي فعلته [ لوكاس ] ؟ لقد أرهبتَ جمهوري الذي جمعتهُ بعدَ جُهدٍ جهيد! ".
أخرجَ مغلفاً مِن جيبه ليضعهُ على المنضدة :" ماذا تُسميّ هذا ؟ هل أرسلتَ طلباً للعمل في شركة من أجلي ؟ أهذه خُدعة مِن نوعٍ ما ؟ ".
نظرَ إلى المُغلف على المنضدة ، ُثمَ إنتابهُ الغضب ليقول :" ما الذي تقوله ؟ أنا لم أُرسِل شيئاً بأسمك .. ثُمَ إنني إستلمت نفسَ المُغلف لكِنني لم أفتحهُ بعد! ".
دفعهُ [ لوكاس ] إلى الخلف ليصطدِمَ بالجِدار :" توقف عن العبثِ معي ، [ سكوت ] ! أنا أعرِفُ بأنهُ أنت .. ".
شعرَ [ سكوت ] بألمٍ شديد في كتفِه بسبب إصطِدامِه بالجِدار لكِنهُ أخفى ذلِك ليُدافِع عن نفسه :" أخبرتُك بِأنني لم أفعل شيئاً أيُها الأبله! والآن .. غادِرا المكان! ".
صاحَ [ لوكاس ] مُهدِداً بِغضب :" سأهشم رأسكَ الضئيلَ هذا إن لم تبدأ الحديثَ حالـ... ".
:" عُذراً .. أيُمكِنُني الحديث ؟ " . قاطعتهُم [ سولار ] عِندما بدا الفزعُ على [ دانييل ] وَ[كريستيان ] خوفاً مِن دخولِهم في بعض المشاكِل .. :" ما الأمـ.. ! ". توقفَ [ روكاس ] عن صُراخِه فجأةً ليكتسي لونٌ أحمر وجنتيه .. ضحكَ [ سكوت ] بِخفّة قبلَ أن يقول :" ما الخطب آنستي ؟ [ لوكاس ] يخجلُ كثيراً أمامَ الفتيات .. ".
ابتسمت [ سولار ] قائِلة :" بالنسبة للمُغلف .. " . اخرجت واحِداً مِن جيبها :" أنا استلمتُ واحِداً مُشابِها أيضاً مِن شرِكةٍ تُسمى [ فيلفيسكو ] .. لكنني لم أقرأهُ بعد .. ".
تقدمَ [ دانييل ] لينظُرَ نحوها بدهشة :" أأنتِ جادّة ؟ " أخرجَ مُغلفهُ مِن جيبه :" أنا وَ[ كريستيان ] إستلمنا مُغفلاً مُشابِهاً أيضاً .. لم أفتحهُ بعد ، ماذا عنكَ [ كريس ] ؟ " ونظرَ إلى صاحِبه ..
أفاقَ [ كريستيان ] مِن شرودِه ليُخرِجَ المُغلفَ أيضاً :" لم أفتحهُ أنا أيضاً .. ".
هدئَ [ لوكاس ] ليقولَ بِصوتِه الحاد :" ماذا يعني هذا .. ؟ ".
ابتسمَ [ دانييل ] بِهدوء وهوَ يُعدِل نظارته :" هذا يعني أنَّ .. " . أشارَ إلى [ سكوت ] وتوقفَ عن الحديث ، ليتدارك [ سكوت ] الموقفَ ويقول :" [ سكوت ] ! أنا [ سكوت هارسيل ] " .
تابعَ [ دانييل ] حديثه :" أنَّ [ سكوت ] لم يفعلها .. ففي نهاية المطاف ، إنها المرة الأولى التي نلتقي فيها ؛ أيّ لا يمكُنهُ معرِفةُ أسماءِنا وعناويننا ليسلمَ لنا المغلفات .. ".
حملقَ بِهم [ لوكاس ] بعينيه بريبة من دونِ أن ينطِقَ بشيء ، سرت قُشعريرةٌ في جسدِ [ كريستيان ] بسبب نظرات [ لوكاس ] وظنَّ أن الأمرَ سيدومُ طويلاً وسطَ هذا الهدوء الثقيل ..
إلتفتَ جميعهُم يحملقونَ نحوَ زُقاقٍ في الشارِع المُقابل صدرت مِنه بعضُ الضوضاء ، سُرعانَ ما خرجَ مِنهُ فتىً في الثانية أو الثالثة عشر تقريباً بشعرٍ أشقر كثيف يصل إلى بداية رقبتِه مع غرةٍ طويلة قليلاً ، وبدا الفزعُ جليّاً في عينيه الرماديتين .. حاولَ قطعَ الشارِع عدا أنهُ قد تعثرَ ووقعَ أرضاً ، ووسطَ أنظار أولئِكَ الخمسة حاولَ النهوض عدى أنَّ قدمهُ قد خانته ، نظرَ فزِعاً نحوَ السيارة السوداء التي إنعطفت بتهور في بداية الشارِع وهيَ تتجِه نحوه ، شعرَ بالفزع الشديد وغطى رأسهُ بيديه ليحمي نفسه ولو قليلاً عِندما إندفعَ [ لوكاس ] نحوه ليحميه فيما إقتربت السيارة وَ . . .
تنفسَ [ كريستيان ] والأربعة الأخرون الصعداء وهُم يرونَ تلكَ السيارة قد توقفت ولا يفصل بينها وبين لوكاس والفتى إلا بضعُ أشبار ، فجأةً أللقى [ لوكاس ] بنفسهِ إلى الخلف بعدما تركَ الفتى .. أخذَ يتنفس بصعوبة وهوَ يقول :" أكادُّ أُقسِم بأنني رأيتُ الموت! ".
حولَ بصره نحوَ الفتى الذي كانَ يُحملق في مقدِمة السيارة القريبة منه ، اقتربَ الأخرون ليسأل [ سكوت ] :" هل أنتُما بخير ؟ ".
صاحَ [ لوكاس ] بغضب وهوَ يعتدِل في جلستِه مُحدِثاً ذاكَ الفتى :" أأنتَ أبلهٌ يا هذا ؟ لا يُمكِنُك قطعُ الشارِع بتهورٍ هكذا .. ".
دبَّ الرعبُ في قلبِ الفتى –والذي لم يكُن سِوى [ لويس ] – وأوماءَ بنعمٍ خائِفاً ، اقتربت مِنهُ [ سولار ] لتجلِسَ بجانبِه مُعاتِبة :" إهداء قليلاً [ لوكاس ] ، لقد أفزعتَ الفتى .. ". وابتسمت مُحدِثةً [ لويس ] :" هل أنتَ بخير ؟ ". وقبلَ أن يُجيب ، ترجلَ الاثنان مِنَ السيارة ، تقدمَ أحدهُما لينظُر إلى [ لويس ] :" يا لكَ مِن عابِث ، ألا يُمكِنُكَ المجيء بِهدوء ؟ ".
عِندها إختبئ [ لويس ] خلفَ قميصُ [ سولار ] طلباً للحماية ، لعلها تكون طيبة بما فيه الكفاية لتُساعِده .. وبالفعل قالت [ سولار ] وهيَ تقف :" ما الذي تُريدانِه مِن هذا الفتى ؟ ألا تريانِ بأنه لا يُريد المجيءَ معكُما ؟ ".
تنهدَ [ كريستيان ] بيأس ، هذه الفتاة تستمر بإقحام نفسِها بالمشاكلِ فعلاً .. لكِن ، لا مانِعَ مِنَ المساعدة أيضاً .. :" إن لم تُغادِرا المكانَ حالاً فسأتصل بالشُرطة ! ".
حاولَ [ سكوت ] مُساعدة [ لويس ] ليقف بتلكَ القدم المُصابة فيما قال بابتِسامتِه المرِحة :" هُناكَ مركزُ شرطةٍ قريبٌ مِن هُنا ، لن يتأخروا في المجيء! ".
بدا الانزعاج عليه وهو يتحدث :" سلموا الفتى إلينا .. وسنتركُكم أحياءً عـ.. ".
:" هي ~ [ جاك ] .. هؤلاء الأطفال هُم ذاتهُم الخمسة الأخرين الذينَ طُلِبَ مِنا إحضارهُم .. ". قاطعهُ الأخر صاحِب النظارة الشمسية ..
:" هآه ~ ؟ يبدوا أننا أصبحنا محظوظينَ أخيراً ! ". – قالها [ جاك ] بابتِسامة جمعت بينَ المكرِ والشر . . .
كانَ حديثهُم كافياً ليُثيرَ الخمسة الأخرين ، صاحَ بِهما [ لوكاس ] :" إن تقدمتُما خطوةٌ واحِدة سوفَ أوسِعكُما ضرباً ! أفهِمتُما !!؟ ". كانَ [ لوكاس ] يُجاهد كي يُبعدهما .. أو على الأحرى كي يُعطي بعضَ الوقت للبقية ليهربوا بعدَ إشارةٍ قدمها لهُم بيده المخفية خلفَ ظهرِه ..
وضعَ [ سكوت ] يدهُ على كتِف [ لوكاس ] بعدما أسندَ [ لويس ] إلى [ دانييل ] ، وهمسَ :" أأنتَ أبله ؟ لن أترُكك وحدكَ هُنا .. ".
همسَ كابِتاً غيضة :" ما الذي .. ؟ إستمع إلي ولو لمرةٍ واحِدة ، وغادِر المكانَ حالاً .. ".
ضغطَ [ سكوت ] على كتفِه :" لا تلعب دورَ البطل الآن ، [ لوكاس ] ! ".