كان جيك الذي يبلغ الـ 12 من عمره يمشي بجانب المدير بخطوات واثقة لم تتلاءم و كونه صغيرًا ،
عينيه المماثلتين لعيني أخيه تعلوهما نظرة برود حادة ،
و امسك جاك الذي تميز بدوره بعيون ذات مضمون واضح .. و هيئة بدت أقل برودا من أخيه ، بيد توأمه وهو يتلفت بوجه قلق ، توقف المدير أمام باب إحدى الفصول ، فتحه بعد طرقتين قائلا :
- صباح الخير أستاذ ، اعتذر للمقاطعة لكن هناك طالبيّن جديديّن هنا !

ابتسم المعلم رادًا على مديره :
- لا بأس ايها المدير لم يكن هناك درس اصلا 'أردف بلطف وهو ينظر للشابين' اهلاً بكما ، تفضلا بالدخول !

دخل الشابين بينما خرج المدير مُغلقًا الباب ، قال المعلم بابتسامة لطيفة وهو يعود للإتكاء على طاولته :
- عرفا عن نفسيكما !

تأمل جاك الفصل و عيون الطلاب الفضولية لبرهة بحذر ، قبل ان يقول بنبرة هادئة واضحة :
- اسمي جاك ، وهذا أخي التوأم جيك !

ومن ثم تقدم لمقعدين فراغين في آخر الصف قد كانا متلاصقين ، جلس عليه ليجلس جيك بجانبه وهو ينظر للطاولة بصمت بينما أسند جاك مرفقه على الطاولة واضعًا وجهه على يده كي يتأمل السماء من النافذة !

~ نهاية الحصة ~

وقف جآك من مقعده بينما امسك جيك بيده قبل ان يبتعد كي يلحق به ، كان الصمت مازال قائدًا بالفصل على الرغم من خروج المعلم ،
حركات التوأم المتماثل بدت لبقية الأولاد غريبة ،
وقف احد الشبان الذي بدا ضخماً بجثته ساحبا جيك المتردد من ذراعه مما جعل الاخير يُفلت يد جآك الذي التفت خلفه مُستغربًا ، قال الفتى بسخرية وهو يقرب وجهه من وجه جيك الهادئ :
- اوه .. يبدو بانك فتىً جبان ، و أتعلم كيف نعامل الجبناء هنا .. سأستمتع بضربك حقًا !

وقبل ان يقبض قبضته كي يضربه امسك جآك بيد الشاب التي تمسك بجيك من ذراعه ، نظر جآك اليه بحده وقد بدأ لون عينيه يتغير للون غريب .. لشدة غضبه من تطاول أحد على أخيه ،
فجأه ... سمع جميع من في الفصل صوت تكسر عظام شخص ما ، صرخ الشاب ووقع ارضًا وهو يتلوى من الآلم مُحتضنًا يده التي اقل ما يمكن القول عنها انها كُسرت ، اشاح جآك بوجهه عن الشاب الذي بدأ يبكي ...
و أسرع جيك يمسك بيد أخيه ليخرجا من الفصل ، الا انه توقف عند سماعه لصوت فتى آخر يقول مشيرا ليد الشاب المزعج التي هشمت :
- مـ .. ما الذي فعلته ؟ ، انت .. انت وحش !

التفت جيك بعصبية ناحية الشخص الذي أفلتت منه تلك الكلمات دون شعور منه ، حيث كان ينظر إليهما بخوف ،
و تلونت عينيّ جيك بلون غريب مشابه للون عيني أخيه ، وهو ينظر بتركيز غاضب إلى الفتى الخائف ... و الذي شعر بصداع حاد في رأسه ،
ثوان ومن ثم وقع الفتى أرضاً خامدا بعد أن دوا صوت عصر شيء ما !

سحب جآك توأمه ليبتعدا عن المكان وقد أخفت خصلات شعره الفاحمة عينيه ، هذا هو يومهما الأول في هذه المدرسة الجديدة وقد بدأ بشكل سيء جداً !



~ الأول من يناير ، 2020 ~
[ أمريكآ ، نيويورك ، شلآلآت نيآجرآ ]
{ السبت ، 12:00 ، منتصف الليل }

وضع زوجته على الأرض وهو يلهث بتعب ، بينما الأخرى قد كانت تصرخ بآلم شديد ، نظر إليها قائلا بقلق وهو يتأمل طفله الموضوع ارضًا بجانبه :
- ألم ننتهي من الأمر بعد ؟

قالت بعصبية وهو تمسك بيده كي تعصرها محاوله التخلص من الآلم :
- انهما توأم ايها الغبي !

فجأه سمعا صوت طفلهما الثاني ، حيث كان يبكي وبشدة على عكس أخيه الذي وُلد بهدوء غير طبيعي ، امسك والده جآيسون به قائلا بانزعاج :
- يكفي ، توقف عن البكاء !

الا ان بكاء الصغير قد ازداد جراء ذلك ، دقائق حتى شعر الزوجان باهتزاز الأرض ، عض جآيسون على شفتيه بينما أغمضت سيلينآ عينيها قائلة :
- جآي ، هذا سيء ، الزلازال الفضائي هذا سيضر بالطفلان !

تأملها بصمت وهو يعلم بهذا مسبقًا .. يحمل طفله الثاني بين يديه ، بينما الآخر ينام على الأرض بجانب زوجته ، اعتدلت الاخيرة بجلستها وهي تتنفس بصعوبة ، امسكت بيده وهي تشعر بأن نهايتها باتت محتومة ، لفظت كلماتها وهي تتكأ على الأرض بيدها الأخرى :
- اعتني بهما جآي ، لا أريد ان يصيبهما شيء ! ، دعهما يعيشان عيشه طبيعية ، لا تنفذ ما في رأسك ارجوك ، لا ..

- يكفي هذا سيلي !
تركت يده بعد ان سمعت إختصار اسمها هذا ، يناديها بذلك عندما يكون منزعجًا منها كأنه ينعتها بالسخيفة ، نزلت دموعها قائلة بحدة وهي تتعلق بياقة قميصه :
- انهما ابناي أيضًا ، جآي

حل صمت بينهما ، تخلله صوت بكاء الصغير ، زفر جآيسون بحدة محاولًا تهدئة اعصابه ، لطالما كانت الوحيدة التي تعارضه ، شكله الذي يبعث الخوف للجميع يعطيه هيبة تجعل أوامره لا تجوز عصيانها ، سيلينآ التي تعلقت بياقته قد انزلت رأسها وهي تتأمل صغيرها الثاني الذي يكاد يتقطع بكاءاً ، كانت قد لاحظت مسبقًا شبهه الكبير بملامحها لم يختلف التوأم الأكبر في ذلك 'طبعاً' ، رمشت مرتين بعد ان وضع جآي الطفل الثاني على الأرض ، قال بنبرة هادئة :
- ما اسمهما ؟ سيلين

نظرت اليه بصمت ، وضع يده على جبهتها مبعدًا خصلات شعرها الشقراء المبللة عن عينيها الجريئتين التي اتشحت بلون رمادي شفاف ، ازدادت دموعها وهي تبعد نظراتها عنه حيث يقع طفليها بجانب بعضهما ، نسختان متطابقتان عدا عن بكاء الثاني الشديد وهدوء الأول الغريب ، همست وهي تتحس جبين الهادئ بابتسامة متألمة :
- جيك ..

نظرت للآخر ثوانٍ حتى نطقت باسمه وهي تنهار بكاءًا :
- وجآك .. سحقًا لك جآي ، ستتسبب بمعاناتهما ، انهما صغيران ولن يتحملا تلك القوة ، اصنع السلاح من اي شخص غيرهما ، قد لا يكونا صالحين مثلك ، قد يكونا السبب في دمار الأرض !

واستمرت تبكي بمراره ، استلقت على الأرض قائلة وهي تمسك بيد زوجها :
- لن أسامحك ما اذا عانيا جآي ، لن اسامحـ..گ

انقطع صوتها ليعلم جآي بانه قد فارق زوجته للأبد ، استمر لفترة ينظر إليها حيث لم تجف دموعها بعد على الرغم من كونها ميته ، رفع رأسه لـ يُبلل المطر وجهه الذي امتلأ دموع حِرقة [ ماتت زوجته ، لن تسامحهُ أبدًا ] ..



~ الثاني من يناير ، 2040 ~
[ أمريكآ ، قصر جآك رآيموس ]
{ الأحد ، 12:00 ، ظهرًا }

فتح عينيه ببطء شديد ، انزعج من تسلل الشمس لعينيه ، اعتدل بجلسته واضعًا يده على وجهه ، لم يكن يحب يوم ميلاده أبدًا ، يعلم بان عليه المعاناة بطريقة غير إنسانية ، تذكر كيف ان الآلم كان مضاعفًا بطريقة غير طبيعية لدرجة انه كان يصرخ كل دقيقة غير قادر على كتمهم كما العادة ، طبيبه لم يستطع مساعدته بالمهدئات التي أعطاه اياها ، يعلم بأن الحل الوحيد لهذا الأمر هو وجود أخيه التوأم بجانبه ، الا ان رؤية وجه الاخير تسبب له كوابيس عديدة هو في غنًا عنها ، افضل ما في الأمر انه قد تخلص من ذلك الألم ، لذا فليفكر بأمر اكثر أهمية كـ .. الفطور مثلاً ! :
- جآك ، استيقظت أخيرًا ، هل انت بخير ؟

لم يهتم بدخول صديقه روك لغرفته من دون طرق الباب حتى ، فقد اتجه لـلحمام حيث يقع بابه على بُعد عدة أقدام من سريره جهة اليمين ، باب الخروج من الغرفة وقع على ذات الجدار فقد وقف روك وهو يتأمل وجه جآك الشاحب ، تكونت الغرفة من لونيّ صاحبها المفضلين ، الأسود والرمادي كما ان اللون الأبيض قد تخللها قليلا ، خزانة رمادية طويلة بين باب الحمام وباب الغرفة منع رؤية روك لجآك الذي اتكأ على الباب بإرهاق ، همس بحقد :
- كل .. هذا بسببك ، ايها الأحمق !

فتح باب الحمام ببطء ودخله كي يأخذ حمامًا دافئًا لعله يريحه قليلا !



~ الثاني من يناير ، 2040 ~
[ أمريكآ ، قصر جيك رآيموس ]
{ الأحد ، 12:10 ، ظهرًا }

كان يتأمل وجهه الشاحب في المرآه بنظرته الباردة الغير مبالية ، خصلات شعره المبللة التصقت بجبهته مُعطيه اياه رونقًا خاص به ، على رأسه منشفه بيضاء صغيرة ، زفر بانزعاج كلما نظر لنفسه تذكر أخيه الذي يكره نطق اسمه حتى :
- كل .. هذا بسببك ، ايها الأحمق !

بدا الصوت مرهقًا مليئاً بالحقد كالعادة ، ابتسم بسخرية سرعان ما اختفت عند سماعه لصوت الباب بالتأكيد هي تلك الفتاة المنمقة او خطيبته كما يقولون :
- اه ، عزيزي جيك ، انت بخير ؟ ، لقد قلقت عليك كثيرًا بالأمس !

زفر بانزعاج قائلا بنبرة باردة وهو يشير لها بيده حيث ينظر لها من المرآه :
- إخرجي ، مزاجي لا يسمح لي برؤيتكِ الآن !

كشرت بطريقة مثيرة للاشمئزاز كما فكر جيك ، الا انها احتفظت بماء وجهها وخرجت تاركه اياه يتأمل نفسه مجددا !



~ الثاني من يناير ، 2040 ~
[ أمريكآ ، اجتماع الرؤساء الخمسة ]
{ الأحد ، 12:33 ، ظهرًا }

- اعتذر لمقاطعة حديثكم ايها السادة ، لكن رسالة جديدة وصلت من الـ ' ترايسكاتون ' !

قالها رئيس قوات الأرض "إدريان رايموس" ، ببرود قاتل ليسيطر الهدوء على المكان بعد الاسم الاخير الذي نطقه ..
التفتت كل العيون إلى ذلك الرجل ذي البزة العسكرية الكحلية اللون .. دون زخارف و أوسمة القواد المنمقة المعتادة ،
كان ذا شعر اسود ناعمًا سرحه إلى الخلف بتسريحة رسمية أنيقة .. عيناه الرزقاوتان تعكسان قوة و هيبة في شخصه ،
و ملامحه الحادة ذات القسوة .. تمنحه سلطة لا ترد و لا يجرؤ أحد على تحديها !

جال ببصره في أهم قاعة اجتماعات على الأرض ، حديثه كان موجها إلى الرؤساء الخمس للدول الخمس الرئيسية في العالم ..
و الجالسين عند طاولة دائرية الشكل ، و التي توسطت القاعة الزرقاء اللون ، البيضاوية الشكل ،
لم تكن تلك القاعة تحوي شيئا يذكر .. كانت خالية عدا من أولائك الرجال و باب جانبي أبيض.

-افهم من نبرتك أيها القائد بأن لديك حلا لما نحن مقدمون عليه !

ظهرت ابتسامة سخرية صغيرة على شفتي القائد العسكري ... تستعجب السرعة التي ألقوا فيها الأمر على كاهله ،
أخرج جهاز تحكم صغير ابيض اللون من جيب سترته ، بدا كقرص مدور دون أزرار إلا أنه ما إن مرر إبهامه عليه مشيرا لحائط الغرفة ، حتى ظهرت شاشة وهمية تشكلت من اللامكان ،
تبعها ظهور صورة واضحة لشابين بديا في الرابعة عشرة ..
كان ثمة شبه ملحوظ بينه و بينهما ، في الشعر الأسود و العيون الزرقاء الحادة ، و البشرة البيضاء ..

أحدهما كان يلف ذراعه حول رقبة تأومه و قد بدا الأقل حدة بابتسامته المرحة وهو يرفع يده علامة النصر ،
أما التوأم الآخر الذي بدا أكثر برودا و نضجا ، كان ينظر إلى شقيقه من طرف عين واحدة مغمضا الأخرى راسما ابتسامة صغيرة بدت مرتبكة ،
أمسك بيد أخيه التي طوقت عنقه ، و رفع يده بحركة النصر تلك بتردد واضح !

تحدث القائد العسكري ببروده المعتاد .. يقول كما لو أن الشابين مجرد غريبين عنه :
-جيك و جاك رايموس ، شابان تعرضا لإشعاعات الزلزال الفضائي عند ولادتهما قبل عشرين سنة ، تسببت تلك الإشعاعات بوفاة والدهما الضابط جايسون رايموس ، لكنها منحتهما في نفس الوقت قوى غريبة خارقة للطبيعة !

مرر إبهامه فوق القرص مجددا ما جعل الصورة تستبدل بأخرى لأرض محترقة حوت بقايا آثار و حطام مبنى ما ..
تابع وهو يلتفت اليهم بنظراته الحادة :
-هذا هو بقايا منزلي السابق ، جاك رايموس ، في حين كنت أخبره عن فتاة أردته أن يخطبها غضب بشدة ، و تسبب بهذا الدمار الشديد ، و بطريقة ما استطاع أخوه التوأم جيك حمايتي و حماية من في القصر مما حصل !

زفر بيأس و علت عينيه نظرة منزعجة .. بعيدة عن قناع الصرامة العسكري :
-جاك يفقد أعصابه بسرعة كما أنه يكرهني و بشدة .. أما شقيقه جيك فهو هادئ و بارد لدرجة تثير الأعصاب !

تحدث أحد الرؤساء الخمسة وهو يهز رأسه :
-حتى و إن استدعيناهم لمساعدتنا ، هما وحدهما لن يكفيا لمواجهة العدو ... اننا نتكلم عن جنس آخر من المخلوقات ، يريدون الاستيلاء على أرضنا !

أطاعه آخر بقوله :
- كما ان ما يبدو لي من هذه الصورة ، ان الشابين لا يملكان سيطرة على قوتهما !

الى ان قال أحدهم باستخفاف وهو يرفع احد حاجبيه :
- ولا أظن بأنهما مستعدين لأن يكونا سلاحًا بيد عمهم !

رمقه أدريآن بحدة مما جعل الاخير يجفل من نظرته برعب :
- انا اعرف ان عددهما لا يكفي ، لذا سأعطيك معلومة سيدي الرئيس لا أحد يعرفها غيري ، بينما كنتم قبل 10 سنوات مُنشغلين بإشغال الـ 'ترايسكاتون' كنت قد جهزت جيشاً لقتالهم ما ان خططوا للهجوم !
الشابين يسيطران على قوتهما الا اذا .. فقد احدهما الآخر ، او غضب منه !
وبنفس ذلك اليوم جآك كان على شجار مع شقيقه ..
ومن ثم هما ليسا سلاحاً ، صحيحٌ انهما يملكان قوة كبيرة مُختلفة عن اي بشري في هذه الأرض الا انهما يبقيان ابنيّ أخي !

اخرج أدريآن كره سوداء صغيرة زجاجية من جيبه ، رماها للأعلى مما جعلها تطفوا قُرب السطح ظهر وجه شاب امتلك بشرة رمادية ، شعر ابيض يصل لرقبته ، عينان اتشحتا بلون اسود لم يتخلله اي لون آخر ، احتلت ابتسامة هادئة مثيرة للأعصاب شفتيه :
- أهلا يا سكان الأرض ، او البشر كما تقولون ، كنت اود زيارتكم لكني مشغول قليلا لذا هذه الرسالة ستعطيكم لمحة على ما أريده .. 10 سنوات كنتم تعطونني أشياء لا فائدة منها كي لا أهبط على أرضكم واستخدمها بدلاً من كوكبي السابق المُدمر ، خلال 7 أيام سأهبط على البقعة التي ستظهر لكم في نهاية الرسالة ، حينها ستكونون عبادًا لي ، تبنون لي امبراطورية جديدة كي يعيش شعبي فيها ، اي شخص سـ يخرج عن كلمتي مصيره هو الموت ، هذه هي طبيعة الدنيا ، القوي يحكم الضعيف والضعيف هنا هو انتم !

حل صمت رهيب القاعة بينما أدريآن ينظر للوجه الرمادي بحقد شديد !



~ الثاني من يناير ، 2040 ~
[ أمريكآ ، متجر سباركل للأسلحة ]
{ الأحد ، 11:55 ، مساء }

حمل نيكولآس صندوقا من بنادق الأشعة عديمة المستوى بحسب رأيه ،
و ألقاه دون حرص في المقاعد الخلفية للسيارة النفاثة حديثة الطراز و التي تخص صديقه جيك ،
ثم اتخذ مكانه بجوار مقعد السائق و نظر إلى الفتاة غريبة الاطوار "صاحبة المتجر" وهي تحادث جيك الذي يستند إلى الحائط معقود الذراعين.

قالت شيارا شيئا ثم ضحكت و رأى ابتسامة صغيرة ترتسم على شفتي جيك بينما ينظر إليها ،
لم يصدق نيكولآس عينيه ، كتلة الصمت و التجهم البارد تلك تبتسم .. جيك يبتسم ؟!

استرخى في المقعد المريح دون أن يفوت لحظة في ذلك المشهد النادر أمامه ،
لم يكن يسمعهما فقد كانا واقفين بعيدا عنه .. أمام باب المتجر ،
لكنه استطاع أن يخمن جزءا من الحديث الدائر ،
جيك يغمض عينيه بهدوء محطم للأعصاب ... ليس أعصاب شيارا التي فهم من الطريقة التي تشير فيها إلى سترته الجلدية أنها تستنكر ارتداءه لثياب من الحقبة الماضية ،
و الحق يقال ... جيك تلائمه هذه الأزياء أكثر من الممثلين الذين يصورون الزمان القديم في السينما المجسمة !

انفتحت عينا نيكولآس واسعتين حين رأى الفتاة الغريبة الاطوار تعبث بشعر جيك الأسود تحاول بتمريرها لأصابعها خلاله ، إعادة خصلاته المرفوعة بمثبت الشعر إلى وضعها الطبيعي لتنسدل حول وجهه و جبهته !
‏
و بتلقائية كان نيكولآس يترحم على حياة الفتاة بشيء من الأسى .. صحيح أنها كانت غريبة الاطوار و صاخبة دوما ،
إلا أنها كانت لطيفة مع الجميع ... حتى أنها حضرت له عصير برتقال طبيعي في إحدى المرات ،
مازالت شابة ‏‎فتية و جميلة جدا لتموت ‏‎!

ذهل نيكولآس تماما حين لم تبدر من جيك ردة الفعل العنيفة المتوقعة ،
لقد فتح عينيه ‏‎الزرقاوين و نظر إلى الفتاة ‏‎يجيبها‏ ‎ببضع كلمات فقط ... دون غضب بارد أو عنف مستبد !‏
أوجه‎‏ جيك ‏‎محمر بارتباك أم أنه يتخيل ذلك ؟!‎

سرعان ما إنقلبت سحنة جيك تحت ناظريه ، يعرف تماما بريق الغضب الجليدي في عينيه الزرقاوين ،
و انعقاد حاجبيه الشديدين ... لقد بدا و كأنه سيفتك بالفتاة الغافلة ، المتوردة الوجه بخجل عفوي !!

لم يفهم نيكولآس أي شيء ..
لقد تحرك جيك من أمام شيارا متجها إلى السيارة فجأة‎ ‎‏،
فانفتح له ‏‎بابها بترحيب .. قفز إلى ‏‎مكانه خلف ‏‎المقود بحدة ،‏
متجاهلا ‎شيارا التي ‏‎تلوح مودعة بسذاجة تامة .. ‏‎منعتها من إدراك ‏‎غضبه !‏‎
‎
‎ابتلع نيكولآس ‏تساؤلاته الفضولية ‎و ‏‎تأهب ‎بحذ‎ر حين ضرب ‏‎جيك المقود ‎متمتما بنبرة ‏‎كره عميق :‏‎
‎‏- جآك ... جآك ... جآك ، سأقتل هذا الجآك ، سأمزق ذاك الأحمق و عندها فقط قد أعرف الراحة !!!

غاص نيكولآس في مقعده بصمت كي لا يطاله هيجان صديقه النادر ،
و قد فهم أن السبب فيه هو تلك التراجيديا المثيرة للسخرية ..
المتمثلة في كون شيارا التي يحب جيك و لأجلها يعقد صفقات أسلحة غبية دون فائدة ... متعلقة بعمى تام بأخيه التوأم ... جآك !



~ الثآني من يناير 2040 ~
[ أمريكآ ، نيويورك ، قاعة الحفلات في فندق زي ]
{ الأحد ، 12:35 ، منتصف الليل }

ابتسمت الممثلة الشابة "آلي كورتيس" ، ابتسامة جميلة صادقة تختلف عن تلك التي تقوم بها تحت الكاميرات عادة ،
كانت مسرورة حين رأت جاك يدخل من بوابة القاعة الكبيرة ،
متأنقا ببذلة سوداء رسمية ... و رغم معالم الثراء البادية عليه كان يخلو من التكلف بحركاته و إيماءاته !

اتسعت ابتسامتها و هي ترى أعين معضم الشابات في الحفل مسلطة عليه بإفتتان ،
كيف لا وهو نسخة طبق الأصل من سارق قلبها جيك ؟!

كلما نظرت في وجهه تذكرت توأمه جيك ... رغم الفروقات البسيطة بينهما ،
فجاك كان يسرح شعره الناعم على طبيعته تاركا إياه يغطي جبهته ...
يمتلك العيون الزرقاء نفسها لكن بتعبير مختلف عن برود أخيه ،
إذ تبدو عينا جاك أكثر حيوية ... و إن صح التعبير ... أكثر صخبا !!

اتجهت إليه لتلقي التحية ، فكما كان جاك الشقيق التوأم لمن تحب ،
كان جارها أيضا ... إن أمكن تسمية خمسة كيلومترات من الأرض الفاصلة بين قصرها و قصره جيرة !

-مساء الخير جاك ، سعيدة لأنك استطعت القدوم لحفلتي !

قالتها بابتسامة باهتة ،
ليست تقصد شيئا ... يعرف جاك ذلك جيدا من خلال معرفته بها ،
الأمر أن آلي لا تجيد التعبير عما تشعر به أبدا ، فتفضل الهدوء دائما !

ابتسم جاك لها بمودة نادرة :
-كيف لي أن لا ألبي دعوتك ؟! صحيح أنني لا أحب الحفلات لكني أفعل أي شيء لأجلك !

غيرت آلي موضوع الحديث مما جعل جاك يفكر في أن لديها مشكلة في إستقبال المشاعر أيضا و ليس إرسالها و حسب !

قطب حاجبيه حين سألته فجأة بشيء من الارتباك :
-ألن ... يأتي .. جيك ؟! لقد أرسلت له دعوة أيضًا !

‎بغضب و غيرة لم يستطع إخفاءهما سألها ‎جاك :‎
‏-و لما تسألين عنه ؟!!

الحمرة التي زحفت إلى وجنتيها بالإضافة إلى ارتباكها أخبرته بالاجابة ،
دوما كلما شعر أن الأمور تجري بشكل جيد بينه و بين آلي ... يتطفل اسم أخيه الذي يمقت ،
بحق الله لو لم تكن آلي العزيزة ...
لو كانت شخصا آخر ... أي شخص .. لمزقه إربا لذكر اسم توأمه أمامه !

كبت بصعوبة مزاجه الناري .. ليستطيع أن يتمتم ببضع كلمات اعتذار "لم تعترض عليها" قبل أن ينسحب من المكان ،
ما إن أصبح في الرواق الفخم و الخالي للفندق حتى انتزع ربطة عنقه بحنق ، يصيح بغضب :
-جيك التافه .. جيك الأحمق ، سأنتزع قلبه من مكانه و أشوه وجهه الذي أكره ... لن ارتاح حتى أنال منك ، سحقا لك !



ارجو عدم الرد =)

*جيك رايموس :

التوأم الأكبر ، هادئ و بارد الاعصاب منذ الصغر .. لا يجيد إظهار مشاعره أو التعبير عنها ،
يرتدي دوما ملابس و مقتنيات تعود إلى الحقبة الماضية ،
رغم أنه و توأمه كانا مقربين جدا .. إلا أنه أصبح لا يطيقه الآن بعد مسألة حدثت بينهما منذ أربع سنوات ،
جيك يعيش مع عمه في قصر كبير .. حيث يفترض أن الأخير قد خطب له فتاة هي ابنة سادة المجتمع ،
لكن جيك "الغير مبالي بها" معجب بفتاة أخرى تدعى شيارا ... هي الوحيدة التي قد يبدي شيء من المشاعر إتجاهها ،
جيك مثل شقيقه يمتلك قوى خارقة لم يتعرف جميع أبعادها بعد .. اكتسبها من الزلزال الفضائي وقت ولادته !


*جاك رايموس :

التوأم الأصغر ، عصبي و حاد الطباع ... ذلك أنه عاطفي أكثر من اللازم ،
رغم أنه كان يحب أخاه التوأم و يهب دوما للدفاع عنه .. إلا أنه بات يكرهه بشدة الآن ،
بسبب مسألة حدثت بينما قبل أربع سنوات ..
جاك شديد العناد بحيث أستقل بحياته بعيدا عن تدخل عمه منذ سنوات ،
مغرم بفتاة تدعى آلي .. تعمل ممثلة و تسكن قريبا منه ،
يمتلك قوى خارقة لم يكتشف جميع أبعادها حتى الآن .. ذلك بسبب تأثير الزلزال الفضائي الذي تعرض له وقت ولادته !

‏.
‏* أدريان رايموس :
عم التوأم .. و قائد جيوش الأرض ،
صارم و قاسي كأي قائد عسكري .. يمتلك ولاء لا حدود له لوطنه الأرض ،
هدفه حمايتها و حماية البشرية من الخطر الذي يتربص بها ..
رغم أنه من ربى التوأمين و أنشأهما منذ الصغر إلا أنه مثار كره لدى كليهما بسبب تعامله الخالي من العاطفة ،
يسعى لصالح ابني أخيه و يهتم بأمرهما حتى و إن لم يظهر عليه ذلك !


‏*شيارا سايمون :

فتاة متهورة تملك متجر أسلحة ورثته عن والدها المتوفى ،
ساذجة جدا بحيث لا تلاحظ مشاعر جيك تجاهها ،
و متعلقة بحب أخيه التوأم جاك !

‏*آلي كيرتس :

ممثلة شابة ، جميلة لكن باردة المشاعر كما يشيع عنها من لا يعرفها جيدا ،
و ذلك لأنها لا تستطيع التعبير عن نفسها و مشاعرها رغم أنها ممثلة موهوبة ،
تسكن بالقرب من جاك و تلتقي به كثيرا ... لأنه يذكرها بأخيه التوأم جيك و الذي تحبه بشدة !

~

ااحم .. كنت ومازلت متحمسة *^*
خاصة اني اكتب مع فتاة خطيرة :ha3:
طبعًا انتظر ردودكم بشوق ،
لا تطيلوا الحجز أعزائي xD
وكما تعبنا من أجلكم ..
أريد ردودًا جميلة لا سطحية !
وإلا [ تقييم سالب + الإبلاغ عن صاحب الرد ]
ولن أتردد في ذلك حتى وان كان صاحب الرد عزيزًا علي
لا أطيل عليكم .. لكم حرية التعبير والتعليق !

[img3]http://im35.gulfup.com/aWklc.png[/img3]

هنآ سأضع روابط الفصول =) ..
ارجو ان تستمتعوا بروآيتنآ :

الفصل الأول : http://vb.arabseyes.com/t412377.html#post6230993