07-13-2013, 10:28 PM
|
|
.....{مارسيلا} أظن أن هذا كان نوعاً من الغرق في الوهم ، ولكنه هذه المرة كاد أن يبعد عن رأسى فكرة أنه غير حقيقى ، مس من العذاب إعترى صدرى . .!! أحسست فجأة بالدماء تتجمع في قلبى الذى كاد أن ينفجر ، وشهقت إلى الأعالى بدون وعى مسبق ! .....ربما ! ربما لأننى لا أدرى بما حل بى و قلبى شيء ، وكان وجدانى يدرى بالهالة المحيطة بهذا الغراب المتجسد على شكل إنسان ! أو لربما لأننى وجدت تلك العينين التي أسرتنى بشدة في ليلة الهالوين المشؤومة لكن ، لا أظن بأن أحداً لم يرى هذا الذى لا أعرف من أي مادة هو أو ما هو ، ليتصور رعب الشاهد له !! أظن بأن رعبى أيضاً كان هذا الوهم الذى صنعه ليستدرجنى ، لكن لماذا ليفعل هذا ! أنا لا أعلم . . وفى وسط وذروة ما يحدث رأيته بخطوة واحدة بالرغم من هذه المسافة منتصباً أمامى من دون حراك ، والمشهد يسير ببطئ مخيف . . حتى هيلبرت تأثر بهذا البطئ ، أكاد أشعر بأنفاسه تلفح جبهتى ، إقترب في توجس شديد ، قبل جبهتى وإبتعد بحيث إستطعت أن أرى من وجهه المختبئ ، شفتيه تبتسمان ، أبعد التوجس إبتسامة ، ليس لتصرفه تفسير إلا الجنون بعينه ، أو مرض أثقل كاهل قلبه المسكين !؟ . . لكن بتعبير مختلف هذه المرة إبتسم ! أغمضت عيناى وفتحتهما لأراه قد تلاشى بين الجموع ، لكن ما أثار فىّ التسائل . . . أن ما حدث الأن ، قد تلاشى عن ذاكرة هيلبرت !!أو أننى من ظننت بأن هيلبرت رأى كل هذا ؟ وشعرت بثقل جسدى يرغمنى على السقوط ، لم أتمرد عليه ، أطعته بإذعان ليسقط فأغيب عن الوعى ، ولم أشعر بالإرتطام . . . إنشق الظلام وبرز خيط بسيط من النور ، وعادت لتغلق عينيها كى تستجمع قواها بصورة أكبر . . وهذه المرة فتحت عينيها لتفزع من وجه أحدهم ، كان رجلاً عجوز غريب يطل من فوقها وقد تراجع ليتحدث مع أحدهم . . . ربما عينيها بدأت بالنظر ، لكن أذنيها لازالتا بداخل غيبوبة قريبة الإنتهاء . . . زاغت عينيها يميناً ويساراً ، ومع أنها ترى لكن عقلها لا يترجم ما تراه . . ومرة أخرى أغلقت عينيها وأخذت غفوة لربما تستيقظ وتجد نفسها أقوى هذه المرة . . . _ درّت السماء بالمطر ، قطعة أخرى ترجع لمثواها بالذاكرة . . لم يهطل هذا المطر كما ترسلة كل سماء ، بل سماء تضرب الأرض بسيول عنيفة ، من دون رعدٍ أو برق . . . ويكاد السين يفيض على الأراضى من الجانبين ، فتاة دُرّة الوجه ، تغافل وجدانها عن مجرى الطريق تركز البصر على الأطياف البارزة من وراء حجب كثيفة تسدل عليها من المطر تركض بلا حول ولا قوة من أمطار شديدة البرد ، بينما تنظر إليهم من داخل سيارة مغلقة ، منطفئة الأنوار ، منزلقة السير على الطريق ، أبعدت عينيها عن النافذة المغلقة ولوحت بمقلتيها قليلاً حتى تحركهما بطريقة أسرع . . . فهطلت من عينيها دموع مؤلمة بسبب حركة عينيها البطيئة وثبوتها على بلورات المطر الثابتة على النافذة . . ، وبسرعة جففها شخص ما تواجد بجانبها على الأريكة الخلفية !! . . وينتهى المشهد بجملة واضحة من السائق " دعها وشأنها الأن ، سينرى " _ "ما الذى أخرك ، الم أقُل لك أن تعود أدراجك " "أه ، أعلم هذا ، لكنها معى . . . " " معك ؟ إذاً . . . هل فعلت ما خططنا له " " لا ، لقد حدث أمر غريب خارج عن سيطرتى وسيطرة شيلدون حدث فى المحطة " " وما الذى حدث يا أكوانت ؟ " " بعد أن حملت لها الحقائب وتوجهنا للخارج ، تباطئت في المشى وشهقت بقوة ! إلتفتُّ لأجدها مستقرة على الأرض وقد ضل عنها الوعى تماماً ! " " ما معنى هذا ؟! أكوانت أنت تكذب كالعادة ، أنا لا أريد أن يحدث لها أي مكروه بعد الأن وكف أنت الأخر عن محاولاتك الفاشلة في العبث !! ما أن تعود مارسيلا وتستقر لبعض الوقت ، سأمسح ذاكرتها وأضع الذاكرة الإصطناعية ، وإياك هذه المرة أيها الوغد أن تستخدم ما تسميه بعقلك ، يكفى ما حدث ! " وبوهن مصطنع يخفى كمية الغضب : " حسناً ، سأغلق الخط " ولم يفعل سوى أنه القى بالهاتف على أرضية الرصيف بعنف وظل يحطم فيه بقدمه ويغمغم بخفوت كاد أن يغدوا صراخاً مستعر : " أتظن بى سأسمح لك أن تمسح ذاكرتها ثانية ، يمكننى أن أتكلف عمرى الباقى لأجلها فقط ، يكفى ما تسببت به لها من عذاب لأجل إختباراتك المجنونة التي دمرتها ودمرت حيوات أمثال إبنتك المسكينة " _ وهكذا نالت قسطاً من الوقت لتستجمع ما أوتيَت به من قوة ، وقد أفلحت في القبض على مشهد أخر طوقته بوجدانها كى لا يهرب عنه ، فتحت عينيها ببطئ ، لتبصر النورويعود البصر و السمع ويعود لها الوعى كاملاً ، وسرعان ما عرفت أنها تستلقى على ذراع أحدهم . . " سيد أكوانت لقد عادت هذه المرة إلى الوعى" " شكراً لك جوستس ، الأن يمكنك القيادة ، خذنا لأى مقهى يقرب للقصر " وما إن عادت لها ذاكرة الأحداث القريبة الماضية . .فتحت عينيها بسرعة . . وبرق ضوء حاد باللؤلؤتين . . لتبدوا كالدمية المخيفة ! مارسيلا \هل رأيته ؟ أوقف هيلبرت السيارة ، بينما نزل من مقعد السائق ليأخذه جوستس ويلف هيلبرت حول السيارة ليصل إلى جانب مارسيلا ، وما إن أتى هيلبرت حتى أخذها لصدره من دون كلمة . . . وهنا إحتارت فى هذا الشخص وحقيقة مشاعره ، هل هي أخوية أمـ . . . . . حب ملبد !!؟ هي تعلم لكن ليس لديها دليل ، وكذلك تعلم بقلبها وليس لديها دليل . . هيلبرت ! ، متى ، كيف ؟؟ لكنها تدرى بأنه يتظاهر بالأخوية حفاظاً على شيء ليس موجود وهو النفور منه ، هيلبرت لمارسيلا شخص خاص . . ، ليس بخصوصية ماتيوس لكنه ! يجعلها تقشعر فقط كلما تذكرت إبتسامته المتعبة دائماً وعينيه اللتان لا تخبئ شيئ عنها ! تتحرك السيارة لتنطلق ،وصمت . . . . . ،عينيها مغمضتان وشفتيها بلا ملامح . . وكأنها عادت للا وعى مرة أخرى أبعدها عن صدره وشعر أنها لم تكن تريد أن تبتعد . . بل أرادت أن تبقى هكذا وأن تأخذ غفوة أخرى !! هيلبرت بمزاح\ هل أبدو لكِ كالوسادة ، مارسي ؟ مارسيلا \ قل لى هل رأيته ؟ هيلبرت بجدية هذه المرة \إفتحى عينيك وأخبرينى من هو ؟ وما الذى حدث لكِ ؟ مارسيلا مغلقة العينين\إنه غراب متمثل على شكل بشر . . كل ما حدث لى كان رسالة ، سيقتلك ويأخذنى . . أو ربما هذا تفسيرى التافه ! زفر بإستغراب فأوضحت : مارسيلا \ لا تقلق ، أرى الكثير من الهلاوس منذ شهور ، مستحيل أن يوجد إنسان بهذا الشكل . . هلاوسى بدأت تصبح سخيفة أكثر . . ومن ثم فتحت عينيها لترى أنه يتفكر فيما قالت ، يحاول أن يأتي بتفسير كان جاداً في هذا ، ما أوحى لها بشك غريب ، إنه يعرف كل شيء عن هذه الهلاوس التي تهاجمها أثناء النوم . وإن يكن ، مارسيلا دائماً ما تثق في هيلبرت وتسامحه ، بالرغم من كل شيء إنها لا تعلم كما أنه لا يعلم ، ما هي الرابطة الحقيقية بينهما ! _ جوستس\سيد أكوانت ، لقد وصلنا للمقهى . . وقبل أن ينزل جوستس ليفتح لهما الباب منحنياً ، أخذها من يدها بسرعة وكأن ما سيخبرها به خطير !؟ مارسيلا\قبل أن تتكلم ، أطلب لى قهوة وبعض الحلوى . . هيلبرت\أريدك فقط أن تستمعى لى ، سأخبرك بما لدى وأخبرك بما أراده والدك أن تعرفيه قبل أن نصل إليه . . . مارسيلا بجدية\ أنا لم أتى إليه لأننى شعرت بالملل وأنا أعيش وحدى ،
بل لأننى أريد أن أدرى . . . أن أدري يا هيلبرت . .!! _ لم يشعر بالغرابة في أنها لم تتبع عادة المترفين وأن تأكل بحذر ولياقة شديدة بل أنها تأكل كالفتى الصغير الذى عاد من مباراة كرة قدم ويتضور جوعاً . تنهد هيلبرت وقبل أن يتكلم إنتبهت بعينيها ووجدانها لكل ما سيقول . .: هيلبرت\سأخبرك أولاً بما أريد منك أن تعرفيه ، مارسيلا هذا سر بينى وبينك . . أرجوا فقط أن تكونى هادئة . . مارسيلا\تفضل ، أنصت لك . . لا تقلق ، أول سر بينى وبينك لا يمكن أن أفشيه هيلبرت بجدية كبيرة\لقد ولد السيد كيث إيرسون في عائلة مترفة ذات تاريخ عريق ورابطة قوية ، كما تعرفين إن أصل عائلة إيرسون من أسكتلندا . . كان كيث يحب ما يحبه له والده أن يكون ، في البداية كان طموحاً لأن يكون مهندس بترول ومن هذه البداية سيطمح لأن يكون مالك لشركات تعمل في مجال إستخراج البترول و التعدين ، كان والده يلازم الفراش كما كان يلازمه مرض ليس له علاج . . ، كان مرض غريب يصيب جزء غريب من الجسد ، كان يصيب الدم أولاً ومنه يصيب المخ ثم منه يتحكم في نشاطات الأجهزة العضوية عن طريق العبث بإشارات المخ والتسبب في صداع شديد الألم يتسبب في موت المريض . . وقاطعته مارسيلا بزفرة إستصغار بقصد أنها لا تهتم لهذه الأمراض مهما كانت ما حرك إستفزازه لكنه لم يهتم : هيلبرت\ بالفعل قد يبدوا هذا من الخرافة لكنه موجود ، وللأسف توفى والده وهو لا يزال يدرس لإمتحانات القبول حتى دخول الجامعة ، تحطمت كل طموحه التي رسخها والده في نفسه ، وأصاب بإكتئاب لم يستمر معه طويلاً . . وكانت هذه الحادثة سبباً لتغيير مجرى الأحداث القادمة في حياته إهتم بالعلوم كافة وخاصة علوم الأحياء ، كان يرسم طموحاً أخر بأن يجد علاجاً لهذا المرض النادر الذى يتحكم بالمخ . . . أبعدت مارسيلا عينيها ولاعبت الكعك المحلى بنظراتها لكنها لا تزال منصتة : هيلبرت\ وتتابعت الأحداث في حياته وذاق الحب ومرارته كذلك إلى أن تزوج و أنجب . . ، هنا إستجابت مارسيلا للكلمة الأخيرة بإذعان وخضوع ، وكأنها وجهت له سهماً بقصد أن تكشف شيء ما ! : هيلبرت يتابع \ وأتت إلى دنيانا فتاة صغيرة جميلة تسمى مارسيلا ، في البداية كان يقيم والدكِ والسيدة هيلين في مارسيليا ، وأضيف لك أنهما كانا يعيشان بالتحديد في نفس القصر الذى كنتِ تقيمين فيه . . . مارسيلا بنفسها \ إذاً ؟ وجدت شيء يدلنى على سبب غلق معظم غرف وقاعات القصر لربما أجد أيضاً بعد فتحها ، أسراراً أخرى تحتاجنى أن أعيدها إلى النور ! هيلبرت\ وبيديه ومجهوده ، كانت له أول شركتين في مجال العلوم ، الأولى تختص بالطب و الأدوية ، والأخرى تختص بالكيماويات ، ومن هنا يا مارسيلا أبدأ بما تريدين فعلاً أن تسمعينه . . وهذا الذى لم يرِد والدكِ أن يفصح عنه . . مارسيلا\ أجل ، هيا أنا أنصت لك بإمعان . . . أسند هيلبرت كلتا ذراعيه على الطاولة وشبك يديه والصقها بشفتيه وركز ناظريه بالفراغ ، تحديداً بمنتصف الطاولة ، كانت عينيه الخضراء التي تشبه أعين الجنيات مؤثرة جداً وقتها . . بدى وسيماً جداً لأعين الناس الذين لاحظوا فتاة بدت لهم سائحة لا تنتمى لفرنسا تجلس أمام شاب فرنسىّ توارت وسامته خلف وجه إعتاد الإرهاق . .: هيلبرت\ كانت إمراة كيث حينها ، ممثلة مشهورة لكن بحجم معين ، وليس عالمياً مثل الأن . . ، وكان هو منشغل إلى أذنيه بأعماله وأبحاثه المركزة على علاج لهذا المرض بجانب أمراض مشابهة . . ، ومعها كان يسعى لأن يقيم مؤسسة ضخمة في مجال العلوم الطبيعية ، مرت السنوات حتى كبرتِ وأصبحتِ إبنة الستِ سنين . . مارسيلا بصدمة وترقب \ وماذا بعد . . !؟ تذكرت أنها لا تتذكر شيء في وقبل الستِ سنوات . .، بل و بعد الستِ سنوات لا تملك من الذكريات سوى بضعة ذكريات مهترئة تكاد أن تتحول لرماد مهشم يرحل مع هبات الريح . . بإستثناء الأيام القليلة مع هيلبرت في سن الثالثة عشر ، وبعض الصور و المشاهد والأصوات لعمتها ولجدتها الراحلة ستيفانى أيرسون ، وذكريات واضحة غير مهمة لأيام الدراسة الإعدادية : هيلبرت\ كان قد أنشأ وبهذه السرعة أول مؤسساته وكانت تقع في أمريكا الجنوبية والغريب بالنسبة لكِ أنها كانتِ في مكان نائى ، على جزيرة ! مارسيلا \ ليستطيع من خلالها أن يتعمق في بحوثه ومشاريعه الممنوعة . . هيلبرت بإبتسام \ أجل ، كما قلتِ تماماً . . لكنه يعترف بأن دافعه الوحيد كان إجاد علاجاً لهذا المرض ولكثير من الأمراض التي ليس لها علاج ، أو الأمراض التي لها أدوية بكمية ضئيلة جداً . . وكانت مشاريعه وأبحاثه ممنوعة لأن الحكومات لا تسمح بها ، فأطر أن ينشئ أول مؤسساته في مكان نائى وبتجهيزات ذكية وضخمة . . ، وأخيراً وصل لإكتشاف مادة كانت مختزنة داخل كهف ضخم بالبركان المتواجد في الجزيرة ، ومع أن البركان غير نشط إلا أن الجميع تسائل إن كانت المادة تحتاج لـ3000 درجة مئوية لتذوب ودرجة أقل لتتجمد تدريجياً ، فما الذى جعلها مادة سائلة حتى الأن ، ويبدوا أنه لم يعثر عليها أحد المستكشفين قط ! مارسيلا\ صِف لى تلك المادة يا هيلبرت ؟ هيلبرت \ كانت عند الإستكشاف كما هو مسجل في سجلاتها الخاصة ، مادة سائلة خام بسيطة معقدة الخصائص عندما قاموا برؤيتها تحت المجهر ، وضح أنها تحمل كائنات مجهرية لم تعرف من قبل ، هي مشعة ذات لون بنفسجى داكن ، لفتت إنتباه والدك عند ذلك الوقت ، لكن سرعان ما تعاظمت الفكرة في عقله عندما وضحت بضعة خصائص لهذه المادة ، ولجئ لتطوير المادة إلى أن تغيرت خصائصها وأصبحت مطورة خضراء مشعة لا تتجمد أبداً بفضل إضافات وعمل دام ليالٍ طويلة المدى، أخذ هذا الكثير من الوقت ، وكشف عن نيته بأن يستغل خصائصها الجديدة في العلاج ، وخاصة لهذا المرض الذى تسبب بموت والده ! أعادت مارسيلا ناظريها لملاعبة الحلويات وهى ترتشف القهوة وتلتهم المزيد : هيلبرت \ وبالفعل بدأت الفكرة في التنفيذ وقاموا بتجهيزها لتكون مادة علاجية ، تستطيع أن تتحكم بالحمض النووي بصورة بسيطة بحيث أن تمنع إصابته بأى مكروه ، وأن تمنع كذلك إصابة الإنسان بأى فيروس ، ولها خصائص أخرى أظنكِ تعرفينها ! مارسيلا وقد فهمت المغزى\ أجل ، تابع . . هيلبرت\ لسبب ما إستخدم تلك المادة عليك ، وأظن أنه من أجل الإختبار كما فهمت من ما كتب عنكِ في السجلات الخاصة بالإختبارات ، تحديداً الحالات التي إختبرت عليها تلك المادة ! لأنك كنتِ ثالث بشرى تعرض لها . . مارسيلا بإهتمام بالغ \ أين هذه السجلات ؟؟ومن الإثنين الأخرين ؟ هيلبرت\ عن السجلات فهى محفوظة بمكان بعيد في الأسفل . . مارسيلا بإستغراب \ أتقصد أسفل الأرض . . أردف هيلبرت \ بعيداً في الأسفل عنيت بها أبعد مسافة ممكنة عن سطح الأرض ، لم يسمح إلا لى ولشخص أخر بالتفتيش فيها لمرة واحدة . . أما من تعرضوا لهذه المادة قبلك ستعرفين من هم عندما يحين الوقت المناسب ، ولكن كنتِ أنتِ الوحيدة التي أخذت جرعة كبيرة لكثرة الإختبارات عليكِ ، لقد أيقن والدكِ أنكِ من الأساس بداخلكِ شيء قد جعل حالتكِ تختلف عن الإثنين الأخرين فكان الإختبار عليهما مثالى ، لكن حتى الأن لا نعرف ما سبب الإختلاف !؟ وأصبحت قوتك العادية ضعيفة أكثر وتعرضت أسنانك لهذا الضعف أيضاً ، أتتذكرين مقوم الأسنان البلاتينى ؟ ، هذا في البداية لكن عندما وصلتِ لسن الـ15 حدث ما حدث وأثرت المادة الخضراء بشكل عكسى وبصورة أكبر وحولت المرض النفسى إلى حقيقة ! إرتفعت درجة تحمل جسدك ، وإرتفعت درجة قوته العادية ، ويمكننى أن أقول مع الوقت حتى ما وصلتِ له الأن ، أصبحت المادة الخضراء جزء منك ، أعنى أنها إختلطت بدمك ! ، نحتاج لمعجزة كى نخرج تلك المادة منك ومن كل من تعرضوا لها ، وقد أصبحت شيء كامن لا يخرج سوى إن تحكمتِ به ، أو أصبتِ بالغضب الشديد أو تحَكَمَت به قوة خارجية . . مارسيلا مقاطعة \ إذاً كان هناك من يتحكم بى ؟ ساد صمت قصير أضاف إليها إستنتاجات ثابتة بأن هناك شيء ما : هيلبرت \ لا ، لم يفعل أحد ذلك ، بل سبب أن عصبيتك مع الشخصية التي إزدوجتِ بها ولد كل هذا . . . مارسيلا \ أتعرف شيء عن وشم الفراشة المحفور أسفل عنقى ؟ هيلبرت \ وما هذا ؟ مارسيلا \ أظن أننى إستنتجت قصة بسيطة ليست لها أساس مثبت . . هي أنه وجد العلاج لكن العلاج لم يكن قوياً يكفى فقط أن يقاوم الجسد المادة الخضراء لدرجة محددة وبعدها تهيج المادة الخضراء وتصل إلى أقصى هيجانها بالجسد ، ويمكن أن تقتله وتمزقه من الداخل ، خاف كيث إيرسون على إبنته وأعطاها هذا العلاج دوناً عن الإثنين الأخرين وأبقى الأمر سراً ، إما لأنه كانت كمية العلاج لا تكفى سواى ، أو بسبب إختلاف نتائج الإختبار . . هيلبرت يبدوا مقتنعاً \ أظن ذلك . . مد هيلبرت ذراعيه لتستقر يديه على كتفيها وينظر لعينيها بجدية بالغة بل وأكثر من قبل تاهت مارسيلا في ترجمة نظراته المنبثقة من تفكير عميق، فساعدها ليترجم مغزاه بقوله : هيلبرت \ تعددت الأن مؤسسات والدك حتى أصبح يمتلك ظاهرياً أحد عشر مؤسسة علمية طبيعية ، لكن في الخفاء أحد عشر مؤسسة علمية طبيعية ، وأحد عشر مبنى تابع لمنظمة سرية بإستثناء مبنى المنظمة التي بنيت تحت أرض المحيط الأطلنطى ، إحدى هذه المباني التابعة في باريس . . دعينى أضيف ، إنه سيجرؤ على مسح ذاكرتك ليقوم بإيداعكِ مع فرقة العمليات الخاصة المسؤولة عن إتمام جميع أنواع العمليات ولكن الأكثر خصوصية وخطورة . . وسيضع ذاكرة مصطنعة لكِ . . هدف المنظمة هي البحث و التطوير في مشروع كبير ، هو المشروع الرئيسى و الأهم من البقية .. هو مشروع لتغيير صفات الإنسان ، حتى يكون خارق للطبيعة ، ما وصل إليه الأن هو ، إعطاء الإنسان صفات تجعله محدود الخوارق ، أي أنه يلجئ لزرع شرائح تعمل بتقنية النانو ، و المادة الخضراء أساسية في بعض الخوارق الأخرى . . سيفعل بكِ هذا يا مارسيلا وسيضمن ان يزرع بالذاكرة المصطنعة ذكريات مختلفة عن الواقع الذى يعيشه قلبك ومختلفة عن مشاعرك ، سيجبرك على أن تشعرى بحب عظيم له ، سيجبرك أيضاً على أن تعملى مع فرقة العمليات الخاصة التي إستدرج كل واحد منهم له ، وسيتوج الفرقة بك قريباً ، وأنا أقسمت أن أحميك حتى لو كلفنى حياتى . . ، هذا الشخص سيختفى ما تبقى من ضميره قريباً ، ستختفى مشاعره قريباً جداً وإلى الأبد حتى العواطف الأبوية التي تختلجه كلما أثرتِ شفقته سترحل ما إن تصبحى عضو أبدياً بالفرقة ، مارسيلا إن المنظمة تلجئ لشتى وسائل الجرم لتحقيق ما تهدف إليه ، و التكنولوجيا الصاعدة المطورة التي تستخدمها تساعدها كثيراً في هذا . . والدك لا يحتاج للمال ، كيث إيرسون يحتاج للبشر فقط ! لقد أطررت أن أبقى معه بعد إكتشافى لكل هذا من السجلات وبعد ما بحثت عنه بنفسى وعرفته بعد عملى معه بسنة واحدة ، بسببكِ أنتِ و البقية من أعضاء فرقة العمليات الخاصة والأعضاء المهددون من بقية القطاعات والفرق . . أبعد يديه عن كتفها وبدأت تبكى من دون أن تموج حركة خفيفة وجهها وتصلبت عينيها وعادت لشكل الدمية ! : هيلبرت \ هؤلاء الشبان في فرقة العمليات الخاصة أبرياء ، إستخدمهم كيث إيرسون للقيام بعملياته الخاصة والصعبة أياً كانت، ويستخدم أحدهم بل يستخدم عقله فقط لذكائه العالى وقوته الدماغية . . . هذا بالذات ، يحتاج لأن ينقذه أحد سريعاً . . . وإلا فسيموت بنفس الصداع المؤلم الذى قتل والد كيث . . فلولا أن كيث إيرسون قام بإستخدام المادة ليتحكم هو بالمخ ، لكان قد تم علاجه . . وأخيراً خف تصلب محياها وتشنجت عضلة من عضلاته ، بينما تخفت عينيها وراء الخصلات عندما طأطأت رأسها ، وقد تبللت الحلويات بالدموع ونطقت في وهن عظيم تحاول أن تتذكر وجه كيث أيرسون لترسل له تلك الكلمات : " أيها الوغد ! " |
__________________
Feeding
Imagination
# n e r m e e n
|