|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#21
| ||
| ||
حاولت الأميرة آنـابيلآ أن تغفو قليلا فقط .. لكنها لم تقدر بسبب الآلام !. جسدها كله يخزها كالآلف قطع زجاج صغيرة منتشرة عليه .. فتململت وهي على ظهر الفرس ثم كتمت التأوهات و الشهقات ... أخذت الفرس تبطئ في السير حتى أصبح مشيا خفيفاً جداً وهي تبتعد من تلقاء نفسها عن الصخور و تعرجات الأرض... فاضطر الفارس لمجاراتها متعجباً .. أمسك بلجامها وهو يهمس برقة للفرس : هيه يا فتـاة...! كانت الأميرة منشغلة بنفسها المتجرحة , فقال "أليكسس" مجدداً بصوت هامس قلق : آوه لهذا السبب..! رفعت الأميرة رأسها ببطء تنظر إليه , و كانت عيناه الؤلؤيتان الزرقاوان تنظران نحوها أيضاً. _ سيلفرين تشعر بك .. أنت تتألمين جداً , أخبريني يا أميرة..! حاولت أن تبتسم لكن وجهها شحب و قالت بهمس و ضعف : لا تقلق. عبس وجهه تحت ضوء القمر.. فقال ببروده : بهذا المعدل من السير..! سوف نصل بمنتصف النهار. توسعت عيناها وقالت وهي تحاول الجلوس : أوه لا... _ لا لا أبقي حيث أنتِ يا أميرة .. ! _ لا تقل أميرة , جرب مناداتي باسمي. أرجوك. قرب حصانه منها و هو يعدل من وضع عباءته فوقها قال : حسنا آنـابيلآ , هل تستطيعين التماسك إلى أن نصل ؟ . _ أجل.. شكراً لك.. تبسم لها و ظلوا يسيرون... فكتمت الأميرة ألآمها بقوة أكبر , و ظنت بأن الليل لن ينتهي .. و أن الفجر لن يطلع , حتى سمعت صوت "أليكسس" الهادئ يقول أخيراً : ها قد وصلنا.. فرفعت رأسها و وجدت خطوط الفجر البيضاء الباهتة تطلع من خلف أسوار قصر مهيـب. دخلا من البوابة التي فتحت لحظة اقترابهما... و توقفا أمام باب القصر الكبير... فصهل الحصان الأسود الذي يمتطيه الفارس... بينما وقفت "سيلفرين" بهدوء و رقه أٌقرب إلى الباب..! ترجل "أليكسس" بسرعة من "أينوس" و توجه إلى الأميرة التي تحاول النزول... قال بصرامة وهو يقف قربها : مهلاً يا أميرة ! , سأحملك أنا.. حدقت به آنـابيلآ بعينين ذهبيتين واسعيتن و قالت : ماذا ؟! , لا أنا... آه.. أتى الكثير من الحراس و الخدم حولهم وهم يهتفون : _ لقد عاد الأمير ميرديلايك... لقد عاد .. ثم علا صوت أبواق بعيدة مرحبة .. _ أنت أمير !!! , همست أنـابيلآ بقلق... تجاهل دهشتها و قال بحده وهو لا يزال رافعا ذراعيه نحوها : هل ستنزلين أم أسحبك أنا ؟!. أحمرا خديها بسرعة و وضعت ساقيها على جانب واحد ثم تأوهت بألم و انزلقت العباءة... أمسك بها "أليكسس" و حملها بين ذراعيه بسرعة قبل أن تسقط العباءة كليا عن كتفيها.. ثم لفها جيداً بها.. بان الضيق على الأميرة من الآلم... فلتفت الأمير يواجه الحشد المندهش , قال بسرعة وهو يسير وهم من خلفه مصدومين ... " كما ترون لدينا ضيفة في القصر... جهزوا جناح الضيوف الملكي.. " " حاضر مولاي.. " قال هذه الكلمة أكثر من عشرة أصوات.. لكن الركض لتنفيذ الأمر كان لأكثر من ثلاثون شخصاً... شعرت أنابيـلآ بالأحراج و الصدمة في آن واحد.. لم تكن تنظر إلى روعة القصر بل خبأت نفسها في العباءة و أغمضت عينيها الرائعة.. سألها بقلق : هل تشعرين بالألم ؟!. همست : لا.. لكن.. قاطعها وهو يصعد درجات : سأمر بطلب الطبيب لك و ستأتي "جانين" لمساعدتك الآن.. أنزلها على سرير ملكي فاخر كبير بأعمدة ولم تكن منتبهة أبداً كيف دخل إلى هنا.. كان سريعا جدا في مشيه و رقيقا للغاية لم تشعر بشيء ... فجأة دخلت سيدة عجوز مهيبة و من خلفها خمس وصيفات فتيات معهن أغراض و صناديق ثياب مختلفة الأحجام. . . قال الأمير محدثا العجوز : جانين , الآنسة مصابة.. اعتني بها جيداً , سأطلب الطبيب... كانت العجوز تحدق بالأميرة ويدها على قلبها , أومأت وهي تقول مندهشة : يالا الفتاة المسكينة.. وجهها.. آ.. صمتت ثم أمرت الوصيفات : أدخلن هذه الأشياء إلى الحمام... هل تستطيعين الوقوف عزيزتي ؟ سوف اساعدك.. حدقت الأميرة بتوتر شديد إلى "أليكسس" الذي يراقبها بقلق أيضا.. فقالت العجوز فجأة وهي تتقدم بينهما : هيا .. حسنا عزيزي ليس لك مكان هنا كما ترى..! ابتسم لها الأمير برقة رائعة وهو يخضع بقوله لها : أجل جانين... رفع بصره و بانت عيناه اللتان بلون السماء نحو أنـابيلآ .. همس لها : لا تخافي.. فهزت رأسها وهي لا تزال تحت تأثير الصدمة... راقبت العجوز نظراتهم بعينين ثاقبة ثم دفعت الأمير برقة على ظهره فغادر عابساً.. ضحكت بلا صوت وهي تلتفت إلى الأميرة و تقول : لحين فتح جناحك الضيافي الخاص جلبك إلى جناحه في غرفته , أنه غائب العقل !. توسعت عيناها الذهبيتين و شهقت قائلة : ماذا ؟!. ثم أدركت أنها جالسه على سريره فهبت واقفة باضطراب و قلبها يخفق بشدة ..... ضحكت العجوز بتسلية وهي تقودها برقة إلى الحمام الفاخر... يتبع....... ^^ |
#22
| ||
| ||
اما في البرج العالي الذي يناطح السحاب ... حدقت الأميرة سوداء الشعر بالدرج اللولبي الطويل الذي يبدو بأنه لن ينتهي قبل أن ينهكها و يستنزفها تماما.... حدثت الدرج بعصبية : لن تنتصر علي !! . درج غبي !. و برج أغبى !. القت نظرة سريعة من فوق كتفها إلى الحارس الفولاذي خلفها , ثم زفرت و تململت و عبثت بشعرها الرائع الطويل قليلا.... همست مع نفسها : أصبحت أتحدث إلى نفسي !. هزت كتفيها ببرود و عادت لغرفتها متخلية عن فكرة النزول ... وقفت عند الشرفة العالية و حدقت بالأسفل السحيق حيث قمم الأشجار قربها....تمالكها الشعور بالغضب مرة أخرى و لم تنفع الطبيعة الجميلة في هدوئها.... _ مالفائدة من بقائي هنا... أشعر كما لو أنني مختنقة و أود القفز من هذه الشرفة...! لكن فجأة سمعت صوت صهيل أحصنة... و ظهر حصانين بندقيي اللون من بين الأشجار البعيدة داخلين من بوابة سور البرج ركزت الأميرة مارسيلين نظرها ثم.... اتسعت عيناها الخضراوين وهي تعرف هذين الشخصين فوق الأحصنة... الأول .... الملك.... والدها بنفسه.... يبلس ملابس بسيطة لكن عملية و بحزامه سيف و الآخر الوزير الأول و صديق أباها القديم القدير... ركضت بسرعة إلى الدرج الحجري اللولبي و هي تهبط الدرجات بسرعة ممسكة بثوبها الأزرق الحريري... و شعرها الليلي الكثيف يتطاير من خلفها... همست بغضب مع نفسها : لقد أتى بنفسه هاه.... سوف يكون بيننا حديث طويل و ربما سأجعله يرى غرفتي حتى يعرف مقدار معاناتي و أنه يبالغ بشكل كبير في ... آه ه ! . تعثرت بحذائها العالي و رأت الدرجات القاسية تقترب بشدة من وجهها ... فشهقت برعب .... ولكن يداً فولاذية أمسكت بوسطها و سحبتها بقوة بعيداً... فاصطدمت "مارسيلين" بالفولاذ من خلفها و شعرت بالدوار يهاجمها... بقيت ثوان تستعيد أنفاسها و الحارس ممسكا بها بثبات لكن بلا شدة.... بعدها تركها ببطء... فأخذت نفسا عميقا ثم التفتت تنظر إلى شقوق الظلام الغارق.... همست و عيناها تلمعان كالزمرد :ش شكراً سيدريك...! أرادت أن تكمل لكن تمسكت بذراعه اليمنى بكلتا يديها ... خوفا من أن تتعثر مجدداً و كان الدرج اللولبي حالك قليلا بالرغم من بداية النهار... و لا توجد سوى نافذة واحدة مقوسة بالدور الثاني إلى أسفل ... مشى الحارس أمامها بثبات و رشاقة وهي متمسكة بذراعه , لم يكن النزول صعبا من برج عالي إذا كنت صافي الذهن خالي من الغضب و لا ترتدي كعبا عاليا !!. زفرت قائلة بصوت خافت حاد و ناعم بنفس الوقت : لم أعرف بأن والدي قادم , هل لديك فكرة ؟!. وحدقت بالخوذة الحديدية... التي هزت نفياً بشكل لبق... بعد دقائق... " زهرتي الصغيرة..." و تقدم الملك بكل مرح وهو يبسط ذارعيه إليها ..... لكن مارسيلين لم تتقدم بقيت جامدة عابسة... " أهلا جلالة الملك... اتساءل عن سبب الزيارة المفاجئة ! " تكلمت ببرود فجعلت والدها يبطئ من سيره و تنزل ذراعيه... شعرت بالألم و ودت لو تقفز نحوه في اللحظة التي نزل بها من الحصان و تعانقه بشدة وتصرخ قائلة : أبي لا تتركني وحيدة...! تبسمت بوجه الوزير الوقور و قالت بأدب : صباح الخير سيادة الوزير. رد لها ابتسامه هادئة وهو ينحني برأسه و يهمس : سعيد برؤيتك يا أميرة. وتقدم إلى أن وقف بجانب الملك إلى الخلف قليلا... فقال الملك وهو يتأمل ابنته : كيف حالك يا زهرتي ؟!. ردت مارسيلين دون أن تنظر بعيني والدها المشابه لعينيها الخضراء لكن بدرجة أدكن " بخير جدا أنني أملك برجا و حديقة و عجوزا تخدمني !! عبس الملك و قال ببرود : أنظري إلي و أنت تتحدثين مارسيل ! , ثم لا تتكلمي عن أشخاص غير موجودين بهذا الشكل و لا سيما السيدة "تالين" . همست بخفوت : تلك العجوز السيلطة لها أسم أيضاً !. " أقلتِ شيء يا أميرة ؟! " سألها والدها الملك بحدة خفيفة.... فأجابت بلا مبالاة وهي تنظر في عينيه : لا تهتم أعتقد بأنني أصبحت أتحدث مع نفسي... سأعتاد على هذا الأمر لا تقلق ! ". ظلوا ينظرون نحوها , و سمعت صلصلة الحديدة الخفيفة من خلفها و كأن سيدريك يغير وضعيته , قال الوزير بعطف ليلطف الأجواء : هناك خبر جميل يريد الملك قوله لك عزيزتي..! رفت مارسيلين بعينيها الجميلة و شعرت بالسعادة المفاجئة تغمرها فالتمعت عيناها بلهفة وهي تحدق بوالدها العابس. تململ و قال ببرود : لقد تقدم لك خطيـب... راود قلب الفتاة الشك و شعرت بقلق غريب من نبرة والدها... أكمل بعد ثانية وهو يراقب ملامحها : " أنه ابن لوريكس .. ترافيس لوريكس ! " وضعت يداها على قلبها دون شعور وهي تشعر بأنها تحلم , أنه هو .... آوه ترافيس العزيز... لا يزال يحبني... فجأة همس الملك بهدوء : أن كنتِ واثقة ! جزعت و كأنه قرأ افكارها ... قالت بدهشة : ماذا ؟!. "غداً مساءا يجب أن يجلبك سيدريك إلى القصر ... و سيأتي هو لسماعك ردك ثم... أنتِ تعرفين الباقي ستقام الاحتفالات على شرفكما ! " حدقت به مصدومة , بهذه السرعة ... لكن مرحى ستتخلص من البرج ذو الدرج اللولبي... و الحارس و العجوز .! لكن هناك أمر مريب ... عيناه والدها تخطط لشيء ما ... أنه يبالغ في الحماية , وهو أبداً لم يحب ترافيس ؟!.. ظلا يحدقان ببعضهما قليلا ... عينا والدها الخضراء الداكنة الغامضة مقابل عينيها الخضراء المشعة المتشككة .. قال الملك مجدداً بصوت حنون خفيض : يا زهرتي الصغيرة , يجب أن تعودي للبرج بعض الوقت , أنت تعلمين بأنني أريد حمايتك... " لم تصدم كثيراً , لكن الحزن عصر قلبها : لا أبي... أرجوك... لا أريد البقاء وحدي هنا أنني أحلم بالكوابيس في الليل.. و عيناها الجميلة تدمعان , اقترب الملك من ابنته و ضمها الى قلبه ... " صغيرتي... لا تبكي , أنا لا أريدك أن تتأذي .. أنتِ في خطر حقيقي و عندما يأمن الوضع سوف أعيد إلى جانبي..." " أخبرني مالخطر أبي ؟! , الناس يتكلمون عني صحيح و أنني الأميرة التي فرت من قصرها... " غضب وهو يبعدها برقة و يقول : سيقطع لسان كل من يتكلم عنك.. أنت فهمت المشكلة بشكل معكوس سوف أشرح لك لاحقا كل شيء , ابقي بأمان هنا مع تالين و سيدريك.. و سأزورك كل يوم ... لكن غداً لا أقدر , سيدريك سيجلبك بأمان ثقي به و لا تسببي المشاكل..." "مهلا أبي...!! " قبلها بين عينيها ثم التفت الى الوزير و سارا معا الى الأحصنة ... دون أن يلوح لها لكز الحصان القوي و ركضا بعيداً... ظلت واقفة وحيدة و الرياح تحرك ثوبها ... كان تفكيرها قد تجمد و هي بحاجة ماسة للنصيحة أو شد على يدها تشجيعا ! , أو حتى تهنئة لأنها خُطبت .. زفرت الهواء من بين أسنانها و نظرة متألمة احتلت عينيها ... التفتت ببطء و وجدت التمثال الحديدي الحارس جامد كالعادة , ساكن كالصخور... همست تحدثه : هل تشعر بأن في الأمر خدعة ما ؟!. ظل ساكناً و كأنها لم تتحدث أصلاً ... حدقت بالخوذة السوداء الحديدية .. و الشقوق الغارقة في الظلام ... حركت كتفيها بملل و يأس وهي تتحرك بعيداً عنه ... همست : ليت لدي بعضا من سكونك !. |
#23
| ||
| ||
" جلالتك , أفيقي أرجوك... " صدرت شهقة بكاء مرير و تردد الصوت في صدى الظلام..... حثتها مجدداً و صوتها ينزف ألماً... رفت بعينيها كثيراً وهي تشعر بأن جفونها تحترق... فتحت غاردينيا عقلها و وعيها لم هي عليه.... وهذا الصوت المألوف الحزين... أنها وصيفتها هنا...! " عزيزتي... آوه حبا بالرب لا تموتِ...! حدقت غاردينيا بالظلام ولم ترى شيئا لدقائق.... همست بأرهاق ... لكن لم يظهر صوت... فحاولت مجدداً .. " كارلا ؟!. " آوه .. آوه نعم عزيزتي.. أنا هنا..!! تحركت و تألمت وهي تقول شاعرة بالبرد الشديد : أين...؟! أين نحن ؟!. بكت كارلا بحرقة وهي تضم الأميرة المضطجعة على الأرضية الباردة القاسية.... قالت ببكاء : " لقد اختطفنا... حبسنا هنا في زنزانة... آواه ماذا سنفعل ؟!! يا ألهي..!! اتسعت عينا غاردينيا و تحول لونهما من التركواز الغائم إلى تركواز محروق مسود من شدة الهلع .. قالت وقلبها قد خلع من مكانه رعباً : لـ... لست أدري ! , أنني .. لا أرى شيئا...! تركتها كارلا قليلا و حدقت بها برعب قالت بارتجاف : المكان مظلم و بارد .. و أنا أيضا لا أرى شيئا.. لقد اجتروني إلى هنا و وجدتك ملقيه على الأرض بلا حراك فظننتك ... ثم أخذت تبكي مجدداً.... بكت غاردينيا أيضا ببؤس , كيف يمكن أن يكون مصير أميرة هكذا ؟! محبوسة في زنزانة قاسية و مظلمة و باردة ... مسحت على شعر كارلا و فكرت بألم أن عليهما أن تواجهان الواقع و تتحملان ما يحدث.. مهما يكن على الأقل يجب على واحدة منهما أن تكون قوية كفاية لأجل الأخرى... آواه من أين أجلب هذه القوة ؟؟! شعرت بذراعي كارلا عاريتين ... و شعرت أيضا بمعطفها أسفل منها.. فقالت بفزع : كــارلا !!! حاولت النهوض مستندة على الجدار البارد وهي تكمل بتعب : لا تفعلي هذا.. المكان بارد..! " لا... لا مولاتي... أنا استطيع التحمل . أنتِ مريضة..! ضمت الأميرة نفسها و بدأ بصرها يعتاد على الظلمة... كانت زنزانة مريعة صغيرة بثلاث جدران و الرابع كله أعمدة حديدية و ممر بلا نهاية مظلم بلا مشاعل... و كارلا تقف قربها وهي تهمس بارتجاف بصلوات و أدعية قلبية .. " ماذا سنفعل ؟! " من الواضح أنهما لا يستطيعان فعل شيء قط... فتاتين مسكينتين بلا حول و لا قوة .. و الأميرة فيهما مريضة !! هسمت لها كارلا وهي تمسك بكتفيها الهشين , : أجلسي مولاتي... أرجوك و لنحاول أن نتماسك... جيد لقد تماسكت كارلا قليلا... إذا لا بأس بأن تجزع هي.... صرخت الأميرة فجأة من ألم أنتابها في جوانبها : آه .. يا ألهي..! " مولاتي...!! " انزلقت ساقطة على المعطف و بجانبها كارلا وهي تهدأها و تضمها ... ذكرتها أن تتنفس بعمق.. فحاولت أن تفعل لكن الهواء هنا ثقيل و بارد و قذر لا يشجع أبداً على التنفس بأي شكل كان !! " آووه عزيزتي أين الألم ..؟!." صكت الأميرة على أسنانها وهي تهمس و دموعها تسيل : أنه في كل مكان.. أشعر بأنني أتقطع !!. " ألهي " ... و بكت كارلا وهي تمسح بشدة جيئة و ذهابا على ذارعي الأميرة المعقودين على بطنها... انحسر الألم تلقائيا و هدأت الأميرة بللت شفتيها الجافتين و حلقها المحترق. قالت بهمس ضعيف : منذ .. منذ متى و نحن.... و ضاعت صوتها عند الكلمة الأخيرة... " لست واثقة من الوقت .. ربما قبيل الفجر !! لقد مر وقت طويل قبل نهوضك.. تنفست الأميرة عميقا و نامت بتعب... همست كارلا مراراً باسمها و جزعت... لكنها تسمعت لتنفسها و ضربات قلبها فعلمت بأنها قد نامت... لا تدري هل هما بالنهار أم الليل ؟! و في أي مكان ...!! مرت بعض لحظات من السكون الثقيل ... حتى تناهى لسمعها صوت كارلا الجزع و قبضتها تشتد على ذراعيها .. " ممـ.. ما ذا تريدون منا ..؟! " تخبطت غاردينيا حولها وهي تستند على ذراع وصيفتها لتجلس , كانت تشعر بأن عظامها تحولت إلى فتات , لا يقدر شيء على حملها و لم تقوى على التماسك... حدقت بحارسين مرعبي المظهر ضخمي الجثة يمسكان برماح طويلة و نظراتهم مرعبة باردة و وجوههم عابسة .. أشار أحدهما برأسه بازدراء على الأميرة و عيناه تلمعان بشرر .. جحظت عينا كارلا و توقف تنفسها و وجهها يشحب بشدة , بينما بقيت غاردينيا جامدة لم تعي ما يحدث ... قال الحارس الآخر بقسوة : اللــورد المظلم يريد رؤيتها... الأميرة.." نطق اسمها و كأنه قذارة !! جاء الوقت لتشحب فيه الأميرة و تختفى الدماء من وجهها ليصبح كلون الطباشير من شدة الرعب , بينما عاد تماسك كارلا وهي تنتفض و دموعها تسيل .. صرخت بهم بصوت معذب : الأميرة مريضة جداَ .. تمسكت غاردينيا بـ كارلا بقوة ... خائفة جداً أن تسحب كتلك المرة , أنها متأكدة بأنها ستموت إن فعلوا هذا مجدداً..!!! احتضنتها كارلا بشدة و ارتجف صوتها كثيرا حتى أنه أصبح غير مفهوم تقريباً : أرجوكم أنها بحاجة للدواء .. أرجوكم دعونا... لكن رجاءها و بكاءها لم ينفع , تقدم الأول العابس وهو يرفع رمحه عالياً يريد أن يحشره بينهما حتى يفك عناقهما الشديد ... ثم ليسحب هو ورفيقة الأميرة الشقراء من شعرها الطويل هذا...! صرخت غاردينيا و كارلا تشد ذراعيها حولها ... لكن فجأة توقف كل شيء... و خطوات الحارس المجنونة... ساد صمت مريب... فرفت الأميرة برموشها الثقيلة المدمعة و رفعت بصرها ثانية فقط كانت تسمع ضربات قلبيهما التي جنت فوق الصمت... انحنى الحارسان لشخص ما , رفعت بصرها المرهق أكثر , و وجدت ظلا نحيلا طويلا و عصا .. ثم شعلة ضوء باهتة أضاء وجه العجوز الحاد , أشار برأسه و هرب الحارسان .... حدق بها بعينين باردتين كلون الحديد... رفعت كارلا رأسها و حدقت به أيضا , اقترب خطوتين بعصاه الطويلة السوداء كلون عباءته التي ترفرف بخفة... ظل يراقب الأميرة طويلاً ثم إلى شعرها و يديها النحيلة ووجهها الأبيض الشاحب و عينيها الزرقاء التي صغرت بؤبؤها من شدة الخوف ... ضاقت عيناه الباردة و لم يعجبه ما رآه ... رفع يده عالياً شهقت الأميرة و خبأت رأسها في صدر كارلا... " لا تخافـي , أنا أريد معالجتك !. " صرخت كارلا بشهقة وحيدة : أنت ساحر !! كان صوته مبحوح بارد وهو يرد عليها : أنا عـالم , و أرى أن الليلة هي آخر ليلة لأميرتك إن لم تعالج .. أنها تحتضر . كانت غاردينيا قد تجاوزت مرحلة الألم إلى مرحلة الخدر التام و اللاوعي بالواقع ! , كانت على حافة الموت حقا . اقترب الرجل العجوز الطويل منهما و ركع على ركبتيه ثم أمسك برقة بذقنها و تفحص وجهها لثانية و كانت قد أغمضت عينيها خوفا من أصابعه الباردة , تمتم بشيء ما .... ثم نظر إلى كارلا و قال ببرود : سأحملها معي الآن ... و أنت اتبعيني أن كنت تستطيعين الوقوف .. كانت كارلا تشك بأنها تقدر على الوقوف , لكنها الآن شعرت بالأمل لرؤية هذا العجوز فأومت برأسها و العجوز بدا أقوى مما تظن و أطول قامة وهو يرفع الأميرة بين ذراعيه و ساروا معاً للخارج.... عبر دهاليز مظلمة طويلة .. همست كارلا بعد أن وجدت صوتها : أنت .. تـ.. تساعدنا ؟! . " هذه ليست الكلمة ! " ألقى إليها نظرة باردة مخيفة ساخرة لكن حادة .. تم الجزء ... ^^ |
#24
| ||
| ||
اتمنى لكم الاستمتااع ^^
|
#25
| ||
| ||
قصتككككككك ررروعة انتظر الشخصيات الثلاث بفارغ الصبرررر تقبلي مروري
__________________ IWill be okay ^.* مشتركة في حملة تنشيط المنتدى ^^ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
طفل يولد واسمه مكتوب على خده "صوره" لاتخرج بدون كتابة """سبحان الله""" | darҚ MooЙ | موسوعة الصور | 132 | 12-15-2011 09:33 PM |
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" | mody2trade | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 05-14-2008 02:37 PM |